إيلاف من الظهران: بسام الذوادي مخرج سينمائي ومنتج وكاتب
سيناريو بحريني. تخرج من المعهد العالي للسينما بالقاهرة في عام 1982، وشغل
منصب مدير عام الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي، كما عمل موظف بهيئة
الإذاعة والتليفزيون بين عامي (1985 – 2006)، ثم عمل كمخرج سينمائي متفرغ
بوزارة الإعلام منذ عام 2007. أخرج وأنتج عدد من الأفلام الروائية الطويلة
منها (الحاجز، الزائر، حكاية بحرينية).
عرف بإنتاجه أول فيلم روائي طويل في البحرين الحاجز في عام
1990. يعتبر رائد سينمائي إقليمي في صناعة الأفلام وأحد الأعضاء المؤسسين
لجمعية سينما دول مجلس التعاون الخليجي وهو أيضا مؤسس ومدير عام مهرجان
السينما العربية الأول في البحرين. أخرج العديد من الأفلام القصيرة وكرم في
عدد من الدول والكثير من المناسبات .
مهرجان الأفلام السعودية قدم له النخلة الذهبية تقديرا ً
لمسيرته السينمائية، إيلاف التقت به في حوار تطرق الى العديد من المواضيع
كحبه للسينما وذكرياته في مصر ، ومصاعب وتحديات السينما الخليجية وغيرها.
·
بعد مسيرة سينمائية طويلة وتكريمات عديدة يأتي التكريم من
مهرجان الأفلام السعودية؟
كنت مدعو في بيت اخونا عبد الوهاب العريض، وكان هناك احمد
الملا وكان هناك الشاعر قاسم حداد و الاستاذ عبد العزيز اسماعيل، والكاتب
امين صالح، وكانت دعوه عادية وفوجئت بعدها بأن الملا اخذني وقال لي لقد
قررنا في الدورة القادمة للمهرجان أن نكرمك من اجل اعمالك السينمائية في
البحرين و في الخليج!! وكانت بالنسبة لي مفاجأة كبيرة ومتعبه ايضاً في نفس
الوقت.
·
لماذا متعبة؟
نفسياً لأن اول شيء التكريم لما يحصل يُفرح ولكنه يُتعب
بشكل لأنه يشعرك بمسؤولية تجاه الناس ويجب ان تكون على قدر هذا الثقة
والمسؤولية، ويجب ان تعطي اكثر وأكثر في مجالك.
وتحفزك هذه التكريمات للإستمرارية في العطاء فيجب، ان تكون
على قدر هذا التكريم وهذا المستوى من التقدير، ويجب ان تُقدر الآخرين ايضاً
بنفس المستوى.
·
عندما تنظر للوراء كيف تصف رحلتك في مجال السينما
البحرينية؟
الصدفة لها دور كبير في حياتي، محطات كثيرة في حياتي أتت
بالصدفة من خلال فرص اتت نتيجة الإحتكاك بالوسط، ولم أسع كي تكون حياتي
بهذا الشكل، همي الأساسي كان عمل أفلام سينمائية يشاهدها الجمهور فقط.
لكن الحقيقة أن السينما مسؤولية وثقافة كبيرة ليست فقط
صناعة افلام، السينما هي مجموع ثقافات وفنون تندمج في عمل سينمائي يؤثر في
أجيال ولسنوات في أحيان كثير .هو أكبر من موضوع لنعمل فيلم سينمائي فقط !!
·
البحرين كانت سباقة في السينما والاهتمام بها الأثر كان من
السينما الأميركية أو الهندية ؟
طبعاً السينما الهندية والمصرية هي الأساس، و هناك الافلام
الاجنبية، البحرين كانت تعرض افلام اجنبية مثل افلام من الصين وافلام
اميركية وافلام من بريطانيا، البحرين كانت تعرض كل هذه النوعية من الافلام.
لكن المتعة كل المتعة في الأفلام العربية و الأفلام
الهندية، بحكم الأفلام الهندية كانت تعرض ثلاث ساعات جزء كبير منها رقص و
اغاني و افراح والناس تحب هذه البهجه.
