أفلام «البحر الأحمر».. تجارب عربية متنوعة تبحر فى عالم
السينما
كتب: سعيد
خالد
تتواصل فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر
السينمائى، بحضور ومشاركات من نجوم السينما وصُناعها، بينما تجتذب السينما
العربية رواد المهرجان، حيث شهدت الأيام الماضية عرض أفلام وتجارب عربية
متنوعة، تجمع بين الفانتازيا والرومانسية والأكشن، كان فى مقدمتها فيلم
الافتتاح «حوجن»، والفيلم المصرى «شماريخ» للمخرج عمرو سلامة، والفيلم
الأردنى «إن شاء الله ولد» للمخرج أمجد الرشيدى، ويتحدث صناع هذه الأفلام
عنها وعن تفاصيلها.
افتتح الفيلم السعودى «حوجن» فعاليات الدورة الثالثة من
مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى، وهو العمل الذى يعرض ضمن برنامج
«روائع عربية»، من إخراج ياسر الياسرى وبطولة نورا الخضراء، براء عالم،
نايف الظفيرى، شيماء الطيب ومن المقرر انطلاق عرضه تجاريًا 4 يناير المقبل،
فى عدد كبير من الدول العربية.
فيلم افتتاح الدورة الثالثة للمهرجان.. «حوجن»..
رحلة فى علاقة الإنس والجن بإطار رومانسى
قصة فيلم «حوجن» شارك فى كتابته ياسر الياسرى، وإبراهيم
عباس، وسارة طيبة، وحسام الحلوة، وهو مأخوذ عن رواية سعودية تحت عنوان
«حوجن» للكاتب إبراهيم عبّاس، وترصد لعالم عَبَرَ فيه الجنّ الحاجز
التّقليدى، ليعيشوا بشكل غير مرئى بين البشر، وهو ما يتسبب فى انقلاب حياة
«حوجن» رأسًا على عقب عندما تنتقل عائلة بشريّة إلى منزل عائلته فى جدّة،
غير مدركة لحقيقة أنّه مسكون بالفعل من قبل كائنات سحريّة، ينجذب «حوجن»
(براء عالم) ذو القلب الطّيّب بشكل متزايد إلى هؤلاء الكائنات الغريبة
الدّخيلة، خاصّة إلى «سوسن» الجميلة، طالبة فى الطّبّ تجسدها نور الخضراء،
ويتساءل الفيلم: هل يمكن أن تُفتح بوّابة بين أبعادهم المتباينة؟ وإذا حدث
ذلك فعلًا.. فهل يؤدّى ذلك إلى الانسجام أم الحرب بين العالمين؟، فى إطار
رومانسى وخيالى بنفس الوقت.
وفى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» قال بطل الفيلم براء
عالم: «ردود الفعل على الفيلم جاءت إيجابية بعد عرضه فى افتتاح المهرجان،
كانت هناك تعليقات جيدة فيما يخص الصورة، والعالم وفكرة حوجن، رغم أنه موجه
وتم إنتاجه للعرض فى شباك التذاكر، وليس لجمهور المهرجانات السينمائية،
لكنه حقق ردود أفعال جيدة».
وتحدث «براء» عن قصة الفيلم: «كنت أتواصل مع زملائى
الفنانين ونتحدث عن خبر تحويل رواية حوجن لفيلم سينما، وقتها قلت «أنا مش
عاوز أكون فيه»، واعتبرتها مخاطرة كبيرة تجسيد عالم رواية حوجن، العالم فيه
جن وعفاريت وعدة عوالم تم رصدها بالسينما فى العالم كله، ولم أدرك ما إذا
كنا كصناع فى العالم العربى لدينا القدرة على تنفيذ هذه النوعية من الأفلام
بشكل احترافى أم لا، حتى لا يخرج العمل ساخر ومثيرا للشفقة».
وتابع براء: «من خلال جلساتى المتكررة مع ياسر الياسرى،
التقت أفكارنا، واكتشفت مدى ثقافته ورؤيته، وأنه لا يرضى بأنصاف الحلول،
وكان بيننا ثقة كبيرة، ومن خلال قراءتى للرواية اكتشفت أنه بالتأكيد جنى،
لكنه بأفكار ومشاعر بشرية، يحب، يبحث عن والده، لديه مشاعر وطموحات
إنسانية، أى مشاهد سوف يرتبط به، ويشبهنا حتى فى الشكل، مثلا يقول حوجن
بجملة فى الرواية الأصلية متحدثًا عن نفسه إن الجن يشبه البشر، لكن
الاختلاف يكون فى سرعة الحركة والأذن الطويلة ولا نستطيع فتح أبواب الأنس».
