»
سعيد لأني أول مرة أتحدث عن حياتي من أمام معبد الأقصر
»
التمثيل كان تحديا.. والنقاد هاجموني في بدايتي.. مفيد فوزي وصفني بـ"فنجان
قهوة بارد في يوم ساقع"
»
حسين كمال تجاهل توجيهي في "دمي ودموعي وابتسامتي" بسبب
اتخاذي صف نجلاء فتحي
عقد مهرجان
الأقصر للسينما الأفريقية،
مؤتمرا صحفيا للفنان الكبير حسين فهمي بمناسبة تكريمه بجائزة إنجاز العمر
في دورته الحادية عشرة، في طريق الكباش، بحضور رئيس شرف المهرجان الممثل
محمود حميده، ومؤسس ورئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، والناقد أحمد شوقي
مؤلف كتاب عن الفنان حسين فهمي بعنوان "سيرة السينما المصرية في نصف قرن"،
وللذي أصدره المهرجان بمناسبة تكريم الفنان الكبير حسين فهمي، وهذه هي
المرة الأولى التي يقام فيها مؤتمرا صحفيا لنجم كبير بطريق الكباش بعد
افتتاح رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي له خلال الفترة الماضية.
وشهد المؤتمر حضور عدد كبير من النجوم والإعلاميين وضيوف
المهرجان، منهم المخرج التونسي فريد بوغدير، والمخرج عمر عبد العزيز،
والفنانات سلوى محمد علي وبسمة، وسهر الصايغ ود.خالد عبد الجليل رئيس
الرقابة على المصنفات الفنية، والسيناريست زينب عزيز رئيس المركز القومي
للسينما، والسيناريست شهيرة سلام.
في البداية، قال السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان: "حبينا
يكون المؤتمر الصحفي في طريق الكباش الذي يعد أخر منجزا حضاريا وأثريا
افتتحه رئيس الجمهورية منذ فترة قليلة، وأن يكون أهم حدث في المهرجان هذا
العام مؤتمر حسين فهمي في معبد الأقصر وطريق الكباش بمناسبة تكريمه وحصوله
على إنجاز العمر".
وقال الناقد أحمد شوقي: "من حسن حظي أن يكلفني المهرجان
بعمل كتاب عنه، وكان ذلك بالنسبة لي تحديا، لأن الفنان حسين فهمي ليس ممثلا
ونجما فقط، ولكنه أصبح رمزا في المجتمع، فنجد مقولة "أنت هتعمل فيها حسين
فهمي" تقال بين الناس تعليقا على مواقف عديدة بينهم، وأستاذ حسين قدم ١٢٦
فيلما روائيا طويلا، وهذا يعتبر رقما كبيرا على مدار نصف قرن عمل مع كل
المخرجين والقيادات الفنية والثقافية".
وقال الفنان محمود حميده: "موقفي بالنسبة للتكريم بشكل عام
سلبي، كان أي شخص يقول لي نكرمك أقول له مش عايز اتكرم لما أموت ابقو
كركوني، لكن مع الوقت فكرتي تغيرت، وكان أي تكريم لم يكن بنفس المرجو منه
بالنسبة لي، إلى أن قرأت كتاب أحمد شوقي، وأن يكون حسين فهمي نموذجا ومثل
للناس في الشارع، وهذا يدل على أثر الشاشة الكبير على المجتمع، فإن جاء
العمل ضعيفا يدل على حال الصناعة، وأن جاء قويا فهو يعبر أيضا عن حال
الصناعة، ومهرجان الأقصر أنتج معرفة جديدة اسمها حسين فهمي".
في بداية حديثه، وجه الفنان حسين فهمي، الشكر لصديقه الفنان
محمود حميده لاختياره للتكريم في مهرجان عريق مثل الأقصر، قائلا إنه في
حالة انبهار شديد من إقامة أول مؤتمر صحفي يتحدث فيه عن حياته في مكان مثل
طريق الكباش من أمامه معبد الأقصر وخلفه معبد الكرنك، فهذا شيئ مذهل لأي
شخص، موجها الشكر لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية على ذلك.
وعلق الفنان حسين فهمي، على حديث صديقه الفنان محمود حميده
عن كتابه "سيرة السينما المصرية في نصف قرن": "سعيد جدا بكلام محمود وأن
الكتاب ربط الأفلام التي قدمتها بالاحوال الاجتماعية والسياسية والثقافية،
وأنا شخصيا حبيت السينما وأنا عندي ٨ سنوات، دخلت السينما مع مخرجين كبار
جدا وأساتذة نحتوا في الصخر حتى يصنعوا لغة سينما، واشتغلت مع زملاء من
جيلي وأجيال أصغر مني، وفكرة أن يعبر الكتاب عن فترة زمنية كبيرة عريقة جدا
عدت عليً بسرعة كأنها أمس تحمل زخما كبيرا".
