"مهرجان
أفلام السعودية" ينطلق بـ57 فيلما
يتنافس 36 عملاً محلياً و21 خليجياً على جائزة النخلة
الذهبية
سعاد اليعلا صحافية
ما بين سكون الصحراء ورهبتها، شهد شرق السعودية إطلاق
الدورة السابعة من مهرجان أفلام السعودية تحت عنوان "سينما الصحراء" بـ57
فيلماً، ليسلط الضوء على مكون أصيل ومعطى جمالي، يمتلك مقومات فلسفية تثري
الخيال الإبداعي في كل الفنون، ومن أهمها السينما.
وكما كانت الصحراء بعالمها يوماً مصدراً فريداً لإلهام
شعراء المعلقات في وصف الحبيبة وبث لواعج النفس، اتخذ مهرجان أفلام
السعودية الذي أطلق أمس، وسيستمر في الفترة من 1-7 يوليو (تموز)، موضوع
الصحراء هويته البصرية، إضافة إلى أنه سيقدم برنامجاً خاصاً لعروض أفلام
عالمية مختارة تتناول الصحراء بأشكال فنية مختلفة، طيلة أيام المهرجان.
وأطلقت جمعية الثقافة والفنون بالدمام، بالشراكة مع مركز
الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"،
بدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، وفي حضور عدد من صناع
الأفلام والنجوم المحليين والخليجيين والعالميين، المهرجان الذي يعرض 36
فيلماً سعودياً ما بين أفلام مرشحة للنخلة الذهبية، وأفلام موازية قصيرة
وطويلة، و21 فيلماً خليجياً لتعزيز الترابط الفكري والمعرفي.
كما ستقدم أربع ورش تدريبية في المجال السينمائي، وثلاث
ندوات ثقافية، وسينما الصحراء، إضافة إلى نشر ستة كتب، مطبوعة ورقمية ضمن
مسار الإصدارات المعرفية لهذا العام، إذ ستعرض جميع البرامج عبر قناة
المهرجان على "يوتيوب".
أهداف المهرجان
ويهدف المهرجان إلى رفع مستوى التنافسية والإنتاجية بين
صناع الأفلام، للحصول على جوائز النخلة الذهبية، ونيل المكافآت المالية
لأفضل فيلم طويل، وقصير، ووثائقي، وممثل وممثلة، وموسيقي ومصور سينمائي،
علاوة على تكريم لجنة التحكيم.
وسيكرم الكاتب السينمائي والناقد والمخرج والمنتج السعودي
ورئيس الإنتاج السابق في المعهد البريطاني للأفلام
BFI،
مأمون حسن، والمخرج والمنتج البحريني الرائد في صناعة الأفلام، بسام
الذوادي، تقديراً لمسيرتهما الفنية.
ويتضمن المهرجان عرض سينما الصحراء في عمل فني تفاعلي
مستوحى من جبل طويق بأصالته ورسوخه، إضافة إلى إصدار كتاب تحت عنوان
"السينما والصحراء ودليله"، يجمع بحوثاً ومقالات ودراسات، ولقاءات مع
الرحالة والمصورين الذين وثقوا جماليات الكتاب، كذلك الإعلان عن الفائزين
بجائزة أفضل خمسة سيناريوهات، والمتأهلين لمعمل تطوير السيناريو.
وسيشهد المهرجان تدشين "سوق الإنتاج"، التي تضم 24 شركة
إنتاج محلية وعربية وعالمية، ستستقبل مشاريع الأفلام الطويلة خلال فترة
المهرجان، لتمنحها فرصة التمويل للتطوير أو الإنتاج، ويأتي هذا المسار
امتداداً لرؤية المهرجان ليكون حلقة الوصل، ومنصة تعاقدية لدعم القطاع.
ويعد مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" إحدى
دور إنتاج الأفلام الرائدة في السعودية، إذ أنتج 20 فيلماً، حصلت على 15
جائزة محلية وعالمية، ويقدم المركز دعماً لصناعة الأفلام في المملكة، وهو
الأمر الذي أدى إلى ظهور عديد من الإنتاجات التي نالت الأوسمة والجوائز من
مهرجانات أفلام محلية وعالمية.
أبناء المواطنات
وسيخوض مواطنو السعودية وأبناء المواطنات غمار برنامج صناعة
الأفلام الرقمية على حد سواء، بعد تأكيدات من الهيئة عبر حسابها، أن "أبناء
المواطنات" سيعاملون معاملة المواطنين، رداً على الأسئلة الأكثر شيوعاً عبر
موقعها.
