تصوير معظم مشاهده فى «تبوك».. «هجان».. رحلة عبر الصّحراء
بحثًا عن الحرّية والحياة
كتب: سعيد
خالد
شهدت فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر
السينمائى، التى اختتمت مؤخرا بعرض الفيلم السعودى «هجان» إخراج أبوبكر
شوقى، بطولة عمر العطاوى، عزام نمر، عبدالمحسن النمر، شيماء الطيب، إبراهيم
الحساوى، محمد هلال، إنتاج محمد حفظى، والفيلم مغامرة وقصّة مؤثّرة حول
الرّابط العميق الّذى يمكن أن يتطوّر بين الإنسان والحيوان، من خلال «مطر»
أصغر فرد فى عائلة سعودية من فرسان الجمال، عندما يسقط شقيقه خلال سباق
ويقتل، يتعيّن عليه أن ينتقل للعيش مع العائلة فى المدينة، بينما يتمّ بيع
جمله الخاصّ «حفارة» لأكل لحمه، ويستعرض الفيلم رحلة تهدّد حياة البطلين
عبر الصّحراء بحثًا عن الحرّيّة وحياة أفضل، وتمّ تصوير «هجان» ومعظم
أحداثه فى «تبوك» على السّاحل الغربىّ للسّعوديّة.
قال مخرج الفيلم أبوبكر شوقى فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»:
«سعيد بعرض الفيلم بمهرجان البحر الأحمر ضمن قسم «روائع عربية»، وردود
الفعل التى تلقيتها حول الفكرة، وأتمنى أن يحظى بنفس الاهتمام الذى شعرت به
بمجرد عرضه فى دور العرض السينمائى سواء فى السعودية أو دول الخليج وفى
مصر».
وأضاف شوقى: «تحمست فى البداية للفكرة كونها تتناول عالم
سباق الجمال، واعتبرته فرصة لا تعوض، لم يسبق أن تمت معالجته سينمائيًا،
عالم جديد تمامًا على المشاهد، لذلك لم أهتم بكون البلد المنتج السعودية أو
غيرها، بالنسبة لى كانت فرصة غير قابلة للرفض، والقلق الذى شعرت به كان
طبيعيا كأى عمل جديد أتصدى له، جزء كبير من الإخراج يكمن فى المجازفة
وتقديم كل ما هو جديد، دائمًا أبحث عن تقديم أعمال عن عوالم جديدة أتعرف
عليها من خلال الفيلم والتجربة».
وتابع أبوبكر شوقى لـ«المصرى اليوم»: «فى فترة من حياتى كنت
أدرس فى جنوب الأردن، وهى منطقة بدوية تعلمت فيها الكثير عن عالم سباق
الجمال، ولم يكن هناك مشروع لفيلم اسمه هجان وقتها، وكنت مبهورا بهذا
العالم، وأمنيتى أن أقدم فيلما فى الصحراء، وشعرت بتشوق وحماس ولم أتردد».
وعن أسلوبه فى اختيار أعماله قال شوقى: أبحث دائمًا عن
القصة الجيدة، بغض النظر عن نوع التيمة الخاصة بالعمل، قصة هجان مختلفة
وغريبة، وقصته جذبتنى شخصيًا، الفيلم الصادق لأى مخرج هو الفيلم الذى يقدمه
لنفسه، ويطمح فى رؤيته على شاشة السينما، مثل فيلم (يوم الدين) كنت أتمنى
رؤية عمل فى نفس الإطار سينمائيًا«.
وتابع: «فكرة تخلى البنت عن الحجاب فى نهاية الأحداث، كان
جزءا كبيرا ومهما من القصة، فيه معنى التحرر بأننى موجودة وليس هناك داع
للتخفى».
وحول تعاون النجوم مع الجمال أكد: «كان لدينا عمر العدوى
وهو من عالم الجمال فى الأساس، وباقى الأبطال أدخلناهم فى هذا العالم خاصة
أننا صورنا فى مناطق حقيقية، ولى الشرف بالتعاون مع أهم فنانين فى المملكة
العربية السعودية وأتمنى أن يحقق جماهيرية كبيرة ويصل للناس خاصة الذين
يجهلون تفاصيل هذا العالم».
وأضاف: «تصوير الفيلم كان فيه الكثير من الصعوبات، وتعرضت
لقلق أكثر من مرة أثناء التواجد داخل اسطبل الجمال، وفى يوم تصوير للفنان
عبدالمحسن النمر شعر بمدى توترى وقال لى وقتها (إنت مشدود ليه؟)، ونفذ
المشهد ونام وسط الجمال، دون تساؤل، لإدراكه أنه مشهد مهم».
من جانبه قال الفنان إبراهيم الحساوى: «الفيلم تجربة سعودية
مهمة، ويشرفنى المشاركة فيها بغض النظر عن حجم الدور، رأيى أنه لا وجود
لدور صغير وآخر كبير، ولكن هناك شخصية، ودور عابد فى هجان هو الذى كان يمثل
التوازن بين الخير والشر، وهو فى الجانب الخير الداعم للهجانة، وعلى النقيض
يجسد الفنان عبدالمحسن النمر الجانب الشرير، استمتعت بالشخصية رغم قلة
مشاهدها، لا أصور كاركتر مثل أى فيلم أو مسلسل ولكنى أحببتها».
