أمير رمسيس:
خفضنا ميزانية شراء الأفلام وحافظنا على مستواها في «الجونة
السينمائي»
كسرنا قاعدة القاعات الفارغة من الجمهور لأفلام المهرجانات
الجونة ـ حاورته: انتصار دردير
في أول دورة يتولى فيها المخرج المصري أمير رمسيس
منصب المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي، استطاع مع فريق
البرمجة اختيار أهم الأفلام التي أبدعها سينمائيون من مختلف دول
العالم، والتي حصد أغلبها جوائز كبري المهرجانات العالمية، ومع
ختام الدورة الثانية لـ «الجونة
السينمائي» كان لابد من وقفة معه عن تقييمه لها وعن رؤيته
المستقبلية للمهرجان وأسئلة أخري في لقاء أجرته «سينماتوغراف» معه:
·
ما هو أهم ما حرصت عليه مع توليك منصب المدير الفني
للمهرجان في دورته الثانية؟
أهم شيء كان اختيار الأفلام، ومنذ البداية عندما
عرضت على الفنانة بشري الانضمام لأسرة المهرجان، قلت لها أن الشيء
الوحيد الذي أجيده هو مشاهدة الأفلام وكان أول شيء نحرص عليه أن
نرسخ ما بدأناه العام الماضي الذي خضنا فيه عدة تحديات، وكنت
مسئولاً عن البرمجة لكن مسئوليتي كمدير فني امتدت هذا العام لبعض
المهام اللوجستية إلى جانب البرمجة.
·
وكم عدد المبرمجين بالمهرجان؟
إلى جانب انتشال التميمي مدير المهرجان، هناك نيكول
وتريزا ومحمد عاطف وأنا أي أن الفريق يتكون من خمسة وهناك مهرجانات
مصرية لا تعترف بمسألة البرمجة.
لكن التحدي الأكبر بيني وبين نفسي هو قياس مدي
إقبال الناس على أفلام المهرجان وما انطباعهم عنها، وهل ستدفعهم
لدخول بقية الأفلام أم العكس، فهناك قناعة لدي البعض أن أفلام
المهرجانات ليس لها جمهور وأن قاعاتها تظل فارغة، واعتقد أننا
كسرنا هذه القاعدة التي يروج لها البعض، وظهر ذلك واضحاً من أول
دورة وتأكد خلال الدورة الثانية فقد شهدت العروض إقبالاً من كافة
الفئات وجاء طلبة خصيصاً لحضورها وكان هذا هدفاً نسعى إليه من
البداية أن تكون لدينا أفلاماً فنية قادرة علي جذب المتفرج.
·
كيف تفسر الإقبال غير العادي على مشاهدة الأفلام
القصيرة، إلى حد أنه لم تكن هناك أماكن في كل حفلاتها؟، وهل تعتقد
أنها ستضع الفيلم القصير في مكانة جديدة بالنسبة للجمهور
والمهرجانات أيضاً؟
مفاجأة الأفلام القصيرة بدأت من الدورة الأولي،
فكانت كل عروضها كامل العدد وهذا العام أكدت وجودها بين الجمهور
بفضل مجموعة الأفلام الجيدة التي استطعنا استقطابها، فليس صدفة أن
يكون لدينا الفيلم القصير الفائز بجائزة مهرجان كان ولدينا مخرجة
كبيرة، مثل كوثر بن هنية تشترك بفيلم قصير (بطيخ الشيخ) وتوفر لنا
فيلمين مصريين الأول “شوكة وسكينة “بمشاركة نجوم كبار، والثاني “ما
تعلاش علي الحاجب” لتامر عشري الذي يخرجه بعد أن قدم فيلمه الروائي
الأول “فوتوكوبي”، وهذه التوليفة جاءت متوافقة مع الجمهور وكان
للزميل محمد عاطف دور كبير في اختيارها.
·
*هل
تعتقد أن أفلام القسم الرسمي (خارج المسابقة) طغي تميزها على أفلام
المسابقة؟
هذا أمراً طبيعياً لأنها أفلام حصلت على جوائز
عالمية فمثلاً فيلم “سارقو المتاجر” الحاصل على السعفة الذهبية في
مهرجان كان هذا العام، لا يمكن أن نضعه في المسابقة رغم أنه
بإمكاننا أن نفعل ذلك لأننا سنظلم الأفلام الأخرى بالمسابقة، لكن
ليس معني هذا أن أفلام المسابقة أقل تميزاً بالعكس فهي تضم أفلاما
حصلت على جوائز عالمية، ونعطي لبعضها الفرصة لكي يشاهدها الجمهور
المصري لتكون لديه فرصة الاطلاع عليها، وفي العام الماضي أعادت
سينما زاوية عرض 11 فيلماً من أفلام الدورة الاولي لمهرجان الجونة.
