·
استقلتُ من الجونة بسبب خلافات على شكل وطريقة الإدارة..
والأهداف التسويقية كانت تصطدم بالجانب الفني
·
حسين فهمى لا يتدخل فى اختيار الأفلام.. وبرنامج الدورة الـ
44 يحمل بصمتى بالكامل
·
رفضت خلافة يوسف شريف رزق الله فى 2018.. وهدفى تقديم دورة
لا تنسى مثل سمير فريد
·
رفضت ضم أى فيلم طلبه مهرجان الجونة رغم ضغوط الموزعين
وإلغاء دورته السادسة
·
لم يفرض علينا أحد إنهاء الشراكة مع مركز السينما العربية..
ولا يوجد حساسية من مشاركة فيلم لحفظى بالمسابقة الدولية
·
المهرجان لن يتورط فى منح جوائز وهمية مرة أخرى.. ووضعنا
قائمة سوداء لشركات لم تلتزم بالدفع العامين الماضيين
·
طريقة ترشيح فيلم مصرى للأوسكار مأساة كبيرة.. واللجنة
تحتاج لرصاصة رحمة
«خمس
سنوات من العمل على برنامج مهرجان الجونة انتهت باستقالتى لأبدأ رحلة
جديدة».. بهذه الجملة المختصرة أعلن المخرج أمير رمسيس أكتوبر الماضى،
رحيله المفاجئ عن منصب المدير الفنى دون إبداء أسباب، ورغم تصريحه حينها
أنه قرر التفرغ لعمله كمخرج، إلا أنه وبعد 5 أشهر فقط من هذه الاستقالة،
وتحديدا فى مارس الماضى، رحب بتعيينه مديرا لمهرجان القاهرة السينمائى فى
الدورة 44، التى تفتتح 13 نوفمبر المقبل بفيلم
«The Fabelmans»
للمخرج الأمريكى ستيفين سبيلبرج، ويكرم خلالها بجائزة الهرم الذهبى المخرج
المجرى بيلا تار، والفنانة لبلبة، فيما تكرم بجائزة فاتن حمامة للتميز
كاملة أبو ذكرى.
«الشروق»
التقت أمير رمسيس، لتسأله عن سبب قبوله مهمة مهرجان القاهرة، رغم تصريحه
السابق بأنه قرر التفرغ لعمله كمخرج، وهل جمعه بين الإدارة الفنية
والتنفيذية يجعله المتحكم الأول فى قرارات المهرجان، كما يتحدث عن أسباب
استقالته من الجونة، ويقارن بين مدى استقلالية القرار الفنى فى المهرجانين.
·
ما هو الدور المطلوب منك بمهرجان القاهرة فى ظل وجود حسين
فهمى رئيسا للمهرجان وأندرو محسن مديرا للمكتب الفنى؟
ــ التوصيف الدقيق لمنصب «مدير المهرجان»، يضم الشقين
الإدارى والفنى، فأنا أقوم بمهمة المدير الفنى، وفى الوقت نفسه أقوم بمهمة
المدير التنفيذى، وأعتقد أن المهرجان عبر تاريخه، كان له مدير يقوم
بالمهمتين هو الأستاذ يوسف شريف رزق الله، باستثناء فترة رئاسة محمد حفظى
الذى عين مديرا تنفيذيا إلى جانب القائم بأعمال المدير الفنى.
وأندرو محسن مدير المكتب الفنى، يقوم بدور مهم جدا يمكن أن
نعتبره «دراعى اليمين» فيما يخص البرمجة، ورغم أننى لست شخصا نازيا، وأؤمن
بضرورة وجود دور فعال لفريق البرمجة لضمان التنوع، لكن القرارات الفنية فى
النهاية هى مسئولية مدير المهرجان وهو من سيحاسب عليها، وبالتالى البرنامج
بشكل كامل يحمل بصمتى، ولا يوجد فيلم يمر فى البرنامج إلا إذا وافقت عليه.
