في عالم يغض البصر عن الفظائع
«الجونة
السينمائي 6» يسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني
الجونة ـ «سينماتوغراف» : إنتصار دردير
دورة استثنائية من الجونة السينمائي هذا العام، خيم على
أجوائها حزن كبير نظراً لما يحدث في قطاع غزة، فغاب استعراض نجمات السينما
لإطلالاتهن، وحضرت فلسطين بقوة، واستبدل المهرجان هذا العام السجادة
الحمراء بأخرى بلون الرمال لاستقبال النجوم والضيوف.
انطلقت مساء أمس الخميس، فعاليات مهرجان الجونة السينمائي
في دورته السادسة بالسلام الجمهوري المصري، وبحضور عدد كبير من صناع
السينما ونجومها، فيما شهد بداية الحفل عرض فيلم بعنوان "فلسطين ومعاناة
الشعوب"، والذي يتناول الإبادة الجماعية والتهجير العرقي ومعاناة الشعب
الفلسطيني.
وفي كلمته لافتتاح المهرجان والتي حملت معاني إنسانية
مؤثرة، قال النجم المصري محمود حميدة، أن هناك مسؤولية نتقاسمها جميعاً على
أكثر أوقات الإنسانية ظلاماً، واعتبر أنهم كمبدعين وناقلي حقيقة يمتلكون
هذه القدرة، وعليهم واجب لأنهم رواة القصص غير المرئية.
وأكد النجم المصري أن من قصص اليأس نستطيع أن نسلط الضوء
على جوهر إنسانيتنا في عالم يغض البصر عن الفظائع، وطالب بأن تكون أفلامنا
شهادة على صمود الروح الإنسانية، وأملاً في وجه الظلام
ورفض محمود حميدة أن يطلب من الجميع الوقوف دقيقة حداداً،
مؤكداً أن الحداد كما هو تعبير عن الحزن قد يكون دافع للنسيان، وهو لا يريد
أن ينسى هو أو الجميع.
وبعد ذلك صعد انتشال التميمي مدير المهرجان برفقة ماريان
خوري المدير الفني للمهرجان، لمسرح الحفل افتتاح، وتحدث التميمي بداية
ليوجه الشكر إلى الجميع ويتحدث عما عاصره مهرجان الجونة طوال السنوات
الماضية.
خلال السنوات الست واجه المهرجان تحديات كبيرة، لكنه خرج من
التحديات بقوة أكبر، مؤكدا على أنهم قرروا هذا العام إقامة الدورة رغم
تأجيلها قبل شهرين، بسبب ما كان يحدث وهو أمر قاسي.
وحول تساؤل البعض عن التأجيل في أكتوبر والإقامة في ديسمبر
رغم تواجد القصف، فقد أكد التميمي أن ما اختلف هو المقاربة، ولابد أن يكون
المهرجان فعل ثقافي وفني.
بعدها استعرض التميمي برنامج المهرجان، وما يتم تسليط الضوء
عليه في الدورة الجديدة قائلا "نستقطب مجموعة من أبرز الأفلام العربية
والأجنبية"، كما أكد على أن المهرجان ليس منصة لعروض الأفلام فقط وهناك جزء
تفاعلي يتمثل في ما يتم إقامته في منصة جسر الجونة.
ووجهت ماريان خوري الشكر إلى التميمي، وأكدت على أن مجهودات
كبيرة بذلت قبل انضمامها، حيث انضمت إلى المهرجان بعد مهرجان "كان".
وشددت خوري على أن المهرجان ولد كبيراً منذ دورته الأولى،
ووجد لنفسه مكانة دولية، كما نافس مهرجانات كبرى، وأشارت إلى أن هناك رغبة
أيضا في الإشارة إلى دور المهرجان في الصناعة، ودوره في تمكين شباب
السينمائيين، حيث هناك اهتمام أكبر بالمحتوى وليس المظاهر.
وعبرت خوري عن سعادتها الشديدة اليوم، وخصت بالشكر لجان
التحكيم، في ظل حضورهم رغم تغيير الموعد الخاص بالدورة مرتين من قبل، لتعلن
بعدها عن أسماء لجان التحكيم، كما تحدثت عن الأعمال المشاركة في البرنامج
الخاص "نافذة على فلسطين".
"لا
يهمني اسمك لا يهمني عنوانك.. يهمني الإنسان ولو مالوش عنوان"، هكذا بدأت
يسرا كلمتها في افتتاح الدورة السادسة وهي ترتدي الأسود.
وشددت النجمة المصرية على أن المهرجان شعاره "سينما من أجل
الإنسانية"، ولا توجد أداة أهم من الفن لتذكير الجميع بإنسانيتهم، معتبرة
أن الفن سلاح، وأهدت يسرا كل لحظة في المهرجان إلى شعب عظيم، علم الجميع
أسمى معاني الإنسانية، عدوه انعدمت منه الإنسانية.
