كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

برلين ٦٨ – "الوريثات": مهمّشات السينما هنّ بطلات فيلم رقيق من الباراغواي!

هوفيك حبشيان - برلين

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الثامنة والستون

   
 
 
 
 

بعد مشاهدة "الوريثات"، وقفتُ وأصدقاء على رصيف المترو في طريق عودتنا إلى الفندق، نفكّر في الطريقة التي سنكتب بها جنسية المخرج مارسيلو مارتينيسّي باللغة العربية في حال فوزه بــ"الدبّ الذهب". أحدنا تمنى حتى، ممازحاً، الا يفوز لهذا السبب تحديداً، على الرغم من انه مقتنع بأهمية هذا المُنتَج البصري. فالمخرج الذي ينجز هنا فيلمه الأول هو من الباراغواي (أميركا اللاتينية)، أي انه باراغوياني، الا اذا كان… باراغوايي!

"الوريثات" (إنتاج الباراغواي، ألمانيا، أوروغواي، نروج، البرازيل، فرنسا) أول فيلم شاهدناه في إطار مسابقة مهرجان برلين الرسمية (١٥ - ٢٥ من الجاري) صباح الجمعة الفائت، وهتفت له قلوب معظم الذين استفتيتهم في لقائي وإياهم على أبواب الصالات. وفي قائمة النقّاد التي تنشرها مجلة "سكرين"، جاء الفيلم في المرتبة الثالثة من حيث العلامات الممنوحة له. الا ان المدوّن السويسري باسكال غافييه كتب عنه انه "قبيح ونكرة". هو حرٌ في رأيه، ولكن ليته لم يكتف بهذا القدر من الايجاز وشرح لنا سبب نبذه له.

مع "الوريثات"، وقّع مارتينيسّي الفائز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان البندقية عن "الصوت المفقود" (٢٠١٦)، فيلماً مينيمالياً محكماً، يطفح بالمشاعر الرقيقة وبالمسكوت عنه، مقدّماً رؤية عميقة جداً لحالات إنسانية في مجتمع معقّد لا نعرف عنه الكثير. ينطلق الفيلم من واقع تشيلا وتشيكيتا، امرأتين في الستينيات من العمر. ندخل إلى حميميتهما بلا مقدمات، فالأبواب غير مغلقة في هذا الفيلم، يكفي ان تضرب برجلك على أحد الأبواب لتصبح في الداخل. الا ان الدخول لا يكفي وليس شرطاً وحيداً لفهم ما يجري. فهناك كمية كبيرة من الكلام الموحى والمبطن والبنود الثقافية التي لا تُلتقط معانيها بتلك السهولة.

أهمية "الوريثات" انه يجد ضالته في مرحلة عمرية من حياة نساء ليس لهن أي وجود لافت على الشاشة. حضورهن شبه معدوم في ظلّ اهتمام كتّاب السيناريو بالشابات، إستجابةً لمنطق العرض والطلب. كنتيجة مباشرة لهذا التهميش، أصبح اهتمام السينما بالمرأة في عقدها السابع حدثاً في ذاته، فكيف اذا كان الفيلم الذي نتحدث عنه بهذه الجودة الإخراجية وهذه الحساسية.

اذاً، سنتعرف الى تشيلا وتشيكيتا (آنا برون ومارغاريتا إيرون). واحدة نقيضة الأخرى. تشيكيتا ثرثارة، أكثر انفتاحاً من غيرها على الآخرين. تدبر أمور تشيلا البيتوتية، تقنعها مثلاً بضرورة المشاركة في سهرة تقيمها احدى الصديقات. يقيم الثنائي (يمتنع الفيلم عن تحديد العلاقة بينهما ويتركها ملتبسة) في منزل بورجوازي قديم، لكن الضائقة الاقتصادية التي تعانيها السيدتان ستجبرهما على بيع بعض الأثاث رغم مكانته المعنوية. لكن الأشياء تتعقد، فتدخل تشيكيتا السجن بسبب دين لم تسدده (هذا كله في بداية الفيلم) لتصبح تشيلا وحيدة، كأنها عارية وسط الطبيعة. فجأةً، نراها تعمل سائقة سيارة أجرة، تقلّ نسوة من جيرانها، رغم انها لا تحمل إجازة سوق، إلى ان تلتقي آنجي (آنا إيفانوفا) التي تصغرها بسنوات، فتوقظ عندها رغبات اعتقدتها انطفأت إلى الأبد.

غياب تشيكيتا عن العشّ "الزوجي" يترك فراغاً لا يعوضه قدوم خادمة جديدة، ولكن يحمل تشيلا إلى احتمالات جديدة تجعلها تكتشف ذاتها وتختبر الحدود التي وقفت عندها طموحاتها وآمالها.

تشيلا هي نموذج المرأة التي تتحدر من البورجوازية الصغيرة والتي لم تعد تملك أي صلة بالمجتمع، لا بل بالعالم الخارجي أو بكلّ ما يتخطى حدود عتبة منزلها. سلسلة المفارقات التي ستغير حياتها، تعيدها إلى الواقع الذي غابت عنه طويلاً. في زيارتها المتكررة للسجن، تكتشف الطبقة العاملة وكلّ ما "يميزها" عن هؤلاء البشر الذين تتشارك معهم هوية واحدة وبلادا واحدة وواقعا واحدا. هناك أيضاً في الفيلم غمزات إلى طبيعة المجتمع الباراغوياني الذي يعاني هيمنة الرجل. ورغم انه لا وجود لأي رجل في الفيلم، الا في أدوار عابرة جداً (بائع، الخ)، فمارتينيسّي يحمل النسوة على الراحات من دون ان يكون عدائياً حيال الجنس الآخر.