·
جمعك بين الإدارة الفنية والتنفيذية دفع البعض لإشاعة أنك
الرئيس الفعلى للمهرجان وليس حسين فهمى؟
ــ مقاطعا: هذه النظرية المغلوطة يتم الترويج لها، لأن من
يرددها لا يعرف أو لا يتحدث عن إنجازات حسين فهمى فى فترة رئاسته الأولى
للمهرجان، كما أن هناك حالة تربص مرتبطة بتصريحه عن «كود الملابس»، لكن
الحقيقة أن الفنان حسين فهمى يقوم بدور رئيس المهرجان كما يجب أن يكون، فهو
المسئول عن الميزانية والتواصل مع الرعاة والجهات المسئولة والتخطيط
والقرارات الخاصة بالمهرجان والمبادرات الخاصة بالأفلام ومنها على سبيل
المثال، قرار الترميم للأفلام الكلاسيكية، فأنا لم أكن أجرؤ فى ظل
الميزانية التى نصنع بها المهرجان أن أفكر فى ترميم أفلام، لكنه اتخذ
القرار، وقال «عيب ألا يكون لمهرجان القاهرة دور فى حماية كلاسيكيات
السينما المصرية».
·
بأى نسبة يتدخل فى اختيارات الأفلام؟
ــ لا يتدخل على الاطلاق، ويحترم تماما فريق البرمجة
واختياراته بنسبة 100%، فهو يشاهد معنا أفلام أحيانا، ويقول رأيه، لكن لم
يحدث ولا مرة أن قام بفرض شىء علينا، بأن نضم فيلما أو نستبعد آخر. يترك
للفريق الفنى الحرية كاملة، هو من اختارنا بنفسه ويثق فى أننا لن نخذله.
·
ما هو الهدف الذى تسعى لتحقيقه؟
ــ أمنيتى أن أقدم دورة لا تنسى فى تاريخ المهرجان، وأن
يتذكرها الجميع كما نتذكر جميعا دورة 2014 التى قدمها الناقد الراحل سمير
فريد، والتى كانت بالفعل من أجمل دورات المهرجان، هذا هو حلمى.
ومن المؤكد أنك عندما تتولى مسئولية المهرجان بعد فترة
ناجحة، يكون هناك تحدٍ كبير، أنا على المستوى الشخصى، لدى تحدٍ خاص والبعض
ينتظر أن أجذب أفلاما بنفس المستوى الذى كان موجودا فى الجونة، خاصة أن
البعض كان يردد بأن المال هو الذى يحسم الأفلام المهمة وليس قدرتنا على
الحصول عليها.
·
ألا يلعب المال دورا فى حسم الأفلام المهمة؟
ــ ربما البعض يستغرب أن دعوة الأفلام للقاهرة أسهل من
الجونة، لأننا هنا نتحدث عن واحد من 15 مهرجانا فى العالم مصنف فئة (أ) من
الاتحاد الدولى للمنتجين، وهذا مفيد جدا فى التفاوض.
وبالمناسبة لم يكن فى الجونة فرق كبير فى ميزانية الأفلام
حتى يقال إننا كنا نحصل على الأفلام مقابل المال، فالأمر فى النهاية يتوقف
على قدرتك فى جذب الفيلم من عدمه، وقدرتك على بناء علاقة مع الموزعين
وتجعلهم يثقون أن الفيلم يحتاج للعرض فى مهرجانك أكثر من الآخر، ولذلك أول
خطوة قمت بها بعد تعيينى مديرا لمهرجان القاهرة، كانت زيارة إلى بيروت، تم
خلالها إعادة بناء العلاقة مع موزعين لم يكونوا يتعاملون مع مهرجان القاهرة
لسنوات، ولأنى كنت أتعامل معهم فى الجونة، أجريت معهم مقابلات وشرحت لهم
الوضع الحالى، وعدت من هذه الرحلة بنحو 40 % من الاتفاقات المرتبطة ببرنامج
الدورة 44 تقريبا.
·
عندما استقلت من مهرجان الجونة أكتوبر الماضى صرحت بأنك
ستتفرغ لعملك كمخرج وانتهيت بالفعل من مسلسل «النزوة» بطولة خالد النبوى..
لماذا وافقت على مهمة مهرجان القاهرة؟
ــ كان التفرغ للإخراج هو المخطط بالفعل، لكنى استيقظت ذات
يوم على صوت الفنان الكبير حسين فهمى، يطلب منى أن أكون ضمن فريقه
بالمهرجان، فلم أستطع أن أرفض هذا العرض المغرى من فنان أعتبره جزءا مهما
من تاريخ صناعة السينما المصرية، فتراجعت عن قرارى السابق، ووافقت فى نفس
المكالمة.
