كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي

خمسة شروط ضرورية لمهرجان ناجح

طريق العالمية مازال طويلاً

القاهرة: محمد رُضا

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والثلاثون

   
 
 
 
 

إذ تنتهي أعمال الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم، فإن إلقاء نظرة فاحصة على هذا الحدث يكشف عن أنه يحتاج إلى تغييرات عدة لا ليستمر فقط، بل لكي يستطيع التقدم في الاتجاه الصحيح ويرتفع عن مستوياته العادية المتكررة.

استمرارية

ليس أنه مهرجان بلا حسنات. هناك جهود رائعة تبذل فيه وله عاماً بعد عام، وعلى أكثر من صعيد بدءاً من إدارته ومروراً بخدماته الصحافية ووصولاً إلى تلبيته نهم المشاهد الذي ينتظر هذا الحدث سنة بعد سنة. هناك إصرار وزارة الثقافة على دعمه وهناك رئاسة المهرجان التي تحاول دوماً اجترار المعجزات لأجله.

ثم هناك مدينة القاهرة التي تستطيع، لو أتيح للمهرجان التغلب على مشكلاته، أن تكون عامل جذب مهماً للمدعوين والسينمائيين الأجانب. إنّها مدينة لديها اسم بحجمها توارث اهتمام قطاعات مختلفة ولا ينقصها سوى تثبيت استقرارها واستقرار الوطن المصري بكامله وهذا سيأتي وسيتم.

والواقع أن القائمين على المهرجان والإعلام ونجوم الفن في مصر حاولوا تأكيد أهمية هذا المهرجان، وبذلك لعب دور المروج والجاذب له. لكن الكلمات المختارة أصبحت «أكليشيهات»، كالقول بأنّه يقام في «أرض الحضارة» (جزء من شعار المهرجان هذا العام)، وما ورد في إحدى الخطب بأنّه «أهم مهرجانات العالم»، وهذا غير صحيح على الإطلاق، ثم ما تفرع عن هذين القولين من تصريحات مشابهة تدخل نطاق الحماس وتعلن عن حب الوطن، لكنها تبقى كلمات وليست أفعالاً.

الحال أن المهرجان بحاجة إلى معالجة جذرية لكي ينهض من واقعه الحالي. الحال أيضاً أنه ليس من أهم المهرجانات ولا أقواها ولا مصدر الاهتمام الأول بينها. حتى يحقق هذه المعادلات الإيجابية فإن المعالجة الجذرية له يجب أن تشمل منحه دوراً جديداً ومميزاً يجعله أكثر من مجرد مهرجان بين المهرجانات العالمية المنتشرة.

ولكي لا يبقى الكلام نظرياً، هناك خمسة أمور على المهرجان القيام بها لكي يستطيع، لا الاستمرار بنجاح فقط، بل ليتقدم كل سنة خطوة إلى الأمام. الاستمرار بحد ذاته صعب، لكن الارتقاء هو الفعل الأصعب وغير المستحيل في الوقت ذاته.

أولاً: التخلص من «فياف»

- «فياف» مؤسسة فرنسية أُسّست قبل أكثر من 50 سنة تعني، بين ما تعنيه، الاهتمام بتنظيم العلاقات بين المهرجانات وتوزيع مهامها. نعم مهرجان القاهرة هو العربي الوحيد بينها، لكنّ ذلك لا يقدّم كثيراً أو يؤخر. ها هو مهرجان دبي يتصدر المهرجانات العربية من دون أن يكون منضوياً تحت تلك المؤسسة.

بالتالي، كل ما سمعناه عن أهمية الانتماء لتلك المؤسسة لا يعني شيئاً فعلياً بالنسبة للمهرجان، فها هو يحافظ على مشكلاته سنة بعد سنة. بالخروج منه، يستطيع المهرجان المصري التمتع بحرية اختياراته الأفلام عوض ارتباطه بشروط المؤسسة في ذلك، ويستطيع أن يغيّر من وقت إقامته إذا شاء.

ثانياً: الهوية

- ما هو المرغوب من هذا المهرجان؟ أن يستمر كعارض لأفلام المهرجانات؟ (حتى المسابقة عرضت أفلاماً سبق عرضها في المهرجانات الأخرى) أو أن يقدم القاهرة كمكان حاضن لمهرجان سينمائي أسوة بعواصم عالمية أخرى؟

39 دورة أكدت أن ذلك لا يكفي، بل وربما ليس ضرورياً. الأفضل هو تشكيل هوية خاصة بالمهرجان تنبع من أقسام جديدة وتوجهات مختلفة. أن يكون لديه جانب واحد على الأقل هو أكثر التصاقاً به من سواه. جانب حاد كاشف عن اهتمام بجانب من العمل السينمائي ليس منتشراً بما فيه الكفاية. نقطة جذب أكيدة للسينمائيين الغربيين تجعلهم يفكرون جدياً بعرض أفلامهم على المهرجان عوض أن يطلبها المهرجان منهم.

ثالثاً: إعادة رسم خريطة البرامج

- هل يهم فعلاً أن يكون هناك قسم باسم «مهرجان المهرجانات» وآخر باسم «بانوراما» خصوصاً إذا ما كانت أفلام البانوراما هي أيضاً ممن سبق عرضه في المهرجانات الأخرى.

بالإضافة، اسم «مهرجان المهرجانات» عتيق تخلص منه كل مهرجان تقدم بخطواته. أطلقه مهرجان تورنتو على نفسه في الثمانينات والتسعينات ثم نبذه. أطلقه مهرجان لندن على نفسه طويلاً ثم توقف عن ذلك لأنه يعني تماماً ما يوحي به: جامع أفلام من مهرجانات أخرى.

