ملفات خاصة

 
 

رشيد مشهراوي: أستعد لتصوير فيلم من وحي «حرب غزة»

المخرج الفلسطيني قال إنه دشن مؤسسة لدعم السينمائيين في القطاع

الجونة مصرانتصار دردير

الجونة السينمائي

الدورة السادسة

   
 
 
 
 
 
 

قال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي إنه أنشأ صندوقاً لدعم السينمائيين في مدينته غزة، مؤكداً في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن السينما الفلسطينية أثّرت في قضية بلاده وأثارتها بمهرجانات عالمية، مشيراً إلى أنه حاليا يمنتج فيلمه الروائي الطويل «أحلام عابرة» الذي صوره في بلاده قبل اندلاع الحرب، وأنه يستعد لتصوير فيلم وثائقي من وحي الحرب الدائرة، معبراً عن رفضه لتوقف المهرجانات السينمائية العربية، وترحيبه ببرنامج «نافذة على السينما الفلسطينية» الذي حرص على حضوره في «مهرجان الجونة السينمائي».

وعدّ المخرج الفلسطيني المهرجانات السينمائية منصات للثقافة والتوعية ونشر الفن، وأنها لا بد أن تتواصل وتعمل في ظل الحرب عبر تفاعلها مع فلسطين من دون النظر إليها كأمر ترفيهي، وفق قوله: «السينما مهمة لدعم الإنسان ولإبراز ثقافته وهويته أينما كان».

وعن الأفلام التي تعرض في برنامج «نافذة على فلسطين» بمهرجان الجونة قال: «أعجبني تنوعها بين الروائي والوثائقي، وتباين الموضوعات المطروحة بها»، لافتاً إلى أنه «من المهم جداً خصوصاً في هذا التوقيت أن تكون هناك صورة أخرى تظهر عن فلسطين».

مؤكداً أن «الاعتداء لم يبدأ يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بل بدأ قبل 75 عاماً، وأن هذه الوقائع موجودة في الأفلام أكثر مما هي موجودة في الأخبار، ومن المهم عرضها ليعي الجمهور العربي والأجنبي حقيقة الأمر».

ويعد مشهراوي أول مخرج فلسطيني عمل على إنجاز أفلام داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر أعماله الروائية والوثائقية ومن بينها، «عيد ميلاد ليلى»، و«فلسطين ستيريو»، و«رسائل من اليرموك».

ويؤكد مشهراوي أن السينما الفلسطينية أثرت إيجاباً في قضية بلاده، قائلاً: «بالتأكيد وبكل ثقة أثارتها وأثّرَت في جمهور كبير في الداخل والخارج، لا سيما أنها وصلت إلى المهرجانات العالمية بقيمتها السينمائية وليس فقط بقيمتها السياسية».

وينوه إلى أنه ينفذ منذ أربعين سنة أفلاماً ويعرضها في كل العالم: «أعرف كيف نعمل نحن السينمائيين على هوية غير قابلة للاحتلال، فهويتنا يؤكدها التاريخ واللغة والثقافة والعادات والتقاليد، وكلها مطروحة من خلال السينما، والاحتلال يقتل بشراً ويهدم مباني، لكن الهوية من الصعب أن تُمحى».

وكشف المخرج الفلسطيني الذي يعيش بين فلسطين وفرنسا، عن تأسيسه «صندوق مشهراوي لدعم السينما والسينمائيين في غزة»، قائلاً: «هذا موضوع أحكي عنه لأول مرة، لأساهم وأساعد في تأسيس جيل سينمائي جديد من الشباب والصبايا المبتدئين والمحترفين في غزة الذين سيكون زادهم كثيراً من القصص والحكايات التي عاشوها خلال الحرب، كما أعد بتصوير فيلم وثائقي مستوحى من الأحداث التي صارت في غزة ولديّ مصورون يشتغلون الآن عليه»، منوهاً إلى أن هناك كثيراً من الأشياء التي يحب ألا يحكي عنها، لافتاً إلى أن «صندوق غزة» يُعد استمراراً لمشروعه لدعم السينما الفلسطينية وقد أنشأه منذ سنوات لتدريب صناع السينما الشباب ومن خلاله نظّم مهرجاناً لسينما الأطفال.

إنه ابن غزة، ويعلم جيداً ما فعلته الحرب من كوارث وكم دمّرت من أماكن ذكرياته، يقول: «دُمّر المركز الثقافي الذي أنشأته، كما دُمّرت بيوتنا وسوّيت بالأرض، وفقدنا أشخاصاً من العائلة وأصدقاء وجيراناً، لكننا نخجل من التحدّث عنهم لأن الموت طال الجميع وكثيرون يعانون من فقدان أحبتهم. عشت الحرب وكأنني هناك وكأن القصف يطالنا يومياً رغم أنني خارج غزّة».

قبل الحرب كتب مشهراوي سيناريو لفيلم روائي طويل استشرف من خلاله ما جرى وفق تأكيده: «الفيلم ينتهي بحرب دامية في غزة، وقد كتبته كاملاً قبل أن تندلع الحرب التي يشهدها العالم يومياً من دون أن يستطيع إيقافها».

ويعكف مشهراوي حالياً على إجراء مونتاج أحدث أفلامه «أحلام عابرة» الذي انتهى من تصويره قبل الحرب، ويروي من خلاله قصة صبي فلسطيني فقد طائراً يملكه، وينطلق في رحلة للبحث عنه متنقلاً بين بيت لحم والقدس وحيفا، ويمر بحواجز وجدارٍ ويشهد مآسي الاحتلال، مؤكداً أن الفيلم سيكون جاهزاً للعرض خلال شهرين.

 

الشرق الأوسط في

16.12.2023

 
 
 
 
 

طوال أيام الدورة السادسة لـ «الجونة السينمائي» ..

«30 ثانية صمت» حِدادًا على ضحايا الكوارث الإنسانية

الجونة ـ «سينماتوغراف»

قرر مهرجان الجونة السينمائي الدولي، في دورته السادسة، تخصيص 30 ثانية بشكل يومي، يقف فيها كل المتواجدين في الجونة حِدادًا على ضحايا الكوارث الإنسانية، ومن بينها الحروب وغيرها في مختلف دول العالم.

وكشف البيان تفاصيل الحِداد المقرر أن يكون في الثانية ظهر كل يوم، ومع دقات الساعة، تدق الأجراس كذلك ويتوقف الجميع عن كل الأنشطة لمدة 30 ثانية فقط من أجل التضامن مع الضحايا بمختلف الدول.

وذكر البيان: «دعوة يقدمها مهرجان الجونة السينمائي في دورته السادسة.. من أجل الإحاطة بكل ما يدور من كوارث إنسانية، يوجه المهرجان الدعوة من أجل التضامن، حيث تنطلق الأجراس في الثانية ظهرًا، وقتها يتوقف الجميع عما يفعلونه، من أجل الوقوف في صمت لمدة 30 ثانية».

 

####

 

ينافس في مسابقة الدورة السادسة لـ «الجونة السينمائي» ..

«تشريح السقوط» .. غموض نظريات التلاعب التي حصدت سعفة «كان» الذهبية

الجونة ـ «سينماتوغراف» : إنتصار دردير

ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي، عُرض فيلم «Anatomy of a Fall ـ تشريح السقوط» للمخرجة جوستين ترييت، الفائز بالسعفة الذهبية لـ كان السينمائي في دورته الـ 76، ونال منذ أيام جائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز الفيلم الأوروبي لعام 2023، ورغم أنه ليس الفيلم الذي قدمته فرنسا رسميًا لسباق الأوسكار لعام 2024، لكنه يعتبر منافسًا شرساً على الجوائز عند مشاركته في أي مهرجان سينمائي.

تقع أحداث الفيلم في مكان ما في جبال الألب الفرنسية، ويبدأ بعد مقدمة قصيرة، باكتشاف جثة هامدة في الثلج خارج منزل عائلي بعيد. القتيل هو صموئيل، كاتب يبلغ من العمر أربعين عامًا. زوجته ساندرا (ساندرا هولر)، وهي روائية كذلك، ويبدو أنها صُدمت عندما وجدته مع ابنهما (الأعمى جزئياً نتيجة حادث مرور عبر الطريق عندما كان في الرابعة من عمره، وهو الآن يبلغ 11 عامًا)، والذي يعيش في مأزق متوتر يجعله مهووساً بمحاولة فهم ما حدث، هل الوفاة نتيجة انتحار، يشير الفيلم ثنائي اللغة (نصف الإنجليزية) في البداية بقوة إلى هذا الاتجاه – لكن تظهر قسوة رهيبة لما يلي، حيث يتم إحضار زوجته الحزينة إلى المحكمة ومحاكمتها بتهمة قتله.

