يأمل المدير الفني لمهرجان برلين السينمائي، الإيطالي كارلو
شاتريان، في أن يثبت للقائمين على المهرجان وخصوصا وزارة الثقافة
الألمانية، أنه جدير بمنصبه، رغم أن المهرجان قد أعلن بالفعل عن الاستغناء
عنه على أن تحل محله بعد نهاية الدورة القادمة مباشرة، تريشيا تاتل التي
أدارت مهرجان لندن السينمائي في العشر سنوات الأخيرة ونجحت في توسيع رقعة
جمهوره كما أتت بعدد أكبر من الأفلام التي عرضت للمرة الأولى عالميا.
وكان مهرجان برلين قد شهد بعد انتهاء دورة العام الماضي
جدلا كبيرا حول المديرين، الفني شاتريان، والمديرة الإدارية مارييت
روزنبيك. بسبب تراجع مستوى المهرجان الذي كان يعد أحد أهم ثلاثة مهرجانات
إلى جانب كان وفينيسيا، وسوء احتيرا أفلامه خصوصا الأفلام التي تتنافس على
الجائزة الرئيسية المرموقة، الدب الذهبي، وهو ما أدى إلى الإقرار بفشل
سياسة الازدواجية، أي الاعتماد على اثنين من المديرين، وقرار العودة مجددا
إلى تعيين مدير فني يتحمل مسؤولية الاختيار ابتداء من دورة 2025، على أن
يبقى شاتريان وزميلته في موقعيهما خلال الدورة الـ74 التي ستقام في الفترة
من 15 فبراير إلى 25 من الشهر نفسه.
كارلو شاتريان
والواضح أن شاتريان حرص على أن يأتي بأحدث وأهم ما استطاع
أن يعثر عليه من أفلام مع إدراك صعوبة المسألة بسبب عدم انتهاء الكثير من
الأفلام الجديدة الصالحة لكبار المخرجين، إلى جانب أن شركات هوليوود
العملاقة أصبحت تفضل ادخار أفلامها الجديدة لمهرجان كان الذي يعتبر بوابة
الصيف إلى أوروبا، او مهرجان فينيسيا الذي يعتبر البوابة الحقيقية على موسم
الجوائز وخصوصا الأوسكار.
في المسابقة الرئيسية للأفلام الطويلة اختار شاتريان 20
فيلما، للتنافس على الجوائز الرئيسية، كلها من الأفلام التي سيشهد المهرجان
عروضها العالمية الأولى باستثناء فيلم “رجل مختلف” للمخرج الأمريكي آرون
شمبرج، وهو من الإنتاج المستقل. ويقوم ببطولته سباستيان ستان، مايلز ج.
جاكسون، وباتريك وونج. وهو الفيلم الأمريكي الوحيد في المسابقة.
6
من أفلام المسابقة من إخراج نساء أو شاركت بعضهن في الإخراج، وهو نفس عدد
العام الماضي، وفيلمان منها هما أول إخراج.
من ألمانيا تتضمن المسابقة فيلمين هما “من هيلدا مع حبي”
لأندرياس درسن، و”يموت” لماتياس جلاسنر. ويضاف اليهما الفيلم التسجيلي
الطويل “المعماري” للمخرج الروسي فيكتور كوساكوفسكي وهو من الإنتاج المشترك
بين ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وهناك 3 أفلام فرنسية أولها فيلم “الإمبراطورية” للمخرج
برونو ديرمونت، وفيلم “ساعات الزمن” لأوليفر أسايس، و”اللغة الأجنبية”
للمخرجة كلير برجيه.
إلى جانب هذه الأفلام الثلاثة هناك فيلم للمخرج الموريتاني
عبد الرحمن سيساكو هو فيلم “الشاي الأسود”، وفيلم “داهومي”
Dahomey
وهو فيلم تسجيلي طويل للمخرجة السنغالية ماتي ديوب. وفيلم “كعكي المفضل”
للمخرجة الإيرانية مريم مغادام، والأفلام الثلاثة من الإنتاج الفرنسي.
في
المسابقة فيلم “ماء العين” للمخرجة التونسية- الأمريكية المقيمة في
مونتريال، مريم جبور، وهو فيلمها الروائي الطويل الأول، ومن التمويل
الفرنسي مع تمويل من كندا والنرويج وقطر والسعودية.
ومن جمهورية الدومينيكان يعرض داخل المسابقة فيلم “بيب”
Pepe
للمخرج نيلسون كارلوس دو لوس سانتوس أرياس.
