محمد حفظي.. وحديث لا تنقصه الشفافية عن مهرجان القاهرة
السينمائي
حوار| محمد حفظي: لا أنكر المنافسة مع الجونة
السينمائي..
وهذه أحلامي لمهرجان القاهرة
حوار – د. أمل الجمل:
- لم أتوقع رد الفعل في مصر حول فيلم "ريش".. وهكذا أقنعت
أمير كوستوريتسا
برئاسة لجنة التحكيم الدولية
- نعمل على تحسين علاقتنا بالموزعين والمنتجين حتى يكون لنا
الأولية في الحصول على الأفلام المهمة
- المنصات الإلكترونية هي اللي شايلة السينما الآن
في المهرجانات الدولية تحتفي الصحافة والنقاد ببساطة
وتلقائية بعض مديري ورؤساء تلك المهرجانات، خصوصا عندما يتنقل رئيس
المهرجان بين صالات العروض، ويلتقط الصور مع جمهور السينما، أو يبتاع لنفسه
ساندوتشاً من إحدى سيارات الأطعمة المتوقفة بالقرب من منطقة الفعاليات،
كأنه شخص عادي جداً رغم أنه في الحقيقة غير ذلك.
تذكرت تلك الحالة وأنا أتأمل السيناريست والمنتج محمد حفظي
رئيس مهرجان القاهرة السينمائي وهو يتنقل بين أروقة المهرجان القاهري،
وقاعات العروض، ومنطقة المطاعم بالأوبرا المزدحمة برواد الجمهور من نقاد
وصحفيين وطلاب ومتطوعين وأعضاء لجان تحكيم أحياناً. أراه يستقبل الجميع
بابتسامته الودودة المرحبة، يبدو لي إنساناً متواضعاً، ينصت للملاحظات
باهتمام. لديه استعداد لتلقي أي تساؤل أو تعليق برحابة صدر مهما كان
سلبياً. يحاول أن يشرح وجهة نظره، وإن شعر بأن الطرف الآخر على حق يعترف
بذلك دون تكلف وهذه ميزة كبرى لو كنتم تعلمون.
التقيته قرب نهاية الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان
القاهرة السينمائي وأجريت معه هذا الحوار الذي بدأته من دوره كمنتج لفيلم
«ريش»، كان لابد أن أُحييه على جرأته وذكائه وحماسه للفيلم منذ البداية كما
حكي لي المخرج عمر الزهيري.. وسألته:
·
هل كنت تتوقع هذا النجاح؟ أم هى الرغبة في تقديم عمل
سينمائي ينتمي للآرت هاوس؟ وهذه الثقة في عمر من أين جاءت؟
لأني كنت شاهدت شغل عمر وأفلامه القصيرة، فكنت متأكد أنه
سيعمل حاجة بالمستوى ده، لكن لم أتوقع رد الفعل في مصر بصراحة. أقصد ما حدث
في الجونة من هجوم علي الفيلم.. كنت أتوقع فيلم مستواه على مقدار موهبته،
لأن عمر موهوب. كنت أعرف كيف يصنع الفيلم، أعطاني ملف للوكيشين - أماكن
التصوير - ولتفاصيل المشاهد. وجدته دارس ومذاكر وعارف ماذا سيفعل جيداً قبل
الدخول للتصوير. ذهنه حاضر، ويحضر على الورق، يعاين الأماكن، مثلا هناك
مخرجين لا يحبوا عمل ديكوباج لكل مشهد، ويدخلوا اللوكيشين ويتم تصوير شيء
مختلف خالص، لكن عمر يعرف ويحدد مسبقاً عندما يدخل اللوكيشن ماذا يريد منه،
وهذا يُطمئن المنتج بقدر ما.
رغم التعديلات التي أجراها على السيناريو
السيناريو صحيح أنه تغير كثيراً.. لكن عمر كان معه سيناريو
في النهاية.
