انتشال التميمي: التكامل بين المهرجانات أهم من
التنافس
حاوره: قيس قاسم
جاء انتشال التميمي، إلى السينما وإدارة مهرجاناتها
وبرمجة أقسامها، من عالم التصوير الفوتوغرافي والتصميم الطباعي،
مرجعيته عدا الأكاديمية ـ باعتباره خريج كلية الصحافة من موسكو ـ،
معرفية اختلطت فيها التجربة السياسية بالثقافية، وموهبة لافته في
التقاط تفاصيل ما يحيط به، والإقدام على رغم ما يظهر عليه من سكون
وهدوء على تجريب ما لا يعرفه جيداً حتى يتمكن منه. ومن هنا جاء
وصفه من قبل المقربين منه والعاملين معه منذ شبابه بـ «الطفل
المعجزة» تحبباً. قادر انتشال على التحرك بسرعة وإنجاز أكثر من عمل
في آن وبإتقان يحسد عليه، ميزته الأهم قدرته اللافتة على الإصغاء،
والبناء على ما يصله من دون ضجة أو ادعاء فلا غرابة لمن يعرفه
جيداً أن يراه ملماً بتفاصيل عمله السينمائي بمقدار إلمامه ببقية
الشؤون ولا غرابة أن يتولى إدارة مهرجان سينمائي وهو العراقي في
بلد السينما العربية... مصر. مهمة عليه إنجازها بكل ما فيها من
تحديات وفرادة كونها تؤسس على أرض مدينة صغيرة لم تعرف صناعة
السينما ولا تقاليدها مثل القاهرة وبقية مدن مصر الكبيرة. فالجونة
البعيدة أميالاً كثيرة عن العاصمة، قليلة السكان أرادت كسبه
لمصلحتها فأعطته مهمة إقران اسمها بفعل سينمائي مهم، ثقافي في
جوهره، ليكون لصيق صفتها كمدينة سياحية رائعة بامتيار. ومن طبيعة
الجونة نفسها بدأ حوارنا معه حول مهرجان الجونة ولماذا يقام فيها.
وفي الأحوال كافة ما هي الخصوصية التي تميّزه عن البقية التي
سبقته؟ وكعادته تدفق كلامه «الموزون» من دون أن يأخذ استراحة.
أمكنة المهرجانات
- سؤال الخصوصية... للإجابة عنه، لا بد من التذكير
بالعام؛ فكل مهرجان سينمائي في العالم يمتاز بتفرد المكان المقام
عليه. بعد أكثر من سبعين سنة من التجارب المهرجانية في العالم من
الصعب أن تجد لك خصوصية منفردة بالمعنى الحرفي للكلمة، المهم في
رأيي أن يجد كل مهرجان الشكل والحجم والطموح المناسب للمكان.
بالنسبة إلى الجونة، التي يحلو لنا تشبيهها بـ «كان» الفرنسية
ولوكارنو وسندانس، وكلها ليست مراكز، السعي الحقيقي لها هو أن يكون
مهرجانها شبيهاً بها. أما خصوصيتنا فحدّدت في اللقاء الأول الذي
جمعنا مع مؤسسه نجيب ساويرس وبقية الفريق المهيئ للمشروع. كان
التصور ومنذ اللحظة الأولى واضحاً: أن يكون المهرجان شاباً، يشبه
المدينة الشابة التي ينظم فيها وينسجم مع طبيعتها كمدينة أطراف
ساحلية، لذلك فإن صيغة تكوين المهرجان بُنيت على هذا الأساس؛ على
طبيعتها الجغرافية، على عدد المرافق الثقافية المتاحة فيها وتم
تصميم المهرجان وفقها ووفق خبرة تجارب مشابهة على كل المستويات.
·
كل هذا من دون مرجعيات؟
- انطلقنا في التأسيس في الجونة من مرجعيات سابقة
ومنها أردناه أن ينهض قوياً! يبدأ بقوة على كل المستويات. لم نرد
له أن يتصاعد متدرجاً من الصفر التجريبي. لا... أرادناه أن يولد
كبيراً، وهذا يتطابق مع طموح مؤسس المهرجان المعروف بنجاحه كرجل
أعمال وبجسارته التجارية وبطموحه العالي، وانسجاماً أيضاً مع
طموحنا الشخصي، في أن ننجز شيئاً مهماً يؤسس على قاعدة قوية
واستثمار جيد لخبرات كل المساهمين الأساسيين الكبيرة. كان الرأي أن
ينطلق العمل بدورة قوية والتخطيط لتحقيق ذلك بدأ فعلاً منذ اللحظة
الأولى التي طرحت فيه فكرة إقامته قبل عام ونصف عام».
·
وعلى المستوى العربي؟
- ما دمنا في الخصوصية، لا بد من التأكيد على انه،
على المستوى المصري والعربي لأول مرة يؤسس مهرجان سينمائي من دون
الاعتماد على دعم الدولة. فالرهان جرى منذ البداية، على دعم القطاع
الخاص، والرعاة. صحيح هناك بعض المهرجانات القليلة مدعومة من
جمعيات ثقافية واجتماعية إلا أن البقية تحصل على دعم مالي من
مؤسسات الدولة تصل أحياناً الى أكثر من 80 في المئة من موازنتها.
الخاصية الأخرى عدم اعتمادنا على كوادر قديمة عملت في مهرجانات
سابقة، فهؤلاء الأشخاص أنفسهم نراهم ينتقلون ـ بخبراتهم الجيدة وفي
الوقت نفسه بصيغ العمل القديمة البالية ـ من مهرجان الى آخر
ويتركون خصالهم المهنية عليه، في حين كان تركزينا على الشباب وربما
لأول مرة على كوادر شابة حملت مسؤوليات مضاعفة لكننا على يقين من
قدرتها على إعطاء الكثير لا للمهرجان فحسب، فهؤلاء أنفسهم سيكونون
ركيزة وطنية لعمل مستقبلي.