·
وهل دفعتم الكثير مقابل الحصول على هذه الأفلام؟
قد لا يصدق البعض أننا دفعنا ثلث ما دفعناه العام
الماضي، وهناك بعض الموزعين قدموا لنا أفلاماً مهمة بدون مقابل
لثقتهم من أن عرضها بالجونة سيحقق لها ترويجاً مهماً لدرجة أن بعض
الزملاء في مهرجان القاهرة لا يصدقون الأرقام التي قمنا بدفعها
للحصول على هذه الأفلام، والحقيقة أنه لا يوجد فارق كبير في السعر
بين الفيلم الكبير والفيلم الصغير.
·
ما مدي رضاءك عما حققته هذه الدورة؟
إذا حسبناها بنسبة الأفلام المشاركة 74 فيلماً وما
كنا نتطلع إليه 78 فيلماً أي أن هناك أربعة افلام لم نستطع الحصول
عليها من بينها فيلمين كانا سيعرضان تجارياً قبل انعقاد المهرجان
ورفضنا هذا المبدأ.
·
لا شك أن إلغاء مهرجان دبي اتاح لكم فرصة واسعة
للانفراد بهذه الأفلام التي كان يتميز بها؟
أري أن تأجيل مهرجان دبي أو الغائه مثل ضغطاً
جديداً علينا لأنه كان منفذاً للسينما العربية، واختفاؤه من الساحة
جعلنا في موقف صعب فنحن نقيم مسابقة دولية وليس عربية ولا نستطيع
أن نستوعب كل الإنتاج العربي، فهناك أفلاماً جيدة لا نستطيع
استيعابها في المسابقة لذا لابد من وجود دبي والقاهرة وقرطاج وكافة
المهرجانات العربية، لكن علي مستوي الأفلام الدولية فإن مهرجان دبي
لم يكن يقيم مسابقة دولية كما انه لأول مرة في تاريخه تخلي عن فكرة
العرض العربي الأول في دورته الماضية وعرض ثلاثة أفلام سبقناه
إليها من بينها فيلم
the square.
·
*هل
تعتقد أن نجاح مهرجان الجونة يعزز نجاح المهرجانات المصرية الأخرى؟
بشكل ما لمسنا جميعا اهتمام الدولة بمهرجان القاهرة
السينمائي والمهرجانات الأخرى سواء من خلال الدعم المباشر أو
اللوجستي، ومهرجان الجونة ليس في منافسة مع أي مهرجان بل اننا في
حالة تقارب معها وعلي تواصل مع القائمين عليها.
·
ما هو الشيء الذي كنت تتطلع إليه كمدير فني
للمهرجان ليكون في دورة هذا العام ولم تستطع تحقيقه؟
أتمنى أن نقيم مناقشات حول وسائط العرض السينمائي
الحديثة فلم تعد شاشة السينما وحدها هي وسيلة العرض فهناك الـ (دي
ار) والـ (160) واتمني أن نتمكن من طرحها في الدورة الثالثة العام
القادم.
*كيف
تلقيت الهجوم الذي تعرض له فيلم (عيار ناري) عقب عرضه الأول
بمهرجان الجونة؟
أري أن هناك تجنياً كبيراً على الفيلم ولا أري كما
يدعي البعض انه يهين ثورة يناير، فإذا كان يتعرض لأحد مدعيها فهناك
ثمانية شهداء آخرين بالفيلم، وأنا شخصياً تعرضت للحبس في 28 يناير
ووقفت مع الثورة تماماً، وأري أنني لن أكون سعيداً بتزييف بطولات،
والفيلم ينتصر للحقيقة وللمعايير الني قامت الثورة من أجلها.
·
خلال ندوة المخرج الكبير داوود عبد السيد التي
أدرتها كان واضحاً افتتانك بأفلامه وميلك أيضا لفكرة المخرج المؤلف
مثله؟
نعم سينما داوود عبد السيد تسحرني وسينما المؤلف هي
التي أحببتها من يوسف شاهين، ولذا اكتب أفلامي بنفسي مثلما فعلت في
أول أفلامي (بتوقيت القاهرة).
