ضمن مسابقة المهر الإماراتي
«الرجال فقط عند الدفن».. جرأة سينمائية محفزة
للخيال
دبي : مصعب شريف
يغوص المخرج الإماراتي عبدالله الكعبي، في فيلمه
الروائي الطويل «الرجال فقط عند الدفن»، الذي عرض ضمن مسابقة المهر
الإماراتي، في ما يصنف بأنه «مسكوت عنه»، في المجتمعات العربية،
ليقارب بحرفية سينمائية كبيرة، قصة حياة عائلة عراقية في حقبة ما
بعد الحرب العراقية الإيرانية.
يبدأ الفيلم بمكالمة تتلقاها «غنيمة» التي تعمل
مقدمة برامج في إحدى الإذاعات المحلية، من «عارفة» صديقة والدتها
والمقيمة معها في إحدى القرى العراقية، تخبرها فيها بأن والدتها
الكفيفة تطلب حضورها فوراً لإبلاغها أموراً مهمة، تقطع «غنيمة»
عملها وتتصل بزوجها «جابر»، الذي يطلب منها أن تسبقه وأنه سيلحق
بها بعد مشوار قصير، تصل غنيمة وتبدأ حديثاً مع أمها و«عارفة» في
سطح المنزل.
تشير الأم إلى أنها بصدد الإفشاء عن سر ظلت محتفظة
به لفترة طويلة، وقبل أن تبدأ في الحكاية تحاول الجلوس في مقعد على
حافة السطح، فتهوي من السطح لتصدمها سيارة «جابر» الذي يأتي مسرعاً
للحاق بهم، تموت الأم وتبدأ حكاية أخرى تتكشف خلالها أسرار الأم
«فاهمة»، خلال أيام العزاء، عبر تقنية «الفلاش باك»، الذي تبدأ
خيوطه من مشهد الدفن في المقابر، ويواري جابر ومن معه من الرجال
رفات «فاهمة»، لتظهر امرأة من بعيد وسط القبور، على غير المعهود في
الثقافة العربية. وهو الأمر الذي نوه له المخرج كتابة في بداية
الفيلم، بعد أن يعود الرجال من الدفن يتضح لنا أن المرأة التي ظهرت
في المقابر متخفية، هي «عائشة» شقيقة «غنيمة»، التي هربت بعد أن
رفض والدها الراحل تزويجها لمن تحب، محاولاً إجبارها على الزواج من
ابن عمها على طريقة زواج أختها غنيمة.
في اليوم الأول للعزاء يأتي شيخ القرية ويسأل بفضول
كبير عن أسباب الوفاة التي اتفق الجميع على إخفائها، مشيرين إلى أن
العمى هو السبب الرئيسي للوفاة، يصر شيخ القرية على إشباع فضوله،
فيسأل عن أسباب عمى الراحلة. تروي «عارفة» القصة مشيرة إلى أنها
فوجئت بها في أحد الأيام تصرخ فيها أن تشعل الأنوار فهي لا تستطيع
رؤية شيء إلا الظلام، وذلك بعد وفاة زوجها الذي كان يعاني مرضاً
عضالاً، وهي المشاهد التي يصورها الكعبي بهدوء.
هنا تبدأ القصص في الاسترسال، في عزاء تصفه الأختان
المتشاجرتان، بأنه «أتعس عزاء»، لكونه لم يشهد حضور أي أحد، ثم
يغرقان في ضحك طويل على المفارقة. في اليوم الثاني للعزاء تأتي
إحدى صديقات «فاهمة» وتحكي لبناتها بعض الأسرار عن قوة علاقتها بها،
كيف أنها انقطعت عنها بعد أن حرمهما زوجها «والدهن» من التواصل،
وهو الأمر الذي تؤكد عليه «عارفة»، التي تمنع الصديقة التي غادرت
حياة البطلة، منذ ولادة البنات، من الاسترسال، إلا أنها لا تدري أن
«غنيمة» قامت بالتنقيب في أغراض والدتها لتجد حزمة من الخطابات
لمجموعة من النساء اللائي تربطه بهن علاقة عشق، بينهن رسالة غارقة
في الحميمية، موجهة للدكتورة خلود.
