وثائقيات الجونة المدهشة..
من رعب «الطفل الواحد» إلى صدمة «المتحرش المتسلسل»
محمد هشام عبيه
منذ الدورة الأولى، عكس اختيار مهرجان الجونة إقامة مسابقة
خاصة للأفلام المستقلة اهتمامًا من صناع المهرجان بهذه النوعية من الأفلام
التي ربما لا تحظى بجماهيرية أو إقبال كتلك التي تنالها الأفلام الروائية
الطويلة، رغم أنها صناعة شهدت تطورا لافتا في السنوات الأخيرة الماضية،
وقفزت أدواتها بدرجة مذهلة، حتى تكاد في بعضها تنافس دراميا وإنسانيا ما
تنطوي عليه الأفلام الروائية التقليدية، مع ميزة إضافية في الوثائقيات؛ هي
أن ما نراه هو "دراما واقعية" وليست دراما خيالية.
في الدورة الماضية احتفى المهرجان بعرض عديد من الأفلام
الوثائقية المميزة؛ من بينها "عن الآباء والأبناء" للمخرج السوري طلال
ديركي والذي وصل إلى قائمة ترشيحات الأوسكار القصيرة لاحقًا، وفي الدورة
الثالثة حالفني الحظ بمشاهدة أربعة أفلام وثائقية مدهشة، ليس فقط في مستوى
العمق الإنساني والدرامي الذي تحتويه، وإنما أيضًا في جرأة محتواها
والمستوى الفني المميز.
أمة الطفل الواحد one
child nation
هذا واحد من أكثر الأفلام رعبًا على الإطلاق. الرعب هنا لا
ينطلق من حديث الفيلم عن عوالم خفية أو كائنات متوحشة، وإنما عن كونه يكشف
-ربما لأول مرة- عن الجانب الخفي والمظلم لسياسة "طفل واحد" التي انتهجتها
الصين في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي؛ في محاولة للحد من الزيادة
السكانية، بعدما تحدثت تقديرات عن أن استمرار (الانفلات الإنجابي) قد يفضي
بعد سنوات قليلة إلى حدوث مجاعة.
ما يعرفه العالم أن الصينيين تعرضوا لعميلة غسيل مخ منظمة
من أجل إقناعهم بأن "طفل واحد أفضل"، وأنهم تجاوبوا مع ما أمرتهم به
حكومتهم من أجل (رفعة الوطن)؛ لكن الحقيقة المروعة التي يكشف عنها الفيلم
أن السنوات الثلاثين التي سرت فيها سياسة الطفل الواحد -تخلت عنها الصين
كلية في 2014- انطوت على مذبحة مفزعة، لم يكن ضحاياه حتى النساء أو
الأطفال، وإنما "الرُّضّع".
بامتداد الصين، انتشرت فرق تفتيش واجتثاث، إن صح التعبير،
تابعة للحكومة، أولًا لتعقيم -أي منعها من الإنجاب ثانية- أية امرأة ولدت
لتوها، وثانيًا من أجل انتزاع الطفل الثاني -إن حدث وولد- لنقله إلى ملجأ
حكومي! في مقابلة مذهلة أجرتها مخرجة الفيلم -وهي صينية بالطبع- مع قابلة
كان يفترض بها أن تساعد النساء على الإنجاب، فإذ بها في سنوات الرعب هذه،
تقوم بإجهاض النساء الحوامل في طفلها الثاني، وذلك بالطبع تحت مظلة حكومية،
تقول القابلة التي اقترب عمرها من التسعين حاليًّا إنها تسببت في مقتل ما
بين 50 و60 ألف رضيع! الآن تلك القابلة تعمل في وظيفتها الإنسانية
الطبيعية، وتزين بيتها بصور أطفال رضع شاركت في إنجابهم، تقول إنها تحاول
أن تكفر عن عملها المرعب في الثمانينيات والتسعينيات، لكن هل هدأت روحها
فعلًا؟
لكن على عكسها، لا يشعر عمدة واحدة من القرى الصينية
البعيدة بأي تأنيب ضمير على ما اقترفته يداه، يقول إنه كان ينفذ الأوامر،
لم يكن يملك الرفض.