لا يُمكن توقع أحداث كبيرة في "الوريثات"، فهو ينتمي إلى صنف سينمائي يولي الأهمية لدراسة كاراكتيرات بعض فئات المجتمع الذي لا يعلق المخرج عليه الا من خلال اظهار سلوك هذه الفئات ورغباتها. عن المشاعر الدفينة، وسلوك النخبة، والاذعان لظروف الحياة في سن متقدمة، يقدّم "الوريثات" نصّاً سينمائياً يمضي بنا إلى المجهول، ولا يبرر أياً من خياراته. اللقطة التي يفتتح بها الفيلم هي مدخل لفهم المسافة التي ستُنظر منها إلى الأشياء: لقطة من باب مشقوق. سيتقدم الفيلم، ولكن هذا الباب لن يُفتَح الا جزئياً، تاركاً المجال للمخرج ليصوّر نصف حقائق.

بهدف التماهي مع الواقع، اختار مارتينيسّي ممثلات لا يملكن باعاً طويلاً في التمثيل، لا بل بعضهن يقفن قبالة الكاميرا للمرة الأولى. يستمد الفيلم جماله من تراكم هذه العناصر وانصهارها، وكذلك من اللقاء بين امرأة تستعيد ثقتها بنفسها وهي في خريف عمرها من جانب، ومخرج يلملم حياتها المتناثرة بتفان وإخلاص من جانب آخر.

النهار اللبنانية في

18.02.2018

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (3):

هانية التي لم تكن... وشيلا التي اكتشفت ذاتها

عن تكريم جمعة ورحيل أبو شادي

برلين: محمد رُضا

حط نبأ وفاة الناقد والسينمائي الزميل علي أبو شادي ثقيلاً على العرب الحاضرين لدورة هذا العام من مهرجان برلين السينمائي. امتزج جو الاكتشاف الذي يعيشه الواحد منّا في مهرجانات السينما بالحزن لرحيل أحد روّاد حركة الثقافة السينمائية في العالم العربي، وهو الشعور الذي ساد عندما ورد، خلال إقامة الدورة الـ66 قبل عامين، نبأ وفاة المخرج نبيل المالح الذي كانت الحرب في سوريا قد دفعته للهجرة منذ سنواتها الأولى حيث أمضى تلك السنوات في محاولات مستميتة لتحقيق فيلم ما في المهجر من دون نجاح.
أبو شادي كان لولب النقد السينمائي في مصر في نهضته بالستينات وما بعد، لجانب فتحي فرج وسامي السلاموني وسمير فريد، وهو الوحيد بينهم الذي تولّى مهمّة رئاسة الرقابة على المصنفات الفنية لثلاثة أعوام (1996 إلى 1999). تسلم إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد ذلك، حتى عام 2001، ثم رئاسة المركز القومي للسينما بعد ذلك التاريخ وحتى 2008. وقد ترك ثروة من المعرفة في مئات المقالات التي وضعها ناقداً، وقرابة 20 كتابا في الثقافة السينمائية.

عربياً: احتفاء وفيلم

الحضور العربي لبرلين هذه السنة يتبلور على خطين متلازمين: حضور فردي لسينمائيين ومدراء مهرجانات، وآخر على شكل أفلام مختلفة بعضها في عروض رسمية وبعضها الآخر يعرض بهدف بيعه في سوق السينما.

لكن هذه الدورة ستعرف أساساً بأنّها الدورة التي أُنشئت فيها جائزة معنوية خاصة ما بين مجلة سينمائية رائدة هي «ذا هوليوود ريبورتر» ومؤسسة سينمائية عربية تعنى بشؤون الإعلام والتوزيع هي «ماد سوليوشن». فقد اتُفق بينهما على تقديم جائزة خاصة باسم «الشخصية السينمائية العربية للعام» ولو أنّها في دورتها الأولى ذهبت، في حفل نُظّم يوم أمس السبت، إلى شخصين اثنين وليس واحداً هما عبد الحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي، ومسعود أمر الله مدير المهرجان الإماراتي ذاته.

ذلك لم يأت صدفة، بل تبعاً لخطوات مدروسة قاما بها من سنوات المهرجان الأولى إلى اليوم، جعلتهما من أبرز الشخصيات العربية المؤثرة في محيطها السينمائي وعلى مشارف عالمية بما أنّ مهرجان دبي (وسيكون لنا عودة إليه)، أثبت عالميته وجدارة هذه الصفة.
شمل الحفل حضوراً كثيفاً من السينمائيين والإعلاميين واستمر لساعتين تناثرت فيه القضايا التي طُرحت عن المحتفى بهما وإنجازات دبي ووضع السينما العربية التي ساهما بوضعها على خريطة عالمية كبيرة.

يوم الأول من أمس، كان العرض الأول لفيلم «بلا موطن» للمغربية نرجس النجار التي سبق لها أن قدّمت، فيما قدمت، عدة أفلام لافتة (من بينها «السماء السابعة» و«مرآة الأغبياء» و«استيقظي يا مغرب»)، وهذا الفيلم من بين الأقلها إجادة.

بطلة الفيلم اسمها هانية، وهو اسم مناقض لوضعها التعس (تقوم به الغالية بن زاوية)، فهي واحدة من نحو 45 ألف مغربي رُحّلوا سنة 1975 من الجزائر ووضعوا عند الحدود المغربية غير مرحب بعودتهم. كانت هانية صغيرة حينها ووالدها توفي مباشرة بعد نقله، لكنّ والدتها ما زالت في الجزائر. كبرت هانية وكبر معها واقعها كامرأة بلا أوراق هوية، وكلاجئة تحلم بالعودة إلى الجزائر. هذا الواقع وذلك اللجوء يسودان الفيلم بصرياً ودرامياً وعلى نحو تتكرّر طرق التعبير عنه طوال مدة الفيلم.

