ملفات خاصة

 
 

فيلمان يطرحان رؤية غامضة للمستقبل في "الجونة"

من مأساة الفلسطينيين تحت الاحتلال إلى أزمة المهاجرين في الضواحي الفرنسية

هوفيك حبشيان

الجونة السينمائي

الدورة السادسة

   
 
 
 
 
 
 

بعد عرضه في مهرجان "البحر الأحمر" حيث فاز بجائزتين، شق فيلم "الأستاذ" للمخرجة الفلسطينية البريطانية فرح النابلسي طريقه إلى "مهرجان الجونة السينمائي" (21-14 الجاري) في إطار البرنامج المخصص لفلسطين تضامناً مع غزة. الفيلم كانت افتتحت عروضه في مهرجان تورونتو الأخير، في سبتمبر (أيلول) الماضي. النابلسي مخرجة أربعينية ولدت وعاشت في بريطانيا وعملت فيها كناشطة حقوق إنسان ومنتجة، وهي لا تتحدّث العربية بطلاقة، لكن يربطها إحساس ووعي بجذورها وتاريخها ومعاناة شعبها على مر الزمن، وهذا يكفي أحياناً، في الكثير من الأحيان، لصناعة فيلم. أما إذا كان يكفي لصناعة فيلم جيد ومتماسك يقول ما يستحق التوقف عنده وتحليله والبناء عليه، فهذا بحث آخر.

هذا أول فيلم روائي طويل للنابلسي التي كانت قدّمت فيلم "الهدية" (2021) عن أب وابنته من الضفة الغربية يحاولان عبور إحدى نقاط التفتيش الإسرائيلية لشراء هدية في مناسبة عيد الزواج. في "الأستاذ"، تعيد النابلسي موضوعة الأحداث في ضوء الاحتلال، في نوع من امتداد لعملها السابق مع بلورة نواح عدة منه. وتسهم مشاركة صالح بكري بدور البطولة في الفيلم بتعزيز إحساس الترابط بين الفيلمين. فهو الذي كان يجسّد شخصية الأب في العمل القصير، يؤدي هنا دور الأستاذ بأبوية واضحة، لكونه المؤتمن على الأجيال الصاعدة في الضفة الغربية. لكن، أي مستقبل ينتظر هؤلاء الشباب الذين سُلبوا أبسط أحلامهم؟ هذه ليست فرضية، بل واقع ملموس يعيشه أحد طلاب الأستاذ الذي يجد نفسه أمام أزمة تقلب وجوده: تدمير منزل أهله أمام عينيه على يد السلطات الإسرائيلية وقتل شقيقه على يد مستوطن كان يضرم النار في بستان الزيتون مدفوعاً بالحقد. إنها الحادثة التي ستزج الشاب في حالة نفسية غير مسبوقة. يهتز كيانه فيحاول إحقاق العدالة عبر الانتقام، لكن الأستاذ يحاول مراراً إعادته إلى رشده. في تلك الأثناء، تدخل مُصلحة اجتماعية تابعة لإحدى الجمعيات غير الحكومية على الخط، لتخلق بعض التوازن بين المقاربات والنظرات المختلفة، وتبث بعض النعومة النسائية في فيلم يحتاج إلى هذه الرؤية من الخارج والنظرة البريئة على الأحداث. هذه البريطانية تغدو شاهدة على ما يجري وهي نوعاً ما الجانب العقلاني للفيلم والعنصر الذي يمنع انزلاقه إلى الهاوية. بيد أن الفيلم لا يقتصر على هذا. ففي المعسكر الثاني، أي الاحتلال، ثمة جندي إسرائيلي خطفته جهة فلسطينية للمطالبة بالإفراج عن بعض الأسرى، وها أن والديه يصلان إلى إسرائيل لمواكبة عملية البحث عنه التي كُلِّف بها قائد الاستخبارات مستخدماً كل الوسائل المتاحة.

الفيلم مدروس وعاقل وشجاع وواقعي في الوقت عينه، غير ممسوك تماماً على مستوى الإيقاع، خصوصاً في جزئه الأول، ولكن فعّال ويأتي بنتائج مرضية في الفصل الأخير. كل الأحداث التي نتابعها والتي يحملها صالح بكري على كتفيه في أداء ممتاز، يفرز عنها كشف للوضع الذي يرزح تحته الفلسطينيون، ولكنه كشف مقتصد لا يعود إلى الأساسيات لفهم الصراع. صحيح أن لا جديد في هذا كله، لكن الحبكة تفعل فعلتها. والفيلم يائس ومتقبّل ليأسه فلا يقدّم أي حلول، بل كل ما يدعو إليه هو الثأر كبديل لغياب العدالة والعقاب.

عُرض "الأستاذ" للمرة الأولى في سبتمبر الماضي، وحدث ما حدث في فلسطين طوال الشهرين الماضيين. كان يُمكن التحدّث عن مصادفة غريبة أو توارد أفكار، لولا إننا نتحدّث عن بلد يعيش أحوال طبيعية. لكن نحن أمام ظروف مكرورة ومستعادة ومتشابهة لم تشهد أي معالجة. ففي مشهد من الفيلم، يسأل الطالب أستاذه إذا كان لا يزال يؤمن بالعدالة بعد كل ما عاشه... سؤال قد يطرحه أيضاً أي طفل من غزة.

هناك في "الأستاذ" مشهد دهم لمنزل المستوطن بحثاً عن العدالة التي لم تتحقق في المحكمة الإسرائيلية، يتكرر على نحو شبيه جداً في "المنبوذون" للمخرج الفرنسي من أصول مالية لادج لي (شاهدناه في الجونة)، ذاك أننا نرى شاباً غاضباً من أصول مهاجرة يقتحم منزل العمدة المعادي للمهاجرين ويحاول إضرام النار فيه. لكن شتّان ما بين مفهوم العدالة في العمل الأول، ومثيله في الثاني.

بؤساء الضواحي

في عام 2019، قدّم لادج لي باكورته "البؤساء" التي عُرضت في مسابقة الدورة 72 من مهرجان "كان"، حاملاً إيانا إلى المنطقة حيث تتشابك الثقافات، الشلل، العصابات، وكل الذين نصبوا أنفسهم أولياء على البسطاء من الناس. هؤلاء الذين يعتبرهم لادج لي "بؤساء"، في إشارة إلى فيكتور هوغو الذي كتب روايته الشهيرة في مونفرماي (سين سان دوني)، البقعة التي تجري فيها أحداث الفيلم.