·
بصراحة.. ألم تكن مفاوضات «القاهرة» سابقة على استقالتك من
«الجونة» خاصة أن اسمك تردد من قبل لخلافة الناقد يوسف شريف رزق الله فى
منصب المدير الفنى؟
ــ حتى يكون الكلام دقيق، بالفعل كان هناك تفكير فى أن أكون
خليفة للأستاذ يوسف شريف رزق الله فى منصب مدير المهرجان، بعد وفاته عام
2018، ولكنى رفضت فكرة التخلى عن مهرجان الجونة بعد أول دورة.
ومنذ ترشيحى فى 2018 لم أتلقَ أى عرض للانضمام إلى فريق
مهرجان القاهرة، حتى جاء حسين فهمى واختارنى لأكون مديرا للمهرجان بعد
تعيينه رئيسا.
·
بعد مرور عام على استقالتك من الجونة.. لماذا لا تكشف عن
السبب الحقيقى لهذه الاستقالة المفاجئة؟
ــ لا أحب أن أخوض فى التفاصيل، ولكنها باختصار كانت نتيجة
خلافات فى شكل وطريقة إدارة المهرجان.
لكن وبالمناسبة، قبل إعلان استقالتى كان معروفا لكل
العاملين بالمهرجان، أن الدورة الخامسة هى الأخيرة لى، فلم يكن لدى رغبة فى
الاستمرار فى الجونة واستقالتى كانت نهائية، كما لم يكن هناك أى باب للعودة
سواء من ناحيتى أو من ناحية إدارة المهرجان حتى إذا لم يتوقف.
·
هذا يعنى أن طريقة وشكل الإدارة فى القاهرة أفضل بالنسبة لك
من الجونة حتى إذا كانت هناك بعض البيروقراطية الحكومية؟
ــ قد يتصور البعض أن البيروقراطية فقط فى مهرجان القاهرة،
هناك أيضا بيروقراطية فى «الجونة» من مستوى آخر، خاصة فيما يتعلق بقرارات
الميزانية المرتبطة بالجزء الفنى. كل مهرجان له مشاكله.
ورأيى أن مهرجان القاهرة لديه شكل مؤسسى وتنظيمى للعمل أكبر
من مهرجان الجونة. القاهرة مؤسسة موجودة وراسخة منذ 44 سنة، وحتى عندما يتم
تغيير الإدارة، يظل هناك هيكل وبناء واضح، وبالتالى ظروف العمل فى القاهرة
بالنسبة لى أفضل.
·
هل تلمح إلى أن الجانب الفنى فى «القاهرة» أكثر استقلالية
من «الجونة» رغم الفارق الكبير فى الميزانية؟
ــ أحيانا «الميزانية المفتوحة» تكون نقمة وليست نعمة، فرغم
أن الميزانية الكبيرة تساعدك على تحقيق كثير من الأشياء، ولكن كل شىء فى
النهاية يكون له مقابل، وكل شىء يحمل المهرجان عبئا، فالرعاة يحملون
المهرجان عبئا، وهناك عبء آخر فى الجونة مرتبط بالقرارات الخاضعة لمناقشات
ليس لها علاقة بالجانب الفنى.
«الجونة»
مهرجان يقوم على رأس مال بالكامل قادم من الرعاة، وجزء كبير منه لأهداف
تسويقية، كانت فى أوقات كثيرة تصطدم بالجانب الفنى، لكن مهرجان القاهرة
ينظر له كحدث ثقافى، قد يكون هناك جانب منه يستهدف الترفيه، وبعض الرعاة
يكون لهم رغبات، لكنها فى كل الأحوال لا يمكن أن تتجاوز الجزء الفنى.
فالجانب الفنى فى القاهرة أكثر استقلالية وأكثر تركيزا على
البعد الثقافى، لأنه فى النهاية مهرجان وزارة الثقافة المصرية، وبالتالى
لابد أن يترجم ذلك لثقل فى الاختيارات، احتراما لهذا الكيان.
·
ولكنك بالفعل كنت تعمل بالمهرجان لمدة 5 سنوات رغم أهدافه
التسويقية؟
ــ سأدعى أننى خلال السنوات الخمس التى عملت فيها
بالمهرجان، لم يكن من أهدافى الشخصية التسويق لمدينة الجونة بالمرة، ولم
أكن بشكل عام أذهب إلى هذه المدينة إلا خلال فترة العمل بالمهرجان، فأنا
مهمتى فى النهاية كانت معنية ببرنامج الأفلام فقط، بعيدا عن أى أهداف
تسويقية.