·
وهل أخذك الجونة السينمائي من أفلامك كمخرج؟
بشكل عقلاني بحت كان من الصعب أن اجمع بين تصوير
فيلم والمهرجان الذي تطلب تفرغاً تاماً لتأسيسه، لكني أري أنه مع
الدورة الثالثة منه أستطيع بدء تصوير أحدث أفلامي (حظر تجول) الذي
انتهيت من كتابته، وتلعب بطولته الفنانة الهام شاهين وتدور أحداثه
في ليلة واحدة خلال فترة حظر التجول بعد ثورة 30 يونية وهو فيلم
إنساني بحت اتطلع لبدء تصويره في ديسمبر المقبل.
####
السيناريست المصري هيثم دبور:
«عيار ناري» حظه سيئ مع المهرجانات العربية
الجونة ـ الوكالات: «سينماتوغراف»
يعتبر كاتب السيناريو المصري هيثم دبور مشاركته
بفيلمين في الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي (مصادفة
سعيدة)، رغم ما واجهه فيلم (عيار ناري) من سوء حظ على مستوى
المهرجانات العربية.
وقدم مهرجان الجونة السينمائي الفيلم الروائي (عيار
ناري) في عرضه العالمي الأول لكن في قسم الاختيار الرسمي (خارج
المسابقة).
الفيلم بطولة أحمد الفيشاوي ومحمد ممدوح وروبي
وعارفة عبد الرسول وأسماء أبو اليزيد وهنا شيحة وأحمد مالك وصفاء
الطوخي ومن إخراج كريم الشناوي.
تدور أحداث الفيلم في الفترة التالية للانتفاضة
الشعبية في مصر عام 2011 حين كانت المظاهرات والاشتباكات مشهدا
مألوفا وفي أحدها يموت شاب برصاصة من مجهول لكن تقرير الطبيب
الشرعي عن حالة الوفاة يثير الجدل ويتسبب في وقفه عن العمل ويدخله
في صراع من أجل الدفاع عن مهنيته وسمعته.
وقال دبور في مقابلة مع رويترز: (الفيلم للأسف لم
يكن يمكن دخوله المسابقة الرسمية لأنه من إنتاج الشركة المنظمة
للمهرجان، كما يشارك في إنتاجه محمد حفظي الذي أصبح هذا العام
رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي، وبالتالي فقدنا فرصة المنافسة
بكلا المهرجانين).
وأضاف: (كنا نعقد الأمل على مهرجان دبي الذي يقام
في نهاية العام وبالفعل المهرجان روج للملصق الدعائي للفيلم بدورته
السابقة في 2017 لكن مع الأسف تم تأجيل دورة المهرجان هذا العام
إلى العام القادم).
لكن الفيلم سيعرض في أكتوبر تشرين الأول بمهرجان
مالمو للسينما العربية في السويد ضمن برنامج (ليالي عربية)
بالتزامن مع طرحه بدور السينما في مصر.
وعن توقعاته لتلقي الجمهور المصري للفيلم عند عرضه،
قال دبور: (الفيلم لا يقوم بالتأريخ أو التوثيق لفترة 2011 لكنه
يتحدث عن فكرة إنسانية وفلسفية أعمق. الفيلم يغوص داخل أعماق
الشخصيات ويضع المشاهد أمام سؤال جدلي.. تنتصر للإنسانية أم
للحقيقة؟).
وأضاف: (الفيلم بالنسبة لي هو قصة إنسانية لكنه قد
يبدو صادما أو غير مريح لبعض الناس لأنه يجعل المشاهد يفكر ويتفاعل
ويضع نفسه مكان البطل، وهذا قد لا يريح البعض ممن يريدون أو يقبلون
بالإجابات الجاهزة).
وتابع قائلاً: (أعلم أن الموقف المسبق لكل مشاهد
مما حدث في 2011 قد يحكمه وهو يتابع الفيلم لكن اؤكد مرة أخرى أن
الفيلم لا يخدم أي غرض سياسي أو توجه معين، الفيلم صنعناه ليكون
فيلما سينمائيا، وسواء طرحناه اليوم أو قبل عامين أو بعد خمسة
سيثار نفس الجدل).