جديده لا يختلف عن عمله الأول، بل إنه امتداد له، تنويعة، قراءة مسيسة بأسماء ووجوه أخرى، ويبدو أن هذا المخرج في طريقه إلى تقديم ما يشبه الثلاثية عن الضواحي. صحيح أنه يرى الأشياء من زاوية أخرى ومنظور آخر، لكن يبقى مع ذلك وفياً لأشيائه. يجب التذكير أيضاً أن بين الفيلمين، هذا وفيلمه السابق، كتب لي سيناريو "أتينا" لرومان غافراس، عن أزمة الضواحي، وهو فيلم أحدث ضجة كبيرة لدى عرضه على "نتفليكس" في فرنسا في أواخر العام الماضي. هذا كله للقول إن المُشاهد المطلع يعرف جيداً ماذا ينتظره وهو يدخل الصالة، فخلفية لادج لي وخطابه ما عادا من الأسرار، والفيلم بهذا المعنى يقدّم وجبة دسمة من الالتزام بقضية يؤمن بها وقد حوّلها إلى "عدة الشغل" الخاصة به، والمقصود بهذه القضية الانتصار للبؤساء من المهاجرين والمنبوذين منهم، وذلك من دون النظر في عمق الأزمات عند الجانبين المتخاصمين. علماً أنه يجب التنويه أيضاً بأنه لا يدين أحداً ولا يبرر لأحد، بل يصوّر المواجهة بروح يائسة تتوقّع الأسوأ. وفي الحقيقة، لادج لي لا يهتم الا بمخاطبة ناس من معسكره، متجاهلاً المترددين أو الواقفين في الضفة المقابلة.

خطّة لإعادة هيكلة أحد الأحياء السكنية المليئة بالمهاجرين، تجعل رئيس بلدية، منتخباً حديثاً يأخذ قراراً بهدم أحد المباني. هذه ستكون بداية المواجهات بين السكان وفعاليات المدينة. هناك وسط هذه المعمعة شابة طموحة تُدعى هابي وهي تخطط للترشّح لمنصب العمدة. باختصار، إنها القصّة الأبدية لأزمة الضواحي والطبقة السياسية التي تحاول حماية مصالح النافذين.

يصوّر الفيلم المهاجرين ومَن معهم وضدهم، ومَن يراهم وحوشاً ضارية ومَن يعتبرهم ضحايا، والشارع ينقسم بين مَن يؤمن بهذا ومَن يصدّق ذاك. لكن، في النهاية، هناك حقائق تُعاش بوتيرة يومية، قد لا نجدها في هذا الفيلم ولا في غيره، لأنها موزّعة هنا وهناك بأشكال متفاوتة، ولا يمكن لنص بصري أن يستوعبها، خصوصاً إذا كان مشغولاً بصناعة إثارة شكلية أكثر منها دراسة معمّقة لأحوال الناس وظروفهم.

أفلام لي عن الغضب عموماً، ذلك الغضب المتصاعد من خلال حفنة شخصيات لا يمكن للمُشاهد الدفاع عنها أو الانتصار لخياراتها، و"المنبوذون" لا يشذ عن القاعدة. يحاول لي أن يصوّر التفاوت الطبقي موظّفاً قضية السكن هذه المرة، إلا أن مشكلته أنه لا يسمع كثيراً إلى الفرنسيين من أصول فرنسية. يطرح الفيلم قضايا عدة (أزمة السكن، الهجرة، صعود اليمين)، لكنه يبقى على سطح كل منها، متأرجحاً بين الروائي والتوثيقي، ومقدّماً رؤية غامضة لمستقبل العيش المشترك في فرنسا.

 

الـ The Independent  في

23.12.2023

 
 
 
 
 

أحمد شوقي يحكي شهادته:

عن الجونة السينمائي من داخله.. بعيدًا عن صخب السجادة الحمراء

من كان ينتظر السجادة الحمراء فإن السجادة قد أُلغيت، أما من كان ينتظر السينما فقد أتت بكل ثقلها”.

وكأنه شعار افتراضي رفعه مهرجان الجونة السينمائي خلال دورته السادسة، والتي اختتمت قبل ساعات بعدما أقيمت استثنائيًا في الفترة بين 14 و21 ديسمبر، بعد شهرين بالضبط من الموعد الرسمي للمهرجان الذي كان من المقرر أن يُعقد في أكتوبر الماضي.

القصة يعلمها الجميع، فقد كان من المستحيل إقامة المهرجان مساء 13 أكتوبر، بعد ستة أيام فقط من اندلاع المعارك، وبعد ساعات من الاجتياح الدامي لغزة. لكن ما قد لا يعلمه البعض هو الجانب الآخر للحكاية، جانب فريق المهرجان الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إطلاق نسخة كان من المفترض أن تكون ضخمة في حجمها، فكتب القدر لها أن تحمل الاستثناء في الشكل والمضمون معًا.

شهادتي بالطبع مجروحة باعتباري عضوًا في فريق المهرجان، للمرة الأولى بعد خمس دورات اكتفيت فيها بلعب دور الناقد والضيف، لكني أزعم أنني أتحرى الصدق والموضوعية قدر استطاعتي، خاصةً أننا نتكلم عن حدث شاهده وحضره الجميع، ويُمكن بسهولة تفنيد أي أكاذيب أو مبالغات، أو تشويش قد تسببه العاطفة تجاه ما حدث في الجونة 2023.

الجونة السينمائي ولد حاملًا كل بذور الجدل داخله، فمنذ انطلاقه عام 2017 وهو مادة دسمة لنقاشات لا تنتهي، فهو مهرجان مصري ناجح وجذاب، لكنه يُقام بعيدًا عن المظلة الرسمية للدولة بما تضفيه من شرعية وحماية، وهو مليء بالأنشطة السينمائية والثقافية، لكن وقعها الإعلامي يتوارى وراء الإبهار الذي صاحب المهرجان من اللحظة الأولى.

معضلة أزلية حلتها الظروف

الجونة السينمائي ولد حاملًا كل بذور الجدل داخله، فمنذ انطلاقه عام 2017 وهو مادة دسمة لنقاشات لا تنتهي، فهو مهرجان مصري ناجح وجذاب، لكنه يُقام بعيدًا عن المظلة الرسمية للدولة بما تضفيه من شرعية وحماية، وهو مليء بالأنشطة السينمائية والثقافية، لكن وقعها الإعلامي يتوارى وراء الإبهار الذي صاحب المهرجان من اللحظة الأولى، بسجاده الأحمر المكتظ بأشهر النجوم والنجمات يطلون في أفخر الأزياء دائمًا، وأكثرها إثارة للجدل أحيانًا، وهو حدث جماهيري يفتح أبوابه لكل من يرغب في حضور عروضه وندواته، لكنه يُقام وراء أسوار مدينة يعلم الجميع أن حائلًا من الثروة يفصلها عمّا وعمّن خارجها، حتى لو سُمح للجمهور بدخول عروض المهرجان خلال أيامه.

هذا الوضع المتفرد للجونة، المدينة والمهرجان، خلق سنوات من الشد والجذب الذي لا ينتهي: من يحضرون المهرجان يدركون قيمته ويروجون له، ومن لا يحضرونه يصعب عليهم إدراك جوهر ما يجري وراء صخب النجوم والتغطيات الإعلامية الخفيفة، وبالتالي يعتبرون ترويج الحضور نوعًا من المجاملة للمهرجان ومنظميه، وهي مُعضلة كانت لتستمر طويلًا، لولا أن جاءت الأحداث المأساوية في فلسطين لتمنح كل المهرجانات فرصة لإثبات حضورها في اللحظة الراهنة، فتفاداها الجميع وقرر الجونة استغلالها.