وأضاف: «عمر السينما فى السعودية قليل، مازلنا فى البداية
ونقول بسم الله، ولكن الانطلاقة كانت قوية، السينما صناعة وتم إنشاء هيئة
الأفلام فى السعودية لاحتواء صناع الأفلام، لدينا بعض النواقص التى سيتم
العمل على تكملتها فى المستقبل القريب، ويتم تجهيز استديوهات تصوير فى
نيوم، وبالفعل تم تصوير عدد كبير من الأفلام العالمية فى العلا وغيرها،
وسيكون هناك نهضة كبيرة فى السينما، جيد أن نصل للعالم بثقافاتنا وحكايتنا
من خلال الفن».
وأوضح: «تعاملت مع المخرج أبوبكر شوقى على أننى ممثل جديد،
وهو مخرج جديد بالنسبة لى، شاهدت فيلمه يوم الدين ولم يضم نجوما معروفين،
ليس بالضرورة أن نعرف كل شىء عن الجمال والهجانة، وهو يدرك إلى أين يذهب
الفيلم ورسائله وإسقاطاته وتقاطعاته، أبوبكر شوقى كان متمكنا، مدركا
لأدواته، صديقا للمثل ولديه القدرة على قيادته، صغيرا كان أو كبيرا، يتعامل
بإنسانية، ومكسب كبير أن يخوض تجربة فيلم سعودى وأشعر وكأنه مكتوب بشكل
مخصوص لأبوبكر شوقى».
وشدد: «مصر هى أم الفن، وأم الدنيا، وشاركت فيها بعملين
مسرحى وآخر تلفزيونى، كلاهما مع الفنان المنتصر بالله، وأتمنى المشاركة فى
أعمال أخرى مستقبلًا ولكن بشخصية السعودية وباللهجة السعودية».
وأكد الفنان عبدالمحسن النمر: «فيلم (هجان) يضم العديد من
العناصر المهمة المكتملة، دخلته بدون خوف أو قلق، وإن كنت لم أتوقع ردود
الفعل أن تكون بهذه الإيجابية، عمل إضافة لرصيدى، رغم أننى كنت متخوفا من
السينما، لكن هذا الخوف زال مع التحرر والانفتاح فى الكثير من الأعمال
والأفكار، بدأنا كبارا فى السعودية، وسنكون على قدر المسؤولية، خوفى من
مشروع (هجان) كان إيجابيا».
وعن تعاونه مع المخرج أبوبكر شوقى قال: «أبوبكر شوقى كان
أحد أسباب قبولى للعمل، لأن لديه القدرة على صنع الممثل، وقتها فوجئت
باتصال منه ليجلس معى وفى أول لقاء سمع فيه أكثر مما تحدث، وبحثت عنه، ما
كنت أعرفه وقتها، وقال لى: (أخرجت فيلم يوم الدين شاهده، وبعدها نتحدث)،
وبعد مشاهدتى للفيلم قلت أنا معه وأى شروط يمكن تذليلها على مستوى الوقت
والأجر وغيره، هو كان متحمسا وطمأننى ذلك تمامًا، بروفاتنا كانت ممتعة».
وحول كواليس الشخصية قال: «لم أحب جاسر، ولا أعتقد أن هناك
أى شخص يمكن أن يحب تلك الشخصية، لكنى أحببته على المستوى الفنى، به مساحة
لاستعراض ملكاتى التمثيلية، وكان لدى تحفظ بسبب تصرفاته وبعد ذهابى لمكان
وبيئة الشخصية آمنت به وبأفكاره بشكل مطلق، وحكايته مع زوجته، حبه وغروره
وإحساسه مختلف، سعيه لتحقيق هدفه مخيف، شخصية مركبة وغريبة».
وتحدثت الفنانة شيماء الطيب عن أن أهم ما جذبها للفيلم
الشخصية التى تجسدها ورسالتها المهمة التى تعكس قوة المرأة وقدرتها على
المواجهة، أن تقول إنها لا تخاف وستكمل حتى تحقق حلمها بغض النظر عن
الصعوبات التى تواجهها».
وتحدث الفنان عزام نمر عن مشاركته وقال: »سيناريو فيلم
(هجان) فيه حرفية بعيدا عن عشوائية بعض التجارب السعودية الأخيرة، لقائى
الأول بالمخرج أبو بكر شوقى كان فيه كثير من الحذر لأننى أدرك أن السينما
عالمها مختلف، وكنت أبحث عن تجربة فيها حالة من الاكتمال، وهو مخرج مهتم
بالحالة الإنسانية، وطلب منى مشاهدة فيلمه (يوم الدين) قبل التصوير«.
وأضاف: »التصوير معظمه فى الصحراء، بمجرد ما انتهت مشاهدتى لفيلم يوم الدين
اتصلت وقلت له أنا معك، ومستعد بالوقت والجهد وباقى العناصر الأخرى كلها
كانت مكتملة». |