·
مصر فى المنافسة القصيرة بـ«صديقتى الحميمة» و«الحدائق
المعلقة» يعرض فى «آفاق».. والقائمة تضم «نزوح» و«من أجل بلدى» و«ملكات»
و«سيرة ذاتية»
·
المخرج احمد الدراجى: إذا لم نتمكن من صنع الثورة فى
الشوارع.. يمكننا أن نجعلها فى السينما
تشهد شاشة مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى الـ79، الذى
يفتتح 31 اغسطس الحالى، تواجدا سينمائيا عربيا عبر ستة أفلام تحمل أفكارا
وأحلاما جديدة للسينما ورؤى خاصة لقضايا اجتماعية وسياسية تلقى بظلالها على
وضع راهن ينتظرها جمهور المهرجان الكبير.
فى مسابقة «آفاق للفيلم القصير» التى تسلط الضوء على
الأفلام التى تمثل أحدث الاتجاهات الجمالية ينافس الفيلم المصرى
My Girlfriend
(صديقتى الحميمة) للمخرجة كوثر يونس، وبطولة مارك حجار، إلهام صفى الدين،
فاضل الجارحى، سونيا فريد. ويقام له سبعة عروض يومى 9 و10 سبتمبر.
كوثر يونس إحدى المخرجات الشابات الواعدات التى حققت نجاحا
منذ فيلمها الأول وأثبتت قدرة ورؤية سينمائية وشخصية داخل الوسط السينمائى،
وحظى فيلمها «هديّة من الماضى» بإشادة واسعة من النّقّاد فى مختلف
المهرجانات السينمائية المحلّية والدوليّة، وهى إحدى مؤسسات مبادرة
«راويات» وهى مبادرة مع مخرجات ناشئات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف
تصوّر مشهد جديد على مستوى المنطقة وخارجها.
فى قسم «آفاق إضافية» أو«أوريزونتى إكسترا» يعرض المهرجان
فيلم «الحدائق المعلقة» للمخرج العراقى أحمد ياسين الدراجى، الذى تشارك فى
إنتاجه العراق، ومصر، و فلسطين، والسعودية، والمملكة المتحدة، وبطولة وسام
ضياء، جواد الشكرجى، حسين محمد جليل، أكرم مازن على.
الفيلم مدته 117 دقيقة، ويقام له اربعة عروض يومى 9 و10
سبتمبر ويتتبع الفيلم قصته من خلال جامع قمامة «أسعد» يبلغ من العمر 12
عامًا، فى الفيلم، يجد اليتيم الصغير أسعد، فى كيس نفايات من قاعدة أمريكية
ببغداد، دمية مثيرة تدعى «شريك» سيليكون بالحجم الطبيعى، حيث تلعب دوا مهما
فى الفيلم، فالدمية لها وجه تعبيرى يتعرف فيه على صورة والدته التى لم
يعرفها من قبل. يسميها سلوى فيعتنى بها ويستغلها ويعبر إلى منطقة حمراء
محفوفة بالمخاطر، ليجد نفسه عالقًا فى تبادل إطلاق النار بين قوى متعددة فى
عالم فقد فيه المدافعون عن الإنسانية قوتهم.. ويتحلى بالشجاعة التى يتطلبها
ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن للعيش.
حصل مشروع فيلم «الحدائق المعلقة» على جائزة
Final Cut
فى مرحلة ما بعد الإنتاج، وهى مبادرة فى مهرجان فينيسيا تهدف إلى دعم
الأفلام من أفريقيا والشرق الأوسط. علاوة على ذلك، فاز بجائزة ميركورى فى
عام 2021، وينتمى مخرجه إلى جيل جديد يعيد تشكيل السينما العراقية وهو يقول
«لقد اخترنا قصة رمزية لنرويها عن العراق اليوم، وأردنا بشدة العودة إلى
العراق، على الرغم من الصعوبات الكبيرة..فصنع الأفلام هنا له نكهة الاكتشاف».
ويشير: لدى هدفان: التشكيك فى الوضع الراهن والتسلية. أريد
أن أطرح أسئلة ليس من خلال الاستفزاز أو التسبب فى الضيق، ببساطة عن طريق
سرد قصة جذابة من الناحية العاطفية تنظر فيها الشخصيات إلى «ماذا لو؟»،
ويتساءل الجمهور «ماذا أفعل فى مكانهم؟».
ألقيت ممثلين صغارًا وجمعت الطاقم الداعم من الحى الذى نشأت
فيه. إنهم الخبراء فى مواضيع الفيلم ومعضلاته وشركائى المبدعون. لقد قطعنا
خطا رفيعًا لنقل حقيقة قصة أسعد بتفاصيلها الأكثر حميمية وتأثيرًا.
والنتيجة تشهد على ما يتطلبه الأمر ليس فقط للبقاء على قيد الحياة ولكن
للعيش بمعنى ونزاهة فى عراق اليوم.
وأضاف: منذ المرة الأولى التى صنعت فيها السينما، لم أكن
مهتمًا بالماضى المجيد لبلاد ما بين النهرين، ولا أعتقد، بصفتى صانع أفلام
ومخرجًا، أن أكون كذلك فى الوقت الحاضر. نحن هنا لنخبر الواقع، المجتمع
الذى نحن محاصرون فيه، مشاكله، آماله. إذا لم نتمكن من صنع الثورة فى
الشوارع، يمكننا أن نجعلها فى السينما، وإرسال رسالة، ونشر رؤيتنا للعالم.