وهناك فيلم “شامهالا” للمخرج مين باهدور بام من نيبال. ومن
المكسيك فيلم “المطبخ”
La Cocina
للمخرج ألونسو رويزبالاسيوس، وتقوم ببطولته الأمريكي روني مارا.
ومن إيطاليا هناك فيلمان في المسابقة ها “النهاية الأخرى”
للمخرج بييرو ماسينا، و”جلوريا” للمخرجة مرجرلايتا فيكاريو. ومن أيرلندا
فيلم “أشياء أخرى كهذه” للمخرج تيم ايلانتس وهو فيلم الافتتاح.
وداخل المسابقة أيضا فيلم “احتياجات المسافر” للمخرج هونج
سانجسو من كوريا الجنوبية. كما يعرض فيلم “الأبناء” لجوستاف موللر من
الدنمارك، وفيلم “حمام الشيطان” لفيرونيكا فرانز من النمسا.
وكما أشرت، فكثير من أفلام المسابقة يدخل فيها عنصر
المشاركة الألمانية وهو أمر طبيعي في مهرجان يقام في ألمانيا، فمهرجان كان
معظم أفلام البرنامج الرسمي بما فيها المسابقة، يدخل فيها عنصر الإنتاج
الفرنسي المشترك.
وتتميز المسابقة بالتنوع الشديد سواء في مواضع الأفلام أو
مخرجيها والخلفيات الثقافية لكل منهم، وتضم أفلاما تنتمي ثقافيا الى بلدان
العالم الثالث مثل ناميبيا والدومينيكان وتونس والمكسيك وموريتانيا، كما
تحضر السينما الإيطالية والفرنسية، كما تضم أفلاما لمخرجين ومخرجات من
الشباب، بما في ذلك الأعمال الأولى، لكن تغيب سينما بريطانيا وإسبانيا
والصين واليابان والسويد وروسيا، وبوجه خاص السينما الأمريكية، أي من
السينمات الكبرى.
البرنامج الرسمي للمهرجان الذي يضم أقسام المسابقة،
بانوراما، عروض خاصة، “الملتقى” أو الفوروم تعرض أكثر من 120 فيلما من
بينها أفلام لا تقل أهمية عن أفلام المسابقة.
تشمل العروض الخاصة 22 فيلما منها العرض العالمي الأول
للفيلم التسجيلي الطويل “صنع في انجلترا” للمخرج ديفيد هنتون، الذي يعلق
عليه بصوته المخرج الكبير مارتن سكورسيزي، وهو عن الدور الرائد للثنائي
البريطاني مايكل بأول وإيمريك برسبنجر، وأفلامهما الساحرة.
من العروض الخاصة أيضا فيلم “الأحجبة السبعة”
Seven Veils
للمخرج الكندي من أصل مصري أرميني أتوم إيجويان، ويروي قصة مخرجة مسرحية
تكلف باستعادة التحفة التي أخرجها أستاذها وربيبها السابق وهي أوبرا
سالومي، وخلال ذلك تستعيد الكثير من ماضيها وتواجه نفسها بعقدها الدفينة.
وإذا كانت المسابقة لم تشمل سوى فيلمين فقط من آسيا مع غياب
السينما اليابانية فهناك ثلاثة أفلام من اليابان تشارك في قسم العروض
الخاصة خارج المسابقة هما فيلم المخرج كيروساوا كيوشي “رنين”
Chime،
وفيلم “أغسطس جنتي” للمخرج كودو ريهو. والفيلم الثالث هو “رجل الصندوق
The Box Man
للمخرج غاكوريو إيشي
ويعود المخرج الإسرائيلي آموس جيتاي إلى برلين بفيلم جديد
هو “شيكون”
Shikun
من بطولة أيرين جاكوب، وبهيرة ابلاسي ووهانا لازلو. وفيه يتوقف غيتاي الذي
عرف بأفلامه المثيرة للجدل، أمام عشرين شخصية تعيش معا في مبنى واحد من
المباني المخصصة لإيواء الفقراء في صحراء النقب. والفيلم مبني على مسرحية
يوجين يونسكو “الخراتيت”.
وضمن العروض الخاصة فيلم من الأردن بعنوان “حالة الغرباء”
The Strangers Case
من اخراج براندت أندرسون (وهو مخرج أمريكي تجريبي)، وبطولة ياسمين المصري
ويحي محياني وعمر سي. والفيلم يتابع حياة أسرة من حلب في سورية وهي تحاول
التكيف مع ظروف الحرب الأهلية من زوايا تختلف باختلاف الأجيال.
