استضافها المهرجان بالتعاون مع «دبي العطاء»
«غلوبال غيفت غالا».. فعالية تعكس قوة السينما في
إحداث التغيير
استضاف «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بدورته ال
13، ودبي العطاء، المؤسسة الخيرية العالمية في دبي، الحفل الخيري
العالمي الراقي «ذا غلوبال غيفت غالا» بحضور إيفا لونغوريا،
وميلاني غريفيز، وويل بوتر، ولوك هيمسوورث، وجيفري رايت، وأنستيشا،
وأندي ماكدويل، وذلك بفندق «فور سيزونز».
حقق هذا الحدث الخيري في عامه الثالث نجاحاً كبيراً
بفضل الدعم من الراعي الرئيسي «أباريل غروب» مع الآخرين، الذي جمع
نحو 250 ألف دولار مجموع التبرعات النقدية، إضافة إلى الكثير من
الجوائز والهدايا. وذهب ريع هذا الحفل الخيري لدعم البرامج في 4
قارات بما يبرهن على الطبيعة العالمية للحفل، بشراكة «دبي العطاء»
مع مؤسسات «هارموني هاوس» الهند، و«إيفا لونغوريا» الولايات
المتحدة والمكسيك، إضافة إلى «كازا غلوبال غيفت». وتضمن الحفل عدة
مزادات لبعض المقتنيات والخبرات الحصرية والتي تقدم لمرة واحدة في
العمر.
ووزعت جائزتان خلال الحفل، إذ كرمت نجمة هوليوود
ميلاني غريفيز، المرشحة للأوسكار، والحائزة على «غولدن غلوب»،
بجائزة «الإنسانية»، فيما كرمت سيما فيد، مالكة ونائبة رئيس «أباريل
غروب»، بجائزة «فاعل الخير الرائد».
واستمتع الحضور بالحفل الذي قدمه توم إرفانت، مع
مجموعة العروض الحصرية والتي تضمنت المغنية الأمريكية وكاتبة
الأغاني والمنتجة الشهيرة أنستيشا، فضلاً عن مؤلف موسيقى الفلامنكو
والسالسا والبوب رييس هيرتاجيسونز، من فرقة «جيبسي كينجز»،
والمغنية الفرنسية ميليسا إنكوندا، وجوقة كلية دبي، كما قدم لاعب
الخفة الإسباني الشهير خورخي بلاس أروع الحيل المدهشة في هذا
الحدث، فيما استمر الحفل مع ال دي جي الشهير أشلي جيمس وتشارلوت دي
كارل.
وتم التبرع بمبلغ 17 ألف دولار مقابل تجربة مع سارة
جسيكا باركر، والتي تعرض على الداعمين فرصة لاقتناء أحد أحذية
مجموعتها القادمة باسم «أفتر زيم»، إضافة إلى رحلة إلى نيويورك
وتناول الغداء معها، وقامت ميلاني جريفيث بشراء كتاب فريد من نوعه
لرسومات وكتابات لبابلو بيكاسو وموقع منه شخصياً مقابل 28 ألف
دولار، كما عرض الراعي الرسمي «أباريل غروب» الفرصة لداعم محظوظ
لربح 100 ألف نقطة للاستفادة منها في أي من فروعه ال 1400 مع متسوق
شخصي، كما عرضت «أودي» سيارتها الحصرية «أودي أر 8» مع دورة
تدريبية في أوروبا للتعلم على قيادة «أر 8» بسرعات عالية مقابل 180
ألف دولار، كما قدّم برين واش الشهير ب «حياة ديفيد باوي» إحدى
قطعه الموقّعة مقابل 25 ألف دولار، كما عرضت إيفا لونغوريا
للداعمين الفرصة للانضمام إليها إلى باريس في مايو المقبل في فندق
«فور سيزونز جورج الخامس»، وأخيراً قدم الشيف الشهير غاري رودس
للداعمين تجربة تناول الطعام معه إضافة إلى 20 من أصدقائهم.
وعلقت إيفا لونغوريا خلال الحفل قائلة: «تحتل دبي
مكانة خاصة جداً في قلبي، وأحب العودة مجدداً كل عام لهذا الحدث مع
مهرجان دبي السينمائي ودبي العطاء. كانت الأمسية رائعة وتمكنت
النساء من اعتلاء الصدارة، أعتقد أن الجميع حظي بوقت رائع، الأمر
الأهم هو جمع الكثير من التبرعات للمؤسسات سبب وجودنا هنا».
