حسين فهمى فى حواره مع «البوابة نيوز»:
الفيلم المصرى لا يستطيع المنافسة فى المسابقة الدولية..
التكنولوجيا الفارق الرئيسى فى إدارتى «القاهرة السينمائى»
هذا العام
حوار:
ريهام وجدى، تصوير: محمد سويلم
يعود الفنان حسين فهمى لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائى
الدولى المقام فى الفترة من يوم ١٣ نوفمبر وحتى ٢٢ من نفس الشهر، بعد مرور
عشرين عاما على فترة توليه هذا المنصب، حدث خلالها العديد من التغيرات.
أيضا تواجه الدورة الـ٤٤ من المهرجان هذا العام العديد من
التحديات، فبعد السنوات القليلة الماضية وتحدى وجود جائحة كورونا، جاءت
التداعيات التى تنذر العالم بحرب عالمية ثالثة، جراء الحرب الروسية
الأوكرانية التى دفعت إلى تردى الأحوال الاقتصادية على مستوى العالم.
وفى ضوء هذه الأوضاع، وتحديات صناعة السينما، التقينا مع مع
رئيس المهرجان، وأنصتنا له، كما تحدثنا عن أزمة تواجد فيلم يمثل مصر فى
المسابقة الدولية له، والتعاون مع مكتب فنى من الشباب، فضلا عن خطة ترميم
أهم الأفلام المصرية، والسبب وراء حرص رئيس المهرجان على حضور ورشة للمخرج
الكبير بيلا تار خلال الفعاليات وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالي:
■
كيف تجد العمل بالمهرجان مع مكتب فنى من الشباب، المدير
الفنى المخرج أمير رمسيس، ومدير المكتب الفنى أندرو محسن؟
-
لدينا توافق كبير ونتناقش ونتبادل الرؤى إلى أن نتوصل لقرارات وهى فى صالح
المهرجان ويمتد تأثيرها لسنوات قادمة، فكل إدارة تأتى تبنى على ما سبقها.
■
المهرجان يتيح للجمهور فرصة مشاهدة الأفلام المشاركة قبل
عرضها فى دور السينما، ما عدد التذاكر المتاحة للجمهور هذا العام؟
-
يحدث حصر لعدد التذاكر بعد انتهاء الدورة لأن بينها دعوات للصحفيين وصناع
السينما وبها عدة تفاصيل، وأتمنى أن يزيد عدد الجمهور الحضور هذا العام،
وهى متاحة أيضا للطلاب من أكاديمية الفنون، وطلبة الجامعات وكل من له هواية
فى السينما.
■
كنت رئيسًا للمهرجان فى الفترة من عام ١٩٩٨ حتى عام ٢٠٠١
وهذا العام عدت للعمل به ماذا تغير فى التجربة هذه الدورة؟
-
الفارق الكبير فى التكنولوجيا التى تغيرت كثيرا واستفدت منها فى إدارة
المهرجان، وفريق العمل معى حاليا منهم من كان متواجدا فى الفترات السابقة
واكتسبوا خبرة كبيرة أفادتني.
■
يرمم المهرجان هذا العام الفيلمين أغنية على الممر ويوميات
نائب فى الأرياف، ما الأفلام التى تتمنى ترميمها خلال السنوات القادمة؟
-
هناك أفلام كثيرة متميزة تستحق التكريم ويخطط المهرجان لترميم عملين منها
كل عام منها فيلم "الحرام"، "بداية ونهاية"، "دعاء الكروان"، وغيرها من
الأفلام.
أيضا تم توقيع بروتوكولات تعاون مع مهرجان البحر الأحمر فى
جدة، ومع هيئة الفوربرايت، أثمرت تزويد الدورة هذا العام بنسخة مرممة من
فيلم الاختيار للمخرج يوسف شاهين عام ١٩٧٠ ، وأخرى من فيلم خللى بالك من
زوزو لحسن الإمام.
■
لماذا تظل هناك أزمة فى إيجاد فيلم مصرى مناسب للمشاركة فى
المسابقة الدولية للمهرجان؟
-
الفيلم المصرى للأسف نتيجة أسباب كثيرة لا يستطيع المنافسة فى المسابقة،
فالفيلم السينمائى مبنى على ثلاثة أضلاع التجاري، الفني، والصناعي،
فالسينما هى تجارة وفن وصناعة، على مستوى الصناعة متواجدة ولدينا إمكانيات
هائلة، ولكن زاد الاهتمام بالجانب التجارى على حساب الجوانب الفنية، فأصبح
الفيلم تجاريا خاليا من النواحى الفنية التى تميزه فلا يستطيع المنافسة،
المشاهد الأوروبى أو الشرقى فى أنحاء العالم منتظر أن يرى شيئا جديدا
فالاختيار يتم بناء على ذلك.
الفيلم الجيد لابد من توافر جميع الأضلاع الثلاثة به حتى
يتمكن من التواجد والمنافسة الحقيقية فى المسابقة الدولية للمهرجان.
■
كيف رأيت الجدل الذى حدث على السوشيال ميديا بعد حديثك عن الـ
dress code؟
-
نتحدث فى العديد من الموضوعات الخاصة بالمهرجان منها عدم إشتراك إسرائيل فى
المهرجان لأسباب سياسية وقومية، وغيرها من الموضوعات المهمة، ولكن الـdress
code
استحوذ على اهتمام الناس، كان مهما الحديث عنه لأن المهرجانات الدولية لها
مظهر معين لحضور الفنانين بها على السجادة الحمراء وهذا معترف به دوليا
وهذا ما أقوله أن نكون فى مصاف المهرجانات الكبيرة الرجال ترتدى البدلة
السموكن، والسيدات ترتدى الفساتين الطويلة، لا أعرف لماذا حدث الجدل على
تلك النقطة فهو أمر طبيعي.
