ترشيحات الأوسكار وأوبنهايمر ينال الحصة الأكبر..
سكورسيزي يشيد بـ(كابريو): أحد أعظم الممثلين في تاريخ
السينما
محمد ناجي ومتابعة المدى
يحبس عالم السينما أنفاسه اليوم (الثلاثاء) بانتظار الإعلان
في لوس أنجليس عن قوائم الترشيحات إلى جوائز الأوسكار لهذا العام، مع توقّع
نيل فيلمي "باربي" و"أوبنهايمر" الحصة الأكبر منها.
وقد ينال كلّ من "باربي" و"أوبنهايمر" اللذين حققا مجتمعَين
إيرادات بلغت 2.4 مليار دولار، وشكّلا ظاهرة أطلقت عليها شبكات التواصل
الاجتماعي تسمية "باربنهايمر" لتزامن طرحهما في الصالات، نحو 12 ترشيحاً
للجوائز التي ستُوزّع في مارس (آذار).
ويحظى فيلم كريستوفر نولان عن سيرة مبتكر القنبلة النووية
بحظوظ كبيرة لنيل حصة الأسد من الترشيحات بعدما حصل على 5 جوائز "غولدن
غلوب".
الممثلان كيلان ميرفي وروبرت داوني جونيور بطلا فيلم
"أوبنهايمر" في حفل توزيع جوائز "مهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي"
السنوي الـ35 في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
أما فيلم غريتا غيرويغ عن اكتشاف الدمية البلاستيكية
الشهيرة مدى الكراهية في حق النساء في العالم الحقيقي، فيسعى إلى إثبات
قدرته على تحويل إنجازه التجاري على شباك التذاكر إلى نجاح هوليوودي.
وقال الكاتب في موقع "ديدلاين" المتخصص، بيت هاموند،
لـ"وكالة الصحافة الفرنسية": "إنها سنتهما، ويُتوقع أن يهيمنا على
الترشيحات". ولاحظ هاموند أن "الأفلام الكوميدية (...) تحظى عادة بحظوظ أقل
في حصد الجوائز من الأفلام الأكثر جدية". وأضاف: "في عالم (باربنهايمر)، من
الواضح أن أوبنهايمر يتمتع بالأفضلية؛ لأن طابعه أكثر جدية، ويبدو مهماً".
وفرض نجما الفيلمين، أي كيليان مورفي في دور جاي روبرت
أوبنهايمر، ومارغو روبي في دور باربي، نفسيهما مرشّحين أساسيَّين لجائزتَي
التمثيل.
وينطبق الواقع نفسه على المرشحين من الفيلمين لجائزتَي
الأدوار المساندة، إذ برع روبرت داوني جونيور في تجسيد شخصية بيروقراطي
محافظ يشكّل إقصاء أوبنهايمر هاجساً له، في حين تألق راين غوسلينغ في شخصية
كين الذي انجرف في الذكورية.
إلى جانب هذين الفيلمين اللذين حققا نجاحاً كبيراً في
الصيف، "يبدو من السهل التنبؤ" بالمنافسين الآخرين على جائزة "أوسكار -
أفضل فيلم" هذه السنة، بحسب هاموند.
وتتجه الأنظار في هذه الفئة إلى "كيلرز أوف ذي فلاور مون"
التاريخي لمارتن سكورسيزي، و"بور ثينغز" الذي نال "الأسد الذهبي" في مهرجان
البندقية، والقصة الميلادية "وينتر برايك"، و"مايسترو" للأميركي برادلي
كوبر إخراجاً وتمثيلاً في دور قائد الأوركسترا ليونارد برنستاين.
وشملت التوقعات أيضاً الفيلم الفرنسي الحائز "السعفة
الذهبية" في مهرجان كان "أناتومي أوف فول
(Anatomie d›une chute)".
وفاز الفيلم بجائزتي "غولدن غلوب" في مطلع يناير (كانون
الثاني)، ويمكن أن يُرشح أيضاً لـ"أوسكار- أفضل سيناريو"، وأن تنافس في فئة
"أفضل ممثلة" بطلته ساندرا هولر، التي تؤدي كذلك دور البطولة في عمل منافس
آخر هو "زون أوف إنترست" الذي فاز بـ"الجائزة الكبرى" في "مهرجان كان".