لقد ثبت أن الجمهور يرغب هنا بمشاهدة أفلام المسابقة وأفلام «آفاق السينما العربية» وصولاً إلى «بانوراما الأفلام المصرية الجديدة». الباقي تفاوت كثيراً من فيلم لآخر. حتى يدرك الهاوي أي فيلم عليه أن يراه، وذلك تبعاً لرغبته، على القسم أن يكشف عن تخصصه. لم لا يكون هناك قسم لأفلام الأنيميشن؟ للأفلام التسجيلية؟ لأفلام بارزة في مجال التصوير السينمائي أو موسيقى الأفلام؟ لم لا يكون هناك قسم لكلاسيكيات السينما؟

رابعاً: إدارة قوية

دورة وراء أخرى تبرهن على أن الدورات الأكثر نجاحاً وتنظيماً هي تلك التي أقيمت في ظل إدارات قوية. لقد مرت مرحلة ناجحة في هذا الشأن، عندما قام الراحل سعد الدين وهبة بإدارته بقبضة قوية بحيث أن الأخطاء التي وجدها متكررة في مطلع ولايته، التي استمرت لعدة أعوام، تمكن من إزالتها. هناك تنظيم جيد في هذه الدورة من حيث علاقة المهرجان بضيوفه، لكن الأخطاء والهفوات ما زالت واقعة، فهناك أفلام استبدلت وأفلام تأخر عرضها وأخرى لم يكن الصوت فيها جيداً. وهذه هفوات يمكن تصحيحها بمجرد وضع الموظفين تحت سقف المسؤولية والمحاسبة.

ثم هل يمكن منع استخدام الهواتف الجوالة خلال العرض بالطلب من موظفي الصالات ممارسة دور المانع بالتنبيه على الأقل؟

خامساً: الميزانية

ميزانية المهرجان هذه السنة أعلى مما كانت عليه. ليست مثالية ولا هي كافية لتحقيق كامل ما يصبو المهرجان إليه. لكن هل هناك حاجة لاستقبال أكثر من 180 فيلماً؟ لماذا لا يخصّص جزء من الميزانية لاستقطاب إعلاميين عالميين؟ تعيين مستشار له خبرته الطويلة والمنفصلة (وبالتالي المختلفة) للإسهام في وضع وتنفيذ الخطط الصحيحة؟

وماذا عن صالات السينما؟ لكي يسترد المهرجان جزءاً من ميزانيته على أفلامه أن تعرض في قاعات منتشرة في كل القاهرة وربما سواها لجانب تطوير تلك التي تعرض فيها أفلامه الحالية.

إرضاء

كل ما سبق، له علاقة بإذا ما كان القائمون على مهرجان القاهرة لديهم النية للتغيير الكامل. لتثبيت رؤية مغايرة، تنظر إلى الخلف وتقول، كفى وتبدأ من جديد بأهداف جديدة.

يحتاج المهرجان أن يبدأ البحث عن مكان فريد تحت الشمس. للتفكير بكيف يمكن للسينمائي العالمي البدء بتفضيل هذا المهرجان على بعض سواه. وما سبق لا يصلح للعمل جزئياً. إنها معالجة شاملة ومتوحدة يمكن بعدها البدء في الارتقاء بهذا المهرجان الذي عليه أن يستمر خارج نطاق تنفيذه لأنه مطلوب. عليه أساساً أن يجد دوراً كبيراً وطموحاً وجديداً لكي يلعبه.

ولا يفيد مطلقاً الاكتفاء باستخدام العبارات الطنانة. هذه قد ترضي الذات، لكنها لا تصنع مهرجانات ناجحة.

####

سنوات السينما

ميرامار(1969) شادية ورجال نجيب محفوظ

يمكن للمرء أن يذهب إلى القول، وعلى نحو قابل للنقاش، إن روايته «ميرامار» هي أكثر ما كتب دفاعاً عن المرأة التي نجدها حاضرة في كثير من أعماله الأخرى. هي مكتوبة على نحو مذكرات لعدد من شخصيات بنسيون باسم «ميرامار»، حول الفتاة زهرة التي تصل إلى الإسكندرية آتية من الريف وتقصد المكان، لكي تعمل عند صاحبته ماريانا. وهذه تستقبلها بترحاب.

سكان هذا النزل يزدادون عدداً بالتدريج في الرواية وفي الفيلم. هناك اثنان من جيل ما قبل ثورة 1952، هما عامر (عماد حمدي) و(الساخر دوماً) طلبة (يوسف وهبي). ثم ينضمّ سرحان (يوسف شعبان) الشاب الذي يعمل محاسباً في شركة نسيج وعضو إحدى النقابات الاشتراكية الذي يسعى لكسب حب زهرة، بينما يتقرب من امرأة أخرى للزواج بها. أيضاً هناك حسني (أبو بكر عزت) الذي فلت من القرارات الاشتراكية وأخيراً منصور (عبد الرحمن علي) وهو شقيق لأخيه الضابط.

كل هؤلاء، يُضاف إليهم بائع الصحف محمود (عبد المنعم إبراهيم)، يحلقون حول زهرة. البعض خوفاً عليها (كما حال عامر ومحمود)، والبعض الآخر استغلالاً لها (كما سرحان وحسني). هناك نيات حسنة، وأخرى سيئة، وثالثة حيادية، لأن عاطفتها مشغولة بحب بعيد.

في الفيلم نجد زهرة (شادية) هي المحور، كما في الكتاب. لكن كاتب السيناريو ممدوح الليثي ينزع عن النص شكل المذكرات والكثير من الأحداث ويخص النزل بمعظم المواقف. لكن كالرواية، النزل يصبح المجتمع المصري والشخصيات هي التي تتنازعها، بينما زهرة هي بمثابة مصر التي ترفض، في النهاية، الهزيمة التي يتسبب بها المستغلون والفاسدون.

مثال الفيلم الأنصع عن هذا الفساد نجده في شخصية سرحان الذي علاوة على خداعه زهرة يوافق على الاشتراك بعملية تهريب لبضائع من الميناء لتحسين وضعه المادي، عاصفاً بأدراج الرياح كل مقولاته حول الاشتراكية وشكاوى العمال. في المقابل، هناك الوفديون والخاسرون لأمجاد الأمس والذين آلوا إلى البطالة أو الذين يعيشون على الحافة بين الفريقين. النموذج الواضح هنا هو مصر / زهرة المتنازع عليها بين الاتجاهات.

خط واحد

بذلك هو فيلم رسالة شائكة حُقّقت في الفترة التي انتمت إلى حكم الرئيس جمال عبد الناصر وبذلك كان آنذاك، وربما اليوم، من الغرابة بمكان كيف سُمح بتحقيق فيلم ناقد لما آلت إليه الثورة. الغالب أنّ حرب 1967 الخاسرة ساعدت على السماح بتحقيق هذا الفيلم بعد عامين من وقوعها.

