ملفات خاصة

 
 
 

في دورته الجديدة:

فينيسيا السينمائي يُراهن على "الجوكر"

فينيسيا ــ محمد هاشم عبد السلام

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

اختارت الإدارة الفنية لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي" في دورته الـ81، التي ستقام في الفترة من 28 أغسطس/ آب وحتى 7 سبتمبر/ أيلول، تشكيلة مُتنوعة من الأفلام المُرتقبة، قوامها 83 فيلمًا للمُشاركة الرسمية ضمن أقسام المهرجان المُختلفة، تُمثل 58 دولة، وذلك بواقع 21 فيلمًا تتنافس في "المُسابقة الرئيسية" على "الأسد الذهبي" وغيره من الجوائز، و21 فيلمًا خارج المُسابقة.

المهرجان في أرقام

كالعادة، ولأن "مهرجان فينيسيا" لا يقيم وزنًا كبيرًا لعدد المُخرجين مُقابل عدد المُخرجات، ولا للمُحاصصة أو نسبة الـ50% مُناصفة بين المُخرجين والمُخرجات، جاء عدد أفلام المُسابقة التي تحمل توقيع مُخرجين 17 فيلمًا والمُخرجات 7 أفلام، مُقارنة باشتراك 5 مُخرجات العام الماضي في المُسابقة. زيادة عدد المُخرجين والمُخرجات في المُسابقة هذا العام، رغم أن مُسابقة العام الماضي ضمت 23 فيلمًا، بزيادة فيلمين عن هذا العام، مرده لاشتراك مُخرجين أو مُخرجتين معًا في فيلم واحد. في حين يشهد قسم "خارج المُسابقة"، مُشاركة 28 من المُخرجين، مُقابل 7 مُخرجات.

من ناحية أخرى، يتنافس 19 فيلمًا في مُسابقة قسم "آفاق"، وهو الأهم بعد "المُسابقة الرئيسية"، و9 في قسم "امتداد آفاق"، و9 في مُسابقة "الكلاسيكيات"، و4 في "أفلام طلبة الجامعة". أما الاختيار الرسمي للأفلام القصيرة فبلغ 17 فيلمًا، بواقع 14 فيلمًا في مُسابقة "آفاق للأفلام القصيرة"، و3 أفلام خارج المُسابقة. هذا بخلاف مُداومة الإدارة الفنية مُؤخرًا على عرض المُسلسلات في قسم خاص بها. ويشهد هذا العام عرض 5 مُسلسلات، أبرزها "إخلاء المسؤولية" للمُخرج المكسيكي البارز ألفونسو كوارون، في 7 حلقات، بطولة كيت بلانشيت. كما سيُعرض 18 فيلمًا في قسم "كلاسيكيات فينيسيا"، و63 فيلمًا في القسم الجديد "الأبعاد الثلاثية". هذه التشكيلة جرى اختيارها من بين آلاف الأفلام المُقدمة للمهرجان هذا العام، وبلغ عددها تحديدًا 4138 فيلمًا؛ بواقع 1967 روائيا طويلا، منها 206 أفلام إيطالية، و2171 فيلما قصيرا، منها 190 فيلمًا إيطاليًا.
أكثر من نصف أفلام المُسابقة الرئيسية، تحديدًا 12 فيلمًا، لمُخرجين يُنافسون للمرة الأولى في المُسابقة. 6 من المُخرجين المُشاركين في المهرجان حصلوا على أوسكار، وهم: بيدرو ألمودوفار، وألفونسو كوارون، وكلود لولوش، وكيفن ماكدونالد، وإيرول موريس، وتوماس فينتربيرج. 4 منهم حصلوا على "الأسد الذهبي الفخري" لإنجاز العُمر: بيدرو ألمودوفار، وماركو بيلوكيو، وتيم بيرتون، وبيتر واير. 5 فازوا بـ"الأسد الذهبي": جياني إيميليو، وألفونسو كوارون، ولاف دياز، وتاكيشي كيتانو، وتود فيليبس. و 4  فازوا بـ"الأسد الفضي" لأفضل إخراج: ألكساندروس أفراناس، ولوكا جوادانينو، وتاكيشي كيتانو، وكيروساوا كيوشي. و2 حصلوا على جائزة أفضل سيناريو: بيدرو ألمودوفار، وبابلو لارين، وفاز بها العام الماضي عن "الكونت".

أفلام

بعد ثلاث سنوات على آخر حضور له بالمهرجان مُنتظر جديد الإسباني بيدرو ألمودوفار، "الحُجرة المُجاورة"، وهو أول فيلم ناطق له بالإنكليزية، بطولة تيلدا سوينتون وجوليان مور. ويعود الإيطالي لوكا جوادانينو، الحريص على المُشاركة في المهرجان، بعد سحب فيلمه "تشالنجرز" العام الماضي من افتتاح المهرجان بسبب إضرابات هوليوود، وذلك بجديده "غريب". الفيلم مُقتبس عن رواية ويليام بوروز، وبطولة دانيال كريج وليزلي مانفيل. ويُعتبر الفيلم المُشاركة الخامسة للسينما الإيطالية بالمُسابقة، (مُقارنة بـ6 أفلام العام الماضي)، إلى جانب "ساحة المعركة" للعائد للمهرجان بعد غياب جياني أميليو، وفيلم "فيرميليو" لماورا ديلبيرو، وفيلم "إيدو" للمُخرجين فابيو جراسادونيا وأنطونيو بياتزا، وأخيرًا "ديفا فوتورا" لجوليا لويس شتايجرفالت.

كما يعود التشيلي بابلو لارين للمرة السادسة إلى المهرجان، لاستكمال سلسلة أفلامه السيرية. هذا العام، يُقدم "ماريا"، عن مُغنية الأوبرا اليونانية الأصل ماريا كالاس، وتُؤديها أنجلينا جولي. هل سينجحان معًا في إقناعنا بالشخصية الأسطورية؟

ستحضر نيكول كيدمان، بطلة فيلم الإثارة "بيبي جيرل" للمُخرجة هالينا راين، ويُشاركها البطولة أنطونيو بانديراس وهاريس ديكنسون. ويعود الأميركي برادي كوربيت للمُنافسة للمرة الثالثة، بفيلم "المُتوحش" بطولة أدريان برودي وفيليسيتي جونز. أما الأسترالي جاستن كورزيل فيُنافس بفيلم "النظام" بطولة جود لو، ونيكولاس هولت. ويعود للإخراج والمُنافسة بعد سنوات طويلة البرازيلي والتر ساليس بجديده "أنا ما زلت هنا"، والفيلم مُستلهم من قصة حقيقية.

أما "جوكر: على حافة الجنون" للأميركي تود فيليبس، المُنتظر بقوة، حتى قبل الإعلان الرسمي عنه في برنامج المهرجان، والذي يُراهن عليه كثيرًا المُدير الفني ألبيرتو باربيرا، وينتظر الجميع عرضه بصبر نافد، فيُعتبر بمثابة "جوكر" المهرجان هذا العام. فهل سيكون الفرس الرابح فعلا، ويُلبي الوعود والتطلعات والآمال المعقودة عليه؟ سيما وأن باربيرا وصف مُخرجه، بأنه أحد أكثر المُخرجين المُعاصرين إبداعًا. ووصف الفيلم قائلا: "كنا مصعوقين في نهاية العرض الخاص. إنه أحد أكثر الأفلام ابتكارًا وجرأة وإثارة للدهشة. غير مُتوقع. أصيل بشكل لا يُصدق، وأكثر قتامة حتى من الجزء الأول".

"قررت إدارة المهرجان منح المُمثلة والمُنتجة الأميركية سيجورني ويفر (74عامًا)، المُرشحة ثلاث مرات لجائزة أوسكار، جائزة "الأسد الذهبي الفخري" لإنجاز العُمر"

في قسمي "عروض خاصة" و"خارج المُسابقة"، وغيرهما، يحضر العديد من المُخرجين المُكرسين بجديدهم المُنتظر، منهم، تاكيشي كيتانو، وكيفين كوستنر، ولاف دياز، وكلود لولوش. إلا أن الأكثر ترقبًا فيلم التشويق والإثارة والحركة والجريمة، "الذئاب“" لجون واتس، إنتاج شركة "أبل"، بطولة جورج كلوني وبراد بيت. ومن الوثائقيات المُترقبة "انفصال" لإيرول موريس، و"2073" لآصف كاباديا.