نسخة استثنائية بدون أجواء احتفالية، وبدون سجادة حمراء، وبتركيز على أنشطة الصناعة، وبرنامج خاص مُكرّس للسينما الفلسطينية. قد تبدو هذه اختيارات منطقية في ظل ما يجري حولنا، لكنها بالتأكيد ليست قراراتٍ بسيطةً من الناحية التنظيمية.

مهمة عسيرة

نسخة استثنائية بدون أجواء احتفالية، وبدون سجادة حمراء، وبتركيز على أنشطة الصناعة، وبرنامج خاص مُكرّس للسينما الفلسطينية. قد تبدو هذه اختيارات منطقية في ظل ما يجري حولنا، لكنها بالتأكيد ليست قراراتٍ بسيطةً من الناحية التنظيمية.

هذا مهرجان يموّل بالكامل من القطاع الخاص، عبر عقود رعاية مع شركات تدفع ملايين بغرض الترويج لنفسها، وهذا الترويج يتطلب حضور النجوم والاحتفاء بهم، ويستفيد من التغطية الإعلامية الصاخبة. أغلب هؤلاء الرعاة شركات كبرى عابرة للحدود، لدى كل منها سياسة إعلامية وصورة للعلامة التجارية، ترتبط في أغلب الحالات بالابتعاد عن مساحات الجدل السياسي ومناطق الاشتعال، وبالتالي يصعب إقناعها بدعم حدث يأخذ موقفًا سياسيًا وإنسانيًا معلنًا. فكيف يُمكن أن يتم تمويل مهرجان يخالف كل هذه الاشتراطات وإتمامه بصورة لائقة؟

أضف لذلك أن فريق المهرجان تم تشكيله من البداية لتحقيق دورة ضخمة مليئة بالنجوم والإبهار، فوجد أغلبهم نفسه في الأمتار الأخيرة، وقبل ثلاثة أيام فقط من موعد الافتتاح المقرر، مضطرًا لإعادة كل شيء من البداية، وإنجاز المهام وفقًا لبوصلة مختلفة يُعاد فيها ترتيب الأولويات. مهمة عسيرة بدنيًا ونفسيًا كان على الجميع أن يخوضها ليعرف أنها حقًا ممكنة، وإنها ستُشكل خبرة مهنية استثنائية سمح القدر لنا بخوضها، يصعب تصور تكرارها في أي مكان أو زمان آخر.

قد يبدو الحديث عن المتاعب النفسية لتنظيم مهرجان سينمائي أمرًا تافهًا في ظل موت المئات كل يوم على بعد كيلومترات، لكن الحقيقة إنه ورغم كل الآلام، فعلى الجميع أن يعمل ويستمر في العمل، وأن يحاول استغلال المساحات المتاحة له لكشف الحقائق ومنح منصة كل مظلوم أو مستضعف أو صاحب حق، وهو ما أزعم أن الجونة السينمائي قد حاول تحقيقه قدر المستطاع.

منصة صناعة السينما

الشكل الاستثنائي للدورة ربما يكون قد ساعد في إبراز ما يجري في منصة الجونة السينمائية، ذراع المهرجان المخصص لمحترفي صناعة السينما، والذي شرُفت بإدارة أحد أهم أقسامه: منطلق الجونة السينمائي، وهو برنامج دعم وتمويل الأفلام الخاص بالمهرجان، وفيه يجتمع كل عام صناع مشروعات أفلام من مختلف الدول العربية، كان عددهم هذا العام 19 مشروعًا مثلت ثمانية دول عربية، بخلاف التمويل المشترك مع بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

كل صانع فيلم يقوم بعرض مشروعه على حضور من المنتجين والموزعين وممثلي المهرجانات والجهات المختلفة، يعقد اجتماعات منفردة مع المهتم منهم بالمشروع، قبل أن يتم توزيع جوائز قيمة بلغ عددها هذا العام 31 جائزة مجموع قيمتها 365 ألف دولار على أفضل المشروعات، بما يساعد الأفلام في استكمال رحلتها وعقد المزيد من الشراكات حتى يخرج الفيلم للنور في أحسن صورة.

ولعل اختيارات لجنة التحكيم التي تشكلت من المخرجة المصرية هالة خليل، المنتج الفرنسي جيوم دي سوي، والمنتج الأردني جورج دافيد المدير السابق للهيئة الملكية للأفلام، قد عبَّرت بشكلٍ غير مقصود عن مضمون تلك الدورة من الجونة السينمائي. لجنة التحكيم اختارت أحسن مشروع في مرحلة التطوير “سرق النار” للفلسطيني عامر الشوملي، عن ماضٍ طويل من سرقة الآثار الفلسطينية، بينما منحت جائزة أحسن مشروع في مراحل ما بعد الإنتاج لفيلم “لم تكن وحيدة” للعراقي حسين الأسدي، عن عجوز تعيش في منطقة الأهوار، وتتمسك ببيتها وأرضها في وقت تحوّلٍ مناخيٍ عنيفٍ وتصحرٍ تتعرض له المنطقة.

كأن لجنة التحكيم أرادت أن تُعبر باختياراتها عن انحيازات المهرجان هذا العام، وتنتصر للتراث الفلسطيني وللتمسك بالأرض وحماية البيئة، ولا ننسى أن الجونة هو أول مهرجان عربي يمنح جائزة خاصة هي “نجمة الجونة الخضراء” لأحسن فيلم يهتم بقضايا البيئة. وكأن أحداث المنطلق ونتائجه تجليات للشعار الذي بدأنا به المقال، فحتى بدون سجادة حمراء أو إبهار أو عدد لا نهائي من الأحاديث حول الأزياء، تمكن الجونة من الانعقاد بشكل لائق احترمه الجميع، ومن منح منصة للأصوات المغايرة، ودعم القضايا التي تستحق الدعم، وهو ما يجعل فريق المهرجان الكبير -وأنا منهم- نشعر بالفخر لأننا ساهمنا قدر استطاعتنا في هذه الصورة الكبيرة الجميلة.

 

موقع "شهرزاد" المصري في

20.12.2023

 
 
 
 
 

شاهدته لكم في مهرجان الجونة السينمائي..

Dogman.. حتى ”الكلاب المفترسة“.. يمكن أن تكون محبوبة!

البلاد/ طارق البحار

من خلال قصة فلسفية ورائعة، يدور قصة فيلم  Dogman الذي شاهدته لكم في مهرجان الجونة السينمائي، والذي يدور ايضا حول التغلب على المصاعب الشديدة والمستمرة، ولكن بعيدا عن الصراع العميق هناك قصة لا تنسى حول النهوض مرارا وتكرارا.

كما هو موضح من مخرج الفيلم لوك بيسون فإن الشخصية الرئيسية هي وحش ”فرانكشتاين"، ولكن حتى الوحوش يمكن أن تكون محبوبة!

اختار بيسون، مخرج العديد من أفلام الخيال العلمي والخيال، مكانا يبدو أقرب إلى الفلسفة، وسيكون عليك الانضمام إلى الخيال لاستيعابها. ما عليك سوى اتباع أصوات الأنين والنباح لدخول عالمه الجديد المناهض للأبطال.