شيء من المنافسة
·
من دون المجاملات الشكلية كل مهرجان كبير في
المنطقة يدخل في دائرة التنافس مع أمثاله، كيف تبررون طبيعة
المنافسة وإلى أي حد تعملون لمنع وصولها الى مستوى «العداوة»؟
- هذا الوضع عايشته لزمن طويل فالمنافسة بين
المهرجانات ظاهرة ليست عربية فحسب بل دولية. هناك منافسة بين برلين
وروتردام وبين فينيسيا وتورنتو لتزامن انعقادهما. والمنافسة
المعروفة بين مهرجاني دبي وأبو ظبي، كونهما في بلد واحد وخليجياً
هناك منافسة بين دبي والدوحة ترايبيكا. من الصحي أن تتنافس
المهرجانات لاستقطاب الأحسن وأن تتعدد نحو تغطية جغرافية أوسع.
المهم في هذا الجانب ليس التنافس بل التكامل فليس هناك مهرجان في
المنطقة وحده قادر على استقطاب كل الأفلام، لا الأجنبية ولا
العربية ولا أحد منها قادر على جمع كل النقاد والصحافيين ولا
النجوم بمفرده.
·
والجوائز... سخية مغرية مثل المهرجانات الغنية؟
يتوقف التميمي عند حديث الجوائز ملياً، معتقداً في
نهاية الأمر، أنها ملائمة. فهي ليست كبيرة مثل مهرجانات أخرى تصل
أحياناً الى مليون دولار ولا شحيحة كما في مهرجانات موازناتها
فقيرة.
- مفهومنا للجوائز مختلف بعض الشيء إذ نريدها
كمساهمة وتشجيع لصناع الفيلم على إنجاز أعمال جديدة. ونعود ونذكر
أن طبيعة البرامج هي من يعطي الخصوصية وليس التنافس وحده. ليست
مجاملة، أتمنى أن يزيد عددها فنرى مهرجانات في دول لم تعرف تنظيمها
مثل ليبيا وغيرها وأن تكبر المهرجانات الصغيرة وتزدهر وأكرر القول
«البحر واسع والسمك وفير والعربي بحيرة صغيرة وأسماكها قليلة»
ولهذا ربما سيبقى التنافس على استقطاب الأبرز فيها أشد، وعليه
وجهنا دعوة الى كل المهرجانات العربية الكبيرة من دون استثناء
لحضور دورتنا الأولى من أجل مزيد من التفاعل بيننا.
استقطاب إستثنائيّ
·
يتزامن مهرجانكم مع انعقاد مهرجانين مهمين هما
فينسيا وتورنتو ولضيق الوقت كيف تحلون مشكلة الحصول على الأفلام
الجيدة المعروضة فيها؟
- ميزة برنامج المهرجان هي أن 70 في المئة من
محتوياته تنتمي إلى الشهرين الماضيين حيث استطعنا استقطاب نخبة من
أفلام مهرجانات الموسم الثاني من عام 2017، فالأفلام الفائزة في
مهرجانات كارلوفيفاري ولوكارنو ومختارات من أفلام فينيسيا وتورنتو
وجدت طريقها إلى المهرجان. فيلم افتتاح مهرجان سان سباستيان «غرق»
لفيم فينديرز والذي سيصادف عرضه في يوم افتتاح مهرجان الجونة
سينتقل إلينا بعد ستة أيام. فيلم «تنفس» والذي سيفتتح مهرجان لندن
في تشرين الأول (أكتوبر) سيعرض في مسابقة الجونة. وأستطيع
الاسترسال طويلاً بأمثلة غير محدودة من أعمال مهمة وحيوية تشكل مع
بعض موازييك رائعاً من الجمال والفن. عندنا أفلام هوليودية كبيرة
تتجاور مع أفلام صغيرة الإنتاج، عربية مع دولية، وثائقية وروائية
قصيرة وطويلة هي قائمة التجارب التي نسعى إلى تقديمها مصحوبة
بلقاءات مع معظم ممثلي تلك الأفلام بخاصة تلك التي أدرجت في
مسابقاته.
·
سؤال الدعم... منصة الجونة، هل تشترطون أشياء على
المدعومين؟
- في تصوري حتى اللحظة وفي ما يتعلق بمنصة الجونة
(الجسر والمنطلق) في القسم الأخير اخترنا من سبعين مشروعاً أثني
عشر منها ستتنافس على جائزة المنصة وهناك ست جوائز أضافية قُدمت من
الرعاة وكلها في مرحلة «التطوير» ولجان تحكيمها ستحسم خياراتها. في
تلك المشاريع اشترطنا على الحاصل على جائزة الجونة أن يكون عرضه
الأول لنا، وهذا الفعل نابع من أن هناك مهرجانات في المنطقة تضع
هذا الشرط وفي حالة تخليها عنه سنتخلى بدورنا نحن أيضاً. فالاشترط
نعتبره خطوة «جوابية» أكثر منها رغبة في الاستحواذ على العروض
الأولى، لأن المهرجان ـ عدا وظيفته التقليدية كعارض للأفلام ـ يراد
له التماثل مع عديد المهرجانات العريقة، التي تبنّت العمل على
أسواق الإنتاج المشترك ونحن أيضاً حريصون على توافرها في الجونة،
فهي من يُزيد من الحراك السينمائي ويشجعه، بعيداً من المؤسسات
الرسمية الحكومية وطابعها البيروقراطي العديم الديناميكة.
شيء من اللغط
·
أنت العراقي وجودك على رأس مهرجان مصري، ألا يثير
أقاويل قد تنم عن غيرة وحسد؟.
- سبق الإعلان الرسمي عن انطلاق المهرجان في شهر
أيار(مايو) هذا العام، إشهار تعييني مديراً له. في البداية ظهر لغط
بسيط لكني حصلت على دعمين أساسيين؛ من قبل مؤسس المهرجان المعروف
بمواقفه الصارمة فحين يقتنع بأمر ما يدافع عنه حتى النهاية وقناعة
فريق العمل المؤسس وإحساسهم من خلال زيارتنا أكثر من مكان بنوع
العلاقة المميزة التي تربطني بالوسط السينمائي على اختلاف مستوايته
كل ذلك لم يكن بعيداً من دعم مخرجين ومنتجين وصحافيين مصريين سبق
لي أن تعاملت معهم لمدد طويلة ويعرفون جيداً حرصي على تقديم منجز
بمواصفات جيدة ونجاحي في مهماتي السابقة.
·
سؤال فني ما هي الميزة الأهم في أن يكون المرء
مديراً لمهرجان سينمائي وبخاصة عربياً.
