كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

كان السينمائي يفتتح دورته الـ71 بفيلم إسباني لمخرج إيراني

"أمير العمري

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

الكل يعلم" عمل سينمائي لا يرتفع إلى مستوى أعمال المخرج الايراني أصغر فرهادي السابقة.

خسارة جماعية

جاء افتتاح الدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائي بفيلم إسباني للمرة الثانية منذ أن افتتح بفيلم “تعليم سيّئ” للمخرج الشهير بيدرو ألمودوفار عام 2004، والفيلم بعنوان “الكل يعلم” Everybody Knows، وهو من إخراج الإيراني أصغر فرهادي الذي حصل من قبل على أوسكار أحسن فيلم أجنبي عن فيلم “البائع”، الذي عرض في مسابقة كان قبل عامين وفاز بجائزتين عن السيناريو والممثل، كما حصل قبل ذلك على جائزة الأوسكار عن فيلمه “انفصال نادر وسيمين” الذي كان وراء شهرته العالمية.

وفيلم “الكل يعلم” من الإنتاج المشترك بين إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، إلاّ أنه يروي قصة عن عائلة إسبانية، وتدور الأحداث في إسبانيا، يجسّدها ممثلون إسبان وممثل أرجنتيني واحد، وينطق بالإسبانية التي لا يعرفها المخرج الإيراني الذي كتب رغم ذلك، سيناريو الفيلم، لذلك نعتبره فيلما إسبانيا من ناحية الهوية.

سر الاختفاء

الكل يعلم” فيلم من أفلام الأسرة، أي أنه يبدو للوهلة الأولى قادما من عالم فرهادي الذي ألفناه في أفلامه السابقة خاصة “انفصال نادر وسيمين”، و“الماضي” و“البائع”، وهو شأن هذه الأفلام الثلاثة ينطلق من مأزق ما تواجهه الأسرة ويتعين على أفرادها تحديد موقفهم، وربما أيضا اتخاذ قرار صعب ينتج عن مواجهة الذات بالحقيقة التي كانت خافية منذ سنوات.

إنه يطرح في الأساس سؤالا أخلاقيا، حول ماذا يمكن للمرء أن يفعل عندما يجد نفسه أمام اختيار: أن يرفض الماضي ويتعامى عنه، أو يقبله ويعترف به ويفقد بالتالي جزءا من كرامته أو ربما كرامته كلها، بل ويدمّر حياته الزوجية، من أجل أن يحافظ على تقدير واحترام المرأة التي كان يرتبط بها عاطفيا في الماضي؟

المشكلة الرئيسية في الفيلم تتعلق بالسيناريو الذي يبدأ بداية جيدة، لكنه سرعان ما يسقط في التقليدية

وسؤال الاختيار الإنساني يقابله في الفيلم دور القدر وفكرة الإيمان بقدرة العناية الإلهية على التدخل في الوقت المناسب لوضع حد للمعاناة الإنسانية، في مقابل رفض الفكرة والاعتماد على المال لحل المشكلات، أي على وسيلة مادية تماما في مواجهة اليقين الديني الغيبي.

نحن أمام امرأة هي “لاورا” (بينيلوبي كروز) متزوجة من رجل أرجنتيني هو “أليخاندرو” (ريكاردو دارين)، لديهما ابنة في سن المراهقة هي “إيرين” وطفل في السادسة من عمره.

تذهب لاورا بصحبة الطفلين لزيارة أسرتها في قرية بالقرب من مدريد وحضور حفل زفاف إحدى فتيات الأسرة، وهناك تلتقي بـ“باكو” (خافيير بارديم) الذي كانت ترتبط معه بعلاقة غرامية طويلة في الماضي، لكنه أصبح الآن متزوجا من “بيا” (باربره ليني) التي لم تنجب له أطفالا.

وذات ليلة تكتشف لاورا اختفاء ابنتها إيرين التي تعاني من ضيق في التنفس، من المنزل كله، ويبدأ الجميع في البحث عنها خاصة باكو الذي يسعى بشتى الطرق للعثور على أي دليل يؤدي إلى إنقاذها، خاصة أن العصابة التي اختطفتها تطالب بفدية مقدارها 300 ألف يورو، وتهدّد بقتلها في حالة إبلاغ الشرطة أو التقاعس عن دفع المبلغ.

وسرعان ما يحضر أليخاندرو زوج لاورا من الأرجنتين، تستعين لاورا وباكو بضابط شرطة متقاعد للاستفادة من خبرته، فيوجه الشرطي العجوز أسئلة تلقي بظلال من الشك على الجميع: باكو وأليخاندرو وأفراد الأسرة جميعا، خاصة وأن باكو يمتلك قطعة أرض خصبة كان قد اشتراها بثمن بخس من لاورا في الماضي، والآن أصبح زوج لاورا عاطلا عن العمل منذ سنتين، ويعتقد والدها العجوز أنه يتعين على باكو رد الأرض أو دفع فارق الثمـن، أما شقيق لاورا “فرناندو” فهو حائر في الأمر، بينما تبدو ابنته “ماريانا” التي أنجبت طفلا من شاب لا تعرفه، حائرة توحي تصرفاتها بالشك.

أسئلة محيرة

من الذي يمكن أن يكون قد اختطف الابنة إيرين ويطالب بالفدية؟ وكيف يمكن إنقاذ الموقف؟ وهل ما سيكشف عنه المأزق الذي يقع فيه الجميع حينما يبدؤون في تبادل الشكوك، يمكن أن يساهم في نوع من “التكفير” عن الذنب بالمعنى الأخلاقي؟ من الذي سيكسب ومن الذي سيخسر في نهاية المطاف؟ أم أن الجميع سيصبحون من الخاسرين؟

رغم أن الفيلم يدور على مستوى العائلة وتناقضاتها الداخلية شأن الأفلام السابق الإشارة التي إليها للمخرج الإيراني المرموق، إلاّ أنه يبدو أقرب في الحقيقة إلى سينما الإسباني ألمودوفار.

فبعد أن يدخلنا سيناريو فرهادي في مأزق اختفاء إيرين، ونظل نتابع الاتهامات والشكوك والبحث عن الفتاة والكشف عن الندوب القديمة الكامنة داخل قلوب البعض، والغصة التي يشعر بها بوجه خاص باكو، مع أفكار أخرى متناثرة داخل الفيلم مثل “الأرض لمن يزرعها” في تعبير مجازي عن واقع الطفلة التي ربما تكون ابنة باكو في الحقيقة، وليست ابنة أليخاندرو، وإن كان هو الذي قبل الأمر الواقع وتولى تربيتها وأصبح مرتبطا بها كابنته تماما، إلاّ أن السياق يتجه في ما بعد نحو الميلودراما والمبالغات واستدرار الدموع والكشف عن تعقيدات أخرى للحبكة من خلال قدر لا بأس به من المصادفات والاعترافات، وصولا إلى نهاية شديدة الضعف للفيلم لا تشبع الدراما، ولا ترضي الجمهور.

على الرغم من كثرة الثرثرة في الفيلم والاستطرادات والتكرار والهبوط الذي يشوب الإيقاع العام بعد الثلث الأول من الفيلم، إلاّ أن المستوى الممتاز لمجموعة الممثلين جميعا وخاصة الزوجين بينيلوبي كروز وخافيير بارديم، في خامس لقاء لهما معا في فيلم سينمائي، هو ما يجعل الفيلم يبقى في دائرة الاهتمام، ويدفع المشاهد لمتابعته حتى اللحظة الأخيرة.

إدارة الممثلين

لا شك أن تجربة أصغر فرهادي في إدارة طاقم الممثلين الذين يؤدون باللغة الإسبانية تنجح كثيرا، فالمعروف أن فرهادي أستاذ كبير في إدارة الممثلين، وهو يجيد إخراج الكثير من المشاهد، ويخلق مع مدير تصويره الإسباني خوسيه لويس ألكان، تكوينات بديعة خاصة في المشاهد الليلية: الاحتفال بالزفاف في ساحة القرية، المشهد الذي يدور داخل برج الكنيسة، حيث تلهو إيرين في البداية من صبي مراهق معجب بها.. وغير ذلك.