لكن "أناتومي دون شوت" الذي تجسّد فيه هولر دور كاتبة متهمة
بقتل زوجها لن يتمكّن من الفوز بجائزة "أوسكار- أفضل فيلم" بلغة أجنبية،
حسب "وكالة الصحافة الفرنسية".
فقد اختارت فرنسا لتمثيلها في السباق إلى الأوسكار فيلم "لا
باسيون دو دودان بوفّان
(La Passion de Dodin Bouffant)"،
وهو قصة حب تاريخية بين اثنين من عشاق الطعام.
وتعليقاً على الجدل الذي أثاره هذا الاختيار، قال أحد أعضاء
اللجنة المسؤولة عن هذا القرار، شارل جيليبير، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية":
"من الواضح تماماً أننا لم نرسل الفيلم المناسب إلى الأوسكار". وطالب
المنتج بإصلاح الهيئة التي تتولى الترشيح لجهة "زيادة عدد الناخبين" فيها.
وبين "أناتومي دون شوت" لجوستين ترييه، و"باربي" للمخرجة
غريتا غيرويغ، و"باست لايفز"، وهو فيلم أميركي - كوري لسيلين سونغ، يمكن أن
تشمل المنافسة على "أوسكار- أفضل فيلم" 3 أعمال من إخراج نساء، وهي سابقة
في تاريخ هذه الجوائز.
فطوال 95 عاماً من وجود جوائز الأوسكار التي تعرّضت طويلاً
لانتقادات؛ بسبب افتقارها إلى التنوع، لم يُرشّح لمكافأتها الأبرز سوى 19
فيلماً روائياً طويلاً لمخرجات.
وقال هاموند: "قد تكون هذه السنة الأهمّ بالنسبة للنساء في
السباق إلى جائزة أفضل فيلم". أما بالنسبة إلى فئة أفضل مخرج، فاكتفى
بالقول: "سنرى".
ففي ظل التنافس الشديد بين الذكور، وفي مقدمهم كريستوفر
نولان ومارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر، تبدو غريتا غيرويغ الأوفر حظاً بين
النساء لتحقيق اختراق، في حين سيُحدث ترشيح جوستين ترييه، إذا ما حصل،
دوياً كبيراً.
المخرجة غريتا غيرويغ خلال تصوير فيلم "باربي" مع رايان
غوزلينغ ومارغو روبي (وارنر برازر - أ.ب)
وفي فئة أفضل ممثلة، يبدو أن الجائزة ستكون موضع مبارزة بين
إيما ستون التي تجسّد نسخة أنثوية من فرانكنشتاين في "بور ثينغز"، وليلي
غلادستون التي تؤدي في "كيلرز أوف ذي فلاور مون" دور أميركية من الهنود
الحمر الأميركيين حققت ثروة من النفط، تُواجه سلسلة جرائم قتل قبيلتها من
سكان أميركا الأصليين.
وفي المقابل، قد يُستبعَد من الترشيحات لفئة أفضل ممثل
ليوناردو دي كابريو، الذي يؤدي في الفيلم دور زوجها، نظراً إلى كون
المنافسة شديدة جداً. ويُتوقع أن تشمل قائمة المرشحين، بالإضافة إلى كيليان
مورفي وبرادلي كوبر، كلاً من بول جياماتي عن دوره أستاذَ تاريخ في فيلم
"المستمرون
(The Holdovers)"،
وجيفري رايت عن فيلم "أميركان فيكشن" وكولمان دومينغو عن فيلم "بايارد
راستين".
ويقام الاحتفال السادس والتسعون لتوزيع جوائز الأوسكار في
10 مارس المقبل، بعد عام شهد إضراباً تاريخياً للممثلين وكتّاب السيناريو
في هوليوود.