·
إلى أى مدى غياب الجونة هذا العام منحك فرصة أكبر فى اختيار
الأفلام؟
ــ كل الأفلام التى تم تأكيد وجودها فى الجونة لم نفكر فيها
من الأساس حتى نطلبها، وهذا ليس معناه أنها أفلام سيئة، بالعكس، ولكن
الواقع يقول إن قائمة الـ11 فيلما التى حصلنا عليها من كان وبرلين، تم
الإعلان عنها فى وقت سابق لإلغاء الجونة، وبالتالى كان هذا مؤشرا على أننا
اكتفينا من أفلام نصف العام الأول، ولأننا حصلنا منها على الحصة التى
حددناها لم يكن واردا أن نحصل على الأفلام التى كان قد طلبها الجونة، رغم
ضغوط الموزعين علينا بأن نضمها لبرنامجنا بعد إلغاء الدورة السادسة للجونة.
·
هل كانت هناك رسالة من اختيار فيلم إنتاج محمد حفظى الرئيس
السابق للمهرجان فى المسابقة الدولية أم هى مصادفة؟
ــ لم يكن فى معادلة اختيار (19 ب) أنه من إنتاج محمد حفظى،
فالمهرجان اختار فيلما للمخرج أحمد عبدالله، الذى شارك فى المسابقة الدولية
للمهرجان أكثر من مرة وتحصل أفلامه على جوائز.
نحن بشكل عام ننحاز للفيلم الجيد، وللأسف فى مصر عدد
المنتجين الذين يقدمون أفلاما مهمة قادرة على العبور للجانب الآخر فى لغتها
السينمائية قليل، وبالتالى عندما أجد فيلما لمخرج مثل أحمد عبدالله، لن
أفكر فى حساسية أن حفظى كان رئيسا للمهرجان، لأنه بالفعل لم يعد موجودا فى
المهرجان، ويحق له المشاركة مثل غيره من المنتجين.
·
طالما ترى الفيلم جيدا.. لماذا لم ترشحه لجنة الأوسكار وأنت
أحد أعضائها؟
ــ تصويت الأوسكار فى مصر مأساة كبيرة، ولذلك لم أشارك فى
التصويت هذا العام، ومن وجهة نظرى يجب إطلاق رصاصة رحمة على هذه اللجنة
المشكلة من نقابة السينمائيين، لا أقصد هنا الأشخاص المشاركين، ولكن أقصد
طريقة التشكيل نفسها، فليس طبيعيا أن تكون اللجنة التى ترشح فيلما يمثل
فرنسا مشكلة من 7 أفراد فقط رغم أنها تختار من بين 300 فيلم، وهنا فى مصر
تكون اللجنة مشكلة من 40 فردا، يشترط أن يجتمعوا جسديا، ويجلسوا ليتحدثوا،
فأنا لدى اعتراض على طريقة التصويت، بالإضافة إلى تدخل آراء شخصية فى لوائح
الأوسكار دون قراءتها، فالبعض يفترض أشياء عن اللوائح ليست موجودة.
·
إنهاء شراكة المهرجان مع مركز السينما العربية فى قسم أيام
القاهرة لصناعة السينما.. هل كان قرار داخلى للإدارة الجديدة أم تكليف من
الوزارة بعد الانتقادات التى طالت الإدارة السابقة بسببه؟
ــ لم يفرض علينا أحد قرار إنهاء الشراكة مع مركز السينما
العربية، واتخذناه بكامل إرادتنا، لأننى والفنان حسين فهمى، نميل أكثر
لفكرة أن يدير هذا القسم فرد من داخل المهرجان وليس مؤسسة، هذا هو الأنسب
لمهرجان القاهرة من وجهة نظر الإدارة الجديدة.
وبالمناسبة كان وارد جدا أن يكون من القائمين على القسم بعد
إنهاء الشراكة مع مركز السينما العربية من العامين فيه، فنحن كنا نتمنى أن
تستمر ميريام دغيدى مديرا لأيام القاهرة السينمائية، ولكنها اعتذرت
لانشغالها بتوزيع عدد من الأفلام المهمة لمادسليوشنز، أيضا شادى زين كنا
نتمنى بقاءه مديرا لملتقى القاهرة، ولكن الظروف حالت دون استمراره،
ولقناعتنا به تمسكنا به وهو يتعاون بالفعل مع ليندا بلخيرية المدير الجديد
للملتقى، فإنهاء الشراكة كان قرارا تنظيميا بحتا، وليس لها أى أبعاد أخرى.