·
هذا ما جعلك تدرس في مصر ؟
لا انا لم للسفر الىمصر او دراسة السينما هناك، لم أكن أعرف
ان السينما تُدرس انا عملت اول فيلم فقط للمتعة. وكان قراري أن أعمل في
السينما بجانب وظيفتي، وبالفعل حاولت أن أصبح طيارا ً ولم أستطع فاقترح علي
أصدقائي دراسة السينما وتساءلت باستغراب وهل هناك أحد يدرس سينما؟
فقرأت اعلاناً في مجلة البحرين أن وزارة الاعلام تعلن عن
منح وبعثات لدراسة المسرح والفنون التشكيلية، فذهبت وقدمت لوزارة الاعلام
لدراسة السينما وابتعثوني لدراسة المسحر في الكويت. فجلست في الكويت ١٥
يوم، لكن وجدت العملية صعبة وبالفعل عدت للبحرين وطلبت دراسة السينما، في
مصر ، فكانوا متجاوبين فطلبوا مني الذهاب على حسابي وإذا حصلت قبول نحولك
من المسرح للسينما.
فعملت بائع في السوبرماركت لمدة شهرين كي اجمع قيمة
التذكرة، وحملت متاعي وسافرت الى مصر بمفردي، وكانت اول مرة ازورها، ومن
المطار مباشرة إلى معهد السينما و قدمت وقُبلت والحمدلله تم منحي البعثة.
في نقطه مهمة، لم يغرك التلفزيون؟ كان هو المسيطر في ذلك
الوقت، التلفزيون والمسرح خاصة في الخليج؟
أنا كنت موظف في التلفزيون عندي برامجي و مسلسلاتي، لكن
السينما هي الحلم.. في فيلمي الأول لا أنسى وقفة وزير الإعلام طارق المؤيد
رحمه الله والدكتوره نهال عمران، فكان دعمهم كبيراً سواء من ناحية التفرغ
أو بالأجهزة والكاميرات وهذه النقطه ما اقدر انساها أنهم هم من وضع قدمي
على أول طريق السينما.
الخليج غائب سينمائيا
·
مع ذلك نشهد حاليا غياب سينمائي بحريني، في كل مرة نسمع عن
مهرجان بحريني سينمائي ويحدث توقفات أو عدم استمرارية؟
كل الخليج غائب سينمائياً، حتى السعودية كانت غائبة لغاية
2017، بدأت تتحرك وتطلع بشكل مختلف. لماذا السعودية تفرق عن دول الخليج ؟
لوجود كثافة سكانية، نحن لا نملك مثل هذه الكثافة السكانية، السينما في
الخليج خسارة.
أعني خسارة استثماريًا، لا تستطيع أن تستثمر في السينما أو
في الخليج بسبب دور العرض القليلة، أين ستعرض فيلمك؟ كيف ستكسب ماديا ً؟
هذه مساحتنا في الخليج، لسنا كأميركا فيها 42,000 دار عرض وغيرها من الدول
التي تنتشر فيها صالات السينما مع الوفرة السكانية، للأسف نحن لانستطيع
تغطية تكلفة للمنتج.
أرى أن السعودية في 2024 سيكون فيها ما لا يقل عن 2500 دار
عرض، لذا فالسعودية تستطيع الإنطلاق وتقود السينمائيين الخليجيين معها،
وفعلا تستطيعون إعادة الأمل لنا في تحولها من افلام مستقله إلى استثمار
وتكبر وتصبح افلام جماهيرية، أما الدعم الحكومي أكرر صعب وضع نظام خاص
للسينمائيين مع القلة العاملة في هذا المجال.
