«الجونة السينمائى» يجدد الدعوة للسياحة المصرية
كتب: أسماء
قنديل
يختتم مهرجان الجونة السينمائى الدولى فعاليات دورته
الرابعة، بعد غد الجمعة، بينما يترك صداه يتردد عالميا فى جميع أنحاء
العالم بعدما رفع منظموه والمشاركون فيه راية التحدى، ثقة فى الأجواء
المصرية الآمنة وللاستمتاع بالبنية الساحرة وفرصة التبادل الفكرى والثقافى
فى مجال إبداع الفن السينمائى.. صدى الإصرار المصرى على استقبال ضيوف
المهرجان دون التخلى عن الإجراءات الاحترازية للوقاية من العدوى الوبائية
جاء ليجدد رسالة مصر إلى العالم أن السلامة الصحية هدفها، والأمان شعارها،
والحرية المسؤولة مناخها وأداتها الحيوية الفعالة لمواجهة الصعوبات.
انطباع رائع وذكرى لا يمكن أن ينساها ضيوف المهرجان
والمشاركون فيه، بدأت بحفل افتتاح مبهر وفاعليات جادة شهدت منافسة كبيرة لم
تخل من لمسة إنسانية وفاء لنجوم رحلوا عن عالمنا.. والمحصلة دعوة متجددة
للسياحة فى مصر تدعمها عودة نجوم العالم المشاركين فى المهرجان إلى أوطانهم
سالمين..
الحدث تردد صداه بقوة فى مختلف الأرجاء ولفت الانتباه مجددا
نحو مصر الساحرة بطبيعتها وأمان مقاصدها التى توجه إليها المشاهير مطمئنين
ليغدو المهرجان هو الأول من نوعه الذى يستقطب المشاركين منذ ظاهرة كورونا
العالمية والذى فضلت على إثره معظم الدول أن تكون فاعليات أنشطتها افتراضية
عبر التقنيات الحديثة فى أحسن الأحوال.
الخبراء السياحيون عبروا عن شعورهم بالفخر نحو الجهد المخلص
الذى يقوده القطاع الخاص بدعم غير مسبوق من الحكومة المصرية ممثلة فى
وزارات السياحة والآثار والثقافة والصحة والذى أنتج مهرجانا فنيا يليق باسم
مصر ويعزز الترويج السياحى لمقاصدها ودعوة للتعايش بالحذر والوقاية من
الوباء الذى أتلف اقتصاد العالم وأشاع الرعب والقلق بين الجميع.
وأعرب اللواء عمرو حنفى، محافظ البحر الأحمر، عن سعادته
بنجاح تنظيم المهرجان فى موعده وبحرص الضيوف على الحضور فى الوقت الذى أبدى
فيه أسفه للدواعى التى منعت الاستجابة للطلب المتزايد على حضور المهرجان
بسبب إجراءات التباعد الاجتماعى ونسبة الاستيعاب المقررة حرصا ووقاية
وتنفيذا لقرارات مجلس الوزراء.
وقال: «رغم الصعوبات التى توقف عندها العالم أثبتت الجونة
من جديد قدرتها على تنظيم فاعلية فنية لتعلن نفسها عاصمة للفن السينمائى فى
مصر»، موضحا أن الفن تعبير إنسانى يتجاوز الحدود ليرتقى بالإنسانية ويدعم
قدرتها لمواجهة الأفكار الظلامية، مطالبا الفنانين بتكثيف جهودهم الإبداعية
الخلاقة لتوصيل رسالتهم السامية إلى أكبر قدر من الناس، سعيا لصنع التغيير
داخلهم إلى الأفضل.
وأضاف «حنفى» أن الغردقة مدينة يعشقها العالم لطبيعتها
الساحرة وأجوائها الخلابة، واليوم تؤكد للدنيا من جديد أنها المدينة الأكثر
أمانا فى العالم، والدليل أن النجوم أصحاب الجماهيرية الطاغية جاءوا إليها
واستمتعوا فيها وعادوا آمنين إلى أوطانهم وقد شاهدوا بأنفسهم الإجراءات
الدقيقة والرعاية الشاملة التى توفر لمصر حكومة وشعبا حرصا على سلامة
ضيوفها.
وأكد المحافظ أن المهرجانات لها من القوة الناعمة التى
تمكنها من تحقيق أهداف عديدة وليست مادية فحسب، موضحا أن تبادل الخبرات
والاحتكاك بالتجارب العالمية وإحداث زخم إعلامى تعد دعاية مؤثرة للغاية
تؤتى نتائج أدبية كبيرة وتحقق الترويج السياحى العالمى المباشر وغير
المباشر ولفئات يتعذر الوصول إليها بسهولة وبتكلفة ضمنية أقل بكثير من
تكلفة البرامج الترويجية الموجهة لتلك الفئات.
وتحدث المهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة، بفخر قائلا
إننا نجحنا فى تقديم المهرجان رغم الظروف بالغة الصعوبة التى يمر بها
العالم بأكمله، إلا أن ما حدث يأتى ثمرة تضافر الجهود المخلصة لدعم اسم مصر
فى كل الأرجاء، مضيفا أن استمرار انعقاد المهرجان بالجونة أكسبها شهرة
عالمية انضمت به إلى قائمة البلدان التى يرنو إلى زيارتها جماهير غفيرة من
مختلف الجنسيات، مشيرا إلى أن ذلك يعد مكسبا ضخما لمدن مصر كلها خاصة
السياحية منها، وهو ما يعكس أهمية المكاسب التى حصدتها السياحة المصرية من
مهرجان الجونة، الذى واصل نجاحه للعام الرابع على التوالى.