لجان التحكيم

تتكون لجنة تحكيم المُسابقة الرئيسية، وتترأسها المُمثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، من المخرج الأميركي جيمس جراي، والمخرج البريطاني أندرو هاي، والمخرجة البولندية أجنيشكا هولاند، والمخرج البرازيلي كليبر ميندوسا فيلهو، والمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، والمخرج الإيطالي جوزيبي تورناتوري، والمخرجة الألمانية جوليا فون هاينز، والمُمثلة الصينية تشانج زيي. لجنة أغلبها من المُخرجين والمُخرجات، في مُقابل مُمثلتين، فهل ستختلف النتائج هذا العام وتكون أكثر ميلا صوب ما هو فني؟

سؤال ينطبق أيضًا على أعضاء لجنة تحكيم مُسابقة قسم آفاق أو "أوريزونتي"، وتترأسها المُخرجة وكاتبة السيناريو الأميركية ديبرا جرانيك، وعضوية الكاتب والمخرج والمنتج الإيراني علي أصغري، والمخرجة وكاتبة السيناريو السورية سؤدد كعدان، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج اليوناني كريستوس نيكو، والممثلة والمخرجة السويدية توفا نوفوتني، والمخرج السينمائي المجري جابور رايز، وكاتبة السيناريو والمخرجة الإيطالية فاليا سانتيلا. الحضور اللافت لكل هؤلاء المُخرجين، بصرف النظر عن مكانتهم ومسيرتهم وحرفيتهم، يثير تساؤلات عديدة جدًا، وأيضًا علامات استفهام حول غياب المِهن أو الحِرف السينمائية الأخرى، وحتى اختفاء مُشاركة الأدباء، ناهيك عن استبعاد النقاد.

نجوم وتكريمات

على عكس العام الماضي، الذي تأثر بسبب الإضرابات في هوليوود وعدم مُشاركة عدة أفلام واستحالة حضور الكثير من النجوم بسبب الالتزام بالمُقاطعة المفروضة من جانب النقابات والاتحادات السينمائية، يُمكن القول إن المهرجان سيحتشد بأكثر من دستة من نجوم ونجمات الصف الأول. إذ من بين أبرز نجوم هوليوود الذين ستُعرض أفلامها في الدورة الـ81: ليدي جاجا، وخواكين فينيكس، وكيفن كوستنر، ومونيكا بيلوتشي، وأنجلينا جولي، ودانيال كريج، وويليام دافو، وجوليان مور، ونيكول كيدمان، وجوني ديب، وجورج كلوني، وبراد بيت، وآنا دي أرماس، وكيت بلانشيت، وغيرهم.

جريًا على عادتها السنوية، قررت إدارة المهرجان منح المُمثلة والمُنتجة الأميركية سيجورني ويفر (74عامًا)، المُرشحة ثلاث مرات لجائزة أوسكار، جائزة "الأسد الذهبي الفخري" لإنجاز العُمر، تكريمًا لدورها في تاريخ السينما. تعاونت ويفر مع مخرجين مثل جيمس كاميرون وبول شريدر وبيتر وير ورومان بولانسكي ومايك نيكولز وأنج لي وغيرهم. وآخر مُشاركاتها السينمائية كانت في فيلم "أفاتار: طريق الماء" لجيمس كاميرون، وفيلم "البستاني الرئيسي" لبول شريدر.

كما سيحصل على نفس الجائزة التكريمية المُخرج الاسترالي المعروف بيتر وير (79 عامًا). ورغم أن وير في رصيده ثلاثة عشر فيلمًا فقط، أنجزها على مدار أربعين عامًا، لكن مكانته محفوظة بين كبار المُخرجين في تاريخ السينما الاسترالية والعالمية. وذلك بفضل تنوع المواضيع التي تناولها في أعماله السينمائية الجريئة والمُذهلة والمُغامرة والمُفعمة بروح التمرد. ورغم عمل بيتر وير لسنوات في قلب هوليوود، لكنه أبقى دائمًا على مسافة بينه وبين السينما الأميركية.

ونظرًا لإسهامات الفرنسي المُخضرم كلود لولوش (86 عامًا)، في تاريخ السينما المعاصرة،  تقرر منحه جائزة "كارتييه" التكريمية العريقة، تقديرًا لصاحب الأفلام الشهيرة: "المال المال المال" (1972)، و"سنة جديدة سعيدة" (1973)، و"القصة الجميلة" (1991) ورائعته "رجل وامرأة" (1966)، وغيرها من أعمال تركت بصمة لا تُمحى في سينما عصره، ونالت استحسان الجمهور وحصدت أهم الجوائز ومن بينها، سعفة كانّ وأوسكار وجولدن جلوب. فلولوش صانع أفلام استثنائي، وسارد ماهر، وصاحب شخصيات إنسانية يصعب نسيانها، وقصص حب جميلة وساحرة فعلا. وسيُقام حفل توزيع الجائزة يوم 2 سبتمبر/أيلول، قبل العرض الأول لفيلمه الجديد "ختامًا"، خارج المُسابقة، بطولة كاد مراد، وإيلسا زيلبرشتاين، وميشيل بوجناح، وفرانسواز جيلار.

"يختتم المهرجان فعالياته بالفيلم الإيطالي "الحديقة الخلفية الأميركية" لبوبي أفاتي، استنادًا إلى رواية كتبها المُخرج الإيطالي، ابن الـ85 عامًا"

من ناحية أخرى، أعلنت الإدارة الفنية لتظاهرة "أيام المؤلف" و"الجمعية الإيطالية للمؤلفين والناشرين" تكريم المُخرجة الإيطالية أليتشا رورفاخر بجائزة "إنجاز الحياة"، تقديرًا لمسيرتها ومُساهماتها كمُخرجة في السينما الإيطالية والعالمية. وهي جائزة تسلمها العام الماضي المـُخرج لوكا جوادانينو، ومن قبله جياني إميليو وباولو سورينتينو.
افتتاح أميركي وختام إيطالي

هذا العام، يُعرض في افتتاح المهرجان الفيلم الأميركي "بيتلجوس، بيتلجوس" لتيم برتون، الحاصل على "الأسد الذهبي الفخري" لإنجاز العمر عام 2007. وهو تتمة الجزء الأول "بيتلجوس" (1988). ويعود فيه المخرج لاستلهام قصة الفيلم القديمة واستكمالها بالاستعانة بممثلين جدد، مثل، مونيكا بيلوتشي، وويليام دافو، وداني ديفيتو. وبعض أبطال الفيلم القديم، مايكل كيتون، وكاثرين أوهارا، ووينونا رايدر.

يختتم المهرجان فعالياته بالفيلم الإيطالي "الحديقة الخلفية الأميركية" لبوبي أفاتي، استنادًا إلى رواية كتبها المُخرج الإيطالي، ابن الـ85 عامًا، والصادرة بنفس العنوان. يتناول الفيلم قصة شاب مُختل عقليًا يطمح إلى أن يصبح كاتبًا، ويُصادف أن يقع في حب من النظرة الأولى مع مُمرضة شابة في الجيش الأميركي. الفيلم بطولة فيليبو سكوتي وريتا توشينجهام وكيارا كاسيلي وروبرتو دي فرانشيسكو.

كلاسيكيات
تعتبر "كلاسيكيات فينيسيا" من الفعاليات المُهمة للغاية التي يحرص المهرجان على إقامتها منذ عام 2012. وللأسف هي من الفعاليات التي لا يُلتفت إليها كثيرًا، رغم فرادتها اللافتة، ورسوخها مع كل دورة. تعرض التظاهرة الأفلام القديمة المُرَمَّمَة حديثًا لعدد من الأفلام المشهودة في تاريخ السينما، وتُمنح جائزة خاصة لأفضل فيلم مُرَمَّم. كما تُعرض مجموعة من الأفلام الجديدة أو الحديثة المُتمحورة حول فن وصناعة السينما، أو أعمال كبار المُخرجين أو رواد السينما عمومًا، وذلك في مُسابقة تتنافس فيها 9 وثائقيات. ويُشارك في هذا القسم فيلم "وعاد مارون إلى بيروت" للبنانية فيروز سرحال، وهو الوثائقي العربي الأول في هذه المُسابقة منذ إطلاقها. الفيلم من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية، ويتناول حياة وأعمال المخرج اللبناني الشهير الراحل مارون بغدادي، ويتزامن إطلاقه مع الذكرى الثلاثين لوفاة المخرج، عام 1993.