كأفلام المخرج كمال الشيخ الأخرى، هناك إلمام جيد بشروط تنفيذ فيلم عليه أن يلخص حكاية كبيرة الحجم والمفادات، ولو أنّ الفيلم، مقارنة مع أعمال أخرى لهذا المخرج المهم، مثل «اللص والكلاب» (أول تعاون له مع الراحلة شادية، 1962) و«الشيطان الصغير» (1963) و - لاحقاً - «الهارب» (1975) و«على من نطلق الرصاص» (1976)، ليس بالعمل الجيد من دون شوائب. أما تمثيل شادية فهو يبقى على خط واحد من البذل وعلى نحو قابل للتصديق من دون تكلف. في الرواية هي أصغر سناً. في الفيلم كان لا بد من الاستعانة بممثلة ذات اسم كبير (اسمها جاء الأول في العناوين)، وهذا الاسم كان شادية. كان الفيلم يستطيع التأكيد على محورية زهرة أكثر مما فعل. اللجوء إلى مد خطوط موازية تقع خارج النزل وبعيداً عن زهرة يشتت قليلاً من التركيز على زهرة وما تواجهه. بذلك لا يبقى سوى الشرح اللفظي أو التمثيل المباشر لما تطرحه الشخصيات من مواقف.

بداية الفيلم (زهرة في الحافلة التي تصل إلى الإسكندرية) تختلف عن مطلع الرواية، لكنّ نهاية الفيلم (عامر وجدي يتابع زهرة التي خرجت من التجربة بقوة ثم بصوته وهو يقرأ من «سورة الرحمن») تقترب.

####

شاشة الناقد

> الفيلم: Açúcar («سكّر»)  -  > إخراج: سيرجيو أوليفييرا،  -   ريناتا بنايرو  -  > النوع: دراما | البرازيل (2017)  -  > تقييم: *** (من خمسة)

يتعامل هذا الاشتراك الرسمي في مهرجان ريو دي جانيرو الأخير، ومسألة العلاقة غير الودية التي ما زالت قائمة بين العرقين البرازيلي الأبيض والبرازيلي الأسود، ذلك الذي تم استيراده قبل قرون من أفريقيا.

حكاية باثانيا (ماييف جنكنغز) العائدة من المدينة إلى الريف حيث وُلدت قبل 40 سنة. هي رحلة طويلة من العاصمة إلى مزرعة السكر التي ورثتها باثانيا في الشمال الشرقي من البلاد. القارب الذي نقلها من محطة الوصول إلى الأدغال القريبة شق طريقه بين أوراق الشجر. الكاميرا من بعيد والقارب (المفترض) بين الأوراق، لكنّه يسبر سطح الماء كما لو كان مسحوباً بحبل. ونحن لا نرى القارب كاملاً، مما يدفع للاعتقاد بأنّه ليس موجوداً في الأصل.

ننسى ذلك بعد قليل. حال وصولها إلى منزل العائلة المهجور تبدأ تلك باثانيا بفحص محيطها الجديد. البيت بلا إنارة والغبار يعلوه وكل شيء يئن من سنوات العزلة. ستقوم بإعادته إلى ما كان عليه سابقاً، لكنها في خلال ذلك ستلتقي بالأفريقيين الذين جلبهم البرتغاليون إلى تلك البلاد قبل مئات السنين وتركوهم بلا مستقبل أو معين وما زالوا.

هي حكاية عنصرين إذن: بيض وسود. وباثانيا، وقد غدت في منتصف العمر، ليست مستعدة لتجاوز مرجعيتها العنصرية حيال العاملين في الحقل وفي مقدمتهم «زَ» (جوزي ماريا ألڤيز) الذي يساعدها في إعادة تأهيل المنزل للسكن وأليساندرا (داندارا د موراس) الخادمة التي ستحاول باثانيا لاحقاً تعنيفها. تستطيع أن ترى عدم رغبة المرأتين في كسب ود متبادل. تحدٍ ينتشر تحت الجلد وبما أنّ الدراما تتمحور حول باثانيا، فإنّ التهمة موجهة إليها أصلاً وستبقى معها إلى أن تقرر أنها لا تريد البقاء في البيت فتغادره (في ذلك المركب الملتقط شراعه من بعيد).

معالجة كل من المخرجَين سيرجيو أوليفييرا وريناتا بنايرو تفرز شغفاً بالحالة الماثلة ولو أنّ الكاميرا تحافظ على مستوى واحد من التعامل مع المكان ومع الشخصية. اللقطات غير قريبة وحانية، وعندما تقترب فهي لالتقاط مشاعر نمت على الأوجه قبل أن تتحرك كاشفة التفاصيل عبر الحركة الكلية.

يتداخل في موقف بطلة الفيلم ذلك القدر من الرغبة المكبوتة التي تكشف لا عن احتدام صراع عاطفي فقط بل عن آخر نفسي. لكن مشهد تعنيف الخادمة بمصادرة راتبها ثم ضربها يأتي ليفصح الكثير عن المرجعية المتحكمة في باثانيا والتي تمنعها من قبول التعامل مع الخادمة بإنصاف وبمساواة.

الكتابة محدودة. ليس هناك الكثير من الشخصيات وليس هناك الكثير من الأحداث. لكنها، في الوقت ذاته، تتيح كل ما يلزم لفيلم يشرح أزمة امرأة مع عواطفها المكبوتة وتلك المعلنة. تصوير مناسب من فرناندور لوكَت يحفظ وحشة المكان ويؤطر كادراته على نحو ثاقب من دون تحميل المشهد ما لا لزوم له من زوائد.

####

المشهد

فجأة نتذكر وفجأة ننسى

> نحن لا نعرف الكثير عن كيفية الاحتفاء بفنانينا خلال وجودهم بيننا، فكيف لنا تقديرهم والاحتفاء بهم بعد وفاتهم؟

> الحاصل هو أنّنا ننتظر دخول فنان ما إلى المستشفى، فنكتشف أنّه لا يزال حياً وأنّه ذو تاريخ طويل فنتابع حالته. حين يموت ننفرد بالكتابة عنه. نحتفي بموته كما لو كان وضعاً طارئاً. نكتب المقالات التي تشيد به ونتبارى في استخدام كلمات التوديع المناسبة. ثم، وخلال أيام قليلة فقط، نتدرج سريعاً في النسيان بانتظار رحيل آخر.

