وفاة ابنته ورحيل علاء ولي الدين.. أرملة حسن حسني تكشف
أصعب أيام حياته
كتب:
أحمد حسين صوان
كشفت السيدة ماجدة، أرملة الفنان الراحل حسن حسني، والذي
رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، عن كواليس الأيام
الصعبة في حياة زوجها، لاسيما فترة وفاة ابنته "رشا"، وكذلك وفاة الفنان
علاء ولي الدين.
علاقة حب شديدة، جمعت بين "ماجدة" وحسن حسني، والتي وصفته
في كلماتها بـ"جميل المشاعر وطيب الإحساس"، إذ كتبت عنه في كتاب
"المشخصاتي" أحد الإصدارات المطبوعة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في
دورته الأربعين، الذي صُدر على هامش تكريم زوجها، قبل عامين.
وتقول "ماجدة": لا أعرف من أين أبدأ، ولكن أعلم أنه سيشعر
بي جيدا، والقارئ أيضا سيلمس ما أقوله.. حسن جميل المشاعر وطيب الإحساس..
زواجنا جاء صدفة في عام 1995.. في مسلسل كنت أنا في الإنتاج وهو ممثل، كانت
أحلى صدفة في حياتي، هو ترتيب ربنا الأجمل لنا.. جمعتنا سمات مشتركة
وهوايات واحدة.. من الأخر بينا كيمياء.. عرض علي الزواج فقبلت.. تزوجنا
وعشنا معا حياة مستقرة وجميلة لأنه مثال الزوج الصالح، الذي لا يعرف في
حياته إلا بيته وعمله، ولا توجد لديه أي حياة أخرى.
حسن.. أنت تحب تعرف كل تفصيلة في البيت، تعلمنا منك النشاط
والحيوية، أصبحنا نجري وراءك، ولم نصل إلى ما تصل إليه، أنت شعلة من النشاط
داخل البيت وخارجه.
تمر بنا أوقات صعبة نحتاج فيها لأناس حقيقيين.. مشاعر
حقيقية.. وفاء حقيقي.. احتواء حقيقي.. فترة من فترات حياتي العصيبة عندما
كنت مريضة، وقتها اضطررت إلى السفر للصين للعلاج.. ورغم المسافة الطويلة
جدا بين مصر والصين، إلا أنك كنت بين مصر والصين.. بيني وبين عملك الذي لم
تتخل عنه هو الآخر.. كأنك تذهب إلى مصر الجديدة على سبيل المثال.. كي تملأ
حياتي فقط، بل ملأت حتى تفاصيلي.. حسن حسني لم يكن صانع البهجة والسعادة
على الشاشة فقط، بل ملأ حياتي سعادة.. ولم تفلت من طرافتك غرفتي في
المستشفى بالصين، كان لها حظ وفير من جمال روحك، قد زينتها بالدباديب
والورود والأنوار وكأنك تحتفل بي، لم تدعني أفكر في الألم. السعادة التي
نثرتها داخلي استوطنت جوارحي فهونت عليّ رحلة علاجي إلى أن أتم الله
شفائي.. لن أنسى ما أشعرتني به.
تعلمت منك التسامح لأقصى درجة حتى مع من يخطئ معي.. قلبك لا
يعرف الغضب ولا الحزن، تخلق من كل شيء ضحكة، فتمحو من قلوب الجميع الحزن
والعصبية.. أغضب كحال كل البشر، تقلب لحظات الغضب إلى إيفيه، فلا أملك سوى
أن أتوقف عن الغضب.. ترسم على وجهي الضحكة.. فتعلمت منك أن لا أغضب من أحد
وأتسامح مع الجميع.. أنت طفل مبهج متسامح.
من ذكرياتنا الجميلة.. من الطريف بيننا أنك تعشق المسرح،
ودائما تصل البيت متأخرا… تميل جدا للسهر، وأنا على عكسك تماما، أحب النوم
مساء ولا أفضل السهر.. كان توقعي أنك عندما تعود مرهقا ستنام، لكن يحدث
العكس، وكان هذا الأمر يزعجك كثيرا ويزعجني أكثر، حتى أنني ذات مرة قلت لك
على سبيل الفكاهة: "حقي الإنساني إني أنام!” ومن وقتها بقيت تتذكرها..
وعندما يحدث بيننا أي خلاف تقول لي: "حقك الإنساني.. أوعي تضيعي حقوقك
الإنسانية".. وننسى الحكاية وتلتحم ضحكاتنا.
حسن حسني لم يعطني الفرصة كي أشعر بغيابه، فهو يعشق بيته،
بمجرد أن ينتهي من التصوير يأتي سريعا إلى البيت، علاقته طيبة وجميلة مع
العمال في بيتنا.. دائم المرح معهم حتى أنه يتولى بعض أعمالهم بالنيابة
عنهم.
لن أنسى ولا أتمنى أن أذكرك أيضا.. بوفاة “رشا” ابنتك..
أصعب وقت وأقصى حزن وجدتك عليه منذ أن التقيت بك.. أيضا وفاة "علاء ولي
الدين" كانت من أصعب مراحل حياتنا، ظل أكثر من عشرين يوم لا تجف دمعته.. لم
أرك حزين طوال حياتنا معا إلا في هاتين الأزمتين.. وإلى الآن كلما نتحدث
معا عنها تقول لي: “لا أستطيع.. وأقول لك أنك تستطيع أن تنساها، لكنها في
مكان أفضل”.
رغم أن لديك جبلا من الحنان تنثره على من حولك.. لكنك طفل
مشاب حنون فيه الكثير من البراءة والكثير من الشباب.. لذلك لم أر فيك الأب
لي، اعترف أنك وقفت بجانبي كثيرا في أزمتي.. وكما كنت سندا للنجوم الشباب
فقد كنت سندا لي في الحياة.. أنا وأنت أقدارنا واحدة، ربنا من اختارنا
لبعضنا، أقل ما يقال عنك من زوجتك أنك سندي وقوتي. |