بمُناسبة الذكرى المئوية لميلاد الأيقونة الإيطالية مارشيلو ماستروياني، تُعرض نسخة مُرَمَّمَة من فيلم "الليل"، لمايكل أنجلو أنطونيوني. ومن الأفلام الإيطالية المُرَمَّمَة "النحلة الطنانة" لناني موريتي الذي دَشَّنَ أولى مُشاركاته في مهرجان "كانّ" عام 1978. وللمُخرجة الخالدة في تاريخ السينما الإيطالية لينا فيرتمولر يعرض القسم فيلمها "وانجرف بعيدًا" (1974). ولمرور نصف قرن على وفاة المُخرج فيتوريو دي سيكا، سيُعرض له فيلم "ذهب نابولي" (1954). 

من ناحية أخرى، وبمُناسبة مرور قرن بالتمام على تأسيس "شركة كولومبيا بيكتشرز"، ستعرض أفلام: "الحرارة المُرتفعة" للألماني فريتز لانج، و"حبيبته فرايداي" للأميركي هوارد هوكس،  و"مُنحنى النهر" لأنتوني مان، و"دم ورمل" لروبن ماموليان، و"موديل" لفريدريك وايزمان.

قبل خمسة وثلاثين عامًا، كان المُخرج والمنظر المسرحي بيتر بروك في مهرجان فينيسيا السينمائي يعرض نسخته السينمائية التي أنجزها للقصيدة الهندية الملحمية "المهابهاراتا"، والتي سيُعاد عرضها بعد ترميمها. من فرنسا يُعرض "ألعاب مُحَرَّمَة" لرينيه كليمان ("الأسد الذهبي" في المهرجان عام 1952) وفيلم "البشرة الناعمة" لفرانسوا تروفو. ومن اليابان فيلم "الرجل الذي ترك وصيته على الفيلم"، لناجيزا أوشيما، وفيلم "كل شيء مُختلط" أو "الصليب المعقوف" لياسوزو ماسومورا. ومن أميركا الجنوبية، "الزمن والتغيير لأوجوستو ماتراجا" للبرازيلي روبرتو سانتوس. ومن الدنمارك "الانتهازي" لنيكولاس فيندينج ريفن. وأخيرًا، من النوادر النُسخة غير المحذوفة من فيلم "رقائق الذهب" للمُخرج فيرنر شروتر.

سيترأس المُخرج وكاتب السيناريو ريناتو دي ماريا لجنة تحكيم طلاب السينما التي ستمنح - للعام الثاني عشر - جوائز كلاسيكيات فينيسيا لمُسابقتي أفضل فيلم مُرَمَّم، وأفضل وثائقي عن السينما.

قبل المهرجان

جريا على العادة المُبتكرة مُنذ سنوات، يُعرض قبل الافتتاح الرسمي للمهرجان بيوم واحد، وضمن عروض قسم "كلاسيكيات فينيسيا"، الفيلم الإيطالي "ذهب نابولي" (1954) لفيتوريو دي سيكا، في احتفالية. وذلك بنسخة حديثة مُرَمَّمَة تُعرض للمرة الأولى. يتزامن العرض والذكرى الخمسين لوفاة دي سيكا، في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 1974. وأيضًا، مرور 70 عامًا على العرض العالمي الأول. الفيلم، الذي جرى الانتهاء من ترميمه موخرًا في "مدينة السينما" في روما، بطولة صوفيا لورين وسيلفانا مانجانو وتوتو، ويقوم فيه دي سيكا نفسه بدور ثانوي. يُذكر أن الفيلم الذي كتبه المُخرج بالاشتراك مع سيزاري زافاتيني، عُرِضَ في مُسابقة مهرجان "كانّ" عام 1955. وهو من أهم الأفلام في تاريخ السينما الإيطالية.

المُشاركة العربية

مُجددًا، ليس ثمة مُشاركة عربية في المُسابقة الرئيسية، خلافًا لأعوام سابقة. مع ذلك، يعود التونسي مهدي برصاوي للمُنافسة في قسم "آفاق"، المُوازي في الأهمية للمُسابقة الرئيسية، وذلك بعد مُشاركته عام 2019 بفيلم "بيك نعيش" أو "ابن" وفوز بطله، سامي بُوعجيلة، بجائزة أحسن مُمثل. جديد برصاوي بعنوان "عائشة"، بطولة فاطمة صفر، ونضال سعدي. والفيلم هو المُشاركة الثانية على التوالي لتونس، بعد مُشاركة فيلم "خلف الجبال" لمحمد بن عطية العام الماضي. ويُنافس في القسم نفسه الفيلم الفلسطيني "إجازات سعيدة"، جديد المُخرج إسكندر قبطي. وبه، يعود إسكندر للإخراج بعد توقف لـ15 عامًا تقريبًا، باستثناء فيديوهات وأعمال قصيرة، وذلك منذ فيلمه "عجمي" (2009)، الفائز بجوائز وترشيحات دولية عديدة آنذاك. الفيلم بطولة منار شهاب ووفاء عون.

كما يُشارك الفيلم الروائي الأول الطويل "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" للمصري خالد منصور، ضمن عروض برنامج "امتداد آفاق" أو "آفاق إكسترا"، التظاهرة الفرعية المُقامة حديثًا. وشارك فيها من قبل فيلم "نزوح" للسورية سؤدد كعدان (2022)، وأيضًا فيلم "جنائن معلقة" (2022) للعراقي أحمد ياسين الدراجي.

في حين تضم التظاهرة الفرعية العريقة "أسبوع النقاد" في نسختها الـ39، في مُسابقتها الرئيسية، الروائي الأول الطويل "معطر بالنعناع" للمصري محمد حمدي، وينافس المخرج بفيلمه على جائزة "دينو دي لورنتس أو أسد المستقبل" للعمل الأول لمُخرج صاعد. وبمُشاركة الفيلمين المصريين، تعود مصر إلى المهرجان العريق بعد آخر مُشاركة لها عام 2012 بفيلم "الشتا اللي فات" لإبراهيم البطوط.أما المُخرجة الوثائقية والصحافية التونسية هند المدب فيُعرض لها "السودان، تَذَكَّرنا" (وثائقي، 76 دقيقة)، في تظاهرة "أيام المؤلف" في نسختها الـ21، ضمن قسم "عروض خاصة"، خارج المُسابقة. والفيلم هو الوثائقي الثاني إلى جانب فيلم اللبنانية فيروز سرحال "وعاد مارون إلى بيروت"، في مُسابقة الكلاسيكيات. من ناحية أخرى، تُشارك الأردنية رند بيروتي بفيلم تحريك قصير بعنوان "ظلال" في مُسابقة قسم "آفاق للأفلام القصيرة".

أخيرًا، في لجان التحكيم، يُشارك الصومالي عبد الرحمن سيساكو في لجنة تحكيم المُسابقة الرئيسية، وتشارك المُخرجة السورية سؤدد كعدان في لجنة تحكيم مُسابقة قسم "آفاق"، والمُخرجة المغربية ياسمين بن كيران في لجنة تحكيم مُسابقة تظاهرة "أسبوع النقاد".

 

ضفة ثالثة اللندنية في

25.08.2024

 
 
 
 
 

في دورته الجديدة الـ81: فينيسيا السينمائي يُراهن على “الجوكر

فينيسيا – محمد هاشم عبد السلام

اختارت الإدارة الفنية لـمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ81، التي ستقام في الفترة من 28 أغسطس/ آب وحتى 7 سبتمبر/ أيلول، تشكيلة مُتنوعة من الأفلام المُرتقبة، قوامها 83 فيلمًا للمُشاركة الرسمية ضمن أقسام المهرجان المُختلفة، تُمثل 58 دولة، وذلك بواقع 21 فيلمًا تتنافس في “المُسابقة الرئيسية” على “الأسد الذهبي وغيره من الجوائز، و21 فيلمًا خارج المُسابقة.