·
هذه التغيرات لم تسبب لك قلقاً، ولو بسيطاً؟
التغيرات كانت في نفس الإطار.. بل كانت للأحسن، كل شوية كنت
أقرأ نسخة للأفضل.. لأنه ليس مثل مخرجين آخرين يتمسكون بكل شيء كتبوه. كان
يطور نفسه. أحياناً المنتج يشاور للمخرج علي مثل هذه الأشياء أو المناطق
التي تحتاج للحذف أو البلورة، بأن يسأله: لماذا تريد هذا المشهد؟ هذا الخط
ما فائدته الفنية والدرامية؟ الشخصية هذه ما قيمتها؟ فأحيانا المخرج يحتاج
شخص يغربل له التراب من حول ألماظة الموضوع.
·
وأنت قمت بهذا الدور مع عمر؟
إلي حد ما، لكن هو نفسه كان يصل لتطوير جيد، أنا أعطيته
ملاحظات ورد فعل «فيبداك»، لكن في الآخر جولييت المنتجة الفرنسية كانت هى
أساس الموضوع. أنا أعتبرها عنصر مكمل في هذا المشروع، لأنها هى التي بدأت
المشروع معه، وكانت تعمل بشكل قريب جدا منه.
·
اسمح لي هأسألك سؤال سخيف
حفظي يبتسم قائلاً: ياريت نفسي في سؤال سخيف من زمان.
·
البعض يرى أنك شاطر في الدخول في لحظات حاسمة لدعم السينما
المستقلة؟ لكنك على الجانب الآخر لا تدعم هذه الأفلام ولا تساندها في دور
العرض لتأخذ حظها في العرض، فمثلا لا تقدم لها دعاية كافية..؟
حفظي: أصل دي مش أفلام تجارية
·
كيف تصادر على الجمهور قبل أن تجرب معه؟.. أستعيد مثلاً
تجربة «فيلم ثقافي» لم يكن به نجوم، وكان الجميع متخوف من التجربة، لكن
المخرج كان مؤمن بعمله، ونسخ بوسترات وزعها على المعاهد والجامعات والمصانع
وعلى الجدران في الشوارع؟
حفظي: فيلم ثقافي أحبه جدا، وأراه فيلم مسلي جدا، وشايفه
فيلم تجاري جدا، رغم أنه مصنوع بشكل فني جيد، ليس هناك وجه للمقارنة بين
فيلم ثقافي وفيلم «ريش»..
لكني لا أتحدث هنا عن فيلم «ريش» فقط.. لو تأملنا السينما
المستقلة في العشر سنوات الأخيرة سنجد اسمك موجود على التترات كشريك أساسي
في إنتاج أغلبها.
صحيح، لكن لما نقول سينما الآرت هاوس في العالم كله سنجد أن
جمهورها محدود جداً، باستثناء فرنسا الدولة الوحيدة التي تجد فيها أفلام
الآرت هاوس قاعدة جماهيرية، لكن في باقي دول العالم الأفلام المستقلة،
والسينما البديلة المنتمية للأرت هاوس جمهورها محدود جدا، والنتيجة كنا
نحاول وجربنا ووضعناها في ١٥ دار عرض فكان يتم رفع الفيلم من دور العرض بعد
ثلاثة أيام، لأنه لا يوجد جمهور
·
بسبب مافيا التوزيع؟
ليس لها علاقة بمافيا التوزيع.. الفيلم لو ظل في السينما
شهر فلن يذهب إليه الجمهور.. طبيعة هذه السينما أن جمهورها محدود، وفي رأيي
أن هذه النوعية من الأفلام من الأفضل أن تنزل في أماكن يعرفها جمهورها، لكن
أن نضعها في دور عرض لعامة الجمهور ففي رأيي أن هذا سيضر الفيلم، وهذا بناء
على تجربة. مثلاً لما عملت «فيلا ٦٩»، عملت له دعاية ليست قليلة، وجعلته
تقريبا في ٢٥ دار عرض، لكن الفيلم حقق نتائج سيئة جداً، في نفس الوقت، نزلت
«فرش وغطا» في خمس شاشات فقط لكنه عمل فلوس أكثر، والأثنين «آرت هاوس».