وتقدمت ماريا برافو، مؤسسة منصة «غلوبال غيفت»،
بالشكر لجميع المشاركين في الحدث، وكل المشاهير الذين اقتطعوا من
وقتهم لمساعدة المحتاجين، كما شكرت الشركات: «أباريل غروب»، وفندق
«فور سيزونز»، و«أودي»، و«غروسفينور هاوس» الذين أسهموا في إقامة
الحدث، وأشارت ماريا في حديثها إلى أهمية رد الجميل قائلة: «100%
من جميع التبرعات التي تم جمعها خلال الأمسية ستذهب إلى المشروعات
المستفيدة التي تسهم في تغيير حياة النساء والأطفال في 4 قارات».
وقال طارق القرق، الرئيس التنفيذي ل «دبي العطاء»،
معلقاً على الحفل الخيري: «نشعر بالفخر والامتنان بكل ما حققناه من
هذه الشراكة طويلة الأمد مع مهرجان دبي السينمائي الدولي. ويسرنا
أيضاً أن نجدد الشراكة هذا العام مع مؤسسة (غلوبال غيفت) العالمية،
ومؤسسة (إيفا لونغوريا). وتعكس هذه الشراكة التزامنا بتوفير الدعم
والتصدي لظاهرة الفقر في العالم النامي وتكاتف جهودنا مع المؤسسات
العالمية والمنصات الرائدة لجمع الأموال، ومواصلة تعزيز وتوسيع
حضورنا في جميع أنحاء العالم النامي».
وقال عبدالحميد جمعة، رئيس «مهرجان دبي السينمائي
الدولي»: «أصبحنا نُعتبر من المهرجانات السينمائية الرائدة عالمياً
ونستقطب شراكات مع أبرز المؤسسات العالمية. ويُشرفنا أن نُجدد
شراكتنا المستمرة مع دبي العطاء ومؤسسة غلوبال غيفت، وأن نستخدم
قوة السينما لإحداث تغيير إيجابي من أجل الخير. إن التبرعات السخية
التي جمعت الليلة ستحدث تغييراً حقيقياً في حياة العديد من الأطفال
والعائلات المُحتاجة في جميع أنحاء العالم».
وتعمل «دبي العطاء» على تعزيز فرص حصول الأطفال في
البلدان النامية على التعليم السليم من خلال تصميم ودعم برامج
متكاملة ومستدامة وقابلة للتوسعة، على مدى السنوات التسع الماضية،
أطلقت «دبي العطاء» بنجاح برامج تعليمية لمساعدة ما يزيد على 16
مليون مستفيد في 45 بلداً نامياً.
ويمثل حدث «غلوبال غيفت غالا» جزءاً من مؤسسة «غلوبال
غيفت»، وهي منظمة غير ربحية، بهدف التركيز على توليد تأثير إيجابي
في حياة الأطفال والنساء والأسر.
وتبرعت المؤسسة بملايين الدولارات لمشاريع تتضمن
«الكفاح من أجل الحياة»، العلاج الإشعاعي للأطفال بمستشفى UCLH،
منظمة يونيسيف في فرنسا للمساعدة في تطعيمات شلل الأطفال في تشاد،
برنامج مينساجيروس دي لا باز لتغذية الأسر، تمويل برامج مكافحة
البلطجة لمؤسسة ديانا أميرة ويلز الخيرية، جائزة ديانا وغيرها، وفي
العام الماضي تمت الاستفادة من التبرعات التي جمعها حفل «غلوبال
غيفت غالا» لصالح الارتقاء بحياة المئات من النساء والأطفال
والعائلات من خلال مجموعة كبير من المشاريع الخيرية التي تسهم في
معالجة الأطفال المصابين بالسرطان، مركز متعدد الوظائف للأمراض
النادرة والمزمنة للأطفال، وإجراء عمليات جراحية للأطفال ذوي
الاحتياجات الخاصة في أوروبا، وتقديم قروض صغيرة للمحتاجات من
النساء، وغيرها من الأنشطة الخيرية والإنسانية الأخرى.
وتدعم «غلوبال غيفت غالا» أيضاً «مؤسسة إيفا
لونغوريا» التي تسعى إلى تحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص تعليم
أساسي جيد في البلدان النامية وأطفال أمريكا الجنوبية ودعم الأطفال
ذوي الإعاقة، ومنذ عام 2013، تم جمع أكثر من 2,8 مليون يورو في حفل
«غلوبال غيفت غالا» في باريس وكان وماربيا ولندن وإستيبونا ومدريد
وإبيزا ودبي، مع المزيد من الأحداث القادمة في المستقبل وإضافة
مزيد من المدن الجديدة إلى قائمة الحفل ومنها إدنبره وشنغن خلال
ربيع عام 2017.