تخرج الصديقة وبنهاية زيارتها ينتهي اليوم الثاني
للعزاء، بعد أن تكشف للبنات أن أمهن كانت شاعرة عظيمة، وتطلعهن على
مجموعة من قصائدها القديمة، مشيرة إلى أن والدهن كان سبباً في
توقفها عن كتابة الشعر، باعتباره عاراً على المرأة حسب التقاليد
المجتمعية، وفي اليوم التالي تأتي الدكتورة خلود، وترفض «عارفة»
إدخالها للمنزل لأداء واجب العزاء، لكن غنيمة تنقذ الموقف لتكشف
لها أنها الدكتورة غنيمة، تحاول عارفة أن تحول دون أن تتعرف البنات
الى سر علاقة والدتها بطبيبة والدهما، إلا أن غنيمة تنهي الموضوع
مشيرة إلى أنها كشفت كل شيء عبر الخطابات.
يفكك الكعبي هذه العلاقات الحساسة التي لا يجرؤ أحد
على الحديث عنها في المجتمع بترميز كبير، حتى في الإشارة لطبيعة
العلاقة بين «فاهمة» وصديقاتها، دون أن يستدعي مشهداً مباشراً
ليحدد به طبيعة العلاقة، عن هذا الترميز، وحول ما إذا كان من
الأجدى فنياً إيراد مشاهد جريئة مباشرة تحدد طبيعة العلاقات يقول
الكعبي: «هذه ليست طريقتي، المشاهد اليوم ذكي جداً ولدينا ثقافة
سينمائية، هذه مشكلة السينما العربية تروي كل شي بمباشرة، لا بد من
استفزاز خيال المشاهد، ومع الكاميرا والتمثيل، أستخدم خيال
المشاهد، طريقتي هي استفزاز خيال المشاهد.
ومع أن الكعبي فكك جميع الأسرار بما فيها فترة
اختفاء «عائشة»، إلا أنه حتى نهاية الفيلم لم يكشف عن طبيعة علاقة
«عارفة» التي تلازم البطلة في المنزل بها، وما إذا كانت تربطها بها
صلة قرابة أم لا، يقول الكعبي إنه قصد هذا التمويه، لأن كل شخص
لديه فهم خاص للموضوع، مشيراً إلى أنه كان يود أن يبدأ الفيلم في
ذهن المشاهد بعد نهاية العرض.
يقول الكعبي: «سؤال كيف ترى الفيلم هذه التساؤلات
كانت مهمة لي لذلك أنا العب على خيالك كمتلقٍ، دون وجود لقطات
خارجة، هنالك ترميز حتى في الإشارة لهذه العلاقات النسائية غير
الطبيعية».
ويكشف الفيلم عن عدة خيوط في حياة هذه الأسرة،
أهمها أن والدة البنات، لم تكن كفيفة وأنها كانت شاهدة على كل شيء،
وهو الأمر الذي اكتشفته «عارفة» بعد سقوطها من السطح مباشرة، وهو
ما تفسره بأنها رأت في حياتها ما يكفي من الحرمان والذل على يد
زوجها، وهو يزوج بنتها بمن لا تحبه، وهروب بنتها الأخرى، وتتظاهر
بالخداع، لتسمح لعائشة وابنها بالحياة في المنزل في تعقيد كبير
للمعالجة الروائية للعمل.
يضيف الكعبي: «عندما فكرت في الفيلم كنت أود أن
يكون العمل جديداً. كنت جريئاً في ما هو أكثر من الموضوع، حتى في
موقع التصوير في طريقة الإضاءة في الخلفية، وفي الأماكن، هذه
الأشياء التي كنت أحب أن أقدمها أشياء جديدة».
####
«يا عمري» مشروع ينهض على الذاكرة الجمعية
هادي زكاك : أنقب في التاريخ للمحافظة على الذاكرة
دبي: مصعب شريف
في فيلمه الجديد «ياعمري»، الذي عرض، أمس، في
مهرجان دبي السينمائي، يتتبع المخرج اللبناني هادي زكاك، شيخوخة
جدته «هنريات» التي تخطت المئة سنة من عمرها، ويرصد عبر آلية السرد
العفوي المباشر، تحولات الذاكرة والهجرة من لبنان للبرازيل،
وعلاقاتها مع الأولاد، ويفتح زكاك الباب عبر ذاكرة جدته على تاريخ
المجتمع اللبناني، في محاولة لصون الذاكرة الجمعية للبنانيين عبر
سيرة شيخوخة تحمل الكثير، بحسب ما يؤكد زكاك في لقائه مع «الخليج».
