تحمل الدورة الـ٤١ ل مهرجان
القاهرة السينمائي كثيرًا
من التحديات ليس فقط على مستوى التوسع في برامجه فالتحدي الأكبر يتمثل في
وجود قيادة شابة أخذت على عاتقها استكمال مسيرة واحد من مؤسسي وصناع هذا
الحدث وهو الراحل يوسف شريف رزق الله، لتكون الدورة الجديدة التي تنطلق في
الـ20 من الشهر الجاري الأكثر تجددًا في عمر المهرجان بما تحويه من قيادات
شابة واعدة.
الناقد والسيناريست أحمد
شوقي ،
القائم بأعمال المدير الفني ل مهرجان
القاهرة السينمائي يتحدث
ل "بوابة الأهرام" عن هذا التحدي الذي يحمل معه كثير من الطموحات هذا
العام، وعن المسئولية التي وصفها بـ"الممتعة"، ويجيب عن ١٨ تساؤلًا عن
برمجة المهرجان واختيار الأفلام في دورته التي تنطلق الأربعاء المقبل
وغيرها في السطور التالية.
·
ما مكتسباتك من العمل مع يوسف شريف رزق الله؟ وما طبيعة
المسئولية التي ألقيت على عاتقك بعد رحيله؟
سبق وأن عملت مع الراحل منذ مهرجان الأقصر للسينما المصرية
والأوروبية، وأعتقد أنه لا يوجد أحد يعمل في صناعة السينما أو مجال النقد
الفني لم يستفد من قيمة الراحل فهو شخص متفاني في عمله وأستاذ لأنه يعلم
دون أن يشعر من أمامه بأساتذيته فلم يكن يقوم بدور الناصح برغم كل صلاحياته
التي يملكها في هذا الصدد، وبرغم أنه كان متقدمًا في العمر ويعاني ظروفًا
صحية حرجة إلا أنه كان يعمل بإخلاص كبير حتى آخر نفس لديه فقد كان يذهب
للغسيل الكلوي لمدة ثلاثة أيام ويأخذ معه الشغل الذي يصلح لعمله بيده
الأخرى مثل الكتالوجات والجرائد حتى يستغل ساعات الغسيل في ذلك وأظن أنه من
حظي الكبير أن القدر سمح لي بالتواجد معه طوال السنوات الأخيرة في عمره ليس
فقط لأخذ الخبرة ولكن نظرًا أيضًا للمسئولية التي وضعت فيها من خلال
تكليفات كنت أتلقها منه بناءً على ثقته بي وهو ما جعلني أتولى جزءًا كبيرًا
من إدارة المهرجان العام الماضي.
أما المسئولية فدعيني أوضح بداية أنني أعمل تحت اسم
"القاهرة" وهي عاصمة السينما وفيها كل التاريخ الخاص بالصناعة من مؤلفين
ومصورين وممثلين ونقاد فكل هؤلاء نحن نمثلهم في مهرجان بلادهم فهو ليس
بمهرجان سياحي أو صغير معمول في مدينة بل هو المهرجان الرئيسي للدولة عمره
أربعون عامًا فلابد أن أكون علي قدر المسئولية أضف على ذلك أن تكون الدورة
باسم يوسف شريف رزق الله الذي يجتمع على محبته وتقديره الجميع الذين يريدون
أن يكونوا على قدر اسمه، ولكن برغم ضخامة المسئولية إلا أنها تحمل قدرا من
المتعة التي سبق وتركت مهنتي بالصيدلة من أجلها فالسينما هي عشقي الذي كتب
لي، وهو درس بالمناسبة تعلمناه من الراحل الذي حول مساره من السياسة والعمل
الإخباري في خدمة ومحبة السينما.
·
لكن هناك نقلة في ديباجة العمل بهذه الدورة وإضفاء روح
الشباب بالمهرجان؟
النقلة بدأت منذ العام الماضي، وهي منطقية جدًا لأن حجم
مهرجان كالقاهرة بتاريخه وسمعته، لا يجوز أن يكون عدد العاملين فيه رسميًّا
خمسة وعشرون شخصًا أمام ضخامة حدث يحضر فيه ما يقرب من خمسمائة شخص، وهو ما
يؤكد عليه رئيس المهرجان محمد حفظي منذ البداية بمنح الفرص للطاقات الشابة
ومنحهم كامل الحرية في تنفيذ مهامهم، والحقيقة أنه كانت لديه رغبة في جعل
المهرجان يحمل طابعًا معاصرًا وهو ما تلاقى مع رغبة الراحل يوسف شريف رزق
الله بمعنى أن يكون مهرجانا يصلح لأن تنظمه مصر في هذه المرحلة يخلو من
الطابع الكلاسيكي الحكومي الذي كان يصلح منذ عشرين عامًا مثلًا.
