«البحر الأحمر السينمائى» يُسدل الستار على دورته الثالثة
(ملف خاص)
كتب: سعيد
خالد
أسدل الستار على الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر
السينمائى الدولى، بإقامة حفل الختام أمس الأول، فى حين تستمر الفعاليات
وعروض الأفلام حتى اليوم لجمهور وراود المهرجان وعشاق السينما ليتمكنوا من
متابعة الأفلام فى البرامج المختلفة للمهرجان، منها الأفلام الفائزة فى
المهرجان بجوائزه المختلفة.
كما يختتم المهرجان عروضه العالمية بالعرض الأول فى منطقة
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لفيلم «فيرارى»، وهو فيلم السيرة الذاتية
المرشح لجائزة الأوسكار، للمخرج مايكل مان، ومن بطولة كلّ من آدم درايفر،
وبينيلوبى كروز، إلى جانب عرض خاص لفيلم «الصبى ومالك الحزين» لهاياو
ميازاكى.
«أنف وثلاث عيون».. رواية إحسان عبدالقدوس برؤية 2023
شهدت فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر
السينمائى الدولى عرض الفيلم المصرى «أنف وثلاث عيون» ضمن مسابقة «روائع
عربية»، بحضور صناعه، المخرج أمير رمسيس، المؤلف وائل حمدى، وهو العمل
المأخوذ عن رواية «أنف وثلاث عيون» للكاتب إحسان عبدالقدوس، بطولة ظافر
العابدين، صبا مبارك، سلمى أبوضيف، أمينة خليل، إنتاج شاهيناز العقاد، وسبق
تقديمه فى فيلم حمل الاسم نفسه قبل 51 عامًا للمخرج حسين كمال.
ولعب بطولته ماجدة، نجلاء فتحى، محمود ياسين، ميرفت أمين،
صلاح منصور، حمدى أحمد، فالفيلم مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للعملاق
الأدبى المصرى الرّاحل «إحسان عبدالقدّوس»، حول حياة رجل محاصر بين 3 نساء،
«هاشم» جرّاح تجميل بارز فى أواخر الأربعينات من عمره يجسده ظافر العابدين،
يستشير «علياء» الطّبيبة النّفسيّة لمساعدته فى شرح ارتباطه بامرأة تصغره
بكثير، تدعى «روبى»، والّتى تدير حسابه على وسائل التّواصل الاجتماعى.
تتساءل «علياء» إن كانت «روبى» تشبه والدة «هاشم»، وتطلب
منه أن يبدأ فى كتابة مذكّرات عن علاقاته السّابقة، يشكّك «هاشم» بطلب
«علياء»، ولكن عندما يصادف شغفًا سابقًا عند خروجه من عيادتها، تبدأ الأمور
فى الاتّضاح.
«المصرى اليوم» حاورت صناع الفيلم للكشف عن تفاصيله قبل
عرضه تجاريًا فى دور العرض بمصر والوطن العربى.
وأكد المخرج أمير رمسيس أن فكرة تحويل الرواية وإعادة
معالجتها، كانت للمنتجة شاهيناز العقاد، ولم يكن منذ فترة بعيدة، والفيلم
تم تنفيذه بسرعة شديدة، الكل كان متحمسا للتجربة، أحب إحسان عبدالقدوس على
المستوى الشخصى واعتبره أفضل الروائيين المصريين فى رصد العلاقات العاطفية،
ويسردها بذكاء بتشابك محبوك، كنت متخوفا جدًا من إعادة معالجة الرواية.
رغم أننى أحبها جدًا، رؤيتى أنه صعب جدًا أن تتحول إلى فيلم
سينمائى، لأنها عبارة عن 3 قصص وعلاقتهم مع رجل، وبعد قراءتى لسيناريو وائل
حمدى، تحمست، لأننى بصدد معالجة ذكية جدًا، خان الرواية الأصلية ليقدمها
بشكل سينمائى، ولكنها خيانة إيجابية، تحمست للمشروع بعدها بقدر خوفى منه
ومن هنا جاءت الفكرة.