إلا أن المشكلة الرئيسية في الفيلم تتعلق بالسيناريو الذي يبدأ بداية جيدة، لكنه سرعان ما يسقط في التقليدية وكثرة الشخصيات على نحو مربك أحيانا، مع السقوط في الميلودراما، ولكن دون أن ينجح في محاكاة ميلودرامات المخرج بيدرو ألمودوفار الممتعة التي تدور بين الواقع والخيال.

كانت سيناريوهات أصغر فرهادي دائما تتميز بقدرتها على الكشف عن عنصر جديد في الدراما في كل مشهد، أي أنه ينجح عادة في تكثيف السرد، حيث يجعل موضوع فيلمه متعدّد المستويات، يتعمق فيه بحيث لا تصبح الأحداث الخارجية سـوى “مداخل” إلى قضايا فكرية وفلسفية أكبر من الحدث المباشر نفسه، أي المستوى الأول، الأمر الذي يغيب تماما عن هذا الفيلم الذي يمكن اعتباره العمل الأقل شأنا مقارنة مع أفلام فرهادي السابقة.

و“الكل يعلم” من أفلام المسابقة الـ21 في مهرجان كان، وهو إذن يتنافس على “السعفة الذهبية” وجوائز أخرى في التمثيل والإخراج والسيناريو، ولكن في جعبة المهرجان الكثير من المفاجآت التي سيكشف عنها خلال الأيام القادمة.

لقطات من المهرجان

* للمرة الأولى يفرض المهرجان مشاهدة الصحافيين والنقاد لفيلم الافتتاح في نفس الوقت مع ضيوف المهرجان من السينمائيين وصناع الفيلم ونجومه الحاضرين وعلى رأسهم بينيلوبي كروز وخافيير بارديم وبالطبع المخرج أصغر فرهادي، وهو ضيف دائم على مهرجان كان حتى لو لم يكن له فيلم، وقد تعين على جموع الصحافيين الحاضرين مشاهدة حفل الافتتاح الذي كان يجري في قصر لوميير الرئيسي، على شاشة قاعة العروض الصحافية المجاورة (ديبوسيه).

* أعلن المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي ضيف شرف المهرجان، والممثلة الأسترالية كيت بلانشيت رئيسة لجنة التحكيم، افتتاح الدورة الحادية والسبعين، بعد أن قدّم مدير المهرجان تيري فريمو أعضاء لجنة التحكيم وقدّم الممثل الفرنسي عرضا كوميديا خفيفا على المسرح.

* وزع مهرجان كان على جميع الحاضرين من الضيوف والصحافيين رقم هاتف مخصص للاتصال في حالة تعرض أي شخص لتحرش جنسي من أي نوع في حملة لمقاومة التحرش والاعتداءات الجنسية.

* ضجت قاعة الصحافيين بالضحك عندما تقدّمت كيت بلانشيت فارعة الطول من مارتن سكورسيزي القصير الذي أحناه الدهر أيضا، لكي يعلنا معا افتتاح الدورة، وبدت بلانشيت كما لو كانت ستلتهم سكورسيزي المنبهر، وهي تضع ذراعها حول كتفه وتخفض رأسها لكي يردّدا معا عبارة بالفرنسية والإنكليزية لافتتاح المهرجان.

* أبدت كيت بلانشيت رئيسة لجنة التحكيم الدولية امتعاضها بطريقة ما من عدم وجود عدد كبير من أفلام المخرجات في المسابقة، عندما قالت إنها سعيدة بوجود عدد كبير من النساء في لجنة التحكيم، لكنها كانت تأمل في وجود عدد كبير أيضا في المسابقة، وتعتزم بلانشيت مع زميلتها الأميركية في اللجنة كريستين ستيوارت الانضمام لمسيرة لنجوم السينما على البساط الأحمر تعبيرا عن رفضهنّ للتحرش الجنسي في أوساط صناعة السينما.

* تنظر محكمة باريسية في الدعوى القضائية التي أقامها باولو برانكو المنتج البرتغالي السابق لفيلم “الرجل الذي قتل دون كيشوت” الذي سيعرض في ختام مهرجان كان، وهو المشروع الذي ظل يعمل عليه المخرج البريطاني-الأميركي تيري غيليام لسبع عشرة سنة، والسبب أن برانكو الذي سبق له مقاضاة غيليام مرتين دون أن يكسب الدعوى، يطالب غيليام بدفع أربعة ملايين يورو بموجب ما يقول إنه شرط جزائي في تعاقده مع غيليام الذي فسخه الأخير وأنتج الفيلم مع منتجين غيره، وكان المهرجان قد قرّر عرض الفيلم بغض النظر عن التبعات القانونية، وأصدر بيانا يتهم المنتج.

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

09.05.2018

 
 

المهرجان يؤازر الحرية بينما يوجه عقابا قاسيا للصحفيين!

طارق الشناوي

رسالة مهرجان كان

الصحفيون والنقاد فى مهرجان (كان) والذين يصل عددهم إلى نحو 5 آلاف فى أكبر تجمع ثقافى وفنى فى العالم (حائرون غاضبون يتساءلون فى جنون) عن سر تلك المعاملة القاسية التى غيرت تماما من طبيعة التغطية الصحفية والإعلامية، حيث صار العرض الأول للمهرجان لا يسبقه كما هو معتاد عروض الصحافة بنحو 12 ساعة، يبدأ المهرجان عرض الفيلم فى الثامنة والنصف صباحا للصحفيين، وفى نفس التوقيت تقريبا ولكن فى المساء ستجده معروضا فى الاحتفالية الضخمة التى يتجمع فيها الآلاف من عشاق الفن السابع لمشاهدة النجوم.

الحجة المعلنة لإلغاء عرض الصحافة هى كيف يُطلق عليه افتتاح وعرض أول كما هو معلن، بينما واقعيا يسبقه عرض الصحافة، وأحيانا ليس عرضا واحدا بل قد يصل الأمر إلى رقم أربعة عروض سابقة على العرض الرسمى، نظريا قد يبدو أن هذا هو المنطق إلا أنه لا يعبر بصدق عن الحقيقة، حيث إن كل المهرجانات تعتبر أن تعريف الافتتاح هو العرض الذى يرتدى فيه النجوم (الببيون) والنجمات ملابس السهرة ويصعدون على السجادة الحمراء ليتحول إلى عُرس حقيقى للفيلم وميلاد رسمى له، كل هذا وصيحات عشاق هذا النجم أو تلك النجمة أو ذاك المخرج لا يتوقفون عن التصفيق وإعلان البهجة، هم قطعا لا يفرق معهم مستوى الشريط السينمائى، بقدر ما يعنيهم أولا مشاهدة النجم.

بينما عرض الصحفيين بلا سجادة حمراء ولا نجوم، أحيانا فقط لجنة التحكيم تتواجد معنا، وبالطبع يأخذ الجميع حريتهم المطلقة فى التعبير عن الفيلم أحيانا بالاستهجان حتى أثناء العرض وربنا تتعالى صيحات (يييييه) تهز جنبات صالة العرض، أو يغادرون الصالة قبل نهاية الفيلم، وفى القليل النادر نرى التصفيق يعلو إيقاعه، وهذا هو بالطبع حال السينما فى كل العالم، فمن الذى قال إن الاستحسان هو القاعدة حتى فى أكبر المهرجانات التى فى العادة تختار الأفضل، من بين ربما المئات وأحيانا يتجاوز الرقم ألفى فيلم يختارون فقط بضع عشرات منها، إلا أن هذا لا يعنى بالضرورة أنها أفلام تحظى بإجماع من الصحفيين والنقاد، من المؤكد أن البعض اشتكى من صُناع الأفلام بسبب أن الكتابة فى العادة سلبية مما يؤثر نفسيا عليهم، رغم أن الفنان بطبعه قادر على أن يرتدى، فى أى لحظة، قناع البهجة والسعادة.

