يسرى نصر الله بعد رئاسة «تحكيم الأفلام القصيرة» فى مهرجان
كان: التجربة جيدة.. واختيار الفيلم الفائز صعب
حاورته فى كان إنجى سمير
·
مشكلة الأفلام العربية.. عدم القدرة على فتح أسواق جديدة
بالسينما العالمية
·
أستعد لتصوير «أسطورة زينب ونوح».. وأنتظر جزءًا ثانيًا من
«منورة بأهلها»
تجربة جديدة خاضها المخرج المصرى يسرى نصرالله من خلال
مشاركته كرئيس للجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة بالدورة ٧٥ لمهرجان
«كان» السينمائى الدولى الذى انتهت فعالياته فى 28 مايو الماضى، إذ تُعتبر
خطوة مهمة بعد مشوار فنى كبير قدّم فيه أعمالا سينمائية حققت نجاحا على
المستويين النقدى والجماهيرى، ولم يتوقف نجاحه عند حد السينما بل وصل إلى
الدراما التى قدم فيها أول أعماله «منورة بأهلها»، هذا العام، على منصة
«شاهد».
فى حواره التالى مع «الأهرام» يتحدث «نصر الله» من «كان» عن
التجربة، والمعايير التى يتم على أساسها اختيار الأفلام الفائزة، معتبرا أن
صعوبتها تكمن فى عدم اختياره الفيلم الفائز بمفرده، بل يشاركه آخرون فيه،
لذا يرى أن الوصول لهذا الاتفاق هو الصعوبة الأساسية.
ويتطرق إلى أهمية الفيلم القصير بقوله إن القصة هى التى
تفرض أن يكون قصيرا أو طويلا، مشيرا إلى أن السينما العربية أصبحت موجودة،
وجزءا مهما من السينما والمهرجانات العالمية، لكن آن الأوان أن يتجاوز
صانعوها مشكلة عدم القدرة على فتح أسواق جديدة أمامها، كاشفا عن أحدث
أعماله الفنية التى يستعد لها، ويعمل عليها.
·
تخوض تجربة جديدة فى مشوارك السينمائى من خلال رئاسة لجنة
تحكيم الأفلام القصيرة فى مهرجان «كان».. فما تقييمك لها؟
أراها تجربة جديدة وجيدة فى الوقت نفسه، خاصة أن المختلف فى
هذه التجربة هو أنها ليست مسابقة للأفلام القصيرة فحسب، ولكن هناك أيضا
مسابقة لأفلام التخرج فى معاهد السينما، لنشاهد من خلال هذه التجربة سينما
المستقبل التى أتشوق لها للغاية، لأنها تحمل قدرا كبيرا من الإبداع لمخرجين
حققوا نجاحات، وحازت أفلامهم الجوائز.
·
ما المعايير التى يتم على أساسها اختيار الأفلام القصيرة؟
أسوأ شيء هو مشاهدة فيلم قصير كان من المفترض أن يكون
طويلا، أو آخر طويل كان المفترض أن يكون قصيرا؛ لأن الأحداث هى التى تفرض
ذلك، وهنا يكون السؤال: هل يستطيع صانع الفيلم تكثيف فكرته كاملة فى المدة
التى يستحقها أم لا؟.. هذا هو المعيار الأساسى الذى اهتم به: فكرة الفيلم
واستحقاقها للمدة، بغض النظر عن موضوعه، فما يفرق هو مدى قدرة الصُناع على
رواية القصة فى زمن قصير أم لا، وأى فيلم جيد سيجبرك على أن تدخل عالمه
ومشاهدته جيدا.
·
هل يجعل ذلك تجربة التحكيم بالنسبة لك أمرا صعبا؟
هى بالفعل مسألة صعبة.. وصعوبتها تكمن فى أننى لا أختار
الفيلم الفائز بمفردى، لأن معى أشخاصا آخرين، وكل منا يعجب بفيلم ما ويتحمس
له، وفى النهاية تذهب الجائزة للفيلم الذى اتفقنا عليه، وليس بالضرورة أن
يكون الأفضل، لذا أرى أن الوصول لهذا الاتفاق هو الصعوبة الأساسية.
·
وما رأيك فى تقديم البعض لفيلم قصير نظرا لقلة تكاليفه فقط؟
هذا أمر خاطئ تماما، ويجب ألا نغفل أن هناك العديد من
الأفلام القصيرة المهمة ذات تكلفة مرتفعة، لذا من الخطأ أن يفكر البعض بهذا
المنطق، وأتذكر أننى فى إحدى المرات شاهدت فيلما من المجر مدته عشر دقائق،
ومشاهده بسيطة، لكن تكلفته كانت كبيرة، كما أن الفكرة ليست تكلفة فقط،
وبالتالى لا يجوز الاستهتار بالأفلام القصيرة فهى مهمة لأن صانعها مطالب
بتقديم فكرة كاملة الأطراف ذات هدف فى خلال مدة قصيرة، لهذا لا يجوز تقليل
التكلفة.