وعن حقيقة إضافته للسيناريو أو التعديل به أوضح رمسيس: «أنف
وثلاث عيون» كانت أقل تجربة تدخلت فيها بالتعديل على السيناريو، وملاحظاتى
كانت على الشكل الإخراجى.
وتابع: لم نقصد التقليل من مساحات الأدوار النسائية، وكل
كاركتر نسائى تم تقديمه بالشكل المطلوب، مع التفسير المختلف وإعادة القراءة
للرواية، الفيلم يتم تقديمه فى 2023 بعض الأمور التى كانت مقبولة مجتمعيًا
وقت كتابة الرواية ومثلا عمر الشخصيات كان أغلبهم فى سن 19 سنة، تم تطويرها
وفقًا للعصر الحالى وفق التحليل الجديد لشخصية د. هاشم، وأعتقد أن الجمهور
سيتشبع من كل الشخصيات النسائية فى الفيلم ومنها أمينة ورحاب ونجوى، مساحة
كل منهن كانت وافية، تعاملت معه كمخرج فقط.
وردًا على حقيقة التخوف من تقديم مشاهد حميمية أو قبلات فى
الفيلم بسبب الرقابة قال أمير: لا أخشى مقص الرقيب، ولم يأت ذلك عن عمد، أو
بسبب تخوف من الرقابة، نتعامل مع شخصية تعانى من أزمة فى العلاقة الحميمية
والجسدية مع الشخصية التى يحبها، وشكل السرد فى الفيلم ثقل أن يكون المشاهد
ينتظر الحميمية ولا تحدث هو أهم من تجسيدها، لست ضد مشاهد الحب فى أفلامى.
لكن نوع الفيلم والحدوتة هو من فرض ذلك، الرواية كتبت فى
زمن الشكل الاجتماعى فيه مختلف، فى وقت الانفتاح بمصر فى الستينيات
والسبعينيات، يسمح بشكل معين من العلاقات، ولكن القيود المجتمعية الآن غيرت
من شكل المجتمع المصرى، قدمنا معالجة وفية للغة العصر وللقيود المجتمعية
أيضًا المفروضة على العلاقات.
وأضاف: كنت حريصا على مراجعة الطب النفسى طوال فترة تصوير
الفيلم، بدءًا من مرحلة الكتابة والتصوير، وأى أمور متعلقة بالطب كنا نعود
لمتخصصين، وكان معنا طبيب تجميل لاستشارته بأمور تتعلق بكون د. هاشم بطل
الرواية هو طبيب تجميل، وكان يقرأ المشاهد قبل تنفيذها، وقدمنا الطبيب
النفسى بعيدًا عن النمطية وكانت هى الأخرى تعالج نفسيًا وكان خطا قريبا من
النار وأحتاج مراجهة مع الطب النفسى وهو ما قمنا به بالفعل.
وتابع: ردود الفعل على الفيلم والتعليق على شكل ظهور
الممثلين سواء ظافر العابدين أو سلمى أبوضيف كانت جيدة مع العرض العالمى
الأول للفيلم بمهرجان البحر الأحمر السينمائى، كلاهما بذل مجهودا كبيرا
وقدمت سلمى أداء متميزا وخطوة جديدة فى مسارها وسعيد بالتعاون معها.
وتابع أمير رمسيس: كنا منشغلين بالشكل النمطى للشخصيات التى
يحبها د. هاشم وإعادة قراءته برؤية عصرية فى 2023، وحينما تتعامل السينما
مع الأدب فيه جزء من المجازفة لكن هذه هى السينما.
سلمى أبوضيف: «روبا» أكثر شخصية أحببتها فى أدوارى
تحدثت الفنانة سلمى أبوضيف عن فيلم «أنف وثلاث عيون»
واعتبرته تجربة مختلفة ومميزة، وقالت: تواصل معى المخرج أمير رمسيس، وتحمست
له لعدة أسباب، بمجرد قراءتى الأولى للعمل وجدت أنه مختلف فى المعالجة عن
كل الأعمال التى تناولت الرواية من قبل سواء فى السينما والإذاعة، وعندما
أوضح لى كاست الفيلم كان العامل الثانى الذى دفعنى لقبوله.