المخرجة الصينية نانفو وانج، تكشف عن جانب مظلم عن عائلتها
في الفيلم أيضًا. بعدما ترسخت سياسة الطفل الواحد، أدى ذلك إلى ظهور ظاهرة
مخيفة أخرى وهي "وأد البنات"، وبيع الأطفال. إذ بدا أنها إذا لم يكن هناك
سوى طفل واحد فقط لكل الأسرة حسنًا ليكن "ولد"، وهكذا كان يتم ترك الرضع
الفتيات في الشارع بعد ولادتهن لتنهشهن الحيوانات الضالة، أو لو حالفهن
الحظ ويجدهن واحد من سماسمرة بيع الأطفال؛ لبيعهن إلى ملجأ مقابل 200 دولار
للواحدة، ولاحقًا يبيعهن الملجأ إلى دولة أوروبية أو أمريكا في مقابل مبلغ
يتراوح بين 15 و25 ألف دولار للواحدة!
ذروة الدراما كانت تتمثل في "التوأم"، بمَن يمكن أن تضحي
الأسرة؟ هكذا يستعرض الفيلم قصة توأم صيني، بقيت الأولى في بلادها، بينما
بيعت الثانية إلى أسرة في أمريكا، المذهل أنه بعدما كشف صحفي صيني عن
الواقعة، توصل صحفي أمريكي إلى الفتاة الأخرى في بلاده، تتحدث الفتاة
الصينية بابتسامة حزينة قائلة إنها سعيدة أنها وجدت نصفها الآخر، وأنهما
تتواصلان عبر "فيسبوك"، لكنها لم تجرؤ أن تسأل شقيقتها في أي مدن أمريكا
تعيش الآن؛ خوفًا من أن يتسبب سؤالها الفضولي هذا في أن تفقدها؟ يمكن
تفهُّم الأمر عندما نعرف أن أسرة الفتاة التي صارت أمريكية الآن رفضت
الظهور في الفيلم.
بعد نحو 30 سنة، توقفت الصين عن سياستها القسرية هذه، بعدما
تم إجهاض أو منع إنجاب 338 مليون طفل محتمل -تأمل ضخامة الرقم وكل هذه
الحيوات التي قتلت قبل أن تولد؟- والآن تبنت كل أجهزة الدولة وأذرعها
الدعائية خطابًا مفاده أن "طفلَين اثنين أفضل بكثير للصين من طفل واحد"!
مذهل إذن "أمة الطفل الواحد"، ذلك أنه يقول بتتابع هادئ
ومتزن، ودون أصوات زاعقة، ما فشلت أن تقوله آلاف المظاهرات الصاخبة ضد جنون
الأنظمة الديكتاتورية وكيف أنها تقتل الإنسانية وتعذب البشرية قولًا
وفعلًا.
إبراهيم إلى أجل غير مسمى
وهذا واحد من أكثر الأفلام ألمًا. هنا المخرجة لينا العبد،
الفلسطينية- الأردنية، تتبع ما تبقى من سيرة أبيها إبراهيم العبد الذي كان
واحدًا من كوادر جماعة "أبو نضال" الفلسطينية المسلحة، في سنوات السبعينيات
والثمانينيات، والتي انشقت عن حركة فتح وقامت بعديد من عمليات الاغتيالات
في الداخل الفلسطيني والخارج، واستهدفت في أحيان أهدافًا إسرائيلية وأخرى
أمريكية وسعودية.
عندما كان عمرها ست سنوات فقط، اختفى والدها إبراهيم ولم
يعد قط. لم تظهر له جثة. لم تذكر أية جهة أنه قتل، فقط عثرت على اسم والده
في سطر واحد في كتاب الصحفي البريطاني البارز "باتريك سيل" "أبو نضال..
