المنيا تحتفى بالـ7 بنات بطلات «رفعت عينى للسما» بمهرجان
«كان»
أول فيلم تسجيلى مصرى يحصل على جائزة «العين الذهبية» ..
و«القومى للمرأة» يهنئ أسرة العمل بالفوز
كتب: تريزا
كمال
احتفى أهالى محافظة المنيا بعد حصول بنات المنيا؛ بطلات
فيلم «رفعت عينى للسما» على جائزة العين الذهبية، لأفضل فيلم تسجيلى فى
مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الحالية رقم 77.
وفى قرية «دير البرشا»، التابعة لمركز ملوى؛ كان الاحتفاء
ببناتهن وبفريق «بانوراما برشا» الذى يحمل اسم القرية، له طابع خاص، حيث
تحولت أغلب الصفحات الشخصية والعامة لأهالى ملوى ودير البرشا، لصور بوستر
الفيلم، وصور بطلاته، المصحوبة بعبارات الفخر والإشادة بهن وبتشريف اسم مصر
والصعيد.
«رفعت عينى للسما» يعتبر أول فيلم تسجيلى مصرى يشارك فى هذه
المسابقة منذ تأسيسها، بالإضافة إلى أنه العمل التسجيلى الوحيد المشارك فى
مسابقة أسبوع النقاد، ليكون واحدًا من ضمن 7 أفلام فقط تنافس على الجائزة
الكبرى لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل أو ممثلة،
وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة التوزيع.
والفيلم من بطولة فريق مسرح بانوراما برشا، والذى يضم ماجدة
مسعود وهايدى سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون،
ويوستينا سمير، مؤسس الفريق، وهو من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، وتدور
أحداثه حول مجموعة من الفتيات اللاتى يقررن تأسيس فرقة مسرحية، وعرض
مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبى الصعيدى، بشوارع قريتهن الصغيرة
بمركز ملوى؛ لتسليط الضوء على القضايا التى تؤرقهن كالزواج المبكر، والعنف
الأسرى، وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلامًا تفوق حد السماء، وقد استضافت
قرية البرشا فريق عمل الفيلم على مدار العديد من الأعوام.
مؤسس الفريق: تعويض من الله بعد جهد 10 سنوات
وتقول يوستينا سمير، مؤسس فريق «بانوراما برشا»: «تعويض
ربنا كبير جدا لنا فعلًا، أتذكر أن أول عرض لفريق بانوراما برشا فى الشارع
كان عنوانه محكمة القرية وكان عام ٢٠١٤، فاكره يومها كمية الإهانات اللى
وصلتنا، واليوم فى 2024 بانوراما برشا فى مهرجان كان بفرنسا، والكل يفخر
بنا بعد جهد ومعاناة لأننا صدقنا حلمنا».
«قومى المرأة» يشيد ببنات المنيا وتسليطهن الضوء على مشكلات
مجتمعهن
وتقدم المجلس القومى للمرأة، برئاسة الدكتورة مايا مرسى،
وجميع أعضائه، بخالص التهانى إلى أسرة «رفعت عينى للسما» بعد حصوله على
جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلى فى مهرجان كان السينمائى الدولى فى
دورته الحالية رقم 77.
وأعربت الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس، عن سعادتها وفخرها
بالنجاح الكبير الذى حققه الفيلم وحصوله على الجائزة، ليكون بذلك أول فيلم
مصرى يفوز بها منذ تأسيسها، مشيدة بفكرة العمل التى يتناول قصة مجموعة من
الفتيات يعملن على إحياء الفلكور الشعبى الصعيدى فى قريتهم بمحافظة المنيا
من خلال مسرح الشارع ودورهن فى تسليط الضوء على العديد من القضايا الهامة،
مثل الزواج المبكر والعنف الأسرى وتعليم الفتيات وغيرها من القضايا الهامة.
مخرج «رفعت عينى للسماء»: قضيت 4 سنوات فى القرية لإنجاز
الفيلم
أيمن الأمير، مخرج العمل، قال: «طبعًا نشعر بالفخر والفرحة
لا تسعنا بالفوز ورفع اسم مصر عاليًا، خاصة أن صناعة الفيلم استغرقت 4
سنوات عشناها مع بطلات الفيلم بقريتهن بمركز ملوى بقلب الصعيد مع بنات
بيحاولوا يعبروا عن أحلامهم وطموحاتهم والحاجات التى تشغلهم مثل التعليم،
وأهمية التعليم بالنسبة لهم ويحاولوا التعبير عن أمور تخصهم وإحنا نكون جزء
من رحلتهم ونتمكن من منحهم صوت ومنبر للتعبير ونكون صوتهم ليس فقط فى مصر؛
إنما فى العالم كله».