يحافظ زكاك في فيلمه الجديد، على الثيمة نفسها التي
ظل وفياً لها لتضفي على مشروعه السينمائي خصوصية، لكونه مشروعاً
ينهض على الأرشفة والحفاظ على الذاكرة الجمعية في بعدها السينمائي
الإنساني، ففي فيلمه الأول «كمال جنبلاط.. الشاهد والشهادة»، رسم
زكاك بورتريهاً إنسانياً لشخصية اللبناني الراحل، ليتبع الآلية
نفسها في فيلمه «مرسيدس»، الحائز جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي
لنقّاد السينما (فيبريسكي) «الوثائقي» 2011، في مهرجان دبي
السينمائي.
ويرى زكاك أنه بهذه التقنية السينمائية يحارب
النسيان والموت، مشيراً إلى ضرورة التوثيق في مجتمع أصبح فاقداً
للذاكرة. يقول: «ربما تشكلت دوافعي لاتباع هذا النمط الوثائقي لأني
نشأت بلبنان في فترة الحرب، وهي الفترة التي تفتّح خلالها وعي
للناس والحياة، والسمة العامة فيها أن هنالك فقداناً للذاكرة،
ونسياناً لا يزال مستمراً حتى الآن، لذلك رأيت أنه يتعين علي صيانة
هذه الذاكرة من التجريف».
ويضيف: «هنالك صفحات من تاريخنا تطوى برحيل شخوصها
من دون أن نفهمها بشكل جيد، لذلك دائماً ما أقول إن السينما
الوثائقية وسيلة لمحاربة الموت والنسيان، والموت المعني هنا هو موت
الأشخاص والتاريخ والذاكرة، لذلك أعمل على التنقيب في هذه الذاكرة
للمحافظة عليها».
ويوضح أن الأمر لا يقتصر على فيلم «ياعمري» فقط،
ففي «مرسيدس»، كذلك كانت قصة حياة سيارة وعائلتها منذ الخمسينات،
ومن خلال هذه القصة تم استعرض التاريخ الاجتماعي اللبناني، من
نظرتها، ليقول من خلاله إنها محاولة لأنسنة الحديد، لكونه يجسد
المواطن العادي الذي رأى كل شي وأحس بشيخوخته. ويؤكد زكاك كذلك أن
رصد الفعل الإنساني وخصوصيته عبر الحقب المختلفة، يعتبر من
الأساسيات التي تمنح الفيلم معناه بالنسبة إليه، مشيراً إلى أن
النجم الفعلي هو الإنسان، لذلك يعمل على رصد التفاصيل الإنسانية
الصغيرة في أعماله، فنحن لا نخترع إنسان، إنما المعايير الإنسانية
السامية، معايير الانفتاح وليس التعصب ورفض الآخر والظلامية التي
تسيطر على عالم اليوم.
موضوعات أفلام زكاك الوثائقية، ربما تجد مساحة أكبر
وانتشاراً أوسع، لو وجدت معالجة روائية، تقارب شخوصها بما يمكنها
من الوصول لأكبر عدد ممكن، كمثيلاتها من الأفلام الروائية الطويلة
والقصيرة، إلا أن لصاحب «يا عمري» رأياً آخر، فمع موافقته على أن
المعالجة الروائية يمكن أن تصل لعدد كبير من الجمهور، إلا أنه
يراهن على حرية الفيلم الوثائقي الأكبر، ومجال اختباره الأوسع
لكونه يجسد الواقع عبر أدواته نفسها، دون أن يخترع شيئاً.
شغفه واهتمامه بالتاريخ الإنساني في بلده دفعه منذ
زمن باكر للتنقيب في تاريخ السينما اللبنانية، ليتخرج حصيلة بحثه
في كتاب باللغة الفرنسية، يقول إنه لم يجد من يمول ترجمته ونقله
للعربية، إلا أن مادته أضحت قديمة لمرور 20 عاماً على كتابته،
معلناً اعتزامه إعداد كتاب آخر عن الموضوع نفسه، ويبدو زكاك مديناً
لكتابه بالكثير، مشيراً إلى أنه مثل انطلاقته الحقيقية في مجال
السينما، لتعريفه بالمخرجين والوسط السينمائي، وتمكينه من تحديد
موضع قدمه من الأشكال السينمائية المختلفة.
####
مخرج يوثق ذاكرة شعب
مهند يعقوبي لـ الخليج: الأرض الفلسطينية موجودة في
السينما
دبي : «الخليج»
عبر مادة أرشيفية كبيرة تتناول الأفلام التي أرّخت
للثورة الفلسطينية بمختلف مراحلها، يتتبع المخرج الفلسطيني مهند
يعقوبي في فيلمه غير الروائي الأول «خارج الإطار أو ثورة حتى
النصر»، تاريخ السينما النضالية، وتطوّرها في منطقة الشرق الأوسط،
وكيفية تناولها للقضية الفلسطينية، من خلال تتبع نشأة وحياة إحدى
المجموعات السينمائية الثورية.
