تعقد ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، ويوسف شريف رزق
الله المدير الفنى للمهرجان مؤتمرا صحفيا يوم 17 مايو الجاري خلال
انعقاد مهرجان كان السينمائى، وقال رزق الله أنه تم توجيه الدعوة
لعدد كبير من صناع السينما العالمية والعربية والمصرية ممن يحضرون
فعاليات «كان» لحضور
المؤتمر، وسيتم الكشف خلاله عن الخطوط العريضة للدورة القادمة
لمهرجان القاهرة السينمائى والتى اطلع عليها وزير الثقافة د. عبد
الواحد النبوى خلال لقائه مؤخرا بواصف، ويعقب المؤتمر حفل غداء،
وأشار رزق الله الى أن مهرجان «كان» يظل
دائما فرصة مهمة للاتفاق مع شركات الانتاج لجلب أفلام جديدة
لمهرجان القاهرة والالتقاء مع صناعها ونجوم السينما العربية
والعالمية الذين نسعى لاستضافتهم.
من جهة أخرى، يغيب الجناح المصرى لاول مرة عن مهرجان كان السينمائى
تحت دعوى «تقليل
النفقات» وبعد
أن تفرق دمه بين وزارتى الثقافة والسياحة اللتين غابا عنهما ما
يمثله هذا التواجد من أهمية وترويج سياحى وثقافى لمصر، وكانت سهير
عبد القادر مدير مهرجان القاهرة الأسبق قد حرصت على اقامة الجناح
خلال العام الماضى بدعم كامل من وزارة السياحة، وقالت سهير لـ «سينماتوغراف» قمت
العام الماضى والذى سبقه بمبادرة شخصية منى لاقامة الجناح المصرى،
وحجزت مكانا للجناح فى «كان» وعرضت
الأمر على وزير السياحة زعزوع الذى كان صاحب أفق واسع فتحمس على
الفور وقمنا بدعوة كل السينمائيين المصريين، شباب وكبار من حاضرى
المهرجان لعرض أفيشات أعمالهم بالجناح، كما قمنا بوضع أفيشات كافة
المهرجانات المصرية وحرصت على لصق بوسترات كبيرة لنجوم السينما
العالمية الذين حضروا مهرجان القاهرة، وكتبنا أسفلها «ننتظر
مجيئكم لتصوير أفلامكم فى مصر» ووضعنا
بوسترات لأهم المواقع الثقافية والسياحية، واستقبل منيب شافعى
رئيس غرفة صناعة السينما – رحمه الله – فى الجناح المصرى شركة
انتاج من الصين ومن دول أخرى ترغب فى تصوير أفلامها بمصر، أى أنه
كان لهذا الجناح مردودا كبيرا فنيا وسياحيا، ثم فوجئت بهجوم كبير
على من البعض وقالوا (مال سهير عبد القادر والجناح المصرى بعد ان
باتت خارج ادارة المهرجان)، ولم أكن حريصة الا على اسم مصر، ولكى
يبقى علمها مرفوعا بالمهرجان مثل سائر الدول.
وحول تكلفة إقامة الجناح كشفت عبد القادر: فى العام الماضى اخترت
مكانا عبقريا، كان مثار اعجاب جميع الأجنحة الأخرى، ودفعت وزارة
السياحة 30 ألف يورو مقابل تأجيره واستعنت بمجموعة مستثمرى سهل
حشيش الذين قاموا بتأثيث المكان وتجهيزه، وسافرت على نفقتى الخاصة،
وقد كان الجناح المصرى دائما يتم بمبادرات شخصية فقد كان يقيمه فى
وقت من الأوقات المنتج د. عادل حسنى، وأحيانا غرفة صناعة السينما،
وهذه هى المرة الأولى التى يغيب فيها عن أهم مهرجان سينمائى فى
العالم، وقد ظل يقام طوال السنوات الماضية بما فيها عام ثورة يناير
2011 بكل تداعياته، وكان من الأولى أن تقيمه وزارتا الثقافة
والسياحة من منطلق وعى كل منهما بأهمية ما يمثله التواجد المصرى فى
هذا الجمع الكبير من شركات الانتاج العالمية وكبار النجوم، وتعد له
جيدا لاستقطاب الأفلام العالمية للتصوير فى مصر وما يمثله ذلك من
مردود ثقافى وسياحى واقتصادى.
