5
أفلام عربية في مهرجان كان السينمائي الـ77
فيلم سعودي وفيلمان من مصر وفيلم من المغرب وآخر من فلسطين
أمير العمري
أصبح مهرجان كان السينمائي منذ سنوات، مع مهرجان فينيسيا،
النافذة الحقيقية التي يمكننا أن نشاهد من خلالها جديد الأفلام العربية
التي تستق المشاهدة وليست أفلام “التسالي” و”الهلس” التي لا تعترف بها
المهرجانات المحترمة، وهي كثيرة بالطبع وموجودة في كل سينمات العالم.
هذا العام، في الدورة الـ77 من مهرجان كان، هناك 5 أفلام
محسوبة بشكل أو بآخر على “العالم العربي” معظمها من الإنتاج والتمويل
المشترك ولولا هذا الدعم المالي لما خرجت مثل هذه الأفلام إلى النور.
والدعم ليس مؤامرة إلا في الذهنية العربية التقليدية المهووسة بنظرية
المؤامرة، فكل السينمائيين المرموقين في العالم، من اليابان إلى الأرجنتين،
يحصلون على دعم متعدد الشركات من أوروبا بل والشرق الأوسط أيضا (من مهرجان
البحر الأحمر ومؤسسة الدوحة للأفلام ومهرجان الجونة على وجه التحديد).
لا يوجد فيلم “عربي” ناطق باللغة العربية ويتناول موضوعا
عربيا ومخرجه من أصل عربي، داخل مسابقة مهرجان كان في البرنامج الرسمي
للمهرجان. لكن هناك فيلم برازيلي يتناول موضوعا برازيليا ناطقا بلغة
البرازيل البرتغالية، للمخرج كريم عينوز من أصول جزائرية وإن لم يولد في
الجزائر ولا نعتقد أنه يعرف اللغة العربية.
وعينوز، مخرج محظوظ، رغم أنه متوسط الموهبة، فأفلامه تلقى
اهتماما من جانب الكثير من المهرجانات دون أن أجد شخصيا منها ما يستحق كل
هذا الاهتمام فما يصنعه لا يميزه بشيء خاص عن سائر المخرجين، بل ويمكن أن
نراه من أي مخرج متوسط الموهبة والخيال، ومنها الفيلم الذي عرض العام
الماضي من الإنتاج الإنجليزي في مسابقة مهرجان كان هو فيلم “الجمرة”
Fireband
ويروي قصة كلاسيكية من عصر الملك هنري الثامن، ولم يثر الفيلم أي اهتمام
حتى بعد عرضه في بريطانيا.
الأفلام “العربية” إذن ستعرض في باقي أقسام المهرجان،
وأولها فيلم سعودي في تظاهرة “نظرة ما” التي أصبحت تمنح أيضا بعض الجوائز
تشجيعا للمخرجين الجدد، فهي تهتم أساسا بالمواهب الجديدة. والفيلم السعودي
“نورة” للمخرج توفيق الزايدي، هو أول فيلم سعودي يشارك في مهرجان كان، بعد
الصحوة التي تشهدها السينما في السعودية بل وفي المملكة بشكل عام، وهو من
بطولة الممثلة السعودية الجديدة ماريا بحراوي، التي تقوم بدور شابة يتيمة
أمية تعيش في قرية نائية وتواجه تحديات زواج مدبرـ يشاركها البطولة يعقوب
فرحان، في دور رسام ترك الرسم وانتقل إلى القرية ليصبح مدرسا.
وكان الفيلم قد فاز بالجائزة الأولى في مسابقة للأفلام التي
تنظمها هيئة الأفلام السعودية، ثم شارك في مسابقة الدورة الثالثة لمهرجان
البحر الأحمر السينمائي وفاز بجائزة أفضل فيلم سعودي.
