القبس في مهرجان «كان»
المرأة الأم تشمخ بحضورها في الدورة
61
كان (فرنسا) ــ
صلاح
هاشم
من أهم ملامح مهرجان «كان»
الحادي والستين شموخ المرأة كأم وشجاعتها، وقد برز ذلك في عدد كبير من
الأفلام
المشاركة في المسابقة الرسمية، التي اضطلعت فيها المرأة بدور الأم كحارس
للطفولة،
وللإنسانية، ومستقبل الإنسان. ولاشك في ان لجنة تحكيم المهرجان
في هذه الدورة، سوف
تجد صعوبة يقينا في اختيار الممثلة التي تستحق الفوز بجائزة أحسن ممثلة في
أفلام
المهرجان من بين عدد كبير من الممثلات النجمات اللواتي حققن شهرة عالمية من
قبل،
مثل أنجلينا انجلينا في فيلم «تبادل» للأميركي كلينت ايستوود.
ولاشك في أن معيار
الاختيار لن يكون أداء الممثلة في كل فيلم على حدة فقط، بل سيشمل الجودة
الفنية
للفيلم أيضا، وتكامل عناصره في «كل» فني سينمائي شامل يستحوذ
على مشاعرنا في التو،
وهنا ستكون المنافسة على أشدها، بين عدد من أحسن الأفلام القوية الجيدة
التي
شاهدناها في المهرجان، ومن فرط إعجابنا بها، صارت قطعة منا، أو كما يقول
المخرج
والمفكر الفرنسي السينمائي الكبير جان لوك جودار، أكبر منا،
حيث أن هذه الأفلام
التي سافرت بنا في العالم من سان باولو في البرازيل الى لوس انجلوس في
أميركا،
مرورا ببلجيكا، لم تشمخ بدور الأم فيها فحسب، بل تسامقت أيضا بجودتها
وفنها، وعكست
الظروف والمتغيرات، التي طرأت على عالمنا المعاصر، وكشفت عن
تناقضات مجتمعاتنا
الإنسانية ومشاكلها وأزماتها تحت الشمس.
بل وربما تكون مهدت أيضا لرسم وتشكيل
ملامح أو موجات سينمائية جديدة، كما عودنا مهرجان «كان»، ككشاف للمواهب.
في
فيلم الافتتاح «العمى» اخراج البرازيلي فرناندو ميريل وبطولة جوليان مور
وداني
جلوفر، نسافر الى سان باولو في البرازيل، ونعيش في الفيلم قصة وباء العمى
الذي
ينتشر بسرعة داخل مدينة حديثة، يمكن ان تكون سان باولو في
البرازيل، حيث صورت أغلب
مشاهد الفيلم، أو أي مدينة أخرى عملاقة حديثة مماثلة مثل طوكيو أو نيويورك
أو لندن
ــ تحتها بالوعات وفوقها دخان وأهلها غرباء داخل جلودهم وحماك
الله من انانيتهم
وركضهم وتنافسهم ــ فتعلن الحكومة عن حجز المصابين بذلك الوباء في حجر صحي
أو
مستشفى خاص، لعزلهم عن بقية المواطنين الآمنين، الى ان يكتشف لوباء العمى
علاج.
غير أن ذلك العزل يتحول تدريجيا الى سجن كبير، تحت حراسة
مشددة، وتسود
الفوضى وحالة الارتباك بين العميان ضحايا الوباء، وتدلف الى داخل السجن
خلسة زوجة
طبيب العيون في الفيلم، وتصبح وهي الوحيدة التي تبصر والعين التي ترى.
وعلى
الرغم من ان الفيلم لم يعجبنا، بسبب تقريريته وخطبه ومباشرته الزاعقة، وبدا
لنا
مخرجه في حيرة من أمره، ولا يعرف كيف يتصرف في القصة، وكيف ينهيها، كما فشل
في
ايجاد معادل موضوعي لتجسيد الحكاية الرمزية، برزت الممثلة
الاميركية جوليان مور في
دور «المخلص» زوجة الطبيب في بعض مناطق ومواقف الفيلم، وظهر أن ادارة
المهرجان
اختارت هذا الفيلم «العمى» لكي تعلي في حفل الافتتاح من قيمة ودور المرأة
في قيادة
الإنسانية، لكن في فيلم ماسخ للأسف، بلا طعم ولا حضور ولا نكهة.