دائماً برموش طويلة ونظرات هائمة وغطاء رأس تستخدمه في البيت أكثر ممّا تستخدمه حين خروجها منه، هذه المرأة ليس لديها الكثير ممّا تبديه لأن دورها المكتوب لا يحمل أي تطوير للشخصية، بل هي أشبه بجدار يتلقّى كرات البينغ بونغ. المخرجة تفرض شرطاً قاسياً على ممثلتها فتجعلها واجمة وقليلة الكلام. في الحقيقة لا تجيب - مطلقاً - على أي شخص يناديها باسمها. تتجاهله وفي المقدمة الرجل العجوز الذي تزوّجته بغرض الحصول على أوراق ثبوتية.

هنا يدخل الفيلم منزلقاً ميلودرامياً فيتحول إلى واحد من تلك الحكايات في أفلام مصرية من الأربعينات والخمسينات عندما ترتبط فتاة ما بابن من تزوّجته فتحبل منه، لكنّ زوجها آخر من يعلم. هنا تغيّر المخرجة من توزيع الأحداث بعض الشيء، لكنّ النهاية واحدة، بل سنكتشف أنّ الأعمى لم يكن أعمى بل تظاهر بذلك ليكشف لابنه أنّه كان يعلم بفعلته وليفضحه أمام زوجته الفرنسية التي جاءت لزيارة هذا اللامكان. حسناً تفعل عندما تستقل سيارة أجرة إلى المطار متخلّصة من تبعات فيلم أضعف من أن يحمي فكرته بحلول أفضل ممّا اختار.

في حين أنّ المشاهد لا يستطيع أن يكون جزءاً من المشاعر المطلوبة ولا من الأفكار المطروحة، بسبب قطع الطريق على أي فرصة للتعاطف مع بطلته، تتلهّى المخرجة باختيارات تصوير تعتبرها، ربما، إنجازات مثل وضع الشخصيات الأخرى في غشاوات. أحيانا تسمح لمدير تصويرها الفرنسي (وهناك اليوم مدراء تصوير أجانب في الأفلام العربية أكثر من أي وقت مضى) أن يغير البؤرة المغبّشة من الشخصية الأولى إلى الثانية وبالعكس. تسأل نفسك لماذا وليس من مجيب.

رحيل ونهايتان

في المسابقة ذاتها عُرض فيلم نسوي المحور والاهتمام أكثر تكاملاً من مخرج أقل تجربة، اسمه مارسيلو مارتنيزي المولود في باراغواي موطن إنتاج هذا الفيلم الذي تعدّدت وسائل تمويله لتشمل شركات ألمانية وبرازيلية ونرويجية وفرنسية.

عنوانه «الوريثتان» ويدور حول امرأتين في النصف الثاني من عمريهما تعيشان في بيت كبير ورثته شيلا (آنا برون) التي لم تتزوّج والتي تركت شؤون إدارته لصديقتها شكويتا (مرغريتا إرون). هذه، وتبعاً لشخصيتها الأكثر ديناميكية، لم تتسلم شؤون إدارة البيت فقط، بل شؤون إدارة حياة شيلا ذاتها. لذلك عندما تدخل شكويتا السجن بسبب تزوير حوالة، تكتشف شيلا معنى أن تكون وحيدة في بيت كبير ومدينة أكبر. هناك خادمة أفريقية تعيش معها لكنها ليست بديلاً كاملاً بل مساعداً. على شيلا أن تقبل على وضع جديد بصرف النظر عن استعدادها لذلك أم لا. وهي تفعل ذلك وتجد نفسها تنقل السيدات الثريات والعجائز كسائق خاص في سيارة شكويتا المرسيدس القديمة. هذا من دون أن تحوز على رخصة قيادة سيارات، ناهيك برخصة العمل كسائق أجرة.

واحدة من اللواتي تتعرف عليهن، ليست عجوزاً وهذه تتبدّى كفرصة متاحة لشيلا بأن تحاول بناء صداقة جديدة بديلة. تبدأ بالابتعاد العاطفي عن شكيتا وتقليل زياراتها للسجن في مقابل انشغالها مع الصديقة الجديدة آنجي (آنا إيفانوفا)، في نقلها ونقل والدتها من مكان لآخر.

النهاية حزينة وهناك تشابه بصري بينها وبين نهاية «بلا موطن»: في الفيلم المغربي تقرّر هانية أنّ الخلاص هو الغرق: تفتح باب البيت وتخرج إلى البحر الفاصل بين الأرضين المغربية والجزائرية وتواصل السير حتى تختفي تحت الماء.

في «الوريثتان» تختفي شيلا من الباب المفتوح حيث لا ندري إلى أين. وهذا يأتي في أعقاب خروج شيكيتا من السجن لتكتشف شيلا بأنّ حضور شيكيتا في الأصل، هو ما تسبّب في كبتها العاطفي والاجتماعي فتترك لها البيت وترحل.

الرحيل مكتوب كذلك فوق كل لقطة من لقطات فيلم الوسترن الأوروبي «آنسة» (Damsel) فهو عن رجل يرحل إلى الولايات المتحدة حاملاً معه حصاناً أسكوتلندياً (واحد من تلك الخيول القصيرة جداً)، بحثاً عن حبيبته ليكتشف أنّها لم تنتظره طويلاً بل تزوّجت من سواه. بعد ذلك تبدأ هي رحلتها الطويلة بحثاً عن ملجأ ما.

