ملفات خاصة

 
 

«الأستاذ» والدرس البليغ

طارق الشناوي

الجونة السينمائي

الدورة السادسة

   
 
 
 
 
 
 

كل صراع مهما بلغت دمويته ينتهى إلى الهدنة، ثم الصلح، وقد يصل حتى إلى شاطئ الصداقة، وفى النهاية (المصالح تتصالح)، ويحكمنا مبدأ (البرجماتية) النفعية، ستمنحنى (كذا) وستحصل على (كيت) وينتهى الأمر.

تابع التاريخ كله ستكتشف أنه مهما بلغ العداء والدماء ترفع في نهاية الأمر، راية السلام، حتى لو بدأت بالاستسلام، مثل صراع أمريكا واليابان، في نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد إلقاء قنابل نووية على هيروشيما ونجازاكى، وأعلنت اليابان الاستسلام، وتصالحتا رغم أن تبعات القنبلة لم تنته حتى (جينيًّا)، وتركت تشوهات على الوجوه والوجدان، ولكن لم يخترق أي طرف بنود السلام، حتى ولو بحجة الانتقام.

مع إسرائيل لا يوجد أبدًا سلام، حتى لو تبنى الطرف المعتدى مبدأ الصفح، لأنهم لا يتنفسون سوى القتل والدمار والسادية، لا يدركون أن ما يبدو ظاهريًّا على الخصم من ضعف، لا يعنى أنه فقد روح المقاومة.

عندما تشاهد الفيلم الفلسطينى (الأستاذ) للمخرجة والكاتبة فرح النابلسى، ستكتشف أيضًا أن ما نعايشه الآن في غزة الجريحة، هو ما كان ولا يزال يجرى في أي مكان بفلسطين، سواء كنت فلسطينيًّا وتعيش في رام الله حيث السلطة الفلسطينية أو تل أبيب وتحمل الهوية الإسرائيلية أو غزة حيث حماس، فأنت ستظل بالنسبة للمتطرفين من الإسرائيليين هدفًا استراتيجيًّا.

الفيلم يفضح الممارسات الصهيونية وزيف شعار العدالة الذي تطلقه إسرائيل للعالم، على اعتبار أنها دولة يحكمها القانون، وتريد العيش في سلام، بينما العرب في الداخل والخارج يريدون بها شرًّا، المخرجة فرح أرادت أن تقدم حكاية إنسان يعيش الظلم، ولكن لأن البطل فلسطينى، والاحتلال الصهيونى يمسك بقبضة من حديد على كل التفاصيل، يتعانق في كل لقطة الثأر العام والخاص، وتتشابك السياسة مع مفردات الحياة، ويعلو صوت الانتقام، ليصبح هذا الصوت الحل الوحيد في ظل غياب القانون وانتحار مبادئ حقوق الإنسان.

صالح بكرى، أحد أهم نجوم السينما العربية الذين اقتحموا في السنوات العشر الأخيرة المجال العالمى، يؤدى دوره باقتدار مدرس لغة إنجليزية ومن هنا جاء عنوان الفيلم (الأستاذ)، كمهنة يمارسها الأب وأيضًا كمعنى، فهو المعلم، واختيار الإنجليزية تحديدًا، يعنى ضمنًا الرغبة في وصول رسالة البطل للعالم.

البطل صالح بكرى يعايش أزمة تلميذيه، وهما يحاولان فضح المؤسسة الإسرائيلية بسبب تواطئها في حماية أحد القتلة المتطرفين من الصهاينة، يقرر وكأننا نستعيد أحداث 7 أكتوبر في غزة أن يأخذ إسرائيليًّا رهينة، ويبدأ الصراع، وترى اختراق القضاء بالفساد والتوجه الصهيونى، من أجل إفلات القاتل الإسرائيلى من العقوبة، وهو ما يثير تعاطفك الوجدانى مع الانتقام الشخصى كحل حتمى ووحيد.

التداعى على الفور يفرض نفسه فأنت لن تعزل حكاية الفيلم عن حكايتك، مع فلسطين عبر التاريخ، ولا مع معاناتك كإنسان يتابع ما يجرى مع الأبرياء في فلسطين، وحالة التشفى في قتل الأبرياء التي يمارسها العالم لكى يغض الطرف عن الدماء والدمار.

الحكاية، كخط عام، لا تحمل مفاجأة، ولكن لو تأملتها تكتشف أن ممارسة إسرائيل لكل تنويعات الوحشية، هي أيضًا لا تحمل أي جديد، القصة مكررة لأن إسرائيل تكرر مذبحة قتل الأطفال من (دير ياسين) إلى (غزة).

وهكذا ومع أول أيام مهرجان (الجونة) كانت فلسطين حاضرة وبقوة وتأثير، لترد على كل من يحاول افتعال خصومة بين الفن والرسالة السياسية، من يفضلون الجرى بعيدًا عن الاشتباك مع الواقع، من أباح بقوة فكرة الإلغاء بحجة التضامن مع فلسطين، بينما المشاركة بإيجابية هي النضال الحقيقى.

(الأستاذ) نجح في أن يقدم للجميع هذا الدرس البليغ!.

 

المصري اليوم في

17.12.2023

 
 
 
 
 

مايو، ديسمبر: فيلم شائك في زمن الصوابية السياسية

محمد طارق

إذا كنت تحب مشاهدة الأفلام سهلة التلقي، تلك التي تحتفظ ببنية معروفة، تستطيع معها معرفة أين يقع الحدث المحفز ومتى ستصل إلى ذروة الفيلم، وأي الأبطال خير وأيهما شرير، فإن فيلم تود هاينز الأحدث “مايو، ديسمبر” ليس لك، ولا أنصحك عزيزي القارئ بمشاهدته، فهو ربما فيلم يلعب مع مشاهده ألعاب خطيرة، ويعكس ويخرب توقعاتك عن كل شخصياته.