ويدعم الحدث المؤسسة الهندية غير الربحية «هارموني
هاوس» في مدينة جورجاون، والتي حولت فيلتين إلى مركز مجتمعي دائم
للنساء والأطفال، حيث يوفرون لهم التعليم والغذاء والأدوية
ومستلزمات النظافة الشخصية، إضافة إلى الخدمات الاجتماعية للنساء
والأطفال الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة المجاورة.
####
«ربيع».. معاناة كفيف وسط الحروب الأهلية
دبي: محمد حمدي شاكر
يعتبر الفيلم اللبناني «ربيع» للمخرج فاتشي
بولغورجيان اللبناني الأصل أمريكي الجنسية، من الأعمال الإنسانية
التي تشارك في مهرجان دبي السينمائي الدولي، ويحكي قصة شاب ضرير،
يعيش في قرية صغيرة في لبنان، يغني في جوقة، ويحرّر وثائق بلغة «بريل»
للمكفوفين كوسيلة للعيش، وتنهار حياته عندما يقدّم طلباً للحصول
على جواز سفر، ويكتشف بأن هويته التي يحملها طول حياته مزيفة.
يسافر ربيع إلى مختلف أرجاء الريف في لبنان للبحث
عن سجلات ميلاده، ويقابل أفراداً يعيشون بعيداً عن المجتمع، فيروون
قصصهم الخاصة، ويثيرون المزيد من التساؤلات، ويعطون ربيع دلائل
صغيرة عن هويته الحقيقية، ثم يقع ربيع في الفراغ، حيث يعيش في وطنٍ
عاجزٍ عن إخبار قصته.
هذا هو المضمون السريع لفيلم «ربيع» الذي صنفه كثير
من الحضور على أنه فيلم إنساني من الدرجة الأولى، ولكي نتعرف أكثر
إلى العمل وخباياه، وكيفية اختيار ممثل ضرير بالفعل وليس ممثلاً
معروفاً لتجسيد شخصية الكفيف، كان لقاؤنا مع مخرج الفيلم فاتشي
بولغورجيان الحاصل على العديد من الجوائز العالمية في كبرى
المهرجانات الدولية.
يقول بولغورجيان: «ترشيح البطل أخذ منا أكثر من 6
أشهر كاملة في البحث عنه، فأجرينا اختبار كاستنغ للممثلين والشباب
لنستقر على البطل ولكن دون جدوى، وخلال أحد الأيام علمنا بوجود حفل
غنائي للمكفوفين، فقررنا الذهاب إليه لعمل كاستنغ أيضاً للموجودين،
واختيار أحدهم، خصوصاً أنني أردت أن يكون بطل العمل كفيفاً بالفعل
وليس ممثلاً لتأدية الدور والتمثيل. وبالفعل ذهبنا للحفل وخلال
وجودنا هناك سمعنا أحد الأصوات في منتصف الحفل وكان صوتاً مميزاً،
وفوجئنا به أنا ومؤلفة الموسيقى التصويرية، فكان يحمل الطابع
الشرقي في صوته».
ويضيف: «تعرفنا إليه وعرضنا عليه الفكرة ووافق مباشرة دون تردد،
وبدأنا في التحضير بعدها مباشرة لمدة شهرين، وبعدها نفذنا الفكرة
وقمنا بالتصوير».
وعن فكرة العمل يقول: «الفيلم معاناة شخص واحد وهو
البطل بركات جبور (ربيع)، ودائماً الأعمال السينمائية يكون محورها
فرداً واحداً في بلد معين، ولكن في فيلمي هي قصة إنسانية عالمية،
واختصرتها في لبنان لأن قصة ومعاناة ربيع مستمرة في لبنان، وفي أي
بلد يعيش حالة الحروب ، وعلى وجه الخصوص الحروب الأهلية ومأساتها».
ويضيف: «همي الأول دائماً التركيز على معاناة وهموم
العربي اليومية وأسعى دائماً لتكريس كل مجهودي لإظهارها واجتذاب
تعاطف العالم معها، وأعتبر أن كل قصة أكتبها أو أخرجها بمثابة
مغامرة غير محسوبة أعيشها وأحاول من خلال عرضها أن يعيشها الجمهور،
فالسينما بشكل عام قادرة على التغيير والتحسين للأفضل والتأثير في
الناس، خصوصاً أن الشخص العادي يتأثر من قصة بسيطة عابرة، فما بالك
من ساعتين وسط الظلام القاتم والأصوات العالية داخل قاعة السينما
والتركيز العالي فبكل تأكيد يكون التأثير أقوى 100%».