المهرجان في أرقام

كالعادة، ولأن “مهرجان فينيسيا” لا يقيم وزنًا كبيرًا لعدد المُخرجين مُقابل عدد المُخرجات، ولا للمُحاصصة أو نسبة الـ50% مُناصفة بين المُخرجين والمُخرجات، جاء عدد أفلام المُسابقة التي تحمل توقيع مُخرجين 17 فيلمًا والمُخرجات 7 أفلام، مُقارنة باشتراك 5 مُخرجات العام الماضي في المُسابقة. زيادة عدد المُخرجين والمُخرجات في المُسابقة هذا العام، رغم أن مُسابقة العام الماضي ضمت 23 فيلمًا، بزيادة فيلمين عن هذا العام، مرده لاشتراك مُخرجين أو مُخرجتين معًا في فيلم واحد. في حين يشهد قسم “خارج المُسابقة”، مُشاركة 28 من المُخرجين، مُقابل 7 مُخرجات.

من ناحية أخرى، يتنافس 19 فيلمًا في مُسابقة قسم “آفاق”، وهو الأهم بعد “المُسابقة الرئيسية”، و9 في قسم “امتداد آفاق”، و9 في مُسابقة “الكلاسيكيات”، و4 في “أفلام طلبة الجامعة”. أما الاختيار الرسمي للأفلام القصيرة فبلغ 17 فيلمًا، بواقع 14 فيلمًا في مُسابقة “آفاق للأفلام القصيرة”، و3 أفلام خارج المُسابقة. هذا بخلاف مُداومة الإدارة الفنية مُؤخرًا على عرض المُسلسلات في قسم خاص بها. ويشهد هذا العام عرض 5 مُسلسلات، أبرزها “إخلاء المسؤولية” للمُخرج المكسيكي البارز ألفونسو كوارون، في 7 حلقات، بطولة كيت بلانشيت. كما سيُعرض 18 فيلمًا في قسم “كلاسيكيات فينيسيا”، و63 فيلمًا في القسم الجديد “الأبعاد الثلاثية”. هذه التشكيلة جرى اختيارها من بين آلاف الأفلام المُقدمة للمهرجان هذا العام، وبلغ عددها تحديدًا 4138 فيلمًا؛ بواقع 1967 روائيا طويلا، منها 206 أفلام إيطالية، و2171 فيلما قصيرا، منها 190 فيلمًا إيطاليًا.

أكثر من نصف أفلام المُسابقة الرئيسية، تحديدًا 12 فيلمًا، لمُخرجين يُنافسون للمرة الأولى في المُسابقة. 6 من المُخرجين المُشاركين في المهرجان حصلوا على أوسكار، وهم: بيدرو ألمودوفار، وألفونسو كوارون، وكلود لولوش، وكيفن ماكدونالد، وإيرول موريس، وتوماس فينتربيرج. 4 منهم حصلوا على “الأسد الذهبي الفخري” لإنجاز العُمر: بيدرو ألمودوفار، وماركو بيلوكيو، وتيم بيرتون، وبيتر واير. 5 فازوا بـ”الأسد الذهبي”: جياني إيميليو، وألفونسو كوارون، ولاف دياز، وتاكيشي كيتانو، وتود فيليبس. و 4  فازوا بـ”الأسد الفضي” لأفضل إخراج: ألكساندروس أفراناس، ولوكا جوادانينو، وتاكيشي كيتانو، وكيروساوا كيوشي. و2 حصلوا على جائزة أفضل سيناريو: بيدرو ألمودوفار، وبابلو لارين، وفاز بها العام الماضي عن “الكونت”.

أفلام

بعد ثلاث سنوات على آخر حضور له بالمهرجان مُنتظر جديد الإسباني بيدرو ألمودوفار، “الحُجرة المُجاورة”، وهو أول فيلم ناطق له بالإنكليزية، بطولة تيلدا سوينتون وجوليان مور. ويعود الإيطالي لوكا جوادانينو، الحريص على المُشاركة في المهرجان، بعد سحب فيلمه “تشالنجرز” العام الماضي من افتتاح المهرجان بسبب إضرابات هوليوود، وذلك بجديده “غريب”. الفيلم مُقتبس عن رواية ويليام بوروز، وبطولة دانيال كريج وليزلي مانفيل. ويُعتبر الفيلم المُشاركة الخامسة للسينما الإيطالية بالمُسابقة، (مُقارنة بـ6 أفلام العام الماضي)، إلى جانب “ساحة المعركة” للعائد للمهرجان بعد غياب جياني أميليو، وفيلم “فيرميليو” لماورا ديلبيرو، وفيلم “إيدو” للمُخرجين فابيو جراسادونيا وأنطونيو بياتزا، وأخيرًا “ديفا فوتورا” لجوليا لويس شتايجرفالت.

كما يعود التشيلي بابلو لارين للمرة السادسة إلى المهرجان، لاستكمال سلسلة أفلامه السيرية. هذا العام، يُقدم “ماريا”، عن مُغنية الأوبرا اليونانية الأصل ماريا كالاس، وتُؤديها أنجلينا جولي. هل سينجحان معًا في إقناعنا بالشخصية الأسطورية؟

ستحضر نيكول كيدمان، بطلة فيلم الإثارة “بيبي جيرل” للمُخرجة هالينا راين، ويُشاركها البطولة أنطونيو بانديراس وهاريس ديكنسون. ويعود الأميركي برادي كوربيت للمُنافسة للمرة الثالثة، بفيلم “المُتوحش” بطولة أدريان برودي وفيليسيتي جونز. أما الأسترالي جاستن كورزيل فيُنافس بفيلم “النظام” بطولة جود لو، ونيكولاس هولت. ويعود للإخراج والمُنافسة بعد سنوات طويلة البرازيلي والتر ساليس بجديده “أنا ما زلت هنا”، والفيلم مُستلهم من قصة حقيقية.

أما “جوكر: على حافة الجنون” للأميركي تود فيليبس، المُنتظر بقوة، حتى قبل الإعلان الرسمي عنه في برنامج المهرجان، والذي يُراهن عليه كثيرًا المُدير الفني ألبيرتو باربيرا، وينتظر الجميع عرضه بصبر نافد، فيُعتبر بمثابة “جوكر” المهرجان هذا العام. فهل سيكون الفرس الرابح فعلا، ويُلبي الوعود والتطلعات والآمال المعقودة عليه؟ سيما وأن باربيرا وصف مُخرجه، بأنه أحد أكثر المُخرجين المُعاصرين إبداعًا. ووصف الفيلم قائلا: “كنا مصعوقين في نهاية العرض الخاص. إنه أحد أكثر الأفلام ابتكارًا وجرأة وإثارة للدهشة. غير مُتوقع. أصيل بشكل لا يُصدق، وأكثر قتامة حتى من الجزء الأول”.

في قسمي “عروض خاصة” و”خارج المُسابقة”، وغيرهما، يحضر العديد من المُخرجين المُكرسين بجديدهم المُنتظر، منهم، تاكيشي كيتانو، وكيفين كوستنر، ولاف دياز، وكلود لولوش. إلا أن الأكثر ترقبًا فيلم التشويق والإثارة والحركة والجريمة، “الذئاب“” لجون واتس، إنتاج شركة “أبل”، بطولة جورج كلوني وبراد بيت. ومن الوثائقيات المُترقبة “انفصال” لإيرول موريس، و”2073″ لآصف كاباديا.

