كشف برنامج الأفلام القصيرة فى مهرجان
الجونة السينمائي 2020، عن
أكذوبة عدم اهتمام الجمهور بهذه النوعية من الأفلام، وفي نفس الوقت تلقي
اهتمام النقاد والصحفيين، حتى أن الكثيرين يعتبرونها الأهم بين مسابقات
المهرجان، ويتم حجز تذاكر هذه المسابقة مبكرا، وهو ما حدث في عروض الجزء
الأول من مسابق هذا العام، التي يتنافس فيها يتنافس 18 فيلما على جوائزها،
وهي جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير، شهادة و15000 دولار وجائزة
نجمة الجونة الفضية للفيلم القصير، شهادة و7500 دولاروجائزة نجمة الجونة
البرونزية للفيلم القصير، و4000 آلاف دولار وجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم
عربي قصير، شهادة و5000 دولار، ويتم تسليم الجائزة النقدية لمخرج الفيلم
الفائز بالجائزة.
السينما المصرية التي تغيب عن مسابقتي الأفلام الروائية
والوثائقية الطويلة، إلا أنها تشارك هناك فيلمين قصيرين يحفظان ماء وجهها
في مسابقة الأفلام القصيرة وهما فيلم «الخد الآخر»، من إخراج ساندرو كنعان
ويدوربعد مهاجمة كلب الجيران لابنته، يتألم نشأت لسماع إشاعات تروج إلى
أنها هي التي استفزت الكلب، يقرأ المقال الذي يتهم ابنته، بصوت عالٍ
لطليقته ويؤدي ذلك إلى مواجهة ساخنة بينهما تؤجج غضبه.
ما يجعل الأمر أسوأ أن ابنته قد تشوهت من جراء الحادث.
يختبر نشأت صبره وقدرته على التسامح وإعطاء خده الآخر، لكنه يكتشف أن لا
طريق أمامه إلا بتفريغ ألمه في المعتدي، حتى وإن كان ذلك ضد قناعاته
ومعتقداته ؛ ومن مصر أيضا فيلم «ستاشر»، للمخرج سامح علاء، وهو إنتاج مشترك
بين مصر، فرنسا، بلجيكا، ويدور عندما يقرر آدم خوض رحلة صعبة للعودة إلى
حبيبته مجددًا بعد فراق دام 82 يومًا، وتتناول قصة ذلك المراهق الكثير من
القضايا الاجتماعية، والتحديات التي يواجهها الشباب.. ويعتبر «ستاشر»، هو
أول فيلم مصري قصير يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، بمهرجان
كانّ السينمائي منذ 50 عامًا.
ويشارك فيلم «أقمشة بيضاء»، من إخراج مولي كين فرنسا،
ويتناول في أحداثه سوزانا التي ستتزوج غدًا بخليط من الشعور باليأس
والشجاعة، تحاول الشابة محو ماضيها، وتمر الدقائق بسرعة لتزيد من الضغط
عليها ذلك الضغط يسهم في تشكلها كامرأة، اختير الفيلم في برنامج «شورت كت»،
في الدورة الـ45 لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، والفيلم الإيطالي «أن
أصبح أمي»، إخراج جاسمين ترينكا ويدورفي حر صيفي لاهب تبدو روما كمدينة
مهجورة، تتجول فيها أم شابة تحمل حقيبة سفر بصحبة ابنتها، تمشيان بفرح
يشوبه القلق، في دروبهما من غير هدف، في البداية يبدو الأمر محيرًا، لكن
ومع ظهور إيماءة بسيطة تتكشف عبرها عمق الروابط بين الأم وابنتها، واختير
الفيلم في قسم آفاق «أوريزونتي»، في الدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا
السينمائي.