ويشارك المخرج الأمريكي الكبير أبيل فيرارا بفيلمه الجديد
“تحول في الريح”
Turn in the Wind
وهو فيلم تسجيلي طويل يرصد تفاصيل الحياة في كييف منذ اندلاع الحرب هناك.
في قسم “بانوراما” يشارك 30 فيلما من بينها 25 فيلما تعرض
للمرة الأولى عروضا عالمية، إلى جانب مسلسل تليفزيوني. ويفتتح القسم
بالفيلم السويدي “عبور”
Crossing
للمخرج ليفان أكين وهو أول فيلم له منذ 2019 عندما شارك بفيلمه “وعندئذ
رقصنا”
ِAnd Then We Danced في
مهرجان كان السينمائي. ويصور الفيلم قصة مدرسة متقاعدة تبحث عن ابنة أخيها
فيقودها البحث الى الذهاب لمدينة إسطنبول التركية حيث تلتقي هناك بمحام
يدافع عن حقوق الجنس المتحول.
يشارك فيلم “الأصدقاء الجدد” للمخرج الفرنسي أندريه تشينيه
وبطولة إيزابيل أوبير التي تقوك بدور ضابط شرطة، كما يشارك في بانوراما
الفيلم اللبناني “يوميات لبنان” Diaries
From Lebanon لمريم
الحاج وهو فيلم تسجيلي يتابع مصائر ثلاث شخصيات تجوب لبنان بينما تلوح
الثورة في الأفق.
ويعرض مدير التصوير الإيراني- الألماني فرانز فيشاراكي
فيلمه الأول كمخرج وهو بعنوان “بماذا حلمت الليلة الماضية يا بارادجانوف”.
وفيه يصور تجربة عائلته في المهجر.
أما المخرج الكندي بروس لابروس فيستمد فيلمه “الزائر” من
فيلم “نظرية” لبازوليني، الذي نرى فيه رجل غريبا يهبط على أسرة بورجوازية
ويضاجع جميع أفرادها ليغير حياتهم إلى الأبد.
ومن الصين يشارك فيلم “تاريخ مختصر لعائلة للمخرج لين
جيانجي وهو أول أفلامه الروائية الطويلة، ويصور مرحلة ما بعد الطفل الواحد
في الصين، والعلاقة بين أسرة ميسورة الحال وصديق ابنها الوحيد، وما تكشف
عنه من خفايا وأسرار.
ضمن برنامج “بانوراما” أيضا فيلم “لا أرض أخرى”
No Other Land
الذي جاء نتاجا لتجربة في الإخراج الجماعي اشترك فيها الفلسطينيان باسل
الدره وجمدان بلاط مع الإسرائيليين دوفال أبراهام وراشيل زور، في انتاج
مشترك فلسطيني نرويجي، ويصور تدمير المنازل الفلسطينية في بلدات مسافر يطا
بالضفة الغربية قرب الخليل، وتعقد العلاقة التي كادت أن تجمع بين الناشط
الفلسطيني باسل والصحفي الإسرائيلي يوفال.
ويعرض في قسم جيل
Generation 32
فيلما من بينها 7 أفلام أولى لمخرجيها، و22 فيلما عروضا عالمية أولى. وكلها
من أفلام الشباب. من هذه الأفلام الفيلم القصير “سكون” للمخرجة دينا ناصر
وهو من الإنتاج الفلسطيني المصري الأردني المشترك ويصور كيف تتعرض فتاة،
لاعبة كاراتيه ضعيفة السمع لاعتداء جنسي يجعلها تفقد القدرة على السيطرة
على نفسها، وتسعى بمشقة لاستعادة قدرتها على التحكم في حياتها.
دينا ناصر مخرجة ومنتجة أردنية من أصل فلسطيني. تخرجت في
الفنون الجرافيكية في الأردن، وعملت على توسيع تدريبها الوثائقي بمشاركتها
في برنامج ايراسموس دوك نومادس
(Erasmus DocNomads)
في لشبونة وبودابست وبروكسل.
ويشمل قسم “الملتقى” (الفوروم) 40 فيلما قصيرا وطويلا.
وهناك قسم خاص للكلاسيكيات المستعادة، وقد ألغى المهرجان هذا العام قسم
السينما الألمانية الكلاسيكية وضمها الى الكلاسيكيات.
ويحتفي مهرجان برلين بالمخرج الألماني الكبير إدجار رايتز
(91 عاما) صاحب رائعة “هايمت”، الذسي سيمنحه المهرجان كاميرا البرليناله. |