روبرت باتنسون هو الشاب المحمّل بالحب الرومانسي الباحث في الغرب القاحل عن حبيبته ليهديها الحصان وليتزوج منها. عند منتصف الفيلم ينتهي دوره، إذ ينتحر عندما يدرك أنّها لم تتوقع عودته وتوقفت عن مبادلته الحب. النصف الثاني يؤول إلى الممثلة ميا فاسكيفوسكا التي تُفجّر المنزل (كل شيء جاهز سلفاً)، بعد مقتل زوجها. القاتل هو الشخصية الثالثة (ديفيد زلنر) الذي صاحب بطل الفيلم في رحلته ويصاحب بطلة الفيلم في النصف الثاني. شخصية قلقة تبحث عن هوية ترتعد خوفاً طوال الوقت ويبعث في الأوصال الرغبة في أن يتخلّص الفيلم من حضوره كما فعل مع باتنسون. لكنّ ذلك لا يحدث، فهو أيضاً المخرج لجانب شقيقه ناتان (الذي يلعب أيضاً شخصية مهترئة من شخصيات هذا الفيلم).

هل شرط تقديم فيلم وسترن للمهرجانات إحالة النوع إلى هذا المنوال من الحكايات التي لا قيمة لها؟ هناك إخفاق واضح في كتابة مادة مثيرة تدفع للمتابعة، ثم إخفاق أوضح في تفعيل المشاهد درامياً التي كلّما استمر الواحد منها لفترة زمنية أطول، كشف عن فراغ في صلبه وتكراراً مفجعاً في مفاداته.

الشرق الأوسط في

18.02.2018

 
 

برلين السينمائى من يصنع الديكتاتور؟ المهرجان منذ نشأته يتخذ موقفا سياسيا واضحا باعتباره شاشة عرض للعالم الحر.. وللمرأة نصيب من الأفلام التى تحارب العنصرية الجنسية وتنتصر لقضايا الجنس اللطيف

رسالة برلين - علا الشافعى

فى المهرجانات الكبرى مثل برلين (من 15 حتى الـ25 من فبراير الجارى) والتى تتواصل فعاليات دورته الـ68، لا تملك رفاهية لأى شىء سوى حجز تذاكر الأفلام أو الوقوف فى طابور طويل وممتد، لتصل إلى مقعدك، وتشاهد اختياراتك سواء فى أفلام المسابقة الرسمية أو البانوراما، أو الفورم، العروض تتواصل من التاسعة صباحًا حتى الثانية عشرة من منتصف الليل، فى أحيان كثيرة قد لا يستوعب البعض أن مهرجانًا دوليًا له ثقل سينمائى، وسياسى، يساوى التواجد فيه معسكر عمل صعب أن تلتقط أنفاسك، ذلك هو الحال مع مهرجان برلين السينمائى الدولى الذى رغم درجات الحرارة التى تصل فى بعض الأحيان إلى الصفر يبدو كخلية عمل صحفيين من كل أنحاء العالم، جمهور يتابع السينما بشغف حقيقى، ويبحث عن الثقافات الأخرى من خلال سينما تلك الدول .

ويعد برلين المهرجان الأكبر حول العالم من حيث أعداد الجماهير، تبرهن على ذلك أعداد تذاكر الدخول التى تم بيعها فى الآونة الأخيرة وتصل إلى ٣٣٠٠٠٠ تذكرة، وكذلك عدد زوار السينمات الذى تعدى نصف المليون زائر، وذلك طبقًا لوسائل إعلام ألمانية، وهى المعلومات التى تمت ترجمتها، وتداولتها المواقع الإلكترونية. 

وإذا كان مهرجان كان السينمائى الدولى يعد أضخم من حيث السوق والفعاليات كما أن مدينة اليخوت التى يقام بها، والطابع الأكثر تجارية وسياحية، ومهرجان فينسيا الذى يقام فى واحدة من أجمل مدن العالم، إلا أن مهرجان برلين أو "البريناله" كان ومنذ انطلاقته الأولى يحمل طابعًا سياسيًا، فقد تأسس فى عام ١٩٥١ ببرلين، مدينة الأطلال، باعتبارها "شاشة عرض للعالم الحر" و"سد ثقافى ضد البلشفية" وظلت على مدى عقود متأثر بالحرب الباردة، حتى بعد سقوط سُوَر برلين، ظل للمهرجان موقف سياسي واضح، فى العديد من القضايا، لذلك من الطبيعى أن تجد فى حفل افتتاح المهرجان الذى أقيم (15 فبراير الجارى) مشاركة سياسية تمثلت فى الرئيس الاتحادى فرانك-فالتر شتاينماير ووزيرة الثقافة الاتحادية مونيكا جروترس وعمدة برلين ميشائيل مولر. 

فيلم الافتتاح يسأل من يصنع الديكتاتور وماذا نريد أن نكون

لا يستطيع أحد أن يفصل ما تمر به ألمانيا ووجود عدد هائل من اللاجئين على أرضها، وبعض اختيارات إدارة المهرجان ونوعية المشاركات فى ظل سيطرة القومية والنزوح اليمينى للطبقات المجتمعية المتوسطة، والسؤال الذى أصبح حتميًا حول ذلك الآخر الذى يعيش ضمن المجتمع الألمانى وكيفية استيعابه، فى ظل الأطرف الذى أصبح يحكم العالم، من خلال ذلك التساؤل يكون من الطبيعى أن تختار إدارة المهرجان افتتاح الدورة الـ68 لمهرجان البرليناله بفيلم رسوم متحركة، فى سابقة هى الأولى من نوعها، ولم لا والمجتمع نفسه يتغير والأهم أن فيلم الافتتاح يطرح الكثير من التساؤلات حول، الديكتاتور وكيف تتم صناعته، إضافة إلى التساؤل الإنسانى الحتمى فى ظل الظرف الراهن حول "من نحن وماذا نريد أن نكون" بمعنى آخر هل ألمانيا فى ظل الظرف التاريخى الحالة، ستنتصر لقوميتها، أم لإنسانيتها وقدرتها على استيعاب الآخر أى كان وهذا ما يطرحه تمامًا المخرج وِيس آندرسون فى فيلمه بعنوان "Isle of Dogs" (جزيرة الكلاب).

