·
أنا مسئول عن مستوى الأفلام المشاركة فى المسابقات ونحرص
على التنوع الاجتماعى والسياسى
·
نكرم 3 شخصيات سينمائية كبيرة.. والمهرجانات التى تفرط فى
عدد المكرمين تضع نفسها فى ورطة كبيرة
·
رغم زيادة ميزانيتنا لكننا بحاجة لمزيد من الدعم.. فسقف
طموحاتنا بلا حدود
·
الإقبال الجماهيرى على العروض مشكلة دائمة ونحتاج لوقت طويل
حتى نجد لها حلا
·
ليس لدى موقفا من النجوم وكل عام نرسل لهم دعوات للحضور لكن
مهرجاننا ليس فى قائمة اهتماماتهم
·
لسنا أمام دورة استثنائية.. وكل طموحاتى أن تخرج الدورة الـ
21 بسلام وتحظى على رضاء النقاد والجمهور
للدورة الثالثة على التوالى، تُجدد الثقة فى الناقد عصام
زكريا رئيسا لمهرجان «الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة»، بعد نجاح
فكرة فصل رئاسة المهرجان عن رئاسة المركز القومى للسينما ــ الجهة المنظمة،
وبعد نجاحه شخصيا فى الانتقال بالمهرجان لمكانة أفضل وأحسن، وهو ما يضعه فى
موقف صعب ويزيد من حجم مسئولياته حتى ينجح دوما فى كسب رضاء النقاد
والجمهور معا، ومع اقتراب انطلاق الدورة الـ 21 لـ«الاسماعيلية السينمائى»
فى الفترة من 10:16 من إبريل المقبل، التقت «الشروق» به ودار حوار حول آخر
الاستعدادات للدورة الجديدة وكواليس ما يحدث فى مطبخ التحضيرات.. بدأنا
حديثنا عن وصف البعض للدورة القادمة بأنها «استثنائية» وموقفه من هذا الوصف
فقال:
لم أصف فى أى تصريحاتى الدورة المقبلة بأنها استثنائية،
خاصة أن هذا الأمر لا يشغلنى كثيرا، ولا أسعى لمثل هذه المسميات او
المصطلحات، فكل غايتى أن تخرج الدورة الـ 21 «على خير» وأن تحظى برضا الناس
سواء المختصين بهذا النوع من السينما أو الجمهور العادى، وأن ينعم الجميع
بوقت طيب بدون أى مشاكل ومضايقات، وأن تكون الإقامة مريحة ومستوى الأفلام
جيد والعروض تقام بلا أى توقف لأى سبب وأعتقد أن هذا هو الامر الطبيعى وليس
استثناء.
·
يرى البعض أن اهتمامكم بالسينما الإفريقية هذا العام به
مغازلة للنظام بعد اختيار مصر رئيسا للاتحاد الإفريقى فما تعليقك؟
ــ مواكبتنا للأحداث السياسية امر طبيعى، فنحن نعمل بمهرجان
دولة، وبما ان هناك توجها للاهتمام بإفريقيا فلابد من مسايرة هذا الاهتمام،
إذن فالأمر بعيد تماما عن مغازلة النظام، إلى جانب أننا لم نهتم بإفريقيا
وحدها، ولكن بعد إعلان أن هذا العام هو عام الثقافة المصرى الفرنسى قمنا
بعمل برنامج للسينما الفرنسية، ولا أجد أى مشكلة فى هذا، مع الوضع فى
الاعتبار أن هناك مطلبا مسموعا لسنوات بضرورة الاهتمام بإفريقيا لأننا
أهملنا الالتفات لها، وأعتقد أنه حان الوقت لكى نفعل وتكون هناك فعاليات
ثقافية وأدبية وفنية تجمع بيننا، فالأمر لا يقتصر على الجانب السياسى فحسب.
·
ألا يكفى وجود مهرجان خاص بالسينما الإفريقية وهو مهرجان
«الأقصر» الذى انتهت فعالياته قبل أيام قليلة من بدء الدورة الـ 21
لـ«الإسماعيلية السينمائى»؟
ــ بداية أود أوضح انه لا توجد أى منافسة بين المهرجانات
المصرية، ولا يسعى مهرجان لسحب ميزة من مميزات مهرجان آخر بدليل أن مهرجان
«الأقصر للسينما الإفريقية» الذى نتحدث عنه الآن، يقيم مسابقة للفيلم
التسجيلى والروائى القصير ومسابقة للطلبة، وهى نفس المسابقات التى يقيمها
«الإسماعيلية السينمائى» ولم نغضب، ولم نتحدث عن أن هذا هو توجهنا منذ
سنوات طويلة ولا يجوز لأحد تقليدنا، كما أن جميع المهرجانات الأخرى تفعل
الأمر نفسه، فنحن جميعا نعمل من أجل هدف واحد وهو نشر الوعى السينمائى
والفنى والثقافى وإتاحة الفرصة لهذه النوعية من الأفلام لكى تحظى على نسبة
مشاهدة كبيرة، ولذا فأنا أرى أننا بحاجة لمزيد من المهرجانات، فنحن أقل
دولة بها عدد مهرجانات وقاعات عرض لا تتناسب مع الحجم السكانى.
