21
مفتاحاً أساسياً للتحول في
دورة مهرجان «كان» الجديدة الواعدة
أفلام السيرة... أعمال الكبار
والحروب الشرق أوسطية في لجنة المرايا
باريس - ربيع إسماعيل
ليس من
السهل أن نحدد منذ اليوم ما إذا كانت هذه الدورة الجديدة من مهرجان كان
السينمائي
وهي الدورة الحادية والستون، ستكون استثنائية أم لا. صحيح أن أسماء الأفلام
هنا،
وأسماء كبار السينمائيين المشاركين هنا. والنجوم اللامعون
أكدوا حضورهم، لكن
المجهول الأكبر يبقي الأفلام نفسها. ومع هذا نعرف أن الحاضرين في «كان» هذا
العام
هم
كالعادة، من أبرز أبناء هذا المهرجان، من الذين صنعهم وصنعوه خلال ما لا
يقل عن
ربع قرن. إذاً في انتظار هذه الأفلام ومشاهدتها، بدءاً من
أواسط الأسبوع المقبل، أي
بدءاً من الأربعاء في 14 الجاري، موعد حفل الافتتاح وطوال دزينة من الأيام،
نرسم
هنا صورة لأبرز ما فيه من أفلام وتظاهرات، تشكل خريطة أبجدية لدورة تبدو -
بعد كل
الحسابات - واعدة.
الافتتاح
بعد تردد، وبعد أن قيل طويلا إن فيلم
الافتتاح سيكون خارج المسابقة وبالتحديد الجزء الرابع من سلسلة مغامرات «ان
بانا
جونز» الذي يعده ستيفن سبيلرغ إلى الحياة بعد غياب عقدين
كاملين، وضح الأمر أخيراً
وتقرير أن يكون الافتتاح بفيلم مأخوذ من واحدة من أجمل روايات البرتغالي
الفائز
بجائزة نوبل للآداب، هو سي ساراماغو، وهي رواية «العمى» التي أخرجها
البرازيلي
فرناند مرييس، صاحب «مدينة الله» ورائعة جون لوكاريه «الجنيناتي
الدؤوب» الرواية
تتحدث عن وباء غامض يصيب بلداً - أصر الكاتب على ألا يكون له اسم في الفيلم
- فيصيب
المواطنين بالعمى، باستثناء سيدة (تلعب دورها جوليانا مور). الفيلم رمزي
ومبني على
قصة قوية، ومن هنا يمكن المراهنة، منذ الآن على أنه سيكون في
مقدمة السباق نحو «السعفة
الذهبية» لكن الأمر لن يخلو من صعوبات، ذلك أن صاحب الرواية يتعرض منذ فترة
إلى هجوم الأوساط الصهيونية في العالم بسبب تأييده القوي للقضية الفلسطينية
وانتقاده محاصرة «إسرائيل» لغزة وتجويع سكانها.
افترنيت
ديولانسكي
أغويان (اتوم): سنوات الغياب الثلاث عن «كان»، جعلت أهلها
يشتاقون إلى سينما هذا
الكندي من أصل أرمني، ومولود في مصر. اغويان يعود في فيلم عنوانه «عبادة»
وموضوعه
عن
مراهق يخترع لنفسه هوية على شاشة الإنترنيت مدعياً أنه يمثل مؤامرة إرهابية
من
الواضح أن الموضوع ناجح وسيثير اهتماماً في «كان»، وخصوصاً أن
المخرج يتراجع في هذا
الفيلم عن الفخامة الهووليودية التي طبعت فيلمه السابق «حيث تكذب الحقيقة»،
وكذلك
عن
سينما القضايا، التي مثلها فيلمه السابق «آرارات». أغويان حقق فيلمه الجديد
هذا
في كندا وقال عنه إن كان من الضروري أن يترك كل موضوعاته
الأخرى ليحققه «إن لم
أحققه الآن فسوف لن أحققه أبداً بفيلم «عبادة» يضع أغويان مسألة الإرهاب
على سكة
جديدة ويوصلها إلى قلب العيد السينمائي الكبير فكيف ستكون ردة الفعل؟
بولانسكي (رومان): ليس للمخرج البولندي - الفرنسي المخضرم أي
فيلم في «كان» هذا
العام. ومع هذا فإن صاحب «السعفة الذهبية» قبل سنوات عن «غازف البيانو»،
يحضر بقوة
من
خلال فيلم يحكي جزءاً من سجل حياته. إنه فيلم وثائقي عرف بأنه «سيرة غير
مأذونة»، حققته مخرجة شابة تنقلت في فيلمها بين طفولة بولانسكي
في بولندا وسنواته
الأميركية التي وصلت ذروتها الكئيبة باغتيال عصابة تشارلز مانسون لزوجة
المخرج
الممثلة شارون في تيت وكانت حاملاً، ثم بالحكم بالسجن على بولانسكي نفسه
بتهمة
اغتصاب قاصر قبل فراره على فرنسا.