ولاشك أن صناعة المهرجانات متشعبة وتحمل كثيرا من التفاصيل
وبها حراك طوال الوقت فلابد أن تكوني لديكي وعي وقائمة على الاتصال
والتواصل بين شعوب العالم على كل المستويات، ومن أجل ذلك طبعت روح الشباب
على جميع ملامح المهرجان في البرمجة والصحافة وغيرها.
·
كيف حدث التخلي عن هيمنة السينما الأوروبية هذه الدورة؟
في الدورة الـ٣٩ كان لدينا ما يقرب من ستة أو سبعة أفلام
هندية وهو رقم قياسي منذ فترة طويلة للسينما الهندية لكن في العامين
اللاحقين تقريبا لم يكن لدينا أي فيلم هندي بالمهرجان وعندما فكرنا في
الأمر وجدنا أنه لا سبب في الوجود أو اللاوجود، وهي مسألة تتعلق بإدارات
سابقة للمهرجان أي أننا كنّا نترك أنفسنا عرضه لما نستقبله سواء أفلام
تتقدم من تلقاء نفسها أو من يراسلون المهرجان من شركات توزيع والمؤسسات
السينمائية والمراكز الوطنية والتي هي بطبيعة الحال ٩٠٪ منها أوروبية حتى
وإن جاءت من دول خارج القارة يكون لها موزع أوروبي، وهذا كان يجعل البرنامج
ذا طابع أوروبي بالدرجة الأولى.
وما يحدث في المهرجانات الكبرى حاليًا يتمثل في تقسيم
المناطق والتخصصات بأن يكون هناك شخص يتابع ويرصد تحركات السينما مثلًا في
آسيا وعدد الدول التي تنتج بها وما الأفلام التي شاركت في مهرجانات كبرى
مثل كان وبرلين وبالمناسبة أصبحت لدينا شبكة مستشاريين دوليين كلهم يعملوا
بدون أجر فهم أصدقاء لنا ويزودونا بأفلام ولجان تحكيم وضيوف دون مقابل دعما
للمهرجان.
هذا بالإضافة لتفكيك لجنة المشاهدة التقليدية بمعنى أنه
طوال تاريخ المهرجان كان يشكل لجنة لمشاهدة الأفلام من ١٢ فرد وأحيانًا
أكثر بواقع مرتين في الأسبوع أو أكثر لأن الوقت ضيق والمطلوب لحين انتهاء
المهمة وهي مسألة انتهت في العالم كله لذلك خلقنا نظامًا مختلفًا هذا العام
قمنا خلاله بتقليل عدد اللجنة للنصف "٦ أفراد" وبدلاً من مشاهدتهم خمسمائة
فيلم شاهدوا ألف من خلال لينكات للمشاهدة بعد أن وقعوا تعاقدًا بعدم
الإفصاح عن أي محتويات للفيلم وسريتها، ويقوم بمشاهدة الفيلم اثنان أو
ثلاثة ثم يتم الفرز والترشيح لمسئولياتهم البرنامج طبقًا للقسم المسئول عنه
والمنطقة الجغرافية التي يشرف عليها، والنتيجة أننا انتهينا من عملنا منذ
منتصف سبتمبر بواقع مشاهدة ألف فيلم طويل وألف وربعمائة قصير بعكس الأعوام
الماضية كان بها ما يقرب من مائة فيلم لم نشاهدها نظرًا لضيق الوقت.
·
هناك زيادة في عدد الأفلام المتقدمة للمهرجان هذا العام
بواقع ٢٤٣٠ فيلما فما معايير الاختيار؟
دعيني أوضح في البداية من أين تأتي مصادر الأفلام، فلدينا
ثلاث خطوات أولًا الأفلام التي تسجل من تلقاء ذاتهم عبر الموقع وهذه كثيرة
جدًا، الأفلام التي تحضر لنا من الموزعين الدوليين والإقليميين في الشرق
الأوسط ونقوم بعمل اجتماعات معهم في الأسواق الرئيسية في كان وبرلين
للتفاوض عليها، بخلاف فريق البرمجة الذي يبحث في مناطق مختلفة في العالم
ويتواصل مع صناعها.