ولكاتب السيناريو هيثم دبور فيلم قصير بمهرجان
الجونة بعنوان (ما تعلاش عن الحاجب) تعاون فيه من جديد مع المخرج
تامر عشري بعد أن قدما معا فيلم (فوتوكوبي) في 2017 والذي فاز
بالعديد من الجوائز.
الفيلم مدته 21 دقيقة ويتناول قصة في غاية الدقة عن
مشكلة فتاة منتقبة في سن الزواج منخرطة في الجمعيات الدينية
والخيرية لكنها تواجه مشكلة شخصية في تهذيب حواجبها بعد أن أصبحت
تكره رؤية وجهها بالمرآة لكن النساء المنتقبات تحذرها من ذلك بدعوى
أنه حرام دينيا قبل الزواج ولا يجوز بعد الزواج إلا بإذن الزوج
لتظل الفتاة في صراع نفسي بين الاستجابة لراحتها الشخصية والقيود
المفروضة عليها من المجتمع الذي اختارت العيش فيه.
ويقول دبور: (النسخة النهائية لسيناريو هذا الفيلم
موجودة ربما من قبل حتى أن نصنع فيلم “فوتوكوبي” وطوال الوقت كنا
نحاول إنتاجه لكن الأفلام القصيرة صعبة إنتاجيا لأن مردودها
التجاري ضعيف جدا، وعندما سنحت الفرصة قدمناه على الفور حتى أنني
والمخرج شاركنا في الإنتاج).
وأضاف: (آمنا بالفكرة جدا رغم شدة خصوصيتها
الانثوية، لكننا أردنا تقديم نظرة مختلفة وحقيقية عن مجتمع ننظر
إليه طوال الوقت نظرة نمطية تماما، وهو مجتمع المنتقبات).
وتابع قائلاً: (ذاكرت مجتمع المنتقبات جيدا قبل
كتابة الفيلم، وكان جزءا من المذاكرة هو إرسال السيناريو إلى
مجموعة من الأصدقاء السلفيين والمنتقبات أو كن منتقبات، والحقيقة
رد الفعل الغالب الذي جاءنا من النساء كان.. لا بد أن تصنعوا هذا
الفيلم).
####
«عيار ناري».. الحقيقة ليست كل شيء
الجونة ـ انتصار دردير
ما هي الحقيقة؟، هل هي الشيء الذي يتفق عليه
الناس؟، وماذا لو اتفقوا على غير الحقيقة؟، هل نسايرهم أم نتصدى
لأكاذيبهم ونواجههم بالحقيقة مهما تسببت في إيذاء آخرين؟
هذه التساؤلات وغيرها يطرحها فيلم «عيار ناري» الذي
جاء عرضه العالمي الأول بمهرجان الجونة السينمائي (خارج المسابقة)،
وقد قوبل «بكثير من الهجوم اعتراضاً على محتواه ليعيد الجدل حول
ثورة يناير 2011 الذي يتجدد مع كل فيلم يتعرض لها من قريب أو بعيد».
يتعرض الفيلم لأحداث «لاظوغلي» وهي المنطقة القريبة
من مبني وزارة الداخلية بالقاهرة التي شهدت اشتباكات حولها خلال
ثورة يناير 2011.
بطل الأزمة شاب يدعي علاء أبو زيد (يؤدي دوره
الفنان الشاب أحمد مالك) الذي يظهر كجثة في أغلب المشاهد خارج
وداخل المشرحة، فيما عدا مشهد طويل يواجه فيه أمه وشقيقه وهو
المشهد الذي يكشف لنا في النهاية لغز اغتياله، وهل تم بقناصة
الداخلية خلال أحداث لاظوغلي أم ورائه أيادي أخري، وهل هو شهيد أم
بلطجي ركب موجة الثورة.
يلعب أحمد الفيشاوي واحداً من أنضج أدواره مجسداً
شخصية الطبيب الشرعي د. ياسين المانسترلي، وهي تبدو انعزالية عن
الجميع تحمل أزمة صاحبها فهو السكير الذي لا تفارق زجاجة الخمر
جيبه ويضع بعضاً منها في ثلاجة المشرحة، مما يثير فضول الجميع
بانعزاله عن الناس وأسرته ووالده الطبيب والوزير السابق الذي خرج
من الوزارة بفضيحة، فيبتعد عن أبيه ويتجنب زيارته في المستشفى إلا
بعد إلحاح من شقيقته (تؤدي دورها هنا شيحة)، وكما يقول لها في أحد
حواراته «اخترت اتعامل مع الميتين عشان محدش فيهم هيسألني أنت ابن
الوزير».
