المخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد.. رحيل «الاستثنائي
العاشق» (بروفايل)
العين الإخبارية
رحل عن عالمنا المخرج السينمائي السوري الكبير عبداللطيف
عبدالحميد عن عمر ناهز 70 عاما، تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً غنيّاً حفر
اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ السينما السورية والعربية.
تميز المخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد بأسلوبه الفريد في
تناول الواقع الاجتماعي السوري، وقدرته على نقل معاناة الناس البسطاء بصدق
وإبداع.
ساهم بشكل كبير في تطوير السينما السورية والعربية، وفتح
آفاقاً جديدة للتعبير السينمائي.
يُعتبر من رواد "سينما المؤلف" في سوريا، ونموذجاً ملهماً
للأجيال القادمة من صناع السينما.
نعت نقابة الفنانين في سوريا وعدد من المؤسسات والهيئات
السينمائية المخرج عبداللطيف عبدالحميد الذي توفي في ساعة متأخرة من مساء
الأربعاء عن 70 عاما.
وجاء في بيان مشترك لوزارة الثقافة السورية والمؤسسة العامة
للسينما أن الراحل "خلف وراءه إرثا سينمائيا غنيا حمل قيمة كبرى في تاريخ
السينما السورية والعربية عموما".
ولد عبد الحميد في عام 1954 ودرس الأدب العربي في جامعة
تشرين قبل أن يحصل على منحة لدراسة السينما في روسيا ليعود بعدها إلى سوريا
ويبدأ مشواره مع المؤسسة العامة للسينما.
قدم سلسلة من الأفلام شكلت علامات في السينما السورية جمع
في معظمها بين التأليف والإخراج منها (ليالي ابن آوي) و(رسائل شفهية)
و(صعود المطر) و(نسيم الروح) و(قمران وزيتونة) و(ما يطلبه المستمعون) و(مطر
أيلول) و(طريق النحل) و(عزف منفرد).
كما أدى أدوارا على الشاشة في بعض الأفلام منها (بانتظار
الخريف) من إخراج جود سعيد و(ماورد) من إخراج أحمد إبراهيم أحمد.
المخرج عبداللطيف عبدالحميد ولارسيا
في 2021 توفيت زوجته "لارسيا"، عاش بعدها سنوات طويلة من
الحزن يتذكرها في كل مناسبة ويتحدث عنها، كتب في آخر أيامه عبر حسابه على
"فيسبوك": "لاريسا ..ثلاث سنوات مرت على رحيلك عني، لكنك لم ولن ترحلي
مني..وجع الروح أنت".
وكتب في عيد مولدها: "صباح الخير يالاريسا..اليوم 4 أيار،
يوم ميلادك.. سأحتفي به بطريقة تليق بنبل روحك الطوافة حولي".
وكان يقول عنها: "لما شفت زوجتي مارقة قبل ما أعرفها، وقلت
يالله شو حلوة، وهي جملة يالله شو حلوة عاشت معي 46 سنة".
وأبدى عدد من فناني سوريا حزنهم على فقدان المخرج البارز
عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي أمثال كندة حنا وتيم حسن ومصطفى
الخاني.
وكتب الممثل كرم الشعراني على حسابه بفيسبوك "ضحكته
الاستثنائية.. تعابير الوجه الاستثنائية التي لا تستطيع أن تفهم معناها
الحقيقي لأنه ينظر إليك ولكنه شارد في عالم آخر.. طريقة الكلام
الاستثنائية.. أفلامه استثنائية لا تنسى كرسائل شفهية وليالي ابن آوى وما
يطلبه المستمعون. المحب الاستثنائي في حبه لزوجته الراحلة لاريسا.. خسارة
كبيرة جدا لكل من عرفك وللسينما السورية خاصة والعربية عامة". |