وينهي بولغورجيان حديثه بخصوص سينما المهرجانات
ومقارناتها بالسينما التجارية واهتمام الجمهور بالثانية: أرى أن
جمهور المهرجانات للأسف بسيط وليس فقط في الوطن العربي وإنما في
المهرجانات الأوروبية والأمريكية من واقع مشاركتي في تلك
المهرجانات ، والسبب يرجع لكون العديد من الشخصيات العادية تهتم
بالدراما والتلفزيون أكثر ، وبالتالي لن تشجعهم على حضور السينما
خصوصاً أنها تحتاج إلى ذكاء أكثر، أما التلفزيون فجمهوره كبير من
الأشخاص العاديين حيث يحتاجون إلى الضحك والكوميديا ومشاهدة القصص
غير الواقعية لإخراجهم من معاناتهم اليومية، ولأن لديهم ما يكفيهم،
ولكن ستبقى السينما هي مرآة المجتمعات التي يخاف الكثير مشاهدة
عيوبهم من خلالها.
####
ياسر النيادي :
«روبيان» عمل غرائبي يعتني بالرموز
للمرة الأولى في مشواره السينمائي، يشارك الممثل
والمخرج الإماراتي ياسر النيادي، الذي شارك في أعمال تلفزيونية
أهمها المسلسل التلفزيوني «طماشة» مع الفنان جابر نغموش ومسرحيات
عدة مع مخرجين مخضرمين وشباب كممثل، وقدم أعمالاً سينمائية على
صعيد الإخراج والتأليف شاركت في مهرجانات متنوعة داخلية وخارجية،
يشارك النيادي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبر فيلمه الروائي
«روبيان» الذي تدور أحداثه في ليلة غريبة الأطوار، تجمع مجموعة من
الشخصيات في صمت، ومن دون حوار، في ظروف عبثية، فقط نلحظ تعبيرهم
عن رغباتهم المخبأة.
يعرب النيادي عن سعادته بالمشاركة في المهرجان،
ويعزي غيابه عن المهرجان إلى أنه كان يصنع أفلامه في مواقيت لا
تلائم المهرجان، لأنه يأخذ وقته في العمل حتى يخرج بالشكل الذي
يريده، مشيراً إلى أنه يستلهم ثيمته من هذا الكائن الليلي وهو كذلك
حاضر كوجبة في الفيلم لها مدلول، وهي قضايا لها علاقة بالطلاق
والمكياج الاجتماعي الثقيل، الذي سينتهي بالكشف عنه.
وأشار إلى أنه تم طرح مثل هذه القضايا في الصحافة
والتلفزيون، بشكل استهلاكي، لكنه يقدمه في إطار شخصيات تتحدث بشكل
صامت وإطار شخصيات تتصرف بطريقة غرائبية، مبيناً أنه يحاول إثارة
عبر الاعتناء بالرموز، نرفض هذه الغرائبية، ويتابع: «كنت خائفاً من
نجاح مثل هذه الطريقة في الأفلام، هل يمكن أن تنجح وتصل للناس لذلك
عرضته على والدتي وبعض أقربائي البعيدين عن الوسط السينمائي، كما
بذلت مجهوداً كبيراً في تدريب الممثلين لأن التعامل في الفيلم ليس
مع حوارات وإنما شخصيات في غاية العمق».
وأوضح أن لديه فيلماً روائياً طويلاً يعمل عليه
لكنه سيؤجله قليلاً ليكون ثاني فيلم روائي طويل له، فهنالك فكرة
تتخمر في رأسه ويريد أن يخرجها للناس كأول عمل روائي طويل.
ويتمنى النيادي أن يجد «روبيان» المناقشة التي
توازي ما بذله فيه من مجهود، مشيراً إلى أنه استغرق نحو 3 أسابيع
من التصوير وسط أجواء الصيف التي اعتاد على أن يصور فيها أفلامه.
####
عائشة الزعابي :
«ليلة في تاكسي» دعوة للإنصات ومحاولة لكسر التنميط
دبي: مصعب شريف
تعود بنا المخرجة الإماراتية الشابة عائشة الزعابي،
في فيلمها الروائي القصير «ليلة في تاكسي»، إلى أجواء مدينة أبوظبي
في تسعينات القرن الماضي، لتروي قصة سائق تاكسي باكستاني تحول ظروف
عمله القاهرة دون سفره لبلاده، والاطمئنان على ابنه الذي يعاني مرض
السرطان، وهو ثالث تجربة لها بعد فوزها بجائزة المهر القصير قبل
عامين.
