الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى والتي
تحمل أسم الناقد الكبير الراحل يوسف شريف رزق الله تشهد تنوع وتطور في
مختلف الأقسام، فالخبرات المتراكمة لسنوات هي عمر المهرجان ومديره الفني
الراحل رزق الله بالتبعية منحته استقرار وقدرة على التطوير، ثقته فى شخص
رئيس المهرجان محمد حفظى ونائب المدير الفني قبل يوليو الماضى احمد شوقى
جعلته يعتمد الكثير من التغيرات ويدعمها ويشرف على تطبيقها بنفسه، العديد
من الأفلام الموجودة فى برنامج المهرجان فى هذا العام مرت على الراحل
الكبير وعمل عليها كالعادة متواصلا مع باقى فريق العمل المختلف الأعمار
والخبرات، على الرغم من تكريمه في دورة العام، إلا أن هذه الدورة تحديدًا
هي الأجدر بحمل أسمه ليس فقط لكون هناك جائزة تحمل أسمه استحدثت ولكن لأن
روحها المتطورة هي أكثر ما يعبر عن هذا الرجل الذى عاش عمره ينقل الثقافة
السينمائية ومشاهدة الأفلام للجميع وهو الرجل الذى تواصل مع الجميع على
اختلافهم ومنحهم من علمه وخبرته وبث فيهم ثقة أثبتت التجربة أنهم جديرين
بما كلفهم به وايضًا بعد نظره ورؤيته للأشخاص.
تضم الدورة هذا العام أفلام لمخرجين اسمائهم معروفة وبعض
الأفلام مرتقبة وينتظرها الجميع، لكن فى الوقت ذاته توجد وسط البرنامج
المكتظ أفلام أخري لا يجب أن تمر مرور الكرام أبرزها ما يتواجد في المسابقة
الرسمية وعلى رأسها الفيلم المصرى الوحيد
Let's
Talk-
احكيلى للمخرجة ماريان خورى والذى لا يمكن تصنيفه بأنه
التجربة الذاتية الصرف أو العامة وهو أنعكاس لحال الوافدين على مصر الذين
اكتسبوا مواطنتهم بالمعايشة وبالتالى هو انعكاس للتغيرات التى حدثت فى
المجتمع وتأثروا كمصريين بها، ولا يمكن أيضًا القول أنه تأريخ لسيرة عائلة
من الفنانين المهمين وابرزهم المخرج يوسف شاهين ولا هو شديد النوعية
بالقاءه الضوء على سيدات هذه العائلة والدور الذى لعبوه فى استمرار تماسكها
ليتحول إلى فيلم نسوى، هو فيلم يجمع بين كل هذا بلا تكلف وبخط فاصل واضح
بين الحقيقة والخيال، ليس كما فعل شاهين عندما روي سيرة عائلته الذاتية من
خلال رباعية الإسكندرية.
(يعرض فى المسرح الكبير- دار الأوبرا المصرية 25 نوفمبر وفى
سينما كريم 26 نوفمبر)
الفيلم الثاني هو
A
Certain Kind of Silence-
نوع خاص من الهدوء، وهو العمل الذى يحمل كم من التوتر
والإثارة لا توحي بها إطلاقًا طريقة صناعته، فما يبدو وكأنه فيلم عن الهجرة
للعمل بين دول أوروبا لكن مع التقدم فى زمن الفيلم تزداد حدة التوتر، كونه
مبنى على أحداث حقيقية يجعل من التوتر فى أعلى مستوياته، خاصة وأنه يتعرض
للأطفال، بهدوء شديد نتعرف على كيفية تجنيد اتباع جدد للطوائف المتشددة ذات
الأفكار المتطرفة والمعتمدة على أصل ديني عند معظمها، وبهدوء شديد نتعرف
على مراحل تحول شابة تركت ورائها حياة ثرية مليئة بالتفاعل والأشخاص لحياة
جديدة غير سوية واجرامية، المميز فى الفيلم انه لا يدين أحد هو يعرض
للمشاهد وهو الحكم.
(يعرض فى المسرح الكبير- دار الأوبرا المصرية 25 نوفمبر وفى
سينما كريم 26 نوفمبر)
من المسابقة الرسمية أيضًا فيلم
The
Border -
الحدود الذى يتخطى مساحة المواطنة والانتماء لمكان إلى
تأثير هذا المكان على البشر، وكيف تتحول المصالح والقرارت السياسية إلى ظلم
يقع مباشرة على بشر اختاروا نمط معين من الحياة، شابة صغيرة حامل تعيش فى
البرارى على الحدود بين فنزويلا وكولومبيا، تعيش هى وزوجها وأخيها على ما
يتحصلوا عليه جراء سرقة المتسللين عبر الحدود بين البلدين، لكن القرار
السياسي بغلق الحدود من الرئيس الفنزويلى، هنا يصطدم نمط حياتها كواحدة من
السكان الأصليين من هنود الوايا بالحدود السياسية بالعصابات بين البلدين
ويختلط الواقع بالخيال لكن تبقى هذه الشابة والأمل فى المستقبل الممثل فى
حملها.