ويضيف: لست جنديًا، أنا صانع أفلام. يريدون تحويلنا إلى
جنود، وإعطاءنا أسلحة، لكننى أرفض ذلك. لدى حلم، وحلمى هنا وهو السينما.
وعلى شاشة فينيسيا هناك فيلم «نزوح» للمخرجة السورية سؤدد
كعدان والذى يشارك فى قسم «آفاق إضافية» إنتاج سوريا والمملكة المتحدة،
فرنسا وبطولة هالة زين وكندة علوش ونزار العانى وسامر المصرى وبور لا فرانس.
وتدور أحداث الفيلم، الذى تم تصويره فى تركيا، خلال الصراع
السورى فى دمشق، حيث دمر صاروخ سقف منزل زينة (هالة زين) التى «تبلغ من
العمر 13 عامًا، ولأول مرة تنام تحت النجوم وترى العالم الخارجى وتكوِّن
صداقات مع الصبى المجاور عامر(نزار العاني)، لكن زينة تشعر بالذنب بشأن
سعادتها التى لم تدم طويلا عندما ترى والدها معتز وهو يبكى على مرأى من
الدمار الذى لحق بمنزله وحياته. يعلق ملاءة سرير على كل جدار يتساقط حتى
يبدو منزلهم كخيمة بشعة. عندما تصاعدت أعمال العنف فى دمشق، تصر والدتها
هالة (كندة علوش) على الرحيل وتدخل فى صراع مع زوجها معتز (سامر المصري)
الذى يرفض أن يتحول للاجئ ويمنع عائلته من ترك المنزل.لكن والد زينة يرفض
أن يصبح لاجئًا ويحاول لمنع أسرته من مغادرة خيمته المرتجلة فى منزله. على
الرغم من أن النساء فى الأسرة ليس لديهن ما تخسره وتنضم إلى الآخرين الذين
يفرون. فى غمار الاحداث سرعان ما تكتشف زينة أن نافذة تفتح لها آفاق حياة
جديدة.
وقد فاز مشروع نزوح بالعديد من الجوائز من مهرجانات كان
وبرلين وغيرها.
سؤدد كعدان حصل فيلمها الروائى الطويل الأول «يوم أن فقدت
ظلى» على جائزة أسد المستقبل لأفضل فيلم لأول مرة فى مهرجان فينيسيا
السينمائى 2018، وفاز فيلمها القصير «عزيزة» بجائزة صندانس الكبرى للجنة
التحكيم لعام 2019.
وفى قسم «آفاق» يشارك المخرج الجزائرى الاصل رشيد حامى
بفيلم «من أجل بلدى»، إنتاج فرنسى وبطولة كريم لكلو، شاين بومدين، لبنى
عزبال، سمير قاسمى، لوران لافيت، فيفيان سونج، أحداثه تدور حول شاب يدعى
عيسى السعيدى، وهو ضابط شرطة شاب يبلغ من العمر 23 عامًا من أصل جزائرى فقد
حياته بشكل مأساوى خلال طقوس فى الأكاديمية العسكرية الفرنسية المرموقة فى
سان سير.، ونجد شقيقه الاكبر المتمرد اسماعيل نفسه يتولى قيادة ترتيبات
الجنازة عندما يرفض الجيش تحمل المسئولية، الفيلم مأخوذ من مأساة شخصية
عاشها المخرج بنفسه فى عام 2012.
ويقول رشيد حامى «المأساة تجعل كل شيء أكبر وأكثر كثافة.
ومع ذلك، عندما تضربك، فإنها تفعل ذلك بشكل غير متوقع. فى خريف عام 2012،
حوالى منتصف الليل، نظم الطلاب فى مدرسة عسكرية مظاهرة اعتراض بعد أن تم حث
الطلاب الجدد على الدخول إلى بركة باردة متجمدة، وتنطفئ الأنوار ويصبح
الوضع فى حالة هلع، كاد الكثير منهم أن يغرق. فى هذا الارتباك، اختفى طالب
شاب ضابط: جلال حامى. اخى. فالفيلم يتعامل مع موضوع سياسى بينما يظل دائمًا
شخصيًا. الفيلم لا يدع نفسه ينجرف بغضبه، إنه فيلم مدروس، مشبع بالمرارة
وخيبة الأمل والشجاعة، ما نحتاجه لمواجهة إخفاقاتنا الجماعية.
وينافس فى مسابقة آفاق أيضا فيلم «سيرة ذاتية» للمخرج مقبول
مبارك وبطولة كيفن أرديلوفا، وأرسويندى بينينج سوارا، وهارو ساندرا،
وروكمان روسادى وإنتاج قطر، إندونيسيا، فرنسا، ألمانيا، بولندا، سنغافورة،
الفلبين، أحداثه تدور حول شاب اسمه «رقيب» يعمل مدبرة منزل فى قصر خاو.
عندما يعود صاحبه الجنرال المتقاعد «بورنا» لبدء حملته الانتخابية لرئاسة
البلدية، يرتبط الشاب به ويدافع عنه عندما تتعرض حملته للتخريب، مما يؤدى
إلى سلسلة من أعمال العنف.
وفى مسابقة أسبوع النقاد هناك الفيلم المغربى «ملكات»
لياسمين بنكيران الذى يعرض فى الختام، وفيه «تشرع ثلاث سيدات مع الشرطة على
ذيلهن فى رحلة طويلة تأخذهن عبر التضاريس الحمراء الوعرة ووديان الأطلس
المليئة بالأزهار للوصول أخيرًا إلى ساحل المحيط الأطلسى. |