·
هل وجود نفس المسابقات فى كل المهرجانات المصرية يتسبب فى
مشكلة الحصول على أفلام جديدة؟
ــ ربما هذا يحدث فى بعض المهرجانات، لكن بالنسبة
لمهرجاننا، فلا نعانى من وجود أى مشكلة فى الحصول على أفلام جديدة، بالعكس
فأنا لدى كمّ كبير من الأفلام يكفى لدورات عديدة متتالية، وهناك صعوبة
شديدة فى الاختيار وتصفية هذه الأفلام، وتقوم لجنة المشاهدة بجهد جبار،
وهذا يعود لكوننا مهرجانا متخصصا فى هذه النوعية من السينما، ولنا سمعة
طيبة جدا على المستوى الدولى.
·
باعتبارك ناقدا سينمائيا بالأساس، إلى أى مدى تشارك فى
اختيار الأفلام المشاركة فى المهرجان؟
ــ إلى أقصى مدى، فأنا مسئول بشكل مباشر وواضح عن مستوى
الأفلام المعروضة فى المهرجان، وطبيعى أن أشارك فى اختيارها فهذا هو عملى
الأصلى، فمع وجود لجنة للمشاهدة، اقوم بمشاهدة الأفلام التى تم تصفيتها
وأختار بينها، وهناك عوامل أحرص عليها فى اختيارى، بخلاف عامل الجودة، فكل
الأفلام التى تصل الينا مستواها «جيد» لكن تبقى عوامل اخرى تدفعنا
لاختيارها، منها التنوع والتمثيل الجغرافى باعتبارنا مهرجانا دوليا، ولابد
أن أوفر للمشاهد وجبة سينمائية مختلفة الاطباق، ما بين أفلام اجتماعية
واخرى سياسية وغيرها من الموضوعات.
·
هذا العام قمتم بإهداء الدورة للمخرجة الراحلة عطيات
الأبنودى، فهل نحن أمام نهج جديد لـ«الإسماعيلية السينمائى» فى إهداء
دوراته القادمة لشخصيات سينمائية؟
ــ الظروف هى التى فرضت علينا إهداء هذه الدورة للمخرجة
الراحلة عطيات الأبنودى التى رحلت عنا أثناء فترة تحضيرنا لهذه الدورة،
وإيمانا منا بقيمتها وتاريخها السينمائى الكبير قررنا إهداء هذه الدورة
لها، فعطيات الأبنودى تعد رائدة من رواد السينما التسجيلية فى مصر والوطن
العربى، وربما يتكرر الأمر نفسه فى الدورات القادمة اذا وجدنا من يستحق،
ولن يقتصر الأمر على الذين رحلوا عن عالمنا وربما أهدينا دورة المهرجان
لشخصية لا تزال على قيد الحياة وتستحق التكريم.
·
بمناسبة التكريمات ما سبب قلة المكرمين فى مهرجان
«الإسماعيلية»؟
ــ نحن نكرم 3 كل دورة تقريبا، من مصر والوطن العربى
والعالم، وفى هذه الدورة نكرم مدير التصوير سعيد شيمى والمخرج والسيناريست
اللبنانى برهان علوية والمخرج الإفريقى موازيه نجانجورا وهو مخرج عالمى وله
تاريخ كبير، وهو عدد طبيعى جدا، فأنا ضد فكرة الإفراط فى عدد المكرمين
والمهرجانات التى تفعل ذلك تضع نفسها فى أزمة كبيرة، مثل مهرجان
«الإسكندرية السينمائى» الذى قام بتكرار أسماء المكرمين، فنجده كرم دريد
لحام نحو 3 أو 4 مرات، وكرم نور الشريف كثيرا، والسبب ان فى كل دورة يقوم
بتكريم نحو 15 اسما، فمن أين سيأتى بمكرمين جدد.