أما إذا كنت تود مشاهدة فيلم مختلف، حتى وإن كانت متابعته أصعب من ذلك الفيلم المعتاد المتحلي بكل صفات الفيلم التجاري الناجح سهل المشاهدة وكاسر أرقام شباك التذاكر، فإنك إن صبرت فربما تحصل على متعة مختلفة جديدة، متعة تحريك الأفكار وإثارتها في عقلك، فتبقى تفكر فيه طويلًا حتى وإن استغربت بعض مشاهده وأسلوبه السينمائي.

مايو ديسمبر، الربيع الشتاء، الشباب والعجز، هكذا تتمحور علاقة الزواج التي يحكيها هاينز في فيلمه الجديد بين جرايسي (جوليان موور) وجو، علاقة بدأت بشكل غير قانوني بين امرأة ثلاثينية وصبي في الثانية عشر من عمره! لكن الغريب هنا أن تلك العلاقة لم تنته بسجن المرأة وحملها من ذلك الصبي، بل استمرت كعلاقة زواج ناجحة امتدت بعد خروجها من السجن لمدة تزيد عن ربع قرن، إضافة إلى ذلك، فإن ذلك الثنائي المثير للجدل لم يتركا المدينة ويرحلا إلى مكان جديد بل بقيا رغم كل ما يحيط بهما من كراهية. نتعرف على تلك التفاصيل في أحدث أفلام المخرج تود هاينز من خلال إليزابيث (ناتالي بورتمان) التي تصل إلى منزل الثنائي وقت تخرج أبنائهما في الثانوية، لتقضي معهما فترة معايشة من أجل فيلم مستقل تقوم به.

يبنى هاينز أحداث فيلمه الجديد، واحد من أكثر أفلام العام المربكة سواء في موضوعه أو أسلوب إخراجه، على حادثة اشتهرت عام 1996 حول إمراة بالغة مارست الجنس مع صبي مراهق، لكن المثير هنا أن هاينز الذي بدأ مسيرته قبل ذلك الحادث بعام، يختار صنع ذلك الفيلم عام 2023، حيث الصوابية السياسية تسيطر على المشهد، ما يجعل صنع هذا الفيلم قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه صانعها في أي وقت إن لم يستطع التعامل مع تلك السياقات وحساسياتها. لكن الفيلم يتمحور بشكل أساسي عن تلك العلاقة بين الممثلة والزوجة، وعن أسلوب المعايشة التي تعيشه تلك الممثلة وكيف تتأثر بما تعايشه، وعن اختبار الممثلة لذلك الواقع.  

يُذكر الفيلم بعدة أفلام بها هذا الثنائي النسائي، من بينها “بيرسونا” لبيرجمان أو “مولهولاند درايف”، حيث إمرأة تُمثل “البيرسونا” أو الشخصية الخارجية/القناع والأخرى تمثل عمق الشخصية، لكن هنا ربما يكون الثنائي مختلف بعض الشيء، إذ أن المرأتين ربما تمثلان أنفسهن بشكل رهيب أو تتحول الممثلة بشكل ما إلى الشخصية مع مرور وقت المعايشة.

في مشهد تمنح فيه إليزابيث محاضرة عن التمثيل تُسأل عن ممارستها للجنس، فتجاوب بأنها في بعض الأوقات يكون الأمر ميكانيكيا لا وجود لروح فيه، وفي أوقات أخرى تجد نفسها تستمع بما تفعل، وتتسائل هل في ذلك الوقت يكون إدعاء الممثل أنه لا يستمتع بينما هو يستمتع حقًا؟ تلك أيضًا من نوعية الأسئلة التي يضعها هاينز في فيلمه عن العلاقة بين الإدعاء والتمثيل ولعب الأدوار بشكل ما، فلكل منا دور يلعبه أمام الجماهير، ومنا من قد يتصنع أشياء لا يحبها وآخر قد يدعي نفوره من أشياء يود فعلها.

المساحات الدرامية الرمادية هي كل شيء في فيلم هاينز، وهذا ما يجعل مشاهدته صعبة إلى حد ما، لا يعطيك إجابة شافية عن أي من الشخصيات، حتى أكثرها فجاجة جرايسي، التي مارست الجنس مع طفل، لكنه لا يفعل شيئًا غير الاقتراب من الشخصيات الثلاثة الرئيسية وتأملها دون أي حكم على أي منها، ولا ينفك عن لعب تلك اللعبة مع المشاهد.

على جانب الأسلوب فإن هاينز يضع مجازات بصرية متتالية عن اليرقة والفراشة وعملية التحول التي تحدث للدودة، ويضع تلك المشاهد كبطاقات تعريف على الطور الذي نشاهده، كما يستخدم تيمة موسيقية جادة متكررة مع لقطات تقريب (كلوز إن) سريعة بعضها مضحك، والآخر يخلق نوعًا من التوتر واليقظة لدى المشاهد. لكن العنصر الأقوى في الفيلم يتمثل في الأداءات المذهلة لجوليان موور وناتالي بورتمان، وخاصة الأخيرة إذ تقوم بعمليتي تمثيل، إحداهن بالفعل في الفيلم الذي نشاهده وأخرى لذلك الفيلم الذي تصنعه، وتكسر الحائط الرابع في أحد المشاهد بمشهد تربكك انفعالاتها المتناقضة على الشاشة، تلك الانفعالات التي تشرح كل شيء عن الشخصية التي تلعبها وربما عن نفسها، هي ربما خليط من كل النقائض، تضع بورتمان ذلك على الشاشة بتقلبات صغيرة تؤديها بوجهها فتتأرجح في تفسير التعبير فأحيانا تبدو كإمراة مغوية وأحيانا أخرى كطفلة ضعيفة، وهو ما تقتبسه من جوليان موور التي تصنع ذلك على مدار الفيلم.