تارانتينو (كوينتن): هذا المخرج
الأميركي الظاهرة لا يحضر بفيلم له هذه المرة. هو الذي كان ذات عام رئيسياً
للجنة
تحكيم «كان»، كما فاز عام 1994 بالسعفة الذهبية عن «بالب
فاكشن» الذي قدم العام
الماضي في كان - من دون الحصول على جائزة - واحداً من أكثر الأفلام عنفاً
وإثارة
للجدل «عصية على الموت». سيقدم هذا العام «دروس السينما»، ويمكننا أن نقول
منذ الآن
إن جمهور «عصية على الموت» سيكون كبيراً، ذلك انه حين يتحدث
تارانتينو عن السينما
يصغي الآخرون بصمت وتبجيل. ومن هنا من المؤكد أن درس السينمائي تارانتينو
سيكون
واحداً من الحوادث الكبرى خلال الأيام المقبلة.
تشالي كوفمان: هو الآخر
سيكون حضوره حدثاً من حوادث الدورة. ومع هذا لابد أن نسارع إلى القول إن
كوفمان
يشارك بالفيلم الأول الذي أخرجه؛ مما يعني انه يشارك في
«المسابقة الرسمية» وفي
«الكاميرا
الذهبية» وهذه التظاهرة الأخيرة مخصصة للمبتدئين، أصحاب الأفلام الأولى
في
مسارهم السينمائي. كوفمان ستيني ومعروف قبل فيلمه هذا والمسمى «سينكوك» فما
الحكاية؟
الحكاية ببساطة أن كوفمان المعروف بوصفه أشهر كاتب سيناريو في
هوليود والسينما بنصوص طبيعية وأخاذة مثل «اقتباس» و «إن تكن
جون مالوكوفيتش» اختار
هذه المرة أن يخرج فيلمه بنفسه فما هو الموضوع؟ حكاية كاتب سيناريو يعيش
حالة هبوط
في
معنوياته ويبدو عاجزاً عن كتابة أي سيناريو.
تشي جيفارا: الثائر
الأرجنتيني الذي قتلته الاستخبارات الأميركية قبل أكثر من أربعين عاماً
يعود الآن
إلى الحياة خلال هذه الدورة الجديدة لمهرجان «كان»، وعلى الأقل
طوال أربع ساعات
يتكون منها قسما فيلم ستيفن سودربرغ الجديد «تشي» من بطولة بنسيو ديلتورو،
الذي
يقدم شخصية جيفارا مثيرة للتعاطف، على عكس ما حدث مرات كثيرة قبل الآن في
هوليود،
إذ قدم جيفارا بصورة سلبية ولاسيما حين قام بالدور ممثلنا
العربي العالمي عمر
الشريف.
واضح من خلال هذه الصورة الجديدة لجيفارا أن هوليود تغيرت
كثيراً،
وفعلاً
بقي أن نعرف إذا ما كان «تشي» سودربورغ ينسي الجمهور «جريمة» هوليود
الماضية
في
حق رفيق كاسترو، أو من ناحية أخرى حال وقوة الفيلم الذي حققه البرازيلي
والتر
ساليس قبل سنوات عن شباب جيفارا بعنوان «يوميات سائق دراجة»
وقدم وصفق له في واحدة
من
دورات «كان» السابقة.
صبرا
وشاتيلا بالرسوم المتحركة
حروب لسان:
طبعاً حضور «جيفارا» في «كان» لن يكون التسييس الوحيد في هذه الدورة كما
سنرى، لكن
السياسة ستكون أكثر راهنية في أفلام أخرى، لاسيما في أفلام آتية من الشرق
الأوسط،
وتحديداً من لبنان، حيث يرسل الثنائي جوان حاجي نوما، وخليل
صريح فيلمهما الجديد «بدي
شوف» وهو إنتاج لبناني - فرنسي يغوص مباشرة في حرب يوليو/ تموز 2006 التي
قامت
بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية، والتي أدت إلى تدمير لبنان
والخسائر في
الأرواح تواصلت خلال أكثر من شهر.
المخرجان اقتربا من تلك الحرب بشكل مبتكر.