أما الفيلم التونسي الفرنسي المشترك «البانو»، للمخرجة
أنيسة داود فتدور أحداثه عندما تغادر زوجته في رحلة عمل، يتوجب على عماد،
لأول مرة، الاعتناء لوحده بطفله الصغير هادي، الأمر الذي يجبر عماد الآن
على مواجهة مخاوفه الدفينة، يستمتع بعض الشيء بوقته مع طفله، لكن التجربة
تُعيد إليه ذكريات قاتمة من ماضية تدريجيًا، تصعقه اللحظات الأكثر بساطة،
وتضطره لخوض صراع مزدوج داخله، عليه أن يهدئ مخاوفه المتجددة، وأن يخفي
اضطرابه عن الجميع، خاصة طفله الصغير هادي.
والفيلم اليوناني «بحرنا»، من إخراج ديمتريس أناجنوستو
فيدور على شاطئ شاسع منعزل، في منتصف القرن الـ19، يحاول عدد من المسافرين
الوصول إلى أركاديا وآثارها القديمة الجامعة بين الهويتين الإغريقية
والأوروبية، بعد مرور أكثر من قرن، وعلى الشاطىء نفسه يُعثر حشد من الناس
على جثة رجل مجهول، وسط حالة من الذهول تصيبهم وهم يحدقون بها.
والفيلم الأوكراني «بولماستيف»، من إخراج أناستازيا
بوكوفسكا، ويتناول قصة ميتيا الجندي العائد من الحرب، ويحاول الرجوع إلى
حياته المدنية. بالصدفة، يقابل روي، الكلب التائه من فصيلة البولماستيف. في
البداية كانت علاقتهما مُعقدة، لكنها تطورت عندما ساعد روي صديقه ميتيا على
التأقلم مع ماضيه الأليم.
وفيلم «بيلار»، من من هولندا وبلجيكا وإخراج ديانا فان
هوتن، جي جي ابيينج، ينجوي بولي وهو فيلم التحريك المرسوم باليد، يمنح
متطفل خطير «بيلار» الفرصة لاكتشاف الحيوان الجامح بداخلها، ويهديها إلى
سبل الهروب من قريتها بعد أن تحطم العالم الذي كانت تعيش فيه. لكن بيلار
تقرر سماع قلبها، فتتخلى عن صديقها البشري الوحيد؛ والفيلم التونسي «تسلل
واضح»، من إخراج سامي تليلي ويدور في ليلة شتوية، يتنافس فريقان وطنيّان
لكرة القدم على نيل فرصة التأهل لبطولة كأس العالم.
يقود رجل سيارته في الشوارع الخالية، شرطيان يستمعان لوصف
مجرياتها عبر راديو سيارة الدورية، قبل انقطاع الإرسال، والفيلم
اللبناني «حاجز»، من إخراج داليا نمليش ويدور في بيروت 2019، خلال الثورة،
بينما تعود فرح الناشطة اللبنانية من مظاهرة شاركت فيها مع حبيبها الفرنسي
اللبناني أنطوني، يتم إيقافهما على حاجز أمني من قِبل أفراد ميليشا مسلحة،
يريدون مناقشة بعض الأمور معها.
والفيلم الصربي السولفيناني «حدود الأزرق»، من إخراج إيفان
ميلوسافليفيتش، وفي أحداثه يقضى الصياد العجوز حياته كلها باحثًا عن السمكة
الأكبر في نهر الدانوب ؛ذلك البحث يعطي حياته معنى آخر لها، من خلال تحفيز
رغبته الدائمة في اصطياد تلك السمكة قبل موته، مع كل شروق، نرى الرجل
سابرًا أعماق النهر، باحثًا عن صيده بأسلوب قديم : «هز سطح النهر بقطعة
خشبية منحوتة يدويًا، بحثه يكشف علاقة بين عالمين، أحدهما يقع فوق سطح
الماء والآخر في أعماق النهر الغامضة، والفيلم اللبناني الأردني المشترك
شكوى من إخراج فرح شاعر ويدور في بيروت المعاصرة، تذهب هدى سرًا إلى مخفر
الشرطة، لتُبلغ عن جريمة ارتكبها زوجها، لكن الوضع القانوني البيروقراطي
يضعها في موقف عبثي للغاية.