الجناح الجزائري في مهرجان كان الـ 68 عشر سنوات من الإشعاع
السينمائي
الجزائر ـ «سينماتوغراف»
تحضر الجزائر، للمرة الرابعة في القرية الدولية لمهرجان كان
السينمائي في دورته 68 المقرر من 13-24 مايو الجاري، وهذا من خلال
جناح الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي التابعة لوزارة الثقافة.
وسيعرف الجناح الجزائري، في القرية الدولية تقديم دليل المنجز
السينمائي منذ 2010 إلى اليوم وهذا في إطار ترقية السينما
الجزائرية في العالم وتشجيع المخرجين الشباب من خلال هذه الواجهة
العالمية.
وبالمناسبة ستعرض أربعة أفلام قصيرة جزائرية التي ستدرج ضمن زاوية
الفيلم القصير لمهرجان كان وهي
: «صمت
أبو الهول» للمخرج
فاروق بلوفة وفيلم «نسيبي» لحسان
بلعيد، والفيلم القصير من نوع التحريك «الفراشة» لكمال
يعيش الذي أخرج أول أفلامه الطويلة «ميستا» وفيلم «المكتوب» لبراهيمي
لمياء وأخيرا الفيلم القصير «نقطة
التلاشي» لمهدي
لعبيدي، وستسمح هذه الزاوية من اكتشاف المخرجين الجزائريين وخاصة
الشباب من طرف مبرمجي المهرجانات ومدراء شركات التوزيع والقنوات
التلفزيونية.
والى جانب هذا سيقدم بالمناسبة وضمن برنامج الوكالة الجزائرية
للإشعاع الثقافي ، الفيلم الوثائقي «الجزائر
من العلو» للمخرج
الفرنسي يان ارتو برنار الذي يكشف جمال وثراء الطبيعة الجزائرية،
والذي صور في مختلف المناطق الجزائرية جوا في الغالب.
من جهة أخرى، وفي إطار الدليل العام لمنجز السينمائي الجزائري الذي
سيقدم لجمهور كان بثلاثة لغات ( العربية الفرنسة والانجليزية)،
ستقدم مقاطع من أفلام جديدة أشرفت الوكالة على إنتاجها مع شركات
سينمائية مختلفة في إطار الإنتاج المشترك، منها فيلم «الآن
يمكنهم القدوم» الفيلم
الروائي الأول للمخرج سالم إبراهيمي (الذي اخرج قبل سنوات فيلم حول
الأمير عبد القادر) وفيلم «حلال
مصدق» للمخرج
محمود زموري وفيلم «ميستا»للمخرج
كمال يعيش وفيلم «عملية
مايو» لعاكشة
تويته وأخيرا فليم «نجوم
الجزائر» لمحمد
رشيد بنحاج.
وستكون مناسبة إقامة الجناح الجزائري في مهرجان كان السينمائي فرصة
لمحبي السينما من اكتشاف الكثير من الأعمال وخلق جسور التلاقي بين
المبدعين، ويتزامن هذا الحدث والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي
تحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسها (2005-2015) تحت شعار«10
سنوات من الإشعاع السينمائي» وهي
ترافق الكثير من الإبداعات إنتاجا وترويجا على المستوى المحلي
وخاصة الدولي في شتى مجالات الإبداع، حيث تحتل السينما حصة الأسد
في برنامج الوكالة ، التي مكنتها من الحضور في أكبر المواعيد
السينمائية سواء في مهرجان كان أو البندقية برلين الدوحة القاهرة
أبوظبي ودبي وبقية المهرجانات الدولية والإقليمية، وستستغل الوكالة
مناسبة جناح الجزائر في مهرجان كان لتحتفي أيضا بمعلم تاريخي هام
هو «دار
عبد اللطيف» التي
يتجاوز عمرها 300 سنة باعتبارها فضاء تاريخي وثقافي عريق ظل صامدا
لسنوات وهو يحتفي بالفن والمبدعين.