إضافة للإنتاج لشاهيناز العقاد، والسيناريو كذلك، حينما
تحدثت مع وائل حمدى على تفاصيل شخصية رحاب أو روبا، أعتبرها أكثر شخصية
أحببتها فى كل الأدوار التى جسدتها، سهلة وخفيفة لم تكن صعبة، كان من
الممكن أن تكون معقدة لكنى تعرفت عليها بسهولة.
وأضافت: لم أقرأ الرواية الأصلية، وتعرفت عليها للمرة
الأولى من خلال السيناريو لوائل حمدى، ولم أرجع لفيلم «أنف وثلاث عيون»
للمخرج حسين كمال، تعاملت وفقًا لوجهة نظر الكاتب والمخرج.
وأكدت سلمى: أشعر أن كل دور أجسده يترك لى رسالة ويذهب،
وشعرت بعد انتهاء تصوير «أنف وثلاث عيون» أنه قد تتعامل مع شخصيات فى حياتك
وتحبه دون أن تكمل هذه العلاقة، حتى يمر الوقت وتجد الشخص المناسب لتحبه.
وأكدت: فى «أنف وثلاث عيون» لم يتم التركيز على فكرة سبب حب
روبا لشخص أكبر منها فى العمر بسنوات، ولكن التركيز كان على المشاكل التى
دفعت د. هاشم للدخول فى تلك العلاقة وبمجرد قيامه بحل مشاكله منذ طفولته
عاد إلى حبيبته وتزوجها.
شاهيناز العقاد: تقديم الدراما الرومانسية غائب عن السينما
أكدت المنتجة شاهيناز العقاد أنها من تحمست لتقديم الرواية
فى فيلم سينمائى، رغم معالجتها فى أكثر من عمل من قبل، ولكن هى المرة
الأولى مقارنة بكل التجارب السابقة أن يتم تغطية كل جوانب الرواية، بحسب
وصفها.
وتابعت: بمجرد قراءتى لمعالجة وائل حمدى، تحمست، وتفاجأت،
لأنه يعكس أسباب تدمير د. هاشم لحياته، ويبحث دائمًا عن شخصية مثالية،
ومهما كان هناك شخص سيئ وتصرفاته غير مقبولة للبعض، إلا أنه فى شخصيته أمور
تسببت له فى ذلك، وهو ما تم العمل والتركيز عليه.
وأضاف: الإنتاج السينمائى فيه مخاطرة، لكنى أعشق تلك
المغامرة، أحرص على تذليل كافة العقبات أمام المخرج، وكل العاملين فى أى
فيلم، وجمال السينما يكمن فى التنوع الخاص بموضوعاتها واختلاف الأذواق،
تقديم الدراما الرومانسية منذ فترة غائب عن السينما، لكن رأيى أن شباك
التذاكر يحتاج لها فى الوقت الحالى.
ظافر العابدين: المقارنة مع محمود ياسين صعبة
كشف الفنان ظافر العابدين تفاصيل شخصيته فى فيلم «أنف وثلاث
عيون»، وقال لـ«المصرى اليوم»: أبحث دائمًا عن الأدوار المركبة والصعبة،
مشاركاتى فى السينما لم تكن متعددة، لأننى أبحث فيها عن الاختلاف بعيدًا عن
أدوارى فى الدراما التلفزيونية، دور د. هاشم فيه تحد، لأنه بعيد عن كل
أدوارى فى مصر، وكل مشاهده وأحاسيسه فى العمق، ليس سطحيًا، يراجع نفسه
وذاته كل يوم، لم يكن سهلًا فى تنفيذه، مطلوب نقل ما يعيشه من مشاعر
واضطرابات وتخوفات.
وردًا على فكرة مشاهدته للتجارب السابقة حتى يتفادى تكرار
غيره من النجوم قال: تعاملت مع الفيلم وكأنه ينقل عن الرواية للمرة الأولى،
معتمدًا على السيناريو، وفقًا لوجهة نظر المخرج، ورؤيتى أيضًا، لم أفكر فى
المقارنة مع الأستاذ محمود ياسين، صاحب التاريخ الكبير والأدوار العظيمة فى
السينما المصرية، المقارنة معه بالتأكيد صعبة، والمهم بالنسبة لى كان
التركيز على السيناريو ووجهة نظره الشخصية.