·
هل لديك تفسير لتراجع حجم جوائز ملتقى القاهرة إلى 150 ألف
دولار تقريبا بعد 300 ألف تم تقديمها العام الماضى؟
ــ نحن لا نستطيع إنكار الأزمة الاقتصادية، التى دفعت بعض
الشركات للتراجع هذا العام، لكن هناك سبب آخر لهذا التراجع الشكلى، مرتبط
بفكرة أن بعض الشركات دخلت القائمة السوداء ومطرودة من المشاركة فى فعاليات
المهرجان، وغير مسموح لأصحابها بدخول المهرجان كضيوف، وذلك لعدم التزامهم
بدفع قيمة الجوائز التى أعلنوا عنها خلال العامين الماضيين.. وبعض هذه
الشركات أسماؤها معروفة فى السوق، وبعضها للأسف كيانات وهمية، وبناء على ما
حدث، أصدرنا قرارات بعدم وجود أى شركة مشكوك فى مدى التزامها بدفع قيمة
الجائزة، فالمهرجان لن يتورط فى منح جوائز وهمية لصناع الأفلام.
وبالتالى كان الأفضل بالنسبة لى، أن يتم تخفيض قيمة الجوائز
إلى 150 ألف دولار يتم الالتزام بها، على إعلان 300 ألف دولار، منها 150
ألف فنكوش.
ورغم أننى لم أكن موجودا فى الدورتين الماضيتين، لكننى وجدت
نفسى فجأة متورطا فى مطاردة شركات لم تلتزم بتقديم جوائز أعلنت فى الدورتين
الماضيتين من الملتقى، وأنا حريص على أن أجبر هذه الشركات على الدفع، ليس
فقط للحفاظ على سمعة المهرجان، ولكن لأننى أعرف حجم الإحباط الذى يمكن أن
يصيب مخرجا يحفر فى الصخر ليحصل على 5 آلاف دولار.
·
خلال الدورات الماضية كانت ميزانية المهرجان تصل إلى 40
مليون جنيه تقريبا، أكثر من نصفها رعاية.. بعد تغيير الرعاة مع الإدارة
الجديدة هل وصلتم إلى ميزانية قريبة؟
ــ ميزانية هذا العام ستكون قريبة من السنة الماضية من حيث
الأرقام، ولكن الفرق أن قيمة هذا الرقم أصبح أقل فى ظل زيادة الأسعار وفرق
العملة، فمع كل ارتفاع يحدث فى سعر الدولار يحدث تضخم، وبالتالى قيمة
الميزانية نفسها تنخفض.
ورغم أننا فى وضع آمن، لكن بشكل عام لن أستطيع حساب
الميزانية بشكل دقيق، إلا بعد ختام المهرجان يوم 22 نوفمبر المقبل، بناء
على سعر الدولار وقتها.
·
إلى أى مدى قرار إلغاء كتب التكريمات مرتبط بتوفير
الميزانية؟
ــ قرار إلغاء كتب التكريم ليس مرتبطا بالميزانية ولا
بارتفاع أسعار الورق، ولكننا اتخذناه تقريبا فى أول يوم عمل لى بالمهرجان،
واستبدلنا فكرة الكتاب بتخصيص أعداد خاصة فى النشرة اليومية للمهرجان عن كل
مكرم، يكون العمل فيها بشكل جماعى وليس فرديا، بحيث يكون هناك شخص مسئولا
عن الجزء السينمائى وآخر عن المقالات وثالث عن الدراسات، وهذا أراه أفضل من
الكتاب.
·
لماذا لم يتم الإعلان عن مدير للمسابقة العربية بعد مغادرة
رامى عبدالرازق.. ومن يدير المسابقة فى الدورة 44؟
ــ رامى عبدالرازق، كان يلعب دورا جيدا فى إدارة المسابقة،
ولكنه اعتذر لأن لديه مشروع فيلم يقوم بكتابته، وفكرنا بالفعل فى اختيار
مدير جديد، ولكن فى ظل ضيق الوقت، وافتقادنا فى مصر لوجود مبرمجين قادرين
على التواصل مع الشركات والاطلاع على أسواق الأفلام فى العالم العربى، قررت
أن تقام المسابقة هذا العام تحت إشرافى المباشر بمشاركة أندرو محسن، على أن
نتخذ قرار بشأن الاستعانة بمدير أو بقاء الوضع كما هو عليه بعد انتهاء هذه
الدورة.