وأكد: «فى تجارب الأداء الأولى، كنت متخيلا أن المخرج سيغير
شكلى تمامًا، لكنى فوجئت بأنه ظل على شكلى كما هو مع إطالة الأذن، فكرة أن
يكون الجن مثل البشر ووسيم لم أتخيلها، لكن بمجرد أن اختارنى ياسر الياسرى
لم يكن لدى تصور، لكنه شرح لى كافة التفاصيل وطمنى بدرجة كبيرة».
وأشار براء: «المفترض أن عالم حوجن هو مرآة فيها إسقاط على
عالم البشر، من خلال الصراعات والأفكار، وبالتالى أيضًا الأشكال».
وعن مدى تخوفه من عالم الجن قال براء: «كمسلم عندى تصور عام
عن عالم الجن من القرآن، وبالتالى خوفى من المجهول كان أقل بكثير من كل
زملائى، ووالدى ما كان يخشى من الظلام وكان يستمع لقصص الجن، لدى تصالح تام
بأن الجن من مخلوقات الله، ولا يؤذى البشر».
وردًا على تعرضه لأحد الأمور الغريبة وقت تصوير حوجن أكد:
«لم نتعرض لأمور مخيفة أو غريبة وكنت أتمنى أن يحدث ذلك، برأيى سيكون
مثيرا، والفيلم فى النهاية فانتازيا، ينمى الأعمال الخيالية المفضلة
بالنسبة لى كونه يستشهد بأمور واقعية حتى تكسب المصداقية، وفى حوجن نستشهد
بوجود جن من أتباع سيدنا سليمان وهى حقيقة لها نص شرعى، بينما عالم حوجن من
الخيال، واعتبر الفيلم فرصة للترفيه».
وحول حلمه المنتظر لفيلم «حوجن» قال: «أن يعرض للجمهور
المصرى والعربى، وهو ما أتمناه، خاصة أن اللهجة الحجازية بسيطة جدًا وأكثر
فهمًا وقريبة من المصرية، إلى جانب عرضه فى المملكة العربية السعودية 4
يناير المقبل». وتابع: «هدفى خلال السنوات المقبلة الاهتمام بصناعة الأفلام
وخوض تجربة التأليف والإخراج، وأن أمثل فى مصر بأفلامها المستقلة الرائعة
التى تسافر لمهرجانات العالم، أنا مثلت بالصدفة من خلال فيديو على
اليوتيوب، ولكنى أركز على الدراسة وتنمية مهاراتى».
من جانبه، قال المخرج والسيناريست ياسر الياسرى: «بمجرد
قراءتى للرواية اعتبرتها فرصة تأتى فى العمر مرة واحدة، وغير قابلة للرفض،
أن يتم تحويلها لفيلم سينمائى، وجهات الإنتاج هى من تحمست جدًا، وعملنا على
تحسين وتحديد نقاط القوة فيها والحفاظ على أساس الرواية، مع إضافة الخيال،
رحلة فيها تحدى، وعنوانها أن المبدع العربى قادر على تنفيذ عمل مختلف».
وأضاف: «حوجن يصنف على أنه فانتازيا، وإن كان الجن موجودا
فى الحياة والدين، والمشاهد العربى سيتعلق أكثر بالقصة، وتم الاستناد فيه
لحقائق وإسقاطات دينية، رغم أن مراجع الجن بصريًا أو شفهيًا كانت معدومة،
وكانت الصعوبة فى خلق عالم الجن من الدعم، والمشاهد العربى والمسلم سيشعر
بالحالة والتواصل، كان لدى ثقة وتحد بأننا قادرون على تنفيذ مثل هذه
الأعمال، أغلب الفنيين كانوا من مصر، مهندسو الديكور والصوت والصورة كانوا
عربا، وتعاملنا مع حوجن على أنه مشروع حلم وليس فيلم، كل الطاقم كان قدر
المسؤولية وحاولنا الدراسة والتحضير والبروفات وتوفير المواد وتذليل
العقبات لنصل لنتيجة متقدمة لا يهاجمنا الجمهور بسببها».