هولر، النجمة البارزة لفيلم «توني إردمان» (فيلم كان يجب أن يفوز بالسعفة، أو على الأقل أفضل ممثلة، في مهرجان كان عام 2016)، تلعب دور «ساندرا» باقتدار، تلك الكاتبة الأكثر نجاحًا بكثير مما كان عليه زوجها في أي وقت مضى، لكنها أصبحت غارقة في التحقيق وبطيئة في إدراك خطورة ما يحدث، لكونها متأكدة تمامًا من براءتها، لكن التهافت المجنون لكاميرات وسائل الإعلام خارج قاعة المحكمة يجعل هذه المخاطر واضحة تمامًا للمشاهدين.

هل قفز صموئيل من النافذة العلوية للمنزل؟، أم سقط؟، وهل دفعته ساندرا؟، تثير هذه الأسئلة التوتر الشديد لمشاهد الفيلم داخل المحاكمة، وتدعو ساندرا صديقة قديمة كانت على علاقة معها، فينسينت (سوان أرلاود)، للدفاع عنها، لكن يبدو أن الاختيار يأتي بنتائج عكسية - لإصرارها على التعبير عن نفسها باللغة الإنجليزية على المنصة، وما يزيد الأمر ارتباكاً، روايات ساندرا المستوحاة كلها بشكل كبير من حياتها، والتي تستخدم ضدها كدليل خلال استجوابها، ويمتد الإحساس بالغموض إلى علاقة ساندرا بمحاميتها، التي جاءت لمساعدتها ولديها دوافع خفية، أو على الأقل مشاعر غير معلنة خاصة بها.

«تشريح السقوط» فيلم إثارة فكري من العيار الثقيل، تم تجميعه بدقة، ونجحت مخرجته جوستين ترييت التي كتبت السيناريو مع آرثر هراري في تعميقه، لدرجة أنه يحبس الأنفاس باستمرار، مع تنقلاته عبر مراحله المختلفة.

كل شيء في هذا الفيلم مهم تمامًا وله دلالاته، بما في ذلك العلاقة التي تربط ساندرا بمحاميها، والحماس البغيض للمدعي العام (أنطوان رينارتز)، ولمحات ما يدور داخل عقل الابن لما قد حدث، ونظريات خبراء بقع الدم، ومحتويات روايات ساندرا، وعدم قدرة صموئيل على إنهاء رواياته، وكذلك التفاصيل القانونية الدقيقة، واستكشاف حياة الآخرين داخل قاعة المحكمة.

ببراعة رائعة، ترسم جوستين ترييت صورة مبهرة للغاية تصور الخط غير الواضح بين نظريات التلاعب والطبيعة المعقدة للغاية للقضية، لضمان المصداقية وإمكانية الوصول إلى نهج واقعي يكشف الفاصل بين الحقيقة والخيال، وكذلك نظرة الآخرين وتأثير الصور على الغرائز، كل هذا وأكثر يتم فض تشابكه من خلال فيلم ساحر دقيق بقدر ما هو قوي.

 

####

 

عبر حلقة نقاشية في «الجونة السينمائي»

مروان حامد : السينما ليست نقل للواقع وللمخرج حق الاختيار

الجونة ـ «سينماتوغراف»

قال المخرج مروان حامد انه يختار تقديم أفلاماً لا تشبهه بحثاً عن رحلة إستكشاف يخوضها لارتياد عوالم جديدة، وأضاف خلال الحلقة النقاشية التي أقيمت معه ضمن فعاليات الدورة السادسة للجونة السينمائي في إطار تكريمه ومنحه جائزة الإنجاز الإبداعي من المهرجان، والتي شهدت حضوراً كبيراً من الجمهور وصناع الأفلام و أدارها الناقد والمنتج علاء كركوتي.

وخلال الندوة تحدث مروان عن فترة دراسته بأكاديمية السينما، والتي استفاد منها بشكل كبير، قائلاً أن السينما تتغير دائماً على المستوى التقني وهذا ينعكس على طريقة السرد لذلك فمرحلة الدراسة بالنسبة لي لا تنتهي.

وأضاف بأنه قبل تصوير أى فيلم جديد يبحث بشكل موسع عن كل عناصر الفيلم، مؤكداً أن السينما هى لغة تواصل وتأثير بين العاملين في الصناعة.

كما تحدث عن والده السيناريست الراحل وحيد حامد وقال بأنه صاحب تجربة حياتية كبيرة، منذ جاء من القرية إلى المدينة، وفترة تجنيده أثناء حرب 1967، وقد مر بتجارب قوية وثرية شكلت مصدر إلهام له في كتاباته، وتابع بأنه لا يزال في مرحلة اكتشاف لهذا الثراء. الذي كان يتمتع به والده وانعكس على أفلامه.

وحول اختيار موضوعات أعماله قال مروان بأنه ينظر أولاً عما إذا كان العمل سيضيف له أم لا، أو إن كان يستحق أم لا، وهل يشعر تجاهه بالشغف، وأضاف بأنه على مدار سنوات عمله كمخرج حاول البحث عن موضوعات تفتح أمامه عوالم لا يعرفها فيخوض رحلة استكشاف جديدة أثناء صناعة الفيلم لعالم لم يرتدها.

وتطرق المخرج المصري خلال الندوة إلي تجربته في فيلم "إبراهيم الأبيض" وقال بأن السيناريو كان مليئ بعوالم حقيقية كتبها الفنان والسيناريست عباس أبو الحسن والذي وصف هذا العالم جيداً من خلال السيناريو، وقدم له ملفاً يحتوي على أخبار الحوادث والجرائم التي تتشابه مع أحداث الفيلم.

وقال مروان بأنه كان بعيد عن هذا العالم ولكنه حاول اكتشافه، وعمل والسينارست على تطوير الأحداث وذهبا إلى بعض الأماكن الحقيقية.

كما تحدث عن فيلم "عمارة يعقوبيان" وقال بأنه في البداية الاتفاق بين الشركة المنتجة والمسئولين عن العمارة فشل في الموافقة على تصوير الفيلم داخل العمارة، ووجدوا عمارة أخرى تشبه العمارة الأصلية وتشبه قصة الفيلم أكثر من العمارة الأصلية.

وأشار بأن السينما ليست نقل للواقع كما هو ولكن هنا حرية في الاختيار، مشيراً الي أن الممثل هو العنصر الرابط بين المخرج والجمهور، وكلما كان الممثل محترفاً وموهوباً يحقق صلة الربط في توصيل فكرة الفيلم إلى المشاهد، مستشهداً في ذلك بالفنان كريم عبد العزيز في فيلم "الفيل الأزرق"، وأوضح أن شخصية يحيى كان من الممكن أن يعتبرها الجمهور مسئولة عن موت زوجته وابنته بعد حادث السيارة الذي تسبب فيه لتناوله للكحول، لكن الفنان كريم عبد العزيز استطاع أن يكسب تعاطف وتسامح الجمهور للشخصية عن طريق أدائه المحترف والمتميز.

 

موقع "سينماتوغراف" في

16.12.2023

 
 
 
 
 

«تشريح سقوط»: دراما عن الحقيقة والأكاذيب وخداع الذات

شفيق طبارة

يبدو كما لو أنّ الأعمال الدرامية في قاعات المحكمة، أو تلك المعروفة باسم «أفلام المحكمة»، صارت موضوعاً كبيراً في الفن السابع الفرنسي خلال السنوات الأخيرة. في العام الماضي، شاهدنا «Saint Omer» لأليس ديوب، وقبله «إني أتهم» (2019) لرومان بولانسكي، وهذه السنة «The Goldman Case» للمخرج سيدريك خان، والعمل الرابع والأجمل والأهم للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه في مسيرتها حتى الآن «تشريح سقوط» (Anatomy of a Fall)، الذي فاز بسعفة «مهرجان كان» الذهبية 2023.

انطلاقاً من هذا الواقع، من الطبيعي طرح تساؤل يتعلق بحالة المجتمع الفرنسي اليوم، حيث الأفلام التي تسائلا للقانون والعدالة، تحتلّ هذه المكانة البارزة. في حالة ترييه، فـ «تشريح سقوط» أكثر من مجرد فيلم مَحكمة، وإن كان التشريح له علاقة بفكرة الطب الشرعي المتمثلة في تشريح الحقائق حتى تظهر حقيقة معينة في النهاية.يقدّم «تشريح سقوط»، تشريحاً قضائياً أيضاً، ولكن الأهم أنّهينفذ من خلال تشريح الحقائق، إلى تشريح الأخلاق، أخلاق شخصياته من الموقع الذي تحتله والزاوية التي تنظر منها. كل شيء له معنى في الفيلم، وكل كلمة منطوقة هي فخّ، والتحليلات لا توضح شيئاً، بل تثير المزيد من الفوضى،فالحقيقة ليست مهمة وفق أطروحة الفيلم، اللهم إذا كانت موجودة أصلاً! طوال مدة الفيلم، توقعنا ترييه في أفخاخها، تهندم عملها بألفاظ وكلمات تشكّلها بعبقرية إلى أقصى الحدود، فيما تذوبالحقيقة أكثر فأكثر في كل دقيقة.

