معالي زايد... الوجه البشوش انطفأ بخفر
كتب الخبر: هيثم
عسران
لم تشأ الأقدار أن تعيش معالي زايد لحظات تكريمها في
«المهرجان القومي للسينما» المقرر إقامته الشهر المقبل، فكان سرطان الرئة
أسرع إليها من التكريم. المرض الذي اكتشفت فجأة إصابتها به نتيجة التدخين
بشراهة، أدخلها غرفة العناية المركزة قبل أكثر من أسبوع، وأدى إلى وفاتها
بعد رحلة علاج قصيرة فقدت فيها الوعي.
علمت معالي زايد بخبر اختيارها ضمن المكرمين قبل أزمتها
الصحية بأيام، وكانت تستعد لمساعدة إدارة المهرجان في تحضير كتاب عن
مسيرتها الفنية والأعمال التي أثرت في شخصيتها الفنية، لكن كلمة المرض كانت
أسرع من الجميع.
رحلت معالي زايد عصر الاثنين عن عمر يناهز 61 عاماً، بعد
تدهور حالتها الصحية في الأيام الأخيرة، وفشل محاولات الأطباء في إنقاذ
حياتها، خصوصاً أن حالتها الصحية كانت متأخرة للغاية، نتيجة تأخر اكتشاف
إصابتها بسرطان الرئة، ما تطلب تدخل نقابة الممثلين للتوسط لها، من أجل
نقلها إلى مستشفى المعادي العسكري الذي يمتلك أجهزة طبية متطورة، إلا أن
هذه الأجهزة لم تنجح في مقاومة الورم الخبيث.
خلال مكوثها في المستشفى رافقتها شقيقتها وزارها فنانون من
بينهم وفاء عامر وهالة صدقي، فيما اتصل بها أصدقاؤها، وحرص بعضهم على
زيارتها في المستشفى يوم عيد ميلادها في 5 نوفمبر، لمساندتها في محنتها...
وقد صدم الوسط الفني برحيلها خصوصاً أنها لم تعان مشاكل صحية من قبل.
تأنٍّ وتميّز
الفنانة الراحلة من بين قلة في جيلها لم تعرف مشكلات، وكانت
ترفض الظهور إعلامياً في حال لم يكن لديها أعمال جديدة تتحدث عنها، ولم
تقحم نفسها في صراعات السياسة أو سجالات إعلامية مع زملائها، مفضلة التحدث
عن أعمالها ومشاريعها الفنية.
تنتمي معالي زايد إلى أسرة فنية، فخالتها الفنانة الراحلة
جمالات زايد، ووالدتها الممثلة آمال زايد، وقد شجعتها هذه الأجواء على
دراسة السينما بالمعهد العالي للسينما.
خلال
مسيرتها الفنية شاركت في نحو25 فيلما و30 مسلسلا دراميا، وكانت تستغرق
وقتاً في اختيار أعمال لرغبتها في التميز، لذا اقتصر نشاطها في السنوات
الأخيرة على عمل درامي كل عامين أو ثلاثة، فيما كان آخر أعمالها الفنية
مسلسل «موجة حارة» مع إياد نصار الذي عرض منذ سنتين.
في المسلسل الذي أخرجه محمد ياسين برعت معالي زايد في تجسيد
شخصية دولت، أم تعيش مشاكل أبنائها لاختلاف تفاصيل حياتهم وطريقة عمل كل
منهم، فكانت مثالا للمرأة المصرية الحاضرة في معظم العائلات المصرية.
اختارت معالي زايد في مسيرتها الفنية الطريق الأصعب، فعزفت
منفردة وسط جيلها بتقديم أعمال اجتماعية وسياسية خفيفة طرحت قضايا سياسية
من جانب اجتماعي، ما انعكس في خياراتها السينمائية، فجاء دور نعيمة في فيلم
«كتيبة الإعدام» مثلاً مرآة تعكس أبرز المتغيرات التي طرأت على المجتمع بعد
الحرب.
أفضل الأدوار
قدمت معالي زايد في مسيرتها الفنية أفلاماً مميزة، فبرعت مع
أحمد زكي في «البيضة والحجر» الذي تطرق إلى مشكلة الدجالين الذين يوهمون
الناس بقدرتهم على العلاج وقراءة المستقبل، وتميزت في «الصرخة» مع نور
الشريف في شخصية مترجمة لغة الإشارة للصم تقع في حب طالب تتخذه كحالة في
تحضير رسالة الماجستير الخاصة بها.
كذلك قدمت أحد أفضل أدوارها في فيلم «السادة الرجال» مع
محمود عبد العزيز عندما تطرقت إلى مسألة التحول الجنسي في آواخر
الثمانينيات، وهو الدور الذي حصدت عنه جائزة أحسن ممثلة في «مهرجان جمعية
الفيلم».
وفي الدراما التلفزيونية أدت دورا مميزا مع نور الشريف في
«حضرة المتهم أبي»، وأثبتت في «ابن الأرندلي» مع يحيى الفخراني قدرتها على
أداء أدوار صعبة.
بعد غياب أربع سنوات، عادت إلى الدراما وشاركت في البطولة
الجماعية في مسلسل «موجة حارة» مع المخرج محمد ياسين، وكانت تستعد لبطولة
عمل درامي لرمضان المقبل مع نور الشريف.
اتسمت أدوارها في التلفزيون بالتنوع ، وأبرز دورها في مسلسل
«امرأة من الصعيد الجواني» قدرتها على إتقان اللهجة الصعيدية كأنها إحدى
سيدات الصعيد، فيما أظهرت اللمسة الكوميدية في شخصيتها من خلال مسلسل «ابن
الأرندلي» مع يحيى الفخراني.
من أبرز أفلامها:
{وضاع
العمر يا ولدي، عروسة وجوز عرسان، ولا من شاف ولا من دري، الحلال يكسب،
العربجي، الشقة من حق الزوجة، الأرملة والشيطان، الفرن، بيت القاضي،
استغاثة من العالم الآخر، أنا اللي قتلت الحنش، قضية عم أحمد، السكاكيني،
السادة الرجال، الصرخة، سيداتي آنساتي، أبو الدهب، البيضة والحجر}.
من أبرز مسلسلاتها:
{الليلة
الموعودة، اصلاحية جبل الليمون، من أجل ولدي، للزمن بقية، عيلة
الدوغري، القضية 80 / اللغز،: دموع في عيون وقحة، عطفة خوخة، رجل فوق
الأمواج، الرجل الذي هوى، حلم الليل والنهار، الثلاثية، شفيقة
ومتولي، ديدي ودوللي، الدم والنار، حضرة المتهم أبي ، امرأة من الصعيد
الجواني، ابن الأرندلي، الوتر المشدود، موجة حارة}. |