مسيرة فنية كبيرة حصدها الفنان الكبير الراحل هشام سليم،
الذى توفى مساء أمس عن عمر يناهز الـ 64 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان،
حيث تم تشييع جثمانه من مسجد الشرطة بالشيخ زايد عقب صلاة العصر بحضور فنى
كبير وسط صدمة وحزن أسرته وزملائه وجمهوره.
بدأ مشواره طفلًا فى «إمبراطورية ميم» بدعم من فاتن حمامة
بدأ الفنان هشام سليم حياته المهنية بعد تخرجه فى كلية
السياحة والفنادق بداية الثمانينيات، ثم اتجه إلى دراسة الفن فى الأكاديمية
الملكية بـ «لندن».. وهو نجل صالح سليم، رئيس النادى الأهلى الأسبق.
مشوار فنى كبير ومتنوع بين السينما والمسرح والتليفزيون،
قدمه النجم الراحل هشام سليم، بدأه صغيرًا من خلال فيلم «إمبراطورية ميم»
مع النجمة الكبيرة فاتن حمامة فى بداية السبعينيات، والذى قال عنها فى أحد
لقاءاته إن لها الفضل الأول فى دخوله إلى عالم الفن، وإنها شجعته ودعمته من
خلال دوره الأول فى الفيلم، كذلك قدم عددًا من الأعمال الأخرى، من بينها:
«تزوير فى أوراق رسمية»، «الأوباش»، «الأراجوز»، «كريستال»، «جمال
عبدالناصر».
وفى التليفزيون، كان آخر أعماله: «هجمة مرتدة»، «بين
عالمين».. وقدم أيضا «ليالى الحلمية»، «أرابيسك»، «الراية البيضا»، «هوانم
جاردن سيتي».. وكذلك فى المسرح قدم «شارع محمد على»، ورصيد كبير من الأعمال
الفنية المختلفة.
نعى عدد من النجوم رحيل الفنان، حيث أعربت النجمة الكبيرة
يسرا عن حزنها لرحيله قائلة: «أخويا وحبيبى وصديق عمرى والسند». وقال الأب
بطرس دانيال إن الوسط الفنى والسينمائى فقدَ شخصية جميلة من عائلة محترمة
ورائعة بعد معاناته مع المرض فى صمت تام، وكان يطلب فقط الدعوات والصلاة
له.
كما نعت النجمة التونسية درة رحيل الفنان هشام سليم، قائلة:
«أكاد لا أصدق!.. رحل فتى أحلام الطفولة، رحل الفنان الجميل التلقائى ابن
الأصول المتواضع المتفرد الحقيقى دائم الشباب، رحل بعد رحلة فنية من
إمبراطورية ميم وعودة الابن الضال، مرورا بعادل البدرى فى ليالى الحلمية
وحمودة فى شارع محمد على، ثم الكثير من الأدوار التى التقيت به فى أحدها
(اختفاء سعيد مهران)، ولن أنسى ما قاله لى مرة ونحن نتحدث فى الكواليس:
(اللى يحبك هيفضل يحبك ويحب كل ما تقدمين، واللى مش بيحبك مش هيحبك مهما
عملتى، فركزى مع اللى بيحبك)، أقول له الآن نحن نحبك ولن ننساك.. الله يرحم
هشام سليم ويجعل مثواه الجنّة يا رب».
وأضاف الدكتور عمرو الليثى أننا فقدنا قامة فنية وإنسانية
كبيرة، قدم العديد من الأعمال السينمائية والدرامية الرائعة، والتى ستظل
خالدة فى ذاكرة التاريخ. وأيضًا قال الإعلامى رامى رضوان إن الراحل كان
فنانًا خلوقًا ودودًا ومحترمًا، ناضل فى صراعه مع المرض اللعين، لكن يبدو
أن الله أراد أن يكتب له راحة كاملة.
كما نعى الفنان حسين فهمى رئيس مهرجان القاهرة، والمخرج
أمير رمسيس، مدير المهرجان، الفنان الكبير الراحل هشام سليم، فى بيان رسمى
للمهرجان، أورد: «فقدت السينما العربية ممثلًا طالما تمتع بشخصية متفردة
على الشاشة وخارجها». وتابع البيان: «عَرِفَ سليم طريق الأضواء طفلًا
وصبيًا فى فيلمى (إمبراطورية ميم) و(عودة الابن الضال).
ثم أكمل مشواره السينمائى منذ نهاية السبعينيات وعلى مدار
40 عاما، مقدما العديد من الأفلام المهمة من بينها (اغتيال مدرسة)
و(الهجامة) و(كريستال) و(أرض الأحلام) و(يا دنيا يا غرامى) و(العاصفة)
و(كلام فى الحب) و(الناظر)، كما تألق فى العديد من المسلسلات التلفزيونية،
فى مقدمتها بالطبع (ليالى الحلمية) و(أرابيسك)، بجانب المسرحية الشهيرة
(شارع محمد على)».