وأكد الفنان فهمي: "كان من ضمن خططي في بداية مشواري الفني،
أن اتجه للإخراج وليس التمثيل، وتابع: "حين عودتي من أمريكا حيث كنت أدرس
هناك الإخراج والتمثيل، وكان ذلك بناءا على اتفاق مع المخرج يوسف شاهين فهو
كان أستاذي ثم اصبحنا أصدقاء وكنا نتبادل الزيارات والمقابلات، وقال لي
اتفقت مع د.عبد القادر حاتم وزير الإعلام والثقافة وقتها، قالي لي تعالى
مصر وتقدم أول فيلم من إخراجك، بعد ٣ أيام قالي أنا بأعمل فيلم "الاختيار"
وكان يوسف شاهين هو الممثل وأنا المخرج، ولكن لظروف ما أصبح يوسف هو المخرج
وأنا اشتغلت معه مساعد مخرج، وكان هناك مشكلة في فيلم "بئر الحرمان" بطولة
سعاد حسني، ويوسف شاهين أرسلني لحل المشكلة، ووقتها شاهدني المنتج رمسيس
نجيب وطلب مني عمل "تيست" للكاميرا ونجحت فيه، وبدأت رحلتي مع التمثيل
وحققت نجاح كممثل وبعدها أصبحت مطلوبا كممثل ولا أحد يعرض عليً العمل
كمخرج".
وتحدث فهمي، عن الهجوم الذي تعرض له من النقاد بعدما اتجه
إلى التمثيل، قائلا: "في بدايتي كنت أهاجم من كل الصحفيين والنقاد منهم
أحمد صالح ورفيق الصبان ومفيد فوزي، فقال عني مفيد فوزي: "حسين فهمي فنجان
قهوة بارد في يوم ساقع".. "حسين فهمي تلاجة ١٤ قدم لها فريزر"، وفي نفس
الوقت أذهب إلى السينما أجد الجمهور سعيدا بالفيلم، فأصبح لدى شعور متضارب
ومختلط، فأصبح الأمر بالنسبة لي تحديات كبيرا بعد كل هذا الهجوم، وقولت
لنفسي أنا ممثل ودارس تمثيل، ولابد أن أثبت أني ممثل وقبلت التحدي، وبدأت
أحصل على جوائز وأثبت لكل من هاجمني أنني ممثلا".
وعن المنهج الذي يتخذه الفنان حسين فهمي في التحضير وأداء
الشخصية، قال: "المهم أن الفنان "ينور" في الشخصية التي تعرض عليه بداية من
الورق حتى الانتهاء منها، ولا يتعامل معها على أنها مجرد وظيفة يؤديها وكل
شخصية لها ظروفها الاجتماعية والنفسية، ولابد أن يبحث فيها، وأنا لا أريد
أن أكرر شخصية قدمتها، فمثلا في مسلسل "الزهايمر" الذي قدمته مع المخرج عمر
عبد العزيز، لم تكن بالنسبة لي في التحضير مجرد شخص ينسى، بالعكس أثناء
التحضير جلست مع د.أحمد عكاشة طبيب الأمراض النفسية حتى أتعرف منه على
تفاصيل المرض وكيفية تأثيره على الشخص بشكل علمي وطبي وأحاول أراجع مع
المؤلف التفاصيل، فهكذا أنا أعمل على الشخصيات التي أجسدها قبل تقديمها".
وكشف الفنان حسين فهمي، عن سبب الموقف السلبي الذي اتخذه
منه المخرج حسين كمال وقت تصوير فيلم "دمي ودموعي وابتسامتي"، قائلا: "أول
جائزة حصلت عليها كانت عن هذا الفيلم رغم أنني اجتهدت بمفردي نصف الفيلم
بعدما بدأ يتجاهلني المخرج حسين كمال بسبب كان هناك "خناقة" بينه وبين
نجلاء فتحي وبسبب أني اتخذت صف نجلاء، "قلب عليً" ولا يعطيني أي ملاحظات أو
توجيهات أثناء التصوير، وتجاهل توجيهي تماما، وبدأت اشتغل أنا بمجهودي
واتفقت مع مدير التصوير وحيد فريد أن يقول لي أي ملاحظات أو توجيهات، وحصلت
على جائزة عن الفيلم بمجهودي لأني نصف الفيلم لم يوجهني فيه المخرج نهائيا.
وعن حال السينما المصرية حاليا، قال فهمي: "حال السينما حاليا يعكس الواقع
المصري، وأصبحت تمتلك إمكانيات ومعدات هائلة تخدم الصناعة فى الفترة
الأخيرة، ولكن الموضوعات مستهلكة وتحتاج أفكارا جديدة وجريئة، ويغيب عن
السينما المصرية حاليا الموضوعات الإنسانية في المعالجة، ولا أعرف السبب
لغياب مثل تلك الموضوعات رغم أننا نمتلك فنانين ومخرجين مميزين وإمكانيات
كبيرة، لكن يبدو أن البيروقراطية هي السبب في تدمير السينما المصرية". |