> ليس من الضروري أن يرحل المرء لكي نتذكره ثم ننساه. في اليوم الذي فارقت الممثلة والمطربة شادية (قابلتها مرّة واحدة في حياتي في سن السادسة عشرة)، مر نقيب الممثلين أشرف زكي بمقهى فوجد الممثلة آمال فريد تجلس وحدها بحالة رثة. هذه كانت من نجمات الخمسينات والستينات. كانت صغيرة عندما بدأت التمثيل بفيلم «موعد مع السعادة» وترعرعت في الستينات فقادت البطولة النسائية لأكثر من فيلم معروف من بينها «الابن المفقود» و«جزيرة العشاق».

>.... ثم اعتزلت. أو ربما قرفت وطواها ٍالنسيان إلى أن اكتُشف وجودها مهملة ومنسية وفي حال تثير الحزن. فجأة تذكرتها المواقع الشجاعة وكتّابها. كما سبق وتذكروا الكثير من ممثلي ومخرجي السينما المصرية بعد فوات الأوان.

> لا يزال في الجوار كثير من السينمائيين الذين شاركوا في صناعة الفيلم المصري وأسهموا في نجاحه. مهملون ومنسيون وفقط عند موتهم أو قرب وفاتهم سيتذكرهم أهل الفن والإعلام ويسارعون بكتابة الرثاء وآيات التمجيد. فعلوا ذلك مع كل راحل من قبل.

> وتلفزيونياً، الفعل ذاته. خبر من هنا وخبر من هناك ثم لا شيء. تلك المحطات المتخصصة بعروض الأفلام تختار بعض الأفلام التي لديها وتعرضها. لكن لا شيء منظم ولا شيء يؤكد أن المحطة الواحدة كانت وضعت في البال تأبيناً أفضل وأهم.

> وعلى ذكر محطات الأفلام تجد أنّ ما تعرضه من أفلام عربية (وأجنبية أيضاً)، دائماً ما هو عشوائي. لا نظام ولا تنظيم. ولا روح تقف وراء المختارات. وإلى أن يصبح لدينا محطة مثل TMC فإنها لا تستحق الاهتمام.

الشرق الأوسط في

01.12.2017

 
 

'اختفاء' فيلم نرويجي يثير عاطفة جمهور القاهرة السينمائي

العرب/ سارة محمد

الإقدام على رحلة الموت عملية ليست سهلة، إذا كان صاحبها قد اختارها بإرادته لينهي بها انتظار مصير مجهول، ربما يحمل معه الكثير من الآلام والأوجاع التي يمكن أن تغير من جمود شخصيته وتحوّله إلى هيكل ضعيف بما لا يتناسب مع طبيعة الحياة التي اعتاد فيها على قسوة أيامها ومواجهتها بمفرده.

القاهرة – فيلم Disappearance "اختفاء" الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته التاسعة والثلاثين التي اختتمت الخميس، يرصد صراع فتاة بين التمسك بخيار الاستمرار بالحياة أو الاختفاء والتخلي عنها انتظارا لقدر الموت بعد أن داهمها مرض “السرطان” في مقتبل عقدها الثالث، وأعلن حربه عليها بانتشاره من الثدي إلى المعدة، ليجعلها تتأكّد أن رحلة الموت محتومة لا مفرّ منها.

اللغة السينمائية التي ناقش بها مخرج "اختفاء" بودوفين كول قضية فيلمه ابتعدت عن التقليدية المعتادة في مناقشة مثل هذه القضايا في المعالجة السينمائية، حتى أن معرفة المشاهد بخبر مرض بطلة الفيلم الهولندية ريفكا لوديزن، ترد مجرّد ذكر غير واضح على لسانها خلال إقامتها علاقة جنسية مع صديق قديم لها، “أنا أموت.. كان عندي هنا ثم انتشر هنا”، في إشارة أولى إلى الثدي ثم المعدة.

وهذه العبارة التي تصدم الصديق القديم يفسّر بها المخرج للمشاهد تركيبة شخصية البطلة التي بدا على ملامح عينيها ووجهها الحزن منذ ظهورها الأول على الشاشة، وجعلها تنظر إلى جميع أفراد عائلتها الصغيرة المكونة من أم وأخ أصغر لا يتجاوز عمره الرابعة عشرة نظرة وداع بين الحين والآخر، وكلما أقدمت على الاعتراف لوالدتها بسرّها تعود إلى إخفاء أوجاعها، خصوصا أمام قسوة الأم وصلابتها من خلال تعاملها معها.

اللغة التي ناقش بها المخرج قضية الفيلم ابتعدت عن اللغة التقليدية في معالجة هذه النوعية من القضايا السينمائية

عاطفة باردة

يأخذنا كاتب العمل جولاين لارمان في نزهة مرئيّة للنرويج يرصد لنا خلالها طبيعتها التي غطّتها الثلوج ما يزيد من جمود وصلابة الأم، لأن الابنة كانت تعيش بمفردها بعيدا عنها بعد انفصالها عن والدها وتحضر إليها مرة في كل عام.

وسط هذه الطبيعة الثلجية التي تملأها قمم الثلوج البيضاء تخفي بأسفلها بركات مائية صغيرة، تعيش الأم بصحبة نجلها الصغير بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الكلاب التي بدت عملية إقامتها في مزرعة صغيرة لها، وكأنها أصبحت “الأنيس والصديق” لها في حياة العزلة، لأنها تجرّ عددا منها على زلاقات جليدية في مشاهد تنزه خارج المنزل.

التركيبة التي قدمها مؤلف الفيلم للأم شديدة الثراء بين سيدة تعزف البيانو وتعلمه للأطفال الصغار ما يدلّ على رقة ونعومة بداخلها، وتقوم بتربية الكلاب كبيرة الحجم وهي المهنة أو الهواية التي اعتاد على فعلها الرجال لطبيعتهم الخشنة، ويكلّل نجاح مشاهد الأم بترجمتها لهذه المراحل النفسية بين الرقة والصلابة بتعبيرات وجهها وجسدها، بل ملابسها أيضا فهي على البيانو أنثى ترتدي الفستان وتبتسم وتميل مع حركات أصابعها بجسدها نحو اليمين واليسار، أما في مشاهد التعامل مع الكلاب، فهي السيدة ذات الملامح الصلبة التي ترتدي سروالا وقبعة "آيس كاب" ومعطفا ثقيلا، وهذا أيضا تماشيا مع طبيعة البرودة القارسة التي تعيش فيها.