ويتناول الفيلم قصة مدينة يابانية قررت ترحيل كل الكلاب فيها إلى جزيرة تستخدمها السلطات مكبًا للنفايات بسبب تفشى مرض فى المدينة، يرى رئيس المدينة والمقربون منه، أن الكلاب هى المسئولة، دون غيرها من الكائنات عن تفشى هذا المرض، لذلك يتم ترحيلها إلى تلك الجزيرة، وهناك نشاهد مجتمعًا آخر يتشكل، حتى بين الكلاب التى تم نفيها بقرار ديكتاتورى لم يفرق بين كلاب الشوارع أو تلك التى تربت فى المنازل وحتى كلاب الشو والتى يتم استخدامها فى الاستعراض، الديكتاتور وحاشيته قرروا نفى جنس كامل، لأنهم قرروا أن يروا ويُصدروا للمجتمع بأكمله تلك الرواية، وهناك فى مجتمع الكلاب نرى "كينج، ودوج، وتشيف، وبوس" والتنافس فيما بينهم على زعامة المجموعة، وبالتوازى نجد أن هناك طفلاً هو " أتارى" يقرر الوقوف ضد قرار الديكتاتور، حيث يركب طائرته ويذهب إلى الجزيرة فى رحلة بحث عن كلبه "سبوتس" ثم يتتبع الفيلم المغامرات التى يخوضها الطفل "أتاري"، وأيضًا يشكل عدد من الأطفال من زملاء أتارى مجموعة تتمرد على ذلك القرار ويعلنون تضامنهم معه، ويضعون خطط لمساعدته وإنقاذه من مطاردات جنود الحكام والريبورتات التى يرسلها الحاكم إلى الجزيرة للقبض على الطفل وإعادته للمدينة، خاصة أنه اتخذ قرارًا بتسميم الكلاب.

السياسة حاضرة وبقوة فى كل تفاصيل الفيلم، بدءًا من تلك المدينة اليابانية التى نسجها المخرج والكاتب بخياله، وصولاً إلى حركات التمرد والتى تؤتى ثمارها، لأن حتى الكلاب ومعهم البطل الصغير يرفضون فكرة نفيهم، ويقررون العودة إلى المدينة والوقوف فى وجه هذا الحاكم، والمقربين منه. 

الفيلم يحفل بشريط صوت متميز، عابه فقط أن بعض المشاهد كانت ناطقة باليابانية ولم يتم ترجمتها للإنجليزية، وأيضًا الرسومات وفكرة الشخصيات اليابانية هى فكرة جيدة ومختلفة، لأنه تم الاستفادة من تلك الحالة فى شريط الصوت، وتفاصيل كثيرة من الحضارة اليابانية ظهرت بوضوح منها مصارعة السومو، ونمط الطعام.

ومن بين النجوم الذين قاموا بالأدوار الصوتية فى الفيلم براين كرانستون وبيل موراى وسكارليت جوهانسن وجريتا جيروج المرشحة لنيل أوسكار ـوالفيلم هو واحد من بين 19 فيلمًا تتنافس على جوائز الدب الذهبى والدب الفضى فى المهرجان- حيث إنه تم اختياره ليكون فيلم الافتتاح إضافة إلى مشاركته فى المسابقة الرسمية للمهرجان. 

الفيلم البرازيلى الأفضل فى عروض اليوم الأول

كما ذكرنا فى البداية مهرجان برلين دائمًا ما يملك انحيازات واضحة فى العديد من القضايا، ويدعم ذلك أيضًا موقف المهرجان من النقاش الدائر حول العنصرية الجنسية وما يتعلق "بهاشتاج #أنا أيضًا"، فهو من أوائل المهرجانات التى تحتفى بالمرأة وقضاياها ويتضح هذا من اختيارات الأفلام حيث أظهر المهرجان وعيًا خاصًا بقضايا التحيُّز الجنسى بل وبـ"التمييز بشكل عام" وذلك وفقًا للإحصائيات المتداولة إعلاميًا أيضًا حيث تُقَدَّر نسبة أفلام المخرجات من النساء بنحو الثلث، من مجموع الأفلام المقدمة.

وتشارك النساء فى مسابقة البرليناله بنحو سدس الأفلام تقريبًا، أى بـ4 أفلام من مجموع 24 فيلمًا، كما نجد أن المخرجات النساء حصلن على 5 جوائز على مدار 67 دورة من دورات البرليناله، آخرها كانت من نصيب المخرجة المجرية إيلديكو إنيدى فى عام 2017 عن فيلم "عن الجسد والروح".