- بدأت عملي مديراً فنياً لمهرجان سينمائي صغير
ربما استطعت من خلاله على رغم قلة موازنته تقديم فعل كبير. انتقلت
بعد ذلك الى أبو ظبي وتوليت مسؤولية البرامج الآسيوية تحت ادارة
الناقد الراحل الكبير سمير فريد ولاحقاً أصبحت مديراً للبرامج
العربية وعضواً في «سند» ثم مسؤولاً عنها. كل ذلك شيء وأن تتحمل
مسؤولية مهرجان كبير وفي أولى دوراته شيء مختلف أخذ مني قرابة
«عشرة كيلوغرامات» من وزني!، على رغم ذلك غلب على عملي طابع التحدي
وتذوقت فيه طعم استنهاض الطموح المتوهج هذا كله تم بتعاون مهم وجو
متناعم فمدير أي مهرجان لن ينجح من دون وجود التوازن المطلوب
والحماسة اللازمة لتقديم المزيد. والحقيقة كان الاندفاع، العامل
المساعد الأهم لرفع شعار نريده ملازماً لمهرجاننا: الترقب والحماس.
####
«الزعيم» عادل إمام نجم لكل العصور
القاهرة – هبة
ياسين
مما لا شك فيه أن عادل إمام سيكون نجم الحفل
الافتتاحي للدورة الأولى لمهرجان الجونة الذي يبدأ فعالياته مساء
اليوم في هذا المنتجع الفاتن على ساحل البحر الأحمر غير بعيد من
الغردقة. صحيح أنه في الحقيقة واحد من ثلاثة مكرمين في المهرجان:
الناقد اللبناني إبراهيم العريس، إلى جانبه في ليلة الافتتاح،
والنجم الأميركي الكبير فورست وايتكر في الحفل الختامي، ولكن من
المؤكد أن «الزعيم» سوف يسرق النجومية وحده من زميليه، ومن المؤكد
أن هذا لن يحزن أياً منهما. فلعادل إمام دائماً مكانته الاستثنائية
في العقول والقلوب العربية وهو أمر لا بد من الاعتراف به دائماً.
وهنا نوع من بورتريه للتذكير بالمسيرة المدهشة التي قطعها من لا
يزال حتى اليوم وبعد أكثر من نصف قرن مرّ على بداياته، نجم النجوم
في السينما المصرية والفن العربي...
خمسون عاماً من العمل الفني لم تزده السنوات إلا
نجومية ولمعاناً متربعاً على عرشها، فهو صاحب السعادة، وهو
«الزعيم» و «حرّيف» الفن، عادل إمام، زعامة لم ينافسه خلالها أحد
ليشكل حالة فنية فريدة على مستوى الوطن العربي، إذ ما زال النجم
الكبير قادراً على الاحتفاظ بقاعدة عريضة من الجمهور بكل مشاربه
وشرائحه وطبقاته.
عادل إمام الذي ولد في محافظة الدقهلية (دلتا مصر)
عام 1940، ثم انتقل مع عائلته إلى القاهرة، حيث نشأ في كنف عائلة
تنتمي إلى الطبقة الوسطى، عشق السينما منذ صغره، فكان يرتاد العروض
المختلفة لا سيما الأفلام الأميركية منها، أحب التمثيل وبدأه على
مسرح جامعة القاهرة، حيث كان المد والمناخ الثقافي مواتياً، التحق
بفرقة التلفزيون المسرحية عبر أدوار صغيرة، ومنها كانت انطلاقته
عبر مسرحية «أنا وهو وهي» 1962، فتدرج على سلم المجد من ممثل مساعد
إلى البطل الأول، مستوياً على عرش النجومية ولم يبرحه.
يؤمن عادل إمام أن الضحك شفاء للصدور، يملأ القلوب
فيضاً من التسامح والمحبة، وبنفس قدرته على انتزاع ضحكات الجمهور،
أجاد تجسيد الأدوار التراجيدية باقتدار ومنها «الإرهابي» و «دموع
في عيون وقحة» و «المشبوه»، و «اللعب مع الكبار» و «حب في
الزنزانة» وغيرها.
يحق له أن يحظى بلقب «نجم لكل العصور»، فهو فنان
استثنائي كسر قاعدة البطل الوسيم، إذ لم يمتلك تلك الوسامة التي
توافرت لكثير من ممثلي جيله، ومع ذلك تمكن من تغيير الصورة النمطية
للفتى الأول، وهو ما يفسره عادل إمام بقوله: «إن الواقع هو الذي
يفرض المادة التي يمكن العمل بها، والفن مرآة الشعوب وأنا أعبر عن
الواقع، وأهتم بتجسيد الشخصيات القريبة من الناس كي أحظى
بالصدقية». فلا يؤمن الفنان الكبير بتمثيل الشخصية بل يتقمصها
شكلاً وموضوعاً، كي لا يشعر المشاهد بغربة وهذا هو النجاح بالنسبة
له».
تبنى إمام هموم الوطن، طارحاً قضايا مجتمعية
وسياسية شائكة، متحدياً الجماعات الإرهابية المتشددة ومتصدياً لها
عبر أعماله، إذ ضربت ظاهرة الإرهاب مصر بقسوة خلال حقبة التسعينات
من القرن الماضي، وشهدت أحداثاً دموية طاولت قلب العاصمة المصرية،
ما دفعه إلى تقديم «الإرهابي» 1993 الذي كتبه لينين الرملي، ما
جعله مستهدفاً ومهدداً بالقتل، بل جاء على رأس قوائم الاغتيالات،
إلا أن ذلك لم يثنه عن عزمه في مكافحة التطرف.
وخلال الحقبة ذاتها، أبدى النجم الكبير تحدياً
سافراً للإرهاب، إذ قام بعرض مسرحيته الشهيرة «الواد سيد الشغال»
في محافظة أسيوط (جنوب مصر) والتي كانت أحد معاقل الإرهاب آنذاك.
ما دفع بعضهم لاحقاً لمقاضاته في عام 2012 بتهمة «ازدراء الأديان»
والإساءة للدين الإسلامي عبر أعماله، وأصدر القضاء المصري حكماً
ببراءته.
