الفنانون يدعمون مهرجان الجونة السينمائي لتخطي أزمة كورونا
الدورة الرابعة من المهرجان تُعقد تحت شعار "سينما من أجل
الإنسانية".
الجونة (مصر)
- قدم
مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة، محاولة جديدة لعودة النشاط إلى
الفعاليات الفنية بعد فترة جمود بسبب تفشي فايروس كورونا، وافتتحت
فعالياته، مساء الجمعة، ليكون بذلك أول مهرجان سينمائي يقام في مصر في هذه
الأجواء، بحضور نجوم مصريين وعرب وأجانب، حرصوا جميعا على دعم المهرجان في
هذا التوقيت الصعب.
ويعقد مهرجان الجونة تحت شعار “سينما من أجل الإنسانية”،
ويعرض حوالي 65 فيلما، من 40 دولة، ضمن المسابقات والبرامج المختلفة، ويجمع
بين الواقع الحقيقي والافتراضي، وحاول التغلب على الصعوبات التي واجهته،
ليؤكد ضرورة التعايش، وأن الحياة لن تتوقف، وهذا هو الشعار الذي رفعه منذ
فترة رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان.
وأقيم حفل الافتتاح على المسرح المكشوف لمركز الجونة
للمؤتمرات، في المنتجع السياحي الذي تملكه عائلة ساويرس، ويطل على البحر
الأحمر، بحضور عدد كبير من نجوم السينما من بينهم يسرا وليلى علوي وآسر
ياسين وجمال سليمان وكنده علوش وعمرو يوسف وميس حمدان وبشرى ودرة وأحمد رزق
وأحمد السقا وخالد النبوي ومنذر رياحنة ونسرين طافش، والعديد من الفنانين
والفنانات الذين كسروا التباعد الاجتماعي أحيانا تكريما للمهرجان.
ووقع الاختيار على فيلم “الرجل الذي باع ظهره” للمخرجة
التونسية كوثر بن هنية للعرض في افتتاح المهرجان، وهو فيلم حصل على العديد
من الجوائز.
عودة الانتعاش الفني
واجه منظمو المهرجان صعوبة في اختيار الأفلام المشاركة
واضطروا لخفض عددها، مقارنة بالدورات الثلاث السابقة، والتي حقق فيها
المهرجان انتعاشة فنية كبيرة، فقد كان العام الجاري استثنائيا، فلم تنتج
السينما المصرية والعالمية أفلاما كثيرة، للظروف التي أوجدها كورونا.
واتخذت إدارة مهرجان الجونة إجراءات احترازية لضمان سلامة
الضيوف، والالتزام خلال الدخول بارتداء الكمامات، ووجود وسائل التعقيم في
مكان حفل الافتتاح، الذي أقيم لأول مرة داخل ساحة كبيرة للمؤتمرات.
وقدمت حفل الافتتاح المذيعة اللبنانية هيلدا خليفة، وجرى
عرض فيلم تسجيلي عن أزمة كورونا، بصوت الفنان المصري ماجد الكدواني، وشرح
ما تسببت فيه من تعثر الإنتاج في صناعة السينما على مستوى العالم.
وكشف الفيلم التسجيلي عن الدور القوي والمهم في تأريخ
وتوثيق الأزمات التي مر بها العالم من خلال الأفلام، وعرض حفل الافتتاح على
أنغام أغنية “قصة حب” بصوت المطربة فرح ديباني، مصحوبة بصور للنجوم الذين
رحلوا مؤخرا، وكانت مفاجأة حفل الافتتاح المطرب اللبناني رامي عياش، الذي
قدم أغنية تحمل اسم “دقي يا مزيكا”، بالإضافة إلى تقديم فقرة رقص استعراضي
تكريما للفنان الراحل محمود رضا.
وتم تكريم مهندس الديكور أنسى أبوسيف، وعرض فيلم تسجيلي عنه
تحدث فيه المخرجون: شريف عرفة، وداود عبدالسيد، ويسري نصرالله، ومروان
حامد، والفنان خالد النبوي، عن دوره المهم في أفلام “سارق الفرح”، و”الكيت
كات”، و”إبراهيم الأبيض”، و”الكنز”. علاوة على الأعمال التي قدمها على مدار
أعماله السينمائية في الخمسين عاما الماضية، وأهداها للمخرج الراحل شادي
عبدالسلام، اعترافا بفضله عليه.
كما تم تكريم عدة شخصيات مؤثرة، وفاز بجائزة الفنان المصري
عمر الشريف، الفنان الفرنسي من أصول مغربية سعيد تغماوي، الذي تحدث عن حب
والدته ووالده للفنان عمر الشريف، وكيف نشأت الصداقة بينهما.
وجرى تكريم جديد أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي،
وهو تكريم الفنان الفرنسي جيرار ديبارديو، فعلى الرغم من مشواره الفني
السينمائي الثري بالكثير من الأعمال المهمة، إلا أن آراءه السياسية كانت
سببا في رفض العديد لهذا التكريم، باعتباره داعما قويا لسياسات إسرائيل في
المنطقة، وأصدر سينمائيون وفنانون وكتاب وصحافيون بيانا أدانوا فيه هذا
التكريم.