القضية قيد المحاكمة تبدو بسيطة للوهلة الأولى: تعيش ساندرا (ساندرا هولّر، بأداء عظيم كما عودتنا دائماً) الكاتبة المتخصصة في الأدب الخيالي، مع زوجها الكاتب صامويل (صامويل تيس) وابنهما الصغير دانيال (ميلو ماشادو غراني) الذي فقد جزءاً كبيراً من بصره بسبب حادث. في أحد الأيام، يسقط الزوج من العلّية ويموت. من حيث المبدأ، يمكن أن يكون الأمر انتحاراً، لكن هناك فرضية أخرى هيالقتل. ساندرا، هي المتهمة، والشاهد الأساسي الآخر هو طفلهما دانيال، الذي ينغمس في صراع حقيقي مع كشف وقائع تتعلّق بأحلك جوانب حياة والديه.

على الرغم من أنّ ما يقرب ساعة ونصف الساعة من الفيلم (يصل إلى ساعتين ونصف الساعة)، يجري داخل المحكمة، إلا أن ترييه استخدمت الجهاز القضائي لإجراء تشريح للزوجين، بالمعنى السينمائي البيرغماني. ليس الفيلم نوعاً من البحث عن الحقيقة عبر نبش الوقائع، بل هو سرد لأسرار الزواج، وتأمّل في الألم الذي ينطوي عليه تذكر الاحداث المظلمة، والألم الأخلاقي الذي ينطوي عليه الخضوع لبرودة العدالة. سيخرج كل ما يسمّى بالغسيل القذر في قاعة المحكمة. وعندما يُنشر، سيبدو كل شيء أكثر قذارةً: زواج ساندرا وصامويل ثقيل، علاقتهما مليئة بالمأساة، والشعور بالذنب أو عدمه، ولوم الذات والتنافس المهني، والمصاعب المالية والاختلافات الثقافية، والغش و«الخيانة».

يعمل الفيلم على شكوك الشخصيات والمشاهدين بروح هيتشكوكية، مقترحاً معضلات أخلاقية ومعنوية مزعجة. «تشريح سقوط» أكثر من مجرد فيلم تشويق في قاعة المحكمة، بل دراما عن الحقيقة والأكاذيب وخداع الذات. المشهد الأول بين ساندرا والطالبة الشابة يدور حول الحقيقة والخيال، والمشاهد أدبية المستمدّة من الواقع، وحول ما إذا كان على ساندرا تجربة شيء ما أولاً قبل أن تتمكن من الكتابة عنه. لذا، فإن الأمر لا يتعلق بأقلّ من بناء الواقع، وليست المحاكمة سوى محاولة من جميع الأطراف المعنية،لتقديم نسخ محتملة من «الحقيقة»، ثم إقناع هيئة المحلفين بها. وهو ما يعني بالطبع أيضاً، في الحالات القصوى، أنّ هذا يحدث بغض النظر عما إذا كانت هذه النسخة هي الحقيقة أم لا. وبما أن «تشريح سقوط» يُخضع السرد لهذا الوضع المدمّر للحقيقة والواقع، تدور كاميرا ترييه في الاتجاه الصحيح قبل أن تقرّر الشخصيات اتخاذ خطوتها التالية. تُكسر موضوعية الكاميرا أولاً من خلال بعض المشاهد الذاتية، لأنّ الفيلم يُسرد دوماً من وجهة نظر الراوي المشبوهة. وفي قاعة المحكمة، تخرج الشخصيات من الصورة، وتبقى موجودة بصوتها ثم تعود أو تتحرك الكاميرا إليها. هذا الغموض وهذه الطريقة في تحرك الشخصيات داخل المساحة والإطار ووجهة نظر الكاميرا والسرد، هي التي تسمح للفيلم بالتنقل عبر لحظات الحياة المعقدة والمراوغة للزوجين، من المظاهر، والواقع، والأعذار والذرائع، وما هو معترف به وما هو غير معترف به، والمخاوف وانعدام الأمان، والمساواة وعدمها. كل ذلكبهدف الحفاظ على التوتر من اللحظة الأولى إلى الأخيرة، لا لتعزيز اليقين، بل لمضاعفة علامات الاستفهام في ذهن المشاهد. تغشنا ترييه، خلال الفيلم تتقلب نظرتنا لساندرا، ولكننا نعلم إنها امرأة رفضت الشعور بالذنب. في المحكمة الجميع يراها مذنبة، لأنها لم تضحي بما فيه الكفاية، وتنازلت عن احلامها وطموحاتها من أجل الأمومة، يُنظر إليها كمسخ، وطبعاً الزوج هو ضحيتها المظلومة. ولكن الحقيقة في مكان آخر، ولكن منا حقيقته.

«تشريح سقوط» فيلم نادر بشكله وهيكله المثالي، يشبه الروايات الخيالية التي تكتبها ساندرا، وكيفية ملاءمة الخيال الواقع، بناءً على آلياته، لإظهار المعاناة التي تنطوي عليها العلاقات العاطفية. لا ينشغل الفيلم بـ «الجريمة» بقدر انشغاله بالبناء المُقنِع للحقيقة.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

16.12.2023

 
 
 
 
 

المخرج مروان حامد: تجربتي الإنسانية ليست ثرية مثل والدي

قال إنه يطوّر من نفسه بشكل مستمر لمواكبة تغيرات السينما

الجونة مصرأحمد عدلي

تحدث المخرج المصري مروان حامد عن محاولته اكتشاف عوالم مختلفة من خلال تجاربه السينمائية، لا سيما أن تجربته الإنسانية ليست ثرية مثل والده الكاتب الراحل وحيد حامد الذي انتقل من القرية للمدينة، وهو ما يمكن رصدها بأعماله الفنية، وفق مروان.

ووصف مروان خلال «ماستر كلاس» ضمن فعاليات الدورة السادسة من «مهرجان الجونة السينمائي» الذي منح المخرج المصري جائزة «الإنجاز الإبداعي»، تجربة دراسته في معهد السينما بـ«الثرية التي أضافت كثيراً إليه»، لا سيما مع حرصه على المرجعية الأكاديمية بالقراءة والاطّلاع عند التحضير أو الانتهاء من أي مشروع فني جديد.

وقال حامد إن «السينما شيء متغير، يشهد جديداً كل يوم على المستوى التقني وطريقة السرد، لذا دراستها لا تتوقف عند مرحلة معينة، مرجعاً جزءاً من حبه الكبير للسينما لعمله على تطوير نفسه بشكل مستمر، خصوصاً أنه لا يوجد شخص يمكن أن تكون لديه معرفة بنتيجة المشروع الذي يعمل عليه».

وأشار إلى أن «المقياس الحقيقي لاختيار أعماله مرتبط بعدم فقدانه الشغف طوال فترة العمل على المشروع التي تصل لعامين»، مؤكداً أن تمسكه بالمشروع وإيمانه به يكونان المحرك الرئيسي لتحمله أي صعوبات تعرقل مشروعه على غرار فيلم «إبراهيم الأبيض» الذي استغرق 8 سنوات ليخرج إلى النور.

وأوضح أن «أكثر المشروعات التي يتحمس لها هي التي تتطرق لموضوعات لا يعلم عنها شيئاً، ويحاول من خلال تقديمها الإجابة على تساؤلات لديه، لذا لا يمكنه البدء في تصوير الفيلم فور قراءة السيناريو أو حتى تحديد مواقع التصوير، فهذه الخطوة لا تتم إلا بعد مقابلة الشخصيات التي تساعده على دخول (عالم الفيلم) ليتمكن من خلق واقع يصدقه الجمهور عندما يشاهده ويشعر كأنه حقيقي».

وروى مروان «مواقف عدة صادفته خلال تحضيرات أفلامه السينمائية، من بينها اختيار العمارة التي صور بها فيلم (عمارة يعقوبيان)، والتي اختيرت صدفة خلال سيره مع مصمم الديكور فوزي العوامري في منطقة وسط القاهرة في أعقاب عدم التوصل لاتفاق بين الشركة المنتجة ومسؤولي (عمارة يعقوبيان) الأصلية، التي كانوا يرغبون بالتصوير فيها»، عاداً أن «البدائل التي يجري التوصل لها لتجاوز العقبات قد تعطي نتائج أفضل أمام الكاميرا».