بندقية للإيجار"، وكان السطر يقول إن إبراهيم قد قتل على يد الجماعة نفسها
في مذبحة داخلية بدعوى "العمل لصالح CIA"؛
قتل فيها 600 شخص كانوا يمثلون ثلث أعضاء الجماعة تقريبًا.
تسافر لينا إلى سوريا ومصر وألمانيا وأخيرًا إلى مسقط رأس
أبيها في فلسطين، بحثًا عن أثر للأب، كيف كان؟ لماذا اختار الانضمام إلى
جماعة وصفت على نطاق واسع بأنها إرهابية؟ لماذا اختار القتل ولم يختر أن
يبقى مع أسرته؟ كيف مات حقًّا؟ ولماذا؟ والسؤال الأهم: هل تستحق فلسطين كل
ما جرى؟
في رحلتها، ولقاءاتها المتعددة مع أشقائها الأكبر منها
سنًّا، والذين تفرقت بهم الحياة عقب اختفاء ومقتل الأب، تحاول أن تكون صورة
عن والدها، وتلتقي أقرباء لها ورفقاء، والمحصلة أن أباها كان طيب القلب
كثير الترحال غامضًا، لكنه كما تصفه شقيقتها الكبرى كان "غبيًّا"؛ لأنه صدق
أن انضمامه إلى "أبو نضال" سيكون طريقًا لتحرير فلسطين، بينما الجماعة كما
يرون لم تكن تضم سوى مجموعة من المرتزقة والقتلة. ترك غياب الأب أثرًا
سلبيًّا في الأسرة؛ إذ لم تتشتت فحسب بل باتوا جميعًا يتعاملون مع القضية
الفلسطينية بلا اهتمام أو اكتراث ويعتقدون أنها لا تستحق كل هذه التضحية.
لم تكن لينا تبحث عن أمل في أن يظل والدها على قيد الحياة،
لكن الرحلة أكدت لها موته، وإن كانت في نفس الوقت أحيت في داخلها صورة الأب
المناضل وصورة وطنها فلسطين، ولعل أكثر لحظات الفيلم مثيرة للتفكير هي تلك
التي تسأل فيها لينا والدتها -المصرية الأصل- وشقيقتها المقيمة بألمانيا
وشقيقتها المقيمة بالإسكندرية، عما يعني لهم الوطن الحقيقي، وجميعهم أجابوا
بأن الوطن بالنسبة إليهم هو سوريا؛ حيث قضوا فيها سنوات عدة وذاقوا فيها
معنى الأسرة، وحده إبراهيم الصغير، ابن شقيقها الذي أطلق عليه هذا الاسم
تيمنًا بالجد المناضل المفقود، أجاب وهو الذي يقيم في ألمانيا بأن الوطن
بالنسبة إليه هو.. فلسطين.
ليبدو لنا الأمر وكأن الجد، لم يمُت بعد، وأن شيئًا ما منه
سيبقى.. إلى حين.
محصن Untouchable
هذا أكثر الأفلام صدمة؛ صحيح أن القصة باتت مروية ومعروفة،
وأن العالم كله الآن يعرف جيدًا أن منتج هوليوود الأشهر، الغول الذي صنع
النجوم واقتتص جوائز الأوسكار، هارفي واينستين، هو متحرش جنسي متسلسل إن
جاز التعبير، وهي التهمة التي تجري محاكمته الآن بسببها؛ إلا أن هذا الفيلم
يكشف كيف جرى الأمر، وكيف تواطأ الجميع لسنوات طويلة -ربما لنحو ربع قرن-
على هوس هارفي الجنسي، حتى تكشَّف أخيرًا.
في مقابلة مع صحفية بجريدة "نيويورك بوست"، يتلخص بوضوح كيف
كان واينتسن مسيطرًا على الصحافة والإعلام الأمريكي، وكيف كانت مواجهته أو
الصمود في وجهه من قبل ضحاياه من السيدات اللائي تحرش بهن مستحيلَين.