 مشاهدة فيلم كهذا ليست سهلة، لكن إن تركت نفسك لتلك اللعبة التي يلعبها هاينز معك ستكتشف أنك أمام فيلم مختلف، ربما يبدو كتلك القطعة الموسيقية التي تُلعب باستمرار في الفيلم، موتيفة متكررة، أجزاء مفتتتة تبني موزاييك عن كل تلك الشخصيات التي تشاهدها، ولا تعلم أيها يقول الحقيقة وأيهما يكذب، أليس كذلك أكثر إثارة وتشويقًا من فيلم يعطيك كل الإجابات بسهولة ويقدمها إليك؟ إذا كنت تتفق معي في ذلك فإن فيلم “مايو، ديسمبر” هو فيلم عن شخصيات مُحيرة في الحكم عليها، لكنه بالتأكيد فيلم يحرك الأفكار في عقلك، ويبقيك تفكر به بعد نهايته، وهذا هو لب متعته.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

17.12.2023

 
 
 
 
 

روح المقاومة ينعشها "الأستاذ" على الشاشة

سيد محمود سلام

في معرض احتفاء المهرجانات السينمائية بالسينما الفلسطينية، ومنها ما يقوم به حاليًا مهرجان الجونة السينمائي فى دورته السادسة "الاستثنائية"، عرض فيلم "الأستاذ"، روائي طويل للمخرجة الفلسطينية فرح النابلسي. 

سبق أن حصل الفيلم على جائزتين في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدورة الثالثة، ويأتي عرضه فى مهرجان الجونة ضمن برنامج "نافذة على السينما الفلسطينية".

معظم الأفلام التي قدمت خلال السنوات القليلة الماضية، وأخرجها فلسطينيون عن المقاومة، لم تكن الرؤية خاصة مع أن النوايا صادقة، المخرجون فيها عادة ما تكون لهم توجهات تفرضها ظروف عملهم خارج الوطن، ومن ثم جهات الإنتاج الممولة لتلك الأفلام، فتخرج التجارب منقوصة، أو إن شئت قلت غير واضحة المعالم، نحن نتعاطف مع تلك الأفلام ونصفق لها ونحتفي بها؛ لأننا نحتاجها وتسعدنا مشاهدتها، لكن في أحيان كثيرة وهو ما حدث على سبيل المثال مع فيلم "صالون هدى" للمخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد، عرض منذ عامين في مهرجان البحر الأحمر، وانتقد مخرجه لتركيزه على فكرة الخيانة، وسبق أن طرحها أيضًا في فيلمه المهم "عمر".

فى فيلم "الأستاذ"، تقفز فلسطين إلى صدارة المشهد من أول لقطة يظهر فيها الممثل صالح بكري، وهو يقوم بدور مدرس لغة إنجليزية، له تاريخ مشرف مع المقاومة، لكنه عاد ليقف على الحياد حتى أدخله هدم منزل وقتل أحد جيرانه، ثم موت أبنه في السجن، لتبدأ الصورة أكثر قتامة عندما تستغله المقاومة لإيواء أحد جنود الاحتلال كاسير وتخبئته فى المدرسة ليتم التفاوض عليه للإفراج عن ألف أسير.

حكاية قد نلمس خيوطها في الواقع الفلسطيني، ونقرأ سطورها في الصحف، أو نسمعها في نشرات الأخبار، تناولتها المخرجة فرح النابلسي بشياكة، وبرعت في نقل الصورة وكأننا أمام حالة حقيقية، لكنها عانت الارتباك في غلق الخطوط، وكأنها كانت تحاول أن تجعل المشاهد يعيش أكبر فترة ممكنة أمام فيلمها لتصل مدته قرابة الساعتين مع أنه كان بإمكانها أن تختصر الكثير من المشاهد المربكة والتي لا طائل منها كمشاهد الممثلة البريطانية إيموجن بوتس، صديقة الأستاذ "صالح بكري"، وقد استعانت في فيلمها بأكثر من ممثل أجنبي حتى أننا لم نشاهد أدوارًا رئيسية مؤثرة غير البطل، ومحمد عبدالرحمن، ونبيل الراعي، ويبدو أنها ظاهرة متكررة في الأفلام الفلسطينية التي قدمت خلال السنوات القليلة الماضية أن يتم الاستعانة بممثلين أجانب.

من أجمل ما قدمته المخرجة فرح النابلسي في فيلمها الجانب الإنساني، وبعدها عن الكلاشيهات التي تفسد دائمًا ما يقدم في مثل تلك النوعية من مشاهد الحرب، وظهور جنود الاحتلال المتكرر، هي اكتفت بالتركيز على فقدان العدل الإنساني من جانبه، والكيل بمكيالين، لتبرير نهاية فيلمها بأنه لا حل سوى المقاومة، والعين بالعين والسن بالسن طالما أنه لا حلول أخلاقية، ولا عدل إنساني مع الاحتلال، وهو ما قام به صالح بكرى بالثأر من المستوطن الذي سعى إلى حرق أشجار الزيتون، وقتل أحد شباب القرية عند محاولة منعه من جريمته.

فيلم به روح المقاومة، أضفى الوضع الحالي عليه قيمًا أخرى جعلته أحد أهم أفلام المهرجانات، ويحتفي به فى مهرجان الجونة بشكل خاص، وشهد عرضه حضور كبير.

 

بوابة الأهرام المصرية في

17.12.2023

 
 
 
 
 

دورته السادسة دون أجواء إحتفالية..

«الجونة السينمائى» يدعم النضال الفلسطينى وفنونه

الجونة ــ محمود موسى

سيطر التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني، على أجواء ومراسم وفعاليات الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائى الدولي، التى انطلقت مساء الخميس الماضي، وتُختتم الخميس المقبل، وسط حضور حشد من النجوم، ودون أجواء احتفالية، وعبر قسم خاص بعنوان «نافذة على فلسطين»؛ يعرض أفلاما تتعمق فى قلب القصص الفلسطينية التى تتناول مختلف تفاصيل النضال الفلسطيني، وكيف يتعامل الفلسطينيون مع الحياة تحت الاحتلال، والغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وفكرة العيش وسط التهديدات، والإحباطات اليومية.

فى ليلة الافتتاح كان العنوان الكبير دعم فلسطين، وبدا ذلك على الأزياء التى تسيدت أرجاء المكان، وعرض فيلم يتناول معاناة الشعب الفلسطينى على مدار التاريخ. وحملت كلمات النجوم الدعم للقضية الفلسطينية.