وتابع ظافر: شاركت فى السينما المصرية والتونسية وفى فرنسا
ولبنان، والسعودية، والسينما صاحبة مكانة خاصة ويجب أن تكون مشاركتى فى أى
عمل إضافة لرصيدى، قدمت أعمالا كثيرة فى التليفزيون ولكن قد ينسى جماهيريًا
بمجرد عرضه الأول، لكن بالنسبة للسينما الوضع مختلف، نتحدث عن فيلم أنف
وثلاث عيون تم تقديمه منذ عمر وحتى الآن نتحدث عنه، أى اختيار فى السينما
أبحث أن يعيش، وقلة أدوارى فيها بسبب العروض ونوعية الأدوار، لا أتسرع فى
اختياراتى، والمفروض هو الذى يفرض نفسه، لا يهمنى الحضور لمجرد الحضور.
وعن عدم تنفيذ مشهد القبلة فى الفيلم، أوضح ظافر: أحيانًا
تقديم مشاهد حميمية لا يضيف للأفلام إذا تم توصيل القصة والمشاعر بدونها،
ورأيى أنها ليست ضرورية.
وتابع: أنف وثلاث عيون من الأفلام المهمة من حيث النوع، عمل
نفسى طبيعته حول طريقة فهم الإنسان لنفسه، ويعكس طريقة تفكير د. هاشم
وتفسير لتصرفاته مع النساء، هل هناك شىء فى حياته، أم أن اختياراته بعقله
هى السبب، وهو مهم جدًا.
وائل حمدى: سعيد بردود الفعل على العرض العالمى الأول
للفيلم
تحدث السيناريست وائل حمدى: كان هناك أكثر من عنصر للتغيير
فى الفيلم عن كل التجارب السابقة، الأفلام التى رصدت الرواية كانت تقدم
الحكاية من وجهة نظر السيدات الثلاث اللاتى كن على علاقة مع د. هاشم - ظافر
العابدين- وفكرت بأن هناك فصلا رابعا لم يكتب من الرواية، ينقل وجهة نظر د.
هاشم نفسه، حتى يتعرف المشاهد لماذا يرتبط؟ وينفصل بعدها.
وأضاف حمدى: لم أخن الرواية ولم أشعر بذلك، لا يوجد حدث
واحد فى الفيلم عكس ما كتب فى الرواية، لكنى حاولت أرى الأحداث من منظور د.
هاشم فقط، وأدواتى كانت ذهابه لطبيبة نفسية - صبا مبارك- يحكى لها ما يعيشه
من ظروف، وسعيد بردود الفعل على العرض العالمى الأول للفيلم.
وعن استخدام الـ «v.o» فى
الفيلم وحكى د. هاشم لحكايته خلال الأحداث قال: هذا لم يؤثر على الرؤية
البصرية للفيلم، الحوار مثل أى عنصر سينمائى، مع الوقت خاصة بعد تجربة فيلم
«هيبتا» التى اعتمدت على الحوار بشكل أكبر كان الحماس لتكرارها فى تجارب
قادمة أكثر سهولة، واستقبلته الناس بشكل جيد، وهو ما اقتنعنا به وقدمناه
أيضًا فى «أنف وثلاث عيون»، وأمير رمسيس أيضًا أضاف الكثير وخرج به فى أفضل
صورة.
وتابع «حمدى»: إحسان عبدالقدوس كان من أقدر الروائيين
القادرين على طرح العلاقات الإنسانية العاطفية فى الأدب المصرى، وهذا النوع
من العلاقات ليس له سقف، قد يكون به تفاصيل تختلف من زمن لآخر، لكن نوع
المشاعر لا يختلف، وبالتالى ما كان يسرى فى السيتينيات يتشابه مع
السبعينيات وفى الألفية، اختلاف الأدوات والظروف العامة هو من يتغير، تم
تحديث تفاصيل الحياة بما يتناسب مع الوقت الحالى.
وأضاف: المعالجة الجديدة التى كتبتها للرواية تميل أكثر إلى
الجانب الذهنى والنفسى لعلاقات د. هاشم، ونقول بأن هناك علاقة حميمية حصلت
فى المشهد دون تصويرها، المعالجة سمحت لنا بهذا النوع من التحفظ.