كما كشف الفساد في الجهاز الإداري للدولة عبر فيلمه
«الإرهاب والكباب»، وتطرق إلى قضايا الصراع العربي- الصهيوني عبر
أعمال عدة بينها «السفارة في العمارة»، وتناول قضية المواطنة
والفتن الطائفية التي هددت المجتمع المصري في فيلم «حسن ومرقص»،
وانتقد الأنظمة العربية عبر مسرحية «الزعيم». استشرف المستقبل عبر
«طيور الظلام» 1995 الذي كتبه وحيد حامد متنبئاً بمصير الحزب
الوطني الحاكم آنذاك والتيار المتطرف لتصدق النبوءة بعد مرور 20
عاماً.
حظي إمام بالتكريم من كثير من الشعوب العربية كما
من الزعماء والرؤساء العرب، واختارته الأمم المتحدة كسفير للنوايا
الحسنة لشؤون اللاجئين، إلا أنه يرى نفسه «فنان الشعب»، لم يخلقه
نظام بل يعيش على فنه الحر من دون تبعية أحد، فهو الأبقى بالنسبة
له، ولا تعنيه النجومية بقدر ما يشغله إسعاد جمهوره، فبينه وبين
الجمهور عشق خاص، يعززه ما يصادفه من محبة وتقدير في الوطن العربي
من محيطه إلى خليجه.
وتُوج عادل إمام على مدار مسيرته بجوائز عدة، منها
أفضل ممثل عن «الإرهابي» من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي،
جائزة الإنجاز الفني في مهرجان دبي السينمائي الدولي لعام ٢٠٠٥،
جائزة لجنة التحكيم الدولية لأفضل ممثل لعام ٢٠٠٦ عن فيلم «عمارة
يعقوبيان» من مهرجان ساو باولو السينمائي الدولي، النجمة الذهبية
من مهرجان مراكش السينمائي الدولي عام ٢٠١٤، التانيت الذهبي من
مهرجان قرطاج السينمائي عام ٢٠١٦.
وفي تتويج لهذا كله قررت إدارة مهرجان الجونة
السينمائي منحه جائزة الإنجاز الإبداعي خلال دورته الأولى في
الفترة من 22 إلى 29 أيلول (سبتمبر) الجاري، وذلك تقديراً لمسيرته
السينمائية المضيئة والحافلة بالإنجازات البارزة ومواقفه الإنسانية
المشهودة، إضافة إلى مكانته المرموقة كأحد أبرز النجوم في تاريخ
السينما العربية. |
عادل إمام في تكريمه: شيخوخة رجل أم شيخوخة فنان؟
نديم جرجورة
يطرح تكريم الممثل المصري عادل إمام (1940)، في
الدورة الأولى (22 ـ 29 سبتمبر/ أيلول 2017) لـ "مهرجان الجونة
السينمائي الدولي"، أسئلة عديدة، تتوزّع على آلية الاختيار
وموجباته ومعناه، كما على القيم المختلفة التي يتمتّع بها
المُكرَّم، والتي يستحيل فصل الشخصي عن العام والمهنيّ فيها. وعادل
إمام ـ المتألّق في صناعة كوميديا انتقادية ساخرة، لن تحجب براعته
الأدائية والمهنية في تمثيل أدوار درامية سجالية حادّة، من دون
تناسي الكوميديا الصرفة في بعض مفاصل سيرته المهنيّة ـ يُشكِّل
نموذجاً عملياً لقراءة عناوين عديدة: الموقع والمكانة التمثيليان،
ومسارهما وتطوّرهما ومصيرهما؛ الارتباط بـ"مراكز قوى" في السلطة
الحاكمة، على غرار تلك العلاقة الملتبسة والمعقّدة والقديمة بين
فنانين مصريين وأقطاب الحكم المصري، منذ الملكية، علماً أنها تُصبح
أعمق وأكثر التباساً وتعقيداً مع وصول "الضباط الأحرار" إلى
السلطة، رفقة أوجهٍ كثيرة من الفساد المتنوّع؛ المواجهة الضارية ضد
إرهابيين أصوليين، قبل الاحتماء بأجهزة السلطة، والانقضاض على شباب
"ثورة 25 يناير" (2011)، التزاماً منه إزاء سلطة العسكر؛ إلخ.
مشاكسات
الجوانب متداخلة ومتماسكة. الشخصي، المعني أساساً
بمواقف في السياسة والاجتماع والسلطة والأمن والثقافة والإعلام،
غير منفصل عن سلوكٍ يومي لفنان له حضور ومكانة يستحيل التهاون
معهما، وإنْ تتراجع قيمهما الأدائية والفنية والدرامية والجمالية،
في أفلامٍ ومسلسلاتٍ، أقلّ ما يُمكن وصفها بها أنها باهتة ومتسرّعة
وخاضعة لابتزاز الربح الماديّ البحت، لفنان مناضل، بحقّ وجدارة، من
أجل أناسٍ وبيئات وبلدٍ وهوية، قبل الانقلاب على هؤلاء الناس،
تحديداً، في لحظة المحاولة المتواضعة والعفوية والجميلة (رغم
أهوالها)، التي تشهد خروج الناس أنفسهم على بطش التنانين. ربما
لهذا يُمكن القول إن التراجع التمثيلي متزامنٌ وبداية احتمائه
بأجهزة السلطة، ما يؤدّي ـ في لحظةٍ ما ـ إلى تصدّيه لـ "ثورة
الشباب"، ووقوفه إلى جانب نماذج بليدة من حكّامٍ متسلّطين وفاسدين.
المُشاكسة المعروفة لعادل إمام ضد إرهابيين
ومتزمّتين وفاسدين لن تتمكّن من تحصينه وحمايته من وقوعٍ فجّ في
فخاخ السلطة، بحجة تعرّضه لخطر الاغتيال. وهذا الأخير مؤكّد
سابقاً، إذْ تكشف مداهمات عديدة، تقوم بها أجهزة أمنية مصرية ضد
معاقل إرهابيين، في تسعينيات القرن الـ 20، ورود اسمه بين الأوائل
في لوائح "الشطب" الجسدي. رغم هذا، لن يتردّد عادل إمام في ممارسة
المعتاد، بالنسبة إليه، حينها: اقتحام الخطر، بالتوجّه إلى "بيئات"
تُنتج قتلة محتملين وتحتضن بعضهم (من دون أن تكون البيئات برمّتها
خاضعة لهم)، وتقديم مسرحية مناهضة لسطوة تفكيرهم الرجعيّ. هو الذي،
سيواجههم في أكثر من فيلم، لعلّ "الإرهاب والكباب" (1992) لشريف
عرفه (1960) و"الإرهابي" (1994) لنادر جلال (1941) يبقيان الأبرز،
كوميدياً (الأول) ودرامياً (الثاني)؛ من دون تناسي "طيور الظلام"
(1995) لعرفه أيضاً، الذي يُصيب التعنّت المتزمّت والمتشدّد
لأصوليين، ولفساد القضاء والسياسة، في آنٍ واحد.