(يعرض فى المسرح الكبير- دار الأوبرا المصرية 26 نوفمبر وفى
سينما كريم 27 نوفمبر)
من مسابقة أسبوع النقاد يأتي فيلم مختلف هو
A Job and a Film -
وظيفة وفيلم، اختلاف الفيلم هنا كونه رمزيًا وتجريديًا يدفع
مشاهده للتساؤل طوال الوقت، ما بين الحارس والمصنع المهجور علاقة وظيفية
فالأول يحرس الثاني دون الحاجة الفعلية لحراسته وهو المكان المهجور
وبالتالى يبرز السؤال الول عن جدوي وظيفته، لكن مع ظهور العامل المحفز الذى
يقف بين المصنع والحارس وهو كاميرا الفيديو تتحول الأسئلة لوجودية بدلالات
اكبر واعمق عن حياة البشر وأنماط معيشتهم، هكذا وبمنتهى البساطة تتحول كل
التفاصيل لالغاز ودعوة للاشتباك بلا كلام فقط صورة واداء ترصده كاميرا
وحارس ومصنع يعيشون على الهامش.
(يعرض فى المسرح الصغير- دار الأوبرا المصرية 25 نوفمبر وفى
سينما كريم 26 نوفمبر)
من القسم الرسمى خارج المسابقة يأتي الفيلم الوثائقى
Paris
Stalingrad -
باريس ستالينجراد، الذى يركز على معاناة اللاجئين مع الشرطة
والتى لعبت السينما دورًا مهمًا فى إبرازها، وإظهار ممارسات الشرطة ضدهم
نتيجة قرارت سياسية قادمة من الحكومات التى تحاول احتواء مشاكل اللاجئين
بوضعها فى دوائر بيروقراطية مفرغة، باريس هى عاصمة الفن والحرية
وستالينجراد هو الميدان الذى اختاره اللاجئين للاستقرار فى العاصمة
الفرنسية والفيلم هو تتبع للاجئين وتعامل الشرطة والجهات الحكومية معهم.
(يعرض فى سينما الهناجر- دار الأوبرا المصرية 24 نوفمبر وفى
سينما كريم 26 نوفمبر)
فى قسم البانوراما الدولية خمس أفلام
Dolce
Fine Giornata -
نهاية يوم سعيدة، الفيلم الذى يبدو تقليديًا ويعرض بشكل أو بأخر تأثير
اللجوء السياسي والأرهاب على العالم، الأحداث حتى قبل النهاية تسير بوتيرة
واحدة متصاعدة بهدوء لكن مشهد النهاية يغير الكثير من التفاصيل ويلقى بظلال
ثقيلة على كل ما طُرح فى الفيلم على لسان بطلته الشاعرة الحائزة على جائزة
نوبل، (يعرض فى سينما الهناجر- دار الأوبرا المصرية 22 نوفمبر وفى سينما
كريم 23 نوفمبر)، فيلم عن المخرج المخرج ميلوش فورمان هو بطل الوثائقى
Forman
vs Forman -
فورمان في مواجهة فورمان، ومن خلاله نتعرف على المخرج
الكبير صاحب جائزتى الأوسكار من خلال صور ولقطات مصورة ومقابلات قديمة،
نتقرب أكثر منه ومن عالمه.
(يعرض فى مركز الإبداع- دار الأوبرا المصرية 25 نوفمبر وفى
سينما كريم 26 نوفمبر).
الكثير من التفاصيل تتشابك فى أحداث فيلم
Maternal -
أمومي، شخصية الراهبة الشابة وتفاعلها مع الأمهات القصر الذين ترعاهم مع
أطفالهم مجموعة من الراهبات، يفرض سؤال عن طبيعة الأمومة وهل هى جسدية أم
روحية؟ ويتسع نطاق الأسئلة ليشمل القواعد الدينية أيضًا (يعرض فى مسرح
الهناجر- دار الأوبرا المصرية 22 نوفمبر وفى سينما كريم 23 نوفمبر)، أما
فيلم
Yib
Roots-
جذور فالموسيقى تلعب دور فى الحد من الخلافات العرقية
والحفاظ على الهوية والتراث، من خلال هذا الفيلم الوثائقى نرصد التأثير
الكبير للموسيقى والفن فى تذويب الخلافات وربط البشر بجذورهم.
(يعرض فى سينما الهناجر- دار الأوبرا المصرية 26 نوفمبر وفى
سينما كريم 27 نوفمبر)
عن العلاقة الأسرية وقوتها، فيلم
Paper
Flags -
أعلام من ورق، يضع نمط الحياة الغربى قيد الأختبار بعد فترة
سجن طويلة قضاها الأخ فى السجن ولا يجد ملجأ إلا عند أخته التى تتنازعها
مشاعر بين مساعدة الأخ والاحتفاظ بخصوصية حياتها ومن جانب اخر علاقتهم
بأبيهم، شبكة متداخلة تكشف بشاعرية حياة أسرة عادية والضغوط الواقعة عليهم.
(يعرض فى مسرح الهناجر- دار الأوبرا المصرية 21 نوفمبر وفى
سينما كريم 29 نوفمبر) |