تقول الصحفية إنها حضرت حفلًا كان واينستين هو نجمه، وحينها
كان هو نفسه َمن يدير حملة المرشح الرئاسي الأمريكي "آل جور"، وتسبب ذلك في
تأجيل عرض فيلم أنتجه بعنوان "O"؛
لأن الفيلم كان ينطوي على كثير من مشاهد العنف في المدارس، وهو توجه كان
يناهضه آل جور في تناول الظاهرة. سألت الصحفية واينستين عن سبب تأجيل
الفيلم، فرد بأن الفيلم من إنتاج أخيه، ثم ابتعد عنه. بعد دقائق عاد إليها
ونعتها بالسافلة والساقطة، وحاول أن ينتزع منها شريط التسجيل عنوة.. قاومت،
ثم تدخَّل صحفي زميل لها كان في الحفلة، وحاول أن ينقذ الصحفية من بين يدَي
واينستين، فتحول له الأخير، وبدأ يكيل له السباب واللعنات واللكمات؛ وهو
يقول له إنه يفعل ما يريد؛ لأنه "عمدة هذه المدينة الملعونة". حدث هذا وسط
حضور مصورين وصحفيين، والتقطت عشرات الصور للواقعة، وتم تسجيل ما جرى..
خمِّن ماذا حدث؟
في اليوم التالي، لم تنشر أية جريدة أمريكية وقائع ما جرى
من واينتسن. لقد اشترى صمت الجميع. وهكذا كان من الطبيعي أن يسحق أسفل جسده
الضخم عشرات من السيدات دون أن تستطيع أن تتكلم واحدة منهن بكلمة واحدة؛
لأنها حتى إن فعلت هذا مَن سيسمع؟
واقعة أخرى يوردها الفيلم تظهر مدى "جبروت" واينستين، بعدما
تحرش بفتاة حديثة العمل لديه في شركته، لم تتحمل الفتاة ما جرى وبدا أنها
ستتحدث، سريعًا ما حاول أن يتفق معها عبر موظفة أخرى على اتفاق "يحرمها من
الكلام"، في مقابل مادي وصل إلى 50 ألف دولار. وافقت الفتاة مضطرة؛ لكن
بنود الاتفاق كانت مذهلة، إذ من بينها أنه تُمنع الفتاة من الذهاب إلى أي
طبيب نفسي بشكل عام، وإذا حدث وذهبت إلى طبيب نفسي وأخبرته بما جرى، فإنها
ستكون قد خرقت الاتفاق وستحاسب هي على ذلك وليس الطبيب! ليس هذا فحسب، بل
وإذا حدث وقد رفع أحدهم ضد شركة واينستين دعوى قضائية تتعلق بالتحرش؛ فإنه
لزامًا على الفتاة أن تأخذ موقفًا داعمًا لشركة واينستين ولا تنحاز مطلقًا
لرافع الدعوى!
هل تصدق أن هذا جرى بالفعل وأن هناك مَن كانوا يعلمون به
وصمتوا؟
لا يحتوى الفيلم على مشاهد تمثيلية، وهو في أغلبه قائم على
مقابلات مع الضحايا ولقطات فيديو مصورة لواينستين، ومع هذا فإن الفيلم جاذب
بشدة دون لحظة ملل واحدة، بل إنه مؤثر وبشدة، ذلك أن الضحايا -وفيهن ممثلات
شهيرات- وهن يستجرعن لحظات تحرش واينستين بهن، وقد حدث ذلك أحيانًا منذ
سنوات بعيدة، تبدو الواقعة حاضرة في ذهنهن بكل تفاصيلها المروعة، بل إن
عيونهن تدمع وشفاههن ترتجف وهن يتذكرن ما جرى في رعب وصدمة، ولعل تلك
الواقعة مع واحدة من الضحايا التي كانت تعاني عمًى ليليًّا يمنعها من
الرؤية في الضوء الخافت كلية، والتي خيرها واينستين- مدركًا مرضها- بأن
تستسلم لتحرشه أو يتركها ترحل وحيدة عبر السلم الخلفي ذي الضوء الخافت من
الدور الرابع؛ ما يؤكد أن هارفي كان بلا قلب حقًّا.
