في لقطةٍ، مدّتها
دقائق قليلة للغاية، تعثر سُندس (أميمة بريد) على كتاب
DreamFactory،
فتتفحّصه مع جعفر (يونس بايج). فالكتاب يتضمّن صُوَر ممثلين وممثلات
مصريين، وملصقات أفلام مصرية. صورة عائدةٌ إلى عماد حمدي (24 تشرين الثاني
1909 ـ 28 كانون الثاني 1984). هذا حاصلٌ في "كابو نيغرو" (2024)، للمغربي
عبدالله الطايع.
وحمدي، في تلك
اللقطة، يترافق وسعاد حسني وفريد شوقي، إلى ملصقات أفلام مصرية منتجة في
سنين عديدة ماضية. أيكون الاختيار عفوياً، أمْ أنّ هناك، في لاوعي المخرج ـ
كاتب السيناريو أيضاً، ما يدفعه إلى ذاك الاختيار؟
لكنّ هذا يؤكّد،
بشكلٍ أو بآخر، أنّ لحمدي مكانةً ثابتة في ذاكرة فردية وجماعية، تنبثق من
سيرة فنٍّ (التمثيل) وبلدٍ (مصر) ومحيطٍ (الامتداد العربي)، سيكون له
(حمدي) فعلٌ مؤثّرٌ في صُنعه، إنْ بأدوارٍ في أفلامٍ تُعتَبر محطّات أساسية
في اشتغال طموح (يُراد للاشتغال هذا، أحياناً، مشاركةً في تغيير أنماط عمل
وتفكير، أو على الأقلّ طرح أسئلة عن أنماط عمل وتفكير)؛ وإنْ بأسلوب
تمثيلٍ، يجعله عماد حمدي خليطاً بين انصرافٍ عميق إلى عفوية يَتَحكَّم بها
لمصلحة المهنة، وصبغ الشخصية بمعطياتٍ تجعلها حقيقية، وحنكةٍ في إزالة كلّ
حدّ، في عماد حمدي، بين الممثل والإنسان الفرد، تاركاً للثاني إمكانية جعل
الأول مُبهراً غالباً، ومهنياً دائماً.
يصعب اختزال كلّ
كلامٍ عن عماد حمدي. لكنّ تذكّره، بعد 40 عاماً على رحيله، يُفترض به أنْ
يحثّ على إعادة مشاهدة أفلامه أو بعضها الأساسي على الأقلّ، وإعادة قراءتها
وتحليلها، وإعادة التمتّع بأدائه. |