قبل اختراع النت وانتشاره السريع فى الألفية الثالثة كانت الصحيفة تصدر فى صباح اليوم التالى، بينما الصحفى والناقد كتب مقاله قبلها بنحو 24 ساعة، وبهذا فإن صناع الفيلم لا يجدون شيئا يعكر صفوهم قبل الصعود على السجادة الحمراء ويحصلون على تهنئة حارة من الجميع فى اللحظات المصيرية ويبتسمون للجميع، ومن حقهم أيضا فى اللقاءات العابرة على سلم قاعة (لوميير) أن يدلوا برأيهم الإيجابى قطعا فى العمل الفنى، ولكن بعد انتشار المواقع صار الفيلم ينتهى عرضه للصحفيين مثلا فى الحادية عشرة صباحا وربما بعد ساعتين فقط تجد مقالا يفند عيوب الفيلم، إلا أن هل يستحق الأمر تلك القرارات التى تؤثر قطعا سلبا على (الميديا)؟ ثم ألا يمكن أن تساهم كتابات النقاد الإيجابية عن عدد من الأفلام فى زيادة بهجة صناع الفيلم عل السجادة ويربح أكثر المهرجان.

كل ما سبق من قيود على الصحافة أصدرها أمين عام مهرجان (كان) وهو العقل المدبر تييرى فريمو، حيث تولى هذا المنصب الأعلى بالمهرجان قبل نحو 10 سنوات بينما له تواجده السابق فى 2001 عندما استدعاه جيل جاكوب الرئيس السابق للمشاركة فى الإدارة الفنية وبعد ذلك صار هو المسؤول عن البرمجة ليتولى بعد ذلك كل التفاصيل.

افتتح المهرجان أمس دورته رقم 71 وسط الغضب العارم للصحفيين ومراهنة مباشرة على النجوم وصناع الأفلام تنفيذا لرغباتهم، ولو طبقت تلك القواعد على باقى المهرجانات لانتزع الرجل السبق عن كل الصحفيين بل وكل (الميديا)، أى قرار يصدره مهرجان بحجم (كان) لا ينسحب فقط على (كان) بل ستجد أن له مردودا ضخما فى كل التفاصيل المتعلقة بالمهرجانات الأخرى، كما أنه يأخذ من الصحافة سلاحها الأول وهو السبق، ولا شك سيفتح الباب لحلول أخرى وهى أن يسعى كل صحفى للحصول على تذكرة للدخول فى حفل المساء حتى يسبق الآخرين بالكتابة عن الفيلم.

هناك ضوابط أتفهمها فى الحقيقة ولها منطقها ولا يجوز لنا الاعتراض عليها، بل ينبغى الترحيب بها ودعمها، مثل إلغاء التصوير (السلفى) على السجادة من المعجبين أو حتى الإعلاميين حتى لا يؤثر ذلك على الإيقاع العام للحفل، وأن يتم فعلا معاقبة من يفعل ذلك، ولكن ما جرى للصحفيين هذه المرة غير مبرر على الإطلاق.

نعم المهرجان له مواقف اجتماعية مهمة، منها مثلا شعار (أنا كمان) الذى يواجه التحرش فى العالم، ولم يسمح لأى سينمائى أدين أو حتى متهم بالحضور، المهرجان أيضا لايزال محافظا على توجهه السياسى يؤازر الحرية، من خلال افتتاح المهرجان بفيلم المعارض الإيرانى المخرج أصغر فرهدى، هو لا يعمل الآن فى السينما الإيرانية بل توجه لتقديم أفلام مع شركة فرنسية، وهذه المرة إسبانية ويقدم فيلمه (الكل يعرف) بطولة بينلوبى كروز وزوجها خافيير براديم، لن تجد قضية سياسية معارضة يطرحها الشريط السينمائى، لكنك ستلمح قطعا سينما رائعة واختيارهم لفرهدى لتاريخه وجوائزه المتعددة فى (كان) و(برلين) ومسابقة (الأوسكار) مرتين حصل فيهما عن أفضل فيلم أجنبى (انفصال) و(البائع).

هو معارض ولكن أسباب اختياره فنية بحتة، وهو ما ينطبق بقوة على الإيرانى جعفر بناهى الممنوع من السفر ومن مغادرة البلاد، بل ومن ممارسة مهنته كمخرج، ورغم ذلك رشحوه مرة لرئاسة لجنة التحكيم ولم يحضر فسلطوا الإضاءة على الكرسى الفارغ، ورشحوا مره ثانية بفيلمه (هذا أليس فيلما) عام 2012 ولم يحضر، ويعرض له فيلمه (3 وجوه) هذه المرة داخل المسابقة الرسمية، بعد أن قدموا طلبا للحكومة الإيرانية بالسماح له بالسفر وهذا لم يحدث حتى الآن، وأتصوره أيضا طبقا لتركيبة النظام الإيرانى لن يحدث.

المهرجان له مواقفه السياسية ومنها مثلا وقوفه إلى جانب ثورات الربيع طوال رحلته الماضية، ولكن لا أجد فى الحقيقة مبررا لهذا التعنت مع الصحافة حتى إنه ألغى تماما أى إحساس بأهمية الصحافة والإعلام التى تمنح الكثير لأى تظاهرة والخوف أن يمتد ذلك إلى كل المهرجانات والأنشطة وبجرة قلم تصبح صاحبة الجلالة بلا أى لا أقول جلالة بل أيضا دلالة!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

09.05.2018

 
 

يوميات " كان " السينمائي 71

سقوط الأقنعة ومساءلة المؤسسة الأسرية في فيلم افتتاح الدورة 71 من مهرجان " كان " السينمائي

بقلم صلاح هاشم

الجميع يعلمون وسقوط الأقنعة

فيلم الإفتتاح " الجميع يعلمون " للايراني صغر فارهادي

مساءلة " المؤسسة الأسرية "

التاريخ والجغرافيا

فيلم " الجميع يعلمون " للمخرج الايراني الكبير أصغر فارهادي الذي عرض في حفل افتتاح الدورة 70 لمهرجان " كان " السينمائي هو الفيلم الثاني لمخرجه خارج بلده الأصلي إيران، بعد فيلم " الزبون " الذي عرض في مهرجان كان منذ عامين وشارك في مسابقته وحصل ممثل الفيلم على جائزة احسن ممثل