التقرير
الذي كتبه د. ياسين بعد تشريح جثة علاء أبو زيد يثير عليه أسرة
الشهيد والصحافة ومديرة الطب الشرعي، حيث يتهمه الجميع بالتواطؤ مع
الداخلية لتأكيده على أن الشهيد قُتل من مسافة قريبة مما ينفي
التهمة عن قناصة الداخلية.
يقدم الفيلم نموذجاً إيجابياً للصحافة (ربما لأن
مؤلفه هيثم دبور صحفياً بالأساس)، وقدم العام الماضي في مهرجان
الجونة أوراق اعتماده كمؤلف بفيلم «فوتو كوبي»، ويعود هذا العام
بفيلمين «عيار ناري» وفيلم أخر قصير داخل المسابقة «ما تعلاش علي
الحاجب».
يعيد المخرج الشاب كريم الشناوي في أولي تجاربه مع
السينما الطويلة، اكتشاف أبطاله فيقدمهم بأداء يرتفع بهم إلى مناطق
جديدة، مثل روبي وهي تلعب شخصية الصحفية التي تجري وراء الحقيقة
مهما واجهت من متاعب أو أزمات سواء مع مصادرها أو مسئولي الصحيفة،
وهي في البداية والنهاية التي تطرح التساؤلات حول مفهوم الحقيقة
التي تبحث عنها وتصر عليها كصحفية لكنها تجد نفسها في النهاية
تتبني موقف الطبيب.
كما أدت الممثلة عارفة عبد الرسول دور الأم
المكلومة التي تعرف أكثر مما تظهر بأداء صادق شديد الإقناع.
تلعب الموسيقي التصويرية دوراً حيوياً في الفيلم،
وتعلن عن وجودها في عديد من المشاهد والتي وضعها أمين أبو حافة،
كما ينجح المونتاج في الحفاظ على إيقاع الفيلم من البداية للنهاية
بتلك المشاهد المتلاحقة في لهاث لا يحتمل أي تباطؤ.
تتوالى الاتهامات علي رأس الطبيب ويشكك الجميع في
سلامة موقفه سواء أسرة الشهيد أو الصحفية أو مديرة المشرحة التي
تصدر تقريراً آخر تؤكد أن إطلاق النار تم من مكان بعيد، مستغلين
كونه سكير ويتم وقفه عن العمل وتحويله للتحقيق.
ومع ثقته لسلامة تقريره وسعيه مع الصحفية لإثبات
الحقيقة يسجل تقريره بأن الرصاصة قد أُطلقت من مسافة بعيدة، ليحمي
أسرة القتيل من فضيحة أخلاقية
وتتضامن معه الصحفية في ذلك.
وكان «عيار ناري» قد رشح للمسابقة الرسمية بالجونة
لكن إدارة المهرجان تحفظت على ذلك باعتبار أن منتجه هو مؤسس
المهرجان رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي رأي ضرورة الابتعاد بالفيلم
عن شبهة المجاملات.
####
كوثر بن هنية:
لا أضع آمالاً على الأوسكار و«بطيخ الشيخ» كوميديا حول مفهوم
السلطة
الجونة ـ الوكالات: «سينماتوغراف»
قالت المخرجة التونسية كوثر بن هنية إن فيلمها
القصير (بطيخ الشيخ) يدور بشكل أساسي حول مفهوم السلطة والصراع من
أجلها لكن في قالب كوميدي خفيف.
الفيلم مدته 23 دقيقة ومن بطولة أحمد الحفيان وبلال
سليم. تدور الأحداث حول شيخ مسجد يحظى باحترام وتقدير الجميع إلا
أنه يتعرض للخديعة من مساعده الذي يحاول إزاحته وأخذ مكانه ويجد
الشيخ نفسه في موقف لا يحسد عليه بعد أن أدى صلاة الجنازة على سيدة
لا يعرفها إذ تتوالى عليه المفاجآت.
وجاء العرض العالمي الأول للفيلم ضمن مهرجان الجونة
السينمائي المقام حاليا في مصر.