جوليا في
سجن النساء
ونخرج من «العمى» في سان باولو لنسافر
الى الأرجنتين، حيث نتعرف على مأساة «جوليا» ــ 26 سنة ــ التي تستيقظ فجأة
فتجد
جثة صديقها غارقة في الدماء والى جواره يرقد صديقه المصاب
والمجروح ايضا لكنه مازال
على قيد الحياة.
وبسرعة تعتقل جوليا وتصبح متهمة بقتل حبيبها واصابة صديقه
بجروح، وتنقل الى سجن النساء وهي حامل، حيث تعيش السجينات مع
اطفالهن حتى سن
الرابعة، ومن بعدها يقوم احد أفراد الأسرة بتربية الطفل في الخارج، أو
تتكفل إدارة
السجن بالبحث عن أسرة تتكفل به.
ويرسم الفيلم صورة بالغة القوة لواقع سجن النساء
في الارجنتين، وعملية تحول «جوليا» من امرأة بريئة ولم تنضج
بعد، الى امرأة ذات
شخصية قوية وإرادة من حديد، وبخاصة حين تجرى لها عملية قيصرية وتلد طفلها،
وتطلق
عليه اسم «توماس»، وتتطور علاقتها تدريجيا بالطفل. فقبل ان تلده كانت تضرب
بطنها
بقبضتها علها تتخلص منه، وتتصور انه كان السبب وراء حبسها،
لكنها تبدأ تنجذب اليه،
وتقبل عليه وتحبه، وبسرعة يصبح توماس كل شيء في حياتها وتجسيدا لأمومتها،
وعليها
الآن أن تربيه وتحميه، بانتظار التحقيق في جريمة القتل التي ارتكبتها،
وتقديمها مع
صديق زوجها الى المحاكمة، والتحقيق معهما لاكتشاف من القاتل.
وتعود أم جوليا الى
الارجنتين من فرنسا لتزور ابنتها في السجن، وتحاول بمساعدة احد المحامين ان
تنتزع
توماس من صدر أمه، لكي تربيه خارج السجن بمعرفتها، وتنجح
بالفعل في ذلك، غير ان
جوليا التي عشنا معها ومع توماس لحظات سعادة بهيجة ومشرقة حقا رغم قسوة
السجن
وعذاباته، لا تستسلم ولا تخضع ابدا، وتطالب بعودة ابنها اليها، وتصرخ
أعيدوا اليّ
طفلي، فيلقى بها في الحبس وتعامل مثل الكلاب.
وتتعاطف معها السجينات اللواتي
يقمن تضامنا معها واستجابة لمطلبها العادل في الحديث مع مدير السجن بحرق
قطع الأثاث
داخل الغرف وقلبها رأسا على عقب والخبط على الحلل وأدوات
المطبخ، فيحضر مدير السجن
بسرعة قبل أن تنشب ثورة، ويتفاهم مع جوليا لدرء الفضيحة، ويطلب منها تهدئة
السجينات، ويسمح لجوليا بزيارة ابنها في الخارج.
وتكون جوليا قررت امرا، وبخاصة
بعد ان حكم عليها بالحبس لمدة عشر سنوات، فتخطف ابنها في نهاية الفيلم،
وتهرب
بتوماس الى خارج البلاد بجواز سفر مزور. وتشمخ هنا الممثلة
الارجنتينية مارتينا
غوسمان في دور جوليا، وتعيش الدور بكل ما فيها من احاسيس ومشاعر، وتجعلنا
في سجن
النساء مع الأطفال نستشعر دورها كأم بمعنى الكلمة ونعيش معها الدور حتى
النخاع.
صمت لورنا
ثم يطلع علينا الشقيقان داردين من بلجيكا
بفيلمهما «صمت لورنا» الذي يكشف عن وجه جديد من خلال أداء
الممثلة الجميلة أرتا
دوبروشي من كوسوفو، وتلعب دور فتاة ألبانية مهاجرة الى بلجيكا، تتحايل على
البقاء
هناك بأي طريقة فتتزوج زواجا غير شرعي على ورق ومن دون معاشرة بمدمن على
المخدرات
والهيرويين، وبمساعدة سائق تاكسي مجرم، للحصول على الجنسية
البلجيكية، وتدفع نظير
ذلك مبلغا من المال.