في فيلمه الجديد ينتقل بنا المخرج الايراني أصغر هذه المرة الى اسبانيا حيث تدور أحداث الفيلم في قرية صغيرة في الريف الأسباني الممتد الى ما لانهاية و الذي تنتشر فيه أشجار الكروم، وتصل لورا بطلة الفيلم - تقوم بدورها في الفيلم الممثلة الأسبانية الكبيرة بينيلوب كروز- تصل في صحبة ابنتها ايرين( 16 سنة ) وابنها الصغير ( 5 سنوات ) من الارجنتين للمشاركة في الاحتفال بعقد قران شقيقتها في تلك القرية الصغيرة التي ولتد فيها وكبرت في قلب ذلك الريف الأسباني الساحر- نري مناظر الريف من داخل السيارة التي تقل الأسرة من المطار الى القرية بعد أن تخلف زوج لورا في الأرجنتين، ويبدأ الفيلم من داخل برج الكنيسة التي تطل على ساحة القرية وعندما تهبط تترات الفيلم نكون استمتعنا بمنظر تروس تلك الماكينة- الساعة التي تضبط ايقاع أجراس الكنيسةوهي تدور، كعلامة من علامات الزمن الذي لا تتوقف عجلته ابدا،ونري العصافير الصغيرة وهي تحلق من ثقب يتسلل منه الضوء في نافذة البرج حيث تقرع الأجراس، ويضبط الفيلم ايقاعه على "حركة"تلك الأسرة الكبيرة العدد التي تنتمي اليها لورا، ونتعرف في الجزء الأول من الفيلم على أفراد الأسرة ونشارك لورا في الابتهاج بليلة الفرح- العرس التي تتوهج بالغناء والرقص والركض في مكان العرس عندما ينقلب الفرح الى مأتم والحلم الجميل الى كابوس وينجح المخرج الايراني على الرغم من المط والمبالغة في عرض فنون الاحتفال بالاعراس في أسبانيا - وتذكرك- أو بالأحرى ذكرتني- مشاهد الاحتفال لفولكلوري بالعرس هنا في الجزء الأول من الفيلم بمشاهد الاحتفال بالعرس في فيلم " صائد الغزلان " للمخرج الامريكي الراحل مايكل شيمينو، لكنها لاترقي بالطبع الى مشهد العرس في فيلم " الفهد " للمخرج الايطالي العبقري فيسكونتي، حيث أن السينما تتغذى أيضا من السينما - رحت أفكر -وتنهل من مناظرها ومشاهدها الماضية وسحرها..

وتظهر هنا ايضا في الجزء الأول براعة المخرج الايراني الكبير في ادارة الممثلين، وضبط حركة الشخصيات وتنقلاتها اثناء مشاهد العرس باقتدار ومعلمة حتى لتبدو بعض المشاهد كما لو كانت - وتظهر هنا براعة المونتاج - اقتطعت من باليه او استعراض للرقص، وهو شييء لايخلو قطعا من تسلية ومتعة ونحن نتفرج ولحد الآن من الخارج ونراقب ومن دون أن ندخل بعد في " لحم " الفيلم و " حبكته " إن جاز التعبير..

ثم فجأة ينقطع التيار الكهربائي أثناء الفرح لفترة ولما تعود الأضواء تكتشف لورا أن إبنتها اختفت ويتضح انها اختطفت وتتطور هنا حبكة الفيلم على طريقة روايات أجاثا كريتي كاتبة الروايات البوليسية البريطانية، وهكذا ينقلب " الفرح " الى مأتم وحلم السعادة الى كابوس مرعب تعيشه الأم لورا بكل جوارحها وتكاد تجن وتفقد عقلها - تتألق هنا بينيلوب كروز في دور الأم وتجعلنا نتأسي معها- وهنا بالضبط تكمن القيمة الأساسية للفيلم حيث تلغي السينما بفنها وسحرها حدود الجنسيات والألوان بين البشر وتجعلنا نتأسي لحال الأم هنا ولايهم أن تكون أسبانية أو فرنسية أو مصرية ، فالمصر إنساني يمسنا جميعا والهم هنا هم واحد ويسري على الجميع، وبخاصة عندما نعلم أن الابنة ايرين مصابة بمرض الربو وبحاجة الى تعاطي الدواء في أوقات معينة وهو أمر يجهله خاطفوها وسوف تتأثر له وتتعذب أكثر لغياب الدواء في حبسها..

ويكرس المخرج الايراني الكبير الجزء الثاني من الفيلم لتطوير " الحبكة " بشكل بوليسي واخلاقي، فنحاول أن نبحث مع مفتش بوليس متقاعد تلجأ اليه أسرة لورا لاكتشاف ومعرفة من الفاعل ، ترى هل يكون الأب لأسباب تقال في الفيلم طبعا على لسان الشخصيات أم أحد أفراد الأسرة، ومن خلال البحث عن ايرين وخاطفيها تتطور أحداث الفيلم والعودة الى ثيمة مفضلة عن مخرجنا الايراني الا وهي تأثير الماضي أحداثه وذكرياته ووقائعه على الحاضر المعاش، ولابد ان التفتيش في الماضي يعني التفتيش في تلك " الأسرار " التي تحاول كل أسرة - أن تخفيها وتهيل عليها - من دون جدوى- التراب، ثم هووب..اذا بحدث ما يقع فتسقط كل الأقنعة لتظهر تلك الحقائق التي تفقأ العين، ويعالج هنا أصغر فارهادي في الجزء الثاني من الفيلم عدة ثيمات أوموضوعات مثل " الكراهية " و " الغيرة " و " ماذا يفعل المال بنا ؟ " و" الإيمان " وتلك القناعات الأسرية الرجعية العتيقة المتخلفة - أسرارها - التي تمثل " دعامات " المؤسسة الأسرية ليس فقط في أسبانيا بل في كل مكان، تلك القناعات التي أتي عليها الزمن وبكل مافيها من ألم وظلم وزيف ودخلت متحف التاريخ..

الذي ينجح فيه باقتدار ومعلمة كحكواتي قدير من عصر مضى ومثل كل هؤلاء الحكواتية العظام في تاريخ السينما أن يحبس أنفاسنا من فرط الانتظار والترقب ومتابعة البحث وحتى الوصول الى " لحظة التنوير" النهائية في الفيلم، عندما تجلس الأم في مقهى في ساحة القرية وتطلب من إبنها أن يجلس معها ويحادثها بصراحة بعدما اكتشفت الأم الفاعل والمسئول عن اختطاف الصغيرة إيرين بينما يقوم عمال النظافة في نفس اللحظة بغسل أرضية الساحة ونتطهر نحن أيضا مع شخصيات الفيلم من كل ادراننا..

فيلم " الجميع يعلمون " - EVERYBODY KNOWS -يكشف عن طموح فني كبير الى " العالمية " لدى مخرجنا الإيراني الكبير وهو طموح مشروع بالطبع غير أن الفيلم وعلى الرغم من الاداء التمثيلي البارع لكل شخصيات الفيلم و- وكان الجزء الأول بمثابة استعراض عضلات للممثلين في هذا الصدد - وكذلك الايقاع المتماسك رغم بعض " الترهل " في الجزء الأول من الفيلم والتصوير الجيد.لم يعجبنا - فقد بدا

لنا " الجميع يعلمون " أقرب مايكون الى المسرحيات الذهنية التجريدية التي تدعو من خلال حبكة الفيلم الى التأمل والتفكير في " المؤسسة " الأسرية، ماضيها وحاضرها ومستقبلها في العالم، مما جعل الفيلم أقرب ما يكون الى "لوحة تجريدية فلسفية" وأفقد الفيلم أيضامصداقيته، بسبب افتقادنا لجغرافية مخرج الفيلم ذاته، و جغرافية بلده الأصلي إيران، وجعلنا نصدق عالمه الافتراضي " الأسباني " - بالبلدي ناخذه على قد عقله - وجعلنا ننظر الى الفيلم من على بعد ولا ندخل ابدا في لحمه..

ان الأفلام تؤثر فينا ليس بسبب "الواقعية الافتراضية" التي يمكن أن نتمثلها في الفيلم " تعال نلعب في أسبانيا " ونصدقها- ويا الهي كم هي عصية لدي على التصديق - بل بسبب " أرضية الواقع الجغرافي الحقيقي" الذي تنتمي اليه الأفلام ومخرجييها، ومحاولة استكشافه في السينما، وكما يقول المعلم الأكبر المخرج الهولندي العظيم جوريس إيفانز أنه ليس المهم أن يكون النهر طويلا وعميقا ، ..لكن المهم معرفة إن كانت الأسماك فيه سعيدة ..وفرهادي في إيران وليس في أسبانيا يغسل أكثر بياضا في ظني ..