وما يدعم ذلك أيضًا وجود نوعية مثل الفيلم البرازيلى The Heiresses بطولة الممثلة آنا بيرن ومارجريتا ايرن وآنا إيفانوفا ونيلدا جونزاليز والمخرج ماركيلو مارتنيس، والذى يعرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ويبدو أنه الأفضل حتى الآن فى سباق عروض اليوم الأول، الفيلم يحمل الكثير من الجماليات، بدءًا من القضية التى اختارها، والشرائح العمرية لبطلات العمل فنحن أمام سيدتين تجاوزتا الخمسينيات تشيلا وتيكيتا، يجمعهما منزل واحد، يمران بضائقة مالية البطلة الرئيسة والتى نفهم من سياق الأحداث أنها صاحبة المنزل، تحمل بقايا شبابا وجمالا أخاذا، إلا أنها تبدو لنا ومنذ إطلالتها الأولى خائفة مترددة لا تستطيع اتخاذ أى قرار فى حياتها، لا تغادر غرفتها إلا لترسم لوحتها، وهى أيضًا صاحبة طقوس منذ لحظة استيقاظها، فى حين أن رفيقتها تبدو أنها صاحبة الكلمة العليا فى كل شىء وهى التى تدير حياتها، داخل ذلك المنزل الملىء بالأثاث الفخم، والتحف والأنتيكات الموجودة فى جميع الأركان، ورغم جمالياتها إلا أن كل شىء يبدو ساكنًا لا يتحرك حياة مليئة بالركود والخوف، ورغبة البطلة فى الانعزال لدرجة أن رفيقتها، التى تقرر بالاتفاق مع صديقة مشتركة أن يبيعا بعضًا من الأنتيكات فقط، لا تستطيع صاحبة المنزل الخروج لملاقاة الزبائن، بل دائمًا ما تترك رفيقتها تقوم بذلك وتتلصص هى من وراء الباب، لذلك نجد زوايا الكاميرا دائمًا ضيقة، والإضاءة قاتمة نوعًا ما، كل شىء يوحى بأن تلك المرأة مسجونة داخل نفسها، وداخل منزلها الكبير المزدحم بالأساس الخالى من الروح. 

ونكتشف أن العلاقة التى تربط بين الاثنتين هى علاقة حميمية، يعيشان معًا، وتتحكم رفيقتها فى كل شىء، وهى التى دخلت المنزل كعاملة، وتحصل الرفيقة على حكم بالسجن لمدة شهر بسبب عدم سداد الفيزا كارت، وخلال هذا الشهر تنقلب حياة البطلة رأسًا على عقب، رغم أن رفيقتها أحضرت لها مربية تجلس فى المنزل، ودربتها على كل التفاصيل المتعلقة بصاحبة المنزل، وفى أحد الأيام وبعد استيقاظها من النوم تأتى الخادمة، لتخبرها أن جارتها، تريد منها أن تقوم بتوصيلها بسيارتها، البطلة لا تصدق كيف ستخرج إلى الشارع وتقود السيارة، رغم عدم وجود رفيقتها بجوارها ومع أول خطوة لها بالسيارة مع جارتها العجوز، تتغير حياتها تمامًا، تجلس لتراقب هؤلاء السيدات العجائز فى خروجتهن اليومية للعب الورق بنادى يجمعهن، ويبدأ هؤلاء السيدات اللاتى تقلهن البطلة فى إعطائها مقابل مادى، إلى أن تلمح البطلة من تدير هذا النادى شابة قد تكون فى الثلاثينيات من عمرها، يافعة تمتلئ بالحيوية، ومنذ اللحظة الاولى تشعر بالانجذاب نحوها، وتقاوم تلك الرغبة.

وطول أحداث الفيلم لا نرى انعكاسًا لوجه رجل واحد، كل الوجوه نراها من بعيد حتى هؤلاء الذين تعرفهم تلك الشابة والتى تعيش قصصا متكررة من الفشل العاطفي، والرجل حاضر من خلال حكاوى السيدات المتقدمات فى العمر، هذه زوجها توفى نشاهدهم فى الجنازة، وأخرى زوجها فى المزرعة دائمًا، حتى وجوه العمال الذين دخلوا المنزل لحمل بعض الأثاث الثقيل وتحديدًا البيانو، أصر المخرج أن تكون زوايا التصوير بعيده عنهم، يتصدرها البيانو فى مقدمة الكادر، وتتصاعد المشاعر المكتومة ناحية تلك الشابة، والتى تبدأ فى الاعتماد على بطلة العمل فى تحركاتها بالسيارة. 

يتحدثان معًا عن الأب الغائب، والذى كان له تأثير فى حياة كل منهما، "بابيت" هو اسم الدلع الذى كان ينادى به الأب بطلة العمل وتناديها الفتاة أيضًا به، وتتواصل حياة البطلة ما بين زيارة رفيقاتها فى السجن، وقضاء مشاوير زبائنها.

والشابة، إلى أن تبدأ البطلة فى التحرر من كل ما يثقلها، ولا تخشى افتقاد قطع الأثاث الغالية الثمن والثقيلة والفخمة، ومع تحرر روحها تتخلى واحدة بواحدة عندما ما يثقل روحها، وتخرج لملاقاة الزبائن، تعاود الرسم، إلى أن تحدث المواجهة بينها وبين الشابة التى تطلب منها الذهاب إلى منزلها من أجل أن يرتحا قليلا، بدل انتظار باقى السيدات أصدقائهن للاتى يقدمن واجب العزاء، ويرغبن فى الجلوس لوقت أطول، الشابة التى تعرف جيدًا رغبة البطلة فيها، ومشاعرها ناحيتها، فهل تستسلم هل تخون صديقتها؟ هل تتحرر وتنطلق بعيدًا عن حياة مرسومة لها؟ 

فيلم The Heiresses أو "Las herederas" ينتمى إلى السينما الشاعرية فى كل تفاصيله، بناء الشخصيات اختيار الشريحة العمرية والتى نادرًا ما نحد أفلام تتحدث عنها، ينتصر للحرية والحب، ويرصد برقة شديدة مشاعر الوحدة والعزلة ولا يخلو فى نفس الوقت من حس كوميدى يظهر فى مشاهد السجن وفى ظنى أن بطلته تنافس وبقوة على جائزة أحسن ممثلة.