لكن، في مقابل حنكة الكاتب والمنتج وحيد حامد
(1944)، المتعاون مع الثنائي شريف عرفه وعادل إمام في "اللعب مع
الكبار" (1991) و"طيور الظلام" أيضاً، في تفكيك أحوال شخصياته
وبيئاتها الموغلة في متاهات القهر والخراب النفسيّ والروحي والفساد
والسلطة، وهي حنكة مبنية على جماليةِ كتابةٍ سينمائية متماسكة، تجد
في الثنائي عرفه ـ إمام امتداداً بصرياً ـ متماسك الصُنعة والحرفية
والبراعة ـ لها؛ يقع لينين الرملي (1945)، كاتب "الإرهابي"، في فخّ
التسطيح والكليشيهات والوطنيات الساذجة، التي تضع إرهابياً أصولياً
في مواجهة صامتة مع عائلتين جارتين، الأولى مسلمة منفتحة
وليبرالية، والثانية مسيحية، تخضع لتزمّت الزوجة وانصياعها لطقوسٍ
جامدةٍ في تربيتها الدينية والاجتماعية، للإشارة إلى أن لا دين ولا
طائفة ولا مذهب للإرهاب إلاّ التعنّت والتشدّد والانغلاق والعزلة.
مع هذا، ومنذ نهاية تسعينيات القرن الـ 20،
وتحديداً منذ "النوم في العسل" (1996) لعرفه أيضاً (كتابة وحيد
حامد نفسه)، يبدأ عادل إمام مساراً تراجعياً بامتياز، بمستويات
عدّة: التمثيل، المعالجة، الاشتغال السينمائي، الأسئلة المطروحة؛
ما يؤدّي لاحقاً إلى طرح سؤال المصير الإبداعي للثلاثيّ نفسه. هذا
لن يكون حكراً على نوعٍ من دون آخر، إذْ ينكشف إمام كلّياً، فيظهر
ممثلاً يُكرِّر الكليشيهات كلّها التي اعتاد تقديمها سابقاً،
بعيداً عن أي جديد يلفت الانتباه، أو يثير حماسة المُشاهدة، أو
يصنع ضحكة حقيقية، أو يكتب انتقاداً عملياً، أو يُفكِّك شيئاً من
بواطن العيش.
متنفَّسٌ عابرٌ
لذا، تهتزّ بنية الثلاثيّ، ويذهب إمام إلى
اختباراتٍ تؤكّد انخراطاً واضحاً في منحى استهلاكيّ تسطيحي، سيكون
عنوانه الأبرز تعاونه مع نادر جلال، في سلسلة أفلامٍ يُراد لها أن
تكون كوميدية، فإذْ بها تسقط في بهتان الحكاية وسذاجة الأداء
وتسطيح المعالجة، كما في "بخيت وعديلة" بجزءيه (1995، و1996) مع
لينين الرملي أيضاً، و"رسالة إلى الوالي" (1998) و"الواد محروس
بتاع الوزير" (1999)، مثلاً.
في تلك الفترة، سيكون "عمارة يعقوبيان" (2006)
لمروان حامد (1977) ـ الذي يؤدّي فيه دور بورجوازي يعيش على أنقاض
ماضٍ منتهٍ، ويراقب الانهيارات القاسية، ويُذكِّر بعظمة القاهرة
السابقة ـ متنفّساً إبداعياً حقيقياً، بين كمّ هائل من النَفَس
الاستهلاكيّ، الذي سيَسم أفلاماً كثيرة له، آخرها "ألزهايمر"
(2010) لعمرو عرفه (1962).
أما القول بمتنفّس إبداعي حقيقي فناتجٌ، ربما، من
صغر المساحة التمثيلية الممنوحة له، في فيلم مرتكز على تمثيلٍ
جماعي، يضمّه إلى أكثر من محترف ونجمٍ وجيلٍ، أمثال نور الشريف
ويُسرا وخالد صالح وخالد الصاوي وإسعاد يونس وأحمد راتب وأحمد
بدير، وصولاً إلى باسم سمرة وهند صبري وسمية الخشاب. صغر المساحة؛
وتوزيع الشخصيات على تنويعٍ متماسك لأدوارٍ، يؤدّيها حرفيون
يمتلكون أدوات تمثيلية مختلفة؛ وعمق درامي لشخصية زكي الدسوقي
(إمام)، كما للشخصيات الأخرى، في إعادة قراءة الصدام الحاد بين
ماضٍ وراهنٍ، في مدينة تغرق، يوماً بعد يوم، في بؤس وتمزّق
وانفصالٍ عن تاريخ وحاضر ومستقبل؛ أمور مساهمة في استعادة شيء من
براعة عادل إمام في تمثيلٍ عفوي وصادق ومؤثّر، وقادر على الفضح
والكشف والتعرية والسجال، بلغة عفوية تُحرِّره من "أناه" قليلاً،
تلك التي تقوده إلى أعمالٍ لا معنى لها ولا هدف ولا مغزى، بقدر ما
تُستشفّ منها رغبته في حضور ما على الشاشتين الكبيرة والصغيرة،
كيفما اتفق.