رووس الابنة المريضة بالسرطان تعاني من جفاء والدتها التي لا تتذكر أنها غنت لها أغنية واحدة في طفولتها، حتى أنها تطلب منها ذلك في أحد المشاهد ولا تستطيع الأم في الوقت الذي كانت تحتفي فيه بعيد ميلاد طفلها الصغير وتغني له وترقص معه، وكأن الأم لم تغفر ترك ابنتها لها والذهاب للعيش مع والدها من ناحية، واعتبار أن طفلها الصغير هو الرجل الأهم والأساسي في حياتها والذي تمنحه حبها الأكبر بعد الانفصال عن الزوج، من ناحية أخرى.

قسوة الأم في معاملتها الجافة لابنتها تعود خلفيتها إلى رحلة قاسية عاشتها هي أيضا عندما أودعها والداها في مدرسة داخلية بقيت فيها وحيدة تطوف العالم مع فرقتها الموسيقية بمفردها، هذه التجربة القاسية الخالية من المشاعر طبقتها الأم بشكل غير مباشر على ابنتها وكأنها ترى فيها إعادة للشريط الزمني لحياتها، ما يزيدها جفاء تجاهها.

تحد كبير لعبته بطلة الفيلم حتى تبدو بهذه الملامح المتلاحمة مع شخصية رووس، فطوال الأحداث نجد شخصية تعيش تأزما نفسيا في إخفاء مرضها، وفي محاولتها الاستمتاع بمحطات الرحلة الأخيرة ما بين السباحة في المياه مع الأخ الأصغر، أو تناولها لجرعات كبيرة من الخمور، أو إقامتها علاقة مع صديقها القديم وكأنها تريد التشبّع من الحياة قبل أن تتّخذ قرارها بالاختفاء في نهاية الأحداث.

كاتب العمل يأخذ المشاهد في نزهة مرئية للنرويج راصدا خلالها طبيعتها التي غطتها الثلوج، ما يزيد من جمود وصلابة الأم

رحلة حياة

شخصية رووس التي بدت صلبة في مرضها إضافة إلى تحملها قسوة الأم عليها دائما، تبدو الأضعف في مشهد تذهب فيه إلى رحلة صيد مع الصديق الذي تطلب منه أن تلتقط صنارته إحدى السمكات التي تسبح في البركة المائية الصغيرة المحاطة بصحراء ثلجية.

ورغم تنفيذه طلبها والتقاطه سمكة، إلا أنها تختار لها الحياة بعد أن تلتقط أنفاسها الأخيرة بين يديها، في نظرة عميقة نحوها وكأنها أرادت الحياة لمن له الفرصة في البقاء، وهو ما حرمت منه نفسها بعد أن رفضت تلقي العلاج ومواجهة مصير الآلام والأوجاع.

الأخ الصغير، هو رمانة الميزان في هذا العمل، فمن خلاله يرصد مخرج الفيلم جمال هذه الطبيعة الثلجية التي يحوّلها الصغير عبر قطع بيضاء طويلة وقصيرة إلى نغمات صوتية مجسّمة يسجلها عبر جهاز “اللاب توب”، وكأن المخرج أراد أن يقول إن هذه الجبال البيضاء الصلبة هي لحن الطبيعة الموسيقي، وتتجلى جمالية هذه المشاهد في تلك التي جمعت بين الأخ وشقيقته الكبرى في “كادرات” ضيقة وسط هذه الطبيعة تعبيرا عن حالة القرب والمحبّة بينهما، والتي تعتبر فيها الأخت أما لهذا الصغير، في حين جاءت المشاهد بين الأم وابنتها في “كادرات” تصوير واسعة وسط هذه الطبيعة، تعبيرا عن بعد المسافة بينهما.

ويحاول الأخ الأصغر من خلال علاقته بالثنائي “والدته وشقيقته” أن يجمع بينهما ويقرّب كلاهما إلى الآخر، وتتجلى مشاهد حبه لشقيقته حين يعرف مع نهاية الأحداث مرضها، فينهار بقوّة وسط هذه الثلوج لتجذبه شقيقته نحوها بقوّة إلى أحضانها التي كانت شاهد عيان على علاقتهما معا، طوال الأحداث لا تشوبها حواجز إلى الدرجة التي جعلت مسافة القرب بينهما تفرض عليهما النزول إلى المسبح معا.

كل هذه اللغات السينمائية وأكثر يقدمها المخرج بإتقان شديد بعيدا عن المباشرة الصريحة في علاقة الشخوص أو لغة الطبيعة التي يعيشون فيها أو بمراحل تأزم البطلة وغيرها، ولأن المنطق هو الذي يسود الأحداث منذ انطلاقها، فمع لين الأم عقب علمها بنبأ مرض ابنتها، تتمسّك الابنة بقرارها في الذهاب بعيدا والاختفاء من الحياة في انتظار حياة العالم الآخر، وهنا لم يتخل المؤلف عن الخط الواضح في العلاقة بين الأم وابنتها الذي ظهر منذ البداية، فلم يجعل الأم صاحبة تأثير أكبر على قرار الابنة أو أظهرها بمشاعر مفرطة في الحنان الذي تفتقده هي في أساس شخصيتها.

وتتجلى عظمة الأحداث في حلقة الربط التي افتتح بها المخرج فيلمه وأنهاه بها من خلال الطفلة الصغيرة رووس التي تجلس على البيانو وتعزف لحنا منفردا تعقبه تحية كبيرة من الجمهور، يليه أيضا مشهد وقوف الطفلة لتحية الجمهور، والذي اختتم به وكأنها تودّعه الوداع الأخير.

العرب اللندنية في

01.12.2017

 
 

مهرجان القاهرة: السينما لمقاومة الإرهاب ونيكولاس كايدج للختام

القاهرة – هبة ياسين

أبت العاصمة المصرية أن تنحني أمام الظلاميين ودعاة التطرف وسفاكي الدماء، لتظل منارة للفنون والحضارة، إذ استكمل مهرجان القاهرة السينمائي فعالياته اليومية عقب الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجداً في مدينة العريش في سيناء، الذي وقع الجمعة الماضية، إيماناً بأن الفن والتنوير والثقافة هي أبلغ رد في مواجهة طيور الظلام والتكفيرين، واستؤنفت عروض المهرجان ونشاطاته، فاستهلت رئيسة المهرجان الدكتورة ماجدة واصف التي فاجأت الجميع بتقديم استقالتها منذ أول أيامه، ندوة «مناهضة العنف ضد المرأة»، المقامة على هامش المهرجان، بالوقوف دقيقة حداداً وترحّماً على أرواح شهداء تلك المذبحة، وعبّرت عن إدانة المهرجان وشجبه تلك الجريمة الشنعاء.