وبعد حصولها على الجنسية تتفاهم مع سائق التاكسي المجرم على
أساس طلاقها بسرعة من زوجها المزيف المدمن وتحت الادعاء بأنه
يضربها وتقدم شكوى ضده
للبوليس.
ونراها في اول الفيلم في صحبة زوجها المدمن وهما يعيشان في شقة
ومن
دون
معاشرة الى ان يتم طلاقها منه، وعلى أساس ان تتزوج لورنا من جديد زواجا على
ورق
رجل عصابات روسي، ليسهل له ذلك الحصول على الجنسية البلجيكية نظير مبلغ
وقدره عشرة
الآف يورو تمنح نقدا للورنا.
وبعد حصول لورنا مباشرة على ورقة الطلاق من زوجها
المدمن، وقبل ان يغادر الشقة، يكون سائق التاكسي تخلص منه
بسرعة بإعطائه جرعة
هيرويين زائدة خلصت على حياته، غير أن لورنا تمنح زوجها المدمن في لحظة
جسدها وتحبل
منه، فيصبح الجنين في أحشائها عقبة تحول دون زواجها رجل العصابات الروسي.
وينهار
حلم لورنا في فتح مطعم صغير في بلجيكا يجمعها وعشيقها الألباني الحقيقي،
ويستيقظ
ضمير لورنا وتستشعر الإثم الذي ارتكبته في حق زوجها المدمن، فتقرر الإبقاء
على
الجنين، في حين تحاول العصابة التخلص منها لأنها تستطيع أن
تفضح أمرهم للشرطة، بعد
ان
فشلت خطتهم الإجرامية. وتهرب لورنا في نهاية الفيلم الى داخل غابة، وتعثر
على
كوخ خشبي مهجور تحتمي بداخله، وتبدأ تخاطب الجنين في أحشائها ان يا طفلي
سوف أحميك،
ولن يستطيعوا أبدا قتلك، وتروح تخاطب ذلك الجنين في مونولوغ
طويل هامس مؤثر.
غير
ان
فيلم «صمت لورنا» الذي يكشف عن وضع المهاجرين الى بلجيكا والتحايل على
البقاء
بطرق إجرامية وغير شرعية، بدا لنا على الرغم من حصول مخرجيه على سعفتين
ذهبيتين عن
فيلمين «روزيتا» و«الابن» من قبل في دورات سابقة من المهرجان،
أقل وقعا وتأثيرا من
الفيلمين المذكورين، وأقرب الى الفيلم الكلاسيكي التقليدي ولا غبار عليه،
كما اننا
لسنا ضد الكلاسيكية في السينما، غير انه لم يبلغ فقط المستوى
السينمائي الذي كنا
نتوقعه من المخرجين الكبيرين، وعلى الرغم من تمكن تألق آرتا دوبروشي في دور
الشابة
الألبانية المهاجرة الى بلجيكا، وكشف الأخوين داردين في
فيلمهما الواقعي عن آليات
الجريمة المنظمة،وعن عملية انتقال الأموال من يد الى يد في الفيلم، ودوران
رأس
المال، وخضوع الأفراد في المجتمعات الصناعية الغربية الى المادة التي صارت
تتحكم
الآن في كل شيء، وتدوس على القيم والمثل والعواطف النبيلة، وكل
تلك الفضائل التي
يفاخر بها الإنسان.
أنجلينا
تبحث عن ابن مفقود
ثم نسافر مع أفلام المهرجان الى
لوس انجلوس في أميركا، ونعود الى الوراء الى عام 1928، حيث نتعرف على
السيدة
كريستين والتر، في فيلم «تبادل» للاميركي كلينت ايستوود ــ 78
سنة، منها 30 سنة
سينما ــ وتقوم بدورها في الفيلم الممثلة الأميركية النجمة انجلينا جولي،
وتعيش
كريستين في الفيلم وحدها مع ابنها والتر، في التاسعة من عمره، بعد أن هجرها
زوجها،
خوفا من مشاركتها مسؤولية تربية الابن، وهرب بجلده.