الفيلم الثانى الأمريكى damsel جاء مخيبًا لكل التوقعات ونال استهجان الحضور وانطلقت الصافرات بعد انتهاء العرض للتعبير عن خيبة الأمل فى مستواها، خاصة أنه فيلم أقرب إلى التجارية damsel للنجم الإنجليزى روبرت باتينسون، عن قصة شاب يبحث عن حب حياته فى منطقة الغرب الأمريكى وتشارك باتينسون، بطولة الفيلم، النجمة أسترالية المولد، ميا واسيكوسكا ولاقى استهجانًا كبيرًا.

وجاء الفيلم الثالث black47 متوسط القيمة فنيًا أيضًا وهو فيلم إنجليزى أيرلندي، تدور أحداثه فى أيرلندا 1874 عن مارتن فينى الذى يعود من أرض المعركة، ليبحث عن عائلته ليكتشف أن والدته ماتت بالحمى وشقيقه تم إعدامه، فى ظل ظلم ووطأة الاحتلال البيريطانى، لذلك يقرر الانتقام من كل ما تسبب فى ذلك، ويتحول مع مرور الأحداث إلى نموذج من روبن هود، حيث يكتسب تعاطف الفقراء وعدد من المقربين من السلطة فى نهاية الأحداث، الفيلم كلاسيكى فى بنائه ولا يحمل جديدًا بل يبدو أنه قريب لنوعية أفلام Brave heart.

يعرض المهرجان 385 فيلمًا من جميع أنحاء العالم ويختتم المهرجان بمنح جوائز الدب مختلفة المستويات والتى يطمع فى الفوز بها جميع المشاركين، ويشار إلى أن "برليناله" يعتبر أكبر مهرجان للجمهور على مستوى العالم حيث يبيع 300 ألف تذكرة قبل انطلاقه.

####

photocall لصناع فيلم The Prayer فى مهرجان برلين

برلين علا الشافعى

خضع صناع فيلم The Prayer لجلسة تصوير photocall    في مهرجان برلين، وذلك قبل عقد مؤتمر صحفي للفيلم، حيث حضر من صناع الفيلم هانا شيجولا ودميان تشابيللي والمخرج سيدريك خان.

مهرجان برلين السينمائي انطلقت فاعلياته الخميس الماضي بعرض فيلم  الرسوم المتحركة "جزيرة الكلاب" للمخرج الأمريكى الشهير "ويس أندرسون، ويعتبر سابقة هي الأولى لمهرجان برلين، حيث إنها المرة الأولى التى يعرض فيها المهرجان فى افتتاحه فيلم رسوم متحركة.

وتدور أحداث الفيلم حول طفل فى الـ 12 من عمره، يسافر فى رحلة يجوب بها اليابان بحثا عن كلبه الذى فقده.. ويقوم بأداء الأصوات فى الفيلم نخبة من نجوم هوليود منهم إدوارد نورتون وليف شرايبر وبيل مورى وتيلدا سوينتون ويوكو أونو وغيرهم، ومن المفترض أن يعرض الفيلم فى دور السينما أبريل العام المقبل.

اليوم السابع المصرية في

18.02.2018

 
 

الكشف عن الفائز بجائزة شخصية العام العربية السينمائية وتسليمها ببرلين

كتب جمال عبد الناصر

كشف مركز السينما العربية، عن فوز عبد الحميد جمعة رئيس مهرجان دبى السينمائى الدولى ومسعود أمر الله آل على المدير الفنى للمهرجان بجائزة شخصية العام العربية السينمائية، التى يمنحها مركز السينما العربية بالتعاون مع مجلة هوليوود ريبورتر، لتكون هذه هى المرة الأولى التى يتم تقديم هذا النوع من الجوائز إلى مديرى مهرجان سينمائى، وسوف يتم تقديم الجائزة ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى.

كيفن كاسيدى محرر الأخبار الدولية فى مجلة هوليوود ريبورتر يعلق على اختيار الفائزين، قائلًا: "ما يستحق التقدير والاحتفاء به هنا هو خلق وإدارة مهرجان وإدارة بيئة عمل إبداعية طوال 15 عامًا، مع الاستمرار فى الإلهام وقيادة وعرض الأفلام العربية لجمهور دولى، وهذا يجعلنا نفخر بالتعاون مع مركز السينما العربية فى تقديم النسخة الأولى من جائزة شخصية العام العربية السينمائية لقائدى مهرجان دبى السينمائى الدولى عبد الحميد جمعة ومسعود أمر الله آل على".

ويقول المحلل السينمائى علاء كركوتى الشريك المؤسس فى مركز السينما العربية ورئيس مجلس إدارة شركة  MAD Solutions "الجائزة ذهبت إلى جمعة وأمر الله، باعتبار أنهما الشخصيتان الرئيسيتان وراء المكانة التى وصل إليها مهرجان دبى السينمائى الدولى، ليصبح مركز اهتمامات صُناع السينما العرب فى الأجندة السنوية، وهو المهرجان العربى الوحيد الذى حافظ على استقراره والتزامه بتشجيع السينمائيين العرب عبر السنوات الأخيرة".