أما عن المعايير الأساسية تتمثل في الجودة لتشمل كافة
الأذواق والأنواع، ولدينا توجه هذا العام أن يكون لدينا أفلام لا يميل فيها
عنصر على حساب الآخر فنحن مهرجان فئة "أ" لابد أن تكون لدينا اكتشافتنا،
وأن يكون لدينا عدد جيد من العروض العالمية والدولية الأولى، وبالفعل وصلنا
إلى ٣٥ فيلما منها ما بين ٢٥ فيلما روائيا طويلا وتسجيليا وأفلام أخرى فازت
بجوائز وكانت في مهرجانات كبرى مثل كان وبرلين وهو ما يريده الجمهور أيضًا
بالإضافة إلى أن تاريخ وجود المهرجان آخر العام يكون ملامح موسم الأوسكار
بدأت في الوضوح؛ حيث إن المهرجانات الأخرى المنافسة تكون مبكرة ما يحرمها
من ذلك، ومنذ العام الماضي بدأنا نركز في اهتمامنا بالسينما الأمريكية وهي
صعبة التواصل والحصول على حقوقها وهذا تسبب في عدم وجود أفلام أمريكية في
سنوات سابقة للمهرجان أو كان يوجد أفلام تحمل هوية مستقلة خارج الاستديوهات
لا يعرفها أحد، وصحيح أن عدد الأفلام الأمريكية يقرب من ستة أفلام هذا
العام إلا أنها أفلام لها وزنها وثقلها وتجلب لنا جمهور مختلف كما حدث
وأعلنا عن فيلم "الأيرلندي" و"جودي" واُخرى مثل "لايت هاوس" المرشح بقوة
للأوسكار.
·
هناك كثير من التصنيفات الدولية والعالمية في أفلام
المهرجان هذا العام، حدثنا عنها؟
لدينا "١٩" فيلما عرض عالمي أول بعد زيادة فيلم قصير
أيضا، و١٧ فيلماعرض دولي وهو العمل الذي يعرض أول مرة خارج دولة إنتاجه مثل
الفيلم التونسي "قبل ما يفوت الفوت" الذي حصل على دعم من ملتقى القاهرة
العام الماضي، وسبق وعرض في مهرجان قرطاج في عرض خاص بدورته الأخيرة لكنه
يشارك هنا بعرضه الثاني عالميًا والدولي الأول خارج دولة الإنتاج، ثم نأتي
لمنطقتنا العريضة "الشرق الأوسط" التي تنقسم إلى الشرق ويضم مصر، لبنان،
فلسطين، سوريا، الخليج ومنطقة شمال إفريقيا بما تشمله من دول مثل تونس
والمغرب والجزائر وموريتانيا، ولدينا بها ٨٤ فيلمًا.
·
لكن هناك أفلام عربية عرضت في مهرجانات عربية مثل فيلم
"سيدة البحر" الذي عرض بمهرجان قرطاج؟
بالفعل هناك أفلام عربية تشارك في مهرجانات مثل "قرطاج" هو
صاحب جذب كبير بالمنطقة لكن هذا لا يمنع مشاركتها لدينا لأن الفيلم في
مهرجان قرطاج كان عرض أول بشمال إفريقيا لكن هنا في مهرجان القاهرة سيكون
عرضه الأول في الشرق الأوسط ومنها أفلام: سيدة البحر، نجمة الصبح، وفيلم
تسجيلي سوري بعنوان "رأيت كل شيء" ونمنح استثناءات للبعض لأن هدفنا هو
العرض الأول في المنطقة.
والحقيقي أن برنامجنا الفعلي بدون السينما المكسيكية
والبانوراما المصرية ١٣٤ فيلما منها ٨٤ عرض أول في الشرق الأوسط، ٣٥ فيلما
في عرضه العالمي الأول أي أن برنامج المهرجان نحو ٨٩ بالمئة منها عروض
عالمية ودولية أولى.
·
هناك اهتمام بالقضايا الإنسانية على هامش الأفلام المشاركة
بالمسابقات الرسمية وغيرها، هل كان ذلك مقصودًا؟
مهرجان بحجم القاهرة وتاريخه لابد أن يمثل كافة الاتجاهات
بالسينما ما بين روائية وقصيرة وتسجيلية وتجريبية وتحريك، وأفلام تناقش
قضايا مهمة وتطرح أفكارًا سياسيًّا وهذا هو دوري كمدير فني بأن أوجد
التجانس العام لبرنامج المهرجان، والحقيقة فكرة أن يكون هناك شخص مسئول عن
اختيار أفلام من منطقة معينة ويضع بباله هذه الاعتبارات يجعل برامجنا ثرية
بهذه التفاصيل تلقائيًا.