أتيا بالنجمة الفرنسية الكبيرة كاثرين دونوف وجعلاها تقوم بدور ممثلة
فرنسية كبيرة
تريد أن تزور جنوب لبنان إبان الحرب، برفقة شاب لبناني، ممثل هو الآخر
(ربيع مروة).
والنتيجة عمل نزيه وقوي عن الحرب ونظرة الإنسان إليها، فيما يشبه لعبة
مرايا حقيقة
وإدانة لـ «إسرائيل» وحروبها في وقت واحد.
مقابل «بدي شوف» يأتي من
«إسرائيل»
فيلم آخر عن حروب لبنان، وهو «فالي مع بشير» وهو فيلم رسوم متحركة يصور
من
وجهة نظر جندي إسرائيلي شارك في غزو 1982 لبيروت وشهد على مجازر صبرا
وشاتيلا،
وها هو لاحقاً صار رساماً ومخرجاً سينمائياً يحقق هذا الفيلم،
الذي ستكون له
بالتأكيد قوة الإدانة التي حملها العام الماضي فيلم «برسيبوليس» لمارجان
ساترابي
بالنسبة إلى الثورة الإيرانية.
ستيفن سيلبرغ: منذ زمن طويل ليس ثمة أي
حضور لستيفن سيلبرغ في «كان»، وتحديداً منذ عرض فيلمه البديع «اللون
القرمزي».
واليوم إذ يعود صاحب «مونيخ» إلى «كان» فإنه يعود خارج المسابقة، ولكن في
حفل من
المؤكد
انه سيكون أضخم حفلات «كان» خارج الصالات. فإذا كانت الشركات التجارية
الأميركية الكبرى اعتادت أن تصرف ملايين الدولارات خلال المهرجان على حفلات
في عرض
البحر وفي الفنادق الكبرى للترويج للأفلام الهوليودية المعروضة
في «كان»، فلن تشد
شركة سيلبرغ المنتجة للجزء الرابع من مغامرات «إنديان جونز» عن القاعدة.
ومن هنا
إذا كان جمهور المهرجان لن يبالي كثيراً، بالفيلم نفسه - حتى ان كان
متوقعاً أنه
سيحقق ملايين الدولارات أرباحاً - فإن هذا الجمهور يبدو
متلهفاً منذ الآن للتمتع
بالحفل الضخم الذي ستنطلق فيه الأسهم النارية وموسيقى الرقص والاحتفال، على
شرف
هاريون فورد، الذي ينتقل في هذا الجزء الرابع من دور المغامر إلى دور والد
المغامر!
فاتح أكيت: هذا المخرج التركي الألماني لم يعرفه العالم حتى
الآن، إلا في ثلاثة أفلام اثنان منها روائيان والثالث تسجيلي
عن الموسيقى التركية
والحياة الفنية في اسطنبول «عبر الجسر». ولكن فيلميه الروائيين «العناد» ثم
خاصة
«حاقة الحنة» جعلا له مكانة أساسية في السينما الطليعية في أوروبا، ناهيك
بما أمّنا
له من
جوائز وقدرة على الحصول على التمويل الألماني أو الفرنسي، لأي مشروع يقدمه.
من
هنا كان طبيعياً أن يصبح فاتح أكيت طيفاً واحداً من نخبة السينمائيين الذين
يدعون لترؤس لجان التحكيم في المهرجانات الكبرى. ولم يستغرب احد بالتالي أن
يعلن أن
أكيت سيكون رئيس لجنة التحكيم في تظاهرة «نظرة ما...» التي
تعتبر ثاني أهم
التظاهرات في «كان» وهي تظاهرة تقدم حساسيات سينمائية متنوعة آتية من شتى
أنحاء
العالم.