يستمع سائق التاكسي أثناء عمله اليومي للجميع،
المقيم المصري الذي يطلب منه أن يهرول للحاق بحماته الموجودة في
المستشفى، والأطفال الذين يريدون أن يبيعوا كلباً وجدوه في الشارع،
وغيرها من اليوميات الصغيرة التي تطلعنا فيها الزعابي بطريقة غير
مباشرة على تفاصيل مجتمع مدينة أبوظبي في تلك الحقبة بترميز كبير،
لندخل مع الكاميرا إلى سكن العمال، وعلاقات العمل بين سائق التاكسي
وصاحبه الذي يعامله بشكل جيد، فيما يقابله ابنه بتعامل مختلف
تماماً من دون أن تفقد الخيط الرئيسي للقصة المتمثل في محاولات
السائق لبث همومه ومعاناته من الأمر، حتى يتوفى ابنه فيغرق في حزن
تنهي به الزعابي الفيلم.
وتشير الزعابي في حديثها ل«الخليج» إلى أنها تواصل
في الفيلم، الذي يعتبر مشروع تخرجها في الجامعة، رحلة عملها على
المواضيع التاريخية التي بدأتها في فيلمها الذي عرض في العام
الماضي ضمن مسابقة المهر القصير «إلى بيتنا مع التحية»، الذي كانت
أحداثه تدور في فترة الثمانينات، مضيفة أنها عملت من خلال الفيلم
على تسليط الضوء على أكثر من نقطة تهدف من خلالها لرصد التغيرات
التي حدثت في المجتمع منذ تلك الفترة.
وتكشف أنها استوحت القصة من ذكريات طفولتها في
أبوظبي، مبينة أنها لعبت على التفاصيل الصغيرة التي علقت بذاكرتها
منذ تلك الفكرة، مثل التاكسي الأصفر الذي كان في تلك الأيام،
والأكسسوارات الباكستانية التي تزين التاكسي في تلك الفترة، مشيرة
إلى أنها أجرت بحثاً طويلاً عن هذه التفاصيل، خصوصاً أنها أضحت
ممنوعة الآن.
وتقول ، إنها تريد أن تغير الصورة النمطية للعمالة
الآسيوية، والفهم السائد بأنها فقط تريد المال، وأن كل شي في
حياتهم يتعلق بالمال، مضيفة: «أقول عبر قصة سائق التاكسي إنهم
يحتاجون لمن ينصت لهم في غربتهم أكثر من المال، وبالمقابل أرسلت
رسالة تشير كذلك إلى تعامل الإماراتي مع من يعملون معه عبر سرد
البطل لقصته مع مخدمه، وأنه كان يساعده ويمنحه المال الكافي لعلاج
ابنه».
####
نائلة الخاجة :
«حيوان» رسالة امتنان لطفولتي
تروي المخرجة الإماراتية نائلة الخاجة عبر فيلمها
الروائي القصير «حيوان»، المشارك ضمن مسابقة المهر الإماراتي في
المهرجان، قصة طفلة تعيش بين أب قاس يعاني مشكلات نفسية، وأم
أنانية. تهتم الطفلة الصغيرة بأرنب تحبه وتعمل على رعايته، ويكون
الأرنب طليقاً طوال اليوم حتى موعد عودة والدها من العمل لتخبئه.
تقتصر حركة الكاميرا في الفيلم الذي يمتد لأكثر من
15 دقيقة على غرف المنزل، لتنقل لنا صعوبة الحياة فيه، وعسف الوالد
المتسلط، ليتحول المشهد برمته إلى وجوم كامل لا يكسره سوى مرح ورقص
الطباخ الذي تجد فيه الطفلة ملجأها. ومع أن الفيلم يطرح مجموعة من
التساؤلات حول علاقة الطفلة بالحيوان الأرنب، في محاولات هروبها من
وحشية والدها، إلا أن الأمر ينتهي بالأرنب في طاولة الطعام، لتفاجأ
الصغيرة بأن ما تتناوله العائلة في الغداء هو أرنبها، تصرخ، وتحاول
أمها إغاثتها، إلا أنها سرعان ما تعود لتواصل التهام لحم الأرنب
بعد إشارات الوالد الحاسمة، من دون أن تجيب عن التساؤلات التي
طرحتها، الأمر الذي تبرره الخاجة بأنها تود أن تقول من خلال هذه
النهاية المفتوحة إن مثل هذا التناقض في الطفولة يمكن أن يؤدي إلى
مستقبل ضائع وفاشل، أو يحول الشخص إلى رجل ناجح بعد تقلبه على صعاب
الطفولة التي تدفعه للمزيد.
