يسمع القرآن الكريم..بصوت العجمي والحذيفي الاطباء: مكالمة الرئيس مبارك رفعت معنوياته يمشي صباحاً في الحديقة..تحت الحراسة هنيدي يبكي.. بسبب منعه من الزيارة سارة هددت بالانتحار.. إن لم تقابله مثل أمواج البحر.. ينشط أحمد زكي ويخرج لسانه لسرطانه اللعين.. ثم يفقد مقاومته ويستسلم للنوم والراحة.. سلاحه الابتسامة.. وقد عاشت "الجمهورية" معه لحظة بلحظة.. بالقرب من الغرفة رقم "1229".. حيث توافدت باقات الزهور والاتصالات من جميع أنحاء العالم بلا انقطاع.. أكد الاطباء أن اتصال الرئيس حسني مبارك بالفنان الكبير هاتفياً للاطمئنان علي صحته رفع روحه المعنوية. لازمته "رغدة" حتي الساعات الأولي من صباح أمس.. وظل ابنه هيثم الي جواره ومعه.. سمير عبدالمنعم "ابن خالته".. وظهر عبدالعزيز مخيون متأثرا.. وبكي هنيدي عندما حضر.. ورفضوا زيارته.. واستجابوا لتوسله واكتفي فاروق الفيشاوي بخمس دقائق أما ليلي علوي فقد ضربت عصفورين بحجر واحد حيث اكتشفت ان والدة صديقتها ليلي تكلا تقيم في الغرفة "1129" توجهت إليها واطمأنت علي صحتها وظلت أكثر من ساعة بجوار غرفته ولم تتحمل ألم مرضه وظهر تأثرها الواضح ولازمة صديقه كابتن طيار جهاد جويفل وزوجته والمخرج عادل اديب. لم ينقطع رنين تليفونه المحمول طوال الليل والذي تبادل الرد عليه طاقم السكرتارية ونام أحدهم والتليفون يرن بيده في الانتريه كما زاره خالد ابو النجا والمنتصر بالله واصيب أحد الوجوه الشابه التي اكتشفها أحمد زكي باغماء شديد تم نقله الي الطوارئ. اثناء وجودنا مع عدد من الفنانين حدث موقف غريب من فتاة اسمها سارة وهي طالبة بالثانوي حضرت الي المستشفي في الساعة التاسعة مساءً وطلبت مقابلته وعندما رفض الأمن قامت بالهجوم عليهم وتم طلب النجدة لها ولولا حكمة مشرف الأمن علي يوسف وتدخل مأمور قسم الشرطة والفنانة رغده لحدثت كارثة حيث هددت بالانتحار اذا لم تقابله وتطمئن عليه فأخذتها رغده في حضنها وأخبرتها ان صحته جيدة وبالفعل تم السيطرة عليها واخذتها معها في سيارتها عند انصرافها. حضر الدكتور ياسر عبدالقادر ود. هشام حسن وتم توقيع الكشف عليه وغادرا المستشفي في منتصف الليل. عندما استرد أحمد زكي وعيه وهو يتغلب علي آلام المرض بالفعل اثبت انه فنان عظيم حتي في مرضه حاول تهدئة من حوله وقال انه بخير وآلام المرض "تعتصره" وحاول "الهروب" من نظراتهم وتحدث الي ابنه هيثم وقال "ماتخافش ابوك "كويس" يا هيثم وأنا عايش بدعاء الملايين". وراح يتمشي قليلا في طرقات المستشفي واثناء سيره اعترضه مريض بالقلب وعندما عرف انه النجم المحبوب سأله عن فيلمه "حليم" وهل سيكون مثل عبدالناصر والسادات واستغرق الحوار أكثر من 5 دقائق واخذه بالحضن وطلب منه الدعاء. "الغرفة 1229" في غرفة أحمد زكي.. عشرات من باقات الورود وبها 3 اسرة وكتب عن حياة النجم عبدالحليم حافظ وسيناريو الفيلم وايضا جميع الصحف حيث يحرص علي طلبها صباح كل يوم لمتابعتها ويهتم بقراءتها وقراءة كل ما يكتب عنه فصراع