أنا مع الدعم الحكومي المشروط لأن السينمائيين ليسوا أغلبية
ألا ترى أنه يجب أن يكون في وعي حكومي بأهمية السينما
وأثرها الكبير أكبر من التفكير بالعوائد المالية؟
الدعم الحكومي الدائم صعب، لأنك لا تشكل قاعدة كبيرة من
الشعب، لكن عندما يأتي شخص بمشروعه يجب أن يُدعم حكومياً ليستمر .. "بس
الحكومه ما تقدر تسوي نظام دعم للسينمائيين لأنه يحتاج ميزانية كبيرة لو
عندنا عشرين مخرج وعندنا عشرين فيلم كانوا عملوا لنا نظام يصرف عليه سنوياً
".
وفيما يخص الدعم الحكومي يجب أن يكون هناك خطة وهي الدعم
لمن ولصالح من؟ من تعب وصرف مالديه يستحق الدعم لأنه سيعمل على مشروعه
السينمائي بدعم الحكومة أو لا .
لكن أن تصنع نظام دعم وتدعم الجميع هنا يخرج لك العديد من
الكسالى ممن لايعمل على مشروع حقيقي ويدعم دائما ماديا ً.
·
الآن المنصات ألا ترى أنها يمكن أن تساعد السينمائيين مثل:
شاهد – نيتفليكس؟
طبعاً المنصات مفيدة وممكن تساعد لكنها لا تساعد فيلم قصير،
الفيلم القصير سيبقى في دوائر مغلقة معينة بين جمعيات وعروض محدودة، إضافة
إلى أن الفيلم القصير لا يدعم صانعه مادياً، من أجل ذلك أنا ضد تضييع الوقت
في الفيلم القصير للشباب، بحيث لاتكون أكثر من تجربة أو تجربتين لأن معظم
هؤلاء الشباب هم من يصرف على أعمالهم عندما تعمل فيلم قصير وتعمل الثاني
وهكذا، هنا تأتي مرحلة النضج فيجب الذهاب للسوق السينمائي وتبدأ بالعمل على
فيلم طويل وتحتك بالمنتج وتحتك بموزع وتحتك بشباك تذاكر هنا يصبح لك مدخول
أخذته من الفيلم الذي قدمت.
·
توقف المهرجانات الخليجية برأيك ما السبب فيها؟
مهرجان العين السينمائي مستمر، مهرجان عُمان مسقط السينمائي
مستمر، توقف بسبب فيروس كورونا، مهرجان الأفلام السعودية مستمر رغم الظروف
الصعبة. صحيح توقف مهرجان دبي ومهرجان الدوحة ومهرجان الخليج وبالمناسبة
ليس بالضرورة أن تكون لديك أفلام كي تصنع مهرجان سينمائي، "ممكن تكون بلد
ما فيها ولا فيلم بس تسوي مهرجان سينمائي ناجح، مالها علاقة الصناعة
بالمهرجان".
المهرجان ليس فقط افلام بل تبادل ثقافات، الناس الموجودة
تطلع على عادات وتقاليد أخرى، في المهرجان أنت تُشاهد عاداتك وتقاليدك
وممكن تفهمها بشكل مختلف غير اللي أنت كنت فاهمه طول عمرك. المهرجان احتكاك
بصنّاع افلام انت عمرك ما كنت تقدر تحتك فيهم دون هذه المهرجانات .
·
مهرجان الأفلام السعودية وكذلك العين هم أقرب كمهرجانات
محلية أقليمية خليجية رأيك بهذا التوجه؟
اقولك اول شيء ركز على سينمائييك المحليين بهم يشتهد ظهرك
وتقوى صناعتك، لاتشتت نفسك بالإهتمام الخارجي حتى تتمكن وتظهر أعمال
سينمائية عديدة.
صحيفة الوفد اتهمتني بإقامة مهرجان لأصحابي
·
ذكرياتك من خلال مهرجان السينما 1992 والذي أقيم في
البحرين، الآن بدأت تنزل أرشيفه في يوتيوب وبعض المقاطع في العديد من
الشخصيات مثل محمد خان وداود عبدالسيد ويحيى الفخراني وممدوح عبدالعليم
والصحفي طارق الشناوي؟
هذا اول واحد في 1993م، و بعدين في سنة 2000، فصارت أهمية
المهرجانات لأني وعيت من خلال هذه الصدف اهمية المهرجانات، ان يحدث تواصل
سينمائي واحتكاك مابين السينمائيين بآخرين من ذوي الخبرة في هذا المجال.