ويعرض خارج المسابقة، في تظاهرة “العروض الأولى” ضمن 6
أفلام، الفيلم الجديد للمخرج المغربي- الفرنسي نبيل عيوش “الجميع يحبون
توده” بعد أن تمكن مخرجه من إكمال العمل فيه بعد أن كانت الأنباء قد ترددت
عن أنه لن يكون جاهزا في موعد المهرجان.
ويعرض في تظاهرة “نصف شهر المخرجين” الفيلم الروائي الطويل
الثاني للفنانة البصرية والمخرجة المصرية “هالة القوصي” (بعد فيلمها الأول
“زهرة الصبار” (2017)، وهو من التمويل الهولندي- القطري، ويحمل عنوان “شرق
12″، وهو ينتمي- حسب المعلومات المتوفرة القليلة، إلى الكوميديا السوداء،
ويدور في إطار فانتازي ساخر، وتقوم بأدوار البطولة منحة البطراوي وفاضل
الجارحي وعلياء صلاح الدين وأحمد كمال وفايزة شامة.
وفي ” نصف شهر المخرجين” يعرض أيضا الفيلم الفلسطيني “إلى
أرض مجهولة” للمخرج مهدي فليفل، وهو من التمويل الأوروبي أيضا (اليونان،
الدنمارك، بريطانيا، هولندا)، ويروي قصة لاجئين فلسطينيين من مخيم عين
الحلوة في لبنان، تقطعت بهما السبل في أثينا خلال محاولتهما الهرب إلى شمال
أوروبا. وهناك يقع الصديقان في خديعة ويفقدان على أثرها المبلغ المالي
المخصص للهجرة، لينجرفا في سلسلة من الأحداث غير المتوقعة لاسترجاع المبلغ.
أخيرا في تظاهرة “أسبوع النقاد” التي تنظمها جمعية النقاد
في فرنسا، يعرض الفيلم المصري “رفعت عيني للسما” مع ستة أفلام من الولايات
المتحدة الأمريكية والبرازيل وفرنسا والأرجنتين وبلجيكا وتايوان، كما وهو
فيلم تسجيلي طويل حاصل على تمويل فرنسي، ومن إخراج ندى رياض وأيمن الأمير،
وتم تصويره في قرية البرشا بمحافظة المنيا، ويصور كيف تقرر مجموعة فتيات
القرية تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبي
الصعيدي والتي تحاكي مشاكل واقعية مثل زواج الأطفال والعنـف الأسري وتعليم
الفتيات، وذلك من خلال قصص ثلاث فتيات. وتذكر المعلومات المتوفرة أن تصويره
استغرق 4 سنوات متواصلة.
وفي قسم “العروض الخاصة” يعرض فيلم بعنوان “جمال غزة”
The Beauty of Gaza للمخرجة
الفرنسية يولاند زوبرمان
Yolande Zauberman،
صورته قبل اندلاع الحرب القائمة هناك، وموضوعه يدور حول مجموعة من
الفلسطينيات المتحولات جنسيا يعبرن الحدود إلى إسرائيل ويتوجهن إلى تل أبيب
هربا من مجتمع مغلق اجتماعيا وثقافيا في غزة “. ولا نحسب هذا الفيلم من
الأفلام العربية رغم موضوعه فهو يعبر عن نظرة مخرجة فرنسية- إسرائيلية.
وسيفتتح “أسبوع النقاد” بالفيلم الفرنسي “تعقب الشبح”
Ghost Trail
للمخرج جوناثان ميلييه، الذي يصور قصة حقيقية عن شاب سوري يدعى حامد، عضو
مع جماعة سرية تتعقب ضباط الأمن الفارين الذين مارسوا اشد أنواع القمع
والتعذيب في معتقلات النظام، بغرض تصفيتهم. وخلال قيامه بمهمته تسوقه
المعلومات الى فرنسا لتعقب ضابط أمن سابق مارس التعذيب لمواجهته وتصفيته،
ولكنه يبدأ في التساؤل عن أحقية هذا السلوك. ويقوم بالدور الرئيسي في
الفيلم الممثل التونسي “آدم بيسا”. |