·
تعتقد أنه لابد من انفصال السينما والمهرجانات عن خط
السياسة العام في العالم؟
مستحيل عمليًا هذا الفصل، ونحن كمهرجان القاهرة ليست لدينا
رغبة في هذا أو ذاك ولكن لابد أن يكون مهرجانا جيدا فنيًّا وملتزما
بالقضايا الكبرى التي تهم دولتنا والعالم كله، ونحن في عالم كله مترابط
وأغلب أفلامنا انتاج مشترك وممول من أكثر من كيان وكل هذا يرتبط بما يحدث
في العالم من قضايا وأحداث كبرى مسيطرة على العالم وطبيعي أنه عندما يكون
العالم مهتم بقضايا اللاجئين أو المرأة مثلًا، تلقائيًا سيكون ما نحصل عليه
من أفلام يميل لهذا الأمر.
·
من واقع خبرتك كناقد يشارك في أغلب المهرجانات الدولية، إلى
أي مدى يوجد فارق في ديباجة العمل بيننا وبينه؟
كما ذكرتي أنا أذهب بصفتي ناقد فقط لذلك لست مطلعًا على
"المطبخ" الخاص بهم، والفروق بالأساس تتعلق بالهوية فقط لأننا لا نستطيع في
النهاية تطبيق نظام بحذافيره من دولة إلى أخرى لكن السياسة العامة وآلية
العمل التي نقوم بها ليست بعيدة عنهم.
هل كان إقناع شبكة "نتفليكس" من أجل جلب فيلم الافتتاح
"الأيرلندي" أسهل هذا العام من الماضي؟
بالتأكيد، فأول مرة دائمًا صعبة، خصوصًا لأن منطقتنا لديها
سمعة سيئة فيما يتعلق بالقرصنة لكن التفاوض كان فيما بعد أسهل.
·
لكن وجود فيلم مدته ٣ ساعات بالافتتاح قد يطيح بفرص مشاهدته
جيدًا؟
فكرنا في الأمر كثيرًا لكن وجدنا أن إحضار فيلم ساعة ونصف
لن يكون جذابًا مثل "الأيرلندي" المرشح لجائزة الأوسكار، فالعالم بأكمله
تحدث عن هذا الحدث الذي حصلنا خلاله على سمعة جيدة لأن جميع الجرائد
والمجلات بالعالم تحدثت عنا.
·
ما شروط "نتفليكس" ومكاسبها أيضًا من منح مهرجان القاهرة
فيلم الافتتاح؟
المكسب المهم لـ" نتفليكس" ليس ماديًا على الإطلاق بل ينصب
نحو الترويج فقد اختاروا أن يمنحوا الفيلم في المكان الذي يفيدهم بمعنى
ضمان عدم تسريبه أو سرقته أو تصويره كما أنهم اختاروا أن يكون افتتاحية
ثلاثة مهرجانات كبرى مهمة بالعالم وهي لندن، نيويورك، القاهرة، وفي مقابل
ذلك يسألون عن الصحافة والضيوف التي ستكون متواجدة في عرض الفيلم الذي
يشترطون أن يعرض بأفضل تقنية، لذلك أحضرنا بروجكتور 4K
وذكرنا لهم أن موزع فيلم الافتتاح بالعام الماضي منحنا عرضًا واحدًا فقط
ولم يكن هناك إعادة لذلك اتفقنا على عرضين الأول بدعوات وآخر دون تذاكر
مباعة فهو من أهم شروطهم.
·
هل تشكل منصات مثل "نتفليكس" خطرًا على الصناعة أم أنها
ستكون الخط الموازي لها؟
السينما تمتاز عن كل الفنون بكونها مربوطة بالتكنولوجيا
والإقتصاد بمعنى أنها فن تقني وجماهيري بالأساس منذ الأخوان "لوميير"عندما
قدموا أولى أفلامهم بتذاكر مباعة، وتاريخ السينما قائمة على البيزنس الذي
يستثمر في تطوير التقنيات ففي البداية يحدث مخاوف لكن يصبح الأمر طبيعي
فيما بعد كما حدث في دخول الصوت ثم الألوان ثم الانتقال للديجيتال ولا
نستطيع الوقوف أمام التقدم ولا يمكنا إنكاره، والعالم كله متجه نحو هذه
المنصات، والحقيقة أن نتفليكس ذاتهم بدأوا في تصالح مع المهرجانات بمعنى
أنهم بالفعل ينتجون أفلاما تعرض على منصاتهم ولكن هناك مثلًا ما يقرب من ٧
أفلام يروجون لها بالمهرجانات، والصناعة بشكل عام بدأت تصلح من نفسها ونحن
كمهرجان القاهرة لا يجوز الانقطاع عن العالم.