نشاطات

شهدت الدورة التاسعة والثلاثين للمهرجان زخماً في الضيوف والأحداث والفعاليات، إذ أقيمت ندوة في سينما الزمالك مع المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد عقب عرض فيلمه «الجبل بيننا»، حيث تحدث أبو أسعد حول رحلته للوصول إلى هوليوود، كما تطرق إلى الفيلم وآليات تصويره الصعبة.

وفي إطار تكريم المخرج اللبناني الراحل جان شمعون، عرض فيلمه الروائي الطويل الوحيد «طيف المدينة» بحضور زوجته المخرجة المعروفة مي المصري، وأعقب العرض ندوة نوقش خلالها الفيلم وتناولت رصداً لمسيرة المخرج الذي عُرف بتبنّيه للقضية الفلسطينية.

إلى ذلك، افتتح في قاعة آدم حنين في مركز الهناجر للفنون معرض «تفرّد وإنجاز»، الذي يوثق الحياة الشخصية والمسيرة العملية للناقد الراحل سمير فريد، كما يرصد علاقاته بأساتذته وتلاميذه، وقُدّم من خلال المعرض فيلم «منقوش على الجدران» الذي يسجل مشوار حياة الناقد الكبير الراحل.

نظم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عدداً من الندوات الرئيسة، إضافة إلى ندوة «مناهضة العنف ضد المرأة»، أقيمت تحت عنوان «نتفليكس... ومستقبل التوزيع السينمائي»، في حضور عدد من صنّاع السينما ونقّادها، إذ رصدت ظاهرة تنامي الاتجاه إلى عرض الأفلام منزلياً عبر الإنترنت، وتشغيل خدمات «نتفليكس» في مصر والعالم العربي. والانعكاسات الإيجابية والسلبية للظاهرة على تطورات الإنتاج والتوزيع والعرض العالمية، لا سيما صناعة السينما في المنطقة العربية، وما يُثار حول زيادة إيرادات الأفلام الأجنبية مقارنة بالأفلام العربية، إضافة إلى تأثيرها السلبي في عادة الذهاب إلى صالات العرض السينمائي.

وكعادته، في إطار اهتمام المهرجان بواقع وهموم صناعة السينما المصرية، ودأبه على طرح مشكلاتها ومحاولة معالجتها عبر الحوار والجلسات النقاشية، شهدت هذه الدورة ندوة حول «تحديات السينما المصرية»، أولت عناية بالغة في بحث حاضر صناعة السينما المصرية ومستقبلها، كما ناقشت المستجدات التي طرأت على الساحة، وكانت لها تداعياتها السلبية على الصناعة، كالاحتكار والقرصنة والضرائب والمشكلات المتعلقة بالإنتاج والتوزيع في الداخل والخارج، وتناولت طرق تذليل معوقات الإنتاج المشترك مع دول العالم، وتطوير أداء الرقابة على المصنفات الفنية.

كما شهد المهرجان زخماً ونشاطاً على مستوى الندوات الفيلمية، التي شهدتها صالات عروض المهرجان، وبينها ندوة فيلم المسابقة «بالخارج» (سلوفاكيا/ فرنسا/ المجر)، التي حضرها المخرج جورجي كريستوف، وأخرى حول الفيلم البرازيلي «الأختان»، الذي عُرض في إطار البانوراما الدولية، بحضور المخرج فابيو ماريا، والفيلم الهندي «دورغا المثيرة» وعرض ضمن تظاهرة «مهرجان المهرجانات»، وحضرت الندوة بطلة الفيلم راجشيري ديشباندي، وندوة أخرى حول فيلم «البجعة» The Swan (آيسلندا/ألمانيا /إستونيا)، الذي عُرض في مسابقة «أسبوع النقاد»، بحضور المنتج بيرجيتا غورنيستير.

كما شهد عرض الفيلم السوري «مطر حمص» والندوة التي أعقبته حضوراً وإقبالاً جماهيرياً كثيفاً، وهو العمل الذي عُرض في إطار مسابقة «آفاق السينما العربية»، وحضرها المخرج جود سعيد. كما أقيمت ندوة حول فيلم «غير مرغوب فيه» (كوسوفو/ هولندا)، الذي عُرض في تظاهرة «مهرجان المهرجانات»، بحضور المنتج دانييل برمير. واستضاف مركز الإبداع ندوة فيلم «الرجال لا يبكون» (البوسنة/ دولة التشيك/ سلوفاكيا/ ألمانيا/ كرواتيا)، الذي عُرض في «القسم الرسمي خارج المسابقة»، وحضرها المخرج إلين درلجيفك، واختتمت ندوات الأفلام الزخم بالفيلم الأرجنتيني «سيمفونية من أجل آنا».

المكرّمون

كما شهدت ندوة تكريم الفنان سمير غانم إقبالاً جماهيرياً، وكان المهرجان كرَّم الفنان القدير بإهدائه جائزة فاتن حمامة التقديرية، وتحدث خلال اللقاء عن مشواره السينمائي الذي بلغ نحو 145 فيلماً سينمائياً، ورصيده الكوميدي الذي بدأ مع فرقة «ثلاثي أضواء المسرح» مع الضيف أحمد وجورج سيدهم. كما أقيمت ندوة لتكريم الفنانة التونسية هند صبري، التي توجت بجائزة فاتن حمامة للتميز وتسلمتها في حفل الافتتاح. فيما ألغيت ندوة ماجد الكدواني الذي توج بالجائزة ذاتها لاعتذاره عنها بسبب ظروف سفره إلى الخارج.

استقالة مسربة

وبينما تتواصل أنشطة المهرجان في أيامه الأخيرة، تناقلت بعض الأوساط الصحافية المصرية والفنية خبر إعلان رئيسة المهرجان ماجدة واصف استقالتها من منصبها، ما تسبب في حالة من الارتباك واللغط، وسرعان ما زال الالتباس بعدما أعلنت واصف أن القرار جاء قبل أسابيع من انعقاد المهرجان لتكون الدورة الحالية الأخيرة لها، مؤكدة مواصلتها العمل والوقوف على كل تفاصيل المهرجان حتى انتهاء هذه الدورة ومن ثم تسوية كل الأمور المادية والإدارية ذات الصلة، إذ ترى أنها آن لها أن تخلد للراحة والانسحاب من الأنشطة العامة، أما الذي لم تُشر إليه واصف فهو أن الاحتمال الأكثر صدقية هو أن تحلّ مكانها في العام المقبل الفنانة إسعاد يونس، مع أن ثمة من يتداول اسم الفنان حسين فهمي ليعود إلى الرئاسة بعد غيابه عنها سنوات... بيد أن هذا كله لا يزال في حكم التكهنات.