ترى، كيف سيكون موقف أكيت، تجاه الفيلمين العربيين الوحيدين
اللذين
شقا
طريقيهما إلى «كان» هذا العام. ويعرض من «في نظرة ما» وهما «بدي شوف»
اللبناني
و
«ملح البحر» للفلسطينية الشابة آن ماري جاسر؟ هل سينظر اليهما كما هما
سينمائياً
أو يحدوه شيء من التعاطف الإقليمي معهما؟
فلسطين: قبل 5 سنوات وصلت
السينما الفلسطينية إلى ذروة حضورها في العالم حيث فاز ايليا سليمان بجائزة
التحكيم
الكبرى في المسابقة الرسمية في مهرجان «كان»، ومنذ ذلك الحين
غابت سينما فلسطين
عملياً، فيما يزداد بشكل مطرد حضور السينما الإسرائيلية. وعلى رغم أن بعض
هذه
الأخيرة جراء تعاطف ما كانت تبديه في بعض الأحيان تجاه فلسطين
والفلسطينيين، جعلت
فلسطين عاجزة بشكل أو آخر ظل ثمة ظمأ لحضور فلسطيني أصيل. وهذا
الحضور يتحقق هذا
العالم من خلال فيلم روائي طويل أول حققته السينمائية الفلسطينية الشابة آن
ماري
جاسر، المقيمة بين فرنسا ونيويورك والتي سبق ان لفتت الأنظار بعدة أفلام
قصيرة
حققتها وبنضال لافت على المستوى الثقافي والسينمائي. فيلم آن
ماري جاسر «ملح البحر»
يروي
حكاية شابة فلسطينية ربيت في نيويورك، تعود إلى فلسطين لاستعادة ثروة
عائلية
محفوظة في مصرف إسرائيلي. والفيلم يدور حول محاولاتها الصعبة المحزنة
أحيانا
والفكاهية في أحيان أخرى للحصول على الثروة، على تقاطع حكاية
غرام
ومقاومة.
مخضرمون
فيم فذرز: ليس من السهل عد المرات التي عرض فيها
فيم فذرز افلامه في «كان» وشارك في المهرجان من دون افلام
رئيساً للجنة التحكيم أو
قارئاً لدرس السينما أو مجرد مخرج عادي. وآخر مشاركة لهذا الالماني المخضرم
كانت
قبل سنوات حين عرض فيلمه المخيب للآمال «لا تأتي قارعاً بابي». وإذا كان
فذرز من
صور هذا الفيلم في أميركا التي حقق فيها وعنها بعض أجمل افلامه
السابقة، ولاسيما
فيلم السعفة الذهبية قبل أكثر من عقدين «باريس/ تكساس».
وإذ إنه صور افلاما
له
في اليابان، فإنه هذه المرة، يحضر إلى «كان» مع فيلمه الجديد «تصوير بالرمل»
يبدو وقد انتقل بكاميراته إلى عاصمة صقلية الايطالية. حتى كتابة هذه السطور
لا نعرف
كثيرا عن هذا الفيلم، لكن البعض يقول إن فندر يعود فيه إلى قوة تعبير
انتقدها منذ
زمن. طبعاً سنعود إلى هذا الفيلم لاحقاً. وفي انتظار ذلك نضم صوتنا إلى
أصوات الذين
رحبوا بعودة هذا المخضرم الذي كان في الماضي صنع بعض أزهى
ساعات مهرجان «كان»
بحضوره أو
بأفلام.
كلينت ايستوود: ما نقوله عن فيلم فندر يمكن قوله عن هذا
المخضرم الكبير الآخر الذي لم يسبق له أن تسابق في مهرجان
«كان»، وإن كان شارك
كرئيس للجنة التحكيم قبل أكثر من عشر سنوات. هذه المرة يشارك صاحب «طفلة
المليون
دولار» و «نهر المشبك» (الذي شارك في دورة سابقة لكان خارج المسابقة وصفق
له
طويلاً) بفيلمه الجديد «الاستبدال» الذي تدور أحداثه في
ثلاثنيات القرن العشرين حول
حكاية اختطاف طفل والمساومة على إعادته، ثم التساؤل عما إذا كان الطفل الذي
أعيد هو
الطفل نفسه الذي خطف. لاشك في أن هذا الفلم يشكل عالماً جديداً
بالنسبة إلى
ايستوود، الذي سار على درب طويلة طوال أربعين عاماً، قبل أن يصل إلى التحول
من نجم
أفلام رعاة بقر إيطالية، إلى واحد من كبار المخرجين الأحياء في هووليوود
اليوم.
كوستوريتا (إمير): خلال العامين خيب هذا المخرج «اليوغوسلافي»
الكبير، الذي اعتاد جوائز المهرجانات الكبرى واعتادته (ومن بينها جوائز
«كان» التي
أعطيت له بكرم ما لا يقل عن ثلاث مرات، من بينها مرتان كانت الجائزة فيها
سعفة
ذهبية)، خيب أمل الجمهور وأهل المهرجان. وهذه المرة هل يخيب الآمال، أم
يحيي سمعته،
حتى وإن كانت «عودته» في فيلم تسجيلي، لا يمت إلى يوغوسلافيا
أو بلقان طفولته
وحياته واختياراته الايديولوجية بصلة؟ ربما. فالرهان كبير منذ الآن،
وخصوصاً إذا
علمنا أن كوستوريتا يشارك بفيلمه الموعود، منذ زمن عن
«مارادونا» سيد كرة القدم
العالمية.
