في سابقة هي الأولى من نوعها تأتي قائمة الأفلام المشاركة في مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي خالية من اسم أي فيلم مصري, فعلى الرغم من أن
معظم الأفلام التي كانت تشارك في الدورات السابقة ليست على المستوى الفني
القادر على المنافسة -سواء في المضمار الدولي أو العربي- فإن وجود الفيلم
المصري كان يعد أمرا لابد منه لحفظ ماء الوجه, وإثبات الريادة الفنية على
مستوى الفيلم العربي والإفريقي.
وكان د. عزت أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد أعلن الخميس
الماضي في المؤتمر الصحفي الذي عقده أنه سوف يشارك في الدورة الثالثة
والثلاثين للمهرجان -والمقرر إقامتها في الفترة من 10 إلى 20 نوفمبر- 150
فيلما من 67 دولة ومن بينهم 8 أفلام كانت مرشحة لجائزة الأوسكار الأمريكية
وليس من بينها فيلم واحد مصري.
غياب بدون عذر
ولم يقدم عزت أبو عوف تفسيرا مُرضيا لغياب الفيلم المصري, حيث اكتفى
بالتعبير عن استغرابه وعدم معرفته اليقينية للسبب مضيفا: "كان ضمن الأفلام
المرشحة فيلم مصري واحد وقام منتجه ومخرجه بسحبه من المهرجان مؤخرا".. ورفض
ذكر اسم الفيلم.
وحول كواليس الترشيحات صرح د.عزت أنه تم رفض فيلم "عزبة آدم" من قبل لجنة
المشاهدة، وكذلك فيلم "بالألوان الطبيعية" للمخرج أسامة جرجس فوزي لأنه غير
لائق فنيا؛ إذ سبق سحب الفيلم نفسه من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي
الدولي في أبو ظبي.. أما فيلم "عصافير النيل" للمخرج مجدي أحمد على، فبعد
إشادة لجنة المشاهدة به والموافقة عليه فوجئت باعتذار الشركة الموزعة
للفيلم بحجة أن الفيلم غير جاهز للعرض، إلا أن رئيس المهرجان أضاف قائلا:
"سوف يتم مناقشة الأمر مع المخرج ويمكن أن يلحق الفيلم بالمهرجان قبل
الافتتاح مباشرة".
وأشار دكتور عزت إلى أن الاتفاق الذي تم مع فاروق حسنى وزير الثقافة والذي
ينص على مشاركة الأفلام التي تنتجها الوزارة في مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي لم يتم تطبيقه هذا العام، وأنكر أي معرفة له بتفاصيل مشاركة فيلم
"المسافر" باكورة إنتاج وزارة الثقافة المصرية في مهرجان فينيسيا السينمائي
الدولي وعدم مشاركته في مهرجان الوزارة!.
مومياء شادي
إلا أن مصر لم تعدم وجود اسمها في جدول عروض المهرجان؛ إذ تهدي إدارة
المهرجان دورة هذا العام لروح المخرج المصري الراحل شادي عبد السلام
بمناسبة ترميم فيلمه الشهير "المومياء" والذي من المقرر عرض نسخته الجديدة
في سفح الهرم بالصوت والضوء ويصاحب العرض معرض صور للفيلم ومعرض رسومات
مختارة لتصميمات ملابس أعمال شادي عبد السلام ويوزع كتيب يحتوى على صور
لهذه المناسبة.
وتحل السينما الهندية ضيف شرف لدورة هذا العام، ووقع اختيار اللجنة العليا
للمهرجان على فيلم "نيويورك" للمخرج كبير خان ليكون فيلم افتتاح المهرجان.
وأرجع دكتور عزت أبو عوف الدافع وراء اختيار الهند ضيفا شرفيا لهذا العام
إلى فيلم "المليونير المتشرد" الذي حصد 8 جوائز أوسكار (أفضل فيلم، أفضل
مخرج، أفضل تصوير، أفضل مونتاج، أفضل موسيقى تصويرية، أفضل أغنية فيلم،
أفضل سيناريو، أفضل هندسة صوتية)، وسوف يتم تكريم أبطال الفيلم في احتفاليه
خاصة، كما سيتم تكريم السينما الجزائرية هذا العام.
وتركز دورة هذا العام على الوضع البيئي في العالم والذي أصبح يهدد بأزمة
حقيقية، وسيتم تناوله من خلال ندوة تحاول إبراز دور السينما في التعامل مع
القضية العالمية.
كما سيتابع المهرجان دوره في تسليط الضوء على السينما الإفريقية الناشئة.
المكرمون
يكرم المهرجان هذا العام نادية الجندي وشويكار والمخرج علي عبد الخالق الذي
يعد من أهم مخرجي السينما المصرية في النصف قرن الأخير ومدير التصوير
السينمائي محسن نصر الذي قام بإدارة تصوير أكثر من مائة فيلم روائي طويل،
بدءا من عام 1969 وحتى الآن من أبرزها "حدوتة مصرية"، "المصير"، والمونتير
الكبير أحمد متولي الذي يعد واحدا من الفنانين الكبار في المونتاج
السينمائي حيث قام بعمل المونتاج لأكثر من 48 فيلما روائيا طويلا وقرابة 34
فيلما تسجيلا وقصيرا.
وتتكون لجنة التحكيم الدولية للأفلام الروائية الطويلة من 12 عضوا من 11
دولة من بينهم الفنانة هالة فاخر والفنان مصطفى فهمي، والفنان نور الشريف
الذي يرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية وتتكون من 6 أعضاء من خمس دول
عربية هم العراق والجزائر ومصر وفلسطين والمغرب، كما تتكون لجنة تحكيم
أفلام الديجيتال الطويلة من 9 أعضاء من عدة دول من بينها مصر وبولندا
وأمريكا.
صحفية مصرية
إسلام
أنلاين
في
24/10/2009 |