·
هل ألقت اتفاقية ٥٠/٥٠ بظلالها على ديباجة العمل بالمهرجان
هذا العام أم أنها ستطبق في الدورة الجديدة؟
نحن لم نغير أي شيء في طريقة عملنا، فالاتفاقية مهتمة
بأمرين الأول وهو تمثيل المرأة في الفريق الفني للمهرجان بخلاف ما نختاره
من أفلام وهو ما تحقق لدينا بالفعل، فقد وجدنا أن فريق البرمجة لدينا أكثر
من ٦٠ بالمئة منه سيدات وبالنسبة للاختيارات فنحن غير ملزمين بنسبة معينة
فربما نمنح في النهاية أرقاما تمثل مشاركة المرأة كمخرجات مثلًا، وفي
النهاية معيارنا هو الجودة وأذكر أنه بالعام الماضي وجهت لنا انتقادات عن
وجود مخرجين رجال فقط لأفلام المسابقة العربية لأننا نبحث بالأساس عن
"الجودة".
·
لماذا كانت هناك زيادة في عدد الأفلام المشاركة بمسابقة
آفاق السينما العربية التي تتولى إداراتها أيضًا من ٨ إلى ١٢؟
السينما العربية تعيش لحظة جيدة وإنتاجتها تزداد وهذا واضح
من حصد الجوائز والمشاركة بالمهرجانات بعكس هذا العام كان سيئًا جدًا على
السينما المصرية على الصعيد الإنتاجي والجودة، ومثلًا دبي على مدار ١٤
عاما كان أهم نقطة لالتقاء السينما العربية من خلال مسابقة المهر العربي
والخليجي والتي كانت تتراوح ما بين ٢٥ إلى ٣٠ فيلما عربيا محفوظة لهذا
المهرجان وهذا كان توجه عام للمهرجان، وبعد توقفه لم يعد هذا متاحًا لذلك
كان لابد أن نلعب هذا الدور ومن هنا فكرنا في زيادة التواجد العربي
بالمهرجان في كل شيء سواء في عدد أفلام برنامج آفاق إلى ١٢ بدلًا من ٨ ،
بخلاف وجود ٣ أفلام بالمسابقة الرسمية، وفيلمان من سبعة في أسبوع النقاد،
وسبعة أفلام في سينما الغد بين مصري وعربي، بخلاف أفلام عروض الـ"جالا".
·
هل التفاعل الجماهيري مع مسابقة آفاق السينما العربية كان
سببًا أيضًا للتوسع حتى على مستوى زيادة أعضاء لجنة التحكيم إلى ٥ بدلًا من
٣؟
البرنامج محظوظ لحب الجمهور في السينما العربية لأنها تمثل
لغته كما يحب صناع الصحافة هذا الأمر لسهولة التواصل معهم، ولان المسابقة
جميع عروضها كاملة العدد فكرنا في التوسع بها وفي الجوائز وحتى على مستوى
لجنة التحكيم التي يرأسها هذه المرة كندي الجنسية والمسابقة هذا العام
مقسومة لنصفين ستة منها جديدة في عرضها العالمي والدولي الأول منهم فيلم
"بيروت المحطة الأخيرة" الذي سبق وشارك في ملتقى القاهرة من قبل، وستة
أفلام شاركت في مهرجانات أخرى كما أوضحنا فيما سبق.
·
أخيرًا ما التحدي الذي تستهدفه في الدورة الـ٤١ ل مهرجان
القاهرة السينمائي ؟
أن نكون قدر التوقعات والطموحات والدليل الدعم الكبير الذي
وجدناه هذا العام من أهل الصحافة والإعلام، بخلاف الدور التنظيمي الذي
أحدثناه في سياسة البرمجة هذا العام مما جعلنا محددين أكثر في عدد أفلامنا
بالرغم من أن الجميع يشعر أن هناك توسعًا كبيرًا في هذا الأمر، والمهم أن
نقدم دورة مرضية لنا جميعًا سواء كاملين بالصناعة أو الجمهور الذي نضعه نصب
أعيننا دائمًا. |