سينما إيزيس في

09.05.2018

 
 

الفيلم المصري في مهرجان كان: "يوم الدين".. في عذوبة السينما ومدح المنبوذين

أحمد شوقي

حمار هزيل يتضور جوعًا، يجر عربة خشبية متهالكة يصعب ضمان تماسكها لعشرة أمتار إضافية، تحمل ـ بخلاف مجموعة من الكراكيب البالية التي لا تُهم حتى أصحابها ـ طفلين أحدهما صغير والآخر كبير: أوباما، النوبي اليتيم ذو العشرة أعوام، وبشاي، المجذوم الأربعيني الذي يترك مستعمرة أبي زعبل للمرة الأولى في حياته ليبحث عن عائلته. لنخوض معه ومع أوباما وحمارهما حربي واحدة من أعذب الرحلات السينمائية في تاريخ السينما المصرية.

كلمات كثيرة كُتبت بعد الإعلان المفاجئ عن اختيار "يوم الدين"، فيلم المخرج أبو بكر شوقي الطويل الأول، للتنافس في المسابقة الدولية لمهرجان كان السينمائي الدولي الحادي والسبعين، ليكون العمل الأول الوحيد في المسابقة العريقة التي نادرًا ما تضم أعمالًا أولى، ويكفي إنه خلال الدورات السبع الأخيرة للمهرجان لم يشارك سوى فيلم عمل أول واحد في المسابقة هو الفيلم المجري "ابن شاؤول" الذي فاز وقتها بالجائزة الكبرى "جران بري" ليصير واحدًا من أهم أفلام العقد الحالي.

غير أن قيمة فيلم أبو بكر شوقي لا ترجع لاختيار كان له، وإن كان الاختيار سيساعد الفيلم بالتأكيد ويفتح له عشرات الأبواب. القيمة لا ترجع أيضًا لخيار الموضوع والممثل مريض الجذام، وإن كانت شجاعة شكلية وموضوعية آتية بالكامل من خارج توقعات السينما المصرية، السائد منها والمغاير. قيمة "يوم الدين" تكمن في إن موضوعه وبطله ومشاركته في كان هي مجرد تفاصيل جانبية، يمكن أن نذكرها ـ أو لا نذكرها ـ في سياق الحديث عن فيلم إنساني، رقيق، مستقل ومتحقق بذاته، يستمد التقدير من وجوده كعملٍ متكاملٍ لا من أي سبب آخر يمنح بعض الأفلام تقديرًا لا تستحقه.

فيلم الطريق ورحلة الهارب الباحث

ينتمي "يوم الدين" إلى نوعية أفلام الطريق، والتي ورغم ما تطرحه دائمًا من خيارات لا نهائية من مواقف وشخصيات يمكن أن يقابلها الأبطال خلال رحلتهم، إلا إن قاسم مشترك يجمع كل أفلام النوع تقريبًا هو ثنائية الهرب والبحث.

بطل فيلم الطريق دائمًا هارب وباحث معًا، يهرب من وضع لا يرضيه أو سعادة غائبة أو تحقق منقوص، أو حتى من شعور بأن هناك شيءٌ ما خاطئ. ويبحث عن هدف ما، عن الحب أو المال، عن وضع أفضل، عن لحظة اتزان وتوافق مع عالم ما كان يمكن أن يخوض البطل رحلته لو كان راضيًا عنه. تمامًا مثل بشاي الذي أجبره مرضه أن يعيش حياته كلها وراء أسوار المستعمرة، محاولًا الإمساك بالقناعة والرضا، قبل أن يصل للحظة لم يعد في وسعه فيها إلا أن يهرب ويبحث.

يسيطر على بشاي هاجس السلسال، الامتداد في الزمن قبل وبعد العُمر، هاجس شرقي بامتياز، يربط الفيلم بالأسطورة الشعبية المصرية؛ فهذا المجذوم ذي الوجه والأطراف المتآكلة هو قبل كل شيء إنسان من حقه أن يستكمل حكايته، أو على أقل تقدير أن يشعر بانتمائه إلى حكاية أخرى، أصحابها بشرٌ كل ما يذكره عنهم مجرد خيالات من عصر ما قبل المستعمرة.

بشاي ظاهريًا يعيش وسط المكان الوحيد الذي لن يحكم عليه مسبقًا بسبب مرض لا ذنب له فيه، فكل من في المستعمرة إما مرضى أو خبراء في التعامل مع المرضى ـ خبراء على الطريقة المصرية بالطبع! ـ لكنه في الوقت نفسه مكان ينقصه قيمتين أساسيتين في حياة إي فرد راغب في الاكتمال: السلسال والتجربة. ينقصه أن يخلق عائلة أو ينتمي لها، وأن يخوض خبرة الحياة الحقيقية خارج فقاعة المستعمرة، وهما القيمتين اللتين يهرب بشاي بحثًا عنهما.

محبة لا شفقة

من هنا يأتي الخيار الذكي بإضافة شخصية أوباما لرحلة بشاي، ليس فقط بما يضيفه للفيلم من حيوية وخفة ظل، ولكن لأن الشخصيتين يكملان بعضهما البعض. هما متشابهان: كلاهما منبوذ سواء للمرض أو اليُتم، كلاهما لا يعرف شيئًا عن الحياة خارج الأسوار، وهما أيضًا مختلفان: أوباما جريء ومغامر مفطور على المبادرة، بينما بشاي لم يسع له سوى عندما لم يجد حلًا آخر. بشاي جعله المرض يبدو عجوزًا متآكلًا في منتصف عمره، أما أوباما فهو على العكس تمامًا ممتلئ بالحيوية والطاقة.

لاحظ ذكاء اختيار الاسم الذي لم يكن معروفًا قبل تولي الرئيس الأمريكي وقت مولد الشخصية تقريبًا، أي إنه اسم بلا جذور على الإطلاق كحامله. ملاحظة لا نُدرك أبعادها إلا مع تقدم الأحداث واكتشاف ما كان ظاهرًا لكن أحدًا لم ينتبه له، أن بشاي وأوباما في حقيقة الأمر خاضا رحلتهما الطويلة كي يعثر كل منهما عن الآخر.

فيما سبق يكمن ما قد يكون السبب الرئيسي لروعة "يوم الدين": البعد الكامل عن الخطابة أو استدرار العواطف، فرغم إنه لا توجد فرصة أكبر من بطلين أحدهما مجذوم والآخر يتيم، إلا أن الفيلم لا يسقط أبدًا في فخ الميلودراما أو السنتمنتالية، وبدلًا من أن يدفع المشاهد أن يتعاطف مع الشخصيات لأنه مشفق عليها، يجعل مرجعية التعاطف هي الوقوع في حبهما، الإعجاب بخفة ظلهما وذكائهما وبرائتهما في عالم صار خاليًا من البراءة. حتى أن وجه بشاي المتآكل يغدو وجهًا محببًا نريد مشاهدته لفترة أطول على الشاشة، وهذا شعور يستحيل أن يأتي من الشفقة.

حتى في اللحظتين الوحيدتين التي يوحي الحوار فيهما لوهلة أن الأمور ستسير صوب مشهد خطابي معتاد (في لقاء الأب وحديث القزم)، سرعان ما يحوّل أبو بكر شوقي دفة الأمور سريعًا ليعود إلى مسار عنوانه تفهم الضعف الإنساني وتقديره، ليس فقط لدى البطلين، بل حتى ضعف من يقفون في طريقهما أو ينفرون منهما. من مدير المستشفى للموظف غير المكترث للركاب الخائفين من مظهر بشاي وصولًا للأب الذي تركه قديمًا، وحتى رجال الشرطة الذين يقبضون عليه، لكل منهم أسبابه الناتجة عن خوف أو ضعف، ولكل منهم جاذبيته الخاصة حتى وإن لعب في مسار الدراما دور العقبة أو الخصم، وهو نجاح درامي لا يتحقق إلا في عملٍ كبير.

