«مزاجنجي وكمال وروقة والبهظ»..
شخصيات أفلام على عبدالخالق عاشت في وجدان المصريين
كتب: محمود
مجدي
لا تمتاز الأعمال التي قدمها الثنائي على عبدالخالق ومحمود
أبوزيد، بمحتواها الفكري والثقافي وتناولها لأسئلة فلسفية كبرى، وتشريحها
لواقع ونفسية المجتمع ما بعد فترة الانفتاح الاستهلاكي فقط، لكنها امتازت
كذلك بحوارها الطازج الذكي، وشخصياتها المحملة بالتناقضات والتي بها عوامل
جذب تعلقت بها نفوس المصريين وأصبحت مادة للكوميكس والميمز على مواقع
التواصل الاجتماعي.
Mox Player
كمال / فيلم العار:
كمال الابن الأكبر للحاج عبدالتواب، تاجر العطارة في
الظاهر، وتاجر المخدرات في الباطن، لم يكمل تعليمه، وعمل مع والده منذ
الصغر، وحمله أبوه بالسر الأعظم عن حقيقته وحقيقة تجارته، وحمل هذا السر
كالحارس الأمين، قبل أن يدفع للاعتراف به بعد موت الوالد، ومواجهتهم لحقيقة
فقد ثروتهم والعودة للفقر مرة أخرى.
يمتاز كمال بحبه الشديد لأخوته، ومسئوليته تجاهم، ورغبته في
أن يكونوا أفضل الناس، قبل أن يدفع لمواجهتهم بالحقيقة ودفعهم للانسلاخ عن
واقعهم الجديد، والعمل معه في استيراد وتخزين البضاعة المحرمة
كمال شعبي الطابع والفكر كذلك، يؤمن أن كل شئ بسيط ويحل
بالفهلوة وليس بالعلم، فعندما أصيب أخوه بصدمة عصبية، قرر أن يعالجه
بالإفيون، كما أنه يؤمن أن المخدرات ليست حرامًا فهي ليست كالخمرة أو أكل
لحم الخنزير هي عطارة في النهاية، كما أنه يرفض الزواج من إبنة الطبقة
الارستقراطية من أجل حبيبته روقة التي تمثل نفس مزاجه الشخصي، وتخدمه وتحبه
وهو بالنسبة له الدنيا وما فيها، وهو يعشقها بشدة، وتتغير حياته وتسوء
بموتها.
كما استطاع الفنان نور الشريف أن يقدم للشخصية بعض الزمات
أهمها لزمة تقديم الرقبة من حين لآخر وهي لزمة استوحاها من معلم شاهده في
ملهى ليلي، ركب من خلالها الشخصية وأخذ عنها جائزة أحسن ممثل في العديد من
المهرجانات.
روقة/ فيلم العار:
الحبيبة المخلصة الوفية العاشقة لتراب حبيبها كمال، التي من
الممكن أن تدفع حياتها في سبيل إرضائه هذا هو العنوان العريض لشخصية روقا
التي قدمتها ببراعة الفنانة نورا في فيلم العار، فهي نموذج مختلف للمرأة
المصرية، نموذج يحبه كل رجل عصري كان أو شرقي الفكر، فهي تحت أقدام حبيبها،
تخدمه في أبسط تفاصيل حياته، ويصل بها الأمر إلى إعدادها «للجوزة» له
بنفسها، وأن تدفع حياتها في سبيل رضائه ونجاح عمليته، روقة هي النموذج
المفضل للمرأة عند الرجل الشرقي لذلك عاشت وامتدت شخصيتها عبر عقود وأصبحت
مثالاً حيا يستشهد به الرجل في حديثه عن النموذج المفضل للمرأة في حياته.
مزاجنجي/ فيلم الكيف:
جمال أبوالعزم، طالب حقوق الذي هضم القانون ومواده جيداً،
قبل أن يستسلم لقوانين واقعه الجديد ويتحول إلى مزاجنجي، عاشق الكيف
ومروجه، سواء كان كيف مخدرات أو كيف من نوع آخر مثل الأغاني الهابطة،
سوفسطائي وعاشق للجدل، ويستطيع أن يقلب لك الحق باطل، والباطل حق، مبدأه
الغاية تبرر الوسيلة، وقيمة الشئ الحقيقي في ثمنه وكم يساوي.
لديه مصطلحاته الخاصة مثل :«لازم ندوش الدنيا بدوشة أكبر من
دوشتها عشان متدوشناش، ده أنا بادهبزه وادهرزه عشان يبرعش ويحنكش ويبقى أخر
طعطعة،إحنا اللي خلينا الشكرمون طاخ في الترالوللى».. و«ادينى في الهايف
وأنا احبك يا ننس».
استطاع أن يصنع كيفه الغنائي الخاص من خلال أغانيه الهابطة
ويتصدر بها السوق الغنائي في مصر، ويدفع أخيه المثقف المتعلم الكيمائي أن
يدلع الكيمياء واستخدامها في ترويج المخدرات حتى يلقى مصير مظلم في النهاية
عندما يجد أخيه مدمناً أمام عينيه بالكيف الذي صنعاه سوياً، ليقرر التوبة
عن الكيف نهائياً والقول :«يحرم على الكيف ولو قطعوا رقبتي بسيف».
سليم البهظ/ فيلم الكيف:
الامبراطور الذي يسيطر على سوق المخدرات، والذي يخضع الجميع
لسطوته ونفوذه، النفعي أو على حد تعبير صلاح أبوالعزم :«سيكوباتي/ معدوم
الضمير والانسانية» ليس لديه مانع في قتل الملايين من أجل أن تخف الزحمة
قليلاً، هذه هي فلسفته.
هو ليس شريربالفطرة، كان تاجر شاي يغش الشاي بنشارة خشب،
وكسب من وراءها الكثير وعندما ارتفع سعر النشارة، صنع الشاي بطريقة عادية
فخسر وأفلس، لتتجسد بعدها فلسفته القائمة على الربح مهما كان الثمن. |