حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار) ـ 2010

فنون يقدمها: محمد صلاح الدين

جوائز الأوسكار.. أثارت شجون محبي السينما

تناقضات هوليوود بعد مكافأة "خزانة الألم" وعقاب "أفاتار"

حسام حافظ

إلي متي تظل السينما العربية بعيدة عن تناول الاحتلال الأمريكي للعراق؟

نصدق من؟.. هوليوود التي منحت الأسبوع الماضي 6 جوائز أوسكار لفيلم "خزانة الألم" التي تمجد الغزو. أم هوليوود التي منحت مايكل مور عام 2003 الأوسكار وقد وقف علي المسرح قائلا: "عار عليك يا بوش" عندما كان الجيش الأمريكي يغزو العراق في تلك اللحظة.

هل الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما مثل "الشريك المخالف" تمنح الأوسكار لمعارضي الإدارة الأمريكية وقت الحرب ورئاسة بوش. ثم تفعل العكس وتمنح الأوسكار لفيلم يمجد بطولات الجيش الأمريكي وقت رئاسة أوباما؟

وإذا كانت الإدارة الأمريكية تقوم بتوجيه الأوسكار لصالح سياساتها. فهل تلك الجوائز قادرة علي التأثير في قرارات الإدارة. أم أن المسئولين هناك لا يفكرون اطلاقا لا في السينما ولا في الأوسكار!!

جوائز الأوسكار الأخيرة أثارت شجون الكثير من محبي السينما. هل يستحق "خزانة الألم" كل هذه الجوائز. وهل الأكاديمية عاقبت "أفاتار" لتعاطفه مع الشعوب الفقيرة؟! أم ماذا حدث بالضبط؟

التوجهيات مستبعدة

* يقول الناقد مصطفي درويش: تختلف جوائز الأوسكار عن أي جائزة سينمائية أخري بسبب عدم وجود لجنة تحكيم. فالنتيجة عبارة عن عدد الأصوات التي يحصل عليها الفيلم من اقتراع أعضاء أكاديمية علوم وفنون السينما. بمعني ان الأوسكار يشبه الانتخابات وليس المهرجانات. بالتالي فإن توجيه الجائزة إلي وجهة معينة أمر مستبعد. لكن هناك في المقابل رأي عام يسود أعضاء الأكاديمية وتكن النتيجة انه يتوافق مع التوقعات. مثل أن يتفق أعضاء نقابة معينة علي منح أصواتهم لمرشح ما. بالتالي تكون فرصته في الفوز كبيرة. والعكس صحيح لو اتفقوا دون إعداد مسبق علي عدم انتخاب مرشح فإنه من الطبيعي أن يخسر وهكذا..

ويضيف مصطفي درويش: هناك بعض العوامل الخفية التي تؤثر علي تصويت أعضاء الأكاديمية. منها مثلا النجاح الجماهيري لأي فيلم.. هذا النجاح يعطي نوع من الرضاء عن الفيلم مثل حالة "أفاتار". ولذلك قد يقول البعض "يكفي ما حصل عليه الفيلم من إيرادات هائلة. أيضا قد يكون هناك تخوف من اتجاه الإدارة الأمريكية للخروج سريعا من العراق. بالتالي يريد البعض توجيه رسالة بعكس ذلك بأن يمنحوا فيلمًا ليس ضد الحرب مثل "خزانة الألم" وهكذا فإنها اعتبارات وليست توجيهات. والسينما ليست المستوي الفني فقط ولكن اتجاه الفيلم الفكري يكون أيضا في الحسبان.

تحية للإنتاج المحدود

* المخرجة كاملة أبو ذكري عبرت عن سعادتها بحصول امرأة علي أول أوسكار في الاخراج وتقول: هذه لحظة تاريخية لم تكن تحلم بها المخرجة كاترين بيجلو التي أخرجت فيلم "خزانة الألم". وهي جائزة تسعد أي امرأة تعمل في الاخراج السينمائي في العالم وليس في أمريكا فقط ولكن الشيء الذي لفت انتباهي ان أكاديمية السينما الأمريكية منحت فيلمًا قليل التكلفة جائزتي أحسن فيلم وأحسن اخراج وهذا ما أسعدني بشكل شخصي. لأنه ومع أزمة الانتاج في السينما فإن أفلام التكلفة القليلة هي الحل الوحيد أمام السينمائي لكي ينجز فيلمه. لكن تخيل لو فيلمًا مثل "أفاتار" الذي وصلت تكاليف انتاجه إلي "300" مليون دولار. تخيل لو أن يحقق النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه. معني ذلك ان خسائره سوف تكون فادحة وقد يساهم في إفلاس شركة الانتاج التي قدمته. وبالتالي فإن الانتاج المحدود يحقق عنصر الأمان في الانتاج. وبالتالي لو تم انجاز فيلم عظيم بإنتاج قليل فإنه بالفعل يستحق كل جوائز الدنيا مثل فيلم "خزانة الألم". لكن من المستحيل أن ننكر اتجاه الفيلم هل هو مع بقاء الجنود الأمريكيين في العراق أم هو ضد الحرب. وهي اعتبارات مهمة ولكنها ليست كل شيء بالنسبة لتقييم الفيلم!.