وتعمل كريستين في شركة
اتصالات تلفونية في لوس انجلوس المدينة، ونراها في المشاهد الأولى من
الفيلم كرست
كل حياتها لعملها وابنها، حتى انها ترفض دعوات رئيسها في العمل
للخروج معها،
وإقباله عليها وتودده إليها، فلم تكن كريستين تهتم بمثل تلك الأمور، أو
تبحث عن رجل
يملأ عليها حياتها، بل كانت تركز على تربية الصغير وتعليمه،
ونجحت في ان تجعله يكبر
بسرعة، ويعتمد على نفسه، فلا يخاف الظلام، لا يخشى أن تتركه أمه في البيت
وحده.
وذات يوم تعود كريستين كولينز من عملها فلا تجد والتر في البيت
كعادته
ينتظرها فتقلق كثيرا عليه، وتروح تبحث عنه في جنون في كل مكان من دون جدوى،
فتقرر
الاتصال بالبوليس الذي يطمئنها الى أن والتر مثل بقية الاطفال الذين
يتغيبون، سيعود
في اليوم التالي الى حضن أمه، وان الشرطة لا تبدأ في البحث عن
الاطفال الضائعين
المفقودين الا بعد مرور 24 ساعة على اختفائهم. لكن تمر الشهور من دون ان
يعثر على
والتر أي أثر وكأنه فص ملح وذاب، أو كأنه تبخر في الجو. لكن بعد مرور 5
أشهر يبلغ
مدير شرطة لوس انجلوس كريستين بأنهم عثروا اخيرا على ابنها
والتر، وتصطحبه كريستين
الى محطة القطار، وتسارع عند وصوله الى الركض على الرصيف لاستقبال ابنها مع
الصحافيين والمصورين الذين حضروا الى المحطة لتغطية الحدث، ويقف القطار
ويهبط منه
والتر، وتفاجأ كريستين بأنه ليس ابنها والتر بل صبي آخر غير
ابنها، وتقبل تحت ضغط
مدير الشرطة أن تجرب ابنها المزيف الجديد لمدة أسبوعين فقط، ومن بعدها
تواصل الشرطة
بحثها عن ابنها.
وتبدأ كريستين حياة جديدة مرعبة مع هذا الصبي الغريب الذي حل
في
دارها،
وتحاول أن تحل ذلك اللغز المخيف، فلاشك ان هناك من يتأمر على حياتها وهي
تريد فقط أن تعرف أين ابنها، وما حدث له، ومن يكون ذلك الكائن الغريب الذي
يمثل
عليها دور الابن، وينام في فراش والتر، ولمصلحة من؟
وتبحث كريستين كولينز عن
إجابة لتلك التساؤلات المحيرة، وتفتش في الفيلم عن الحقيقة، وتدريجيا تكتشف
ان شرطة
لوس انجلوس في تلك الفترة أي في العشرينيات في أميركا كانت
وكرا للفساد، ولم تكن
تهتم بالبحث عن ابنها، بل بفرض سيطرتها على الجريمة المنظمة في المدينة،
بعد ان
تخلصت من المجرمين واللصوص بقتلهم، ووضعت رجالاتها في مكانهم، وتدرك كل هذه
الأمور
من خلال راعي كنيسة، تعرفت عليه، ويقرر أن يقف الى جوارها في
معركتها مع شرطة لوس
انجلوس ومحاربة الفساد، لاكتشاف حقيقة ما جرى لابنها والتر.
وثيقة
مهمة
اعتبر فيلم «تبادل» من أقوى الأفلام التي عرضها
المهرجان، ومن المحتمل كما أتصور لعدة اعتبارات سوف اذكرها
لاحقا أن يفوز الفيلم
بجائزتين: جائزة أحسن فيلم في المهرجان ــ السعفة الذهبية ــ وتمنح لمخرج
الفيلم
ايستوود، وجائزة أحسن ممثلة وتمنح لبطلة الفيلم انجلينا جوليا التي تألقت
في ادائها
الانساني الرائع كأم.