بقيادة طاقم من ما يبدو وكأنه عصابة واحدة امثال كاليب لاندري جونز - الذي أخرج Jokered the Joker في الخلفية الدرامية وتطبيق المكياج الفعال - تتكشف قصة قوة الفيلم، ولا يمكنك التوقف عن التعاطف معه، جزئيا بسبب تاريخه، ولكن في الغالب بسبب فهمه الحميم للكلاب ولهم.

يلعب لاندري جونز دور دوغلاس في سن 10 محبوسا في قفص مع مجموعة من المتنافسين الجائعين من الكلاب مع تعذيب من قبل والده المسيء، وعندما كان يقدم إليهم بخفاء الطعام، يتعامل معه والده بعنف شديد، ويرميه معهم في قفص سيئ، وحالات اخرى زرعت الشخصية فيه.

يتضح من خلال العديد من المشاهد الذكية والمدهشة حيث يجب على المرء معرفة الواقع، يبدو أن ”الأنياب“ او الكلاب تفهم كل كلمة له، كل أمر يتم تسليمه بلمسة خفيفة - غالبا بنقرة واحدة فقط من ذقنه. نادرا ما يصرخ دوغلاس، مستخدما إيقاعا بطيئا وناعما للكلمات - أحيانا زاحفة، وأحيانا ساحرة، ولكن يتم احتواؤها دائما مع كل كلمة، وكل حركة فعل حب.

في وقت مبكر من الفيلم عندما يواجه دوغلاس والده للمرة الأخيرة، تم إطلاق النار عليه وأصيب بالشلل في النهاية في ظهره، وطوال السرد، تعمل العديد من الكلاب في رعاية دوغلاس كملحقات له، حيث تكمل كل مهمة وتعود لحراسة ألفا.

عندما يتم طرد جدة صديقة من متجرها من قبل عصابة محلية يأتي دوغلاس للإنقاذ، باستخدام حقيبته لإرسال رسالة حرفيا - يسلم أحد الكلاب هاتفا خلويا بينما يقوم الآخر بطلب الرقم وبالفعل تم استلام المذكرة. قد يعتقد المرء أنه من غير الصحي إغضاب العصابة المحلية، لكن هذا شخص ليس لديه مصائد متعددة وترسانة من الأسلحة في جميع أنحاء منزله.

الكاتب / المخرج بيسون المعروف في الاعمال الناجحة مثل  Leon: The Professional و Nikita وThe Fifth Element، على سبيل المثال لا الحصر، يعترف بأن كل مشهد مع هو معجزة، وهناك الكثير من اللحظات المذهلة مع - تجمع 100 من الكلاب لتكوين طاقم مكون من 80 شخصا.

تم تصميم الأزياء والمكياج والموسيقى لزيادة المشاعر في حياة مقفرة ووحيدة، ودعم أداء لاندري جونز وإجبارك على الهتاف له حتى وأنت تحاول إخفاء عينيك، مرارا وتكرارا، يوسع هذا الفيلم الصدع مع تسليم لاندري جونز الدقيق لشخصية تالفة ببوصلة أخلاقية محددة، ويدافع عن المحتاجين بشكل فعال مثل أي باتمان بروح ”الجوكر“!

يعيش دوغلاس في الغالب تحت الرادار ويسعد بوجوده هناك، وغالبا ما يكون معزولا عن المجتمع البعيد عن الكلاب، ومع ذلك نشاهد بيسونلى بعيد عن التواصل الإنساني بقدر ما يخشاه، وغالبا ما يجد نفسه في أغرب الظروف.

هو يائس للحصول على المال، العقل المدبر لفرقته من لصوص المجوهرات من الكلاب، فهو غير قادر على فعل أكثر من الوقوف بشكل مستقيم، يقدم لاندري جونز مزامنة شفاه عاطفية لـ "La Foule" لإديث بياف، والتي تبدو وكأنها تأليفه لمجموعة من الأرواح المهجورة. إنها نغمة يقول بيسون إنها تتشابك تماما مع القصة.

 

البلاد البحرينية في

23.12.2023

 
 
 
 
 

«الجونة» يعبر طريق الأشواك

طارق الشناوي

بعد كل هذا التربص، وكل تلك العيون، التى كانت تحاول الإمساك بغلطة، لتحيل الحبة إلى قبة، انتهى مساء أمس الأول مهرجان (الجونة) فى دورته التى حملت رقم (6) وصاحبتها صفة الاستثناء، وشهدت قدرًا لا ينكر وغير مبرر من التجاهل الإعلامى.

قدمت الحفل الختامى الإعلامية المصرية ناردين فرج، التى فاجأتنى بحضورها، وتلقائيتها واستيعابها لكل التفاصيل، بدون حتى النظر إلى الورقة.

المهرجان- خلال فعالياته- كان يبدو أنه يريد فى كل لقطة أن ينفى عن نفسه تهمة، صارت تلاحق الكثيرين وهى اللامبالاة، بما يجرى على حدودنا الشرقية، ظل هذا الإحساس، مسيطرا، على القسط الأكبر من المسؤولين وعلى عدد من الضيوف، الذين أيضا كان يبدو بعضهم وكأنهم حريصون، على نفى تورطهم فى المشاركة فى حدث ثقافى.

أتصور أن (جرعة) الحساسية زاد منسوبها أكثر مما ينبغى، وأكبر دليل على ذلك من الممكن أن تجده فى غياب أغلب الفضائيات والمواقع الصحفية والمرئية عن التغطية، وكأنها، تخشى التورط فى ذيوعه، الخارج عن السياق العام.

ورغم ذلك لم يستسلم المهرجان للأصوات الرافضة لعودة الحياة الثقافية والفنية والترفيهية، إلا أنه فى كل لحظة، كان يعمل لها ألف حساب، وكلما فتحنا أمامهم صفحات التاريخ، التى تؤكد أن مصر حتى بعد هزيمة 67، التى، تشكل أقصى وأقسى ألم عاشه المصريون، لم توقف حتى النكتة، ولم تصادر الأفلام والمسرحيات الكوميدية، ولم تمنع (الكاريكاتير)، والقيادة السياسية ممثلة فى الرئيس جمال عبدالناصر، مؤكد هى التى غيرت توجه المؤشر، ولو كان لديه رأى آخر، لأصدر قرارا باستمرار الحداد، حتى النصر.

التوقيت المزمع لإقامة المهرجان تأخر نحو شهرين، عن الموعد الأول 13 أكتوبر، وهذه المدة كفيلة جدا بتغيير كل الجداول، التى سبق إقرارها، كما أن الاقتراب، من نهاية العام، عادة يجعلنا جميعا لا شعوريا نترقب مطلع 2024، ولا ننتظر ما تسفر عنه الأيام المتبقية فى 2023، فهى كما تبدو تحصيل حاصل.

بينما المهرجان على الجانب الآخر، بعد أن توقف فى 2022- لأسباب خاصة- عن إقامة الدورة وجد لديه أكثر من دافع حتى لا تفوته أيضا الأيام الأخيرة من 2023، لأنه كان سيحسب عليه غيابه عامين.

ما رأيناه من نتاج سواء من أفلام أو فنانين، هو ما تبقى صادما بالقطع بعد أن تأجل المهرجان عن موعده مرتين، والتأجيل الثانى تم قبل بداية المهرجان فقط بأربعة أيام، مما يلقى قطعا بظلال سلبية على كل التفاصيل التالية.