نظرية المؤامرة

* الناقد ضياء حسني يعتبر أن التشكيك في جوائز الأوسكار يخضع للتفسير حسب نظرية المؤامرة ويقول: هوليوود ليست إدارة من إدارات البنتاجون حتي تمنح الجوائز للأفلام التي تؤيد الجيش الأمريكي. وذلك لسبب بسيط ان وزارة الدفاع الأمريكية حقيقة وسينما هوليوود خيال. وهم لا يخلطون بين الخيال والحقيقة. بمعني انه لو هوليوود منحت كل جوائز الأوسكار لفيلم ضد الحرب. فإن هذا لا يؤثر علي الاطلاق في قرارات الجيش الأمريكي بالبقاء أو الرحيل عن العراق. والعكس صحيح لأن القوة العسكرية لا تحتاج لأوسكار لفيلم لكي يدعمها ويجعلها تحارب أو "تبطل حرب"!.. وياما أفلام ساذجة حصلت علي الأوسكار. وياما ظهرت تعليقات من سياسيين كبار ضد أفلام حصدت الجوائز. مثل رأي بوش الأب في فيلم "كيندي" لأوليفر ستون فقد اعتبره يمثل إهانة للولايات المتحدة. ورغم ذلك حصل الفيلم علي لأوسكار. كذلك رأي وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت في فيلن "تيتانيك" قالت عنه فيلم أقل من العادي. ورغم ذلك حصل علي "11" أوسكار.

ويضيف ضياء حسني: لو أعطوا الأوسكار لممثلة سوداء يكون لإرضاء الزنوج. أو لمخرجة امرأة سيكون لإرضاء النساء. معني ذلك ان الأوسكار خرج من كونه جائزة فنية إلي "مصلح اجتماعي". ويعطي "خزانة الألم" 6 أوسكار لكي تظل أمريكا في العراق. هذا معناه ان الأوسكار أقوي من قرارات البنتاجون وكل هذه أوهام بسبب اننا نعشق نظرية المؤامرة. لكن أحيانا تصادف جائزة رأي عام قوي ضد أو مع مشكلة. أو فيلم يؤكد علي رسالة يهتم بها الرأي العام هناك. ويبقي أخيرا ان "البيزنس" له تأثير قوي في كل مناحي الحياة في أمريكا وليس في السينما فقط. وأحيانا تتأثر هوليوود ببعض توجهات البيزنس وهذا طبيعي..

* ويؤكد كاتب السيناريو أحمد عبدالفتاح ان جوائز الأوسكار ليست كل عام تتفق مع السياسة الأمريكية ويقول: منذ احتلال العراق وهناك عشرات الأفلام الأمريكية عن تلك الحرب أغلبها ضد الحرب مثل فيلم "جسد الأكاذيب" للمخرح رايدلي سكوت. لكن فيلم "خزانة الألم" الذي حصل علي 6 أوسكار ذهب إلي اتجاه آخر تماماً وهو الحديث عن ثلاثة من جنود فرقة تفكيك القنابل الموقوتة. وبالطبع فإن التفاصيل الدقيقة تصلح جدا لعمل سيناريو جيد وهو ما نجح فيه الصحفي مارك بول الذي عاش مع الجنود الأمريكان في بغداد. وخرج بهذا السيناريو الذي حصل علي أوسكار أفضل سيناريو إلي جانب أفضل فيلم وأفضل اخراج. فالفيلم من وجهة نظري ليس ضد الحرب بل يحكي أن هناك من أبنائنا في الجيش الأمريكي الذين واجهوا الموت ولم يشعر بهم أحد بغض النظر عن عدالة الحرب وبعيدا عن كون هذه الحرب دمرت العراق أو أعادت الحرب الأهلية والفتنة الطائفية هناك وأصبح الضحايا بالآلاف كل يوم بسبب الوجود الأمريكي. وأعتقد ان من يستطيع قول ذلك هم نحن العرب في أفلامنا. ولا ننتظر دائما من الأمريكيين أن يقولوا الحق علي أنفسهم. يجب أن تنتبه السينما العربية إلي ضرورة المشاركة الفنية في تقييم الحرب في العراق لكشف كل الحقائق للرأي العام العربي أولا ثم الرأي العام العالمي. لكن أن ننتظر من هوليوود أن تقول كلمة حق مع ضحايا العراق فهذا كلام سخيف. وطبيعي انهم يتحدثون عن بطولات جنودهم. ولكن أين هي الأفلام العربية التي تتحدث عن المقاومة العراقية. والتي تقول الحقيقة من وجهة نظر الضحايا العراقيين. أما أمريكا وهوليوود فإنهم لن يقولوا كلمة إنصاف واحدة عن أهل العراق وهذا شيء طبيعي..

الجمهورية المصرية في

17/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)