وأشار «ساويرس» إلى الجهود الضخمة التى قدمتها وزارة الصحة
لتعزيز الشعور بالأمان لدى الأهالى والضيوف والقائمين على المهرجان، موضحا
أنه تم توفير 10 عيادات متنقلة تضم أطقما طبية وأدوية و17 كشكا طبيا بمحيط
المهرجان وتعزيز الرقابة على المستشفيات الخاصة والحكومية ورفع درجة
الطوارئ بها، فضلا عن انتشار نحو 30 فريقا طبيا يضم أطباء وممرضين ومسعفين
ومدخلى بيانات، وتعزيز الرقابة على الأغذية والمشروبات، وفريق من المعامل
المركزية لسحب عينات من الضيوف، وهذا كله بخلاف الإجراءات الاحترازية
المعمول بها فى المطارات المصرية لاستقبال الوافدين.
وقال إن هذا الاهتمام عزز الشعور بالأمان والاطمئنان
والهدوء، وساهم فى تنظيم المهرجان بنجاح، ومنح انطباعا رائعا لدى الضيوف عن
مدى رعاية المصريين لضيوفهم وحرصهم على سلامتهم الصحية، وهو ما يعد خير
دعاية لمصر فى الخارج، فضلا عن مساهمة المهرجان بإيجابية فى تعزيز التواصل
بين الثقافات المختلفة وربط صناع الفن السينمائى فى مصر والشرق الأوسط
بالفنانين العالميين، وهو ما ينتج تطويرا ورقيا وتبادل قناعات وأفكار،
ويعزز التقارب والسلام بين الشعوب وما لذلك من آثار إيجابية عديدة.
وأكد «ساويرس» أن المهرجانات السينمائية تحقق الكثير من
العوائد الاقتصادية للدول والمدن التى تنظمها إلا أن ذلك يكون رهينا
بالتمويل الذكى والإعداد الكفء، الذى يراعى اختيار المواد الفنية المعروضة
وتنوعها وكذلك اختيار الضيوف العالميين وآليات التحكيم والتغطية الإعلامية
وخطط الترويج العالمى لكل ذلك، ولا يتوقف الأمر على ذلك بل يتبعه استثمار
أحداث المهرجان كلها بعد انتهائه عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، ليظل
باقيا وحاضرا فى أذهان العالم حتى حلول الدورة الجديدة من ذات المهرجان.
أما كامل أبو على، رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر، فقد
عبر عن شعوره بالبهجة والحماس والفخر لنجاح المساعى المصرية فى تقديم أداء
راقٍ وتنظيم بديع لمهرجان الجونة السينمائى، قائلا إن صناع المهرجان
والقائمين عليه والمشاركين فيه يستحقون الشكر والتقدير عن جدارة، لأن حرصهم
على النجاح والمشاركة جدد الأمل فى نفوسنا بأننا نستطيع صنع غد أفضل وأن
نفاجئ العالم دوما بأننا مختلفون بوطننا وقدراتنا وإخلاصنا فى الترحيب
بضيوفنا وتوفير كل عناصر الأمان والسلامة لهم، مؤكدا أن الدورة الرابعة
للمهرجان هذا العام أثبتت قدرته على تجاوز العقبات وحسن استثماره
للإمكانيات والقدرات المصرية وانعكاس ذلك إيجابيا على تزايد عدد الضيوف
وتكثيف الأنشطة ذات الطبيعة السياحية بمدن البحر الأحمر عامة والجونة
والغردقة خاصة، مشيدا بما حققه المهرجان فى دوراته الثلاث الماضية من رواج
سياحى للجونة التى ترسخ اسمها كمقصد سياحى عالمى.
وأضاف أن المهرجان جمع بين التنظيم المحكم والفخامة التى
تثبت مجددا للعالم أننا موطن الرفاهية الآمن، مؤكدا أن لذلك أثره الكبير
على الجذب السياحى لمصر بشكل عام ومنطقة البحر الأحمر بشكل خاص، مشيرا إلى
أنه خلال أيام سوف ينعقد مهرجان ملكات جمال السياحة والبيئة فى الغردقة،
ومن المقرر أيضا عقد فاعليات مهرجان القاهرة السينمائى خلال ديسمبر المقبل،
وهى مناسبات تتواصل من خلالها رسائل مصر إلى جميع الأنحاء بأنه لدينا
القدرة والإجراءات اللازمة لنحيا وضيوفنا فى أمان.
وأعرب «أبو على» عن دعمه وتشجيعه لكل نشاط جديد وغير تقليدى
من شأنه الترويج للسياحة فى مصر بأنماط جديدة ومبتكرة ليمكننا الاستمرار
بكفاءة على المنافسة فى السوق السياحية العالمية باستثمار إمكانياتنا
الفريدة وكفاءة الكوادر المصرية فى كل المجالات، مؤكدا على قدرة المهرجانات
فى تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة وتوفير فرص عمل لقطاعات عديدة من العمالة فى
مختلف التخصصات. |