أقيمت الدورة، وعرضت أفلاما هامة، عربيا وعالميا، وفقد المهرجان أفلاما أخرى، وحضر نجوم من العالم العربى وتحديدا فلسطين واعتذر آخرون، ولهم قطعا أسبابهم المنطقية.

لعب المناخ دورا سلبيا، لدرجة أنه كثيرا ما كانت توزع بطاطين لتدفئة الحاضرين، خفت حضور الجمهور، الذى كان يمنح المهرجان ملمحًا خاصًا، إنه المؤشر الحقيقى الذى يكتسب بعده المهرجان صفة مهرجان.

وتبقى قطعا أهمية هذا الحدث فى إقامته، فهو يحمل رسالة فى فن إدارة الأزمة، كما أنه كشف مجددا عن المأزق الذى تعيشه السينما المصرية، التى تبحث عن فيلم يمثلها ويرفع اسمها ولا تجد، إلا أفلاما (تُمثل) بها، أمام ضيوف المهرجان.

إنها حكاية حزينة بل مأساوية، تستحق أن نتوقف عندها فى مساحة قادمة، نفندها ولا نخشى الأشواك!!.

 

المصري اليوم في

23.12.2023

 
 
 
 
 

«سبعة أشتية في طهران» يُعيد تسليط الضوء على قضية ريحانة جباري

الفيلم حاز جائزة «النجمة الفضية» بالمسابقة الوثائقية بـ«الجونة السينمائي»

القاهرةأحمد عدلي

أعاد الفيلم الوثائقي الطويل «سبعة أشتية في طهران» للمخرجة الألمانية شتيفي نيدرزول قضية الشابة الإيرانية ريحانة جباري للأضواء بعد مرور 9 سنوات على إعدامها في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، وهو يتناول قصتها التي شغلت الرأي العام لسنوات.

الفيلم الحاصل على جائزة «النجمة الفضية» بالمسابقة الوثائقية بمهرجان «الجونة السينمائي» يسرد في أكثر من 90 دقيقة قصة ريحانة جباري من منظور عائلتها وأسرتها ومحاميها، ووفق ضيوف الفيلم فإن «الفتاة صاحبة الـ19 عاماً التي تعرضت للتغرير بها ومحاولة اغتصابها من قبل مسؤول سابق في الاستخبارات الإيرانية دفعت حياتها ثمناً لقتله، بعدما طعنته محاولة النجاة من واقعة الاغتصاب التي أفصحت عنها أمام المحكمة».

بدأت ريحانة عملها في مكتب للديكور بجانب دراستها مصممة ديكورات ليتعرف عليها مرتضى سريندي مسؤول الاستخبارات السابق، ويبلغها بأنه جراح تجميل يريد تصميم ديكور جديد للعيادة الخاصة به، وهناك يحاول اغتصابها، فتبادر بالإمساك بسكين كانت قريبة منها وتطعنه بجرح تسبب في وفاته لاحقاً. حسب ما سردته مخرجة الفيلم.

قضت ريحانة نحو 7 سنوات في السجن حتى نفّذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام فيها رغم المطالبات والمناشدات الدولية بالعفو عنها وإنقاذ حياتها، فيما سردت الممثلة الإيرانية المقيمة في فرنسا زار أمير إبراهيمي الأداء الصوتي لدور ريحانة بالفيلم وقرأت الرسائل التي كتبتها الشابة الإيرانية خلال فترة حبسها.

لقطات وصور ورسائل عديدة تضمنها الفيلم، منها رسائل كانت ترسلها ريحانة لعائلتها ولقطات صُوّرت بشكل سري لها في السجن وثقتها المخرجة الألمانية الشابة في تجربتها التي حصلت فيها على دعم من عائلة ريحانة ووالدتها شولي باكرفان وأشخاص متعاطفين معها من داخل إيران.

لم تكن مخرجة الفيلم شتيفي نيدرزول تعرف الكثير عن ريحانة قبل إعدامها باستثناء بعض الأخبار المنشورة عنها في وسائل الإعلام الألمانية، وفق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدة أن «فكرة الفيلم جاءتها خلال إجازة كانت تقضيها في تركيا تعرفت خلالها على عدد من أصدقاء ريحانة».

حماس المخرجة الألمانية ومعايشتها لجزء من المعاناة النفسية مع أقارب ريحانة بعد تنفيذ حكم الإعدام فيها دفعاها للبحث أكثر عن قصتها وتفاصيل ما تعرضت له قبل الحادثة وبعدها في السجن، لتبدأ بعدها رحلة البحث عن طريقة لتقديم معاناة ريحانة فنياً.

رحلة الفيلم لم تكن سهلة بالنسبة للمخرجة الشابة التي لم تكن تعرف الكثير عن إيران ولا تجيد الفارسية ولا تفهم معاني اللقطات المصورة، وهي أمور كان للفتاة شذى شقيقة ريحانة التي تمكنت من مغادرة طهران بعد سنوات من إعدام شقيقتها دور كبير فيها لتبدأ رحلة استمرت أكثر من 3 سنوات حتى بدأ عرضه في المهرجانات السينمائية من مطلع العام الحالي.

أكثر ما جعل المخرجة الألمانية تشعر بالسعادة المساعدات والتفاعلات الكبيرة التي حصلت عليها حتى من أشخاص داخل إيران اتبعوا طرقاً خاصة للتواصل الآمن معها من أجل إتاحة مواد مسجلة ومكتوبة لتقديم مشروعها السينمائي.

تؤكد شتيفي نيدرزول على أن هدفها من الفيلم لم يكن تقديم صورة نمطية عن المرأة في إيران، ولكن قصة فتاة تعرضت لـ«الظلم والعنف»، على حد تعبيرها، مشيرة إلى أنها «أظهرت والد ريحانة وهو شخص يريد حصول أبنائه وبناته على الحقوق نفسها بشكل متساوٍ، وهو أمر لا يعكس صورة نمطية للرجل في إيران».

تبدي المخرجة الألمانية سعادتها بردود الفعل على الفيلم في عدة دول بالشرق الأوسط شاركت في حضورها بالمغرب وتركيا ومصر لتفاعل الجمهور مع قصة ريحانة من جهة ومعرفة البعض بها للمرة الأولى، وهو الأمر الذي يعكس دوراً حقيقياً للفن في تسليط الضوء على جانب من معاناة البشر.

 

الشرق الأوسط في

24.12.2023

 
 
 
 
 

وسيم جعجع: مساحة الحرية أكبر للمخرج في الفيلم القصير

 أحمد العياد

إيلافيؤلف المخرج اللبناني وسيم جعجع، مع لوسي كير، ومريم الفرجاني، وسيلين روستان، ورزان جمال، أعضاء لجنة تحكيم الأفلام القصيرة في الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي، والذي سبق وأن حصل فيه على جائزة "النجمة الفضية" عام 2019، في مسابقة الأفلام القصيرة عن فيلمه "أمي".