لجان التحكيم

تتكون لجنة تحكيم المُسابقة الرئيسية، وتترأسها المُمثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، من المخرج الأميركي جيمس جراي، والمخرج البريطاني أندرو هاي، والمخرجة البولندية أجنيشكا هولاند، والمخرج البرازيلي كليبر ميندوسا فيلهو، والمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، والمخرج الإيطالي جوزيبي تورناتوري، والمخرجة الألمانية جوليا فون هاينز، والمُمثلة الصينية تشانج زيي. لجنة أغلبها من المُخرجين والمُخرجات، في مُقابل مُمثلتين، فهل ستختلف النتائج هذا العام وتكون أكثر ميلا صوب ما هو فني؟

سؤال ينطبق أيضًا على أعضاء لجنة تحكيم مُسابقة قسم آفاق أو “أوريزونتي”، وتترأسها المُخرجة وكاتبة السيناريو الأميركية ديبرا جرانيك، وعضوية الكاتب والمخرج والمنتج الإيراني علي أصغري، والمخرجة وكاتبة السيناريو السورية سؤدد كعدان، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج اليوناني كريستوس نيكو، والممثلة والمخرجة السويدية توفا نوفوتني، والمخرج السينمائي المجري جابور رايز، وكاتبة السيناريو والمخرجة الإيطالية فاليا سانتيلا. الحضور اللافت لكل هؤلاء المُخرجين، بصرف النظر عن مكانتهم ومسيرتهم وحرفيتهم، يثير تساؤلات عديدة جدًا، وأيضًا علامات استفهام حول غياب المِهن أو الحِرف السينمائية الأخرى، وحتى اختفاء مُشاركة الأدباء، ناهيك عن استبعاد النقاد.

نجوم وتكريمات

على عكس العام الماضي، الذي تأثر بسبب الإضرابات في هوليوود وعدم مُشاركة عدة أفلام واستحالة حضور الكثير من النجوم بسبب الالتزام بالمُقاطعة المفروضة من جانب النقابات والاتحادات السينمائية، يُمكن القول إن المهرجان سيحتشد بأكثر من دستة من نجوم ونجمات الصف الأول. إذ من بين أبرز نجوم هوليوود الذين ستُعرض أفلامها في الدورة الـ81: ليدي جاجا، وخواكين فينيكس، وكيفن كوستنر، ومونيكا بيلوتشي، وأنجلينا جولي، ودانيال كريج، وويليام دافو، وجوليان مور، ونيكول كيدمان، وجوني ديب، وجورج كلوني، وبراد بيت، وآنا دي أرماس، وكيت بلانشيت، وغيرهم.

جريًا على عادتها السنوية، قررت إدارة المهرجان منح المُمثلة والمُنتجة الأميركية سيجورني ويفر (74عامًا)، المُرشحة ثلاث مرات لجائزة أوسكار، جائزة “الأسد الذهبي الفخري” لإنجاز العُمر، تكريمًا لدورها في تاريخ السينما. تعاونت ويفر مع مخرجين مثل جيمس كاميرون وبول شريدر وبيتر وير ورومان بولانسكي ومايك نيكولز وأنج لي وغيرهم. وآخر مُشاركاتها السينمائية كانت في فيلم “أفاتار: طريق الماء” لجيمس كاميرون، وفيلم “البستاني الرئيسي” لبول شريدر.

كما سيحصل على نفس الجائزة التكريمية المُخرج الاسترالي المعروف بيتر وير (79 عامًا). ورغم أن وير في رصيده ثلاثة عشر فيلمًا فقط، أنجزها على مدار أربعين عامًا، لكن مكانته محفوظة بين كبار المُخرجين في تاريخ السينما الاسترالية والعالمية. وذلك بفضل تنوع المواضيع التي تناولها في أعماله السينمائية الجريئة والمُذهلة والمُغامرة والمُفعمة بروح التمرد. ورغم عمل بيتر وير لسنوات في قلب هوليوود، لكنه أبقى دائمًا على مسافة بينه وبين السينما الأميركية.

ونظرًا لإسهامات الفرنسي المُخضرم كلود لولوش (86 عامًا)، في تاريخ السينما المعاصرة،  تقرر منحه جائزة “كارتييه” التكريمية العريقة، تقديرًا لصاحب الأفلام الشهيرة: “المال المال المال” (1972)، و”سنة جديدة سعيدة” (1973)، و”القصة الجميلة” (1991) ورائعته “رجل وامرأة” (1966)، وغيرها من أعمال تركت بصمة لا تُمحى في سينما عصره، ونالت استحسان الجمهور وحصدت أهم الجوائز ومن بينها، سعفة كانّ وأوسكار وجولدن جلوب. فلولوش صانع أفلام استثنائي، وسارد ماهر، وصاحب شخصيات إنسانية يصعب نسيانها، وقصص حب جميلة وساحرة فعلا. وسيُقام حفل توزيع الجائزة يوم 2 سبتمبر/أيلول، قبل العرض الأول لفيلمه الجديد “ختامًا”، خارج المُسابقة، بطولة كاد مراد، وإيلسا زيلبرشتاين، وميشيل بوجناح، وفرانسواز جيلار.

من ناحية أخرى، أعلنت الإدارة الفنية لتظاهرة “أيام المؤلف” و”الجمعية الإيطالية للمؤلفين والناشرين” تكريم المُخرجة الإيطالية أليتشا رورفاخر بجائزة “إنجاز الحياة”، تقديرًا لمسيرتها ومُساهماتها كمُخرجة في السينما الإيطالية والعالمية. وهي جائزة تسلمها العام الماضي المـُخرج لوكا جوادانينو، ومن قبله جياني إميليو وباولو سورينتينو.
افتتاح أميركي وختام إيطالي

هذا العام، يُعرض في افتتاح المهرجان الفيلم الأميركي “بيتلجوس، بيتلجوس” لتيم برتون، الحاصل على “الأسد الذهبي الفخري” لإنجاز العمر عام 2007. وهو تتمة الجزء الأول “بيتلجوس” (1988). ويعود فيه المخرج لاستلهام قصة الفيلم القديمة واستكمالها بالاستعانة بممثلين جدد، مثل، مونيكا بيلوتشي، وويليام دافو، وداني ديفيتو. وبعض أبطال الفيلم القديم، مايكل كيتون، وكاثرين أوهارا، ووينونا رايدر.

يختتم المهرجان فعالياته بالفيلم الإيطالي “الحديقة الخلفية الأميركية” لبوبي أفاتي، استنادًا إلى رواية كتبها المُخرج الإيطالي، ابن الـ85 عامًا، والصادرة بنفس العنوان. يتناول الفيلم قصة شاب مُختل عقليًا يطمح إلى أن يصبح كاتبًا، ويُصادف أن يقع في حب من النظرة الأولى مع مُمرضة شابة في الجيش الأميركي. الفيلم بطولة فيليبو سكوتي وريتا توشينجهام وكيارا كاسيلي وروبرتو دي فرانشيسكو.

كلاسيكيات
تعتبر “كلاسيكيات فينيسيا” من الفعاليات المُهمة للغاية التي يحرص المهرجان على إقامتها منذ عام 2012. وللأسف هي من الفعاليات التي لا يُلتفت إليها كثيرًا، رغم فرادتها اللافتة، ورسوخها مع كل دورة. تعرض التظاهرة الأفلام القديمة المُرَمَّمَة حديثًا لعدد من الأفلام المشهودة في تاريخ السينما، وتُمنح جائزة خاصة لأفضل فيلم مُرَمَّم. كما تُعرض مجموعة من الأفلام الجديدة أو الحديثة المُتمحورة حول فن وصناعة السينما، أو أعمال كبار المُخرجين أو رواد السينما عمومًا، وذلك في مُسابقة تتنافس فيها 9 وثائقيات. ويُشارك في هذا القسم فيلم “وعاد مارون إلى بيروت” للبنانية فيروز سرحال، وهو الوثائقي العربي الأول في هذه المُسابقة منذ إطلاقها. الفيلم من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية، ويتناول حياة وأعمال المخرج اللبناني الشهير الراحل مارون بغدادي، ويتزامن إطلاقه مع الذكرى الثلاثين لوفاة المخرج، عام 1993.

بمُناسبة الذكرى المئوية لميلاد الأيقونة الإيطالية مارشيلو ماستروياني، تُعرض نسخة مُرَمَّمَة من فيلم “الليل”، لمايكل أنجلو أنطونيوني. ومن الأفلام الإيطالية المُرَمَّمَة “النحلة الطنانة” لناني موريتي الذي دَشَّنَ أولى مُشاركاته في مهرجان “كانّ” عام 1978. وللمُخرجة الخالدة في تاريخ السينما الإيطالية لينا فيرتمولر يعرض القسم فيلمها “وانجرف بعيدًا” (1974). ولمرور نصف قرن على وفاة المُخرج فيتوريو دي سيكا، سيُعرض له فيلم “ذهب نابولي” (1954).