وردًا على حقيقة مراجعة سيناريو الفيلم دينيًا قال ياسر:
«الرواية نفسها تمت مراجعتها، وحصلنا على تصريح عرض الفيلم فى السعودية
والمصر، وتم منحه الموافقة، ودينيًا نحن نناقش حقيقة أصلها دينى، لكن الطرح
لم يكن بعمق فى الدين». وتابع: «قررت تقديم الجن بشكل بشرى لأن فكرة
الرواية هكذا، أحببت الحفاظ على الرواية، لأنها كتبت من وجهة نظرة الجن
تجاه الأنس وليس العكس، ولا أدرى ما حقيقة الجن لأنه لا وجود لمرجع بصرى،
فضلت أن يكون طبيعيًا على مستوى الشكل».
وعن اختيار «حوجن» كفيلم افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان
البحر الأحمر قال: «عرض الأفلام فى افتتاح المهرجان أعتبره ظلمًا، يكون
معظمها من صناع الأفلام، وحوجن ليس فيلم مهرجانات، لكنه موجه لشباك التذاكر
فى الأساس، ولكن المعنى أن يفتتح الفيلم المهرجان بجدة كان الأهم بالنسبة
لنا».
وأكد ياسر الياسرى: «أملى أن يفتح فيلم حوجن الباب أمام
نوعية أفلام مختلفة فى الوطن العربى، لكسر حاجز النمطية فى بعض الأفكار،
لأن الوطن العربى هو أساس القصص الخيالية من ألف ليلة وليلة والشاطر حسن،
وغيرها التى نخجل من تقديمها فى السينما خوفاً من كون النتيجة مضحكة، ووجهة
نظرى أننا حققنا نجاحًا جيدا فى صناعة الفيلم، ومثلا عدد العاملين على
المؤثرات البصرية قرابة 500 شخص النسبة الأكبر منهم مصريون، وبمشاركة 3
منتجين من مصر أيضًا وصورنا جزءا من الفيلم فى مصر فى القاهرة والجيزة
والفيوم تقريبًا تواجدنا لمدة شهرين، و80 % منه تم تصويره فى مصر، وأنا
دائمًا أحرص على تصوير مسلسلاتى وأفلامى فى مصر لأنها أم السينما وفيها
امتداد للسينما ومنها تعلمناها وهى صاحبة الريادة».
وأكد ياسر: «شاركت فى السينما المصرية بفيلم 122، ومن بعده
عرضت على أعمال تشبهه ورفضت تكرار نفسى، أنا أحب التعلم، وقراءة الكتب
والمراجع، لا أركز فى التكنولوجيا، المشاريع المختلفة هى التى تحركنى».
وعن جديده قال ياسر: «أحضر لفيلم مختلف مع النجم محمد
هنيدى، أكشف عن تفاصيله خلال الفترة المقبلة، ودائمًا أبحث عن الجديد
لأقدمه فى السينما المصرية».
«شماريخ».. مغامرة سينمائية فى عالم تجارة الأسلحة
شهدت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر، بجدة،
بالمملكة العربية السعودية، عرض الفيلم المصرى شماريخ، ضمن برنامج روائع
عربية، بطولة الفنان آسر ياسين، أمينة خليل، آدم الشرقاوى، وهو من إخراج
وتأليف عمرو سلامة، ضيوف الشرف خالد الصاوى، محمد ثروت وعدد من النجوم، وهو
العمل المقرر أن ينطلق عرضه فى دور العرض، بدءًا من 7 ديسمبر فى دور العرض
السعودية، مع عرض خاص آخر للفيلم فى دبى أقيم أمس 5 ديسمبر، على أن يعرض فى
السينمات المصرية يوم 14 ديسمبر.
تدور قصة فيلم شماريخ حول شخصية رؤوف«آسر ياسين، الابن غير
الشّرعى لتاجر الأسلحة المصرى القاسى القلب «سليم أهل» فى الظّلّ ويجسده
الفنان خالد الصاوى، ويقوم بأعمال والده القذرة على أمل أن يتمّ الاعتراف
به فى العائلة فى يوم من الأيّام، كان عمله الأساسى اغتيال الأشخاص، ومع
ذلك يفقد عزيمته عندما يُطلب منه القضاء على «أمينة» وهى ابنة أحد ضحاياه
السّابقين، عندما تبدأ فى ملاحقة قاتل والدها، إلاّ أنّه عِوض عن أن يقتلها
يساعدها على الهروب من براثن أهل الشر، ثمّ يهرب معها.