وفيلم «لحاء»، من إخراج صامويل باتي، سيلفاين موني
«سويسرا»، ويتتبع فيلم التحريك الوثائقي الروتين اليومي لدار رعاية مسنين
في موقع معزول، يبدو الزمن ساكنًا، رغم ذلك، تنكشف حياة سكان الدار، بعضهم
نشط وحيوي وآخر ملتزم بجدول ثابت ممل : تناول الدواء والتزام بمواعيد
الطعام، وممارسة بعض الألعاب مع الكثير من الراحة، في الأنحاء، لا تتوقف
الماكينات عن الإضاءة، مقدمو الرعاية مشغولون للغاية، والصلبان المُعلقة
على الحائط تُذكر الجميع بالموت. الوقت الذي يعيشونه قصير، رغم ذلك، يحوله
الانتظار إلى دهر طويل وفيلم "لعبة شنجن" من إخراج جونهيلد إنجر
«النرويج»، ويدور عندما تبتكر شركة ألعاب، لعبة فيديو جديدة، تتمحور حول
الاتحاد الأوروبي.
يُمنح اللاعب فيها طائرًا قوميًا يحتاج إلى التكاثر وإيجاد
المأوى، لكن طيرانه مشروط بتوافقه مع قوانين الاتحاد الأوروبي للتنقل بين
الدول، يتتبع الفيلم صناع ألعاب وهم يقومون بتحويل الاتحاد الأوروبي إلى
صور جرافيك لجعل لعبتهم أكثر جاذبية، ولكن يبقى السؤال، هل سيتمكنون من
تحقيق ذلك؟، وفيلم «مُلصَق»، من إخراج جورجي أم. أونكوفسكي «جمهورية شمال
مقدونيا»، وتدور أحداثه بعد محاولته الفاشلة لتجديد رخصة قيادة السيارة،
يقع ديجان في مطب بيروقراطي يُختبر من خلاله تصميمه على أن يكون أبًا
مسؤولًا، عُرض الفيلم في مسابقة الأفلام القصيرة في الدورة الـ36 لمهرجان
صندانس السينمائي.
وفيلم «موت مسؤول حكومي»، للمخرج أرتيم جيلميانوف
«روسيا»، وتدور أحداثه عندما يزور المسؤول الحكومي ألبرت فيلكسوفيتش قارئة
طالع، تخبره بأنه سيموت قريبًا. يسألها ماذا سيفعل بالأموال التي يكتنزها؟،
فتجيبه القارئة أنه بإمكانه أخذها معه إلى القبر وإنفاقها في الحياة
الأخرى، يبدأ البحث عن مكان يخفيها فيه، ويعمل على إقناع من حوله ليأخذهم
معه، وأولهم زوجته، لكنه يود أيضا أخذ سيارته وبقية ممتلكاته إلى الحياة
الأخرى.
وفيلم «مؤثرة»، للمخرج روبن باربوزا «إسبانيا»، وتدور
أحداثه عندما يكسب مؤثرو التواصل الاجتماعي معيشتهم من خلال متابعيهم
المخلصين الذين يتابعونهم على منصاتها، هكذا يبث هؤلاء المؤثرون رسائلهم
إلى الآلاف، وربما الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم، لكن ماذا سيحدث
لو تعرضوا للسرقة؟، يتعرض هذا الفيلم القصير لواقعة سرقة 4 ملايين متابع من
مؤثرة تواصل اجتماعي مشهورة.
وفيلم «نهاية سبتمبر»، من إخراج فالنتينا كاسادي «إيطاليا»،
وتدور أحداثه حول كريستيان العامل بأجر يومي، يحاول جاهدًا إبقاء أخيه
الأصغر جوليو ملتحقًا بالمدرسة، أمهما مدمنة على الكحول، ووالدهما غير
موجود، ما يجعل من مهمة الأخ الأكبر تحديًا صعبًا، يحاول علي الرجل الطيب،
صاحب محل البقالة القريب من سكنهما، أن يكون لهما أبًا، إصرارهما على تأمين
مستقبل أفضل لنفسيهما يجعل منهما في زمننا المعاصر أبطال بقاء. |