وفي السياق نفسه عمل مارتن سكورسيزي وليوناردو دي كابريو
معاً بشكل وثيق لما يقرب من ربع قرن، بدءاً من "عصابات نيويورك" والآن
"قتلة زهرة القمر
"Killers of the Flower Moon"
"،
وهو فيلمهما الروائي السادس معاً. يؤدي دي كابريو دور البطولة في الفيلم
بدور (إرنست بوركهارت)، الذي عمل قاتل لصالح عمه (روبرت دي نيرو)، أثناء
تورطه في جرائم قتل لأفراد من قبيلة أوساج في أوكلاهوما، بعد اكتشاف النفط
في أراضي القبيلة، في عشرينيات القرن العشرين. في حفل
National Board of Review
في مدينة نيويورك في 11 يناير الجاري، حصل سكورسيزي على جوائز أفضل فيلم
وأفضل مخرج، بينما فازت ليلي جلادستون أيضا بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في
دور (مولي بوركهارت).
تحدث سكورسيزي في الحفل عن دي كابريو كأفضل ممثل عن فيلم
"Killers"
وأشاد بنجمه دي كابريو باعتباره "أحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما"،
وأنه سبق وجرى من قبل ترشيح دي كابريو لنيل جائزة أفضل ممثل عن دوره في
أفلام سكورسيزي،
"The
Aviator"
و
"The Wolf of Wall Street".
"لم
يستطع دي كابريو ان يكون معنا الليلة لسبب وجيه حقا... إنه منشغل
بالاستعدادات لفيلم بول توماس أندرسون الجديد. كانت البداية، حين أخبرني دي
نيرو عن ليو دي كابريو عندما عمل معه في "حياة هذا الصبي". قال: "عليك أن
تعمل مع هذا الرجل يوما ما". حتى ذلك الوقت، لم يوصني دي نيرو أبدا بأي
شخص. لذلك في 23 عاما صنعنا ستة أفلام معاً حتى الآن... أنا أؤمن به. أعلم
أنني أستطيع أن أثق به. تعمقه تام في تفاصيل الشخص الذي يحاول لعب دوره في
الفيلم. إن شجاعته هي شيء يمنحني الحياة عندما أصنع فيلما"، قال سكورسيزي.
وتابع: "وتابع أنه مع دي كابريو، هناك "بحث مجنون لا هوادة
فيه عما قد يكون حقيقة كل شخصية يلعبها. كما تعلمون، إنه عبقري حقا عندما
يتعلق الأمر بالفيلم، ويمكنك أن ترى ذلك في وجهه. يمكنك رؤيته ليس فقط من
خلال عينيه، ولكن لديه وجه الفيلم. ليس عليه أن يقول كلمة واحدة. كل شيء
هناك. يمكنك أن ترى ذلك في جميع أفلامه التي قام بها من
"This Boy Life"
إلى صورة
"Gilbert Grape"،
والتي كانت رائعة، على طول الطريق حتى " العائد
The Revenant"
الاستثنائي.
وأضاف سكورسيزي: "عندما عملنا "الطيار
Aviator"
و "الراحل
Departed "،
شعرت، حقاً، بنوع من الانبعاث لطاقتي الخاصة، ومن نواح كثيرة، "قتلة زهرة
القمر" هو تتويج لكل عمل مشترك بيننا. على طول الطريق وحتى النهاية عندما
يقف في منصة الشهود، كنت أعلم أنه يمكنني فقط إبقاء الكاميرا عليه وعدم
قطعها، لأنني كنت أعرف أنه سينقل كل ما كان يحدث في تلك اللحظة الحاسمة.
وأخذنا لقطة واحدة، وأصبحت عاطفيا في المجموعة، وكان هذا كل شيء. لقطة
واحدة، لذلك أراه يتعمق أكثر في زوايا تجربة إنسانية لا يستطيع الكثير منا
تحملها حتى للاعتراف بضعف وأوهام هذا الرجل في الفيلم. أنت تكرهه ولكنك
تميل أيضا إلى حبه... كل التناقضات حول ما يعنيه أن تكون إنسانا. أعرف حقا
أنه أحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما. أشكره على كل شيء". |