يبحث الفيلم في العوامل الفنية والسياسية التي دفعت
بهذه الأفلام للاستمرار في السبعينات، ويسأل عن أسباب انتهائها في
بيروت عام 1982، ويشير يعقوبي في حواره مع «الخليج» إلى أنه ظل
يعمل طوال ال 7 سنوات الماضية على الفيلم، واصفاً له بالمهمة
الشاقة، ونتعرف إليه أكثر خلال الحوار التالي..
من هو مهند يعقوبي؟
مهندي يعقوبي، مخرج ومنتج سينمائي، مقيم في رام
الله، لدي شركة إنتاج اسمها «أديومز فيلم»، وأعمل مع كثير من
المخرجين والمخرجات في فلسطين، درست تاريخ السينما في لندن في 2007.
هل يمكن أن نصف فيلمك بأنه محاولة لإعداد
ببلوغرافيا لسينما الثورة في فلسطين؟
بالضبط، هو بالأساس ببلوغرافيا لهذه السينما
المفقودة، ليس لأن المواد ليست موجودة، ولكن لأنهم كانوا يريدون
منا أن ننسى هذه المرحلة من تاريخنا، بعد توقيع اتفاقية أوسلو، وهو
ليس توقيعاً على السلام وإنما توقيع على التنازل عن الذاكرة، ففي
هذه الفترة منذ 1994، كنا نسمع ولا نرى، وليس هنالك مجهود حكومي
مؤسساتي فلسطيني للمحافظة على هذا الأرشيف في مكان واحد، وعندما
بدأت البحث كان من الصعب علي أن أجد شيئاً في مكان واحد. تجميع
النصوص استغرق عاماً ونصف العام، والفيلم بشكل كامل استغرق 7
سنوات، وصار مشروعاً بالنسبة لي، فهو يعني مشروعاً لحفظ الذاكرة،
أصور وأبحث حتى أثناء العمل، جبت مجموعة من الدول، التعامل معه في
النهاية كان صعباً وفرض علي استبعاد روايتي الشخصية، هنالك ثلاث
محاولات في الفيلم لكي أحكي تجربتي الشخصية، وفي النهاية توصلت إلى
أني أحكي عن شيء لا يعرفه الناس، لذلك من الأولى أن أعرف الناس
إليه أولاً، لذلك في المونتاج حرصت على التتابع الزمني للأحداث.
خلال هذا التتابع يقودنا الفيلم لخيوط متفرقة
تجعلنا أمام أحداث تاريخية مهمة، مثل تأسيس منظمة التحرير
الفلسطينية ووحدة أفلام فلسطين وغيرهما، هل هي محاولة للمزج بين
تاريخ السينما وتاريخ الأراضي المحتلة، أم أن المادة المتوافرة هي
التي فرضت ذلك؟
نعم هنالك أحداث أساسية مثل حرب 1967، والحرب
الأهلية في لبنان، أردت أن أقول من خلال هذا المزج إنه وسط هذه
الأحداث هناك شعب يحاول أن يبني صورته، وسلاحه الكاميرا، فالثورة
الفلسطينية ليست عمليات عسكرية. العمليات العسكرية كانت تتم لكي
تصور، ويطلق الرصاص لكي نسمع صوته ونشعر بوجودنا في العالم، في
لحظة معينة أثناء عملي على الفيلم، لم أعد قادراً على الفصل بين
سينما الثورة الفلسطينية والثورة نفسها، صارا شيئاً واحداً،
السينما والمسرح والعمل السياسي، كلها جزء من هذا الشعب الذي يعمل
على تحقيق وجوده، عملي على الفيلم كشف لي أن أعداء الثورة
الفلسطينية ليسوا «الإسرائيليين» فقط، إنما أولئك الذين يعملون على
سرقة ذاكرة الشعب الفلسطيني.