·
يتنافس فى مهرجان «كان» هذا العام عدد من الأفلام العربية..
فكيف ترى تلك المشاركة؟
السينما العربية موجودة، وجزء مهم من السينما العالمية،
وعدد أفلامنا التى تعرض فى الخارج من خلال المهرجانات كبير، وأرى أنه آن
الأوان أن نتعامل مع أنفسنا على أننا موجودون بقوة فى المهرجانات والسينما
العالمية، لكن مشكلتنا هى أننا لا نعرف كيفية توزيع أفلامنا، والاستفادة من
وجودنا فى هذه المهرجانات لفتح أسواق جديدة، وهذا ما نحتاج للعمل عليه،
والنظر فيه، حيث قدمنا العديد من الأفلام المهمة فى مهرجان «كان»، وحازت
جوائز، مثل أفلام محمد دياب ونادين لبكى.
·
المشاركة العربية أيضا لم تتوقف هذا العام على الأفلام فقط،
ولكن كانت فى لجان التحكيم مثلك، وكدليل: الناقد أحمد شوقى، والمخرجة كوثر
بن هنية؟
هى فرصة مختلفة للوجود فى المهرجانات العالمية والتأكيد على
أننا كعرب قادرون على المشاركة سواء فى لجان التحكيم أو فى صناعة السينما،
وهذا ليس اعترافا بى ولكنه اعتراف بأننا موجودون على خريطة سينما العالم،
وهذا أمر مهم.
·
ما الذى ينقص السينما المصرية أو العربية للوصول للعالمية؟
الحقيقة أن صناع الأفلام يواجهون العديد من المصاعب
والتحديات لتقديم عمل بسبب المحظورات الاجتماعية والرقابة وقلة الموارد،
وبالتالى فإن تقديم أفلام أو مسلسلات يكاد يكون معجزة، لأن هناك مقاومة
حقيقية بالفعل فى كل شيء، وصعوبات فى استخراج التصاريح التى أصبحت باهظة
الثمن، وهناك تضييق فى كثير من هذه الأمور تجعلنا لا نخرج كل ما لدينا من
مواهب.
·
هل ستخوض تجربة التليفزيون مرة أخرى بعد نجاح تجربتك
الدرامية الأخيرة «منورة بأهلها» ؟
بالطبع سأكررها، لأننا سنقدم الجزء الثانى من العمل، الذى
يحمل اسم «استوديو مصر»، فهو ما زال فى مرحلة الكتابة، والحقيقة أن أصعب
شىء فى الدراما السينمائية أو التليفزيونية هو مرحلة الكتابة والتحضير
الجيد، ولن أدخل أى مشروع إلا إذا كان مكتوبا كاملا، وبالتالى أنتظر انتهاء
سيناريو المؤلف محمد أمين راضى ثم نبدأ مرحلة التصوير. وسيكون الجزء الجديد
بنفس أبطال الجزء الأول، وسيتواجد فنانون جدد فى أدوار جديدة، حيث ستكون
القصة منفصلة عن الأولى، وستدور أحداثها فى إطار تشويقى، من خلال قضية قتل
أخرى، وبالفعل أحببت التجربة.. وذلك على الرغم من أننى كنت أشعر بالخوف فى
بداية الأمر، وهى تشبه المرة الأولى التى شاهدت فيها فيلمى الأول «سرقات
صيفية» التى تعلمت كثيرا بعدها، كما أن سيناريو المسلسل كان مكتوبا بحرفية
شديدة، وحلقاته بعيدة عن الملل، وهو عمل مبهج بالفعل.
·
أخيرا: ما مشاريعك السينمائية الجديدة؟
أستعد لتصوير فيلم «أسطورة زينب ونوح» الذى كان من المفترض
بدء تصويره منذ فترة، لكننى انهمكت فى تصوير مسلسل «منورة بأهلها» مما
اضطرنى لتأجيله، وهو سيناريو أحمد الزغبى، ويروى قصة ولد وبنت يعيشان فى
الصعيد، وفى إحدى الليالى المليئة بالأمطار يهربان بنعش أم الفتاة، لأنهما
لا يريدان دفنها يوم الأربعاء، ويريدان الانتظار ليوم «الجمعة»، حتى لا
تتعرض لعذاب القبر كما يعتقدان.
ومن هنا تتوالى الأحداث، وسأبدأ التصوير فى شهر ديسمبر
المقبل، لأن الأحداث تتطلب موسم الشتاء، وما زلنا فى مرحلة اختيار الأبطال. |