في مدح المنبوذين

"يوم الدين" يتفهم مشاعر البشر بشكل عام دون كراهية أو أحكام، حتى على من يُقدم على فعلٍ سلبي. لذا كان من الطبيعي أن تصير العلاقة الأكثر عذوبة هي التي يبنيها الفيلم مع المنبوذين، المطرودين من نعيم مجتمع نعرف يقينًا إنه ليس نعيمًا، مع المريض واليتيم والقزم والعاجز والمشوه، وغيرها من أحكام القدر التي تجعل صاحبها يعيش حياته كاملة منقوص الأهلية، مُبعد حتى من الحياة العادية البائسة، مُعرّف بين البشر بصفة لم يخترها، تمامًا مثل بطل الفيلم راضي جمال (الذي لن أندهش إن قررت لجنة كيت بلانشيت منحه جائزة التمثيل)، والذي كتبت وستكتب عنه مئات الصحف والمواقع باعتباره "الممثل المصاب بالجذام".

أبو بكر شوقي لا يسعى لحذف هذه الصفة عن ممثله المبدع، فحتى لو حاولنا، الواقع يستحيل أن يسمح. وإنما يحلم الفيلم بفهم تعقد السياق الإنساني، بإدراك إنه من الطبيعي أن تكون حالة كهذه ذات تأثير ضخم على حياة صاحبها، لكنها لا يمكن أن تسلبه خصوصيته البشرية، نقاط قوته وضعفه وسماته النفسية واختلافه عن الآخرين. يطمح الفيلم لأن يدرك ولو مشاهد واحد أن الإنسان المكتمل غير موجود، وأن كلنا بشكل أو بآخر نعاني من عجز ما، لذا فمن الحكمة أن نتكاتف معًا ليس من باب الرفق بالضعيف، ولكن لأنه السبيل الوحيد لامتلاك بعض القوة.

"يوم الدين" تجربة فريدة في مسار السينما المصرية، ليس فقط لمشاركته في مسابقة كان، ولا لموضوعه وحالة بطله، ولكن لأنه إذا كان الفيلم الجيد هو الذي يلامس شيئًا داخلنا ويضرب وترًا في مشاعر مشاهديه، فإن فيلم أبو بكر شوقي يضرب أوتارًا عديدة.

####

رسالة كان - الفيلم الكيني الممنوع Rafiki.. المثلية الجنسية على طريقة روميو وجوليت

أمل مجدي

المشاركة في مهرجان بحجم كان السينمائي الدولي تعد فرصة عظيمة بالنسبة لعدد كبير من مخرجي العالم، خاصة وأن كان الفيلم ممنوع من العرض في موطنه الأصلي.

هذا بالضبط ما حدث مع الفيلم الكيني Rafiki للمخرجة وانوري كاهيو، المشاركة في مسابقة نظرة ما ضمن فعاليات الدورة الـ71 لمهرجان كان السينمائي الدولي.

إذ تقرر منع عرض الفيلم في كينيا نظرا لأنه يتطرق إلى موضوع المثلية الجنسية، وقد واجه اتهامات بالترويج للعلاقات الجنسية بين النساء مخالفا بذلك القانون والأعراف.

القصة:

تدور أحداث الفيلم المأخوذ عن قصة قصيرة حول فتاتين في عمر المراهقة تقعان في حب بعضهما وتختبران معا مشاعر الحب الأول، وسط حالة من الرفض والمعارضة التي تصل لحد العنف من قبل الأسرة والمجتمع بشكل عام.

قصة الحب المعقدة لا تقتصر على موضوعها الشائك بل ما يزيد من الأزمة المنافسة بين الأبوين على منصب سياسي مرموق. فالعداوة هنا أشبه بقصة حب روميو وجوليت اللذين يواجهان عوائق أكبر من قدراتهما على المواجهة، ورغم ذلك يحلمان بحياة أفضل وعالم يتقبلهما دون النظر إلى أي شيء آخر.

التمرد عنوان الفيلم الذي ترفض بطلتاه السير مع التيار والرضا بحياة تقليدية تتوافق مع النموذج الكيني، والذي بالمناسبة نموذج عالمي للحياة المثالية

الأوضاع في كينيا

كل ما ذكرناه، بالتأكيد من الأسباب التي دفعت دولة كينا إلى اتخاذ قرار بمنع عرضه، خاصة وأن لديها قانون ينص على أن عقوبة المثلية الجنسية قد تصل إلى سجن 14 عامًا.

وعلقت المخرجة على القرار في حوارها مع مجلة Variety، قائلة: "كنا نأمل الحصول على تصنيف 18، ورغم أننا لم نفاجئ بقرار المنع، لكنه لم يكن متوقعا أيضًا. خاصة وأن المدير التنفيذي لمجلس تصنيف الأفلام الكيني تحدث بشكل إيجابي عن الفيلم".

وتابعت: "لا زلنا مجتمعا محافظا، لكن ستفاجأ بمدى انفتاح الشباب في الوقت الحالي. وكيف أصبحوا يتقبلون مختلف الأنواع من البشر، الأمر غير قاصر على الأقليات الجنسية، بل يشمل الفئات المختلفة".

التواجد داخل كان

"نشعر أننا نمثل النساء الشابات الأفريقيات على السجادة الحمراء"، هكذا وصفت وانوري كاهيو تجربة مشاركة فيلمها في مهرجان كان السينمائي

وتابعت: "لا يمكنني تخيل أي شيء عظيم أكثر من ذلك، بالنسبة لي، هذا فوزي الأكبر".

يشار إلى أن وانوري حضرت بصحبة بطلتي الفيلم، سامانثا موجاتسيا وشيلا مونييفا، وقد التقطن معا مجموعة من الصور بمناسبة العرض الأول له.

موقع "في الفن" في

09.05.2018

 
 

بعد السماح بعرض فيلمه.. «تيري جيليام»: قادمون إلى كان

رانيا الزاهد

قضت محكمة في باريس اليوم الأربعاء 9 مايو، بالسماح بعرض فيلم «ذا مان هو كيلد دون كيخوته»، للمخرج البريطاني «تيري جيليام» في الدورة الـ 71 من مهرجان كان السينمائي.

ونشر الحساب الرسمي للمهرجان على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، “يسعدنا أن نعلن أن تيري جيليام وفيلمه ذا «مان هو كيلد دون كيخوته» سيكونان في مهرجان كان يوم 19 مايو، ليكون الفيلم هو العرض الختامي للمهرجان، «القاضي قال نعم».

ونشر الحساب الرسمي للمهرجان في تغريدة أخرى صورة للمخرج جيليام معلقاً عليها بـ «تيري جيليام لم يمت بعد، نحن قادمون إلى كان». 

يذكر أن الفيلم الذي أخرجه العضو السابق في الفريق الكوميدي «مونتي بايثون»، كان محور معركة قانونية طويلة بدأها المنتج «باولو برانكو» بشأن من يملك حقوق الفيلم.

وانطلقت فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته الـ71 الثلاثاء وتستمر حتى 19 مايو في مدينة كان الفرنسية، وقد خصص القائمون على المهرجان خطاً ساخناً للإبلاغ عن حوادث التحرش الجنسي التي قد تحدث أثناء المهرجان.

####

محمد حفظي: فخور بمشاركة فيلم «يوم الدين» في مهرجان كان

رانيا الزاهد

نشر المنتج محمد حفظي على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورة تجمعه بالمخرج أبو بكر شوقي المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ 71 من مهرجان كان السينمائي بفيلم «يوم الدين». 

وكتب «حفظي» تعليقا على الصورة: "سعيد بوجودي في النسخة الـ71 من مهرجان كان السينمائي بصحبة المخرج أبو بكر شوقي والمنتجة دينا إمام، وفخور إن أول فيلم مصري يشارك في المسابقة منذ 6 سنوات هو «يوم الدين» ومتحمس لعرضه العالمي الأول اليوم".

يذكر أن «يوم الدين» من إخراج وتأليف أبو بكر شوقي، وتدور أحداثه حول رجل قبطي من جامعي القمامة، نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ويغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحمار خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثا عن عائلته.