·
آلا تشعر بالندم ولو قليلا لأن الإنتاج وإدارة مهرجان عريق
أخدوك من الكتابة الإبداعية للسينما؟
طبعاً نفسي أرجع للكتابة، لكن صعب - وأنا عندي شركة، إضافة
لإدارتي لمهرجان القاهرة - إني ألاقي وقت وراحة البال المطلوبة للكتابة.
صعب جداً.
·
ما الذي فعلته هذه الدورة وتعتقد أنه نجح في جذب الجمهور
بهذا الشكل الرائع لقاعات السينما أثناء فعاليات المهرجان؟
الموضوع له علاقة باختيار الأفلام وموضوعاتها. مهم جدا أن
يتم التسويق للبرنامج سواء على السوشيال ميديا وغيرها من وسائل التواصل،
والإعلان عن كل الأفلام المهمة وما نريد التركيز عليه من أفلام نقوم بإنزال
البوستر الخاص به قبلها، كذلك «الآبليكيشن» الخاصة بالمهرجان تنزل قبلها،
وعليها البرنامج بالكامل. طبعا شباك التذاكر حاولنا هذا العام أن نسهل علي
الناس أن تجد تذاكر بشكل مريح.. تفادينا مشكلة العام الماضي مع التذاكر،
خصوصاً مشكلة إن بعض الأفلام كانت «سولد أوت» فكنا نسرع ونضع لها حفل
إضافي.
·
اسمح لي السوشيال ميديا وهذه الدعاية كانت موجودة في
الأعوام السابقة.. لكن أعتقد أن الاتفاقات الجديدة التي عقدتها لعبت
دوراً.. ممكن تكلمنا عنها؟
حفظي: عملنا اتفاق مع الجامعة الأمريكية.. ومن سنتين عملنا
اتفاقية مع جامعة القاهرة..
·
بالإضافة لقاعة إيوارت لتقديم عروض المهرجان، ما مضمون
الاتفاقية؟
تذاكر مجانية، تخفيضات، مشاركة الطلاب كمتطوعين في
المهرجان، عمل أشياء مختلفة.. وهو طبعا أمر يساعد، كذلك اختيار أفلام مهمة
تكون الناس سمعت عنها من قبل، سواء حصلت على جوائز، أو عُرضت في مهرجانات
مهمة. حتى الأفلام الأمريكية ترقى لمستوى المسابقة، وبعضها يقوم ببطولتها
نجوم شعبوية، أو أفلام الناس سمعت عنها من قبل. أيضاً بدأنا نُنوع في
الأفلام فهناك «ميد نايت سيكشنى، فيه تنوع.
بخصوص أفلام المسابقة الدولية.. بداية أحييك على جرأتك في
عرض فيلم ظافر العابدين «غدوة».. أنا شخصياً أحببت الفيلم، لكن لاحظت أن
الأجانب لم يتفاعلوا معه بنفس الشكل..
الصراحة، أنا أحببت الفيلم، ورغم معرفتي أن بالمسابقة أفلام
مستواها قوي جدا، لكن عجبني جهود ظافر كمخرج، وفاجئني كممثل، شعرت أنه هنا
عمل أحلى أدواره،، فإنه يخرج لنفسه، أيضاً، ومعه منتجين كبار مثل درة
بوشوشة، ولينا شعبان. عنده عناصر جيدة في التصوير، وجميع فريق العمل سانده
بفيلمه الأول.
·
وكيف حصلت على الفيلم للبرمجة ضمن المسابقة؟
وصلني اقتراح بالفيلم عن طريق درة بوشوشة.. بعدها بشهر
أرسله ظافر لنا، شاهدته أنا وأندرو محسن وعلطول قررنا وضعه بالمسابقة.