هل هذا ما قصدته في التنويه المكتوب في الفيلم بأن
معظم الأفلام الفلسطينية التي تروي هذه الحقبة اختفت قبل الاجتياح؟
نعم اختفت منذ العام 1982، لأنه إذا ذهبت لمهرجان
لابتك في ألمانيا تجد في الأرشيف في «سينماتك الفرنسي» وجامعة
شيكاغو حيث كان موجوداً هنالك اتحاد طلاب فلسطينيين قوي جداً، حتى
في موزامبيق وجدنا أفلاماً فلسطينية، لأنه في تلك الفترة كانت هناك
فرصة للحلم، وهذا الحلم يقودنا لما قصدته في خارج الإطار، إنني
عملت من خلاله على رصد الواقع العالمي في تلك الفترة، ولم يقتصر
عملي على الوضع الفلسطيني فقط، الثورة الفلسطينية هي بنت مرحلتها.
تلقيت دعماً من «ملتقى دبي السينمائي» لفيلمك الأول
منذ العام 2009، ماذا يمثل لك هذا الأمر؟
تلقيت أول دعم من الملتقى وأشكرهم على الثقة، لأنها
كانت مغامرة بالنسبة لهم، فهو فيلمي الأول الطويل، أنتجت
«المتسللون» الذي فاز بالمسابقة الرسمية في 2013، لدي تصور لعملية
إخراج الفيلم، لكنني لم أتصور أنني سأكون أنا المخرج، وفي هذا
الفيلم كنا تائهين، لأن الوضع كان غامضاً ومرهقاً جداً، أعمل الآن
على فيلم عن لحظة دخول الجنرال «المن» للقدس في 1919، وهو فيلم
أعتمد فيه على تقنية الصور الفوتوغرافية الممزوجة بمقابلات مع
مستشرق عاصر اللحظة وأعد كتاباً عنها، وهو عمل تجريبي وربما يستغرق
وقتاً. وأتمنى أن يجد فيلمي طريقه لدور السينمات والجامعات، لأنه
مهم أن نتعرف إلى هذا الإرث، فعندما درست تاريخ السينما في لندن،
وقفت على أهمية السينما الفلسطينية وقوتها، وبالمقابل أعتقد أنه من
المهم دراسة تجاربنا المحلية التي تمنحنا خصوصيتنا.
وظّفت شعار الثورة في عنوان الفيلم «ثورة حتى
النصر»، لكن ألا ترى أنك جنحت للمباشرة في معالجة المقاطع المتعلقة
بالشعار؟
نعم هنالك مباشرة، لأننا نتحدث عن سينما دعائية
وليست جمالية، هي سينما مصنوعة لحث الفلسطينيين على الانضمام
للثورة، لذلك أتت هذه المشاهد التي تترجم هذا الشعار.
لا، أنا أتحدث عن المباشرة في معالجة المادة
المتوافرة وليست طبيعتها؟
حقيقة لم أفكر في الأمر، بقدر ما كانت محاولاتي
تنصب لعمل حفظ للذاكرة، أكثر من استعراض جمالياتي في العمل،
ومعالجتي البسيطة كانت بالصوت، حاولت أن أعمل صوتاً حقيقياً يناسب
اللحظات المختلفة.
وجود الأطفال في الفيلم، هل قصدت منه الاستمرارية
في الفكرة والرسالة؟
قضية الأطفال تواجه إشكالية دائماً، الغرب يقول
إننا نربي أبناءنا على الكراهية، لكنني حاولت أن أقول من خلال
الفيلم إننا نربي أطفالنا على استمرارية المقاومة، والآن لم يعد
لنا سلاح سوى السينما، هي السلاح الوحيد للمقاومة الآن، العالم
يتباهى بالأرض والبنايات والإنجازات، نحن نتباهى بأننا نصنع لحظات
وجودنا، الأرض الفلسطينية موجودة فقط بالسينما، أعيش في رام الله
لكنني لا أدخل الأراضي المحتلة، لأني عندما أذهب أشعر بأنه لا أمل،
لكن السينما أملي الوحيد، مثلما كانت الأداة الوحيد لصناع الأفلام
التي نتحدث عنها في الفيلم كانوا موجودين في بيروت وعمان وغيرهما،
لكن كانت الأرض الفلسطينية المحتلة موجودة في جميع أعمالهم.
وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
أولها استكمال هذا الفيلم بعمل آخر اسمه «خارج
الإطار أو وحدة أفلام فلسطين» جزء أول عن الفترة، دون أن يتضمن
مقابلات مع المخرجين والمخرجات الذين يمثلون أيضاً ذاكرة مهمة،
لهذه الفترة من التاريخ الفلسطيني، لأن وحدة أفلام فلسطين هي التي
قامت بكل هذه الجهود منذ تأسيسها في 1968، وأسسها 3 شبان هم خريجون
جدد، هم من بنوا العلاقات مع المخرجين العالميين الذين أتوا للعمل
معهم وأنتجوا نحو 860 فيلماً، وهو جزء نسمع فيه أكثر مما نشاهده،
لأن هذا الجزء اقتصر على الأرشيف الفيلمي.