مارادونا: لاشك في أن ساحر الكرة الأرجنتيني هذا، سيكون،
وتحديداً بفضل فيلم كوستوريتا، سيد ونجم دورة «كان» لهذا
العام، من دون منازعت.
فإذا كان
مارادونا اعتزل الكرة منذ زمن، فإن اسمه لم يغب عن الأسماع، وحتى بالمعنى
السلبي، أي فيما يتعلق بمشكلاته مع القضاء، ومع الإدمان. ومن هنا، وتبعاً
للصورة
التي سيقدمها كوستوريتا، من المؤكد أن صحافيين كثراً يشحذون
أقلامهم وأسئلتهم منذ
الآن، لعلهم يفوزون ببضع كلمات من هذا الرياضي الفنان، الذي يقول عنه خصومه
الأرجنتينيون إنه يعرف كيف يستخدم قدمه ألف مرة أكثر مما يعرف كيف يستخدم
لسانه
وعقله. هل هذا صحيح؟، سنرى.
نوعيات سينمائية: بشكل عام تبدو خريطة هذه
الدورة لـ «كان» وكأنها تفجر النوعيات السينمائية بشكل مدهش.
فقبل سنوات كان تقديم
فيلم رسوم متحركة في «المسابقة» أو غيرها مدعاة للتساؤل. أما حين فاز فيلم
تسجيلي
لمايكل مور (فهرنهايت 11/9) بالسعفة الذهبية فإن التساؤل احتدم. وفي العام
الماضي
جدد فوز «برسبوليس» وهو فيلم الرسوم المتحركة السياسي بامتياز،
الأسئلة و «قلق»
البعض. ولكن هذا العام، ولأن لا شيء يمكنه أن يوقف التقدم من الواضح أن
الأسئلة
ودواعي الدهشة ستختفي إذ ها هي كل الأنواع حاضرة وتختلط: السينما الروائية،
الرسوم
المتحركة بالسينما التسجيلية، سينما السيرة... إلخ. وما هذا
إلا انعكاس حقيقي لما
وصلت إليه السينما من حرية وتنوع على مستوى العالم كله.
رودي خارج
مدينته
وخارج المسابقة
نوري يلغي سيلان: للمرة الثالثة يعود هذا المخرج التركي
الطليعي والحميم إلى مسابقة مهرجان «كان» الرسمية وذلك في
فيلمه الجديد «ثلاثة
قرود» الذي أنجزه لتوه ولا يعرف عنه أحد شيئاً حتى الآن، وإن كان من
المتوقع أن
يسير على خطى سابقيه «من بعيد» و «مناخات»، في حميميته وتعاطيه مع معضلات
الحياة
المعاصرة والترابط العائلي واستحالة التواصل، ولاسيما في أوساط
طبقة اجتماعية شديدة
الخصوصية هي الطبقة الوسطى التي يعكس انهيارها الاقتصادي والاجتماعي أسئلة
وجودية
قلقة، كان سيلان مبدعاً حين طرحها في فيلميه الأولين. منذ الآن
يمكن المراهنة - مع
شيء من المجازفة طبعاً - على أن سيلان سيكون قريباً من الجوائز.
وودي آلف:
من
جديد يبدو أن «تغريبة» وودي آلن تعطيه وتعطي فنه حياة جديدة؛ إذ هاهو فنان
نيويورك يحقق فيلمه الرابع على التوالي خارج مدينته الأثيرة، بل حتى خارج
الولايات
المتحدة الأميركية بأسرها. وللمرة الرابعة لن يمضي من دون صخب
واهتمام عالميين. بل
يمكننا القول إن الصخب بدأ بالفعل حتى من قبل أن يشاهد فيلمه الجديد «فيكي
كريستبنابر سلونا» أيٌّ كان. كان يكفي أن يسر أحدهم لصحافي إسباني - لأن
الفيلم صور
في إسبانيا - بأن ثمة مشهداً حميماً يدور بين سكالين جوهانسون
وبينلوبي كروز في
الفيلم حتى يسود الصخب، بل حتى يقال إن وودي آلن يبتعد عن عالمه السينمائي
القديم
ليدنو - مثلاً - من عالم بيدرو المودافار. لكن هذا كله من قبيل التكهن. أما
الخبر
اليقين فقد عرض الفيلم خلال الأيام الأولى من الدورة، ولكن
خارج المسابقة لأن وودي
آلن لا يخوض مسابقات من فضلكم!
الوسط البحرينية في 8
مايو 2008
|