من ناحية أخرى، وبمُناسبة مرور قرن بالتمام على تأسيس “شركة كولومبيا بيكتشرز”، ستعرض أفلام: “الحرارة المُرتفعة” للألماني فريتز لانج، و”حبيبته فرايداي” للأميركي هوارد هوكس،  و”مُنحنى النهر” لأنتوني مان، و”دم ورمل” لروبن ماموليان، و”موديل” لفريدريك وايزمان.

قبل خمسة وثلاثين عامًا، كان المُخرج والمنظر المسرحي بيتر بروك في مهرجان فينيسيا السينمائي يعرض نسخته السينمائية التي أنجزها للقصيدة الهندية الملحمية “المهابهاراتا”، والتي سيُعاد عرضها بعد ترميمها. من فرنسا يُعرض “ألعاب مُحَرَّمَة” لرينيه كليمان (“الأسد الذهبي” في المهرجان عام 1952) وفيلم “البشرة الناعمة” لفرانسوا تروفو. ومن اليابان فيلم “الرجل الذي ترك وصيته على الفيلم”، لناجيزا أوشيما، وفيلم “كل شيء مُختلط” أو “الصليب المعقوف” لياسوزو ماسومورا. ومن أميركا الجنوبية، “الزمن والتغيير لأوجوستو ماتراجا” للبرازيلي روبرتو سانتوس. ومن الدنمارك “الانتهازي” لنيكولاس فيندينج ريفن. وأخيرًا، من النوادر النُسخة غير المحذوفة من فيلم “رقائق الذهب” للمُخرج فيرنر شروتر.

سيترأس المُخرج وكاتب السيناريو ريناتو دي ماريا لجنة تحكيم طلاب السينما التي ستمنح – للعام الثاني عشر – جوائز كلاسيكيات فينيسيا لمُسابقتي أفضل فيلم مُرَمَّم، وأفضل وثائقي عن السينما.

قبل المهرجان

جريا على العادة المُبتكرة مُنذ سنوات، يُعرض قبل الافتتاح الرسمي للمهرجان بيوم واحد، وضمن عروض قسم “كلاسيكيات فينيسيا”، الفيلم الإيطالي “ذهب نابولي” (1954) لفيتوريو دي سيكا، في احتفالية. وذلك بنسخة حديثة مُرَمَّمَة تُعرض للمرة الأولى. يتزامن العرض والذكرى الخمسين لوفاة دي سيكا، في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 1974. وأيضًا، مرور 70 عامًا على العرض العالمي الأول. الفيلم، الذي جرى الانتهاء من ترميمه موخرًا في “مدينة السينما” في روما، بطولة صوفيا لورين وسيلفانا مانجانو وتوتو، ويقوم فيه دي سيكا نفسه بدور ثانوي. يُذكر أن الفيلم الذي كتبه المُخرج بالاشتراك مع سيزاري زافاتيني، عُرِضَ في مُسابقة مهرجان “كانّ” عام 1955. وهو من أهم الأفلام في تاريخ السينما الإيطالية.

المُشاركة العربية

مُجددًا، ليس ثمة مُشاركة عربية في المُسابقة الرئيسية، خلافًا لأعوام سابقة. مع ذلك، يعود التونسي مهدي برصاوي للمُنافسة في قسم “آفاق”، المُوازي في الأهمية للمُسابقة الرئيسية، وذلك بعد مُشاركته عام 2019 بفيلم “بيك نعيش” أو “ابن” وفوز بطله، سامي بُوعجيلة، بجائزة أحسن مُمثل. جديد برصاوي بعنوان “عائشة”، بطولة فاطمة صفر، ونضال سعدي. والفيلم هو المُشاركة الثانية على التوالي لتونس، بعد مُشاركة فيلم “خلف الجبال” لمحمد بن عطية العام الماضي. ويُنافس في القسم نفسه الفيلم الفلسطيني “إجازات سعيدة”، جديد المُخرج إسكندر قبطي. وبه، يعود إسكندر للإخراج بعد توقف لـ15 عامًا تقريبًا، باستثناء فيديوهات وأعمال قصيرة، وذلك منذ فيلمه “عجمي” (2009)، الفائز بجوائز وترشيحات دولية عديدة آنذاك. الفيلم بطولة منار شهاب ووفاء عون.

كما يُشارك الفيلم الروائي الأول الطويل “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” للمصري خالد منصور، ضمن عروض برنامج “امتداد آفاق” أو “آفاق إكسترا”، التظاهرة الفرعية المُقامة حديثًا. وشارك فيها من قبل فيلم “نزوح” للسورية سؤدد كعدان (2022)، وأيضًا فيلم “جنائن معلقة” (2022) للعراقي أحمد ياسين الدراجي.

في حين تضم التظاهرة الفرعية العريقة “أسبوع النقاد” في نسختها الـ39، في مُسابقتها الرئيسية، الروائي الأول الطويل “معطر بالنعناع” للمصري محمد حمدي، وينافس المخرج بفيلمه على جائزة “دينو دي لورنتس أو أسد المستقبل” للعمل الأول لمُخرج صاعد. وبمُشاركة الفيلمين المصريين، تعود مصر إلى المهرجان العريق بعد آخر مُشاركة لها عام 2012 بفيلم “الشتا اللي فات” لإبراهيم البطوط.أما المُخرجة الوثائقية والصحافية التونسية هند المدب فيُعرض لها “السودان، تَذَكَّرنا” (وثائقي، 76 دقيقة)، في تظاهرة “أيام المؤلف” في نسختها الـ21، ضمن قسم “عروض خاصة”، خارج المُسابقة. والفيلم هو الوثائقي الثاني إلى جانب فيلم اللبنانية فيروز سرحال “وعاد مارون إلى بيروت”، في مُسابقة الكلاسيكيات. من ناحية أخرى، تُشارك الأردنية رند بيروتي بفيلم تحريك قصير بعنوان “ظلال” في مُسابقة قسم “آفاق للأفلام القصيرة”.

أخيرًا، في لجان التحكيم، يُشارك الصومالي عبد الرحمن سيساكو في لجنة تحكيم المُسابقة الرئيسية، وتشارك المُخرجة السورية سؤدد كعدان في لجنة تحكيم مُسابقة قسم “آفاق”، والمُخرجة المغربية ياسمين بن كيران في لجنة تحكيم مُسابقة تظاهرة “أسبوع النقاد”.

 

الـ cinarts24.com في

25.08.2024

 
 
 
 
 

21 فيلماً تتنافس على جائزة الأسد الذهبي ..

الأربعاء المقبل انطلاق الدورة الـ 81 لـ «فينيسيا السينمائي»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

من أنجلينا جولي إلى جورج كلوني مروراً بليدي غاغا وبراد بيت ودانيال كريغ، يتوافد نجوم عالميون، بدءاً من الأربعاء، للمشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي، ليضفوا جرعة قوية من بريق هوليوود إلى المهرجان الإيطالي العريق بنسخته الحادية والثمانين.

ويتنافس 21 فيلماً على جائزة الأسد الذهبي التي يمنحها المهرجان السينمائي المرموق في ختام فعالياته التي تستمر حتى السابع من سبتمبر المقبل.

ويشكّل إقبال النجوم الأمريكيين دفعة للحدث السينمائي البارز، بعد أن أدت إضرابات هوليوود العام الماضي إلى إبعاد معظم أفلام الاستوديوهات الكبرى ونجوم الصف الأول عن المهرجان الأعرق في العالم، والمعروف باسم «لا موسترا».

في دائرة الضوء هذا العام، ولكن خارج المنافسة، فيلم «بيتلجوس بيتلجوس»، التكملة المنتظرة منذ فترة طويلة لفيلم تيم بيرتون الشهير الصادر عام 1988، والذي يفتتح المهرجان الأربعاء، مع مايكل كيتون وكاثرين أوهارا ووينونا رايدر الذين يعيدون تمثيل أدوارهم الأصلية.