####
بحضور المنتج ومقدمي البرنامج
«SNLبالعربي»
يحتفل بنجاح موسمه الثاني
دبي: محمد حمدي شاكر
عقدت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته
الثالثة عشرة صباح أمس في قاعة المؤتمرات بمدينة جميرا، مؤتمراً
صحفياً لفريق عمل برنامج
«SNL
بالعربي»، بحضور منتج العمل طارق الجنايني، ومقدمي البرنامج خالد
منصور وشادي ألفونس، بالإضافة لأحد ضيوف البرنامج أخيراً الفنان
ظافر عابدين، ليتحدث عن تجربة استضافته مع مقدمي البرنامج.
ووجه المؤتمر الذي أداره الفنان الإماراتي الكوميدي
علي السيد، في بداية الجلسة التحية لنجوم الكوميديا العرب أمثال
إسماعيل يس، ودريد لحام، والمخرج داوود عبد السيد، وطارق العلي،
والعديد من نجوم الكوميديا الخليجيين والعرب.
وقال طارق الجنايني إن فكرة البرنامج مستوحاة من
البرنامج الأمريكي الأصلي الذي يحمل اسم
«SNL»
أو
(Saturday Night Live)،
وبعد توقف برنامج «البرنامج» لباسم يوسف، لم أجد أفضل من خالد
منصور وشادي ألفونس ليكونا بطلي البرنامج في نسخته العربية.
وأضاف: «أنا سعيد جداً بنجاح البرنامج وردود
الأفعال القوية التي تلقتها مع عرض كل حلقة من الجمهور أو من
الأصدقاء، وأرى أن كل حلقة من البرنامج بمثابة فيلم سينمائي كوميدي
كامل لما تحمله من تفاصيل ومشاهد مختلفة بل ومناظر أيضاً متجددة.
واستفدنا كثيراً من زيارتنا لأمريكا ومشاهدة البرنامج الأصلي
ومقابلة فريق العمل وتعلم العديد من الأشياء منهم، ومعرفة التفاصيل
التي أعطتنا خبرة كبيرة خصوصاً أن البرنامج الأصلي له ما يفوق 40
عاماً، وبالتالي خرجنا من البرنامج بهذا الشكل النهائي في الموسمين
الأول والثاني، وسنعلن قريباً عن الموسم الثالث خلال الفترة
المقبلة».
وقال شادي ألفونس، أحد مقدمي البرنامج: حاولنا من
خلال حلقات البرنامج أن نعرض الكوميديا الذكية، ولا نتطرق من قريب
أو من بعيد للمناطق الشائكة بشكل صريح، فهدفنا الأول والأخير هو
الكوميديا وإسعاد الجمهور وإضحاكه، من خلال العديد من المواقف
والمشاهد المختلفة وباستضافة العديد من نجوم الكوميديا المختلفين.
وأضاف: كان لدينا أكثر من 26 نجماً خلال الموسم الماضي، من مشاهير
الوطن العربي، وأخذنا تقريباً في تصوير كل حلقة ما يفوق الخمسين
ساعة كاملة حتى نخرج بحلقة واحدة، وأعتقد أن هذا الوقت الكبير جاء
في النهاية وكلل بالنجاح ووصلنا إلى العديد من الجماهير العربية.
أوضح خالد منصور، أن البرنامج كان من المفترض أن
يرى النور في إبريل من العام الماضي، ولكن فريق العمل أراد أن تكون
انطلاقة البرنامج في الوطن العربي قوية ومؤثرة، فتأجل حتى سبتمبر
2015. وأضاف: أنهينا الموسم الثاني السبت الماضي بحلقة الفنان هاني
رمزي التي كانت أكثر من مميزة، ونتطلع للتحضير للموسم الثالث،
ولكننا لا نعلم حتى الآن ملامحه، وسنتحدث عنه لاحقاً.
من جهته أكد ظافر عابدين أحد ضيوف البرنامج في
موسمه الثاني، سعادته بالمشاركة في إحدى الحلقات وأكد أنها كانت
مشاركة مختلفة ومتميزة، ويأمل أن يكررها مرة أخرى خلال المواسم
المقبلة، وتمنى النجاح لفريق العمل. |