ومن بين المواقف التي ذكرها أيضاً مشهد المطاردة أعلى سور مجرى العيون الذي نفذه في فيلم «إبراهيم الأبيض»، مؤكداً أن المكان شاهده وعاينه خلال التحضير لتصوير أحد الإعلانات، لكن الإعلان لم يُصوّر به وقتها، واحتفظ بالموقع في ذاكرته حتى وظفه في الفيلم». ويرى حامد أن «الممثل أهم عنصر في العملية السينمائية، إذ لا يمكن أن يحب الجمهور الفيلم، إلا أذا أحب الممثل».

لم يخفِ مروان حامد وجود مخاوف لديه من عدة أمور، من بينها الأكشن وطريقة تقديمه وتوظيفه في الفيلم السينمائي، لأن الجمهور يشاهد مستوى وأسلوباً مختلفين في أفلام هوليوود، وهو ما يجعله حريصاً على توظيف عملية تنفيذه بما يخدم السياق الدرامي للأحداث وتقديمه بطريقة تشبه ما يحدث في الواقع، وهو ما نفذه في فيلم «إبراهيم الأبيض» عبر مشاهد أكشن تصاحبها رحلة من المشاعر الإنسانية العميقة، على حد تعبيره.

من بين الأمور التي يخشاها صاحب «كيرة والجن» استخدام عناصر «الغرافيكس» التي قد تجعل الجمهور لا يصدق الأحداث ما لم تكن موظفة بشكل جيد في العمل، مشيراً إلى «توجه بعض المخرجين الكبار للاستغناء عنها».

ويشدّد مروان حامد على أن «العلاقة بين المنتج والمخرج يجب أن تقوم على الشراكة، فالمخرج لا بدّ أن يفهم ويدرك اقتصاديات الفيلم، ويقدم تنازلات في تنفيذ بعض المطالب بما لا يخلّ بالرؤية العامة للفيلم»، عاداً أن «تجربة سينمائية جديدة ناجحة قد تمهّد للكثير من التجارب».

ويُعدّ مروان حامد أحد أبرز المخرجين المصريين راهناً. تخرج من معهد السينما عام 1999، وعمل مساعد مخرج مع المخرج الكبير شريف عرفة، لينطلق بعدها بتقديم عدة أفلام نالت جوائز وحققت إيرادات كبيرة منها «إبراهيم الأبيض»، و«الفيل الأزرق» بجزأيه، و«تراب الماس»، بالإضافة إلى فيلم «عمارة يعقوبيان».

 

الشرق الأوسط في

16.12.2023

 
 
 
 
 

فيلم Stepne.. تحفة سينمائية لقصة انسانية

البلاد/ طارق البحار

عرضت الدراما الأولى للأوكرانية مارينا فرودا "ستيبن" لأول مرة في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، ووصل اليوم الى عروض مهرجان الجونة السينمائي وفيه نتابع أناتولي (أولكسندر ماكسياكوف) وهو يعود إلى مسقط رأسه لرعاية والدته المريضة، وهذا بالطبع قصة بسيطة ينتهي به الأمر إلى تضخيمه عندما يبدأ في إعادة الاتصال بالناس من هذه القرية القديمة والمنسية تقريبا ووالدته التي بالكاد تتعرف عليه بعد الآن، والتي قبل وفاتها تشير إلى كنز دفنته في مكان ما في منزلهم!

في الفيلم المذهل نشاهد كيف الموقع له دورا كبير في احداث Stepne وقطعة فعالة من الفيلم. في اللحظة التي نرى فيها أناتولي في بداية الفيلم وهو يعود إلى منزل طفولته ، فإنه يدير بالفعل سلسلة كاملة من المشاعر والعواطف ، وتصور فروادا كل هذه الأشياء في لقطاتها - طويلة وصبورة، ولكنها بسيطة في نهجها. هناك الكثير الذي يمكن للمرء أن يقوله في صمت ، وتزدهر Stepne في هذه اللحظات. في المناطق النائية الباردة والباردة ، يمكن للمرء أن يقول إن المدينة قد انفصلت بالفعل عن العالم الحديث وأن عزلة الشخصيات وسكان البلدة محسوسة للغاية.

يجد الفيلم مصدره غير المحتمل للطاقة والحيوية في اللحظات التي يشارك فيها سكان البلدة حكايات وقصص مختلفة، على حدود الفيلم الوثائقي في هذه المرحلة ، فإن قرار Vroda بالحفاظ على تدفق المحادثات والسماح لهم بالتحدث عن مجموعة من الموضوعات والتجارب مثل (الحرب ، والصداقات ، والفكاهة ، والبقاء على قيد الحياة) يعطي طبقة إضافية من المنظور في فهم الناس من هذا المكان.

في حين أنهم تمكنوا من البقاء على قيد الحياة كل ذلك وأكثر ، يصبح من الواضح أيضا أنهم كانوا في وضع أفضل بكثير في ذلك الوقت. يوفر تضمين ممثلين غير محترفين خلال هذه المشاهد مزيدا من الأصالة في جعل هذه المشاهد تعمل وفي التواصل مع الجمهور.

الألوان الأساسية غائبة تماما تقريبا في الفيلم، باستثناء بعض الجدران الزرقاء الفاتحة ، كل شيء رمادي أو بني ، من الأشجار إلى المنازل التي ضربها الطقس ، ومن الملابس إلى السماء نفسها ، والتي تنبعث منها ضوء شمالي بارد.

كما يغيب الشباب في هذه المنطقة المحتضرة: يبقى كبار السن فقط ، كما لو كانوا ينتظرون الموت. أثناء الاستيقاظ ، تتحول الكاميرا لتظهر للأطفال الصغار ، الذين يفترض أن أحد الجيران أحضرهم ، لكن وجودهم القصير يعزز فهم أن الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي الخروج ، مثل أي شخص آخر.

ستيبن هو تذكير حزين بكيفية تشابك الماضي والحاضر والمستقبل على الأرجح، والتجربة الجماعية لما مر به شخص أو مكان ما ، والتداعيات التي جلبها على الناس ، وإلى أين تذهب. ولا يمكن أبدا إعادة كتابة أي تاريخ ، ويجب الاعتراف به من أجل المضي قدما.

Stepne" هو استكشاف حاد في حياة شخصياته ، يجسد مجازات ما بعد الاتحاد السوفيتي من خلال شخصياتهم وتجاربهم. يعبر فرودا ببراعة، عن الطيف الواسع من التجارب والعواطف التي شعر بها في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي من خلال رواية القصص المرئية السينمائية.

 

####

 

"المشاريع قيد التطوير" في الجونة السينمائي

البلاد/ طارق البحار

كجزء من برنامج "سيني جونة سبرينج بورد" CineGouna Springboard الخاص بنا، تم عرض مجموعة مذهلة من "المشاريع السينمائية قيد التطوير" في غرفة سبرينغ بورد في بلازا مهرجان الجونة السينمائي.

المشاريع قيد التطوير هي تلك التي لم يبدأ التصوير الرئيسي لها بعد، وسيحصل أفضل مشروع قيد التطوير على شهادة منصة الجونة السينمائية ويتنافس على حصة في الجائزة النقدية الإجمالية البالغة300,000 دولار أمريكي.

ومن بين الأفلام المتنافسة "حكاية أب وسمكة" لأحمد الهواري، و"أطياف الحوت" للمخرج أحمد محمود،و"4 اختيارات لألبرت" للمخرجة هالة جلال، و"سرقة النار" لعامر الشوملي، و"هكذا يخرج الزوجان العاشقان من جديد" لجورج بيتر باربرا، و"باسم صفية" لصفية كيسيس.

 

####

 

Hollywood gate ورحلة خاصة لمخرج مصري في أفغانستان

البلاد/ طارق البحار

ينافس فيلم Hollywood gate في مسابقة الأفلام الوثائقية بالدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، والتي تقام فعالياتها في الفترة ما بين 13 وحتى 20 أكتوبر الحالي، وذلك في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبعد عرضه العالمي الأول بمهرجان فينيسيا وفاز مؤخرا بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم روائي أو وثائقي بمهرجان زيورخ السينمائي.

"ما تراه هو ما تحصل عليه"، و "حاولت أن أظهر ما رأيته"، هكذا يعلق HOLLYWOOD GATE في تعليقه الصوتي القصير في بداية الفيلم ونهايته، ويصف الصحفي والمخرج المصري كيف دخل أفغانستان بعد مغادرة الأمريكيين مباشرة فضوليا بشأن انتقال طالبان المنتصرة من المتمردين إلى النخبة الحاكمة، بينما حول البلاد من منطقة حرب إلى ديكتاتورية عسكرية.