الفيلم على مستوى الشكل، بدا لنا جميلا وأنيقا
بكلاسيكيته، وانسيابية احداثه التي حبست أنفاسنا، ونعومة
اخراجه، من خلال عنصر
التشويق الجميل في الفيلم، ويقدم أحد أرفع نماذج السينما الهوليوودية
المتمكنة من
فن الحكي ورسم الحبكة الدرامية وتأليف وتوليف السيناريو
المتماسك المتين، كما في
أفلام كابرا وجون هيوستون واليا كازان، نموذج يجعلنا كما في أفلام ملك
الرعب
هتشكوك، مشدودين من التوتر والترقب والرعب الى مقاعدنا، ونريد أن نعرف مع
كريستين
كولينز أين اختفى ابنها المفقود. ولنتبين في ما بعد ان الفيلم
يشتمل على عدة طبقات
ومستويات، حيث ان المسألة في الفيلم هي أكثر من مجرد البحث عن الابن فقط،
اذ تشمل
كذلك المعركة التي تخوضها كريستين لاكتشاف الحقيقة ضد شرطة لوس انجلوس
الفاسدة،
وعمدة المدينة الفاسد، وسلطة الدولة ومؤسستها القانونية، بحيث
انها (كريستين) تتحول
في
الفيلم الى رمز للثورة على الفساد، وتجعل المواطنين في المدينة يخرجون
للتظاهر
في
الشارع بعد أن أدركوا ان ادارة الشرطة بدلا من ان تخدمهم وتحميهم، كانت
تستغلهم
وتبتزهم وتسرقهم، وتلقي بمن يحتج أو يحاول فضحها منهم أو
الاعتراض على ماتفعل، خلف
جدران المصحات العقلية.
كما تتضمن ايضا وعلى مستوى آخر حكاية سفاح مرعب كان
يقوم باختطاف الأطفال والاعتداء عليهم في مزرعته في ريف لوس
انجلوس، وحبسهم في عشة
فراخ، قبل ان يقوم بقتلهم وذبحهم مثل الأرانب من بعد، وتمزيق جثثهم بالبلط
والسكاكين، ويذكرنا بحكاية «ريا وسكينة» في فيلم
صلاح
ابوسيف الاثير، ويجعلنا نرتعد من الخوف
والرعب حين يتجه رجال الشرطة الى مزرعة السفاح في الفيلم، ويكتشفوا جثث
أكثر من
عشرين طفلا مطمورة في التراب.
كما يشتمل الفيلم الذي يسمح بعدة قراءات ايضا على
جزء خاص بالعلاج النفساني كما كان يمارس في فترة العشرينيات في
أميركا، والفيلم كله
يعتبر وثيقة سياسية مهمة لتلك الفترة لأنه يعتمد على قصة حقيقية وقعت
بالفعل، وتقود
بطلته معركة ضد السلطة وهي تفتش عن حقيقة ما جرى لابنها.
مادونا
مخرجة أفلام للمرة الأولى
ظهرت مادونا نجمة موسيقى البوب مخرجة افلام
للمرة الاولى في مهرجان «كان» السينمائي الدولي امس الاول من
خلال عرض فيلمها
الوثائقي حول الازمة التي يواجهها مليون طفل في مالاوي اصبحوا ايتاما بعد
ان فقدوا
آباءهم وامهاتهم نتيجة اصابتهم بمرض الايدز.
ويبدأ الفيلم، وهو بعنوان «آيام
بيكوز وي آر» (أو «ما انا عليه نتيجة لما نحن عليه»)، بقول مادونا: «النا س
يسألونني دوما عن سبب اختياري لملاوي.. انني لم اخترها.. بل هي
التي
اختارتني».
ويتطرق
الفيلم، الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، ايضا الى تبني المغنية
الاميركية في عام 2006 لطفل من ملاوي، احدى افقر
دول العالم، حيث لا يتعدى دخل اكثر
من
60% من مواطنيها البالغ عددهم 13 مليون نسمة الدولار يوميا.
وقبل وصول مادونا
الى قصر الاحتفالات صعد درج المهرجان ابطال فيلم «تشي» للاميركي ستيفن
سوديبرغ
المخصص لتشي غيفارا. وبين النجوم الذين حضروا العرض الذي استمر
اربع ساعات و28
دقيقة (مع استراحة) نجم كرة القدم الارجنتيني السابق دييغو مارادونا وبطل
العالم
السابق في الملاكمة مايك تايسون.
ويتناول فيلمان وثائقيان يعرضان في كان حياة
مارادونا وتايسون، الاول من اخراج امير كوستوريتسا والثاني
جيمس توباك. والبطلان
الرياضيان السابقان من محبي التشي ولديهما وشم لوجه الثائر الارجنتيني.
وقال
ماردونا في تصريح لتلفزيون المهرجان «التشي هو للعالم بأسره وليس
للارجنتينيين
فقط».
القبس الكويتية في 23
مايو 2008
|