ويعلق عبد الحميد جمعة رئيس مهرجان دبى السينمائى الدولى على فوزه بالجائزة قائلًا "بينما نقترب من دورته الـ15، فأنا فخور بما وصل إليه مهرجان دبى السينمائى الدولى، وبالنيابة عن فريق العمل، أحب أن أشكر مجلة هوليوود ريبورتر ومركز السينما العربية بسبب تقديرهما لالتزام المهرجان بمهام الترويج للمواهب العربية الواعدة وأعمالهم للجمهور الدولى، بالإضافة إلى دعم الحوار الذى يستهدف التبادل الثقافى. نحن نسعى للوصول إلى مستقبل رائع، فى الوقت الذى نستمر فيه فى رؤية الاهتمام المتزايد بصناعة السينما العربية، وفى تشبيك المواهب من مختلف أنحاء العالم، واكتشاف مواهب جديدة، والشروع فى شراكات جديدة، بالإضافة إلى أن نصحب جمهورنا فى رحلة حكى غير عادية، تستهدف إلى جدال ملهم ومعلوماتى وشجاع".

ويضيف مسعود أمر الله آل على المدير الفنى لـمهرجان دبى السينمائى الدولى "طوال الـ15 سنة الأخيرة، كنا سعداء الحظ باستضافة مواهب جديدة واعدة من العالم العربى، ليشاهد العالم أعمالهم، وبتبنى أحدث طرق الحكى واكتشاف حكايات من داخل وخارج العالم العربى تنير لنا الطريق، والحصول على الإلهام من صُنَّاع الأفلام القصيرة المستقلين، ومشاركة هذا وأكثر مع جمهورنا فى الإمارات. وقد تألقت شاشات عرضنا بقصص مذهلة عُرضت خلال المهرجان، ونحن نتطلع لاستقبال قصص إبداعية أكثر من داخل وخارج العالم العربي. نشكر مجلة هوليوود ريبورتر ومركز السينما العربية على الجائزة، التى تعتبر إشارة بأن فريق عمل المهرجان المتفانى ناجح فى أداء مهمتنا التى تستهدف بناء منصة على مستوى دولى لصُناع الأفلام العرب، يقودها الحركة السينمائية فى المنطقة العربية".

ومنذ بداية توليهما للمهرجان، سعى جمعة وأمر الله لإيجاد طريقة ملائمة لخلق سوق سينمائى عربى لا غنى عنه، ومنتدى للمشروعات وتقديم عروض مميزة من خلال أفلام تطرح أسئلة جدلية، بالإضافة إلى أخرى تبين السينما العربية فى أفضل أحوالها، وخلال هذه الفترة أصبح المهرجان يضم أضخم سوق سينمائى فى العالم العربى، ويجذب موزعين ووكلاء مبيعات من مختلف أنحاء العالم، وحتى هذه اللحظة عرض المهرجان أكثر من 2000 فيلم، جاذبًا الآلاف من صُناع الأفلام والمنتجين والنجوم ومحترفى صناعة السينما ومحبى السينما من مختلف أنحاء العالم، وتشمل المبادرات التى يقدمها المهرجان إنجاز التى تقدم المنح للأفلام فى مرحلة ما بعد الإنتاج، كذلك ملتقى دبى السينمائى للمشروعات فى مراحل الإنتاج المختلفة، وهذا ما ساعد العديد من صُناع الأفلام العرب عبر مسيرتهم، وفى العدد السابع من مجلة السينما العربية الذى يصدرها مركز السينما العربية فى مهرجان برلين السينمائى الدولى، تم فرد موضوع كامل عن الجائزة والفائزين بها.

وتأتى مشاركة مركز السينما العربية فى تقديم الجائزة ضمن استراتيجيتها للترويج لصناعة السينما العربية على المستوى الدولى، ودعم صُناع السينما العربية، ففى يناير - كانون الثانى الماضى، اختار مركز السينما العربية أحد المنتجين للمشاركة فى فاعليات ورشة روتردام لاب التى أقيمت ضمن مهرجان روتردام السينمائى الدولى، كذلك كان مركز السينما العربية قد فتح باب التقديم لمشاركة مشروعات الأفلام العربية فى صندوق مهرجان مالاچا للإنتاج المشترك (MAFF) وورشة مالاجا للأعمال فى مرحلة الإنتاج اللتين تقامان ضمن أنشطة مهرجان مالاچا السينمائى (من 13 إلى 22 أبريل - نيسان) فى إسبانيا.

مركز السينما العربية تأسس فى 2015 على يد شركة MAD Solutions، وهو منصة دولية تروّج للسينما العربية، حيث يوفر لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما فى أنحاء العالم، عبر عدد من الفاعليات التى يقيمها مركز السينما العربية وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلى الشركات والمؤسسات فى مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجى وغيرها، وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة فى الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، حفلات استقبال، اجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار مجلة السينما العربية ليتم توزيعها على رواد أسواق المهرجانات، كما أتاح مركز السينما العربية التسجيل عبر موقعه فى خدمة الرسائل البريدية الشهرية، وعبر هذه الخدمة يتاح للمستخدمين الحصول على نسخ رقمية من مجلة السينما العربية، أخبار عن أنشطة مركز السينما العربية، إشعارات بمواعيد التقدم لبرامج المنح والمهرجانات وعروض مؤسسات التعليم والتدريب، تحديثات عن الأفلام العربية المشاركة بالمهرجانات، وإلقاء الضوء على تحديثات أنشطة شركاء مركز السينما العربية ومشاريعهم السينمائية.

وقد أطلق مركز السينما العربية دليل السينما العربية عبر موقعه على الإنترنت باللغة الإنجليزية، وهو دليل سينمائى شامل وخدمى يعتمد على مجموعة أدوات يتم تقديمها مجتمعة لأول مرة، بهدف توفير المعلومات المرتبطة بالسينما العربية لصُنَّاع الأفلام داخل وخارج العالم العربى، وتيسر لصناع الأفلام والسينمائيين العرب الوصول للأسواق العالمية، كما تساعد ممثلى صناعة السينما العالمية فى التعرّف بسهولة على إنتاجات السينما العربية.

اليوم السابع المصرية في

18.02.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)