وتتابع الخاجة: «مستوحاة من طفولتي من حياتي
الخاصة، وسأعمل على تطويره إلى فيلم طويل، للتعمق أكثر في
الشخصيات، أعيش فيه الجو الحقيقي للحيوان، أحب أن أقول من خلاله
إني مجنونة، ولديّ حب كبير للسينما، وهو نوع من الامتنان لطفولتي،
استفدت جداً من طفولتي الصعبة وهي التي جعلتني أقدر الأمور البسيطة
في الحياة».
####
«روغ وان» يختتم فعاليات الدورة الـ 13
تختتم اليوم فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان
دبي السينمائي الدولي، بتكريم الفائزين بجوائز المهرجان في نهاية
اليوم وإعلان أسماء الأعمال الفائزة، بحضور سمو الشيخ منصور بن
محمد بن راشد آل مكتوم، ورئيس المهرجان عبد الحميد جمعة، ومخرجي
وفرق عمل الأفلام المشاركة في المهرجان.
وسيكون الجمهور على موعد مع الفيلم ثلاثي الأبعاد «روغ
وان»، للمخرج غاريث إدواردز، ومن بطولة فليسيتي جونز، ودييغو لونا،
وبن مندلسن، ودوني ين، ومادس ميكلسن، وألان تودايك، وريز أحمد،
وجانغ وين، وفورست ويتاكر، ويعرض الفيلم للمرة الأولى في الشرق
الأوسط وإفريقيا من خلال المهرجان. ويعتبر «روغ وان» هو الفيلم
الطويل الأول المستمد من سلسلة أفلام «حرب النجوم». وبالنسبة لعشاق
الأفلام المتسلسلة، فإن أحداث هذا الجزء تدور قبل أحداث فيلم «حرب
النجوم: الجزء الرابع - أمل جديد»، وبعد خمسة أعوام تقريباً من
أحداث فيلم «متمردو حرب النجوم» الذي عرض في 2014.
وتلعب الممثلة فليسيتي جونز، الدور الرئيسي لمجرمة
تحولت إلى «المقاتلة المتمردة» جاين إيرسو، التي تُجنّد لتنفيذ
مهمة خطيرة، وسرقة المخططات من «نجم الموت». ويساعدها الكابتن
كاسيان آندور (دييغو لونا)، والمبارز بالسيف تشيروت إموي (دوني
ين)، والرجل الآلي الضخم «كيه تواس زيرو» (ألان تودايك)، في مواجهة
القوات التي يقودها دارث فيدر.
####
علي بن مطر :
«كنادير» قائم على التفاصيل والتشويق
يشارك المخرج الإماراتي علي بن مطر، في مسابقة
المهر الإماراتي لهذا العام بفيلمه القصير كنادير، ويعتبر ابن مطر
مخرجاً ومصوراً سينمائياً، شارك في تصوير وإخراج أفلام سينمائية
قصيرة عدة، إضافة للفيلم الإماراتي الروائي الطويل «مزرعة يدو»،
الذي صوّر جزأيه، كما شارك بإخراج الفيلم الإماراتي «هجولة».
يقارب ابن مطر في فيلمه الجديد «كنادير» قصة الفقد
والحزن والأسرار، فهو يروي قصة عبدالله الذي يبدأ بالبحث عن أسرار
شقيقه المتوفي سالم بعد محادثة تلقاها في هاتفه من الخياط الذي
يطلب منه أن يأتي لاستلام ال«الكنادير»، ليفأجأ بأن مقاساتها
مقاسات أطفال، وتشتعل التساؤلات حول ما إذا كان أخوه متزوجاً من
دون أن يعلم أم لا؟ يحتشد الفيلم بالتفاصيل والحزن الذي ينقلنا
عبره ابن مطر إلى مناطق متعددة في علاقة الأخ بأخيه، حتى يكشف لنا
في النهاية أن الخياط أخطأ، وأن جميع هذه التساؤلات غير ذات جدوي.
