القاهرة –القناة: رحل اليوم الأحد الفنان المصري أحمد زكي من مستشفى دار الفؤاد بعد صراع طويل مع مرض السرطان. و كان الفنان أحمد زكي قد دخل المستشفى في أوائل هذا الشهر في حالة صحية حرجة حيث انتشر السرطان في صدره وانتشر إلى الكبد والغدد اللمفاوية في البطن. ولد أحمد زكي عبد الرحمن في محافظة الزقازيق بمصر، في 18 نوفمبر عام 1949م. كان طفلا وحيدا حيث أصبح يتيما عندما توفى والده بعد فترة قصيرة من ولادته.وعندما تزوّجت والدته للمرة الثانية، قام جده بتربيته.وبعد أن أنهى دراسته الاعدادية، التحق أحمد زكي بمدرسة فنية وكان سيصبح حداداً. وحينما أبدى إهتماما كبيرا بالمسرح والتمثيل عندما كان في المدرسة الفنية، ولأن مدير مدرسته كان محباً كبيراً للمسرح، فقد قام بتشجيعه على التمثيل في المسرحيات التي تقام في المدرسة. وفي يوم من الأيام، كان هناك عرض بالمدرسة وكان العديد من الممثلين المعروفين من القاهرة مدعوين لحضوره. وكان أدائه رائعاً لدرجة أنهم التقوا به بعد العرض ونصحوه بأن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية. استمع أحمد زكي إلى نصيحتهم جيدا، والتحق بالمعهد. فقد كان محظوظاً بما فيه الكفاية ليحصل على بداية حقيقية وهو ما زال طالباً، حيث قام بدور صغير في مسرحيّة هاللو شلبي، وكان هذا هو دوره الأول في مهنته كممثل. وكان زكي أول دفعته عندما تخرج في عام1973، فقد فاق زملائه ونظرائه حيث كان هذا حاله طوال فترة حياته.ومن هذا المنطلق، ظل يعمل أحمد زكي بالمسرح، ويتدرج من دور إلى دور أكبر، حيث لعب أدواراً في بعض المسرحيّات التي لاقت نجاحاً كبيراً في مصر، مثل المسرحية الأسطورة مدرسة المشاغبين ، فكان من حوله زعماء الكوميديا في مصر و الوطن العربي : عادل إمام ، سعيد صالح ، يونس شلبي ، حسن مصطفى ، عبد الله فرغلي .. و استطاع بدوره كتلميذ غلبان الذي يعطف عليه ناظر المدرسة و التي استطاع من خلالها لمس قلوب الناس . و ما تزال هذه المسرحية تحظى بحب الجماهير و شعبية منقطعة النظير حتى يومنا هذا. وقد أضاف إلى مهنته بالتمثيل في أولادنا في لندن، و العيال كبرت. ومن خشبة المسرح، فقد اتخذ أحمد زكي الخطوة الأكثر نجاحاً ومنطقيّة، فانتقل إلى التليفزيون حيث قام بالتمثيل في العديد من المسلسلات التليفزيونية والأفلام الشهيرة مثل مسلسلالأيام، في دور الكاتب والمفكّر الشهير طه حسين، ومسلسلهو وهي مع سعاد حسني، ونهر الملح، و أنا لا أكذب ولكني أتجمل، والرجل الذي فقد ذاكرته مرتين. وقد ساهم زكي بأكثر من 60 فيلماً في عالم السينما المصرية في أقل من 20 سنة، لعب خلالها عدداً كبيراً من الشخصيات من اللصّ إلى أحد أفراد العصابة، ومن السياسي إلى الرئيس، ثم إلى رئيس ثانية. لقد خاض الجوهرة السوداء أحمد زكي طريق صعب ، ومليء بالإحاطات والنجاحات ، حتى وصل إلى قلوب الجماهير و انتزع منهم احترامهم مما ساعده على التربع على قمة النجومية، و جعله يحصد العديد من الجوائز المحلية والدولية ، واحتكاره جائزة أفضل ممثل مصري لعدة أعوام متتالية. كانت أفلامه مابين كلّ الأنواع، من الكوميديا مثلأربعة في مهمة رسمية، إلى الدراما مثل موعد على العشاء، إلى أفلام الإثارة مثلالإمبراطور، بالإضافة إلى أفلام الحرب مثل العمر لحظة. ونستطيع القول بأنّه قد قام بجميع الأدوار، ولم تمر جهوده مرور الكرام، بل مازال ينال الجوائز والمديح الكثيرون. ولا يوجد أدنى شك في أنه يعتبر حالياً من أفضل الممثلين في مصر والشرق الأوسط. وتضمّنت أفلامه شفيقة ومتولي ، العوامة 70 ، البداية، الحب فوق هضبة الهرم، البيه البواب، زوجة رجل مهم،كابوريا، ضد الحكومة، نزوة، ناصر 56, هستيريا، أرض الخوف، أيام السادات والعديد من الأفلام الأخرى. و يعتبر فيلم النمر الأسود من أشهر أفلام النجم و الذي أعطاه شهرة كبيرة و دفعة قوية. و أكثر ما اشتهر به النجم هو