·
يدور في الكواليس أن مهرجان القاهرة السينمائي يأخذ ما
يتبقى من مهرجان الجونة، أو تحصلون على ما يرفض الجونة عرضه، أو ممكن بصيغة
آخرى ما يفيض عن حصة الجونة من العروض.
الجونة لا شك أنه عمل شغل كويس قوي في الأفلام العربي.
لماذا؟ أولاً: لأنه ينتقي خمسة أفلام فقط ليكونوا ضمن المسابقة الرسمية له.
إحنا في المسابقة العربية نحتاج ٨ أفلام على الأقل، وأحيانا نصل إلي ١٢
فيلم. إضافة إلي إحتياجنا لفيلم أو اثنين داخل المسابقة الدولية أيضاً..
فلما تقارني مستوى ١٢ فيلم عربي غير لما تقارني مستوى خمسة. أكيد الخمسة
دول هيكونا أفضل الاختيارات، لكن ليس متاح لنا اختيار ١٥ فيلم عظيم في
مساباقات مختلفة. أيضاً الجونة يساعده أن جوائزه أكثر من جوائزنا المالية.
ثالثا: الجونة اكتسب سمعة جيدة جدا في الوسط السينمائي، والعربي والدولي،
فلن أُنكر وجوود تنافس بيننا وبين الجونة علي الفيلم المصري والعربي العرض
الأول، لكن السنة الماضية وهذه الدورة يوجد أفلام جيدة، وفيه مخرجين أنا
بأشتغل معاهم يقولون: «كان نفسنا ألا تكون رئيس القاهرة السينمائي لأننا
نحب أن نشارك في المهرجان».. نص الأفلام العربية المشاركة في الجونة أنا
تقريبا عنصر مشترك فيها.. هذا سبب آخر.. «أميرة، وريش، والزعتري ..» ثلاثة
من خمسة أفلام هم من إنتاجي أو توزيعي .. أكيد وجودي كمنتج يعطل ويحرم
أفلام عديدة من المشاركة في مهرجان القاهرة.
·
أليس في أجندتك محاولة لجذب رجال أعمال لمزيد من دعم
القاهرة السينمائي ورفع القيمة المالية لجوائزه؟ أم ما هو طموحك له مالياً؟
ممكن نعمل هذا، لكن أنا أتمنى شيء آخر.. مثلا الهرم الذهبي
رفضت أن يكون جائزة مالية.. أنا شايف أن المفروض أن الهرم الذهبي جائزة لها
أهمية خاصة سواء بفلوس أو من غير فلوس.. مثل السعفة الذهبية أو الأسد
الذهبي، هؤلاء لا يُعطون فلوس، فالقيمة في الجائزة ذاتها. هناك جوائز آخرى
فضلنا أن تكون فلوس، مثل جائزة الجمهور، جائزة أفضل فيلم عربي، وجائزة في
الأفلام القصيرة، وأيضاً هذا العام هناك جائزة مالية في أسبوع النقاد.. كل
سنة نحاول أن نُكبر الجوائز المالية.
·
وطموحك لمهرجان القاهرة في السنوات القادمة؟
طبعا طموحي إن المهرجان يكون قادر على أن يستقطب نجوم
عالميين، ويجذب اهتمام الصناعة العالمية أكثر، أن يكون فيه بعض الضيوف
يأتون على حسابهم، فلا ندعو كل الناس.. فلو كنا ندعو ٢٥٠ أو ٣٠٠ أو ٣٥٠..
أتمنى أن يحضره ألف شخص.. ساعتها سيكون المهرجان بثقل المهرجانات الكبرى
التي يذهب إليها العالم كله.
·
أمير كوستوريستا .. كيف أقنعته برئاسة لجنة التحكيم
الدولية.. أعرف أن مهرجانات آخرى عرضت عليه ورفض؟
هو يُحب مصر. كنت قابلته من سنتين لما كان عضو لجنة تحكيم
بمهرجان فينيسيا، بمسابقة آفاق، وكانت هند صبري معه في نفس لجنة التحكيم.