المرض يزيده اصراراً علي الحياة وغالباً ما يتأمل اللوحات الموجودة علي جدران الغرفة احداها عن ميناء "جنوه" واخري سيرياليه والثالثة للفنان العالمي ليوناردو دافنشي بالاضافة الي جهازي تليفزيون يتابع من خلالهما جميع الاحداث ويحرص علي الاستماع الي القرأن الكريم بصوت العجمي والحذيفي واغلب الوقت يضع النظارة السوداء علي عينيه ويرتدي الروب البني المخلوط بالرمادي فوق بيجامة المستشفي. وقد اتصل به تليفونياً يوسف شعبان وعادل امام ومحمود عبدالعزيز بينما اتصل تليفونياً بأسرته في الشرقية وحضر فجر أمس في حوالي الساعة الرابعة ابن خالته شعبان عبدالمنعم بصحبة ثلاث نساء منهن خالته والتي ارتدت بالطو اسود واستقبلهم بنفسه امام الغرفة الخاصة به وبلغ الامن بادخالهم فور وصولهم.. كما قام صباح امس "الخميس" بالتجول في حديقة المستشفي في السابعة صباحاً وظهر الورم واضحاً علي ساقه وقد لف جسده ببطانيه وفي صحبة الطبيب وتحت حراسة أمن المستشفي الذين منعوا المقيمين بالمستشفي من الاقتراب منه. مكالمة مبارك لها فعل السحر! صرح الدكتور ياسر عبدالقادر رئيس الفريق الطبي المعالج للفنان أحمد زكي بأن اتصال الرئيس حسني مبارك بالفنان أعطاه دفعة معنوية قوية للغاية. موضحاً أن الناحية المعنوية لها أثر كبير جدا عليه وان الحالة العامة له في تحسن وأن المرحلة الحرجة التي يمر بها تقل نسبياً. مشيرا الي أنه بدأ في التحرك والخروج من حجرته وانه تناول طعام الافطار وسط الناس في كافتيريا المستشفي. ونفي صحة التقارير التي أفادت بأنه تم الاتفاق علي علاجه بالمسكنات فقط وايقاف العلاج الكيميائي.. وقال انه لا يعالج بالمسكنات علي وجه الاطلاق لانه لم يكن تحت العلاج الكيميائي أصلا مضيفا ان الفريق مازال يفكر في اعطائه او عدم اعطائه هذا العلاج. الجمهورية المصرية بتاريخ 12 مارس 2005 |
القاهرة ـ محمد الصايم |
موهبة سينمائية نادرة في مصر أحمد زكي يصارع السرطان لإكمال حليم جمهور السينما يتساءل هل سيتمكن احمد زكي من تحقيق حلم عمره بانهاء فيلم حليم قبل ان يتمكن منه المرض الخبيث القاهرة - تعالى دعاء المصريين والعرب بالشفاء للفنان احمد زكي متمنيين ان يتمكن من اكمال فيلم "حليم" الذي يؤدي فيه دور العندليب الاسمر والذي ينتظر ان يقدم اجابات على الكثير من التساؤلات عن حياة المطرب الراحل التي اتسمت بعض محطاتها بالغموض. ومن ابرز هذه النقاط الغامضة حقيقة علاقته بالفنانة الراحلة سعاد حسني وهل تزوجها حقا كذلك علاقته برجال ثورة 23 تموز/يوليو التي تغنى بها في اغانية الوطنية الى جانب طبيعة علاقته بالموسيقاريين الراحلين فريد الاطرش ومحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وعلاقاته النسائية المتعددة. ولا يقدم العاملون في الفيلم اي اجابات على كل هذه الاسئلة المعلقة طالبين من السائلين ان "ينتظروا عرض الفيلم حتى يجيب على بعض تساؤلاتهم" رغم ان كاتب السيناريو محفوظ عبد الرحمن قال مؤخرا في مقابلة تلفزيونية انه "لم