مهرجان «كان».. عقدة السينما العربية الغائبة
فرنسا ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم
عادة ما يترقب العالم مهرجان كان ليتابع أخبار المشاهير ومستجدات
الساحة السينمائية وأجواء الكروازيت، لكن في كل عام تقريبا يمتزج
الربيع الفرنسي بمرارة في العالم العربي الغائب عن المهرجان رغم
سينمائييه الكبار ومثقفيه ومحبي الفن السابع..
تمر السنوات والعالم العربي شبه غائب حتى لا نقول غائبا تماما عن
أشهر مهرجانات السينما العالمية الذي يعقد كل عام في مدينة كان
جنوب فرنسا. وفيه يلتقي عمالقة الفن السابع والوجوه الشابة الصاعدة
والواعدة في الميدان، وتختلط فيه جدالات النقاد بأسرار الفنانين،
وهناك توزع أوراق اللعبة قواعد السوق. وإن وقع الاختيار أحيانا على
أفلام عربية، تعرض عادة خارج المسابقة الرسمية وتبقى عموما محرومة
من الجوائز.
لن ينسى محبو السينما بصفة عامة وخصوصا العرب منهم فيلم «المصير» (جائزة
لجنة التحكيم) للمخرج المصري الشهير يوسف شاهين والسعفة الذهبية
التي نالها عام 1997، في النسخة الخمسين من المهرجان، عن مسيرته
المهنية. «أربعون
سنة وأنا أنتظر هذه اللحظة» جملة
قالها شاهين بعد أن أعلنت الممثلة إيزابيل أدجاني عن الجائزة أمام
قاعة وقفت تصفق طويلا لأسطورة السينما العربية.
وباستثناء تلك اللحظة التاريخية، بالكاد لم يفرح العرب في هذا
العرس السينمائي سوى في بعض المناسبات القليلة. إذ وجب العودة إلى
عام 1975، أي إلى فترة «غابرة» لم
يعرفها الجيل الجديد، حتى نكتشف أول سعفة ذهبية أسندت لهذا الجزء
المنسي من العالم لتكافئ «وقائع
سنوات الجمر»،
رائعة الجزائري الأخضر حامينة. وفي القرن الواحد والعشرين فاز فيلم «يد
إلهية» للفلسطيني
إيليا سليمان (عام 2002) بجائزة لجنة التحكيم. ويمكننا ربما أن
نختم هذه القائمة بالسعفة الذهبية التي هزت كان عام 2013 والتي
كانت من نصيب الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش تكريما لفيلمه «حياة
أديل» وأهداها
المخرج «للشباب
الفرنسي» و«أيضا
للشباب التونسي»من
أجل طموحه إلى العيش بحرية والتعبير بحرية والحب بحرية”.
ها نحن بهذا المثال الأخير على مشارف قضايا الهوية الشائكة والتي
تضر بالفن أكثر مما تخدمه. فلن ندخل في غابات الضلال والتحاليل
التقريبية ولن نحاول الإجابة عن السؤال «ما
هو الفيلم العربي؟» حتى
لا نعمق سؤالا ونغرق مسألة تشكو العديد من التعقيدات.
لكن الأمر المحزن المضحك هو أن البحث عن حضور السينما العربية في
كان، وبسبب غيابها، عادة ما يقتصر على نبش عبثي في هامش الهوامش،
عله اختير فيلم في إحدى أقسام المسابقات الموازية والبديلة، وفي
جذور الجذور عن مخرج «يقال
إنه ولد في المغرب أو الجزائر» وعن
آخر من «أصول
عربية» (وإن
كان لم يطأ يوما بلاد أجداده)..
فلا مفاجأة إذا سمعت أحد النقاد العرب أو أحد محبي السينما يدافع
كلما أمكن عن ما تبقى من كبرياء لحفظ ماء الوجه «طبعا
فيه عرب في كان.. فيه سلمى حايك».
وتتقمص سلمى حايك دورا في فيلم «حكاية
الحكايات»للإيطالي
ماتيو غارون المشارك في المسابقة الرسمية لنسخة 2015 من المهرجان.
