الفلسطيني أمين نايفة لـ"بوابة الأهرام":
لم أدعُ للتعايش مع الإسرائيليين في فيلم "٢٠٠ متر" | صور
الجونة - مي عبدالله، تصوير - أيمن حافظ
في إطار فعاليات مهرجان
الجونة السينمائي ،
رد المخرج الفلسطيني " أمين
نايفة "
على تساؤل "بوابة الأهرام" حول ما إذا كان فيلمه "٢٠٠ متر" يدعو إلى
التعايش مع الكيان الاسرائيلي لعدم وجود حلول حاسمة للقضية الفلسطينية،
وقال نايفة: "بالطبع لم أدعُ للتعايش مع الإسرائيليين، وأنا في الفيلم أطرح
الأزمة دون طرح حلول لأن هذا ليس دوري، فأنا أناقش قضية وليس لدي رسالة
محددة أطرحها في الفيلم".
وأضاف أمين
نايفة في
رده على سؤال بوابة الأهرام "طفولتي عشتها مع والدتي التي هي من قرية
فلسطينية، ولكن الآن هي تعيش في الجانب الاسرائيلي، فقبل عام ٢٠٠٥ كانت
الحياة أسهل، ولكن بمجرد بناء الجدار العازل بدأت السيطرة والهيمنة والقمع
من الجانب الإسرائيلي، فجأة أصبح الوصول لبيت أخوالي صعبًا برغم أن المسافة
بالسيارة فقط ٢٠ دقيقة".
وقال "نايفة" إنه في ظل الظروف الراهنة الحالية الحصول على
الجنسية الإسرائيلية أصبح أمرًا مستحيلًا، لكن في السابق كان هذا
شيئًا متاحًا، وكان الفلسطينيون يلجأون والناس لهذا الحل من أجل حياة أسهل
من حيث التعليم والتأمين الصحي وغير ذلك.
وصرح "نايفة" في الندوة التي عقدها مهرجان الجونة لصناع
فيلم "٢٠٠ متر" المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة
الرابعة من المهرجان، بأنه يمتلك شهادة ميلاد من مستشفى إسرائيلية،
وبالتالي كان ممكنًا أن يحصل علي الجنسية الإسرائيلية من خلال تكليف محام،
ولكن لم يفعل هذا.
أشار " أمين
نايفة "
مخرج الفيلم إلى أن فكرته جاءت له منذ عشر سنوات أثناء دراسته في معهد
السينما، مؤكدًا أن ما تعرض له بطل الفيلم علي سليمان في الفيلم هو يتعرض
له يوميًا بشكل شخصي.
وحسم أمين الجدل حول شخصية الفتاة الإسرائيلية التي ظهرت في
الفيلم والتي اعتقد الحضور أنه لجأ لها من أجل إيجاد حلول لأزمة الفلسطيني،
فقال "أنا لم أقل إن الفتاة إسرائيلية وهي لم تذكر هذا مطلقًا على لسانها،
فمن المحتمل أن تكون إسرائيلية وممكن تكون يهودية فأنا تركت حل هذا اللغز
حسب تكهنات المشاهد".
وأشار "نايفة" إلى أن الفيلم تطرق إلى أزمة تناول القضية
الفلسطينية من خلال الأجيال المختلفة والإختلاف فيما بينهم في تناول
القضية.
وأوضح "أمين" أنه يرصد الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني
الذي يعاني ولا يستطيع أن يحصل على أبسط حقوقه وهو حرية التنقل في بلده.
وأكدت "مي عودة" منتجة الفيلم أن الفيلم يستعرض وجهة نظر
واقعية جدًا وهي أننا لسنا أبطالًا دائمًا ولسنا ضحايا دومًا، وهذا ما
حمسها لإنتاج الفيلم؛ حيث إنه يستعرض الحياة الفلسطينية بشكل واقعي بدون
شعارات زائفة.
وأشارت "مي عودة" إلى أن كل مشهد بالفيلم كان لابد أن يتم
تصويره في مكان مختلف عن المشهد الآخر، وهذا كان شيئًا صعبًا جدًا؛ حيث تم
التصوير في ٢٣ مكانًا مختلفًا جميعها في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن
الجدار العازل الذي تم تصويره في الفيلم هو جدار حقيقي وليس ديكور.
وقد حرص عدد كبير من صناع السينما على حضور ندوة مناقشة
الفيلم، منهم المخرجة هالة خليل والموسيقار راجح داوود والفنان صبري فواز
والناقد طارق الشناوي ومصمم المناظر الشهير أنسي أبوسیف. |