يستطع التطرق لكل شيء حيث ان اهالي المشاهير يقفون لنا بالمرصاد على كل مشهد طالبين منا ان نقدم اثباتا على كل حادثة نتطرق لها". ومع كل هذا القلق الشعبي فان صاحب الشركة المنتجة للفيلم "جود نيوز" المخرج عادل اديب اكد انه "غير قلق على الانتهاء من تصوير الفيلم وذلك لان 90 في المائة من مشاهده الدرامية الاساسية تم تصويرها بالفعل". وتابع "اما الـ10 في المائة المتبقية فهي اضافات ارادها المخرج شريف عرفة وكاتب السيناريو محفوظ عبد الرحمن واحمد زكي نفسه وتتعلق ببعض المشاهد الغنائية في المغرب وبعض المشاهد خلال فترة مرضه في بريطانيا". واكد انه "متفائل جدا بقدرة احمد زكي على تجاوز محنته واستكمال تصوير المشاهد المتبقية خصوصا وان الاطباء يرون ان استجابة زكي للعلاج تتزايد مع العمل وانه هو نفسه طلب القيام بتصوير بعض المشاهد المتعلقة بمرض حليم خلال الاسبوع الحالي الا ان الاطباء ارجأوا ذلك الى الاسبوع المقبل في حالة استمرار استجابته للعلاج". واوضح اديب ان "شركته وقعت مع احمد زكي بطولة خمسة افلام واحد منها من تاليف والده عبد الحي اديب وسيقوم هو نفسه باخراجه واخر للمخرج احمد ماهر وثالث للمخرج مجدي احمد علي الى جانب حليم ورسائل البحر لدواد عبد السيد". ورفض اديب ذكر اسماء الافلام الثلاثة الاخرى وقد تكاثرت دعوات الجمهور في الآونة الاخيرة بان يتخطي النمر الاسمر الذي ولد في محافظة الشرقية عام 1947 ازمته الصحية التي تفاقمت منذ ايام مع نقله الثلاثاء الى المستشفى في "حالة صحية حرجة". وكان احمد زكي تعرض لاول ازمة صحية خطيرة قبل عام اكتشف الاطباء بعدها انه مصاب بسرطان في الرئة. وقد نقل في حينه الى باريس لتلقي العلاج. ثم استكمل العلاج في مصر. وعلى الاثر تحسن وضعه الصحي وبدأ بتصوير فيلم عبد الحليم بعد ان اكد طبيبه الفرنسي انه يستطيع ان "يزاول نشاطه الفني بشكل طبيعي مع الحرص الشديد على ان يتجنب نزلات البرد والارهاق التي قد يتعرض لها"، بحسب ما ذكر مصدر طبي في 8 كانون الاول/ديسمبر 2004. وكان احمد زكي قال في الحفل الذي اقامته الشركة المنتجة للفيلم احتفالا ببدء تصويره بحضور الغالبية العظمى من نجوم السينما المصريين وبعض النجوم العرب ان "حلم عمره كان تأدية دور عبد الحليم في فيلم خاص عنه خصوصا وان هناك الكثير من العناصر الحياتية المشتركة بينهما" حيث اشتركا في اليتم في طفولتهما كما اصيبا معا بداء البلهارسيا الذي اودت مضاعفاته بحياة العندليب الاسمر. ويمتلك زكي قدرة هائلة على تقمص الشخصيات التي يؤديها فقد ادى دور عميد الادب العربي الدكتور طه حسين وفي السنوات الثماني الاخيرة قدم شخصيتي الرئيسيين الراحلين جمال عبد الناصر في "ناصر 56" وانور السادات في "ايام السادات". ويعتبره نقاد السينما من اهم واكثر الممثلين المصريين موهبة في الخمسين عاما الاخيرة ومن اهم افلامه الاخرى "ارض الخوف" و"زوجة رجل مهم" و"الهروب" و"ضد الحكومة" و"امرأة واحدة لا تكفي". موقع "ميدل إيست" في 14 مارس 2005
|