لكن النجمة الهوليودية لم تزر لبنان سوى مرة واحدة وكان ذلك قبل
أيام فقط ! وعلى الأرجح أن تكون زيارة دعائية أكثر من كونها
عاطفية… ومن الفكاهات الأخرى أن يحيلك من سألته عن السينما
العربية، على السينما التركية أو الإيرانية أو الأفريقية.
وأكدت مخرجة تونسية شابة فضلت التحفظ على هويتها «طالما
لا توجد لوبيات لتندد بهذه الفضيحة وتجلب النظر حول غياب السينما
العربية عن هذا المهرجان، سيستمر الكل في اللامبالاة».
وإلى ذلك فإن أبرز الأفلام العربية الحاضرة في كان في هذه النسخة
68، اختيرت في أقسام على هامش المسابقة الرسمية. وأهمها «أحببن
كثيرا»
Much Loved
للمغربي نبيل عيوش الذي يعرض في إطار «أسبوع المخرجين». ويتناول
المخرج، حياة أربع عاهرات من مراكش في خطوة جديدة على مساره الذي
تميز ببحث الهوامش الاجتماعية. ولم يلجأ عيوش إلى ممثلات محترفات
بل منح الأدوار لبائعات الهوى الأربعة.
والفيلم الطويل الثاني المرتقب يعرض في إطار «أسبوع
النقاد» وهو «ديغراديه» Dégradé
من إخراج عرب وطرزان (التوأم الفلسطيني محمد وأحمد أبو ناصر).
و«ديغراديه» قصة
نساء يضطررن لقضاء المساء في قاعة حلاقة بعد أن اندلعت معركة مسلحة
في غزة بين حماس وعائلة من المافيا المحلية… سببها سرقة أسد من
حديقة حيوانات غزة ! ويعد الفيلم بأن يكون معالجة للواقع المأسوي
في غزة عبر كتابة تراجي-كوميدية، والفيلم من بطولة الممثلة
الفلسطينية المعروفة هيام عباس.
ويشار إلى مشاركة ثلاثة مخرجين آخرين «من
أصول عربية» ضمن
الأفلام القصيرة في قسم «أسبوعي
المخرجين»وهم
رضا كاتب (وهو من عائلة الكاتب الجزائري الكبير كاتب ياسين) بفيلم «بتشون» والمغربية
الفرنسية نورة الحورش بفيلم «بضعة
ثواني» وفيصل
بوفيلة وهو إنجليزي من أصل مغربي بفيلم «جربوني».
أما المسابقة الرسمية فلم تشمل سوى فيلمين قصيرين عربيين، الأول
فيلم صور متحركة بعنوان «موج 98» للمخرج اللبناني إيلي داغر. ويروي
قصة تيه وملل عمر في ضاحية بيروت وتتحول إلى مغامرة سريالية. أما
الفيلم الثاني فيحمل عنوان «السلام عليك يا مريم» للفلسطيني باسل
خليل (ولد وكبر في الناصرة من أب فلسطيني وأم إنجليزية) ويتطرق
الفيلم إلى الاضطراب الذي يدخل حياة خمس راهبات بعد وصول عائلة
مستوطنين إسرائيليين إلى ديرهن في صحراء الضفة الغربية.
«كان»
السينمائي 2015 تحت حماية أمنية مشددة
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
ستكون قوى الأمن حاضرة أينما كان ولكن بشكل متكتم في مهرجان «كان»،
بعد الاعتداءات التي وقعت في يناير وعملية السطو على متجر مجوهرات
الثلاثاء الماضي في المدينة تخطت فيها كلفة المسروقات 17 مليون
يورو.
فقبل أسبوع تقريبا من انطلاق فعاليات مهرجان «كان» السينمائي،
نجح لص يرتدي قناع عجوز في الدخول إلى أحد متاجر مجوهرات «كارتييه» فيه
مركز حراسة وحارس، ولاذ بالفرار مع ثلاثة شركاء له.
وتذكر عملية السطو هذه بسلسلة من عمليات سرقة مجوهرات ارتكبت خلال
المهرجان وبعده في العام 2013.