أدائه أدواره بدون الاستعانة بدوبلير، ففي فيلم طائر على الطريق ألقى بنفسه من سيارة مسرعة. و مكث في ثلاجة الموتى لبضع دقائق إلى أن دخلت عليه بطلة الفيلم سعاد حسني لتكشف عن وجهه وتتعرف عليه في فيلم موعد على العشاء. أما عن حياته الشخصية فقد تزوّج أحمد زكي مرة واحدة فقط، من زميلته الممثلة هالة فؤاد التي توفيت السرطان، وأنجبا إبنه الوحيد هيثم. و تخللت حياة أحمد زكي الآلام، فبدأ الإحساس بالتعب خلال تصويره فيلم الحادثة مع الفنانة ليلى علوي، حيث سافر وقتها إلى لندن ودخل المستشفى لإزالة المرارة. و دخل بعدها بأربع سنوات المستشفى لإجراء جراحه في غضاريف الركبتين واستئصال تجمعات دموية تجلطت في الساقين. و لكن الآلام الذي أتته بعد ذلك كانت أشد على الفنان، عندما شعر بآلام في الصدر كانت تأتيه على فترات متقطعة، و لكن زادت بعد ذلك. فتم نقله إلى مستشفى دار الفؤاد حيث تم الكشف عن صدمة أخرى في حياته، بعد وفاة زوجته، و هي إصابة النجم بالسرطان. و سافر أحمد زكي إلى فرنسا لتلقي العلاج بالكيماوي، ثم عاد مر أخرى إلى مستشفى دار الفؤاد ليتم السيطرة على المرض. و قد شجعه هذا على تكملة مسيرته في أدواره الرائعة، بدأ الفنان أحمد زكي في بداية عام 2005 تصوير قصة حياة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بعد 28 عاما على رحيله. و يعتبر هذا الفيلم من أضخم الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية من حيث الميزانية و الإعداد له و المادة التاريخية. و استطاع النجم أحمد زكي أن يصور أكثر من 90% من الفيلم، و لكن عاودته الآلام بشدة هذه المرة، و دخل المستشفى في حالة صحية حرجة، حيث انتشر السرطان في صدره وانتشاره إلى الكبد والغدد اللمفاوية في البطن. زكى وحليم رحلة متشابهة القاهرة –القناة: بعد صراع طويل مع مرض السرطان رحل النمر الاسود (احمد زكي) الذي قدم للشاشة العربية 56 فيلما أخرها فيلم (حليم) الذي لم ينته العمل فيه والذي شابهت حياته حياة العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ في رحلة الصعود إلى النجومية وفي اليتم وفي المرض في اواخر ايامهما ولم تشأ يد المنون إلا أن تغيب أحمد زكي عن المشهد الأخير لفيلم (حليم) الذي يحكي سيرة المطرب الراحل عبد الحليم حافظ وصراعه مع مرض البلهارسيا الذي انتصر عليه في لندن عام 1977. صراع أحمد زكي مع السرطان لم يكن أقل مرارة من صراع عبد الحليم مع مرضه. والموت الذي خطف حياة العملاقين كان سببه المرض. فارق أحمد زكي (الذي نشأ يتيما مثل عبد الحليم) الحياة قبل ثلاثة أيام من ذكرى وفاة المطرب الراحل التي تصادف الثلاثين من مارس/آذار من كل عام. حتى معاناة أحمد زكي مع المرض والعلاج والتفاف الجميع حوله وتعاطف الكثيرين مع حالته الصحية، هي ذات المشاعر والأحاسيس التي رافقت حالة عبد الحليم وإن اختلفت تسميات المرضين أو تباينت بعض التفاصيل واختلف الزمن. عانى أحمد زكى في حياته كثيرا، ويبدو أن تصميمه على أداء شخصية العندليب الأسمر في فيلم حليم جاء استجابة لنداء داخلي يؤكد فيه أنه لن يمثل في هذا الفيلم. وإذا قدر للفيلم أن يرى النور فسيلاحظ المشاهد أن أحمد زكي لا يمثل فيه بل يؤدي فيه قصة حياته التي تشبه إلى حد كبير حياة المطرب الراحل. موقع "القناة" بتاريخ 28 مارس 2005 |
|