كان واينتستن إذن محصنًا وغير قابل للمس، لاعتبارات عدة،
لكنه سقط فور أن كسرت السيدات حاجز الخوف والصمت، ومن المدهش أن جميعهن
أكدن أن واينستين ليس وحده وليس الأخير، لكنه فقط مَن سقط بعد كل هذه
السنوات؛ ليبدو الأمر وأن دائرة التحصين لهؤلاء واسعة بدرجة لا يمكن
تخيلها.
وراء البحر الغاضب
يوثق هذه الفيلم رحلة مذهلة، قام بها المغامر المصري الشهير
عمر سمرة، وصديقه عمر نور لاعب الترايثلون؛ لعبور المحيط الأطلطني وحدهما
على متن قارب تجديف. يستعرض الفيلم جانبًا من تدريبات المغامرين المصريين
انطلاقًا من عبارة يقودها نور في بداية الفيلم، بأن عدد البشر الذين صعدوا
إلى الفضاء أكثر بكثير من عدد البشر الذين عبروا المحيط عبر مركب تجديف.
المهمة تبدو صعبة ومستحيلة؛ لكنّ كلًّا من "العمرَين" لديه
من الدافع ما يجعله يواصل.
انطلق الشابان في رحلتهما من جزر الكناري ليقطعا 3 أميال في
المحيط ليحققا هدفهما.. في اليوم الثاني عشر، حدث ما لم يكن متوقعًا، أصيبت
أجهزة الطاقة بعطل، وهو أمر أدى إلى انخفاض قدرة أجهزة تحلية المياه إلى
أقل من الثلث، وتزامن ذلك مع التعب الشديد الذي أصابهما جراء التجديف
لمسافات طويلة.. ثم حان وقت العاصفة.
عاصفة مفاجئة قلبت المركب رأسًا على عقب، لا تنقل الكاميرا
ما حدث بالضبط بطبيعة الحال؛ لأن الكاميرا كانت على متن المركب، وبدءًا من
هذه النقطة تحديدًا فإننا نتابع ما جرى كيفما يرويه "العمران"، وعبر كاميرا
موبايل لأحد بحارة سفينة عابرة ستتدخل لإنقاذهما لاحقًا.
يحفل الفيلم بعديد من المواقف المثيرة وأخرى تثير الضحك؛
خصوصًا خلال عملية إنقاذ عمر سمرة وعمر نور، وصحيح أن الفيلم يحتفي بالدور
الذي قامت بها السفينة التي أنقذتهما في عرض المحيط -وللصدقة كان قائدها
ربانًا عربيًّا- لكن ربما كان ذلك الدور يستحق التركيز أكثر من ذلك، يلجأ
صناع الفيلم في ثلثه الأخير إلى الربط بينه وبين محاولات اللاجئين عبور
البحار والمحيطات هربًا من الموت في بلادهم وبحثًا عن حياة أخرى، ورغم
إنسانية هذا الربط فإن إيقاع الفيلم يتراجع إجمالا بدءًا من هذه النقطة.
في كل الأحوال يبقى ما وراء البحر الغاضب مغامرة حقيقية،
ليس فقط في ما سعى له عمر سمرة وعمر نور من عبور المحيط -وهو ما لم يتحقق
للأسف.. على الأقل هذه المرة- وإنما أيضًا في مغامرة أن توثق محاولات ترويض
البحر الغاضب بكاميرا محددة القدرات، بغض النظر عن أن المحيط لا يزال حتى
تاريخه، عصيًّا على الترويض. |