ومن منظور قوى الأمن، فإن فعاليات مهرجان «كان» تمثل
12 يوما طويلا من العمل تتم خلاله مراقبة حشود غفيرة، من المحتمل
أن تشكل خطرا على المشاهير الذين سيمشون على السجادة الحمراء وسط
حماية أمنية محكمة، كما في كل سنة.
وخلال المهرجان، يزداد عدد السكان في «كان» ثلاث
مرات إلى نحو 210 آلاف شخص وتزداد الجرائم والجنح خصوصا في مايو.
وقال
فيليب جوس المسؤول عن الشرطة المركزية: «يزداد
عدد الأشخاص وتزداد الثروات ويأتي اللصوص خصيصا لهذا الحدث».
وتحاول دوريات معززة رصد اللصوص الذين يتسكعون حول الفلل والفنادق
والمتاجر والنشالين وسيارات الأجرة غير الشرعية التي تنتشر على «كوت
دازور».
ويبدو أن عصابات المافيا الإيطالية قد عادت إلى «كان»،
فهي قد قامت مؤخرا بنشل ساعة قيمتها مليون يورو كان يضعها روسي في
منطقة قريبة جدا من «كان».
وصرح
أدولف كولرات المسؤول الحكومي عن مقاطعة آلب-ماريتيم، بأنه «ما
من خطر إرهابي محدد قد رصد»،
غير أن المهرجان الدولي الشهير الذي تسلط عليه أضواء العالم أجمع
قد يشكل «هدفا» لهذا
النوع من الأعمال.
وفي ظل التهديدات على الصعيدين الوطني والدولي، فإنه لا بد من «رفع
مستوى التدابير الأمنية درجة واحدة بالمقارنة مع العام الماضي»،
بحسب ما أكد أدولف كولرات الذي لم يكشف عن عدد العناصر الذين
سينشرون على الأرض.
وشدد على أهمية التنسيق، في حين أن التدابير الأمنية ستشمل للمرة
الأولى مركز تحكم موحدا لجميع قوى الأمن.
وتنظم دورة العام 2015 من مهرجان «كان» السينمائي
بعد أربعة أشهر من الاعتداءات التي استهدفت مقر مجلة«شارلي
إيبدو» الساخرة
في باريس ومتجرا يهوديا، وأسفرت عن سقوط 17 قتيلا، بعد شهر تقريبا
من إفشال مخطط مهاجمة كنيسة في منطقة باريس.
ومن المرتقب أن تعقد قوى الأمن اجتماعات يومية لتحليل الحوادث
وتحديد الأولويات للأيام التالية. ولفت فيليب كاستانيه المسؤول عن
الخطة الأمنية في المهرجان، إلى أنه «ينبغي
عدم الاستخفاف بالمخاطر المتعددة»،
مع التركيز على الجرائم الإلكترونية.
وقد عززت التدابير الأمنية المرتبطة بالمواقع الإلكترونية الخاصة
بالمهرجان وخضعت «لتحسينات
ملموسة».
وستراقب من باريس مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تطلق منها
النداءات إلى الاحتجاجات. وبالطبع سيترك هامش لحرية التعبير، لكن
القيمين على الحدث يفضلون تفادي التقاء نجم أمريكي بمتظاهر غاضب.
وسيضاف إلى عناصر الشرطة البلديين والوطنيين البالغ عددهم 500
والمنتشرين عادة على الطريق العام، عناصر دعم في مواقع محددة وأربع
وحدات من العناصر المعنيين بالتظاهرات.
وقد رسمت حدود منطقة الأمن البحرية وستمنع الطائرات من دون طيار من
التحليق، وستوضع المحاور للطرقات السريعة ومطار نيس تحت حماية
مشددة. وذكر رئيس بلدية «كان» دافيد
ليسنار، أن المدينة تضم 468 كاميرا مراقبة، مع معدل كاميرا واحدة
لكل 152 نسمة وهو الأعلى في البلاد.