·
تحدث د. خالد عبدالجليل رئيس المركز القومى عن زيادة دعم
المهرجان المادى واللوجيستى فما مدى تأثير هذا على الدورة الجديدة؟
ــ هناك بالفعل زيادة فى الدعم بنحو نصف مليون جنيه، لكن ما
زلنا فى حاجة لمزيد من الدعم، فميزانيتنا حاليا تبلغ نحو مليون ونصف تقريبا
ونسعى لكى تصل لـ 3 ملايين او 3 ملايين ونصف، وهو ما ينعكس بشكل إيجابى على
المهرجان حتى نستطيع تغطية نفقاتنا وتقديم خدمات متميزة لضيوفنا،
وبالمناسبة فكلما زادت الميزانية ارتفع سقف طموحاتنا وأحلامنا، وهو بلا
حدود، فنحن نتعشم دوما فى الأفضل، ونسعى لتحقيقه بكل الوسائل.
·
هل استقررتم على أعضاء لجنة التحكيم؟
ــ نعم، خاصة أن هذا العام قررنا عمل لجنتين تحكيم وليس
لجنة واحدة كما كان الحال سابقا، فوجود لجنة تحكيم واحدة لجميع المسابقات
كان يشكل عبئا وجهدا كبيرا على اعضاء اللجنة، فكان لابد من إيجاد حل، وبعد
أن استقررنا على فكرة وجود لجنتين قمنا بالفعل بتعيين أعضائها فيتولى
المخرج يسرى نصر الله رئاسة لجنة تحكيم الفيلم التسجيلى وتشارك الفنانة
السورية سلاف فواخرجى فى عضويتها، وتتولى مخرجة فرنسية رئاسة مسابقة الفيلم
الروائى القصير ومعها المخرج المصرى محمد حماد والمخرج الإماراتى نواف
الجناحى، وحرصنا أن يكون هناك مزج بين الأجيال الشابة والكبيرة لتبادل
الخبرات والثقافات.
·
هناك تفاصيل حدثت فى الدورة الـ 20 تسببت فى إزعاج الضيوف
مثل انقطاع التيار الكهربى عن دور العرض فكيف تتفادون هذه الأشياء؟
ــ بالطبع كانت هناك تفاصيل صغيرة لكنها كانت مزعجة،
وانقطاع التيار الكهربى كان خارجا عن سيطرتنا فكانت هناك اصلاحات ولم يتم
إبلاغ المسئولين بوجود مهرجان سينمائى، لكن بكل تأكيد نحن نبذل قصارى جهدنا
لتفادى هذه السلبيات ونضع هذه التفاصيل فى ذهننا حتى لا تتكرر فى الدورة
القادمة.
·
وماذا عن الإقبال الجماهيرى الضعيف هل وجدتم حلولا لهذه
المشكلة؟
ــ ضعف الإقبال الجماهيرى مشكلة كبيرة ودائمة، ولن يتم حلها
فى عام او اثنين، خاصة ان هناك ثقافة راسخة لدى الجمهور أن المهرجانات تعرض
افلاما لا تحظى على اعجاب الجمهور العادى أو ما يسمى بـ«أفلام مهرجانات»،
ونحن بحاجة إلى عمل توعية فى المدارس والجامعات بأهمية هذه الفاعليات
الفنية، لكن بكل تأكيد نحن نحاول، ونسعى لكى يتعاون معنا أكبر عدد ممكن من
أبناء المحافظة كمتطوعين، ونعمل دعاية لا بأس بها داخل المحافظة نفسها، كما
يقوم المهرجان حاليا بفكرة التبادل، بعرض الأفلام فى دول اخرى وفقا
لبروتوكولات واتفاقيات مسبقة، كما حدث فى الاردن مؤخرا، وأتمنى أن أعرض
أفلام المهرجان فى محافظات مصر اذا وافق أصحابها فنحن لا نمتلك حق التصرف
فى هذه الافلام ولابد من الرجوع لاصحابها إما أن يوافقوا أو يرفضوا.
·
لكنك ما زلت تقول إن مهرجانك ليس مهرجان نجوم ولن تدعوا أى
نجم للحضور أليس كذلك؟
ــ أود أن أصحح ما كنت أقصده فى هذا الشأن، لأن هناك من
أساء فهمى، ليس لدى موقف ضد النجوم، وبكل صراحة ووضوح النجوم هم الذين
يرفضون الحضور لمهرجاننا، لأن مهرجاننا مهرجان متخصص لنوعية معينة من
السينما، وهم لديهم اولويات بالحضور لمهرجانات سينمائية أخرى أكثر شهرة
خارج مصر، أو مرتبطين بأعمال درامية أو سينمائية، ولكن من جانبنا نحن نرسل
الدعوات لهم، وأهلا بهم إذا حضروا، لكن فى النهاية أنا مؤمن أن المهرجان
ليس سجادة حمراء وليس من أولوياتنا النجوم. |