####

10 ملايين دولار قيمة مجوهرات النجمات في افتتاح «مهرجان كان»

رانيا الزاهد

نشرت مجلة فوربس، تقريراً عن تكلفة المجوهرات والساعات التي ارتدتها نجمات العالم في افتتاح الدورة الـ 71 من مهرجان كان، الذي أنطلق مساء أمس الثلاثاء 8 مايو، والتي قدرت إجمالي قيمتها بنحو 10 ملايين دولار، حيث كانت معظمها من نصيب العلامة التجارية السويسرية للمجوهرات والساعات «شوبارد»، والتي تُعد أيضا الشريك الرسمي للمهرجان، والمسئولة عن تصميم ووضع اللمسات على جوائز «السعفة الذهبية».

الممثلة الأمريكية جوليان مور، واحدة من نجوم شوبارد المفضلة، تألقت بأقراط من البلاتين مع 24.89 قيراط من الألماس، وخاتم من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط، يضم زوج من قطع الألماس المرصع بالزمرد (10.11 قيراط).

أبهرت رئيسة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي، «كيت بلانشيت»، الحضور بزوج من الأقراط المصنوعة من التيتانيوم، وخاتم من الذهب الوردي عيار 18 قيراط من مجموعة «تمبتيشنز»، الذي يحتوي على «تانزانيت» بيضاوي الشكل بقطع 55.52 قيراط، وحليبات سبسارتين 10.87 قيراط.

وارتدت المغنية البوروندية وعضو لجنة تحكيم المهرجان، "خادجا نين"، زوج من أقراط من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط، مرصعة بزوج من الألماس على شكل كمثرى (16.19 قيراط)، بجانب ماس إضافي (14.83 قيراط) وذهب أبيض عيار 18 قيراطًا، بالإضافة إلى خاتم مرصع بقطع مستدير عيار 10.06 قيراط.

كما ارتدت الممثلة الفرنسية، إيزابيل أدجاني، قلادة من الذهب الأبيض والوردي عيار 18 قيراط، تضم 451 قيراطًا من الألماس المتعدد الألوان، وسوارًا من التيتانيوم الأزرق مرصعًا بسلسلة من الألماس بقطر 73.90 قيراطًا، وسوارين من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط، مع 13.28 قيراطًا من الياقوت الأزرق متعدد الألوان.

####

‏"كفر ناحوم" ينافس على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي

هشام السيوفى

يشارك فيلم "كفر ناحوم" بطولة وإخراج النجمة اللبنانية نادين لبكي، في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام في نسخته الـ 71، الفيلم تشارك قنوات راديو وتليفزيون العرب ART في إنتاجه مع شركة MOOZ FILM كما تملك قنوات ART حقوق توزيع الفيلم في العالم العربي.

ويعرض "كفر ناحوم" بالمهرجان يوم 17 مايو الجاري، تأليف جهاد حجيلي،  نادين لبكي، ميشال كسرواني، بمشاركة جورج خباز وخالد مزنر، ويشارك في بطولته إلى جانب النجمة نادين لبكي، زين الرفيع، يوردانوس شيفيرا، تريجور بانكول.

وتدور أحداث الفيلم في قرية شرق أوسطية لا يتم تحديدها، لكن ينطبق عليها الوضع السيىء الذي تعيشه المنطقة من الناحيتين الأمنية والسياسية، إلا أنه يسلط الضوء على طفل يرفض الاستسلام، بل التمرد على الواقع الذي يعيشه في قريته،  والسعي بكل الطرق للحصول على أبسط حقوقه.

والجدير بالذكر أن النجمة والمخرجة نادين لبكي شاركت بفيلمها "كاراميل" عام 2007 ضمن أسبوع المخرجين، ثم بعد أربع سنوات شارك فيلمها "هلأ لوين" في مسابقة "نظرة ما"، وتشارك للمرة الأولى هذا العام بالمسابقة الرسمية للمهرجان.

####

صور| نجوم العالم في العرض الخاص للفيلم «يوم الدين» في مهرجان «كان»

بوابة أخبار اليوم

شهدت السجادة الحمراء لعرض الفيلم المصري «يوم الدين» والذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته الـ 71، حضور عدد من النجوم العالميين.

حضر العرض «جوليان مور إيرينا شايك، ولويس بورجوان، وكيكو ميزوهارا، إضافة لحضور المخرج المصري أبو بكر شوقي مخرج العمل وزوجته إليزابيث».

يعد «يوم الدين» أول فيلم مصري يشارك بهذه المسابقة منذ 6 سنوات، ويروي قصة رجل قبطي نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ويغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحماره خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثًا عن عائلته، وهو من أفلام التراجيدية الكوميدية، من بطولة راضي جمال وأحمد عبد الحافظ، وتعاون فيه شوقي مع مدير التصوير الأرجنتيني فدريكو سيسكا.

وكانت فعاليات مهرجان «كان» انطلقت، مساء الثلاثاء، بعرض فيلم «الجميع يعلم» وهو فيلم ناطق بالإسبانية، للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، ومن بطولة النجمين بينيلوبي كروز وخافيير بارديم.

وتشارك السعودية بشكل رمزي خارج المسابقات مع عرض تسعة أفلام قصيرة وتنظيم لقاءات مهنية، ولأول مرة تشارك فلسطين بجناح خاص في مهرجان «كان» هذا العام بالشراكة مع القنصلية الفرنسية بالقدس ومؤسسة الفيلم الفلسطيني، وسيسلط الضوء على النشاط البارز للسينما الفلسطينية وإنجازاتها خلال العقود الماضية.

####

نجوم فيلم «يوم الدين» يتألقون في حفل افتتاحه بـ«كان» السينمائي

رانيا الزاهد

تألق نجوم الفيلم المصري «يوم الدين»، وبينهم المخرج أبو بكر شوقي، وزوجته إليزابيث، على السجادة الحمراء في حفل افتتاح الفيلم بمهرجان كان السينمائي الدولي، مساء اليوم الأربعاء.

«يوم الدين» من إخراج وتأليف أبو بكر شوقي، وتدور أحداثه حول رجل قبطي من جامعي القمامة، نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ويغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحمار خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثًا عن عائلته.

يذكر أن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولي في دورته الـ71 انطلقت أمس الثلاثاء، وتستمر حتى 19 مايو الجاري بمدينة كان الفرنسية، وخصص القائمون على المهرجان خطًا ساخنًا للإبلاغ عن حوادث التحرش الجنسي التي تحدث أثناء المهرجان.

####

فيديو| ليلى علوي: ردود فعل رائعة بمهرجان كان على «يوم الدين»

بوابة أخبار اليوم

نشرت النجمة ليلى علوي على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فيديو خلال تواجدها بمهرجان كان 2018 السينمائي يظهر الإقبال الكبير على مشاهدة عرض الفيلم المصري «يوم الدين».

وقالت ليلى علوي: «ردود الفعل أكثر من رائعة لفيلم يوم الدين بمهرجان كان السينمائي الدولي.. فيلم جميل جدا ومشرف.. تمنياتي إنه ياخد السعفة الذهبية».

ويظهر في الفيديو حضورا جماهيريا كبيرا في قاعة العرض لفيلم يوم الدين، في مهرجان كان، وانهال الحضور بالتصفيق بعد انتهاء العرض.

ويعتبر فيلم "يوم الدين" أول فيلم مصري يشارك بهذه المسابقة منذ 6 سنوات، ويروى قصة رجل قبطي نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ويغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحماره خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثًا عن عائلته، وهو من أفلام التراجيدية الكوميدية، من بطولة راضي جمال وأحمد عبد الحافظ.