وقال النجم محمود حميدة إن هناك مسئولية نتقاسمها جميعا على أكثر أوقات الإنسانية ظلاما، وإننا نستطيع من قصص اليأس أن نسلط الضوء على جوهر إنسانيتنا فى عالم يغض البصر عن الفظائع، وطالب بأن تكون أفلامنا شهادة على صمود الروح الإنسانية، وأملا فى وجه الظلام.

وشاركت المطربة الفلسطينية- التشيلية إليانا، فى حفل الافتتاح، وقدمت أغنية «غصن الزيتون»، وقال انتشال التميمي، مدير المهرجان، إنهم قرروا إقامة الدورة رغم تأجيلها قبل شهرين، بسبب ما يحدث، وهو أمر قاس، وأنه لا بد أن يكون المهرجان فعلا ثقافيا وفنيا. وعن الدورة الجديدة أضاف: «نستقطب مجموعة من أبرز الأفلام العربية والأجنبية».

وأكدت ماريان خوري، المدير الفنى للمهرجان، أن المهرجان أوجد لنفسه مكانة دولية، ونافس مهرجانات كبري، وأشارت إلى دوره فى الصناعة، وتمكين شباب السينمائيين، منوهة إلى الأعمال المشاركة فى البرنامج الخاص «نافذة على فلسطين».

وشددت النجمة يسرا على أن المهرجان شعاره «سينما من أجل الإنسانية»، وأنه لا تُوجد أداة أهم من الفن لتذكير الجميع بإنسانيتهم، معتبرة أنه سلاح، وأهدت كل لحظة فى المهرجان إلى الشعب الفلسطينى «الذى علم الجميع أسمى معانى الإنسانية، وانعدمت من عدوه تلك الإنسانية».

ثم جاء تكريم المخرج مروان حامد، وسط تصفيق الحضور لتلقيه جائزة الإنجاز الإبداعي، ووجه الشكر لكل من دعمه فى مشواره، ليُعرض بعدها فيلم عن أهم الأعمال التى قدمها.

كما احتفى المهرجان هذا العام بمعهد السينما ورواده. وألقى الدكتور مختار يونس، أستاذ الإخراج بالمعهد، كلمة أعرب فيها عن افتخاره بذكرياته التى يبلغ عمرها ٦٥ عاما. وبعدها تم عرض فيلم عن المعهد، وتاريخه العريق. كما تم تكريم اثنين من أهم فنيى الكلاكيت فى مصر، هما خيرى فرج، ومحمد كيلاني.

وعبر سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة، ورئيس مجلس إدارة المهرجان، عن اعتزازه بإقامة هذه الدورة. وأشار إلى أن هناك ضرورة لتسليط الضوء على الحضارة، والأشقاء الفلسطينيين، وقدرتهم على تقديم سينما.

ويشارك فى مهرجان هذا العام أكثر من ٩٠ فيلما. وعُرض فى حفل الافتتاح فيلم «٦٠ جنيه» للمخرج عمرو سلامة.

 

الأهرام اليومي في

17.12.2023

 
 
 
 
 

يسرا: صورت بطولة 20 فيلماً لم يتم عرضها

عدّت نفسها «محظوظة بالعمل مع أساتذة كبار»

الجونة مصرانتصار دردير

قالت الفنانة المصرية يسرا، إنها كانت محظوظة بتعاملها مع أساتذة كبار من صُنّاع الأفلام؛ المخرجين والكُتّاب والفنيين، الذين تركوا بصمات مهمة في مشوارها.

وأضافت أنها بدأت بطلةً في السينما من خلال فيلم «قصر في الهواء»، الذي صوّرت بعده 20 فيلماً لم تُعرض في السينمات؛ لذا حازت لقب «نجمة أفلام العلب». جاء ذلك خلال لقاء عُقد (الأحد) بـ«مهرجان الجونة السينمائي»، تحدّثت فيه عن مسيرتيها الفنية والإنسانية، وحضره عددٌ من الفنانين من بينهم، ليلى علوي، كما حضره المخرجون يسري نصر الله، وإيناس الدغيدي، ومروان حامد، إلى جانب جمهور كبير من الشباب.

وتطرقت يسرا لمحطات مهمة في مسيرتها جمعتها مع أساتذة كبار تعلمت منهم واستفادت من خبراتهم قائلة: «إذا كنت اليوم ممثلة أقف على أرض صلبة فهذا يرجع لما تعلمته منهم، فقد علّمني كل منهم شيئاً، فحينما كنت أذهب لتناول فنجان قهوة مع يوسف شاهين، كان يفتح لي عالماً واسعاً لأتعلم وأستفيد، وكذلك الأستاذ وحيد حامد كان مثل مَن يفتح لي أدراجه، وكنت أفضفض له بأي مشكلة، كما أثر في كثيراً المخرج علي بدرخان».

وعبّرت عن استمتاعها بالعمل مع مروان حامد في فيلم «عمارة يعقوبيان»: «كنت قد اعتذرت عن عدم المشاركة به، فقال لي عادل إمام (اقرئي السيناريو)، ولما قرأته لم أتردد في تقديم 5 مشاهد فقط، وقلت أنا معكم، ولا أنسى الأساتذة سمير سيف ومحمد عبد العزيز و صلاح أبو سيف ورأفت الميهي، لذا أشعر بأنني غنية بكل هؤلاء الكبار الذين أوصلوني لما أنا فيه».

وعدّت يسرا عملها مع الفنان الكبير عادل إمام «محطةً فنيةً قائمةً بذاتها»: «قدمنا معاً 17 فيلماً، وعادل دمه خفيف وراء الكاميرا، ويجعل العمل سهلاً وممتعاً، ويختار دائماً موضوعات مهمة»، كما تحدثت عن المخرجة إيناس الدغيدي التي تجمعها بها صداقة قوية وأفلام مهمة، مشيدة بجرأتها الإخراجية.