الإيطاليون في صدارة المنافسة على السعفة
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
تنطلق الأربعاء المقبل النسخة 68 من مهرجان كان السينمائي. وإن
كانت فرنسا تهيمن على السباق من حيث عدد الأفلام، فإن إيطاليا
تليها وتحتل الصدارة بالنسبة لعدد الأفلام الأجنبية المتنافسة على
السعفة الذهبية. وتسجل المسابقة الرسمية حضورا قويا لآسيا وأمريكا.
ويهيمن الفرنسيون بأفلامهم الخمسة على المسابقة الرسمية في مهرجان
كان 2015. لكن بالنسبة للأفلام الأجنبية التي تسعى إلى السعفة
الذهبية، فإيطاليا في الطليعة بثلاثة أفلام. وإضافة إلى أوروبا،
يسجل المهرجان حضورا قويا للأمريكيين والآسيويين.
وبالنسبة لآسيا يعود الصيني جيا زهانغكي إلى السباق بفيلم «وللجبال
أن تنزاح».
ويشار أيضا إلى مشاركة الياباني هيروكازو كورييدا بـ «أختنا
الصغيرة» والتايواني
هو هسياو هسيان بفيلم «القاتل».
وتشارك إيطاليا بأكبر عدد من الأفلام الأجنبية في النسخة 68 من
مهرجان كان. فيأتي ناني موريتي الذي سبق وأن نال سعفة ذهبية عام
2001 عن «غرفة
الابن»،
حاملا في عدسته فيلم «أمي» وهو
بحث مهووس بالفضاء العائلي بتوتراته وتأثيره في الفرد، عله يصبح
هذه المرة من المحظوظين القلائل الذين حازوا سعفتين خلال مسيرتهم.
يشارك من جانبه ماتيو غارون بفيلم «حكاية
الحكايات»،
وكان غارون سحر الكروازيت عام 2008 بـ «غومورا» الذي
يسبر عالم المافيا المظلم في نابولي فعاد منها بالجائزة الكبرى.
وتطلق «حكاية
الحكايات» المقتبسة
من كتاب إيطالي شهير من القرن السادس عشر، العنان للخيال والخرافة
في عالم الإنس والجن والحيوان في وسط الأمراء والملوك.
أما باولو سورينتو وهو من رواد كان المنتظمين، فيجلب إلى كان عبر
فيلم «الشباب»، مجموعة من الممثلين الأمريكيين (جين فوندا ومايكل
كاين ورايشل فايز وبول دانو). وفي «الشباب» يعالج سورينتينو مسألة
الوقت والإبداع من خلال عطلة يقضيها صديقان (مخرج وموسيقي) في
الثمانين من العمر.
ويمثل يورغس لانتيموس اليونان بفيلم «سرطان
البحر»،
وهي المرة الأولى التي يشارك فيها المخرج في المسابقة الرسمية،
ويلعب أدوار البطولة كولين فاريل ورايشل فيز وليا سيدو. أما
النرويجي جواكيم ترير فسيدافع عن فيلمه«أعلى
من دوي القنابل»،
بتوزيع مغري للأدوار التي يتقاسمها غابرييل بيرن وجيس أيزنبيرغ و
إيزابيل هوبار. ويشمل الحضور الأوروبي أيضا مشاركة غير متوقعة
للمجري لازلو نماس بأول فيلم طويل يخرجه ويحمل عنوان «ابن
ساول».
ويتناول الفيلم المحرقة النازية بشكل أكد المندوب العام لمهرجان
كان تيري فريمو أنه «سيثير
الجدل».
أما بالنسبة للمخرجين المنتمين إلى النصف الشمالي للقارة
الأمريكية، يسجل هذا العام في مهرجان كان حضور تود هاينس وغوس فان
سانت (الولايات المتحدة) ودوني فيلنوف (كندا).
فيعود غوس فان سانت الذي سبق وحاز السعفة الذهبية عام 2003 عن «إيليفينت»،
بفيلم «بحر الأشجار» يبحث فيه حدود الموت والحياة عبر قصة أمريكي
(يتقمص الدور ماتيو ماك كونوغاي) قرر الانتحار في غابة يابانية
اعتاد العديد وضع حد لحياتهم فيها. وفي ذلك المكان الغريب عند جبل
فوجي، تدفعه الغريزة إلى محاولة إنقاذ رجل جريح التقاه صدفة.