ومن بين المتنافسين البارزين في المسابقة الرئيسية، فيلم «جوكر: فولي آ دو» للمخرج تود فيليبس، وهو تكملة لفيلم المخرج الأمريكي الفائز بمهرجان البندقية عام 2019، والذي يشارك فيه خواكين فينيكس مع ليدي غاغا، وفيلم «كوير» للمخرج الإيطالي لوكا غوادانيينو بطولة دانيال كريغ، المقتبس من رواية وليام بوروز التي تدور أحداثها في مدينة مكسيكو في أربعينات القرن العشرين.

وتؤدي أنجلينا جولي بطولة «ماريا»، وهو فيلم سيرة ذاتية عن مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس بتوقيع المخرج التشيلي بابلو لارين الذي يعود إلى البندقية بعد فيلمه الدرامي عن الأميرة ديانا، «سبنسر»، في عام 2021، بينما تشارك نيكول كيدمان وأنتونيو بانديراس في بطولة فيلم الإثارة «بيبي غيرل» للمخرجة الهولندية هالينا راين.

وللإبقاء على الدراما على الشاشة وتفاديها خلف الكواليس، سيُقدَّم فيلم «ماريا» لأول مرة في اليوم الأول الكامل للمهرجان الخميس، بينما سيُعرض فيلم «وولفز» من بطولة حبيب جولي السابق براد بيت خارج المنافسة الأحد.

وفي هذا العمل من إنتاج «أبل تي في بلاس» وتوقيع مخرج «سبايدر مان» جون واتس، يتقاسم براد بيت البطولة مع النجم جورج كلوني، ويؤدي الممثلان في فيلم الحركة الكوميدي دور وسيطين محترفين متنافسين.

وتشمل المسابقة الرئيسية أيضاً أول فيلم أُنجز بالكامل باللغة الإنجليزية للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، أحد الضيوف الدائمين على «الموسترا»، يحمل اسم «ذي روم نكست دور»، مع تيلدا سوينتون وجوليان مور، فيما يُعرض أيضاً فيلم «ذي أوردر» للمخرج الأسترالي جاستن كورزيل، ويؤدي فيه جود لو دور عميل في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) يحقق بشأن شبكة إرهابية في شمال غرب المحيط الهادئ.

وستشهد ليلة الافتتاح الأربعاء تقديم لجنة التحكيم الدولية في المهرجان بقيادة رئيستها الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، ومنح بطلة فيلم «إليين»، الممثلة الأمريكية سيغورني ويفر، جائزة الأسد الذهبي الفخرية عن مجمل مسيرتها.

كما سيشهد الافتتاح أول عرض من خارج المسابقة الرسمية للجزء الثاني من «هورايزن: أن أميريكن ساغا» لكيفن كوستنر. وكان عُرض الجزء الأول من الفيلم الملحمي من نوع الويسترن للممثل والمخرج، لأول مرة في مهرجان كان السينمائي في مايو الفائت.

وقد بات مهرجان فينيسيا السينمائي معروفاً بشكل متزايد بعرضه أفلاماً تحقق نتائج قوية لمخرجيها وممثليها في الأوسكار، بما يشمل أعمالاً فازت سابقاً بجائزة الأسد الذهبي؛ أبرزها «بور ثينغز» و«نومادلاند» و«جوكر».

على عكس مهرجان كان السينمائي المنافس، يقبل مهرجان فينيسيا بأن تضم مسابقاته أفلاماً تنتجها خدمات البث التدفقي، خصوصاً نتفليكس. وقد شكّل المهرجان الإيطالي منصة انطلاق ناجحة لأعمال من هذا النوع، بينها «مايسترو» و«روما».

إلى جانب «وولفز»، أنتجت «أبل تي في بلاس» أيضاً «ديسكليمر»، وهي سلسلة من نوع الإثارة من بطولة كايت بلانشيت وكيفن كلاين وساشا بارون كوهين تُعرض أيضاً لأول مرة في فينيسيا.

 

####

 

كواليس فيلم «ماريا» المشارك في «فينيسيا السينمائي»

أنجلينا جولي تدربت لأكثر من 6 أشهر لمزج صوتها مع مغنية الأوبرا الشهيرة

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

من المقرر أن يعرض فيلم ماريا Maria الذي تقوم ببطولته أنجلينا جولي وتجسد فيه شخصية مغنية الأوبرا الراحلة ماريا كالاس لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي بدورته المقبلة لعام 2024، والذي يستكشف الأيام الأخيرة من حياة الراحلة في باريس عام 1970.

واقترح مخرج الفيلم بابلو لاراين والمعجب منذ فترة طويلة بأداء أنجلينا، دوراً غير متوقع لها في عام 2021: ماريا كالاس، مغنية الأوبرا الشهيرة.

وفي البداية تردّدت جولي غير أنها تبنت التحدي في النهاية، مما أدى إلى إنشاء فيلم ماريا الذي كتبه المرشح لجائزة الأوسكار ستيفن نايت، حول حياتها في باريس عام 1970، مع التركيز على صراعاتها الداخلية وعواقب حياتها المهنية ومآسيها الشخصية.

ويصف بابلو فيلم ماريا "Maria" مع انجيلنا بأنه خاتمة لثلاثيته من أفلام السيرة الذاتية عن النساء التاريخيات الشهيرات. الفيلمان الآخران في ثلاثية بابلو هما: جاكي (Jackie) فيلم يتناول حياة جاكلين كينيدي، سبنسر (Spencer) فيلم يتناول حياة الراحلة الأميرة ديانا.

ويستخدم فيلم ماريا مقاربة فريدة للصوت، حيث يمزج صوت جولي مع صوت كالاس لخلق تجربة سمعية سلسة. و تتيح هذه التقنية المبتكرة للجمهور التواصل مع رحلة كالاس العاطفية على مستوى أعمق.

وقال المخرج في حديثه لـ فانيتي فير إن أنجلينا كانت خائفة من خوض سيرة ماريا كالاس، وكان استعدادها للعب دور مغنية الأوبرا الشهيرة طويلاً جداً، خاصاً جداً وصعباً جداً. "

ويتابع: "أمضت جولي 6 أشهر في التدريب لتصوير كالاس، بما في ذلك تعلم كيفية الغناء والعمل مع جون وارهورست الحائز على جائزة الأوسكار لتصويرها الصوتي لنجمة الأوبرا.

ماريا هي أكثر من مجرد سيرة ذاتية؛ إنها شهادة على التضحيات التي يقدمها الفنانون في سعيهم وراء حرفتهم. فرؤية المخرج إلى جانب أداء جولي القوي، تجلب قصة كالاس إلى الحياة بطريقة حميمة وعالمية.

ويعد الفيلم بمثابة تذكير بأنه حتى أكثر الشخصيات شهرة، والتي تسعى وراء التميز الفني غالباً ما يأتي ذلك بتكلفة شخصية على حياتها.

 

####

 

تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها أرشيفها الحديث ..

«هيئة الأفلام السعودية» تشارك في «فينيسيا السينمائي الـ81»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

أعلنت «هيئة الأفلام السعودية» مشاركتها في «مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2024» بدورته الـ81 والمقرر انعقاده خلال الفترة من 28 أغسطس وحتى 7 سبتمبر 2024، في مدينة فينيسيا بإيطاليا، والذي يُعد من أقدم المهرجانات السينمائية ومن أهمها في العالم، وجزءًا من بينالي فينيسيا، ومعترفًا به من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام «FIAPF».

وتهدف «هيئة الأفلام السعودية» من خلال هذه المشاركة إلى ترسيخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للسينما، وتعزيز العلاقات الدولية، وتسليط الضوء على الثراء الثقافي والسينمائي السعودي، وتعزيز حضور قطاع الأفلام السعودي في المحافل العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على أبرز جهودها الأرشيفية، والتأكيد على أهمية الأرشيف الوطني للأفلام.