أجرينا حوارًا معه للحديث عن كواليس مشاركته كعضو لجنة تحكيم في المهرجان السينمائي المقام على سواحل مدينة الجونة السياحية، في الدورة التي تشهد عودته بعد انقطاع عامين.

توقعت للجونة النجاح منذ الدورة الأولى

حدثنا وسيم جعجع عن مهرجان الجونة السينمائي الدولي، وأكد أنه توقع له تحقيق نجاح كبير منذ دورته الأولى، حيث قال: توقعت من أول سنة لمهرجان الجونة السينمائي أن يكون رائداً بالوطن العربي.

وعن أسباب توقعه أوضح: "لأنه بدأ بداية ضخمة وعندما تبدأ تلك البداية بالتأكيد تستمر. كما أن إنتشار المهرجان مهم جدا لصناع الأفلام في العالم العربي، فصناع الأفلام لا يكون باستطاعتهم صناعة أفلامهم مباشرة دائماً، فقد يمرون بفترات اكتئاب قد تصل لعام. وعندما يأتي مهرجان بحجم "الجونة" يعطيهم إشارة بأنهم لا يزالون على قيد الحياة وهناك أشخاص تسمعهم، ويتعرفون من خلاله على أشخاص جدد يتبادلون معهم الأفكار حول شغفهم السينمائي. وبرأيي تلك الأهمية الرئيسية للمهرجان".

أردف: "وأعتقد أن نفس الأمر هو الذي جعل مهرجان الجونة يُقام في ظل تلك الظروف الصعبة، لأن القائمين عليه يعلمون أهميته بالنسبة لصناع الأفلام، لأنه بالنسبة ليّ نوع من أنواع الحياة. لأن ذلك المكان يُعيدك لعالم السينما، وتفاصيلها، ما يجعلك تستقبل دفعة نفسية جيدة".

الفيلم القصير مساحة للحرية

وعن تجربته كمخرج أفلام قصيرة، وأيضًا عضو لجنة تحكيم في مسابقة الأفلام القصيرة في المهرجان، وأسس اختياره للفيلم الأفضل قال"جعجع": "سأحكي عن الأفلام بوجه عام وليس الجونة فقط، ووجهة نظري. أنا عضو لجنة تحكيم في مسابقة الأفلام القصيرة. الناس تعتبر أن الفيلم القصير هو بداية أي مخرج يرغب في الانضمام لعالم السينما".

أضاف: "الفيلم القصير هو أكثر مكان يستطيع المخرج أن يعبر عن نفسه من خلاله لأنه يكون حرا في ان يقدم ما يشاء في فيلمه، لكن اليوم لا يستطيع مخرج الأفلام الطويلة فعل نفس الشيء بسبب ظروف الإنتاج وآراء المنتجين وطرحه في السينمات وغيرها من الأمور. فلا يكون لدى المخرج الجرأة في التجارب وعرض موضوعات معينة وتجربة أشياء أخرى تتعلق بحركة الكاميرا وغيرها، لا أحد يجرؤ على تجربتها في الأفلام الطويلة. ذلك هو ما يميز الفيلم القصير".

تابع المخرج موضحًا: "مهم جدا أن يكون لكل مخرج حتى لو قدم أفلاما طويلة، أن يعود ويقدم فيلماً قصيراً. فمثلا المخرجة التونسية كوثر بن هنية صارت عالمية لكنها عادت لتقديم أفلام قصيرة. وأرى أن تلك ثقافة مُطالب بها في العالم العربي. الفيلم الطويل مهم لكن تقييم المخرج يكون بالفيلم القصير لأنه يُظهر ما لدى المخرج من إمكانيات، وليس ظروف الصناعة".

وعن معايير اختيار الأفلام قال وسيم جعجع: "ليس لدّي معايير لتقييم الأفلام، أنا أشاهد الفيلم إما أشعر به أو لا، ذلك هو معياري الوحيد لتقييم الفيلم. في بعض الأحيان لا أرى تتر الفيلم ولا أعلم شيء عنه. وعندما انتهي من مشاهدتي لفيلم ما، ما أشعر به بعد انتهائي منه وما وصلني هو تقييمي للعمل. وفي رأيي الشخصي الجوائز ليست مهمة لصناع السينما، -هي مهمة لما تمنحه لصناع الأفلام من أموال تساعدهم في تقديم أعمالهم، وتعرفهم بالعالم أكثر- لكن الأهم بالنسبة لي هي عرض الفيلم أمام الجمهور. اللحظة التي يظهر فيها الفيلم على الشاشة أمام الجمهور هي أهم من أهم جائزة. لحظة توصيل ما تريده للناس هي أعظم لحظة".

الفيلم القصير يعكس موهبة المخرج

وعن مدى صعوبة تنفيذ الفيلم القصير، وما إذا كان أصعب من الطويل أم لا قال "جعجع": ليست الفكرة في الصعوبة، لكنه يعكس حقيقة المخرج بالضبط، وما هي موهبته وماذا يقدم".

كما تحدث المخرج عن أزمة تسويق الأفلام القصيرة، وانحسار عرضها على المهرجانات مما يدفع المخرجين للأفلام الطويلة بشكل أكثر، قائلًا: "الصناعة تحكمها الأموال، فبرغم ما نقدمه من أفلام لا يمكننا تجاهل بند الأموال، ومن هنا فإن الأفلام القصيرة ليس بها مردود مادي جيد، لذلك الناس القائمين على التسويق لا يهمهم كثيرا الترويج أو الحصول على الأفلام القصيرة، ما يهمهم أكثر الأفلام الروائية الطويلة".

كما أشار إلى أن عدم خضوع الأفلام القصيرة لمعايير التسويق يحافظ على حريتها، قائلًا: "ولا يمكن نسيان شيء مهم في عقليتنا العربية، أن لدينا العديد من الملاحظات على قصص قد يتم تقديمها. وفي الأفلام القصيرة يمكن أن يكون عدم خضوعها للتسويق شيء إيجابي حتى لا يصبح هناك قيود. الحرية هي الأساس في الأفلام القصيرة. نحن الآن في عصر السوشيال ميديا والناس يشاهدون فيديوهات قصيرة للغاية، وقد يكون في الأفلام القصيرة قصص جيدة وتجذب الجمهور".

المنصات الرقمية

وعما إذا كانت المنصات فرصة لصناع الأفلام القصيرة، نظرًا لإتاحة مشاهدتها قال إنه لا يستطيع الجزم فيما إذا كان ذلك صحيحًا أم لا: "لا أستطيع الإجابة بنعم أو لا. لكن من الممكن أن يكون هناك أشخاص مهتمة بحضور الأفلام القصيرة. فأنا لديّ شغف بمشاهدة تلك الأفلام، وإذا كان هناك فيلما لم أحبه أكون على علم بأنه سينتهي بعد 5 دقائق فقط! ليس وقتا كبيرا. توجد قصص جيدة في تلك النوعية من الأفلام، وبها قدرة أن يستطيع شخص إخبارك قصة في 15 دقيقة، وبشكل مختصر. في بعض الأحيان تكون تجارب إيجابية وجيدة. وأنا بشكل شخصي مدافع شرس عن الأفلام القصيرة، رغم تحضيري لفيلمي الطويل، فكل مخرج يحب أن يُخرج فيلما طويلا، لكن تظل الأفلام القصيرة مثل القضية بالنسبة لي".