تجاهل منتجو السينما موهبته..
وحصل على مكانته الفنية بين جمهوره
فى هدوءٍ وبعد معاناةٍ استمرت شهورًا، رحل الفنان هشام
سليم، أحد رموز السينما والدراما لجيل الثمانينيات، الذى لم يحصل على ما
تستحقه موهبته وطاقاته التمثيلية، لكنه حصل على مكانته بين جمهوره ومحبيه..
كان راضيًا رغم تجاهل المنتجين له، خاصة فى السينما بعد نجاحه على الشاشة
الصغيرة، ولم يقدم أعمالًا باسمه كبطولة مطلقة، وهو ما عبر عنه الراحل فى
لقاء له قبل سنوات: «عمرى ما دورت على شهرة، وعمرى ما دورت على مال، أنا
دورت على حاجة حلوة بحبها ونفسى أعملها».
توفى هشام سليم عن 64 عاما بعد أن قضى الأشهر الأخيرة فى
معاناة مع مرض السرطان، وتوفى فى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية فى
الساعات الأولى من صباح اليوم.. فقد وصف مرضه بجملة مقتضبة: «كل اللى يجيبه
ربنا كويس»، رافضًا الكشف عن تفاصيل حالته الصحية أو تدهورها خلال الفترة
الأخيرة.
«هشام».. هكذا ظهر باسمه الحقيقى فى مسلسل «الراية البيضا»،
بشخصية الفنان والرسام الحائر والموهوب الذى يبحث عن فرصة حقيقية للمعيشة،
المغلف بالقيم التى لم تعد تناسب تغيرات العصر، وتتشابك أقداره مع الصحفية
أمل صبّور التى تعانى من شبح الماضى فى عملها بسبب مهنيتها، تجمعهما علاقة
حب و«كر وفر» على خط معركة المواجهة مع فضة المعداوى - سناء جميل - الطامعة
فى فيلا الدكتور مفيد أبوالغار - جميل راتب - يقترب «هشام» من رفع الراية
البيضا كثيرا.
وبالاتحاد مع فريق «أبوالغار» يقوى ذلك الفنان الجامح الذى
كاد أن يسقط فى براثن وغواية المال الفاسد، حين يتجه إلى «طعمة»- ابنة فضة
- للتلاعب بها ضمن المعركة للحفاظ على ما بقى من حبه لـ«أمل» ويصبح الدور
واحدة من أهم علامات مشوار هشام سليم الدرامى بعد دور «عادل» ابن الباشا
سليم البدرى فى سلسلة «ليالى الحلمية».
هذه المرة لم يرفع هشام سليم «الراية البيضا» أمام مرض
السرطان، فقد كان للمرض مقاومة منه ورضا بما ألمَّ به، وليرحل فى هدوء
وسريعا، وسط صدمة ووجع محبيه وزملائه. وأوضح الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن
التمثيلية، الحالة الصحية للفنان هشام سليم بعد شائعات انتشرت منذ أشهر حول
إصابته بالسرطان.
وقال خلال برنامج «The
insider
بالعربى»، المذاع عبر قناة «دبى»: «الوضع الصحى لهشام سليم الحمد لله هو
كويس ودا على لسانه». وتابع: «هو بيشكر كل الناس، والحمد لله هو بصحة كويسة
وقاللى طمّن كل الناس، فأنا بطمّن كل عشاق هشام سليم وأنا واحد منهم».
وتواصلت «المصرى اليوم» وقتها مع الفنان هشام سليم للوقوف
على حقيقة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعى بشأن تدهور حالته
الصحية، ونفى «سليم» ما تم تداوله، موضحًا أنه بخير وأنه حالته لم تتدهور
ومتواجد بالعين السخنة برفقة أسرته فى يوليو الماضى.
وأضاف سليم فى تصريحات سابقة: «مفيش أى حاجة من اللى
اتنشرت، وأنا بخير وبستمتع بحياتى، وأظن إن الإصابة بالسرطان أصبحت أمرا
بسيطا مقارنة بكوفيد- 19 اللى الناس بقت بتموت منه فى أيام قليلة».
وكان آخر أعمال الفنان هشام سليم مسلسل «هجمة مرتدة»، الذى
عرض فى رمضان 2021، بطولة أحمد عز، هند صبرى، صلاح عبدالله، ماجدة زكى، من
تأليف باهر دويدار وإخراج أحمد علاء. |