وعقب عرض الفيلم تم عقد ندوة ضمت صناع فيلم «شماريخ» تحدث
فيها بطل العمل آسر ياسين قائلًا: أحضر لأكثر من عمل أكشن خلال الفترة
المقبلة، وأتمنى أن يقبلنى الجمهور فى تلك النوعية من الأدوار، وشرطى
دائمًا هو التنوع بين السينما والدراما التليفزيونية، حاولت قبل سنوات
تغيير وتجربة العمل مع مخرجين مختلفين، لاكتساب خبرات ومهارات، وللتعرف على
مدارس مختلفة، لكنى أرفض بشدة تكرار نفسى«.
وتابع: »بعدما قدمت فيلم أسوار القمر، مع المخرج طارق
العريان عرضت على أدوار لشخصية المدمن، لكنى تجنبتها تمامًا، أحرص على
التنوع ليس فقط فى الأدوار، ولكن فى اختيارى لنوعية الفيلم نفسه، أحببت
التمثيل بحثًا عن اكتشاف أفكار وثقافات وخبرات مختلفة، السيناريوهات هى
التى تثير اهتمامى كلما كانت مختلفة، ومع أول جلسة مع عمرو سلامة حكى لى
الرواية والعلاقة والخلفية الخاصة بشخصية «بارود»، ورحلة البطلة، وشعرت أن
فيه الكثير من الأفلام التى اعتدنا على رؤيتها فى أفلام عادل إمام وأحمد
زكى.
وتحدثت الفنانة أمينة خليل عن الفيلم شماريخ: تجربة وتحد
جديد بالنسبة لى، أن أخوض تجربة تنفيذ فيلم أكشن بشكل متخصص واحترافى، بعد
أن قمت بتجربتها بشكل بسيط فى فيلم «لص بغداد»، وصورته فى نفس توقيت فيلم
«وش فى وش» وكانا تجربتين مختلفتين تمامًا، «وش فى وش» صور داخل لوكيشن
واحد، بينما «شماريخ» صورنا فى أماكن مختلفة وحقيقية، وهو من أكثر عناصر
الجذب بالنسبة لى لتلك التجربة، عمرو سلامة المخرج راهن على وحقق لى حلم من
أحلامى، ومنحنى فرصة تقديم فيلم أكشن، ومع قراءتى الأولى للسيناريو لم
أستطع تصنيفه، لأن به مشاهد دراما ورومانسى وحركة، تلك النوعية يمنح الممثل
المساحة فى الإبداع، ومع مشاهدتى الأولى للفيلم أمس بالمهرجان لمست أننى
أمام نسخة مرأية من السيناريو».
وعن تحضيرها للدور قالت: «استسلمت للدور، وتلخصت متطلباته
فى التمرين على الأكشن، ليس فى الضرب ولكن فى الحركة لحماية نفسى من
الإصابات، أمور متعلقة بنسبة الأمان، وكنت حريصة على الخروج من القالب الذى
اعتاد الجمهور أن يرانى داخله».
وأشارت أمينة: «اختياراتى لأى دور أجسده نابعة من مدى
ارتباطى وحبى للشخصية المعروضة على، أركز فى عملى، وأجسد أدوارى بشغف،
السيناريو هو الفيصل بالنسبة لى، ولا أحب أنى أقول «عندى رسالة من الفيلم».
وأكد الفنان آدم الشرقاوى أن دوره فى الفيلم ليس سيكوباتى
كما رآه البعض، لكنه مكتوب بهذه الطريقة على الورق، وأوضح: «كنت حريصا على
أن أغتنم فرصة العمل مع المخرج عمرو سلامة، وفخور بالتجربة».
وعن تحسن اللكنة واللهجة المصرية لديه قال: «ركزت مع المخرج
على اللهجة وكان لدى مساحة للإعادة فى حالة الخطأ، وحرصت على التواجد مع
فوكال كوتش للتدريب لفترة طويلة جدًا».
وقال مخرج ومؤلف فيلم شماريخ عمرو سلامة: «الفيلم تجربة
بدأت فى كتابتها عام، وكان مختلف تمامًا عن النسخة التى تم تنفيذها فى
النهاية، واعتبر خروجه للنور معجزة، فكرتى كانت تقديم شخصية فتاة تريد
الانتقام من قاتل والدها وتطلب المساعدة من شاب ويقنعها بأنه سوف يفعل
لتكتشف فى النهاية أنه الشخص نفسه الذى تريد الانتقام منه، وهو المعنى الذى
أردت أن أتناوله من خلال المعالجة».
