جوائز {إيمي} الحافلة {تسرق} من السينما نجومها
تُعلن بعد يومين في حفل افتراضي
بالم سبرينغز (ولاية كاليفورنيا): محمد رُضا
تُقام (يوم الأحد) حفلة توزيع جوائز «إيمي» التلفزيونية في
مناسبتها الثانية والسبعين. تُقام الحفلة افتراضياً، وليس واقعياً، بسبب
«كورونا»، لكن أهميتها تتجاوز العناوين العريضة لماهية هذا الاحتفال.
أولاً، جوائز إيمي هي للأعمال التلفزيونية وصانعيها بمقدار
ما الأوسكار للأعمال السينمائية وصانعي أفلامها. تسير في الموازاة مانحة كل
عام جوائزها الكبيرة للواقفين أمام الأعمال المبرمجة والمبثوثة خلف
الكاميرا وأمامها، تماماً كما يفعل الأوسكار.
ثانياً، المعظم الكاسح من الجمهور الأميركي يجلس أمام جهاز
التلفزيون كل يوم وليلة ينتقل بين المحطات المتعددة ليلحق ويتابع مسلسله أو
برنامجه المفضل. هذا قبل الكوفيد فما البال بعده؟
ثالثاً، من المثير للدهشة الكم الكبير من الممثلين
السينمائيين الذين أصبحوا مدمنين على الظهور في البرامج والمسلسلات
والأفلام التلفزيونية. من جيريمي آيرونز إلى هيو جاكمان ومن رجينا كينغ إلى
كايت بلانشت. لورا ليني، ساندرا أو، جنيفر أنيستون، أوليفيا كولمن، ستيف
كارل هم من بين الممثلين الذين ينتقلون، إما للمرة الأولى أو مجدداً بعد
أعمال سابقة، إلى الظهور على الشاشة الصغيرة. بعضهم يعود من باب الإنتاج
الذي بات مفتوحاً - ومغرياً - أمام الجميع.
هذا
الانشغال بالعمل في التلفزيون بدأ قبل سنوات عدّة بالطبع وليس بمناسبة
الوباء، لكن الحجم الكبير من العاملين في السنوات الخمس الأخيرة بات يرسم
علامة استفهام حول ما إذا كان ذلك فعلاً صحيّاً لا عواقب وراءه أو إنه يترك
تأثيراً على السينما. في هذا النطاق الأخير، يفتي البعض بأن ظهور جيم كاري
وتوم هانكس وجنيفر أنيستون وجنيفر لوبيز (على سبيل المثال) هو ما يساهم في
سقوط أفلامهم السينمائية حين عرضها.
جنيفر لوبيز لديها ما يزيد عن عشرة مشاريع تلفزيونية في
مراحل مختلفة (من الكتابة إلى الإنتاج الفعلي). براد بت يدخل المعمعة في
العام المقبل بمسلسلين من إنتاجه. إنه وضع شبيه بذلك الذي تحدّث عنه المخرج
كونتِن تارنتينو في فيلمه الأخير «ذات مرّة في هوليوود» مع فارق إن بطله
ليوناردو ديكابريو اضطر لذلك بعدما خبا نجمه على الشاشة الكبيرة، بينما
العديد من ممثلي اليوم يقدمون على تحقيق هذه النقلة وهم في أوج نجاحهم.
-
أرقام عالية
هذا العام له وضع خاص كونه تحدياً، إلى حدٍ بعيد، للوضع
السائد الذي دفع بالإنتاجات المرشحة، في المرحلة الأولى، للارتفاع إلى
مستوى أعلى منه في بعض السنوات السابقة: 111 ترشيحاً لمسلسلات كوميدية
قصيرة (ميني سيريَس) أو طويلة. أكثر منها في مجال المسلسلات الدرامية
(197). في العام الماضي، كان عدد المسلسلات الكوميدية التي تم ترشيحها في
المرحلة الأولى 108. أما عدد المسلسلات الدرامية التي تم ترشيحها في العام
ذاته فبلغ 165 مسلسلات.
في الوقت ذاته، بلغ عدد الأفلام المنتجة للتلفزيون 28
فيلماً أي بزيادة سبعة أفلام عن العام الماضي.
كذلك تشمل الزيادة عدد البرامج التي تقوم على برامج
المنوّعات (53) وعدد البرامج التي تقوم على العروض غير الروائية (تسجيلية،
تقريرية... إلخ) ارتفع كذلك إلى 42 برنامجاً، بالإضافة إلى 44 عملاً من نوع
البرامج التي تقوم على ما يعرف بـ«ببرامج الحقيقة»
(Reality Shows).
في نطاق التمثيل، لدينا هذا العام 45 ممثلاً ممن دخلوا
الترشيحات الأولى (مقابل 44 في السنة الماضية) لكن عدد الممثلات ارتفع من
50 إلى 61 هذه السنة.