وكشفت يسرا أنها تمنت أن تكون ممثلة بعد رؤيتها النجمة سعاد حسني بالصدفة، حيث كانت برفقة والدها بالإسكندرية وشاهدت زحاماً، لتجد نفسها أمام سعاد حسني بكل سحرها. وقالت: «في هذه اللحظة دعوت الله أن أكون مثلها، وبعدها اختارني مدير التصوير عبد الحليم نصر، وقدمني بطلةً من أول فيلم (قصر في الهواء)».

تعترف «سيفا»، كما يدللها المقربون منها، بأن مشوارها شهد صعوداً وهبوطاً، وأنها لعبت بطولة 20 فيلماً في بدايتها بقيت طويلاً بالعلب، ولم تُعرض بالسينمات؛ لذا أطلق نقاد عليها لقب «نجمة أفلام العلب».

وتحدّثت يسرا عن كيفية استمراها في عالم التمثيل، قائلة إنها «تحب عملها وتشعر بأن طاقتها الأساسية تخرج من خلاله»، مشيرة إلى أن «هناك وقتاً تحتاج فيه لكي تفصل تماماً لتهدأ من كل الالتزامات، غير أنها لا تحصل على إجازات طويلة»، مؤكدة: «أخاف من الصدأ الفني؛ لذا لابد أن أقرأ وأشاهد أفلاماً كثيرة، وأجد متعة في ذلك».

وعن مدى تدخلها في السيناريو، قالت: «في السينما لا أتدخل، لأن مدة الفيلم ساعتان، فلا مجال للإطالة، لكن في المسلسلات أتدخل، ولا بد أن أضمن أدواراً جيدة لكل مَن معي، لأننا نقدم 13 ساعة دراما».

وبررت يسرا رفضها العمل في هوليوود وفرنسا على الرغم من العروض المادية المغرية التي تلقتها، بأنه لم يعجبها سيناريو فيلمين عُرضا عليها، ولم تقبل العمل وفق أجندات، ولم تتطلع للعمل بالخارج: «لي مكانة ومحبة في العالم العربي، وأعمل منذ فترة طويلة، وهو مشوار لم يكن سهلاً، بل كان مليئاً بالصعاب والنجاح والفشل، والنجاحات تشعرني بأن مجهودي لم يذهب هدراً، وعمري لم يضع هباءً، وأنني حققت إنجازاً في حياتي».

ووجهت يسرا نصيحة لشباب الفنانين بألا يتعجلوا النجاح، ولا يُحبطوا من الفشل، وأن يجتهدوا ويقرأوا ويشاهدوا ويتعلموا.

وقالت المخرجة إيناس الدغيدي إن «كل الصعاب التي واجهت يسرا جعلت منها إنسانة تشعر بالآخرين، وتؤمن أشد الإيمان بالقدر»، في حين قالت الفنانة ليلى علوي إن يسرا «لديها مشوار كافحت خلاله، وتفخر به، ولديها عطاء فني وإنساني كبير».

 

الشرق الأوسط في

17.12.2023

 
 
 
 
 

المخرجة الفلسطينية فرح النابلسي:

"الأستاذ" فيلم إنساني بملامح سياسية

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

نال الفيلم الفلسطيني "الأستاذ" آراء إيجابية وإشادات، لرصده قصصاً إنسانية من واقع مأساوي فلسطيني على مدار ساعة و55 دقيقة.

واعتبرت مخرجة الفيلم، فرح النابلسي، أن العمل ليس سياسيا بل هو إنساني قد يكون له ملامح سياسية وهذا طبيعي لأن "كل قصة فلسطينية هي قصة سياسية".

وأوضحت في تصريح لـ "العربي الجديد" أن الفيلم مليء بالمشاعر الإنسانية، مؤكدة أنها هي نفسها ارتبطت وجدانياً بهذا العمل على عدة مستويات سواء كمخرجة أو مواطنة فلسطينية.

وأضافت: "ما أحوجنا إلى السينما في ظل ما نعاني منه، فللسينما جانب إنساني لا نغفل عنه أبداً، بالإضافة إلى أنها شكل من أشكال المقاومة، فنحن نقاوم بالسينما".

وعن ظروف تصوير الفيلم في فلسطين، قالت فرح: "إن الأمر كان صعباً للغاية، لأن كل خطوة تحتاج للحصول على ترخيص وهو ليس بالأمر السهل أبداً، لكن الإصرار على تصوير العمل وخروجه إلى النور كان دافعاً لأن نفعل كل شيء وأي شيء".

"الأستاذ".. إشادات وجوائز

وكتب الناقد المصري طارق الشناوي مقالاً، أشار فيه إلى أن الفيلم قد فضح الممارسات الصهيونية وزيف شعار العدالة الذي تطلقه إسرائيل للعالم على اعتبار أنها دولة يحكمها القانون وتريد العيش في سلام، بينما العرب في الداخل والخارج يريدون بها شرّاً. وأوضح أن المخرجة أرادت أن تقدم حكاية إنسان يعيش الظلم، ولكن لأن البطل فلسطيني والاحتلال الصهيوني يمسك بقبضة من حديد على كل التفاصيل، يتعانق في كل لقطة الثأر العام والخاص، وتتشابك السياسة مع مفردات الحياة، ويعلو صوت الانتقام ليصبح هذا الصوت الحل الوحيد في ظل غياب القانون وانتحار مبادئ حقوق الإنسان.

وفاز فيلم "الأستاذ" بجائزتين، جائزة أفضل ممثل للفلسطيني صالح بكري وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، خلال الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

الفيلم من بطولة كل من: صالح بكري ومحمد عبد الرحمن ونبيل الراعي ومحمود بكري، ومن الممثلين الأجانب: إيموجن بوتس وأندريا إيرفين وبول هيرزبيرغ وستانلي تاونسيند.

ويروي فيلم "الأستاذ" قصة أستاذ مدرسة فلسطيني، يكافح للتوفيق بين التزامه السياسي ومقاومته للاحتلال المحفوفة بالمخاطر وبين دعمه لأحد طلابه المصاب بصدمة نفسية، وبحثه عن فرصة لإقامة علاقة عاطفية جديدة مع إحدى المتطوعات في البلد.