رحيل الفنان احمد زكي بعد صراع طويل مع السرطان القاهرة –القناة: بعد صراع طويل مع مرض السرطان رحل صباح الاحد النجم الكبير احمد زكي الذي قدم للشاشة العربية 56 فيلما . وتشيع جنازة الفنان القدير احمد زكى بعد ظهر الاثنين من مسجد مصطفى محمود بحي المهندسين. وكان زكي قد نقل منذ ثلاثة اسابيع الى مستشفى دار الفؤاد بعد تدهور مفاجىء في حالته الصحية وانتشار الورم السرطاني الذي بدا في الرئة ليصل الى المخ. ولد (النمر الاسمر) احمد زكي متولي عبد الرحمن عام 1949 في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية. بعد وفاة والده وزواج والدته من اخر عاش مع جدته وبدأ حياته الفنية في المدرسة الثانوية في الزقازيق حيث نال اول جائزة تمثيل عن دوره في احدى المسرحيات المدرسية. حصل على شهادته الجامعية من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام 1973 بتقدير امتياز وبدا حياته الفنية بالمشاركة في عدة مسرحيات ناجحة مثل (النار والزيتون) و(اولادنا في لندن) و(هالو شلبي) إلا أن دوريه في مسرحيتي (مدرسة المشاغبين) و(العيال كبرت) هما اللذان حققا له شهرة كبيرة في العالم العربي ومهدا لدخوله بقوة عالم الشاشة الفضية. قدم الراحل ايضا ادوارا متميزة في مجموعة من المسلسلات خصوصا حلقات (هو وهي) التي شاركته بطولتها سندريلا الشاشة العربية الفنانة الراحلة سعاد حسني والمسلسل المميز (الايام) عن حياة عميد الادب العربي الراحل طه حسين الذي ابداع من خلاله في اداء دور الضرير. ومن المسلسلات الاخرى التي قدمها (الغضب) و(لا شيء يهم) و(بستان الشوك) إضافة إلى مسلسل إذاعي واحد هو (دموع صاحبة الجلالة) الذي رفض ان يشارك فيه لدى نقله الى الشاشة الصغيرة. ومن بين الافلام الـ56 التي قدمها زكي للشاشة العربية في بداياته (أبناء الصمت) و(بدور) عام 1974 قبل انقطاعه عن الشاشة لثلاثة سنوات ليعود اليها عام 1977 مع فيلمي (صانع النجوم) و(شفيقة ومتولي) مع الراحلة سعاد حسني التي التقي معها مجددا على الشاشة الفضية في فيلم “الدرجة الثالثة” عام 1988 وفي اخر افلامها “الراعي والنساء” عام 1991. إلا ان انطلاقته الكبرى كانت مع (العمر لحظة) و(وراء الشمس) و(إسكندرية ليه)، في أول وأخر لقاء له مع المخرج المصري الكبير يوسف شاهين، و(النمر الاسمر) و(امراة واحدة لا تكفي) و(كابوريا) و(استاكوزا). أحيا احمد زكي بأدائه شخصيتي الرئيسين جمال عبد الناصر في (ناصر 56) وأنور السادات في (أيام السادات) لحظات تاريخية هامة في تاريخ مصر المعاصر وخصوصا حدث تأميم قناة السويس في (ناصر56 ) الذي لم يعشه أبناء الجيل الجديد والذين كانوا من اهم مشاهدي هذا الفيلم. ومن الافلام التي يعتبرها النقاد علامة في تاريخ احمد زكي الفني (ارض الخوف) (وضد الحكومة) و(زوجة رجل مهم) و(الباطنية) و(البيه البواب) و(سعد اليتيم) و(العمر لحظة) و(الامبرطور)و (الباشا) و(الرجل الثالث) و(النمر الاسود). كانت بدايته مع الجوائز والتقديرات التي تجاوزت الثمانين جائزة محلية وعربية عن ادواره السينمائية حيث حصل عام 1979 على اربعة جوائز هي جائزة وزارة الثقافة عن دوره في (العمر لحظة) وشهادة تقدير في نفس العام من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن (شفيقة ومتولي) الذي نال عنه ايضا جائزة مهرجان جمعية الفيلم وهي الجهة التي منحته جائزة ثانية في نفس العام عن دوره في فيلم (وراء الشمس). كما منحه مهرجان دمشق جائزة افضل ممثل عن دوره في (زوجة رجل مهم) عام 1986 وهي نفس الجائزة التي نالها عن نفس الفيلم من مهرجان جمعية الفيلم المصرية وفي العام التالي حصل ايضا على نفس الجائزة على دوره في فيلم البريء وفي عام 1988 حصل كذلك على نفس الجائزة من مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي عن دوره في امرأة واحدة لا تكفي. ومن اواخر الجوائز التي حصل عليها جائزة المهرجان القومي للسينما المصرية عن دوره في فيلم (ارض الخوف) لداود عبد السيد عام 2000 وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوره في فيلم (معالي الوزير) لوحيد حامد عام 2003. تزوج احمد زكي من الفنانة الراحلة هالة فؤاد التي انجب منها ابنه الوحيد هيثم قبل ان ينفصلا بالطلاق. وتردد أن زكي طلب من القائمين على الفيلم قبل وفاته تصوير مشهد جنازته وتضمينه في الفيلم في اطار مشهد تشييع جنازة عبد الحليم حافظ. القناة في 28 مارس 2005
|