وتابع: استشرت طبيبتى النفسية فى قصة الفيلم وشخصت معها
شخصية د. هاشم، وحددنا نوعية العقدة التى قد يكون عانى منها فى الصغر،
وأوجه لها التحية كانت معى فى كتابة جمل كاملة خاصة بعلم النفس.
المخرجة كوثر بن هنية لـ«المصرى اليوم»: صورت «بنات ألفة»
كأنه فيلم وثائقى.. ولم أرض عنه فغيرته تمامًا
ردود فعل قوية صاحبت عرض الفيلم التونسى الوثائقى «بنات
ألفة»، بعد عرضه ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر
السينمائى الدولى، بقسم «روائع عربية»، العمل الذى ناقش قضية مغادرة اثنتين
من المراهقات منزل الأمّ «أولفة حومانى» فى تونس، للقتال مع داعش فى ليبيا،
وتلقى فيه «أولفة» أحيانًا اللّوم على الحكومة لسماحها للدّعاة الجهاديّين
بطرح آرائهم، وأحيانًا أخرى تلقى الّلوم على حبّها الخانق والقاسى لبناتها.
الفيلم بطولة هند صبرى، إخراج التونسية كوثر بن هنية بطولة،
مجد مستورة، نور قروى، إشراق مطر، بمشاركة ألفة همرونى، ايا شيخاوى، تيسير
شيخاوى وهن شخصيات حقيقية.
وفى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» كشفت كوثر بن هنية سبب
المزج بين الدراما والتوثيق فى فيلم «بنات ألفة» وقالت: «فى البداية صورت
الفيلم كأنه وثائقى فى 2016، واكتشفت سريعًا أنها ليست الطريقة المناسبة
لتناول حكاية ألفة وبناتها سينمائيًا، معقدة ومتشعبة، تمزج الماضى بالحاضر،
والحميمى بالسياسة والتاريخ، وما صورته وقتها كان بلا معنى، ودون مستوى
القصة، وبدأت التفكير فى أفضل طريقة لحكى الحكاية.
أرفض تقديم فيلم ضعيف، وبعدها قررت تصوير فيلم «الرجل الذى
باع ظهره»، وهو عمل روائى بعيد تمامًا، بعدما انتهيت منه عدت لمشروع فيلم
«بنات ألفة» تحمست له لرغبتى فى معرفة سبب إقدام اثنتين من فتياتها للهروب
من الدار لتلتحق بداعش، والإجابات كانت سطحية بسبب الغباء والجهل والفقر
وحتى أجيب على السؤال قررت التصدى للفيلم، بالتأكيد أفضل من يجيب عنه هن من
عشن التجربة، ورجعت لماضى العائلة، وقمت بإعادة تصويره، واستعملت الكلاشيه
لمصلحتى بالاستعانة بممثلين يسألون الشخصيات الحقيقية وتخلق تراجيديا تبرز
الأحداث.
وعن اختيار هند صبرى لتحاور «ألفة» ضمن أحداث الفيلم قالت
كوثر: أحب هند صبرى، حينما التقيت ألفة فى 2016 كان يعرض فيلم «زهرة حلب»
لهند صبرى، وألفة شاهدت الفيلم ومعجبة بهند جدًا، وهى الأفضل لتجسيد مرآة
الأم لأن شخصياتهن مختلفة تمامًا، بهدف فهم شخصية الأم بزوايا متعددة، هند
صبرى كانت بالنسبة لى وسيلة لفهم والتعرف على شخصية «ألفة».
وتابعت: اخترت أن يجسد كل الشخصيات الذكورية بالفيلم ممثل
واحد لعدة أسباب، أولها أننى كنت معجبة بهذا الأمر، والسبب العمل لتعدد
الشخصيات النسائية فى الفيلم قرابة 10 شخصيات، وإذا استعنا بممثل لكل شخصية
كان سيصبح أكثر تعقيدًا.