ونشرت إدارة مهرجان الجونة “بوستر” للاحتفال به وعلقت عليه
قائلة “سوف يحصل الممثل الفرنسي المشهور جيرارد ديبارديو على جائزة مهرجان
الجونة السينمائي للإنجاز الإبداعي الدولية احتفالا بمسيرته المهنية
الطويلة في السينما”.
الصاوي نجم الافتتاح
جاء تكريم الفنان المصري خالد الصاوي بجائزة الإنجاز
الإبداعي، تقديرا لمسيرته الفنية الاستثنائية، حيث أجاد الصاوي في تقديم
الأدوار التي قام بها، وأوجد لنفسه مساحة وسط النجوم الكبار.
والتقت “العرب” الفنان المصري خالد الصاوي، الذي أكد أنه
تلقى في بداية الأمر مكالمة هاتفية من مدير المهرجان انتشال التميمي، ولم
يتوقع أن يخبره بتكريمه في هذه الدورة التاريخية، وهنا كانت المفاجأة التي
أسعدته كثيرا.
وحرص الصاوي على أن يهدي هذا التكريم لجميع الممثلين والشعب
والحكومة وعائلته، قائلا “بالفعل بلدنا أصبحت في تقدم دائم وتستحق إهداء
التكريم لها وكل ما ينقصنا هو بعض الثقة لكي نصبح من الدول الكبرى ونستطيع
تحدي الكثير من الأمور”.
وأوضح أنه عندما تلقى مكالمة تكريمه مر أمامه شريط الذكريات
منذ بداية مشواره الفني عندما كان يقدم مشهدا أو مشهدين خلال العمل، وعندما
كان يتقاضى 125 جنيها (حوالي 8 دولارات)، وهو أول أجر تقاضاه من قطاع
الإنتاج في التلفزيون المصري.
وأكد الصاوي، أنه كان يتمنى أن يتواجد معه في تكريمه صديقه
الفنان الراحل خالد صالح، حيث جمعهما معا فيلم “الحرامي والعبيط”، وقدما
أعمالا أخرى سويا، مثل مسلسل “محمود المصري” مع الراحل محمود عبدالعزيز،
وفيلم “عمارة يعقوبيان”، وهو صديقه الذي كان يتمنى وجوده معه ويهديه هذا
التكريم.
ويعيش الفنان خالد الصاوي، انتعاشة سينمائية كبرى، حيث
يشترك في عدة أفلام، منها فيلم “أحمد نوتردام” مع الفنان رامز جلال.
وقال الصاوي لـ”العرب”، إنه يحب العمل مع رامز للغاية،
وعنده القدرة على خلق فيلم متكامل معه، وقد أصر على التعاون المشترك
بينهما، وهو ما حفزه للموافقة سريعا، فهو فنان يمتاز بالرعب الكوميدي
الاجتماعي التشويقي، ويقدم كل ذلك في توليفة جديدة.
وأضاف، أنه لا يقلق من مسألة عرض بعض الأفلام على منصات
التواصل الاجتماعي، ولو حدث ذلك معه، فالمهم أن يبذل جهده في العمل ويترك
مسألة العرض للمنتج، مؤكدا أن المنصات لن تمحي التلفزيون، فكل وسيلة لها
جمهورها، ولن تقضي إحداهما على الأخرى، فالفن فن في كل شيء، وليس له علاقة
بوسيلة العرض.
أما بالنسبة لتجربة فيلمه “30 مارس” فإنه وجد أن المؤلف
الشاب حميد مدني كتب سيناريو محكما، والمخرج أحمد خالد موسى قدم عملا
متميزا، بالإضافة إلى فريق عمل ممتاز، يتكون من أحمد الفيشاوي ودينا
الشربيني.
وهي تجربة يعتبرها الصاوي مختلفة، وينتظر طرحها في دور
العرض السينمائي، حيث يجسد شخصية “محامي” من طراز خاص وله علاقة بالعديد من
الأسرار التي يطرحها العمل حيث يعتمد على الواقع النفسي.
ويستعد الفنان المصري إلى فيلم “للإيجار”، الذي لم يبدأ
تصويره بعد، وهو من تأليف وإخراج إسلام بلال، ويقدم فيه شخصية رجل عاش طوال
عمره يعمل بحارا ويقوم بتأجير حجرة داخل منزله لسبب ما سيعرفه المشاهد في
ما بعد.
وعلى المستوى التلفزيوني، انتهى الصاوي من تصوير 75 في
المئة من أحداث مسلسله “القاهرة كابول”، الذي يشارك في بطولته طارق لطفي
وفتحي عبدالوهاب، استعدادا لعرضه في موسم رمضان القادم.
واعترف الصاوي أن تكريم مهرجان الجونة له يضع على عاتقه
مسؤولية فنية كبيرة، فمن الضروري أن يكون عند حسن ظن من كرموه، ويواصل
تقديم الأعمال الهادفة، مختتما أن تكريم “الجونة” له طعم خاص، حيث جاء بلا
حسابات أو مجاملات أو توزانات معينة، وهو ما أضفى عليه طعما خاصا. |