لن يتمكّن "عمارة يعقوبيان" ـ المقتبس عن رواية
بالعنوان نفسه لطبيب الأسنان علاء الأسواني (1957)، صادرة عام 2002
ـ من إنقاذ عادل إمام كثيراً. ذلك أن عام 1996 يفتتح مرحلة طويلة
من التسطيح واللامبالاة وانعدام حدّ أدنى من اللغة السينمائية
المتكاملة، في صناعة الأفلام، التي "يتهوّر" إمام في المشاركة
فيها، والتي "تُهوِّره" في اللاشيء. ومع أن بعض مواضيع تلك الأفلام
يُفترض به أن يكون "وطنياً" أو "إنسانياً" أو "انتقادياً" ـ كـ
"الود محروس بتاع الوزير"، و"السفارة في العمارة" (2005) لعمرو
عرفة، و"مرجان أحمد مرجان" (2007) لعلي إدريس (1963)، و"حسن ومرقص"
(2008) لرامي إمام (أحد أبنائه، 1974) ـ إلاّ أن الأساليب المعتمدة
في تحقيقها تخلو من كلّ جمالية درامية وأدائية وفنية وتقنية، وتنحو
بالكوميديا إلى التهريج والبلاهة، وتقضي على مفاهيم الضحك والسخرية
المرّة والكوميديا الصافية.
انقلاب الفنان ومعنى التكريم
هذا سابقٌ لانطلاقة "ثورة 25 يناير". لكن يصعب فصله
عن نتائج طغيان التشدّد الإرهابيّ الإسلاميّ، الذي تبلغ أعمالُه
العنفية ذروتَها في تسعينيات القرن الـ 20، إذْ يترافق البهوت
السينمائي لعادل إمام مع نهاية تلك الحقبة القاسية، التي يبدو أن
آثارها قاضيةٌ على جانبه الاحترافيّ في الكوميديا والدراما معاً.
وهذا، بحدّ ذاته، يدعو إلى تساؤل نقدي عن سبب ذلك: ما الدافع إلى
تراجع المستوى الأدائيّ؟ أهي شيخوخة الرجل أم الفنان، أم الرجل
والفنان معاً؟ أم أنه نابعٌ من ثقل الضغوط الإرهابية والخوف
والقلق، وهذه أمور تنعكس سلباً، عليه وعلى أعماله، بدليل تلك
اللائحة من أفلامه المنجزة منذ نهاية التسعينيات الفائتة؛ علماً أن
عودته إلى الشاشة الصغيرة ـ بدءاً من عام 2012 مع "فرقة ناجي عطا
الله" لرامي إمام، عن نصٍ تلفزيوني ليوسف معاطي (1963) ـ عاجزةٌ عن
منحه فرصة استعادة ألقه الكوميديّ القديم، بجانبيه المُضحك البحت
والانتقاديّ الساخر؟
لذا، يُصبح السؤال عن معنى التكريم، الجديد كما
القديم، مشروعاً، إنْ يبتعد عن مفهوم المهرجانات، ونظرة مسؤوليها
إلى أولوية حضور "النجم" قبل أي شيء آخر. ذلك أن التكريم السينمائي
مُطالبٌ بأن يكون لائقاً بالسينما والعاملين فيها، وبالسينمائيين
ونتاجاتهم، وبمضامين أعمالهم المؤثّرة في الاجتماع والناس والفن
والثقافة وغيرها، كما بأعمالهم الإنسانية، أي تلك الخارجة عن نطاق
اشتغالاتهم المختلفة. التبريرات المُساقة بخصوص تكريم عادل إمام في
"مهرجان الجونة السينمائيّ"، منضوية في مستويين اثنين: الأول
منطلقٌ من سببٍ أساسي، يكمن في "منح الفنان السعادة والفرح للوطن
والناس، والدفاع عن الوطن والناس في مواجهة الإرهابيين"؛ والثاني
معنيٌّ بالمهرجان نفسه: حضور إمام افتتاح الدورة الأولى واستلامه
"جائزة الإنجاز الإبداعي" هما بمثابة "منطلق قوي للدورة (نفسها)".
هذا حقٌّ لمنظّمي المهرجان، الساعين ـ من بين أمور
عديدة أخرى ـ إلى إيجاد دعائم جماهيرية، قابلة لمواكبة ولادته
ورغبته في إثبات وجودٍ سينمائيّ في المشهدين العربي والدوليّ.
الجانب الاستعراضيّ جزءٌ من ثقافة المهرجانات، وعادل إمام وجهٌ
قابلٌ لترويج إعلاميّ إعلانيّ لمهرجان وليد. لكن هذا كلّه لن يحول
دون نقاشٍ نقديّ، يتناول التحوّل السلبيّ في السيرة المهنية لأحد
أبرز الكوميديين العرب بين ستينيات القرن الـ 20 وثمانينياته،
تحديداً. والنقاش النقدي نفسه لن يحول دون التنبّه إلى مواجهته
مخاطر الاغتيال، المعنوي والمادي، إنْ عبر دعاوى قضائية تُقدَّم
ضده بـ "تهمة" ازدراء الدين الإسلاميّ (علماً أن سخريته تطاول
أصوليين إسلاميين، ومسالكهم وأعمالهم)، أو من خلال ورود اسمه في
لوائح التصفيات الجسدية.
وإذْ يثُار النقاش النقدي عشية تكريمه الجديد هذا،
بتناول المراحل الأخيرة من نتاجه السينمائيّ، فإن التنقيب
التفكيكيّ في نتاجاته القديمة يكشف ثنائية متماسكة في سيرته
المهنية، بين كوميديا صافية ودراما تُعاين أحوالاً وبيئات وأفراداً
وحكايات، قبل انقلاباته الفنية والإنسانية؛ واشتغاله السينمائيّ
مترافق وحضورا مسرحيا وإذاعيا وتلفزيونيا، يحتاج ـ هو أيضاً ـ إلى
قراءة نقدية. |
اليوم.. انطلاق أولي دورات مهرجان الجونة
السينمائي
شريف نادي
تنطلق في السادسة مساء اليوم الدورة الأولي لمهرجان
الجونة السينمائي الدولي تحت شعار سينما من أجل الإنسانية وسط حضور
فني كبير, وبمشاركة الفنان الكبير عادل إمام والذي سيكون نجم حفل
الافتتاح حيث من المقرر أن يتسلم جائزة الإنجاز الإبداعي تقديرا
لمسيرته السينمائية المضيئة والحافلة بالإنجازات, بالإضافة إلي
تسليم جائزة الإنجاز الإبداعي للناقد السينمائي اللبناني إبراهيم
العريس, بينما يحصل الفنان العالمي فوريست ويتيكر علي ثالث جوائز
الإنجاز الإبداعي تقديرا لتميزه فنيا ولدوره البارز في دعم النشاط
الإنساني ولكن في حفل الختام.