ومن جهته يسرد تود هاينس الذي يندر إنتاجه، في «كارول» قصة
حب مثلي بين امرأتين (كايت بلانشيت وروني مارا) في نيويورك
بخمسينات القرن العشرين، وسبق أن تطرق إلى الموضوع من زاوية أخرى
في فيلم «بعيدا
عن الجنة» الذي
لاقى نجاحا كبيرا عام 2002 بتناوله قصة حب بين رجلين في الولايات
المتحدة وفي خمسينات القرن الماضي أيضا.
أما الكندي دوني فيلنوف فيشارك لأول مرة في المسابقة الرسمية بفيلم «قاتل
محترف» (سيكاريو)
الذي يسعى فيه بينيسيو ديل تورو وجوش برولين وإيميلي بلونت إلى
مكافحة الهجرة غير الشرعية عند الحدود المكسيكية.
وإن كان ندد البعض بغياب أمريكيا اللاتينية عن سباق السعفة الذهبية
بعد المؤتمر الصحفي الذي عقد في 16 أبريل/نيسان أعلن فيه المندوب
العام للمهرجان تيري فريمو ورئيسه بيار لسكور عن القائمة الأولية
للمشاركين، فيبدو أن المنظمين تداركوا الموقف بإلحاقهم «مزمن»
للمكسيكي ميشال فرانكو في القائمة النهائية. وفي «مزمن» يعتني ممرض
بأشخاص في المرحلة الأخيرة من الحياة ويسعى بفضل هذه التجربة إلى
إعادة ربط العلاقات المنقطعة مع العائلة التي أهملها.
المساواة بين النساء والرجال في تحكيم «كان»
خاص ـ «سينماتوغراف»
كشف مهرجان كان، أشهر مهرجانات السينما في العالم، عن تشكيلة لجان
تحكيم نسخته الثامنة والستين، ومن الواضح أن المنظمون اختاروا
للعام 2015 شخصيات شابة ومثيرة، مع احترام المساواة بين الرجال
والنساء، وافساح المجال للمرأة التي كانت شبه مختفيه تماما في
الدورات السابقة.
ومثلا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية والتي يرأسها الأخوين جويل
وإيثان كوين، والتي ستحسم المنافسة على السعفة الذهبية. نشاهد
المناصفة بين النساء والرجال، فبين أعضاء اللجنة الممثلة الفرنسية
صوفي مارسو، والممثل الأمريكي جايك جيلنهال، والمخرج الكندي كزافيه
دولان، والمطربة المالية رقية تراوري، والمكسيكي غييرمو ديل تورو،
والبريطانية سيينا ميلر، والإسبانية روسي دي بالما.
وفي مسابقة «نظرة
ما» التي
ترأسها ايزابيلا روسوليني، تتواجد المخرجة اللبنانية نادين لبكي،
والمخرجة السعودية هيفاء المنصور، أمام المخرج اليوناني بانوس إتش
كوارتس والممثل طاهر رحيم الفرنسي من أصل جزائري.
وفي لجنة تحكيم «سينيفونداسيون
والأفلام القصيرة» التي
يرأسها المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، تتفوق حصه النساء على
الرجال حيث تتواجد المخرجة اللبنانية جوانا حاجي توما، والممثلة
البلجيكية سيسيل دو فرانس، والمخرجة الفرنسية ربيكا زيوتوفسيكى،
أمام الممثل البولندى دانيال اولبريشكى.
وهذا الزخم النسائي الكبير هذا العام في لجان تحكيم مهرجان كان، له
دلالته، ويرد بقوه على ما أثير سابقا من جمعيات أنصار المرأة التي
اتهمته دائما بتجاهلها.
وبعد يوم الأربعاء الذي يشهد انطلاق العرس السينمائي، سيعلن «الحكماء» في
المسابقات المختلفة مع نهاية المهرجان عن الأسماء الفائزة بجائزة «السعفة
الذهبية». |