تحويل الفيلم القصير لآخر طويل قد يضره

بالنسبة ليّ الفيلم القصير إذا كان فيلما طويلا فعليهم تنفيذوه هم. الفيلم القصير هو فيلم قصير، أي أن تلك القصة لا تتحمل أن تُعرض في فيلم مدته ساعتين، لأنه قد يسبب الملل. أهميته في أنه فيلم قصير.

كما تحدث وسيم جعجع عن فيلمه الطويل الذي يحضر له حاليًا، قائلًا: مدة الفيلم ساعتين، ويشبه أجواء فيلم القصير. والموضوع الخاص به نقاشي بعض الشيء. وأريد أن أتحدث بشأن رأي يقول بأنني في مجتمع عربي ولا بد أن ننتبه على الموضوعات التي نقدمها، ورأيي أن القواعد موجودة حتى يتم اختراقها وكسرها، وأهمية الفن أنه يخلق القواعد، ويدفع المشاهد لتفكير آخر ومختلف.

أهمية الأفلام تأتي من أفكارها

وتطرق المخرج في حديثه عن فيلمه الجديد إلى أهمية اختيار الأفكار الجيدة للأفلام التي يقدمها، حيث قال: "أهم شيء أن ما تقدمه يكون ذكيا ويحترم المشاهد، وليس عرض الأفلام من أجل الانتقاد للانتقاد. فأهمية الأفلام تأتي من عرض أفكارها بطريقة متوازنة وتقارب الموضوع من المشاهد حتى يفهم ما يرى، وعندها لا يشعر بملاحظات على الفيلم. في فيلم "أمي" عندما ماتت والدة البطل قرر اختطاف العذراء وإجراء تبادل حتى يستعيد أمه وذلك المشهد تفاعل معه كافة الناس من مختلف الجنسيات والطوائف، وعندما عُرض الفيلم كانت هناك ثورة من ردود الأفعال لأنه عمل خارق للمعتاد، وأنا مع ذلك الرأي أن نخترق القواعد في بعض الأحيان. وقبل تنفيذ الفيلم حديثي مع المخرجين كان ينصب حول عدم تقبل الفكرة لأننا في الوطن العربي، لكن بعد عرضه تبين أن المشاهد يريد المشاهدة ولا توجد لديه "تابوهات" حتى لو رآه في منزله أو على المنصات".

انفتاح السعودية على السينما مؤثر عربيا ً

وتابع المخرج في رأيه عن الانفتاح الحاصل في السعودية: "أرى أن ذلك الشيء مهم، لذلك أحترم جميع أنواع الفن. وأعتقد أن الخروج عن المألوف من الممكن أن يميز أشخاص عن غيرهم. وسأتحدث بصراحة أكبر أنه لا أحد كان يتوقع الانفتاح الذي نراه في السعودية الآن، تلك رؤية كانت معارضة في البداية، لكن ما حدث جاء نتيجة رؤية لشخص استمر خلف الموضوع حتى يخترق المألوف، واتضح أن الناس تريد ذلك ويدعمونه، واليوم مهرجان البحر الأحمر السينمائي أصبح من أهم المهرجانات بالوطن العربي، وأصبح المواطن السعودي يحضر الأفلام من جميع الوطن العربي، لأنه هناك شخص كان لديه رؤية وقال نحن نرغب في ذلك والناس تريده. نحن في المجتمعات العربية لا نسمح للناس بمشاهدة ما تريد".

أردف جعجع: "من هذا المنطلق أدافع عن هذا النوع من الأفلام وهذا النوع من السينما، ومقتنع بأنه عندما تقدم قصة متوازنة ومحترمة. من الممكن أن نقدم أفلام معلبة في بعض الأوقات للتسلية، وأفلام أخرى تخلق إثارة أفكار لدى الناس".

ليس القصير فقط.. الفيلم الطويل قادر على كسر الحواجز أيضًا

وأكد وسيم جعجع، أن الفيلم الطويل لا يختلف عن القصير في مسألة كسر الحواجز، قائلًا: الفيلم القصير يكون لدى الشخص الحرية الأكبر لأنه غير معتمد بشكل كبير على التمويل، لكن أيضا الأفلام الطويلة تستطيع كسر الحاجز، عندما يُسمح بتنفيذ أي فكرة دون خوف. بعض الأفلام يتم رفضها رغم قصتها الجيدة لأن هناك بعض الخوف من تقديمها. لن نخترق القواعد ما لم نكسر الحواجز الداخلية، والسعودية أكبر مثال على ذلك، واليوم السعودية رائدة بالوطن العربي وتقود المشهد السينمائي بالوطن العربي".

 

موقع "إيلاف" في

24.12.2023

 
 
 
 
 

المديرة الفنية للمهرجان تتحدث عن الدورة السادسة:

ماريان خورى: الجونة السينمائى لم يفقد بريقه

كتب الجونة: هبة محمد على

يمكن أن نطلق على المنتجة «ماريان خورى» لقب سيدة المهام الصعبة، فدائمًا ما تحركها روح التحدى والمغامرة، وفى الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائى، والتى تولت فيها «ماريان» منصبها كمديرة فنية لمهرجان الجونة لأول مرة، استطاعت بخبرتها الواسعة أن تساهم فى خروج تلك الدورة الاستثنائية إلى النور بفكر جديد ومختلف.

تناسب هذا الفكر مع التغيير الذى أراد صناع المهرجان تحقيقه بعد غياب الدورة العام الماضى، ويتناسب أيضًا مع الظرف الاستثنائى الدقيق الذى تشهده المنطقة من أحداث سياسية مؤسفة، حيث العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، والذى كاد أن يتسبب فى إلغاء الدورة بعد عدة تأجيلات، تلك الأحداث التى ألقت بظلالها على الدورة بعد عودتها، وفى حوارنا معها سألناها عن التحديات التى واجهتها، وعن التغيرات التى طرأت على المهرجان، وعن خطتها فى الأعوام القادمة، وإلى نص الحوار..

·        توليت مسئوليتك كمدير فنى للمهرجان بعد خمس دورات ناجحة، مما شكل تحديًا كبيرًا بالنسبة لك منذ البداية، ما الذى دفعك لقبول هذه المسئولية، وما الفكر المختلف الذى حاولت تطبيقه فى هذه الدورة؟

- قمت بالانضمام إلى فريق مهرجان الجونة فى شهر يونيو الماضى، وبطبعى أعشق التحدى، وكلما زادت المغامرة، زادت رغبتى فى تحقيق النجاح، وكانت رغبة القائمين على المهرجان هى تسليط الضوء على الأفلام، وإضافة برامج لها علاقة بصناعة السينما، وهو ما توافق مع رؤيتى، فبالنسبة لى مهرجان يعنى صناعة أفلام، وتمكين شباب، وتعليمهم، وهو ما أقوم به منذ سنوات طويلة.