 

العربي الجديد اللندنية في

17.12.2023

 
 
 
 
 

رصد وقائع عودة طالبان إلى السلطة ..

«بوابة هوليوود» .. يفتح الشهية لمزيد من الأسئلة الشائكة

الجونة ـ «سينماتوغراف» : إنتصار دردير

ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة في الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي، عُرض فيلم (بوابة هوليوود ـ Hollywood Gate)، من إخراج المصري الألماني إبراهيم نشأت، مدته على الشاشة (92 دقيقة)، ويعد أول محاولة حقيقية لاكتشاف ما يحدث في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية، وفرض طالبان سيطرتها على البلاد.

في أواخر عام 2021، دعت طالبان الصحفي إبراهيم نشأت للمتابعة وتصوير قائد كبير، مولوي منصور، الذي تم تعيينه مؤخرًا رئيسًا للقوات الجوية للحكومة الجديدة، ومقاتلًا أقل رتبة يُدعى مختار. ولن يُسمح لنشأت بمتابعة أي شخص آخر، ولا يمكنه أن يحول عدسته إلى معاناة الشعب الأفغاني بشكل واضح.

وبدلاً من ذلك، قام المخرج بتحويل القيود التي فرضتها طالبان عليه إلى مصدر قوة: فالحدود التي طالبوا بها تكشف مدى محدودية تفكيرهم، ومدى انقسامهم، ومدى انفصال الأصوليين أنفسهم عن الأشخاص الذين يحكمونهم. تم تصوير فيلم "بوابة هوليوود" على مدى عام - والذي سمي على اسم البوابة في أكبر قاعدة سابقة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في كابول - وهو يكشف عن حركة طالبان كما لم يحدث من قبل.

ويوضح نشأت، في نص تقديمي، (بين أبواب ما أرادوا وما جئت لأفعله، هل لي أن أظهر ما رأيت).

يغطي الفيلم الوثائقي، العام الذي قضاه نشأت مع هذين الرجلين: ملاوي منصور، القائد المعين حديثًا وغير المؤهل بشكل واضح، ومختار، الملازم الشاب الذي يعاني من استياء واضح وندوب نفسية من هذه الحرب الأخيرة التي دامت 20 عامًا في حياته. البلد الأم. نجمها الثالث هو مجمع بوابة هوليوود نفسه، وهو عبارة عن كنز مذهل من الطائرات المهجورة والأسلحة والتكنولوجيا وحتى معدات الصالة الرياضية التي خلفتها القوات الأمريكية في رحيلها المتسرع.

عندما انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان في ربيع عام 2021، تركت وراءها معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 7 مليارات دولار (5.5 مليار جنيه إسترليني). تتمثل مهمة منصور الرئيسية - بالإضافة إلى التحقق من تواريخ انتهاء الصلاحية - في الإشراف على إصلاح وإعادة طلاء الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر من طراز بلاك هوك، رسميًا قبل موكب النصر، ولكن أيضًا استعدادًا للحرب ضد طاجيكستان المجاورة.

وعندما يبدأ توالي الأحداث، نتعرف على أن لا أحد في طاقم طالبان يعرف بالضرورة كيفية استخدام أي من هذه الأشياء. لكن الإصلاحات والتدريب جارية لأنهم يريدون دفع فيلم نشأت نحو توثيق فترة انتقالية مدتها 12 شهرًا من "الميليشيا المتمردة إلى النظام العسكري"، وبينما يحاول نشأت التنقيب في تفاصيل الخلفية والسياق والقرائن وردود الفعل التلقائية. يوثق الحقائق.

التكتيك الرئيسي للمخرج هو فضح الحيلة كلما أمكن ذلك، والخروج بنتائج في المحادثات التي يناقشه فيها الجنود، وجميعهم يعرفون ويرون بالضبط ما يفعله، ويعلقون بسخرية، على سبيل المثال، عندما تتجول كاميرته أمام النساء في نشرة الأخبار التلفزيونية مع أغطية وجوههن الإلزامية. الطالبان يوبخون ويهينون، وفي إحدى المرات، يتلاعبون بكاميرا نشأت.

كما يكشف الفيلم عن نظام طالبان الذي تم خياطته بشكل غريب على عظام الاحتلال الأمريكي. إنه يُظهر لنا الجنود وهم يتوقون إلى الكهوف التي اختبأوا فيها ذات يوم، ويحزنون على الشهادة والموت المجيد الذي انتزع بطريقة ما من قبضتهم.

ومهما كانت الرسالة الأيديولوجية التي كانت طالبان تأمل في نقلها من خلال تصوير هذا الفيلم، فإنها تضيع في نهج المراقبة الذي يتبعه نشأت، والذي يتعامل مع هذه القاعدة باعتبارها إطارًا تقريبًا لفيلم تشويق ما بعد نهاية العالم.

ويبدو الأمر قرب نهاية الفيلم أيضًا، حيث ترتفع الأوتار بقلق بطيء، حيث نرى، بشكل مدهش، أن طالبان أصلحت معظم الطائرات وجعلتها قابلة للطيران، وبلغت ذروتها في عرض عسكري للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستقلالها.

يبدو أسلوب نشأت في التصوير والمونتاج غير مرئي تقريبًا، وكأنه يقدم حقًا ما يراه دون تعليق. من المفيد أنه يترك المشاهد الطويلة تتكشف دون تعديلات، ويمكنك حتى التقاط صورته في المرايا أثناء التصوير حتى يدرك الجمهور مدى تأثير وجوده على سلوك طالبان. ومع ذلك، لا يتساءل المرء عن المواد التي تم إغفالها: لا يوجد رد فعل من جانب طالبان على الغارة الجوية الأمريكية في عام 2022 والتي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي كان لا يزال مختبئًا في أفغانستان. وكان نشأت هناك عندما حدث ذلك.