وكشفت مصادر في مهرجان القاهرة السينمائي لـ «الحياة» أن واصف واجهت عقبات وعثرات بالغة خلال السنوات الماضية في إدارة المهرجان، إذ عانت صعوبات مادية وعدم التزام بعض مؤسسات الدولة تعهداتها المالية تجاه المهرجان، ما اضطُر واصف أحياناً إلى سداد بعض رواتب العاملين من أموالها الخاصة عبر شهور، ولم تبخل بجهدها كي يخرج المهرجان في صورة مشرّفة لائقة بمهرجان يحمل اسم مصر.

نيكولاس كايدج للختام

بقي أن نذكر أن مساء أمس الخميس كان من المفترض أن يشهد الحفل الختامي وتوزيع الجوائز، علماً أن نجم حفل ختام المهرجان هو النجم الأميركي العالمي نيكولاس كايدج، إضافة إلى النجمين الأميركيين الآخرين هيلاري سوانك وأدريان برودي، ونخبة من النجوم المصريين والعرب.

الحياة اللندنية في

01.12.2017

 
 

بالصور: «المتطفل» يحصد الهرم الذهبي وتونس ولبنان تستحوذان على جائزتي تمثيل «القاهرة السينمائي الـ39»

القاهرة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير

فاز فيلم «المتطفل» بجائزة الهرم الذهبى بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ39، فى حفل ختام المهرجان، والذى بدأ بالوقوف دقيقة حداداً على كل من شهداء «مسجد الروضة» والفنانة الراحلة شادية، وذلك فى حضور كل من نيكولاس كيج، وهيلارى سوانك، وأدريان برودى ونجوم مصر والوطن العربى، وأيضاً فى حضور وزير الثقافة المصري حلمى النمنم .

وفيلم «المتطفل» من إخراج  ليوناردو دي كوستانزو وإنتاج إيطالي سويسري فرنسي.

وتدور أحداثه في مدينة نابولي حول «جيوفانا»، أخصائية اجتماعية متفانية، تدير ملجأً لاستقبال الأطفال الذين هم بحاجة إلى رعاية؛ ليمثل لهم حصناً حقيقياً ضد عصابات الكامورا، وعندما تلجأ الشابة «ماريا»؛ زوجة أحد أعضاء الكامورا، هي وطفلاها، إلى الملجأ كي تستقر فيه، تواجه «جيوفانا» اختياراً أخلاقياً يمكن أن يدمر مغزى عملها كله.

ومثلما كانت السورية أصالة المفاجأة الغنائية في حفل افتتاح الدورة التاسعة والثلاثين شكلت المصرية أنغام مفاجأة حفل الختام وقدمت أغنية واحدة عن السينما من كلمات أمير طعيمة.

وفي باقي جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان فاز بجائزة لجنة التحكيم لأفضل مخرج «الهرم الفضي» الفيلم الكولومبي/الأرجنتيني (قتل عيسى) للمخرجة لاورا مورا اورتيجا، فيما فاز بحائزة أفضل عمل أول أو ثاني «الهرم البرونزي» فيلم (نينا) للمخرج السلوفاكي يوراج ليهوتسكي.

وفازت اللبنانية دياموند بو عبود بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البلجيكي «في سوريا» إخراج فيليب فان ليو بينما ذهبت جائزة أفضل ممثل للتونسي رؤوف بن عمر عن دوره في فيلم «تونس الليل» للمخرج إلياس بكار.

وفاز بحائزة أفضل سيناريو فيلم «الكلاب» للمخرجة مارسيلا سعيد وهو إنتاج مشترك بين تشيلي وفرنسا والأرجنتين والبرتغال كما فاز فيلم «اختفاء» للمخرج الهولندي بودوفين كول بجائزة أفضل إسهام فني.

وشملت المسابقة الرسمية للمهرجان 16 فيلما من إيطاليا وفرنسا وبلجيكا والنرويج وتونس وكوريا الجنوبية وكولومبيا وفيتنام والهند وأذربيحان وتشاد وجمهورية التشيك.

ومنحت لجنة تحكيم النقاد الدولية (فيبرسي) جائزتها لفيلم «قتل عيسى» للمخرجة لاورا مورا اورتيجا.

وفي برنامج (آفاق السينما العربية الجديدة) الذي شمل ثمانية أفلام فاز بالجائزة فيلم «اصطياد أشباح» للمخرج الفلسطيني رائد انضوني فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم اللبناني «نصر» إخراج بديع مسعد وأنطوان واكد.

وفي برنامج (أسبوع النقاد الدولي للأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة) الذي شمل سبعة أفلام فاز بالجائزة الفيلم الأيسلندي «البجعة» إخراج آسا هيلجا هيورلفسدوتير بينما ذهبت جائزة أفضل إسهام فني للفيلم الهندي (نجوم القرية» إخراج ريما داس.

وفي برنامج (سينما الغد الدولية للأفلام القصيرة) الذي شمل 29 فيلما فاز بالجائزة فيلم «بلا سقف» من استونيا فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم اللبناني «كارجو» إخراج كريم رحباني.

وقبل اعلان جوائز المهرجان أعلنت جوائز السينارست الراحلة نادين شمس وفاز بالجائزة الأولي سيناريو فيلم «العاشق» لمحمود خليل حسين، والجائزة الثانية لسيناريو «ضرس العقل» لسيف الدين قنصوة، والثالثة فاز بها سيناريو فيلم «هروب الكوماندا المهم» لعمر صلاح مرعي

وحملت الدورة التاسعة والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي اسم الممثلة والمغنية شادية التي توفيت يوم الثلاثاء عن 86 عاما.