الحقيقة، هي التي عرفتنا عليه، فاقترحت عليه الأمر فقال لي: «هذا العام
صعب، لكن من الممكن أن أحضر السنة القادمة».. ثم حدثت كورونا.. فقال لي:
«أنا وعدتك، بس الصراحة أنا خايف من كورونا لكن لما يبقى فيه لقاح هأجي..»
السنة دي مكانش عنده حل غير إنه يفي بوعده ويأتي.
·
كان من بين فاعليات المهرجان هذا العام حضور بارز لاحدى
المنصات الالكترونية، فى رأيك ما السبب وراء دخول المنصات كجزء من مهرجانات
السينما، هل تفرض نفسها كأمر واقع؟
حفظي: المنصات هى اللي شايلة السينما الآن..
·
لكن أمير كوستوريستا قال في الماستر كلاس الذي نظمه له
مهرجان القاهرة هذه الدورة أن: «المنصات الإلكترونية تقتل دور العرض
السينمائي»..؟
أنا مثلا بأشتغل مع شاهد. الأفلام تُعرض في السينما ثم تعرض
على المنصة. كذلك أمازون.. هي نتفليكس فقط التي تُنتج أفلامها للعرض على
منصتها.. وهذا سبب الحرب الدائرة بين فرنسا ونتفليكس.. الموزعين ودور العرض
الفرنسية ترفض أنه ينزل على المنصة أو حتى بعد فترة قصيرة.. لكن هذا ليس
واقعي. العالم كله يتحرك في هذا الاتجاه، فإن لم يتحركوا ويجدوا بديلاً
هيخسروا أفلام كثيرة.. فيلم «روما» نموذجاً. أنا طبعا مع الدفاع عن
المشاهدة في دور العرض السينمائي، لكن أيضاً هناك بعض الأفلام المكان اللي
تتشاف فيه أكثر هو المنصات.. وكوروونا عجلت بهذا.
·
وجود فاعلية للمنصة الإلكترونية بمهرجان القاهرة هل كان
جاذباً للجمهور؟
جاذبة للجمهور ومفيدة للصناعة. وكمان فيه مشاركة مع
نتفليكس. كانوا شركاء من خلال عدة محاضرات وندوات.
·
فيما يخص «ملتقى القاهرة السينمائي» تم اختيار 15 مشروعاً
للمشاركة في نسخته الثامنة ضمن مهرجان القاهرة الدورة ٤٣. وذلك من بين أكثر
من
110
مشروعات من مختلف أنحاء العالم العربي.. سؤالي: ما مصير هذه
المشاريع؟
مصير هذه المشاريع الفرص التي تأتيها من خلال اللقاءات حيث
تُتيح لهم خبرة، تفتح لهم أبواب. فكل سنة يوجد ورشة إنتاج لتطوير هذه
المشاريع بشكل أفضل. يكون فيه منتجين حاضرين من العالم، مما يتيح الفرص
للإنتاج المشترك، ويكون فيه موزعين، مديرين مهرجانات، صناديق دعم… مثلا
المسئول عن قناة آرته الفرنسية كان موجود هنا، وكان يقابل كل المشاريع..
وهذه فرصة جيدة، وغيره من روؤساء الشركات، فالمشروع يعرض أمام رجال
الصناعة. ميزة هذا أن المشروع حتي لو لم يأخذ جائزة فإنه يوضع علي
الخريطة.. فلو أخذ جائزة سيكون التركيز عليه أقوى.
·
هل هناك شروط لعرض أول بمهرجان القاهرة للأفلام الفائزة
بدعم هذه الجوائز..؟
أنا أرى أن هذا شرعي، لكن لو كانت قيمة الجائزة كبيرة..