ومن خلال بعض الاتصالات غير المعلنة، حصل نشأت على إذن بتصوير اثنين من أعضاء طالبان لمدة عام، أحدهما هو المختار العسكري الأدنى رتبة، والآخر قائد القوات الجوية الأفغانية، القائد مالاوي منصور، وبالطبع يحذر من أنه كان تحت المراقبة المستمرة ولم يتمكن من التفاعل مع عامة السكان لكن،حاول أن يظهر ما رأه.

لكن المعضلة هنا اننا لا نعرف الكثير عن وضع هذا القائد وقاعدة سلطته مقارنة بالأعضاء البارزين الآخرين في طالبان، ولا نعرف كيف أن الأشياء التي نراها - الطريقة التي تعامل بها طالبان بعضها البعض ومع الآخرين، والقرارات التي نراها تتخذ أمام الكاميرا - تمثيلية أو حقيقة، ولا يمكننا الحكم على الطرق التي تتصرف بها طالبان بشكل مختلف عندما تكون الكاميرا حاضرة، لأن المخرج لا يعطي أي إشارة إلى ما تعلمه أو رآه بخلاف ما يشاركه على الشاشة.

بهذا المعنى، يبدو فيلم "هوليوود جيت" أحيانا وكأنها لقطات بدون روح من خلال التعليق الصوتي أو النص على الشاشة أو المقابلات ومع ذلك، لا تزال لقطات الفيلم رائعة، فمجرد مشاهدة هؤلاء القادة الجدد وهم يمارسون أعمالهم اليومية والسياسية يبدو وكأنه لمحة خلف ستار نظام لا يحب الاعلام، كما يؤكد بانتظام الأشخاص الذين يلاحظون الكاميرا، و بشكل منتظم لدرجة أنها تكاد تصبح نكتة جارية: "هذا الشيطان الصغير يصورنا" - وبعد ذلك يتعين على القائد أن يشرح مرة أخرى أن هذا على ما يرام، أو كما يقول أحدهم: "لا تدعوه يصور هذا"، وهي مواقف يحاول نشأت تصويرها على أي حال، أو ببساطة عن طريق ترك هذا التعليق، ويكشف أنها حساسة وربما لا تكون تحت السيطرة الكاملة.

في الواقع يبدو أن هناك نوعا من التعليقات الضمنية في هوليوود جيت على طالبان باعتبارها ساذجة بمشاهد طويلة في الفيلم، وعندما نرى طالبان تحقق في مجمع تركه الأمريكيون وراءهم، مليء بالأدوية والإلكترونيات والأسلحة، فإنهم غالبا ما يكونون غير متأكدين مما يعثرون عليه، ويبدو أن القائد خارج عالمه، وعندما يصادفون صالة ألعاب رياضية مجهزة تجهيزا كاملا ويمشي ببطء شديد على جهاز المشي قليلا محاطا بحاشيته ، قبل أن يغادر قائلا "كان ذلك ممتعا"، بصورة ساخرة.

هزمت طالبان الأمريكيين وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو ساذجا، عندما يعطي القائد أمرا بإصلاح الطائرة المخربة التي تركها الأمريكيون وراءهم، بحلول نهاية الفيلم الوثائقي الذي يطيرون فيه. وكاد عرض عسكري مثير للإعجاب - بحضور دبلوماسيين روس وصينيين - أن يصادف عن غير قصد كدعاية لطالبان.

في مرحلة ما بالفيلم اتصل القائد بنظيره الطاجيكي ليخبره أنهم، الطاجيك يدعمون أعداء طالبان، لذلك ستبدأ طالبان الآن في دعم أعدائهم. وهو ما يبدو قريبا من إعلان الحرب. خاصة وأن طالبان، في مشهد آخر، تضحك حول كيفية ارتباط الروس الآن في أوكرانيا، مما يجعلهم أقل احتمالا لدعم حلفائهم الطاجيك.

ولا اعرف لماذا تم وضع هذه اللقطات، فالسياق مفقود وبدون معرفة متعمقة بالوضع السياسي في أفغانستان، ولا توجد طريقة لوضع مثل هذه المشاهد في سياقها الصحيح وتقدير معناها الحقيقي، لكن في نفس الوقت المستوى المذهل من الوصول الذي تحققه نشأت هو في حد ذاته جدير بالثناء، مع تسجيلات القادة الذين لا نعرف عنهم الكثير، كما أن تسجيلات نشأت لا تخلو من المخاطر: "إذا لم تكن نواياه جيدة، فسنقتله"، كما يقول أحد أعضاء طالبان ببرود! وهذا جوهر الفيلم إلى حد ما كنوع من المعلومات الأساسية عن طالبان، وشعور تقشعر له الأبدان بكيفية تحدثهم فيما بينهم، ونبرة صوتهم، والسهولة التي يذكرون بها العنف والقتل واضطهاد النساء. على الرغم من أن أحد أعضاء طالبان صرح بشكل مفاجئ أنه يجد تغطية وجوه النساء غير ضروري - مما يدل على أنه ربما لا تزال هناك شقوق في الجدار ، وأن بعض المعارضة الطفيفة على الأقل داخل الصفوف تبدو ممكنة.

من المؤكد أن "هوليوود جيت" رفع الحجاب عن بعض أعضاء هذه المنظمة غير المفهومة هم في الواقع أشخاص حقيقيون وهو على الأرجح أعظم قوة في الفيلم.

يضم فريق عمل فيلم Hollywood Gate أشخاص فازوا أو ترشحوا لجائزة الأوسكار شين بوريس (كاتب ومنتج)، أوديسا ري (منتجة)، ديان بيكر (منتجة منفذة)، ثلاثتهم فازوا بأوسكار أفضل فيلم وثائقي عن فيلم Navalny، وفاز فولكر بيرتلمان على أوسكار أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم All Quiet on the Western Front، وترشح مهندس الصوت فرانك كروزا للأوسكار عن نفس الفيلم، كما ترشح طلال ديركي (كاتب ومنتج) وانسجر فريدرش (مصمم صوت) لجائزة أفضل فيلم وثائقي عن Of Fathers and Sons.

ويستعرض الفيلم فترة تاريخية حربية، عندما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان بعد "الحرب الأبدية" التي استمرت 20 عامًا، سيطرت طالبان على هذه البلد المنكوبة، ليعثروا سريعًا على قاعدة عسكرية أمريكية محملة بأسلحة تتجاوز قيمتها 7 مليارات دولار أمريكي.

الفيلم من إنتاج Rolling Narratives production، بالتعاون مع Jouzour Film Production و Cottage M  وRaeFilm Studios، منتجون طلال ديركي، أوديسا راي، شين بوريس، منتج مشارك إبراهيم نشأت، مونتاج أتاناس جورجييف وماريون تور، موسيقى فولكر بيرتلمان، كتابة إبراهيم نشأت، طلال ديركي، شين بوريس، مدير تصوير وإخراج إبراهيم نشأت.

 

####

 

All to Play For والعقبات التي نواجهها في الحياة

البلاد/ طارق البحار

تقدم الممثلة فيرجيني إيفيرا الأمومة المعاصرة في فيلمها الأخير  الذي يحمل عنوان فرنسي وهو  Rien à perdre ، وعنوان باللغة الإنجليزية All to Play For والذي عرض في مهرجان الجونة السينمائي وفيه نجد الأم العزباء مندفعة على نظام الرعاية الاجتماعية في تربية طفلها الأصغر، ويبدو أن مخرجة العمل"ديلافاين ديلوجيه" عازمة على عرض الأخطاء المحبطة التي ارتكبها كلا الطرفين اللذين يدعيان حصة في مصالح طفل واحد تعيس للغاية، ولكن أسس القصة تميل إلى الشعور بالإرهاق بعض الشيء بحلول الوقت الذي يقودنا فيه الفيلم إلى حل مشكوك فيه.

تفتتح ديلوجيه الفيلم بمشهد محموم للمراهق جان جاك (فيليكس لوفيفر) وهو يدفع شقيقه بشراسة في الشوارع الليلية في عربة تسوق متجهين إلى غرفة الطوارئ لعلاج حروق حريق سفيان (أليكسيستونيتي)، وهي العواقب التي قللت منها سيلفي على الفور ، التي تعمل بين عشية وضحاها في حانة مملوكة للنساء والتي تبدو فوضوية بشكل شنيع (وبالتالي عدم قدرتها على التحقق من هاتفها الخلوي بحثا عن المكالمات الفائتة). وتبدو حياتهم اليومية على وشك الفوضى، وعلى الرغم من أنها تعمل بطريقة ما كوحدة عائلية (مع شعور إيفيرا في كثير من الأحيان بأنها مصقولة بعض الشيء بحيث لا تشير إلى نوع الضعف الذي تتعرض له عائلتها) ، والحصول على دجاجة أليفة ورعاية شقيقها سريع الغضب هيرفي (أرييه ورثالتر).