ومن المقرر أن يشهد حفل الافتتاح حضور عدد كبير من
النجوم مثل آسر ياسين, إلهام شاهين, فاروق الفيشاوي, عمرو يوسف,
كنده علوش, هنا شيحة, هند صبري, حسين فهمي, خالد النبوي, خالد
الصاوي, غادة عادل, نجلاء بدر, محمد فراج, عزت أبو عوف, ميرفت أبو
عوف, أميرة أبو عوف, سمير صبري, شريف منير, المخرج حاتم علي, جمال
سليمان, سهي سالم, سيرين عبد النور, باسل خياط, صبا مبارك, ونيكول
سابا.
ويعرض في حفل الافتتاح فيلم الشيخ جاكسون, بطولة
أحمد الفيشاوي, وإخراج عمرو سلامة, بينما فيلم الختام فهو الفيلم
الألماني الأميركي تدفق بشري إخراج أي واي واي, ويحكي الفيلم قصص
إنسانيو حول نزوح مهاجري أكثر من عشرين دولة, هربا من مآسي الهجرة
الصادمة التي تضم اليوم ما يقرب من65 مليون مهاجر أجبروا علي ترك
منازلهم وأوطانهم بسبب الحروب أو المجاعات.
ويتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة14
فيلما بينهم فيلمين مصريين هما الشيخ جاكسون بطولة أحمد الفيشاوي,
وفوتو كوبي بطولة محمود حميده وشيرين رضا, وكذلك الفيلم اليوناني
ابن صوفيا إخراج إيلينا بسيكو, أم مخفية من جورجيا, تنفس من
بريطانيا, أرثميا من روسيا, الجانب الآخر للأمل من فنلندا, جريمة
القتل الثالثة من اليابان, زاما البرازيل, ما بعد الحرب من فرنسا,
إيطاليا, بلجيكا, موسيقي الصمت إيطاليا, القضية23 من لبنان وفرنسا,
إخراج زياد دويري, لا فراش للورود بنجلاديش, المؤسسة فرنسا, وليلي
إنتاج مغربي فرنسي.
أما مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فيتنافس12
فيلما وهم17 من الأردن, الحدود المتوحشة من فرنسا, سفرة أمريكا,
لبنان, سنغافوره, بارود ومجد أمريكا, السيدة فانج فرنسا, ألمانيا,
الصين, عجائب البحر فرنسا, في مديح اللا شيء صربيا, القطعة35
فرنسا, لست عبدا لك بلجيكا, فرنسا, أمريكا, سويسرا, نهج النصر
كندا, كباش ورجال سويسرا, لدي صورة من مصر.
وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة يتنافس18
فيلما بينهم فيلمين مصريين هما مهرجاني إخراج جيلان عوف, وندي
إخراج عادل يحيي, وفيلم ثالث إنتاج مشترك وهو قانون نيوتن الثالث
بالاشتراك مع الأردن وسوريا.
وقد حددت إدارة المهرجان قيمة كل جائزة في
المسابقات المختلفة:
مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل000,50
دولار أمريكي.
نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي الطويل000,25
دولار أمريكي.
نجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائي الطويل000,15
دولار أمريكي.
نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي000,20 دولار
أمريكي.
نجمة الجونة لأفضل ممثل.
نجمة الجونة لأفضل ممثلة.
يتم منح جميع جوائز الأفلام المالية مناصفة بين
المخرج والمنتج.
مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة
نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي الطويل000,30
دولار أمريكي.
نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي الطويل000,15
دولار أمريكي.
نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقي الطويل500,7
دولار أمريكي.
نجمة الجونة لأفضل فيلم وثائقي عربي000,10 دولار
أمريكي.
يتم منح جميع جوائز الأفلام المالية مناصفة بين
المخرج والمنتج.
مسابقة الأفلام القصيرة
نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير000,15 دولار
امريكي.
نجمة الجونة الفضية للفيلم القصير500,7 دولار
امريكي.
نجمة الجونة البرونزية للفيلم القصير000,4 دولار
امريكي.
نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير000,5 دولار
امريكي.
يتم منح جميع جوائز الأفلام المالية للمخرج. |
افتتاح الدورة الاولى من مهرجان الجونة السينمائي
بتكريم عادل إمام
أحمد طه من القاهرة
إيلاف من القاهرة: افتتحت أمس فعاليات الدورة
الأولى من مهرجان الجونة السينمائي الجولي المقام على البحر
الأحمر، بحضور عدد كبير من الفنانين المصريين والعرب الذين حرصوا
على مشاركة مؤسسي المهرجان رجلي الأعمال نجيب وسميح ساويرس فعاليات
حفل الإفتتاح الذي اتسم بالبساطة وعدم المبالغة.
وكرم في حفل الافتتاح الفنان عادل إمام عن مشواره
الفني الطويل، حيث عرض قبل تكريمه فيلم قصير تضمن شهادات عدد كبير
من الفنانين عنه منهم أحمد حلمي، منى زكي، أحمد فهمي، إسعاد يونس،
وشريف منير حيث تحدثوا عن مكانته السينمائية ونجاحه في الحفاظ على
نجوميته على مدار عقود طويلة لم تحدث لأي نجم سينمائي آخر في تاريخ
السينما المصرية.
وتسلم إمام تكريمه من رجل الأعمال نجيب ساويرس
والفنانة يسرا التي تواجدت على المنصة مع مقدمة حفل الافتتاح
ناردين فرج ورجل الأعمال سميح ساويرس حيث تحدث عادل إمام بتلقائية
شديدة على المسرح ارتجالاً وقام بالمناداة على نجليه المخرج رامي
إمام والفنان محمد إمام الذي وصفه بأن "البنات بتحبه" وهو ما اثار
ضحك الحضور، كما قال له في الميكروفون "سلم على عمك نجيب" في إشارة
إلى نجيب ساويرس، كما داعب مدير المهرجان انتشال التميمي وسأله في
البداية إن كان "انتشال" اسم أم صفة وأن هذا الأمر هو الذي ظل يفكر
فيه من القاهرة إلى الجونة.