على عكس الأوسكار، لا مجال هنا للتخمين والتوقع وإصابة
الأهداف وهي طائرة. يتطلب ذلك متابعة دقيقة للبرامج والمسلسلات التي انتهت
إلى الترشيحات الرسمية في كل الأقسام حتى وإن توقف المتابع عند حدود
الأقسام الرئيسية (نحو 50 من 121 قسماً).
ما هو ممكن ومُتاح التوقف عند بعض أهم الملاحظات التي
يقرأها المرء من خلال الترشيحات الأكثر أهمية، وفي مقدّمة هذه الملاحظات
حقيقة التقدّم الكبير الذي حققته المحطات التي دخلت على الخط خلال السنوات
العشرين الماضية.
منذ انطلاق جوائز إيمي قبل 71 سنة وحتى اليوم عرفت جوائز
إيمي مراحل متعددة.
في البداية كوّنت المحطات التلفزيونية الأرضية في الخمسينات
والستينات والسبعينات الحيز الوحيد، ثم الأكبر في نطاق الترشيحات والجوائز.
هذا تبدّل مع دخول المحطات الفضائية تدريجياً ما يمكن القول معه إنها كانت
مرحلة ثانية في عمر هذه الجوائز.
المحطات الفضائية
(مثل
HBO
وShowtime
وCNN
والعديد سواها)
شهدت ولادة المرحلة الثالثة، وهي دخول المحطات التي تبث مباشرة على شاشات
المنازل لقاء اشتراك (مثل هولو وأمازون ونتفلكس).
بذلك هي ثلاث مراحل أساسية جعلت الجوائز تُصاب بالبدانة
والجوائز تزداد، وكذلك عدد المرشحين والمرشحات في كل قسم. هذا العام، كما
في العامين الماضيين، عدد كبير من المسلسلات التي تم إطلاقها لكي تعرض
منزلياً أحدها «ذا كراون»، وهو إنتاج بريطاني في الأصل تقود بطولته كلير
فوي بثّته «نتفلكس» منذ أربع سنوات وما زال يجذب نجاحاً متواصلاً.
-
منافسات
أبطال هذا الموسم متعددون بطبيعة الحال. مثلاً في مسابقة
«أبرز ممثلة رئيسية في مسلسل كوميدي» تطالعنا وجوه جديدة مثل راتشل بروسنان
وإيسا راي ترايسي إليس روس، أمام ممثلات عرفن شهرة واسعة في السينما
والتلفزيون مثل كريستينا أبل غايت وكاثرين أوهارا.
في المقابل الرجالي الوضع ذاته. لدينا من الجدد كينان
تومسون وويليام جاكسون هاربو أمام مخضرمين أمثال توني شلهوب (ليس للمرة
الأولى عن مسلسله الناجح
The Marvelous Mrs. Maisel
وألان اركين عن
The Kominsky Method
لافت وجود مسابقة لأفضل «ضيف شرف»، وهذه تتضمن الممثل
الهندي دف باتل عن
Modern Love
والكوميدي الراحل فرد ويلارد (عن المسلسل ذاته) وإيدي مورفي وأدام درايفر
عن ظهورهما في حلقات من
Saturday Night Live.
كذلك الممثلة المعروفة أنجيلا باست التي ظهرت في «سيدة
سوداء» كضيفة شرف لجانب خمس مرشحات أخريات (في قسم المسلسلات الكوميدية) من
بينهن بيتي ميلدر
(عن
The Politician).
في سياق المسلسلات الكوميدية اللافتة بسبب كثرة من فيها نجد
اسم الممثل الصاعد رامي يوسف في مسلسل «رامي» (على محطة هولو) الذي لديه
ترشيح آخر كمخرج لحلقات مسلسله. وضعه ليس سهلاً كونه ينافس بعض الوجوه
الأكثر شهرة منه مثل دون شيدل ومايكل دوغلاس والمخضرم تد دانسون.
بعض الجوائز تم توزيعها من دون احتفال كبير، من بينها جائزة
أفضل فيلم تسجيلي
(نالها
فيلم
The Apollo)
وأفضل تصميم ملابس
(ذهبت
إلى مسلسل «المغنية المقنعة»
The Masked Singer)
والعديد من الجوائز التقنية في مجالات الصوت والصورة والمؤثرات وبعض جوائز
الإخراج.
من الوجوه المعروفة التي تجد نفسها وسط توقعات الفوز بعد
يومين: كيت بلانشت عن «مسز أميركا»، جيريمي آيرونز عن «ووتشمان»، هيو جاكمن
عن «تعليم سيء»، مارك روفالو عن
I know This Much is True.
ولأن لكل عرس حضوره الذي لا غنى عنه، نجد اسم ميريل ستريب كمرشحة كأفضل
ممثلة مساندة في مسلسل درامي هو
Big Little Lies. |