هناك وظيفة أخرى أكثر إفادة يقدمها الفيلم، إن الكثير مما نراه هو ما تريد طالبان منا أن نراه، ولكن بما أن هذا هو ما يهمهم حقًا، فهو أيضًا ما نحتاجه لنراهم ونفهمهم. يقدم أحد الطلاب استعارة عن سبب رغبتهم في ارتداء النساء للنقاب. يقول: (إرمي قطعتين من الشوكولاتة على الأرض، إحداهما عليها غلاف، والأخرى لا. أي واحد تريد أن تأكل؟).

بالتأكيد ما يريد هذا الطالب إيصاله إلى نشأت. لا يمكنك أن تتخيل أن طالبان ستغضب منه أو تهدد سلامته بسبب الفيلم الموجود، رغم أنه عرض نفسه للخطر، حيث يقول القائد منصور عن تصويره: "إذا كانت نواياه سيئة، فسوف يموت قريبا". – لأن هذه هي النظرة العالمية التي يريدون إبرازها.

ربما كان نشأت يأمل في الحصول على شيء أكثر حسمًا وتحذيرًا، صحيح أرادت طالبان إعلانًا تجاريًا مدته 92 دقيقة، وأراد نشأت 92 دقيقة من الحقيقة، ستكتسب قوة في السنوات القادمة، وما حصل عليه كلاهما صورة لنظام لم يُعترف به من قبل دول العالم، وفيلماً وثائقياً مثيراً يفتح الشهية لمزيد من الأسئلة الشائكة.

 

####

 

في جلسه حوارية بـ «الجونة السينمائي»

يسرا : سعاد حسني وراء قراري لأكون ممثلة

الجونة ـ «سينماتوغراف»

في حوار استثنائي وخاص مع الفنانة يسرا في جلسة أدارتها المنتجة والمخرجة ماريان خوري المدير الفني لمهرجان الجونة، وبحضور عدد من صناع السينما والفنانين ومنهم يسري نصر الله وليلى علوي وإيناس الدغيدي وهنا شيحة وهدى المفتي، إلى جانب عمرو منسي المدير التنفيذي لمهرجان الجونة والمؤسس المشارك.

بدأ الحوار بإلقاء الضوء على القضية الفلسطينية والأحداث المؤلمة التي تجري في المنطقة، وأكدت يسرا على أن المهرجان هذا العام استثنائي بسبب الظروف التي تمر بها غزة، وهى قضية لا تنسى مهما مر الوقت، وعبرت عن سعادتها ببرنامج "نافذة على فلسطين" وقالت بأنها انبهرت بفيلم "باب الشمس" للمخرج يسري نصر الله والذي شاهدته لأول مرة، وكذلك فيلم "الأستاذ" للمخرج فرح نابلسي والحاصل على العديد من الجوائز.

وأشارت بأن القائمين على المهرجان بذلوا جهد كبير لكى تقام الدورة، وتأتي أهمية المهرجان في إتاحة الفرصة للحضور للنقاش في وجهات النظر المختلفة، وفرصة للتعبير عن الرأى.

وأجابت يسرا عن سؤال ماريان خوري لها عن أهم المحطات التي مرت بها في مشوارها، وقالت بأنها كانت محظوظة لإتاحة الفرصة لها للعمل مع الكبار مثل يوسف شاهين ووحيد حامد وكثيرون تعلمت منهم وأضافوا لمشوارها.

وتحدثت عن تجربتها الأولى مع يوسف شاهين والذي قالت له في البداية "مش هعرف اشتغل معاك" واعتذرت له عن فيلم "حدوتة مصرية" لرغبتها في اداء شخصية الزوجة وليس الأخت، وبعدها رشحها يوسف شاهين بالفعل للدور واختار ملابس الشخصية معها.

وقالت بأنها عملت مع عادل إمام 17 فيلماً من أحلى الأفلام التي عملت بها، واستمتعت بالعمل معه لأنه يختار أفلام ذات موضوعات مهمة.

كما تحدثت عن المخرجة إيناس الدغيدي فكان أول عمل لهما سويا من خلال فيلم "قصر في الهواء"، وكانت قد شاهدت تجربتها في أفلام مثل "عفوا أيها القانون" مؤكدة انها مخرجة جريئة، وعملا سويا بعدها فيلم "دانتيلا" والذي جمعها بإلهام شاهين، وأضافت بأن إيناس الدغيدي مميزة والجميع يخاف منها في لوكيشن التصوير.

وخلال اللقاء كشفت يسرا بأنها كانت ترغب في أن تعمل طبيبة ثم أرادت العمل في السلك الدبلوماسي ولم تتخيل أن تكون ممثلة، لكن والدتها وجدتها اكتشفوا بأنها تجيد التمثيل .

وتابعت بأنها شاهدت سعاد حسني في المعمورة والجمهور ملتف حولها ومن هذه اللحظة تمنت أن تكون مثلها.

كما تحدثت يسرا على الحفاظ على جمالها طوال مسيرتها فقالت بأنها تحب عملها جدا وهو ما جعلها تحافظ على نفسها وتستمر في التجديد وتهتم بمشاهدة الأفلام القوية دائماً.

 

####

 

مكان مخصص لكل المنتجين والموزعين

للمرة الأولى .. افتتاح «سوق الجونة السينمائي»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

افتتح للمرة الأولى، مهرجان الجونة السينمائي بدورته السادسة «سوق الجونة» داخل مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، وهي السوق الأولى الذى يتم تأسيسها في المهرجانات المصرية، لينضم إلى منصة سيني جونة التي ضمت على مدار الأعوام الماضية منطلق الجونة وجسر الجونة.

سوق الجونة السينمائية عبارة عن مكان مخصص لكل المنتجين والموزعين السينمائيين، يشارك فيها كل من لديه علاقة بصناعة السينما، وتستمر يوميًا حتى الخامسة مساءً، على أن تختتم فعالياتها الأربعاء 20 ديسمبر.

من جانبه، صرح محمد تيمور، مدير سوق الجونة: «الهدف من السوق هو منح الفرصة لمن ينتمى إلى هذه الصناعة، كي يحضر ويلتقي بصناع حقيقيين من أجل عرض مشاريعه التي يهدف إلى تنفيذها، كما يحتوي برنامج السوق على قسم يحمل اسم Meet The Expert، ويقدم من خلاله محترفو صناعة الأفلام جلسة يومية مدتها نصف ساعة، لمد صغار صناع الأفلام بالخبرات».