وفي البرنامج الذي يتخذ "نحن هنا وهذه حكاياتنا" شعاراً له
بدأت هيئة الأفلام طريقها نحو "بناء سينما سعودية"، قالت إنها تهدف لنقل
صورة حقيقية ومشرقة إلى العالم، للتعرف على حضارة المملكة، وإرثها الثقافي
العريق، عبر إطلاق برنامج صناع الأفلام، التي وضعت ضمن شروطه "أن يكون
المشترك سعودي الجنسية، أو يكون ابن مواطنة".
ووضعت هيئة الأفلام ثقتها في أبناء المواطنات، لنقل صورة
حقيقية وواضحة عن السعودية في مجال صناعة الأفلام، كما يأتي البرنامج الذي
أطلقته الهيئة جزءاً من سعيها الحثيث لتحقيق رؤية الرياض، كي تكون رائدة في
جميع المجالات، وإكمالاً لمسيرة الإنجاز التي توجت باكتشاف ثروات وطنية
شابة مبدعة.
حق في المساواة
من جهته، قال عبدالله آل عياف، الرئيس التنفيذي لهيئة
الأفلام، في تصريحات إلى "اندبندنت عربية"، إنه بدعم من وزارة الثقافة
وبرنامج جودة الحياة، أطلقت هيئة الأفلام مطلع هذا العام حزمة من برامجها
التدريبية، لدعم وتطوير المواهب السينمائية تحت
اسم "برنامج صناع الأفلام"، بالتعاون مع أهم الجامعات والمؤسسات العالمية
المهتمة بالقطاع التي تستهدف السعوديين، وأبناء وبنات المواطنات "على حد
سواء".
وهو الأمر الذي يحقق أحد طموحات وزارة الثقافة، بحسب آل
عياف، الذي أضاف، أن "ذلك من أجل استهداف مختلف الأطياف والفئات المبدعة
داخل السعودية عبر مبادراتها وبرامج قطاعاتها المختلفة، وخصت في هذا المقام
المحترفين في صناعة الأفلام أو الهواة الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم.
وجرى تصميم البرامج التدريبية بشكل إلكتروني تحت ظروف الجائحة، الأمر الذي
سيمنح من ناحية إيجابية كثيراً من المواهب على امتداد المملكة فرصة التسجيل
بشكل مرن لا يتطلب التنقل".
وقد وصل، بحسب الرئيس التنفيذي، عدد المسجلين في الدفعة
الأولى من البرامج، خلال أقل من شهر، ما يزيد على 2000 متقدم، بين مسار
الهواة ومسار المحترفين، توزعوا بين برامج أساسات صناعات الأفلام، وتسويق
الفيلم، وإدارة الصوت والتصميم العام للفيلم، وبرنامج خاص للمنتجين، وصياغة
السيناريو، والتعديل والتحريك.
وتأتي أبرز الجهات التدريبية لهذا العام "المعهد البريطاني
للأفلام
BFI،
وجامعة جنوب كاليفورنيا للفنون السينمائية
USC،
ومعهد مهارات الإعلام الإبداعي
Creative Media Skills institiute،3rd
action،
وشركة المنارة للفنون، وغيرها"، بما تضمه كل جهة من خبرات عالمية ومحلية
مختصة في فروع الفنون السينمائية.
يذكر أن أهم أهداف البرنامج اكتشاف المواهب الوطنية وأبناء
وبنات المواطنات وتنميتهم في مجال صناعة الأفلام، وإحداث قفزة نوعية في
مجال صناعة الأفلام المحلية والارتقاء بها للمعايير العالمية، وتعزيز شغف
الجمهور بالقطاع السينمائي.
صناعة الأفلام لتحقيق حياة أفضل
ويسعى برنامج صناع الأفلام الذي أطلقته الهيئة لعام 2021
بالتعاون مع أهم الجامعات والمؤسسات العالمية المهتمة بالقطاع لتنمية
"المحترفين والهواة" ومنحهم فرصاً تعليمية وتدريبية، وبدعم من وزارة
الثقافة إلى تزويد المواهب السينمائية المحلية بموارد معرفية تسهم في تحسين
بيئة صناعة الأفلام السعودية، وترفع معاييرها نحو مستويات احترافية أعلى.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الثقافة تهدف إلى تطوير القطاع
السينمائي من خلال هيئة الأفلام، بإطلاق البرنامج لدعم المواهب السينمائية
المتخصصة، وتوفير تجربة تطبيقية شاملة تغطي جميع مسارات العملية الإنتاجية
في صناعة الفيلم من مرحلة الفكرة إلى ما بعد الإنتاج وعمليات التسويق
والتوزيع. |