إنما لو الجائزة عشرة أو خمسة عشر ألف دولار فإنه من الصعب أن تفرض شرط
العرض الأول علي المنتج، فمعظمهم سيقول: لا، خلاص، لا أريد هذه الجائزة..
لو فيلم ميزانيته ٧٠٠ ألف دولار أو مليون دولار، مؤكد سيقول: ممكن أتنازل
عن الجائزة وأحصل علي حريتي في الذهاب للمهرجان الأفضل للفيلم.. لكن لو
الجائزة قيمتها ٤٠ ألف أو خمسين أو حتى مائة ألف ممكن ساعتها نشترط مثل
هذا.
·
مهرجان القاهرة السينمائي كان دائما له إصدارات سينمائية..
دورة سمير فريد مثلاً أصدرت ١٤ كتاب في الثقافة السينمائية، وحتى قبل سمير
فريد كان هناك دائما عدد من الإصدارات تتراوح ما بين ستة أو سبعة كتب..
الآن يكتفي مهرجان القاهرة بإصدارين عن المكرمين المصرين وفقط؟
حفظي: أولاً الورش والمحاضرات العملية والحلقات النقاشية
أري أنها أكثر فائدة من إصدار الكتب.. طبعا الكتب للمكرمين أساسين.. دورة
سمير فريد كان المهرجان متعطل دورتين.
·
اسمح لي أشعر أن هناك محاكاة لمهرجان لبعض المهرجانات
الخاص. بينما مهرجان القاهرة السينمائي مهرجان عريق تدعمه وزارة الثقافة...
فلما تكون السينما المصرية عندها مشكلة في التوثيق، وعندنا نقص في الكتب
التنظيرية، وهناك فصول مفقودة من تاريخ السينما المصرية، عندنا فجوة كبيرة
في التأريخ والتوثيق للسينما، فإذا مهرجان القاهرة الذي يعتبر المهرجان
الأول بمصر لم يفعل ذلك وهو المهرجان الوطني فمَنْ سيفعل ذلك، خصوصا أن دور
النشر لا تهتم بالثقافة السينمائية؟
حفظي: ممكن يكون عندك حق، السنة دي فعلا أنا شايف إن
الإصدارات كان ينقصنا كتاب ثالث من وجهة نظري. السنة الماضية كان عندنا
مئوية فيلليني.. بس الكتاب ده كان المفروض يكون موازي للبرنامج الخاص
بالمهرجان، كنا نحاول أن نعمل برنامج موازي وفشل قبل المهرجان بثلاثة
أسابيع.. كان هناك نية لهذه الفعالية، كنا بدأنا نُعد فعلا لهذا الكتاب،
لكن البرنامج لم يكتمل لظروف الكورونا لأن هناك إناس اعتذرت.
·
وماذا عن التحديات؟
حفظي: لازلنا لم نخرج من كورونا.. تداعيات الظرف العام،
والتطعيم.. كنا نحاول أن نلحق نطعم عدد كبير من الصحفيين. كان هناك تحدي
أننا نوفر ميزانية أكبر للمهرجان. كذلك، المنافسة مع مهرجانات آخرى، تنسيق
المواعيد، السفر أيضاً كان به تحديات.. ناس في وسط المهرجان لغت السفر بسبب
إغلاق الحدود.
·
الملاحظ أن المسابقة الدولية، كل فيلم بها كان به بعض
المزايا، لكن يظل مستوى الأفلام بها ليس بنفس قوة الأفلام خارج المسابقة..
فماذا عن طموحك لها؟
حفظي: شغالين علي تحسين علاقتنا بالموزعين والمنتجين حتى
يكون لنا الأولية في الحصول على بعض الأفلام. طبعا السفر والاحتكاك بصناع
الأفلام في المهرجانات الكبرى يساعد في ذلك.. مهم جدا أن نبني علاقات سواء
مع المخرجين أو المنتجين أو الموزعين، لأنه كل ما سمعة مهرجان القاهرة
السينمائي تتحسن سنتمكن من جذب الأفضل له. |