وقالت المخرجة التونسية: (أردت عمل فيلم كوميدي لكن
في ذات الوقت عميق.. كيف يتعرض صاحب السلطة لمخطط شيطاني لإزاحته
عن مكانه؟ لأن من يطمع في منصبه يدرك مدى القوة التي سيمتلكها إذا
وصل لهذه السلطة).
وأضافت: (الفكرة الأساسية هي مفهوم السلطة، هو صراع
دائر في البنك وفي الشركة وفي كل مكان، لكني اخترت أن أسلط الضوء
هنا على الصراع على السلطة الدينية من خلال الجامع).
ورغم أن الفارق الزمني بين (بطيخ الشيخ) والفيلم
القصير السابق لكوثر بن هنية (يد اللوح) خمس سنوات فإن ثمة روابط
تجمع بين الفيلمين.
وقالت: (في فيلمي القصير السابق ظهرت شخصية الإمام
الذي كان يدرس القرآن للأطفال، وكانت شخصية ثانوية في الفيلم،
وعندما بدأت كتابة “بطيخ الشيخ” أخذت هذه الشخصية وطورتها وبنيت
عليها الفيلم الجديد).
ويتنافس (بطيخ الشيخ) ضمن 23 فيلماً في مسابقة
الأفلام القصيرة بمهرجان الجونة السينمائي الذي يسدل الستار عليه
يوم الجمعة.
وبينما تضع كوثر بن هنية عينها على ردود فعل
الجمهور وتفاعله مع فيلمها القصير (بطيخ الشيخ) فإن قلبها لا يزال
معلقاً بفيلمها الروائي الطويل (على كف عفريت) الذي رشحته تونس هذا
العام لتمثيلها بالمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
وقالت: (كان من المفترض ترشيح الفيلم للأوسكار
بالعام الماضي لأن وقتها كان لدينا موزع أمريكي يخطط لأن يقود حملة
ترويج للفيلم بعد ترشيحه حتى يزيد من حظوظ الفيلم لكن للأسف تم
ترشيح فيلم آخر).
وأضافت: (هذا العام اعتبر ترشيح الفيلم للأوسكار
تعويضا عما جرى، لكن يبدو أن الوقت فات لأننا لن نستطيع عرضه
بالولايات المتحدة الآن، وبالتالي أرى حظوظه أقل بكثير رغم إيماني
التام بالفيلم وموضوعه).
ويتناول الفيلم قصة فتاة جامعية تذهب إلى حفل
وتتعرف هناك على شاب وعند مغادرتهما المكان للسير قليلا على شاطئ
البحر تتعرض الفتاة للاعتداء من عناصر تنتمي للأمن فتبدأ رحلة بحث
عن حقها المسلوب.
وحاز الفيلم على العديد من الجوائز من المهرجانات
العربية خلال 2018 كما فازت بطلته مريم الفرجاني بجائزة أفضل ممثلة
ضمن جوائز النقاد التي يمنحها مركز السينما العربية.
وقالت كوثر: (للأسف لا أضع آمالاً كبيرة على الوصول
للقائمة النهائية التي ستضم خمسة أفلام فقط، إذا كانت لديك 180
دولة كل منها تتقدم بفيلم للمنافسة فالفرصة هنا لا تبدو كبيرة في
ظل غياب الدعاية).
####
رغم انتهاء أزمة تصاريحهم الأمنية:
فريق «يوم أضعت ظلي» يعتذر عن الحضور لـختام «الجونة السينمائي»
الجونة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
انتهت أزمة صناع الفيلم السوري «يوم أضعت ظلي»
بالحصول على تصاريح أمنية لدخول مصر وذلك برعاية النجم السوري جمال
سليمان، الذي تدخل لحل الأزمة مع الجهات المسؤولة، بعد أن واجه
فريق العمل صعوبات شديدة خلال الأيام الماضية في اللحاق بعرض
فيلمهم في المهرجان لعدم حصولهم على تأشيرات دخول.
وقد اعتذر معظم فريق العمل عن الحضور لحفل ختام
المهرجان بعد حل الأزمة بسبب ارتباطهم بأعمال أخرى، إلى جانب
انتهاء عروض الفيلم ضمن فعاليات الدورة الثانية لـ «الجونة
السينمائي».
المعروف أن الفيلم عرض في المسابقة الرسمية
للمهرجان، وسبق وعرض لأول مرة عالمياً بمهرجان فينيسيا السينمائي
في دورته الماضية. |