·        لكن ألا يزعجك ما تردد بأن المهرجان فقد بريقه هذا العام؟

- أولًا المهرجان لم يفقد بريقه، ثانيًا للأحداث السياسية المؤسفة التى نعيشها دور كبير فى خروج هذه الدورة بشكل استثنائى، وثالثًا وهو الأهم، كان مقصودًا أن يتم تغيير وجهة المهرجان، وألا يكون التركيز على هذا البريق، من «ريد كاربت» وخلافه، فالتوازن مطلوب وهو ما أعتقد نجحنا فى تحقيقه.

·        على ذكر الأحداث السياسية المؤسفة، والعدوان الغاشم على غزة، والذى تسبب فى تأجيل المهرجان، ومن ثم تغيير برنامجه، ما ردود الفعل من قبل صناع السينما الفلسطينيين خاصة أن هناك العديد من المهرجانات العربية التى أقيمت الفترة الماضية ولم تول لهذا الأمر ما يستحق من اهتمام؟

- برنامج الأفلام لم يتغير، لكن أضيف إليه برنامج (نافذة على فلسطين) ليصبح إجمالى الأفلام المعروضة فى هذه الدورة 90 فيلمًا بدل 80، والحقيقة أن فريق العمل كان ضد الإلغاء، وكان لديه إصرار منذ اليوم الأول للحرب على خروج هذه الدورة إلى النور، وبالتالى استكملنا عملنا، على أمل أن نجد الموعد الأنسب قبل نهاية 2023، حتى قررنا خروجها بدون مظاهر احتفالية، كنوع من أنواع المقاومة بالفن، وهو ما كان له رد فعل إيجابى جدًا لدى صناع السينما الفلسطينيين، وقد حضر منهم هذه الدورة «المخرج رشيد مشهراوى، والمخرجة نجوى النجار، والمخرجة مى المصرى، والمخرجة فرح نابلسى» وغيرهم، وجميعهم أثنوا على الشكل الذى خرجت به الدورة، وعلى البرنامج الذى تم إضافته تضامنًا مع القضية.

·        لكن ما سبب غياب النجوم عن هذه الدورة؟

- مبدئيًا كل صناع الأفلام المشاركة تواجدوا فى المهرجان، أما النجوم الآخرون، فبالطبع تغيير موعد المهرجان وارتباطهم بأعمال أخرى تسبب فى اعتذار عدد كبير منهم.

·        وضعت لمساتك من خلال العديد من المبادرات المتعلقة بصناعة السينما.. حدثينا عنها، وعن سوق الجونة والتى تعد أول سوق يتم تدشينها فى المهرجانات المصرية؟ 

- بالفعل، فبخلاف الورش، والمحاضرات، والحلقات النقاشية التى قدمها المهرجان، استحدثت هذا العام (مبادرة الجونة السينمائية للشباب) وهى تهدف إلى تمكين الجيل القادم من صانعى الأفلام فى مصر، حيث دعا المهرجان طلاب السينما والمواهب الناشئة لحضوره، وحضر عدد كبير من مناطق مختلفة مثل (دمياط، وأسوان، وملاوي) وهذا هو البرنامج الأهم بالنسبة لى، فأنا لدى قناعة أن تعليم السينما لابد أن يبدأ منذ الصغر، وهو ما دفعنى أيضًا لعمل برنامج بعنوان (التعليم والسينما) وهناك 3 مدارس اشتركت فى هذا البرنامج، وفى رأيى أن هذه المبادرات هى الطريقة المثلى حتى يكبر المهرجان فى الاتجاه الصحيح، ويصبح لديه سينمائيون منتمون له.

أما بالنسبة لسوق الجونة، فقد دشنا هذا العام سوقًا مصغرة، لتصبح منصة لعرض المشاريع والخدمات المتعلقة بالسينما، وسعدت جدًا بوجود منتجين، وموزعين، وصناع شباب يتجولون فى السوق، ويتبادلون الخبرات.

·        هناك تحدّ يواجه المهرجان تحدثت عنه من قبل، وهو استحواذ مهرجان البحر الأحمر على غالبية الأفلام لعرضها لأول مرة، كيف عمل مهرجان الجونة على تخطى هذه العقبة، ولا سيما مع تقارب المواعيد بين المهرجانين؟

- لا شك أن هناك منافسة كبيرة، لكنها فى النهاية منافسة مشروعة، وفى رأيى أن الحل يكمن فى بدء العمل مبكرًا جدًا، بحضور مهرجانات عالمية، ومعرفة خطط الموزعين، وعقد الاتفاقات السريعة، بالإضافة إلى التركيز بالنسبة لعقود المشاركة فى المنصات التى تقوم بتطوير الأفلام ما بعد الإنتاج، حتى لا يشترط فى هذه العقود أن يعرض الفيلم فى مهرجان معين.

·        ما أحلامك للدورة السابعة من مهرجان الجونة؟

- لقد وضعت العديد من البذور فى هذه الدورة من خلال المبادرات المختلفة التى قمت بتدشينها، وأتمنى أن تؤتى هذه البذور ثمارها فى الدورات القادمة.

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.12.2023

 
 
 
 
 

جوائز مركز السينما العربية وشركائه بمنطلق الجونة السينمائي

البلاد/ مسافات

أعلنت منصة الجونة عن قائمة مشروعات الأفلام الفائزة بجوائز منطلق الجونة السينمائي في دورته السادسة، والتي شملت 8 جوائز مادية وعينية قدمها مركز السينما العربية وأربعة من شركائه هم شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART)، وMAD Solutions، و Lagoonie Film Production، والهيئة الملكية الأردنية للأفلام. 

فاز بجائزة مركز السينما العربية والتي تتمثل في دعوة لحضور معمل روتردام للأفلام بقيمة 5 آلاف دولار، مشروع فيلم كروكودوبلس للمخرج عمر منجونة، ومن إنتاج لورا كلوكنر وقسمت السيد. كما فاز نفس المشروع بجائزة مالية بقيمة 5 آلاف دولار من شركة Lagoonie Film Production

وذهبت جائزة راديو وتلفزيون العرب (ART) بقيمة 10 آلاف دولار إلى مشروع فيلم يمّي للمخرجة هند بو جمعة، ومن إنتاج هند بو جمعة، وكارولين هوبن، وفرانسوا دارتيمار، ولينا شعبان. 

فيما قدمت MAD Solutions جائزتين تتمثل كل منهما في اتفاقية لحقوق التوزيع بقيمة 50 ألف دولار أمريكي، الأولى لمشروع بنت الريح للمخرجة مفيدة فضيلة ومن إنتاج مهدي هميلي، والثانية لمشروع أشباح الحوت للمخرج أحمد محمود من إنتاج محمد العمدة. 

أما الهيئة الملكية الأردنية فقد منحت جائزة مالية قيمتها 5 آلاف دولار لمشروع ذي بيتش بويز للمخرجة ديما الحر ومن إنتاج سابين صيداوي. 

وفاز بجائزة منصة الجونة لأفضل مشروع في مرحلة التطوير بقيمة 15 ألف دولار، فيلم سرقة النار من إخراج عامر الشوملي. وفاز بجائزة منصة الجونة لأفضل مشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج بقيمة 15 ألف دولار، مشروع لم تكن وحيدة للمخرج حسين الأسدي. 

 

البلاد البحرينية في

24.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004