والمسابقة العربية تستهدف أكثر من 20 دولة، كل إنتاجها لا
يتجاوز 60 فيلما إلى جانب الأفلام المصرية، والتواصل خلال السنوات الماضية
كان قائما على محمد حفظى بشكل أو بآخر، من خلال معرفته بخريطة الانتاج
والتوزيع، كان قادرا على معرفة الخريطة لسنة قادمة فى صناعة السينما
العربية، وكان الاعتماد عليه باعتباره رئيسا للمهرجان فى أن تتوافر الأفلام
للمشاهدة، وهذا ليس ما أنتظره من مدير أى برنامج. فالمطلوب من مدير
البرنامج أن يكون على تواصل واطلاع، ويتابع الأفلام، لا أن ينتظر لجنة
المشاهدة ترشح له الأفلام.
·
ليس رامى فقط الذى غادر المهرجان بل رحل أيضا من فريق
البرمجة مروان عمارة ويوسف هشام بالإضافة إلى رحيل فريق أيام الصناعة
بالكامل.. هل غادروا المهرجان أم تم الاستغناء عنهم؟
ــ فريق البرمجة يتم تعيينه بشكل سنوى مع بداية العمل على
الدورة الجديدة، وبالتالى نستطيع أن نقول بأن رامى عبدالرازق لم يقبل عرض
استمراره مديرا للمسابقة العربية، كذلك مروان عمارة كانت لديه ارتباطات
أخرى، لها علاقة بالسفر، أما يوسف هشام فقد تم الاستغناء عن خدماته ولم
يستقل، فمع بداية العمل، اختلفنا فى وجهات النظر الفنية، وشعرت أنه ليس
الشخص المناسب للمهمة.
·
لماذا تم تقديم ميعاد المهرجان ١٥ يوما عن ميعاده.. هل يخشى
«القاهرة» مواجهة مهرجان البحر الأحمر؟
ــ عند اختيار موعد المهرجان هذا العام، لم نفكر فى التقاطع
مع مهرجان مراكش ولا البعد عن مهرجان البحر الأحمر، ولكن كان فى حساباتنا
البعد عن كأس العالم قدر الإمكان، لأن الشعب المصرى عاشق لكرة القدم،
وبالتالى توقعنا أن تؤثر المباريات على نسب الإقبال.
أما السبب الثانى فهو رغبتنا فى أن يبقى المهرجان داخل دار
الأوبرا المصرية، وهذا فرض علينا تواريخ إجبارية لم نكن نستطيع أن نسبقها
بيوم ولا نؤخرها يوم، فدار الأوبرا كانت اتفقت بالفعل منذ العام الماضى على
استضافة أوبرا عالمية بدءا من 26 نوفمبر، كما أن مهرجان الموسيقى العربية
يقام قبل القاهرة مباشرة، ولولا تدخل وزيرة الثقافة لتقديم موعده لكانت
حدثت مشكلة فى مواعيد المهرجان.
·
اختيار المكرم الأجنبى انحاز لصانع سينما هو المخرج المجرى
بيلا تار وليس لنجم هوليودى كما وعد الفنان حسين فهمى.. هل انتصرت رؤيتك
وانحيازاتك أم أن الظروف حكمت؟
ــ وارد جدا يكون هناك نجم من هوليود، وسنعلن عن ذلك فى
الوقت المناسب، لكننى فى كل الأحوال ضد أن يحضر نجم ليكرم ويحصل على «حتة
حديدة» ويغادر، فمهرجان القاهرة له احترامه، وليس لمجرد أن ضيفا كبيرا قبل
الحضور، أن يشترط علينا تكريمه، هذه نظرية مرفوضة من إدارة المهرجان،
والطبيعى أن الممثل مهما كانت نجوميته يحضر ليشارك فى الفعاليات، يتحدث مع
الجمهور، كما يحدث فى كل مهرجانات العالم الكبيرة، فنحن لا ننظر للمسألة
بالشكل التجارى. |