يقول علي بن مطر، إنه اعتمد في عمله على عناصر
التشويق التي تثير تساؤلات المشاهد، مشيراً إلى أن التفاصيل التي
لعب عليها في سرد قصة عبد الله تعتبر أساس الحبكة، ويعزو ابن مطر،
حالة الحزن الكبير التي تظلل جميع المشاهد البصرية، إلى أحد
العوامل التي تبين حالة الفقد والترابط بين الأخوين، بعد رحيل
سالم. ويبرر المخرج نهاية الفيلم المغلقة بأنها محاولة لوقف هذه
الأسئلة ونشوء أخرى بعد نهاية الفيلم، مشيراً إلى أن رسالته تبيان
أن «الكنادير»، وغيرها من التفاصيل الصغيرة التي تميز الزي
الإماراتي يمكن أن تعني الكثير للناس في حياتهم الخاصة.
ويتابع ابن مطر أنه حاول أن يلقي الضوء على معاني
الغياب، وما إذا كان حضور الشخص عبر وفاته يمكن أن يستمر عبر ألبوم
الهاتف وغيره من التفاصيل الشخصية لسالم التي نقب فيها أخوه بعد
وفاته، وما يمكن أن تقود إليه عبر استحضار الذكريات، وما تقوم به
من تحويل الغياب لحضور، مشيراً إلى أن أهم شيء في الفيلم القصير هو
أن يعمل على إثارة الأسئلة حتى بعد نهايته.
وعن مشروعه المقبل يقول ابن مطر: «مشروعي المقبل فيلم درامي طويل
تم الانتهاء من كتابته قبل فترة».
####
«ممسوس».. سينما مواجهة الذات والعلاج بالصدمة
دبي: مصعب شريف
تدخل الأفلام الإماراتية القصيرة بتجربة الفيلم
التسجيلي «ممسوس»، للمخرجة الإماراتية الشابة شذى مسعود إلى مرحلة
جديدة، قوامها الجرأة في مواجهة الذات والمجتمع، عبر صدمة سينمائية
تضعنا مباشرة أمام حالات سيكولوجية على درجة من التعقيد، وعلى
الرغم من معايشتنا لها فإنها تكاد تقرأ في سياقات داخلية حبيسة
الصدور، لا يبوح بها الناس في مجتمعات تجرم الذهاب للطبيب النفسي.
يستعرض «ممسوس»، قصة 3 شخوص على حافة الجنون،
تمنحهم المخرجة فرصة وحرية كاملة لرواية قصصهم أمام الكاميرا وقبل
أن نقف على تفاصيل معاناة كل واحد منهم مع التوتر والاكتئاب تمهد
لنا مسعود عبر مقدمة سوريالة تمزج فيها بمجموعة من الأعمال الفنية
والفيديوهات التعبيرية عن حالتها الخاصة ومعاناتها مع ذات الحالة،
لتدخلنا مباشرة أمام 3 حالات يحكون تفاصيل معاناتهم وتهيئواتهم في
بوح استثنائي.
تقول مسعود، التي درست الإعلام وعملت في تلفزيون
دبي وتدير الآن عملها الخاص في مجال الدعاية والإنتاج الفني: «أحب
الفنون الجميلة وأعمل عليها منذ فترة مبكرة ولدي محاولات فنية،
لذلك بدأت الفيلم بهذا المزيج، وأعمل منذ فترة على فيديوهات قصيرة
سوريالية، لكني لم أخرجها للناس، لأنها في الآخر تعبير عن إحساسي
وليس لدي رسالة من الفيلم، وهو بالنسبة لي عمل يشبه ما يرسمه
الرسامون، والرسام لا يوضح مرامي عمله للناس، فإذا فهمت شيئاً يكون
جميلاً جداً وإن لم تفهم الأمر يتوقف عليك».
وتتابع مسعود مشيرة إلى أن القصة اعتمدت على
تجربتها الخاصة مع الاكتئاب، مشيرة إلى أنها عندما ذهبت للسعودية
قابلت صديقتها الكاتبة أمل الحربي، التي غيرت نظرتها للاكتئاب.
وتوضح الكاتبة السعودية أمل الحربي إحدى الشخصيات
الثلاثة في الفيلم: «لم يكن لدي مانع في المشاركة لأن الموضوع
يعانيه الجميع، ويندرج تحت بند المسكوت عنه، عانيت كثيراً الاكتئاب
ولم أكن أصدق أني سأخرج منه بسهولة، لذلك أنا مع التنوير مع العلاج
والأدوية، وأرفض جميع الخرافات التي تقول إنه إذا أخذت دواء سيكون
عكسياً، هذا موضوع بدائي ، العالم يمضي ونحن لا نستطيع أن نتعالج».