وأتى فنانون كثرمثل نجلاء فتحي وليلى علوي وداود عبد السيد
ومحمد خان، وعاطف الطيب الله يرحمه يحيى الفخراني وممدوح عبد العليم ورضوان
الكاشف، ولوسي وعرضوا فيلم سارق الفرح .
وأذكر جريدة الوفد كتبت عني بأنه مهرجان الصحبة " بسّام
داعي أصحابه" كتبوا عني ان انا داعي أصحابي. وكي أكون صادق معك فعلا هؤلاء
أصحابي الذين تعلمت السينما منهم.
كانت تجربة جميلة، اول مرة يأتون إلى البحرين وأول مرة يرون
الخليج، اول مرة يعرفون أن هذا الخليج مختلف عن الصورة الذهنية لديهم ،
فيها الشاعر وفيها المثقف وفيها محب السينما فكان محمد خان يقول "اكتشفنا
الحقيقة ان هؤلاء الناس فيهم المبدعين" لما دخلو على التاريخ فشاهدوا
الشعراء والفنانين التشكليين والموسيقيين، قالوا هذه بؤرة ثقافة الخليج.
طارق الشناوي كان في بداياته تقريباً حتى طارق قال لي: أنت
ممن آمن فيي في بداياتي ودعيتني مع الكبار؛ لأن كان وقتها النقاد سمير فريد
وسامي السلموني ومجدي الطيب وكمال رمزي، وأصدقك القول أخي أحمد دعوته ذلك
الوقت لمعرفتي بقلمه ونقده ومقالاته كان مختلف جدا ً عن بقية الصحفيين كانت
السينما تجري في دمه.
·
من كان دفعتك في دراسة السينما في مصر؟
كان أسامة فوزي أحد أهم المخرجين العرب وكذلك عادل عوض وزكي
فطين عبدالوهاب والوحيد المختلف كان أسامة فأبوه جرجس فوزي المنتج الكبير
الذي أنتج العديد من الأفلام المصرية . فكان منذ البداية تشعر أنك أمام
فنان ومخرج صاحب رؤية فنية عظيمة ومختلفة وللأسف لم يمهله القدر لكنه
أعطانا خمس تحف سينمائية من أجمل الأفلام المصرية .
و في 2000 صار المهرجان بشكل أكبر ودعيت فيه سينمائيين من
الصين ومن اليابان ومن كندا، ومن دول عربية طبعاً، لأن هو اصلاً مخصص
للسينما العربية، هذا المهرجان هو المهرجان إلى اليوم يطالب الكل بإعادته
من السينمائيين.
·
من من المخرجين المصريين كان يعجبك؟
يوسف شاهين اكيد، لكن من علمني ودرسني هو محمود مرسي رحمه
الله ، علمني الإخراج في 4 سنين ، كان يحضر المحاضرة الساعة 11:00 صباحاً،
يخرج من المحاضرة الساعة 5:00 .. ست ساعات واقف على رجليه يشرح وينقد ويحلل
ويوجه .
عبدالعزيز الشلاحي وشهد أمين الأميز في الخليج
·
آخر فيلم لك كان" حكايا بحرينية "ما جديدك السينمائي؟
الآن نعمل على مشروع (حدث ذات ليلة في البحرين) فيلم طويل.
مازلت أعمل عليه وهذه التجربة الجديدة أني قمت بإدخال مخرجين يعملون معي في
هذا الفيلم كمخرجين، لا مساعدين وهما هناء العمير ونواف الجناحي هذا
المشروع مشروعي وأنا أبحث عن مخرجين من خمس سنوات إلى أن استقريت على هؤلاء
الشباب.
·
من من المخرجين يلفت انتبهك كأسماء يعني، من الشباب عموماً
في كل الخليج؟
من الشباب كثير يعني مثل عبد العزيز الشلاحي مخرج فيلم حد
الطار وكذلك شهد أمين . |