وعندما ترفض الخدمات الاجتماعية أن يتم تجاهلها ، يتم اختطاف سفيان ، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى إهمال سيلفي للاستجابة لاستدعائهم المتكرر ، مما يفسح المجال للأخصائية الاجتماعية في اندياهاير، التي يبدو أنها التحقت بنفس الجامعة مع الممرضة راتشد.

أحداث سرد ديلوجيت تلعب بشكل متوقع ، على الرغم من كمية مدهشة من الطاقة المكرسة لمحاولات سيلفي لتغيير المهن وإعادة الاتصال بشقيقها الآخر  (ماثيو ديمي) وهو من النوع المسؤول الذي يحمل عداء غامضا إلى حد ما لأخته بفضل تربيتهم التي تضمنت وفاة والديهم المفاجئة، وبينما يلتف حولها نظام دعم سيلفي وتجبرها الظروف على التواصل بشكل أفضل مع جان جاك، لا ييرح مبعوثو رعاية الأطفال تقريبا، ولسوء الحظ فإن بعض نوبات سيلفي تسمح لهم بأن يبدوا مبررين في أفعالهم ، بما فيذلك قيامها بمشهد غير معلن في قاعة المحكمة ينتهي باحتجازها ، وتخريبها لحفلتها النهارية الجديدة ،ثم مشادة عنيفة مع مدام هنري.

يبدو أن بيت القصيد من Rien à perdre او All to Play For  هو أنه بمجرد أن تكون غارقا في النظام، لن تجد ببساطة مخرج. وتؤكد مجموعة دعم تحضرها مع الآباء في مواقف مماثلة يحاولون استعادة حضانة أطفالهم على ذلك، حيث حارب الكثير منهم القوانين لسنوات، وعلى الرغم من أن سيناريو سيلفي مأساوي بالفعل ، إلا أن إصرار ديلوجيت على إظهارها وجميع الأمهات حسنة النية والتي لا يبدو أنها تتحكم في عواطفها وغالبا ما يبدو أنه يتفاقم لجميع الأسباب الخاطئة.

يرسم فيلم All To Play For صورة فنية للجو اليومي في المقاطعات الفرنسية ، وتعقيدات الروابط الأسرية (أيضا عبر شقيق سيلفي الآخر ، الذي يقدمه في الفيلم ماتيو ديمي) ، وجيل من الأرواح التحررية الذين يكافحون من أجل الاندماج الاجتماعي والذين يمكن أن يشعروا بالوقت للحاق بهم. تدير دلفين ديلوجيت هذه المكونات العديدة بشكل صحيح ، مستفيدة من بعض الممثلين الممتازين من أجل تقديم استكشاف اجتماعي واقعي لما هي الأم الصالحة في الواقع ، والعقبات التي نواجهها في الحياة، وكيف نتغلب عليها أو لا نتغلب عليها!

 

####

 

لأول مرة في المهرجانات المصرية

انطلاق سوق الجونة السينمائي

البلاد/ مسافات

حدث فريد من نوعه تشهده الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، حيث انطلق سوق الجونة السينمائي داخل مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة.

وتعد هذه المرة هي الأولى من نوعها، التي يتم تدشين سوق سينمائي داخل مهرجان مصري، على خطى ما يحدث في المهرجانات العالمية الكبرى.

مولود حديث ينضم إلى منصة سيني جونة، التي ضمت على مدار الأعوام الماضية منطلق الجونة، وجسر الجونة، لينضم إليهما هذا العام سوق الجونة السينمائي.

"مكان مخصص لشركات الإنتاج والتوزيع وكل من له علاقة بصناعة السينما.. 7 ساعات يوميا لمدة أربعة أيام"، هكذا بدأ محمد تيمور مدير سوق الجونة حديثه.

وأوضح تيمور أن الهدف من السوق هو منح الفرصة لمن ينتمي إلى هذه الصناعة، كي يحضر ويلتقي بصناع حقيقيين من أجل عرض مشاريعه التي يهدف إلى تنفيذها.

كما يحتوي برنامج سوق الجونة على قسم يحمل اسم "Meet The Expert"، ويقدم من خلاله محترفي صناعة الأفلام جلسة يومية مدتها نصف ساعة، لمد صغار صناع الأفلام بالخبرات.

هذا ليس كل شئ، إذ يحتوي السوق على مكتبة للأفلام القصيرة، تحتوي على 40 فيلم قصير ليسوا ضمن برنامج مسابقة المهرجان، ولكنهم مخصصين لمن لهم علاقة بصناعة السينما، حيث لديهم الفرصة لمشاهدتهم واكتساب الخبرات

تيمور أكد أن السوق يختصر المسافات بشكل كبير، مشددا على أن العارضين المتواجدين في هذه الدورة ينتمون إلى العالم العربي، حيث مازالت فكرة السوق مثل البذرة التي تحتاج إلى النمو خلال السنوات المقبلة، ويهدفون إلى تواجد صناع من كافة أنحاء العالم خلال الدورات المقبلة.

وفي ختام حديثه قال تيمور إن ما يتطلعون إليه هذا العام من خلال السوق، هو حصول السينمائيين على فرص العمل، خاصة أن المشكلة التي كانت تواجههم هي ضرورة وجود شخص يوصلهم بشخص على علاقة بشخص آخر، ولكن مع وجود السوق ستصبح الوجوه مألوفة لدى الجميع وستختصر المسافات وتصبح الفرص حقيقة.

 

####

 

بإدارة ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان

جلسة جماهيرية مع الايقونة يسرا في "الجونة السينمائي"

البلاد - طارق البحار:

ضمن جلسات الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي، تم تقديم "حوار مع يسرا" بإدارة ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، بحضور جمهور كبير عاشق للنجمة الكبيرة.

وجذبت الأيقونة المصرية خبراء الصناعة وصانعي الأفلام الناشئين إلى مدرج البلازا، ليشهدوا ويصفقوا لنجمة قدمت الكثير، تمتد لعقود ولا تزال تتردد وإلهامها وتترك أثرا دائما.

وفي جلسة الجماهيرية التي أدارتها ماريان خوري، انخرط الاثنان في حوار صادق، تطرقا فيه إلى رحلة الممثلة الرائعة، وإنجازاتها المهنية، والشخصيات المؤثرة التي لعبت أدوارا محورية في تشكيل مسارها.

شاركت يسرى بروح الدعابة والتواضع العلاقات الشخصية العميقة والإرشاد الذي ترك بصمة لا تمحى على مسيرتها المهنية اللامعة، بما في ذلك التعاون مع المخرجين يوسف شاهين وعلي بدرخان والكاتب وحيد حامد.

وقالت يسرا:  "أدركت شغفي بالتمثيل يوفر لي فرصة لاستكشاف الذات والشخصيات المتنوعة التي يطمح المرء إلى تصويرها، حتى عندما كنت طفلا في عائلتي ، كانت هناك دائما شك بانني ساستمر بالعمل في هذا المجال".

 

####

 

"وداعا جوليا" بعرض كبير في مهرجان الجونة السينمائي

البلاد/ طارق البحار

في فيلم محمد كردفاني "وداعا جوليا"، والذي عرض في مهرجان الجونة السينمائي والذي تدور أحداثه في الخرطوم قبل عام 2011، يتجاوز السرد الحدود التاريخية، على غرار رواية أصغر فرهادي المثيرة.

 يتعمق في الصداقة المعقدة بين منى (إيمان يوسف) وجوليا (سيران رياق)، ويكشف عن خطوط الصدع المجتمعية وسط حادث مأساوي.

يتكشف تصادم المصائر هذا ضمن تحليل مجتمعي معقد، يكشف عن هروب منى من لحظة محورية، مما يؤدي إلى صدام كارثي. محاولتها للتعويض - توظيف جوليا كمدبرة منزل - تكشف النقاب عن الانقسامات المجتمعية وسط المشهد المضطرب في السودان.

تتصارع رواية كردفاني، الغنية بالصور الجميلة، مع مفارقات السودان، وتعكس التطور المجتمعي، ولكنها مقيدة بالأمتعة التاريخية. في حين أن التصوير السينمائي لبيير دي فيلييه يضخم حكاياتهم ، فإن شخصية جوليا ، على الرغم من روحها المرنة ضد التحيزات السائدة ، لا تزال أقل استكشافا.