وأضاف تيمور: «وتحتوي السوق على مكتبة للأفلام القصيرة، تضم 40 فيلمًا قصيرًا ليست ضمن برنامج مسابقة المهرجان، لكنها مخصصة لمن لهم علاقة بصناعة السينما لمشاهدتها».

وفي ختام حديثه قال تيمور: «هدف السوق حصول السينمائيين على فرص العمل، خاصة أن المشكلة التى كانت تواجههم هي ضرورة وجود شخص يوصلهم بشخص على علاقة بشخص آخر، ولكن مع وجود السوق ستصبح الوجوه مألوفة لدى الجميع وستختصر المسافات وتصبح الفرص حقيقة».

 

####

 

ينافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ..

عرض عالمي أول لـ «آل شنب» في «الجونة السينمائي»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

شهدت سجادة مهرجان الجونة السينمائي لمسة من الدراما الاجتماعية مع العرض العالمي الأول للفيلم المصري "آل الشنب" خلال هذه النسخة الخاصة من المهرجان.

الفيلم من إخراج آيتن أمين، وينافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالمهرجان. وهو عمل كوميدي مليء بالنجوم، ويضم الممثلات المصريات لبلبة، وليلى علوي، وسوسن بدر، وهايدي كرم.

تدور أحداث الرواية حول الأخوات " آل الشنب"، اللائي جمعهن معًا وفاة أحد أفراد الأسرة، حيث يتنقلن في عملية المصالحة وسط توتر الديناميكيات المجتمعية والعائلية المعقدة، ويضطر أفراد العائلة للذهاب إلى الإسكندرية للمشاركة فى إجراءات الجنازة والعزاء، وخلال الأيام الثلاثة للحداد وهذا التجمع العائلى الكبير الذى يضم الأربعة شقيقات، وأبنائهم وأحفادهم تنفجر المواقف الكوميدية بينهم.

ويضم فريق عمل الفيلم مدير التصوير جلال الزكى، مصممة ملابس ناهد نصر الله، مهندسة الديكور ياسمين عاطف شهيرة ناصف، منتج فنى أحمد عبدالله، بروديوسر رشا جودت، مخرج منفذ سارة كريم، مونتاج خالد معيط، ومهندس صوت مصطفى شعبان.

 

####

 

المخرجة الفلسطينية فرح النابلسي : «الأستاذ» فيلم سياسي مليء بالمشاعر الإنسانية

الجونة ـ «سينماتوغراف»

نال الفيلم الفلسطيني "الأستاذ" آراء إيجابية وإشادات مع عرضه في مهرجاني البحر الأحمر والجونه السينمائيين وقبلهما تورنتو، لرصده قصصاً إنسانية من واقع مأساوي فلسطيني على مدار ساعة و55 دقيقة.

واعتبرت مخرجة الفيلم، فرح النابلسي، أن العمل إنساني يحمل ملامح سياسية وهذا طبيعي لأن "كل قصة فلسطينية هي قصة سياسية".

وأوضحت على هامش فعاليات الجونة السينمائي، أن الفيلم مليء بالمشاعر الإنسانية، مشيرة إلى أنها هي نفسها ارتبطت وجدانياً بهذا العمل على عدة مستويات سواء كمخرجة أو مواطنة فلسطينية.

وأكدت النابلسي، قائلة : “لم أصنع هذا الفيلم برسالة”. “لم أخطط حتى لإنتاج فيلم سياسي، ولكن افتراضيًا، أي فيلم عن فلسطين سيتم اعتباره هكذا بطريقة أو بأخرى. من المؤكد أنه يمكن تفسيره على أنه يتضمن بيانات حول البيئة الاجتماعية والسياسية التي نعيش فيها، لكنه في المقام الأول رواية قصص، وليس مقالًا. أنا أهتم أكثر بالرحلات الفردية للأشخاص في هذا المشهد، والديناميكيات البشرية والتجارب العاطفية".

وأضافت: "ما أحوجنا إلى السينما في ظل ما نعاني منه، فلها جانب إنساني لا نغفل عنه أبداً، بالإضافة إلى أنها شكل من أشكال المقاومة، فنحن نقاوم بالسينما".

وتابعت : “ولكن حتى لو كان لدى الناس تفسيرات مختلفة تمامًا للفيلم، أعتقد أن الكثير من الناس ومعظم الذين سيشاهدون فيلمًا مثل هذا يريدون فقط أن يفهموا، لأنه لم يعد من الممكن تجاهل ما يحدث في فلسطين. ومع ما يحدث في غزة الآن، وعلى الرغم من أن توقيت الفيلم محض صدفة، إلا أن الناس يركزون أكثر على هذه القضايا ربما أكثر من أي وقت مضى".

وأضافت : “إذا كان الفيلم يحتوي على معنى أعمق، فيجب أن يكون معنى شخصيًا يتوصل إليه المشاهد من تلقاء نفسه. هذا ما هو موجود في الأفلام التي ألهمتني، وهذا ما أريده في أفلامي أيضًا".

وعن ظروف تصوير الفيلم في فلسطين، قالت فرح: "إن الأمر كان صعباً للغاية، لأن كل خطوة تحتاج للحصول على ترخيص وهو ليس بالأمر السهل أبداً، لكن الإصرار على تصوير العمل وخروجه إلى النور كان دافعاً لأن نفعل كل شيء وأي شيء".

فاز فيلم "الأستاذ" بجائزتين، جائزة أفضل ممثل للفلسطيني صالح بكري وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، خلال الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

ويروي الفيلم قصة أستاذ مدرسة فلسطيني، يكافح للتوفيق بين التزامه السياسي ومقاومته للاحتلال المحفوفة بالمخاطر، وبين دعمه لأحد طلابه المصاب بصدمة نفسية، وبحثه عن فرصة لإقامة علاقة عاطفية جديدة مع إحدى المتطوعات في فلسطين.

 

موقع "سينماتوغراف" في

17.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004