هذا العام كنت فى مهرجان فينيسيا السينمائى وهناك المصورون
يرتدون بدلة سموكن، وكان أحدهم يرتدى "كوتشي" على البدلة فمنعوه من الدخول
وطالبوه بارتداء حذاء أسود كلاسيكى حتى يتمكن من الدخول.
المخرج أمير رمسيس مدير مهرجان القاهرة السينمائى نظارته
الطبية يتغير لونها مع الضوء، صباحا تكون عدساتها سوداء وفى المساء تصبح
لونها أبيض، كنا مازلنا فى النهار ودخل لمهرجان فينيسيا وهو يرتديها منعوه
من الدخول، وصلت لهذه الدرجة ولكننى لم أطلب ذلك، بل الحد الأدنى للمظهر.
وأيضا من ضمن الممنوعات على السجادة الحمراء فى الخارج،
التصوير الفيديو والتقاط الصور السيلفى بالموبايل، فورا يتم مصادرته والضيف
لا يتم دعوته مرة أخرى لما بدر منه.
■
لماذا اخترت إقامة معرض بالمهرجان لملابس الفنان عمر الشريف
فى أفلامه، وهل سيتم بالفعل نظرا لقلة عدد الملابس المتاحة؟
-
فكرتى كانت أن يتم زيادة ملابس عمر فحاليا المتاح طقمان الأول ارتداه فى
فيلم
"doctor Zhivago"
والثانى من فيلم
"funny girl "
وهما فى مكتبى بالمهرجان، ولكن للأسف الشديد ابنه طارق رفض الفكرة، واحترم
رغبته، إلى جانب أننى لم أستطع إحضار ملابس أكثر لأن عادة الاستوديوهات هى
من تحتفظ بها.
اختيارى لعمر لأنه صديق عزيز كثيرا على والتقيته فى أمريكا
وهو الممثل المصرى والعربى والوحيد الذى وصل لهذا النجاح الجماهيرى بشكل
كبير فى جميع أنحاء العالم، فهو يعد من أفضل ١٠ ممثلين فى العالم وهذا
تصنيف تم فى هوليوود فهذا شئ عظيم نفتخر به، وأنا أفتخر أنه صديقى وكنت معه
فى هوليوود كنت أدرس وقتها والتقينا كثيرا.
■
كيف أثر إلغاء مهرجان الجونة هذا العام على مهرجان القاهرة
كونه مهرجانا منافسا؟
-
حزين لأننا فقدنا مهرجان الجونة هذا العام، أؤيد كثيرا وجود عدد كبير من
المهرجانات، فبعض الدول لديها ٥٠٠ مهرجان، وهناك مهرجانات متخصصة فنجد
مهرجانا عن البحر، وآخر عن أفلام الجبل، وغيره عن البحيرات، وأيضا مهرجانا
يجمع الأفلام التى صنعت تحت الماء، ومهرجانا للرعب، والكوميدي، وأفلام
الصحراء، فلماذا لا تتواجد لدينا مثل تلك المهرجانات.
طلبت عددا من الأفلام المصرية لمهرجان كوميدى وجائزته تمثال
الفنان تشارلى تشابلن وهو ممسكا بعصاه الشهير.
فهناك فيلم مصرى للمخرج صلاح أبو سيف بعنوان البداية شارك
فى مهرجان كوميدى وحصل على جائزة، وأيضا فيلم ليلة سقوط بغداد وطباخ الرئيس
فهذه أفلام كوميدية لها مهرجاناتها التى تحصل خلالها على جوائز.
من الممكن إقامة مهرجان فى مدينة شرم الشيخ عن أفلام البحر
فسيكون جميلا فالمكان لائق مع الفكرة فهذا تصوري، ولدينا مهرجان الأقصر عن
السينما الأفريقية.
■
كيف أثر الوضع السياسى العالمى مثل الحرب الروسية على
أوكرانيا على المهرجان هذا العام؟
-
بالطبع يعيش العالم ظرفا استثنائيا وهذا أثر على تواجد الضيوف فى المهرجان
فكثيرون لا يريدون التحرك من دولهم ويخافون القادم.
■
ميزانية المهرجان هذا العام ٤٠ مليون جنيه، ما مدى تأثير
الوضع الاقتصادى على إمكانية زيادة موارده؟
-
الميزانية ليست كافية، فميزانية مهرجان كان على سبيل المثال ٥٠ مليون يورو،
ونظرا للظروف الاقتصادية القاسية التى يمر بها العالم فستكون ميزانيتنا ٤٠
مليون جنيه، وهى تقريبا ميزانية معظم الأعوام السابقة.
هناك رعاة أيضا رفضنا التعاون معهم لأنهم لا يتوافقون مع
سياسة المهرجان، ونتمنى زيادة الميزانية فى الأعوام المقبلة.
تحسنت كثيرا عن السابق فوزارة الثقافة تضع ميزانية كبيرة
وهناك رجال أعمال مشاركون ولكن هذا العام بالتحديد العالم كله يمر بظروف
صعبة اقتصاديا.
■
ما أبرز الفعاليات التى ستحرص على حضورها خلال دورة هذا
العام؟
العديد من الفعاليات والعروض ومنها مع المخرج الكبير بيلا
تار الذى سيقدم ورشة خلال المهرجان وسأحضرها وهو سعد كثيرا عندما علم بذلك،
صحيح رئيس المهرجان ولكننى عاشق للسينما وأتعامل معها كهاوٍ، لم اعتبر نفسى
محترفا يوما، كنت أقول لنور الشريف، الله يرحمه، أنت محترف وأنا هاوي،
فيقول لى "لا أنا هاوى زيك" كنا نتحدى بعض فى الهواية. |