"انتوا
دايما في قلوبنا وهتفضلوا في قلوبنا"، هكذا وجهت يسرا رسالتها إلى الشعب
الفلسطيني، لتنتقل بعدها إلى التكريم، حيث تحدثت عن مروان حامد، وأكدت أن
والده كان من أجرأ الأشخاص الذين التقت بهم. كما أن والدته شخصية إعلامية
عظيمة، وأشارت إلى كون حامد مخرجا كبيرا ليس في السن، ولكن فيما حققه داخل
الوسط الفني، ليعرض بعدها فيلم عن أهم الأعمال التي قدمها مروان حامد.
ليصعد المخرج المصري وسط تصفيق الحضور لتلقي جائزة الإنجاز
الإبداعي، وفي كلمته أكد على أن تسليم يسرا الجائزة له هو شرف كبير، ووجه
الشكر إليها على دعمها.
ووجه حامد شكره إلى مهرجان الجونة والقائمين عليه، مؤكدا أن
أمنيته تمثلت في وجود والده الراحل ليرى هذا التكريم، ليهدي بعدها التكريم
إلى والده الراحل ووالدته.
المخرج المصري شكر زوجته التي تتواجد إلى جواره في
المهرجان، كما وجه الشكر لأستاذه شريف عرفة بسبب دعمه الدائم له، مؤكدا على
أنه مدين بفضل كبير للزعيم عادل إمام.
إذ وصف أوقات عمله معه بأنها من أجمل اللحظات، خاصة أن
الزعيم كان داعما كبيرا له، وهو ما قام به أيضا النجم الراحل نور الشريف،
ليوجه الشكر إلى جميع العاملين في فيلم "عمارة يعقوبيان".
أسماء كثيرة اختصها مروان حامد بالشكر، كما وجه التحية
لزملائه على أعمالهم الفنية، ومن جديد وجه الشكر لمهرجان الجونة السينمائي،
بعد قرار إقامة النافذة الخاصة بالأفلام الفلسطينية.
انتهى تكريم مروان حامد، وصعد بعدها الدكتور مختار يونس
أستاذ الإخراج في معهد السينما، الذي مازح مروان حامد بكونهما تزاملا معا
في معهد السينما.
ليكشف بعدها يونس أنه تخرج من الدفعة الثالثة للمعهد، ومنذ
ذلك الوقت يدرس في المعهد، معرباً عن افتخاره بذكرياته التي يبلغ عمرها نحو
65 عاما.
بعدها عرض فيلم عن المعهد العالي للسينما وتاريخه الطويل
والعريق، وفي نهاية كلمته تحدث الدكتور مختار يونس عن زميله الراحل أشرف
عبد الغفور الذي تخرج من الدفعة الأولى لمعهد السينما، ووجه الحضور التحية
لروحه.
وصعد الفنان محمد فراج إلى منصة الافتتاح بالزي الأسود الذي
يزينه علم فلسطين، من أجل تقديم تكريم خاص من نوعه، معربا عن سعادته
بالتواجد.
وتحدث فراج عن التكريم واللحظات التي يعيشها الجميع في
مواقع التصوير، حيث يتواجد من يقوم باحتساب اللحظات المميزة واللحظات التي
يخطئ فيها الجميع.
ليعرض بعدها فيلم يستعرض لحظات "الكلاك" المميزة، واستضاف
بعدها فراج اثنين من أهم فني الكلاكيت في مصر وهما خيري فرج ومحمد كيلاني.
الثنائي وجها الشكر إلى مهرجان الجونة السينمائي وحضوره،
وأكدا على أن التكريم هو بمثابة شكر من الرئيس للمرؤوس، وهو أمر كاف
للغاية، كما اعتبرا الأمر رد جميل لكل من يعمل ولا يتكلم.
أغنية مؤثرة قدمت لأطفال فلسطين باللغة الإنجليزية، قدمها
المطرب المصري "أبو" وحملت اسم
"The World Is Blind"
نالت استحسان الحضور.
وصعد بعدها المهندس سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة، ورئيس
مجلس إدارة المهرجان، ليؤكد أنه كان يهاب إقامة الدورة قبل انطلاقها، ولكن
بعد ما شاهده في الافتتاح من إنجاز شعر بسعادة كبيرة لقراره الجرئ إقامة
الدورة هذا العام.
وأشار ساويرس إلى أن هناك ضرورة لتسليط الضوء على الحضارة،
وعلى الأشقاء الفلسطينيين وقدرتهم على تقديم سينما، حتى لا يكون هناك صوت
وحيد يقول أنه لا يوجد سوى مشاهد القتل فقط.
ووجه ساويرس شكره إلى الحضور، وتمنى أن تكون السنة المقبلة
أفضل في ظروفها من العام الحالي.
من جديد صعدت المدير الفني للمهرجان ماريان خوري من أجل
تقديم فيلم افتتاح المهرجان، ووجهت الشكر إلى فريق المهرجان بأكمله بسبب
مجهوداتهم الكبيرة.
بعدها قدمت ماريان خوري المخرج عمرو سلامة، مخرج فيلم "60
جنيها" فيلم افتتاح المهرجان، وهي المرة الثانية التي يمتلك فيها سلامة
فيلم افتتاح المهرجان. |