وأضاف «سلامة»: «شماريخ» تجربة فيها أكشن وكوميدى وساسبنس
ودراما، وكسرت بعض التابوهات بشكل غير مقصود، وليس للعمل رسالة واضحة،
حاولت من خلاله الاختلاف والتنوع عن كل أعمالى السابقة، أخشى تكرار نفسى،
أقتنع بأن الفن به مساحة للتدريب والتعلم، أكتب أى فكرة تحضر إلى ذهنى،
ولدى قرابة ٥٠ مشروعا وأحاول بناء مخزون، أتمنى أن تخرج جميعها للنور،
وأتذكر وقت كتابة أول سيناريو لـ«شماريخ» أرسلته لآسر ياسين وبعدها طورته
وتغير أكثر من مرة حتى استقررت على النسخة النهائية قبل ٤ سنوات فكرته، وهو
من اقترح على الاسم، وكان السيناريو أعمق فيه خط سياسى، دراما بشكل أكبر.
وعن اختيار أمينة خليل للبطولة قال سلامة: «أعتبر أمينة
تميمة حظ لنجاح الأفلام فى السنوات الأخيرة، ممثلة متطورة مجتهدة وتقدم
أكشن احترافى للمرة الأولى».
وعن مشاهد الأكشن فى الفيلم قال: « لدى تأثر واضح بالسينما
والأكشن الكورى، وطلبت الاستعانة بمصمم معارك كورى عالمى، ظل يطور فى أداء
آسر لفترة لدرجة أنهما سافرا معًا فى دورات تدريب، يدعى دانيل شوى، ونتيجة
الواقعية فى الأداء تعرض آسر ياسين لإصابة قوية وانتظرنا شهر حتى يتم
شفاؤه».
وتابع: «كثير من السيناريوهات أكشن بالتحديد تعاقدت عليها
ولم ترى النور، بسبب الميزانيات الضخمة التى تطلبها الأفلام متوسطة التكلفة
هى التى تكون لديها فرصة أكبر فى التنفيذ ولهذا تجد هذه النوعية من الأفلام
قليلة فى مصر».
وأوضح: فيلم «شماريخ» لا يحمل رسالة ومؤمن بأن السينما غاية
فى حد ذاتها، وأن الرسالة للجمهور شاهدوا فيلم شماريخ إذا أعجبكم أكثر من
مرة، المهم أن يتفاعلوا مع العمل حتى لو بالنقد، والفيلم ميزانيته كبيرة،
وتم تنفيذه بشكل تجارى، والمخرج عليه أن يدرك أنه داخل صناعة ويجب أن يربح
منها المنتج».
مخرج «إن شاء الله ولد» يتحدث لـ«المصري اليوم»:
أمجد الرشيد: لم أتحيز للمرأة وهدفى خلق حالة نقاش ورصد
مشاكلنا بواقعية
شهدت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر
السينمائى الدولى عرض الفيلم الأردنى «إن شاء الله ولد»، ضمن مسابقة البحر
الأحمر، إخراج أمجد الرشيد، بطولة منى حوا، هيثم العمرى، يمنى مروان.
وتدور أحداث الفيلم حول ربة منزل أردنية تدعى نوال من مجتمع
لأسرة متوسطة، تستيقظ لتجد زوجها ميتًا إلى جانبها فى الفراش لتبدأ
مشاكلها، حينما تجد نفسها معرّضة للهجوم من قبل صهرها الّذى أخذ يطالب بنصف
منزلها، وبحضانة ابنتها، وبسداد ديون زوجها الذى لم تكن على علم بها، وتفكر
أن أملها الوحيد هو أن تكون حاملاً بولد، إذ سيكون له الحقّ فى وراثة
منزلهم، و«نوال» ليست متمرّدة، لكنّها ستخوض معركة يائسة من أجل حقّها فى
عيش حياة طبيعيّة.
من جانبه، قال أمجد الرشيد مخرج الفيلم فى تصريحات خاصة
لـ«المصرى اليوم: «لم أقدم فيلم (إن شاء الله ولد) برؤية انحيازية للمرأة،
وفى المقابل تشويه الرجل، همى الدائم هو رصد ومعالجة مشاكلنا بواقعية من
خلال قصص حقيقية يعيشها الكثيرون بيننا».