وتتمثل مشاركة الهيئة في المهرجان السينمائي الدولي بتنظيم فعالية الطاولة المستديرة بعنوان «التحديات التي يواجهها الأرشيف الحديث والناشئ بشكل خاص» وسيناقش فريق إدارة الأرشيف في الهيئة هذه التحديات في حوار مثري، بحضور شركاء قطاع الأفلام في المملكة؛ تعزيزًا للحوار الثقافي والتبادل المعرفي.

وتأتي مشاركة «هيئة الأفلام» في «مهرجان البندقية السينمائي» لعام 2024، في سياق مشاركتها بالمحافل السينمائية الدولية؛ إسهامًا في تطوير المشهد السينمائي السعودي، وتمكين المواهب السعودية، وتبادل الخبرات والآراء والمعرفة، مما يرسخ حضورها على الخارطة السينمائية العالمية.

 

####

 

إيزابيل هوبير رئيس لجنة تحكيم «فينيسيا السينمائي الـ 81» :

المهرجانات ضرورية لظهور الأفلام في ظل ما تتعرض له دور العرض من تهديدات

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

بعد مسيرة مهنية امتدت لأكثر من 50 عامًا، تعرف إيزابيل هوبير شيئًا أو اثنين عن السينما. فقد قدمت أفلامًا غربية ملحمية مثل ”بوابة السماء“ وأفلامًا درامية مثيرة مثل ”معلمة البيانو“، وعملت مع أساطير مثل جان لوك غودار وبول فيرهوفن، ولكن بغض النظر عن النوع أو الشخص الذي يقف خلف العدسة، تعتقد هوبيرت أن أفضل طريقة لمشاهدة أعمالها هي على الشاشة الكبيرة.

قبيل توليها منصب رئيس لجنة التحكيم في مهرجان فينيسيا السينمائي الـ81 هذا الأسبوع، تحدثت هوبير إلى صحيفة نيويورك تايمز في مقابلة أجرتها معها مؤخرًا، حيث أعربت عن تقديرها لما تقدمه المهرجانات لصحة السينما الدائمة وتفاؤلها بمستقبل هذا الوسط، وقالت هوبير: ”المهرجانات أكثر أهمية، نعلم جميعًا أنه مع تطور طرق جديدة لمشاهدة الأفلام مثل منصات البث المباشر - والتي لها مزاياها - فإن دور العرض السينمائي مهددة إلى حد ما. لذا فإن المهرجانات هي أنظمة بيئية حاسمة لرؤية الأفلام ولصناعة السينما ككل.“ وأضافت: “إنها موعد مع السينما، حيث يتم عرض الأفلام بأفضل طريقة ممكنة، وتعرض فئات مختلفة من الأفلام. بالنسبة لي، إنها أساسية.“

ابتداءً من يوم 28 أغسطس وتستمر لمدة 10 أيام قادمة، ستشاهد إيزابيل هوبير ولجنة التحكيم التي ترافقها 21 فيلماً قبل تسليم جائزة الأسد الذهبي.

في حديثها عن ما يجعل فينيسيا مميزة للغاية، قالت هوبير ”الأجواء السحرية“ التي تعتقد أنها تضيف إلى ”سحر الحدث بشكل عام“.

في حين أن مهرجان فينيسيا قد يكون بمثابة يوتوبيا سينمائية لفترة وجيزة من الزمن، إلا أن المستقبل العام للتجربة المسرحية ليس أقل من ذلك في ظل استمرار معاناة دور العرض السينمائي في أعقاب جائحة كوفيد-19 مع كل من البث التدفقي وصناعة السينما المتقلصة التي تطرح منتجات أقل. ومع ذلك، لا تشعر هوبيرت بالقلق الشديد، على الرغم من تأثرها المباشر بالوضع.

وقالت لصحيفة نيويورك تايمز: ”أود أن أبقى متفائلة، نرعى أنا وعائلتي قاعتين صغيرتين للسينما في باريس: دار كريستين ودار السينما. لا تزال باريس مدينة متميزة للغاية من حيث دور العرض السينمائي.“

عندما تم الضغط عليها حول هذا الموضوع، مع الإشارة إلى الإنترنت وسهولة البقاء في المنزل كأسباب للتخلي عن دور العرض، ظل دعم إيزابيل هوبير لدور السينما ثابتًا. وقالت: ”أعتقد أن الناس سيظل لديهم شغف بالذهاب إلى السينما. يمكن للمرء أن يسأل نفسه أحيانًا ما إذا كانت السينما فنًا أبديًا وما إذا كان الناس سيستمرون في الذهاب إلى السينما. أميل إلى الإجابة بنعم.“

 

####

 

أربعة أفلام فرنسية في مسابقة الدورة الـ 81 لـ «فينيسيا السينمائي»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

أربعة أفلام فرنسية ستمثل فرنسا في المسابقة ضمن مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. أربعة أفلام لستة مخرجين، اثنان منهم أشقاء!

وفيما يلي رصد لكل ما يتعلق بالحضور الفرنسي في دورة هذا العام التي تقام في الفترة من 28 أغسطس إلى 7 سبتمبر.

في حين لم يسبق للثنائي زوران ولودوفيك بوخرمة من جهة، وموريل ودلفين كولين من جهة أخرى أن شاركا في مسابقة فينيسيا، بينما كان لوانغ بينغ شرف المنافسة في عام 2010 بفيلمه الدرامي ”الخندق“. أما إيمانويل موريه، فقد قدم فيلم ”هل نتبادل القبلات“ في قسم ”جورنات ديجلي أوتوري“ عام 2007.

هذا الحضور الفرنسي سيكتمل مع العديد من الإنتاجات الفرنسية المشتركة بين الأقليات إلى جانب أفلام لمخرجين عالميين من بينهم والتر ساليس وديّا كلومبيغاشفيلي وأثينا راشيل تسانغاري.

فيلم ”أطفالهم من بعدهم“ هو جِداري غامر تدور أحداثه في شرق فرنسا للمخرجين زوران ولودوفيك بوخرما ومقتبس عن رواية نيكولا ماتيو التي تحمل نفس الاسم (جائزة غونكور 2018)، وهو من بطولة بول كيرشير، وأنجلينا ووريث، وجيل ليلوش، وآنييس ديموستيه، ولوديفين سانييه.

أما فيلم ”الابن الهادئ“ لموريل ودلفين كولين، اللذان لفتا الانتباه لأول مرة بفيلمهما الأول ”التوقف“ عام 2015، فيدور حول أب ورب أسرة (فنسنت ليندون) يواجه انحراف أحد أبنائه المتطرف.

أما فيلم ”Trois amies“ للمخرج إيمانويل موريه فيتناول ثلاث نساء (تلعب دورهن كاميل كوتان وسارة فوريستيه وإنديا هير)، وعلاقاتهن الغرامية المتقاطعة.

أخيرًا وليس آخرًا، يختتم فيلم ”الشباب (العودة للوطن)“ ثلاثية وانغ بينغ المكرسة للشباب الصيني المعاصر، حيث يعود المخرج إلى ورش النسيج في الجزء الأول، ثم يصور حفل زفاف.

هذا هو الجزء الثالث من ثلاثيته - وقد عُرض الجزء الأول منها (الشباب (الربيع)) في المسابقة في مهرجان كان عام 2023، والثاني (الشباب (أوقات عصيبة)) في المسابقة في لوكارنو 2024.

ستكتمل هذه الرباعية الرائعة من الأفلام، خارج المسابقة، بأحدث أفلام كلود ليلوش (فاينالمنت) الذي يلعب بطولته كلود مراد في دور البطولة. وسيحصل مخرج الفيلم على جائزة ”كارتييه المجد لصانع الأفلام“ تقديراً لمسيرته الطويلة والمتميزة.

خارج المسابقة أيضًا: الفيلم الوثائقي الفرنسي الروماني ”أشياء قلناها اليوم“ للمخرج أندريه أويكا، وفيلم ”مون إنسيبارابل“ (Mon inséparable) للمخرجة آن صوفي بايلي، الذي تلعب بطولته لور كالامي في دور أم لديها ابن معاق.

كما ستكون روح السينما الفرنسية حاضرة في هذه الدورة من المهرجان والتي تجسدها إيزابيل هوبير، رئيسة لجنة تحكيم المسابقة.

 

موقع "سينماتوغراف" في

25.08.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004