بوابة أخبار اليوم المصرية في

09.05.2018

 
 

يوم الدين : فيلم مصري في المسابقة الرسمية لمهرجان كان :مصر التي لا نعرفها

بعد غياب ست سنوات عن المسابقة الرسمية لمهرجان كان( بعد الموقعة ليسري نصر الله سنة 2012) تعود مصر الى صدارة السينما العالمية بفيلم استثنائي هو”يوم الدين” لمخرجه ابو بكر شوقي الذي لا يكاد يعرفه احد في الساحة السينمائية المصرية

المعلومات الشحيحة عنه تفيد بإنجازه لفيلم قصير بعنوان”أشياء سمعتها في أيام الأربعاء” عرض  قبل ست سنوات في مهرجان نيويورك ، فيلم باللغة الانجليزية التي يتقنها شوقي عن عائلته، ربط تاريخه الشخصي بما مرت به مصر من احداث سياسية وعسكرية ، عاد بالذاكرة الى الجد شوقي الذي كان كارها للسياسة منذ زمن عبد الناصر ولكنه شارك في الانتخابات لاول مرة بعد ان تجاوز الثمانين من العمر بعد الثورة  التي اطاحت بنظام مبارك

اما”يوم الدين” فقصة “بشاي” مسيحي الديانة مصاب بالجذام، يتركه ابوه منذ كان صبيا امام ملجأ عساه يتداوى من هذا المرض  الذي يقصي صاحبه من الحياة العامة

بعد وفاة زوجته يقرر بشاي ان يغادر لاول مرة”المستعمرة” رفقة حماره”حربي” ورفيق دربه وبصحبة الطفل”اوباما” يتيم الابوين  في رحلة نحو قنا بحثا عن عائلته

يخشى بشاي ان يموت  فلا يهتم لامره احد

يقول المخرج ان فكرة فيلمه جاءت خلال تصويره فيلما قصيرا في المستعمرة  في ابو زعبل، اكتشف عالما من المهمشين المطرودين من عائلاتهم مرضى ومعوقين وايتاما

اراد المخرج ان يعيد الاعتبار لمعنى ان تكون انسانا ، ان يكون المرء قادرا على ان يعرف بانسانيته لا بمرضه

ربما كان مفاجئا للبعض ان يهتم شوقي المنحدر من بيئة باشوات بالمهمشين والمنسيين على اساس انه من طبقة مختلفة يصعب ان يشعر بالام من هم دونه، ينسى هؤلاء ان تشي غيفارا كان بورجوازيا وكان بوسعه ان يعيش حياة الرغد ولكنه اختار الدفاع عن المنسيين ، لا يوجد حائط سميك بين الطبقات اذ لا يختار اي منا من اي وسط ينحدر ولا في اي بيئة ينشأ

اكتشف المخرج الثلاثيني الدارس في نيويورك مصر التي لا يعرفها ، حيث يعيش المصابون بالجذام في مستعمرة في ابو زعبل منعزلين عن العاديين ، وسمع حكايات عن قرى كانت تجلي مرضاها خوفا من العدوى ….

كتب شوقي الفيلم سنة 2013 ، شرع في التصوير في سبتمبر 2015 وانهاه في جانفي 2016 وعجز عن استكمال العمليات الفنية بعد التصوير ، كان عليه ان ينتظر الصدف التي جمعته بالمنتج بمحمد حفظي مدير مهرجان القاهرة السينمائي المعين حديثا  ليكمل فيلما كتبه هو وانتجته زوجته اليزابات.

فيلم يختلف عن السينما المصرية التي تدور في فلك القاهرة، هو فيلم خارج العاصمة ، هو فيلم عن مصر التي لا يريد احد ان يعرفها فحتى الهرم الذي نشاهده في الفيلم هو هرم مجهول ومنسي في قلب الصحراء لا يزوره احد

انها مصر الاخرى، لا هي ملائكة ولا هي  شيطانية ،  انها مصر التي ينبغي ان تقاتل فيها طوال اليوم كي تحيا

اختار ابو بكر شوقي راضي جمال لاداء دور بشاي ، لم يكن خيارا سهلا ان يسند بطولة فيلمه الطويل الاول لشخص  ليس ممثلا ، هو ايضا قصته تشبه قصة بشاي تركه ابوه صغيرا وقد شارف على الموت،

يوم الدين” فيلم لا يشبه السينما المصرية وقصته تصلح لاي مكان في العالم، لا معنى لمسيحية بشاي فهو يدخل الجامع ويصلي اضطرارا عند طلب الامام وينام ملء جفنيه في بيت الله

وبماذا يتميز المسلمون الذين قابلهم بشاي في رحلته مستكشفا مصر؟ الديانة ليست اصلا تجاريا ولا علامة على اي شيء قد تكون مسلما صالحا وقد تكون مسلما سارقا قاسي القلب … الاهم  ان تكون انسانا

####

تونس تفتتح خمسينية نصف شهر المخرجين

في منتصف نهار الأربعاء 9 ماي افتتح قسم نصف شهر المخرجين بعرض الأفلام المنتجة ضمن “تونس فاكتوري”   التي تهدف إلى خلق جيل جديد من السينمائيين الشبان في مختلف أنحاء العالم

وقد اختار منظمو نصف شهر المخرجين تونس لتكون مصنع السينما الشابة لسنة 2018  

أربعة أفلام أنجزت لمخرجين تونسيين بمشاركة سينمائيين من  زوايا العالم الأربعة: إسماعيل (تونس) ومعه فاطمة أحمدي (إيران، بريطانيا)،  في فيلم”ليالي ليلى” رفيق عمراني (تونس) شاركته سوبا سيفاكوماران (سيريلنكا، بريطانيا) في فيلم”العصفور الازرق”، أنيسة داوود  (تونس) وأبوذر أميني (أفغانستان،هولندا) في فيلم”خوذو عيني” ومريم الفرجاني (تونس) رافقها مهدي همنان (الجزائر،فرنسا)

في فيلم  “قانون الصمت

وقد شارك في انتاج هذه الافلام عدد من المنتجين التونسيين بمشاركة وزارة الشؤون الثقافية والمركز الوطني للسينما والصورة  

وتعد تجربة “تونس فاكتوري” منصة مهمة لإطلاق السينمائيين الشبان في عالم صناعة السينما العالمية، إذ أن عرض الافلام في نصف شهر المخرجين سيمكنهم من الولوج الى عالم  “الكبار” لصناع السينما وهو ما سيسير لهم لاحقا تقديم افلامهم الطويلة الاولى في مهرجان كان وغيره من المهرجانات الكبرى

وككل فيلم وخاصة إذا كان تونسيا فإن كثيرين لن يروا في افلام تونس فاكتوري سوى الجانب الاخلاقوي وسينتصب البعض خطيبا عن سمعة تونس وصورتها التي قد تهتز بلقطة شاب يدخن الزطلة او يخطط للحرقة او أن شرف تونس سيدنس  بسبب عبارة نابية هنا او هناك

سيغيب عن كتبة الاخلاق الحميدة وحماتها أن مقدم الحفل في افتتاح نصف شهر المخرجين ختم كلمته “تحيا السينما التونسية وتحيا تونس

سيغيب عنهم ان الجمهور صفق طويلا لسينمائيين يتقنون التحكم في ادوات التصوير والكتابة ليقدموا افلاما انسانية عالية الجودة صورت في خمسة ايام ولم يستغرق المونتاج ومختلف عمليات ما بعد التصوير سوى خمسة ايام

انها تجربة متفردة أن تكتب فيلما وتنجزه مع سينمائي من جيلك ولكنك لا تعرف لا اصله ولا فصله، لا تعلم شيئا عن فكره وأفقه، ولكنك مدعو لصنع فيلم في وقت قياسي … عش التجربة وعش الاخر فالسينما لغة كونية لا يهم كثيرا من انت ولا يهم اصلك وفصلك، هات أش عندك، هذا هو المهم …. خاطب الانسان …. وهذا ما فعله المخرجون التونسيون اليوم وبتفوق أيضا .

تونس 14-17 في

09.05.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)