وأضافت «كوثر»: ما جذبنى لـ«ألفة» وبناتها أنهن لديهن قدرة
رائعة على الحكى، باستعمال اللغة الشعبية البسيطة، لديهن طرافة مضحكين، ولم
يكن هناك سيناريو مكتوب للحكاية، اعتمدت على ردود الفعل الطبيعية أمام
الكاميرا، وكان مستواهن جيدا جدًا بشكل سينمائى، لم يحتاجوا لتدريب، فهموا
التقنيات سريعًا دون تعقيد.
بطل الفيلم السعودى «نورة».. يعقوب الفرحان: أحمد زكى
المرجع والمدرسة
شهدت فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر
السينمائى الدولى، التى تختتم فعالياتها وعروض أفلامها- اليوم السبت- عرض
الفيلم السعودى «نورة» الذى نافس على جوائز المسابقة الدولية للمهرجان ضمن
قسم الأفلام الروائية الطويلة، وهو من إخراج توفيق الزايدى، بطولة يعقوب
الفرحان، ماريا بهراوى، عائشة كاى، عبدالله السدحان.
وتدور قصة الفيلم حول امرأة شابّة أمّيّة تجسدها مريم
البهراوى، ويأتى مدرّس جديد إلى قريتها ويعرّفها إلى الرّسم، فيفتح حياتها
المقيّدة على عالم من الاحتمالات الخياليّة والتّعبيريّة، فى دعوة للتحرر،
وهو العمل الذى تم تصويره كاملًا فى صحراء العلا.
وقال بطل الفيلم يعقوب الفرحان فى تصريحات لـ«المصرى
اليوم»: «فخور بإشادة كبار المخرجين بشريط الفيلم ومنهم المخرجان يسرى
نصرالله، وكريم الشناوى، وأعضاء لجنة التحكيم، وكل ملاحظاتهم أستفيد منها،
مشاعر كانت مختلفة ومتعددة، تجمعنى بتوفيق الزايدى مخرج وكاتب الفيلم صداقة
وطيدة منذ 15 عامًا، وبدأنا معًا، داخله عالم مغاير، نفهم بعضنا البعض،
نتفق فى طريقة تفكيرنا، نؤمن بنفس الأشياء، عرض علىّ المعالجة الأولى فى
2016، قصة رائعة تحمست لها جدًا، تم تطويرها أكثر من مرة».
وأضاف: «شخصية نادر تشبهنى وتشبه توفيق، قام بتوظيف القصة
والشخصيات بحسابات مدروسة، واختيار العلا مكانًا لتصوير الفيلم أمر ساحر
يعطى فرصة للتأمل والهدوء والطبيعة وهو جزء من شخصية نادر».
وتابع: «الوقوف أمام الأستاذ الكبير عبدالله السدحان شرف
كبير، وتكريمه هذا العام مهم جدًا، هو صاحب تأثير وجدانى على جيل كامل، عمل
فى زمن صعب، 36 عامًا ممثلًا، ولا يزال متجددًا فى أدواره، هو رمز للعطاء،
موهوب، متواضع بسيط وقريب من الجميع».
وعن الممثل الأقرب والأهم بالنسبة له فى السينما المصرية
قال: «هو أحمد زكى بدون شك بالنسبة لى الأستاذ والمدرسة والمرجع». وحول
تعدد التجارب والأفلام السعودية فى المهرجان هذا العام قال: «السعودية تضم
صنّاع أفلام وقصص متعددة، وفى 2023 هناك أكثر من عمل مهم عُرضت فى الدورة
الثالثة من المهرجان، وأتخيل مع استمرار الدعم والتطوير فى ظل وجود دافع
حقيقى للأفكار وصناع الأفلام ستكون هناك نتيجة ملموسة.
وستظل التجربة المصرية هى الأم والمرجع، هى جزء من وجداننا،
نعتبرها التاريخ، فى وجداننا ونعود إليها فى كل وقت فيما يتعلق بالشخصيات
والقصص، السينما المصرية الأعظم، قريبة، نفهمها، مدرسة بحد ذاتها». وأكد:
«أتمنى التعاون مع المخرج المصرى محمد دياب، كريم الشناوى، أبوبكر شوقى،
الأجيال الجديدة من المخرجين نلتقى معًا».