مجازيا، يتماشى تحول منى مثل كناري محبوس، مما يدل على سعيها للتحرر وسط دولة السودان المجزأة. يتردد صدى "وداعا جوليا" كرمز لرغبة السودان في التحرر ، ويلخص سعي الأمة من أجل الحرية وسط الاضطرابات المجتمعية ، على الرغم من العيوب المتأصلة.

 

####

 

عرض خاص للفيلم العربي "ال شنب" في الجونة السينمائي

البلاد/ طارق البحار

العرض الأول للفيلم المصري "ال شنب" في الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي.

كان هناك عرض دعم كبير للعرض العالمي الأول للفيلم المصري "الشنب" الليلة مع حشد من النجوم الذين احتشدوا في المسرح. الفيلم الكوميدي المرصع بالنجوم من إخراج أيتن أمين وتنافسه في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ويضم عروضا للبلبة وليلى علوي وسوسن بدر وهايدي كرم.

تدور أحداث الفيلم حول حدوث حالة وفاة مفاجئة لأحد أفراد عائلة آل شنب، ويضطر أفراد العائلة للذهاب إلى الإسكندرية للمشاركة فى إجراءات الجنازة والعزاء، وخلال الأيام الثلاثة للحداد وهذا التجمع العائلى الكبير الذى يضم الأربعة شقيقات، وأبنائهم وأحفادهم تنفجر المواقف الكوميدية بينهم

ويتتبع الفيلم العائلي الشقيقتين "ال شنب" اللتان تتعاملان مع المصالحة وسط تعقيدات التوترات المجتمعية والعائلية بعد وفاة أحد أفراد الأسرة.

يضم طاقم العمل أسماء جلال ومحمود البزاوي وحسن مالك ويشارك في كتابته أيتن أمين وأحمد رؤوف وكاتب السيناريو الأول إسلام حسام.

 

####

 

مخرج "وداعاً جوليا" يحصد جائزة مجلة فارايتي بمهرجان الجونة

البلاد/ مسافات

حصد المخرج محمد كردفاني مخرج فيلم وداعا جوليا جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط، التي تقدمها مجلة فارايتي المتخصصة في مجال الترفيه، ضمن فعاليات مهرجان الجونة في دورته السادسة، وسلم الجائزة جون بليسديل ممثل المجلة بصحبة انتشال التميمي مدير المهرجان وعمرو منسي المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لمهرجان الجونة السينمائي.

فيلم "وداعاً جوليا" من إخراج وتأليف محمد كردفاني وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في البطولة نزار جمعة، وقير دويني وتصوير بيير دي فيليرز ومونتاج هبة عثمان، ومهندسة الصوت رنا عيد وتصميم أزياء محمد المر، وتدور أحداثه في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.

 

####

 

تكريم المخرج مروان حامد بجائزة الإنجاز الإبداعي في الجونة السينمائي

البلاد/ مسافات

ضمن دورته السادسة، منح مهرجان الجونة السينمائي جائزة الإنجازالإبداعي لعام 2023 للمخرج المصري مروان حامد وذلك اعترافاً بمسيرتهالسينمائية المهمة، ومساهمته الجادة في رسم مشهد صناعة السينما المصريةوالعربية المعاصر، بأعمال متنوعة، مثلت نقلة فنية وتجارية في السنوات الأخيرة، حيث أصبح اسمه من أهم أسماء المخرجين في مصر والعالم العربي، خاصةوأنه يشكل مؤسسة فنية متكاملة، تقوم بالإخراج والإنتاج أيضاً.

قدمت الجائزة النجمة الكبيرة يسرا والتي وصفت المخرج مروان حامد بأنهمخرج كبير بما حققه من إنجازات في عمر قصير. بدأ مروان حامد خطاباستلامه للجائزة بالتعبير عن شكره ليسرا قائلاً "شرف كبير أن أتسلم الجائزةمن الفنانة الكبيرة يسرا، أود أن أعبر عن شكري وامتناني لما قدمته لي من دعممنذ بداية مسيرتي الفنية".

أهدى مروان الجائزة لوالده المؤلف والمنتج الكبير وحيد حامد ووالدته الإعلاميةالكبيرة زينب سويدان. كما عبر عن تقديره وعرفانه للدعم الذي تلقاه من كلأساتذته من المخرجين الكبار الذين تعلم على أيديهم سواء في معهد السينما أوفي الأعمال التي شاركهم فيها ومن بينهم الأساتذة سمير سيف، وخيريبشارة، وشريف عرفة. 
وجّه مروان حامد التحية والشكر للنجم الكبير عادل إمام قائلاً "أوقات عمليمعه هي أجمل وأسعد لحظات عملي كمخرج، ولا يمكن أن أنسى الدعم الكبيرالذي منحه لي أثناء عملي معه في فيلم عمارة يعقوبيان وكذلك النجم الكبير نورالشريف". كما توجه بالشكر لكل النجوم الذين شاركوه العمل في أول أفلامه، عمارة يعقوبيان، وعلى رأسهم الفنانة الكبيرة يسرا، والفنانة الكبيرة إسعاديونس، وأحمد راتب وأحمد بدير وخالد الصاوي.
وصف مروان حامد الجائزة بأنها تكريم لكل شركاء مسيرته الفنية ووجه التحيةلكل من الكاتب أحمد مراد ومصممة الأزياء الكبيرة ناهد نصر الله، ومصممالديكور الكبير أنسي أبو سيف ومصمم الديكور فوزي العوامري، ومديرالتصوير أحمد المرسي، والمونتير أحمد حافظ، ومصمم الديكور محمد عطية، والمؤلف الموسيقي هشام نزيه، وغيرهم. وفي نهاية كلمته وجه مروان حامدالتحية لزملائه من المخرجين والمخرجات المصريين والعرب قائلا أن أعمالهمالفنية هي أكثر ما يشجعه على الاستمرار ومواصلة مسيرته الفنية.

وضمن المهرجان الجونة السينمائي، قدم مروان حامد محاضرة عن صناعةالسينما يشارك من خلالها خبرته الواسعة كمخرج ومنتج ذو سجل فني حافلبالإنجازات وخلاصة خبرته الممتدة لأكثر من 20 سنة صنع خلالها عدد من أهموأنجح الأعمال الفنية في مصر والعالم العربي. وأقيمت المحاضرة ضمنفعاليات جسر الجونة السينمائي، أحد أقسام منصة الجونة السينمائية. وفيالسطور التالية أهم النقاط التي تحدث بها خلال المحاضرة.
● عن تأثير الدراسة في مسيرته المهنية قائلاً: تجربة معهد السينما كانتتجربة ثرية جداً لي، حيث تعاملت مع أكبر أساتذو للسينما، لكن هذا لايعني أن الدراسة هي شرط حاسم لكي تكون صانع أفلام، مثلاً والديوحيد حامد لم يدرس كتابة السيناريو، هو كان ينتمي لجيل تدور حياتهفي فلك السينما، لكن يجب تعويض هذا بالاطلاع والمشاهدة المستمرينعلى كل الأنواع السينمائية لأنه صناعة الأفلام وطرق السرد تتطور، وعلىصانع الأفلام أن يحافظ على فضوله ورغبته في التجربة. خلال التحضيرلفيلم "تراب الماس" شعرت بحاجة لدراسة نوع أفلام الإثارة (
Thriller)، فرجعت لمقالات ولقاءات للمخرج الكبير ألفريد هيتشكوك، وشاهدت أفلامههو وأورسون ويلز لتنشيط ذاكرتي، وهكذا أحاول العودة لاسترجاع مادرسته وأنا طالب، ودائماً ما تفيدني العودة للقواعد الأساسية.

● عن اختياره للأفلام التي يرغب بصنعها: دائماً تكون لديّ شكوك حولصحة اختياري لموضوع الفيلم، لكن ما يحسم الأمر هو أن يكون هذاالفيلم مسيطراً على تفكيري كهاجس قوي ومسيطر وأن يكون قادراً علىإحياء شغفي به لسنتين أو أكثر، هي متوسط مدة صناعة الفيلم، كمثال، فيلم "إبراهيم الأبيض" استغرقت صناعته 8 سنوات كنت خلالها مهووساً بعالمه، وهكذا أكدت لي هذه الفترة الطويلة صحة اختياري له. لا أحديعرف الناتج النهائي لصناعة الفيلم، ورغم أن هذا يصنع مخاوفاً لكنهأيضاً يفتح مساحات للتجربة.