وأكد على أنه لا يحضر المهرجانات لكن وافق على حضور
مهرجان الجونة بناءً على طلب نجيب ساويرس الذي وصفه بالوطني هو
وعائلته، والحريصين على الاهتمام بالفنون والثقافة مشيراً إلى أنه
تلقى من قبل دعوات عدة منه ليزور الجونة لكنه لم يقم بزيارتها إلا
خلال المهرجان.
وتسلم الناقد اللبناني إبراهيم العريس جائزته من
الفنانة التونسية هند صبري التي خطفت الأنظار بإطلالتها المميزة في
المهرجان بوقت تذكرت فيه اسم الناقد الراحل سمير فريد.
وشهد المهرجان الظهور الأول للفنانة بسمة بعد غياب
دام عدة سنوات عن الفاعليات الفنية حيث تشارك كضيفة في فيلم "شيخ
جاكسون" مع عمرو سلامة، كما تواجد عدد كبير من الفنانين منهم عمرو
يوسف وزوجته كنده علوش، شريف منير، سيرين عبد النور، نجلاء بدر،
عزت العلايلي، يسرا، الهام شاهين، بشرى، باسم سمرة، المخرج يسري
نصر الله، نيللي كريم، أمير شاهين، درة، لطيفة، عزت ابو عوف، مريم
ابو عوف، عباس ابو الحسن، فاروق الفيشاوي، عمرو واكد، هشام ماجد،
شيكو وإنجي المقدم.
كما حضر أيضا كلاً من تامر هجرس، اكرم حسني، باسل
خياط، تامر حبيب، ميس حمدان، جمال سليمان، رزان مغربي، اروى جودة،
خالد النبوي، تارا عماد، صبا مبارك، غادة عادل، هاله صدقي، شيرين
رضا، هنا شيحه، ياسمين صبري، وناهد السباعي.
الفيشاوي يثير الجدل بلفظ خارج على الهواء
واثار الفنان أحمد الفيشاوي حالة من الجدل في نهاية
حفل الختام بعدما لم يصعد مع فريق عمل فيلمه "شيخ جاكسون" على
المسرح، حيث قال مخرج العمل عمرو سلامة أنه توجه للحمام لذلك لم
يتواجد معهم ليفاجئ مقدمة الحفل ناردين فرج بالصعود منفرداً ويحصل
منها على الميكروفون ويدعو الجمهور لمشاهدة الفيلم على الشاشة
"الخرا" بسبب الهواء الذي كان يتسبب في تحريكها من مكانها وهي
العبارة التي عرضته لانتقادات عديدة من الضيوف والإعلاميين في
تدوينات عبر "تويتر" فوصفه عمرو أديب بأنه "قليل الأدب".
أحمد فهمي يسخر من المنظمين
وقام الفنان أحمد فهمي في بداية حفل الافتتاح
بتقديم فقرة كوميدية خفيفة سخر فيها من مؤسسي المهرجان سميح ونجيب
ساويرس وثروتهم الكبيرة وهدفهم من إقامة المهرجان، وقال أنهما قررا
توفير النفقات والاستعانة به لتقديم حفل الافتتاح، وسخر كذلك من
محمد رمضان لتراجع إيرادات افلامه للمركز الثاني أو الثالث في شباك
التذاكر بالإضافة إلى سخريته من أحمد السقا ورياضة ركوب الخيل
المعروفة عنه، كما سخر من تعلق أحمد الفيشاوي من الفتيات محذراً
السيدات منه واعتبر تواجد أحمد مالك سبباً لوصول الشرطة في أي وقت.
ورغم وجود ندوة في جدول المهرجان كان يفترض إقامتها
اليوم في الثانية ظهراً بتوقتيت الجونة إلا أن إدارة المهرجان
أبلغت الإعلاميين بإلغاء الندوة دون إبداء أسباب، فيما احتل اسم
احمد الفيشاوي صدارة تريند موقع "تويتر" مصر لعدة ساعات بعد الحفل.
ووصل غالبية الفنانين إلى الجونة في صباح يوم
الاحتفال حيث سيتواجد عدد ليس بالقليل منهم حتى منتصف المهرجان
فيما سيغادر البعض مبكراً لوجود ارتباطات اخرى لديهم منهم شريف
منير وخالد يوسف، فيما وصل الفنان عادل إمام وعائلته على متن طائرة
خاصة برفقة رجل الأعمال نجيب ساويرس.
أزمة صحافية
وقبيل حفل الافتتاح بساعات قليلة نشبت أزمة بين
الوفد الصحافي المتواجد لتغطية المهرجان وإدارته بعدما قررت إدارة
الأخيرة منع الصحافة المتواجدة من حضور حفل الافتتاح والاكتفاء
بتواجدهم في أحد قاعات السينما القريبة من المارينا التي شهدت
وقائع الحفل وطلبت منهم مشاهدته على الشاشة عبر قنوات
ON
التي نقلت حفل الافتتاح حصرياً، فيما ابدى الصحفيون رفضهم وقاموا
بالإكتفاء بمشاهدة الحفل من غرفهم ليتوجهوا بعد نهايته إلى القاعة
من أجل مشاهدة الفيلم.
وتدخلت نقابة الصحافيين المصريين في الأزمة وعممت
بياناً أعربت فيه عن استنكارها لما حدث خاصة وأن منع الصحافيين من
تغطية حفل الافتتاح سابقة تحدث للمرة الأولى في المهرجانات
المصرية، فيما قام مدير المهرجان انتشال التميمي بالاعتذار
للصحافيين والتوجه إلى المكان المجتمعين فيه مؤكداً على أنه مرحب
بتواجدهم في حفل الختام دون أي مشكلات.
وأكد التميمي أن ما حدث لم يكن المقصود منه التقليل
من قيمة الصحافة والصحفيين ولكن لعدم استيعاب مكان الحفل لعدد أكبر
من الحضور، خاصة في ظل وجود أكثر من الف ضيف، مشيراً إلى أن الأهم
بالنسبة للصحافي هو متابعة الافلام ومشاهدتها وليس حفل الإفتتاح.
وأعرب عدد من الصحافيين عن غضبهم من موقف إدارة
المهرجان وقرروا العودة على نفقتهم إلى القاهرة علماً بأن جزء من
تصاعد الأزمة كان سببه اختيار إدارة المهرجان لعدد محدود من
الصحافيين المصريين والعرب لحضور الحفل دون غيرهم. |