وأضاف «الرشيد»: «نوال هى كل سيدة موجودة حولى، نشأت فى
منزل ملىء بالنساء، ومنذ أن كنت صغيرًا أستمع لحكايتهن، السيدات ضحايا
المجتمع، ونوال قررت المواجهة، ورفضت أن تكون ضحية وهو المهم بالنسبة لى،
حتى الشخصيات الذكورية فى الحكاية هم ضحايا المجتمع، تناولت القصة
بواقعية».
وأشار: «فوجئت بردود أفعال الجماهير عقب عرض الفيلم وتأثرهم
بـ(نوال) والظروف التى عاشتها فى سبيل الحفاظ على بيتها وابنتها»، وتابع:
«أتمنى أن يصل الفيلم للجمهور ويحرك مشاعرهم، هذا هو هدفى، وإذا نجحت فيه
فإن الرسالة قد وصلت، لم أتحيز للسيدات فى (إن شاء الله ولد)، لكنى حاولت
أن أضع كل الشخصيات فى مكانها، رفقى مثلًا شقيق زوجها يحاول تطبيق
القوانين، وهذا حقه وفق القانون، لكن السؤال الأخلاقى: هل إذا كان القانون
فى صفك وإذا طبقته يمكن أن تضر إنسانًا أو أسرة ستتخذ قرارا بذلك بأنانية
أم لا؟».
وتابع أمجد: «هدفى دائمًا فى أفلامى حتى القصيرة البحث عن
القصور فى الموروث والسائد فى مجتمعنا ويحتاج للعمل على تطويره، لا أهدف
لتقديم الرجل بصورة سيئة أو المرأة بأنها ضحية، همى تصوير مجتمعنا وأحث
المشاهد على التفكير، وخلق حالة نقاش».
وعن أسلوبه فى اختيار أفكاره الجديدة قال: «المهم الاختلاف
سواء فى التجربة أو الكتابة أو الصورة، والإخراج والتمثيل، دائمًا كنت أبحث
عن صوتى وحالى».
وأضاف: فيلم إن شاء الله ولد أول أفلامى الروائية الطويلة
وقررت تناول قضية نسائية متعلقة بالميراث، العمل يناقش قضية حقوقية،
والمرأة تستحق أن يتم مساندتها لأنها نصف المجتمع. وتابع أمجد: «انقسام
السيناريو ما بين امرأة تريد الإنجاب وأخرى تريد الإجهاض والتخلص من ابنها،
كان مقصودا من البداية فى مرحلة الكتابة بينى ورولا، وتحدثنا أن تكون القصة
الرئيسية حول امرأة يطلب منها المجتمع أن يكون لها ولد، ولكن فى الجانب
الآخر هناك امرأة تريد الانفصال وتواجه الكنيسة وحملها فى التوقيت نفسه،
ونناقش القوانين الاقتصادية والاجتماعية التى يفرضها المجتمع على المرأة».
وأوضح: «القصة مستوحاة من إحدى المقربات لى، سيدة أعطت كل
حياتها لزوجها وبنتها، وأنفقت معه لشراء البيت من مصاريفها وكتبته باسم
زوجها، حتى لا يعيش فى بيت زوجته، وبعد وفاته جاءوا أهله وحالهم ميسور
وقالوا لها نسمحلك تعيشى فى البيت، وكان السؤال: هل من الممكن أن تواجه
نوال وتقول لهم إنه حقى وأنا من دفعت ثمن البيت من ميراثى وليس لإبنكم أم
تستسلم لمعاملتهم السيئة؟».
وشدد: «مهموم برصد قصة سيدات نجاح فى المجتمع الأردنى وهو
ما أثر على شخصية نوال التى أبحث عنها، قوية لا تستسلم بسهولة، يجدن نفسهن
الحلقة الأضعف بسبب القانون والمجتمع وهو ما أعكسه من خلال شخصية نوال،
حاولت التصدى لقانون معين فى مجتمعنا العربى والأردن تحديدا، ولكن من خلال
مناقشة الفيلم فى السوق الغربية وعرضه فى نيويورك وفى كل عرض اكتشفت رد فعل
الجمهور، خاصة السيدات، لأنهم تعاطفوا مع نوال ورأوا أنفسهم فيها، السيدة
فى المجتمع الغربى منقوصة الحقوق، مثلا الرواتب لا تتساوى بين الرجل
والمرأة هناك، هى قصة تعكس واقعنا، لكنها تحاكى قصصا لسيدات من مجتمعات
مختلفة». |