● عن العناصر المؤثرة في اختياره للفيلم: يستهويني أن يدفعني الفيلملاستكشاف عوالم وشخصيات لا أعرفها، والدي مثلاُ كانت له تجربة ثريةجداً خلال نشأته في الريف ثم هجرته للمدينة كشاب ثم فترة تجنيدهخلال حرب 1967، ولا أمتلك نفس تجربته المتنوعة، وأعوض هذا النقصبالفضول لاستكشاف العوالم التي لا أعرفها، فتتكون لدي أسئلة حولهتقودني إلى الأسئلة الأهم في صناعة الفيلم، مثل لماذا نصنع هذاالمشهد؟ لماذا نوحي بهذا الإحساس؟ ولماذا نصنع هذا الفيلم؟

● عن فترة التحضير للفيلم: عندما أتى لي المؤلف عباس أبو الحسنبسيناريو "إبراهيم الأبيض" سألته باندهاش إذا ما كان هذا العالمحقيقياً، وكان رده العملي هو منحي ملفاً يحتفظ به بقصاصات من أوراقالجرائد لصفحات الحوادث، منحني هذا فرصة للتعرف على شخصياتهذا العالم، ثم أجرينا بحثاً ومقابلات لأشخاص من هذا العالم ومعايناتلأماكن مقترحة للتصوير، وهو شيء أحب فعله لأنه يمنحني فرصة لزيارةهذه عالم الفيلم الحقيقي، ثم مع الوقت يساهم فريق العمل في مساعدتنالفهم آليات تفاعل هذا العالم.

● عن خلق واقع للفيلم يمكن تصديقه: حاولنا في فيلم "عمارة يعقوبيان" أننصور في العمارة الحقيقية التي شهدت أحداثه، لكن لم نتمكن من هذالأسباب إنتاجية، ثم لفت نظري مهندس الديكور فوزي العوامري إلىبناية أخرى ستكون مناسبة أكثر من العمارة الحقيقية. هنا أدركت دورالحرية والخيال في بناء واقع سينمائي، في عملنا لا يكون كل شيءمثالياً، وعلينا إيجاد حلول، وقد يكون هذا الحل أفضل في خلق واقعالفيلم، ولهذا يجب أن دائماً ترك مساحة لهذا الحل الأفضل.

● عن الأفلام المصرية التي لا يمل من تكرار مشاهدتها: "المشبوه" والغول" للمخرج الكبير سمير سيف، أفلام فترة الثمانينات والتسعينات أجدهامدهشة، كذلك فيلم "البداية" للمخرج الكبير صلاح أبو سيف، بكل ما بهمن جرأة وخيال، وقدرته على تجديد وتغيير أسلوبه، وتعلمت منه كيفيمكنني التغير والتطور وتجديد شغفي.
● عن صناعة مشاهد الأكشن: أحاول دائماً أن يكون الأكشن نابعاً منواقعنا، مثل مشاهد معارك السكاكين في "إبراهيم الأبيض"، الشرطالأول أن يتم تنفيذ المشهد بطريقة آمنة لجميع المشاركين فيه، وأن يكونمدهشاً، وهذا ما توفره الواقعية، وأخيراً أن يكون صادماً، ففي هذا الفيلمكانت مشاهد الأكشن بالغة العنف لأن الفيلم يحكي عن قسوة الحياة فيهذا العالم.

● عن استخدام خدع الكمبيوتر: أحاول أن أستخدمها ضمن عناصرواقعية، ولهذا أحاول دائماً الاعتماد على لقطات حقيقية ما لم يكنتنفيذها مستحيلاً. كمثال، استخدمنا الخدع بشكل محدود جداً فيسلسلة أفلام "الفيل الأزرق".

● عن العلاقة مع المنتج وفهم اقتصاديات الفيلم: علاقة المنتج والمخرج يجبأن تكون وثيقة، فالمنتج هو الشخص الذي يتبنى حلمك في هذا الفيلم، ويحضرني هنا مثال المخرج يسري نصر الله والمنتج جابي خوريلصناعة فيلم ضخم وصهب جداً مثل "باب الشمس"، وكذلك شاهدتنماذج أخرى لهذه العلاقة في أفلام الثمانينات والتسعينات عندما كانممثلون وكتاب يمارسون دور المنتج وهو ما يعطي حيوية للصناعة، ومنهذا الفهم فهمت أيضاً أنه على المخرج تعلم التنازل عن طلباته أحياناً منخلال فهمه لاقتصاديات الفيلم، فنجاح الفيلم يعني فتح مجال لصناعةأفلام أخرى، وبالتالي المزيد من الفرص لي ولزملائي.

● عن أهمية دور الممثل في الفيلم: الممثل هو الوسيط الأول بيننا وبينالجمهور، للاقتناع بالفيلم، أياً كانت جودته، عليك أن تصدق الممثل أولاً، أتذكر حالة دكتور يحيى راشد في "الفيل الأزرق"، كان علينا أن نعاين"عنبر 8 غرب" الحقيقي في مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية، ثموفرنا له لقاءات مع أطباء نفسيين ليعرف طريقة تعاملهم، كنا حريصين أنيعايش الشخصية، وفي المقابل منحنا كريم عبد العزيز أداءً صدقهالجمهور، مثلاً في مشهد كان يحكي كيف ارتكب حادث سيارة أودىبحياة أسرته، هو هنا السبب في موتهم، لكننا بحاجة لأن يتسامحالجمهور مع يحيى، كان من المفترض أن نرى فلاش باك للحادثة فينهاية المشهد ولكن أداء كريم الحساس جعلنا نستغني عن مشهد الحادثةلأن أوصل الإحساس المطلوب. يسرا كان دورها في يعقوبيان 5 مشاهدفقط، لكنها اجتهدت في التحضيرات والمعايشات لكي نصدقها، وهندصبري التي عملت معها في 4 أفلام وتدربت على طريقة مشيشخصيتها في "كيرة والجن"، ومنة شلبي التي كانت تجربتها شديدةالحساسية والقسوة خلال تصوير مشهد الاغتصاب العنيف في "ترابالماس" الذي أثر فيها نفسياً، وكذلك أحمد السقا وأحمد عز. لقد عملت معأجيال مختلفة ومتنوعة من الممثلين، كلهم وضعوا قلوبهم حرفياً أمامالكاميرا لكي نصدقهم.

● عن فن اختيار الممثلين: أسعى في اختيار الممثلين دائماً لإثارة الدهشة، ويجب أن يتضمن فريق التمثيل عنصر المفاجأة دائماً، مثل الفنان عزتالعلايلي في دور محفوظ برجاس في "تراب الماس"، وهي الشخصيةالتي تمسك بخيوط الفيلم كله، ومنحنا من خلالها أدائاً غير متوقع أضفىثقلاً للفيلم كله. أيضاً مساعدين الإخراج لهم دور كبير في اكتشافالمواهب، مثلاً صفي الدين محمود كمخرج منفذ ومساعد ساعدني كثيراً في ""إبراهيم الأبيض" و"عمارة يعقوبيان".

● عن أهمية دور المونتاج في الفيلم: دائماً لدي هاجس إذا كان ما صورتهسيصلح كفيلم بعد تركيبه في المونتاج، خلال الكتابة والتصوير تكون كلنالدينا تصورات عديدة للفيلم، لكن المونتاج هو ما يضع كل هذا سوياً لأولمرة، ثم اختيار اللقطات الأفضل، والنظر إلى الخيارات الأخرى، وهو مايتيح لك الذهاب أبعد وأبعد، ولهذا يتزايد اهتمامي بالمونتاج وأجده أمتعالمراحل.

عن مروان حامد:

تمتد المسيرة الفنية للمخرج مروان حامد لأكثر من 20 سنة زاخرة بالإنجازاتالإبداعية والفنية والتجارية المتنوعة وتعاون خلالها مع أكبر الأسماء والنجوم فيعالم السينما من أجيال مختلفة بمن فيهم النجم الأسطوري عادل إمام، والنجمالكبير نور الشريف، والنجمة الكبيرة يسرا، والنجم الكبير محمود عبد العزيز، وغيرهم. شاركت أفلامه في عدد من أهم المهرجانات السينمائية الدولية منهامهرجان AFI، ومهرجان لندن السينمائي، ومهرجان روتردام السينمائيالدولي، ونال عنها العديد من الجوائز المرموقة من بينها جائزة أفضل مخرجلعمل روائي أول من مهرجان ترايبيكا السينمائي، وجائزة العين الذهبية منمهرجان زيورخ السينمائي. كما حققت أرقامًا قياسية تاريخية كان أحدثها فيلمكيرة والجن الذي حقق أعلى إيرادات في تاريخ شباك التذاكر المصري.

 

البلاد البحرينية في

17.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004