وأضاف «الأمير» أن الفيلم يحكى عن مجموعة بنات قررن تكوين
مسرح شارع وتقديم عروض مسرحية وغنائية مستوحاة من الفلكلور الشعبى والصعيدى
لمنطقتهن ومجتمعهن، علما أن محتوى المسرح كله أمور تخصهن، مثل أهمية
التعليم للبنات وخطورة الزواج المبكر والعنف الأسرى، كلها أمور بسيطة،
لكنها أمل هؤلاء الفتيات فى سبيل تطور مجتمعهن.
وأشار «الأمير» إلى أن «بانوراما برشا» تكونت منذ عدة
سنوات، ومنذ أن تم تكوينها استطاعت أن تحقق تغييرًا كبيرًا فى المجتمع
والقرية التى انطلقت منها، فنسبة الزواج المبكر انخفضت جدًا، مردفًا:
«البنات كممثلات يحلمن بتعلم وإتقان رقص الباليه، ولديهن كذلك أحلام فنية
ضخمة وهن موهوبات بالفعل، ونحن تابعناهن على مدار 4 سنوات.. وسنرى هل
سيقدرن على تحقيق تلك الأحلام، أم سيكون للحياة رأى آخر».
الثروة البشرية المذهلة بالصعيد بطل الفيلم
وتابع «الأمير»: «البطل فى هذا الفيلم من وجهة نظرى الثروة
البشرية المذهلة الموجودة بالصعيد، فقد عشنا هناك فترة طويلة سنين واكتشفنا
أن هناك حكائين وشعراء وممثلين وناس لديهم طموحات علمية وأدبية كبيرة
جدًا.. المشاعر الإنسانية البسيطة التى تخوضها بطلات الفيلم لمست الجمهور
والنقاد كتبوا عنها باستفاضة، بالإضافة إلى أن بطلات الفيلم قدمن عرضًا
مسرحيًا فى مهرجان كان بفرنسا وتفاعلن مع الجمهور، وهذا كان من الأشياء
المهمة جدًا».
الفيلم طعمه مصرى.. رحلة مُلهمة لجيل كامل
وأكد مخرج الفيلم أن الجائزة كان ليست بالأمر الهين ولا
السهل، والبنات بطلات العمل كن يحلمن بالحصول عليها، متابعًا: «ولدى سماعنا
الخبر سعدنا للغاية لأن من وجهة نظرنا رحلة البنات فى الفيلم هى رحلة تحتاج
الكل يشعر بها ويشاهدها على نطاق واسع خاصة للجمهور المصرى، لأنها ممكن
تكون مُلهمة لجيل كامل من الشباب والفتيات اللاتى لديهن أحلام كبيرة جدًا
وأن يتأكدن أن أحلامهن قابلة للتطبيق بالعمل والاجتهاد»، ولفت إلى أن
الفيلم يتجاوز المنطقة الفاصلة ما بين الفيلم التسجيلى والروائى، وعندما
يُعرض قريبًا سيكتشف مشاهدون أنه يجذبهم لمعايشة تجربة أبطاله دون الشعور
بوجود أى مسافة؛ سيضحكون ويبكون ويندمجون ويتمنون نجاحهن، ولن يشعروا بأنه
فيلم تسجيلى أو فيلم أقل تشويقًا من الأفلام الروائية؛ إنما حكاية تخص مصر
بمذاق وإحساس شعب مصر وتعبر عن أبناء مصر وجيل الشباب داخل البلاد. وواصل
«الأمير»: «هو بالفعل أول فيلم مصرى يحصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلى من
مهرجان كان، وهناك فائدة أخرى من الجائزة بجانب رفع اسم مصر، وهى أنه يسلط
الضوء على المخرجين وأعمالهم ويُحدِث تشويقًا لدى الجمهور الذى ينتظر
الفيلم بشغف ويسعى لمشاهدته ونتمنى أن يُعرض فى كل سينمات مصر وكل قصور
الثقافة وخاصة فى الصعيد والقرى، وأن يرافقه فريق مسرح الفتيات أبطال
الفيلم بعروضهن وأعمالهن، وهناك بالفعل ترحيب من بعض الجهات لعرض الفيلم
على منصات إلكترونية وقنوات فضائية كبيرة ودولية».
«ريش» فيلم فاز فى «كان» منذ 3 سنوات.. وأبطاله من نفس
القرية
وقبل سنوات احتفت نفس القرية «دير البرشا» ونفس الفريق،
بفوز فيلم «ريش»، الحائز على الجائزة الكبرى بمسابقة أسبوع النقاد فى
مهرجان «كان» عام 2021، وكانت بطلة الفيلم سيدة من القرية تدعى دميانة نصار
حنا، الشهيرة بـ«أم ماريو»، 39 سنة، ربة منزل، وطفلين من أبناء القرية
أيضا، هما (فادى مينا فوزى، 8 سنوات، بالصف الأول الابتدائى، وأبوسيفين
نبيل ويصا، 5 سنوات، تلميذ برياض الأطفال). |