####
«لا لا لاند» يتصدر سباق «غولدن غلوب»
تصدر فيلم «لا لا لاند» لداميان شازيل السباق لنيل
جوائز «غولدن غلوب» أمس الأول، والذي يعرض ضمن مهرجان دبي
السينمائي الدولي، بترشيحه للفوز عن 7 فئات، بينها افضل فيلم
موسيقي، أو كوميدي، وأفضل ممثل.
وفي المراتب التالية لأكثر الأفلام ترشحاً لنيل
جوائز «غولدن غلوب»، تم ترشيح «مونلايت»،
و«مانشستر باي ذي سي»، و«فلورنس فوستر جنكينز» عن ست، وخمس، وأربع
فئات على التوالي. وتعطي الترشيحات الأعمال المشاركة في المنافسة
دفعاً قوياً في السباق للفوز بجوائز «أوسكار» التي سيعلن عنها في
فبراير/شباط.
ويتنافس على الفوز بجائزة أفضل فيلم درامي كل من «هاكسو
ريدج» لميل غيبسون، و«هل أور هاي ووتر»، و«لايون»، و«مانشستر باي
ذي سي»، و«مونلايت».
ويتنافس «لا لا لاند» مع «توينتيث سنتشري ويمن»، و«ديدبول»،
و«فلورنس فوستر جنكينز»، و«سينغ ستريت» للفوز بجائزة أفضل فيلم
موسيقي.
وعن فئة أفضل ممثل في فيلم درامي، يتنافس كايسي
أفليك فيلم «مونلايت»، مع دينزل واشنطن.
####
أبطال «ذا بليدر» على السجادة الحمراء
استقبلت السجادة الحمراء بمدينة جميرا، مساء أمس،
مخرج وأبطال الفيلم الأمريكي «ذا بليدر» لمشاهدة عرضه الأول في
الشرق الأوسط وإفريقيا، وكان في مقدمة الحضور مخرج العمل فيليب
فالاردو.
وتدور قصة العمل حول ليف شرايبر الذي يقدم دوراً
جريئاً في هذا الفيلم الذي يروي سيرة الملاكم الملقب ب«بايون بليدر»،
الشاب تشاك ويبنر، الذي خاض في عام 1975 خمس عشرة جولة دامية مع
محمد علي كلاي على لقب العالم للوزن الثقيل ليخسر النزال بالضربة
القاضية قبل 19 ثانية من جرس النهاية.
ويتناول الفيلم آثار النزال، أكثر مما يتحدث عن
المنافسة الدموية بحد ذاتها، إذ حقق هذا الملاكم الشهرة، ولكنه
دمّر زواجه بوقوعه في براثن الإدمان على الكوكائين، وخاصة بعد ظهور
فيلم سيلفستر ستالون «روكي» في 1976، المقتبس جزئياً من حياة ويبنر.
على جانب آخر، امتلأت صالة العرض بجمهور غفير أتى
خصيصاً لمشاهدة العرض الأول للعمل في المنطقة، إلى جانب التقاط
الصور التذكارية مع أبطال ومخرج العمل.
####
شراكة بين «دبي السينمائي» و«آرت دبي» و«الشارقة
للفنون»
عقد «ملتقى دبي السينمائي»، أمس، أمسية أدارها
الفنان أمير باراداران، وحملت عنوان «فن على فن»، وسلطت الضوء على
الشراكة المستمرة التي أعلنها «مهرجان دبي السينمائي الدولي، مؤسسة
الشارقة للفنون، وأرت دبي، التي تحمل عنوان «صور تتحرك» منذ 2013،
والتي تكرس جهودها في استكشاف الفراغ الذي يتقاسمه الفن والسينما.
وتعد هذه الشراكة الفن المعاصر والسينما في المنطقة
محور تركيزها، وتستكشف القواسم المشتركة عبر برامج مناقشة وعروض
سينمائية في المهرجان، وفي مارس/آذار في معرض بينالي الشارقة، وأرت
دبي، وعلى مدار العام في دولة الإمارات بأكملها.
ويسعى هذا البرنامج في المجمل «صور تتحرك» لتحقيق
أهدافه المتمثلة في زيادة الاستقطاب والفهم للأفلام الفنية، ودعم
كل من الفنانين وصانعي الأفلام، إضافة لمناقشة نماذج التمويل
والتوزيع الراهنة والمستقبلية لتلك الصناعة في دولة الإمارات
وخارجها.
وسلطت محاضرة أمير باراداران الخبير المتخصص في
الرسوم البيانية الحاسوبية وواجهات المستخدم في نيويورك، والمحاضر
في جامعة كولومبيا الضوء على عمله والآفاق الواسعة والعديدة التي
يفتحها الواقع المعزز بالممارسة الفنية. |