وأوضح: «شاهدنا أفلام (هجان) السعودى للمخرج المصرى أبوبكر
شوقى، وفيلم إلى (ابنى) وهو سعودى إخراج ظافر العابدين من تونس، ورأيى أن
الفيلم لا يُجنس والحدوتة الجيدة تفرض نفسها دون مجاملات، وهو أمر موجود فى
كل مكان فى العالم، يهمنى وجود سعوديين كصناع، هناك فيلم جيد وفيلم سيئ
بعيدًا عن جنسية صناعه».
مخرجة «الأستاذ» الفلسطينى: الفيلم دراما إنسانية بخلفية
سياسية وواجهنا صعوبة لتصويره فى القدس
عُرض الفيلم الفلسطينى «الأستاذ»، للمخرجة فرح النابلسى،
وهو روائى طويل فى مسابقة البحر الأحمر، فى أول عرض عالمى له. وقالت
المخرجة الفلسطينية إن فيلم «الأستاذ» ليس سياسيًّا بقدر ما يحاول أن يسلط
الضوء على كيفية التعامل مع الألم والذنب اللذين شعر بهما البطل، وطريقة
بحثه عن الغفران الذاتى. وأضافت أن الفيلم أيضًا عبارة عن حكاية حب، ملىء
بالمشاعر الإنسانية، ولكن لأن كل قصة فلسطينية لابد أن يظهر بها جانب سياسى
بشكل أو بآخر لذلك يمكن أن نقول إن الفيلم دراما إنسانية خلفيته سياسية.
وتابعت فرح: «دائمًا ما أتعمد أن أحكى قصصًا من قلبى لكى
تصل إلى قلوب الجماهير، وبالطبع لابد أن تكون هذه القصة تهمنى وتخبر قصتى
ليس فقط كمخرجة فلسطينية ولكن كإنسانة ترغب فى التعبير عن مشاعرها».
وأشارت إلى أن هناك علاقة وطيدة تجمعها بهذا الفيلم كأم
وكإنسانة وكمخرجة أيضًا، خاصة أنها لم تعش فى فلسطين ولكنها قضت الكثير من
الوقت مع هؤلاء الأشخاص ممن عاشوا هذه التجارب والتقت بكثير من الأمهات
اللاتى سُجن أطفالهن، ومن خلال هذه اللقاءات والتجارب سمح لها أن تتفادى
تقديم صور نمطية داخل الفيلم، وقدمت قصة حقيقية.
وعن أماكن التصوير قالت فرح: من الصعب تصوير فيلم فى فلسطين
بسبب التراخيص، وهذا الأمر كان التحدى الأكبر، وأثناء تصوير مشاهد قرية
بورين- وهى القرية الفلسطينية التى تجرى فيها أحداث الفيلم- شاهدنا
مستوطنين يحرقون أشجارًا ورأيت عائلة بالكامل تقف أمام منزلها المدمر.
وتدور أحداث فيلم «الأستاذ» حول شخصية «باسم»، الذى يجسده الفنان صالح
بكرى، أستاذ فلسطينى يكافح للتعامل مع تجربة شخصية مؤلمة بعد حادث اعتقال
ابنه فى سجون الاحتلال.
مما يجعله يبدأ بعدها طريقًا مختلفًا للمقاومة فتأخذ حياته
منعطفًا غير متوقع، حيث يقوم بخطف جندى إسرائيلى وتسعى السلطات لاستعادته،
ويشكّل ارتباطًا عميقًا مع «آدم»، أحد طلّابه، فى حين ينمّى أيضًا رابطة
غير متوقّعة مع العاملة الاجتماعيّة البريطانيّة «ليزا»- إيموجين بوتس- فى
الوقت نفسه، يسعى محامٍ أمريكى رفيع المستوى وزوجته إلى عودة ابنهما.
وهو جندى إسرائيلى محتجز لدى مجموعة مقاومة فلسطينيّة،
ويثير مطلب المجموعة لتبادل الأسرى توتّرات مع السّلطات، ممّا يزيد من حدّة
البحث عن الجندى، ويوقع حى «باسم» و«آدم» فى حالة من الاضطراب، فى إطار
تشويقى. |