سينماتوغراف في

01.12.2017

 
 

«لا أبيض ولا أسود»..اللون الرمادى يخيم على «القاهرة السينمائى»

كتب - أمجد مصطفى

غضب فى قاعات العرض.. وحضور النجوم فرقعه إعلامية.. وحفل الافتتاح أزمة كل عام

انتفاضة السينمائيين ضد الإرهاب.. والافلام العربية.. وتكريم الراحلين.. وبرنامج الندوات الرئيسية «4» نقاط مضيئة فى الدورة 39

اختيار خاطئ للإعلان عن استقالة رئيس المهرجان تسبب فى إثارة حالة من التوتر

رغم أن مهرجان القاهرة السينمائى مر خلال السنوات الاخيرة من عمره ببعض العثرات والمشكلات نتيجة أن ميزانيته أصبحت محدودة بالمقارنة بأى مهرجانات أخرى سواء عربية أو عالمية مما انعكس على قدرة المهرجان المصرى فى مواصلة المنافسة مع المهرجانات الأخرى، إلا أن المهرجان ما زال يتمتع ببعض المقومات التى تجعل الكثيرين ما زالوا يثقون فيه وفى قدرته على العودة . هذه الدورة كانت تحمل اللون الرمادى فهى ليست حالكة الظلام، كما أننا لا يمكن أن نمنحها الدرجات كاملة. هى دورة لا يمكن أن نقيمها فقط بمستوى الافلام التى تقدم، لأنها لو قورنت بأفلام أخرى تقدم فى مهرجانات أخرى فالنتيجة ليست فى صالح القاهرة السينمائى، لكن هناك فعاليات أخرى ربما تتفوق على مهرجانات أخرى لأن المهرجانات ليست أفلاما فقط لكن هناك أمورا أخرى مثل الندوات التى عقدت على هامش المهرجان. كما أن حضور الضيوف المصريين أو الاجانب له درجة فى التقييم العام.

** الافتتاح.. أزمة المهرجانات المصرية

لم يخرج حفل الافتتاح بالصورة التى تصور البعض خروجه بها فى ظل دخول قناة مثل الـ «دى ام سى» كراعى رسمى وشريك أساسى للمهرجان، فقرات الافتتاح التى كانت نجمتها أصالة لم تكن جيدة خاصة أداء أصالة لنشيد الفن، كما أن اختيار آسر ياسين استقبله البعض برفض نتيجة أدائه غير الجيد على حسب تقييم النقاد والصحفيين، أيضا طول فترة الافتتاح، وتأخر موعده لقرابة الساعتين، كلها أعطت مؤشرا أن الحفل لم يكن على مستوى الحدث، أيضا شاشة العرض جعلت مخرج فيلم الافتتاح يعترض بشدة وطالب بوقف العرض وهو أمر وضع إدارة المهرجان فى حرج بالغ وتم إلغاء العرض والاعتذار للمخرج هانى أبو أسعد.

** حضور النجوم فرقعة إعلامية

حاول البعض أن يضخم من حضور عدد كبير من النجوم، لكن المتابع للفعاليات يتأكد أن الذين ظهروا فى حفل الافتتاح من الاسماء الكبيرة حضورهم لم يكن مفاجأة لانهم أغلبهم حريص على التواجد فى المهرجانات المصرية مثل يسرا رئيس شرف المهرجان وإلهام شاهين وليلى علوى وأحمد عز وأحمد حلمى ومنى زكى وهند صبرى المكرمة وماجد الكدوانى وسمير غانم المكرمين ومصطفى فهمى وحسين فهمى رئيس لجنة التحكيم ولبلبة، أغلب هذه الاسماء لا يتأخرون عن حضور أى مناسبة سينمائية فى مصر، فلم نشاهد مثلا عادل إمام المقاطع للمهرجان منذ سنوات طويلة جدا.

أيضا غاب النجوم عن حضور الفعاليات اللهم إلا بعض الندوات التى حضروها كمتحدثين فيها، لكننا لم نشاهد أى نجم فى أى فيلم أجنبى ولو على سبيل التواجد.

** ندوات المهرجان تنديد بالارهاب والعنف ضد المرأة

يحسب للمهرجان أنه قدم ندوتين رئيسيتين الاولى تزامنت مع اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، الذى حل يوم 25 نوفمبر، وتم تنظيم يوم بأكمله بدأ بتوزيع شارات رمزية بيضاء، قبل دخول عروض الأفلام، للتعبير عن تضامن ضيوف المهرجان، مع القضية، كما نظم المهرجان ندوة إدارتها الناقدة ماجدة موريس، تناولت خطورة ظاهرة العنف ضد المرأة، وأسبابها، والدور الذى ينبغى أن تلعبه السينما فى زيادة الوعى بحجم المشكلة، والتنديد بمظاهر العنف التى تتعرض لها المرأة فى العالم بأسره.

وشهدت الندوة التى أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة انتفاضة ضد الفكر المتطرف، واستنكرت الندوة ما يفعله الإرهابيين فى الأبرياء وتفجير مسجد للعبادة راح ضحيته 305 من الشهداء، وأكدت الفنانة يسرا أن الإرهاب لا دين له، ومحاربته بالفن شىء ضرورى، وأن المرأة المصرية التى فقدت زوجها وابنها وبعض من أسرتها فى الحادث، قوية وعندها إرادة لمواصلة الحياة.

وقالت الفنانة إلهام شاهين أنعى الأسرة المصرية فى الحادث الأليم الذى شاهدناه وقالت إن القوانين التى تعاقب من يقوم بالعنف ضد المرأة تحتاج إلى تعديل.

وأضافت: أطالب بإعدام الأب الذى اغتصب ابنته، والإعلام عليه دور كبير، لأننى أشاهد فى الفترة الأخيرة ضيوفا بعيدة عن الحقيقة، وفى إحدى حلقات طونى خليفة استضاف شيخا يبيح زواج الطفلة التى تبلغ ٩ سنوات، وهذا خطر على المجتمع، وفيلم لحم رخيص يتحدث عن قضية حقيقية، ويوجد منطقة موجودة فى مصر معروفة بزواج البنات للقادرين ماليا، ويوجد أسر تبيع أولادها، وحاولنا فى الفيلم أن ندق ناقوس الخطر، وأتمنى أن يقر مجلس الشعب بقوانين شديدة فى بنوده لمحاكمة صارمة لكل من يغتصب أو يتحرش بالمرأة.

بينما شهد الأحد الماضى الندوة التى ينظمها المهرجان بعنوان «تحديات السينما المصرية»، وأدارها الناقد السينمائى خالد محمود، وتبحث حاضر ومستقبل صناعة السينما المصرية، كما ناقشت المستجدات التى طرأت على الساحة،و تداعياتها السلبية على الصناعة؛ كالاحتكار، والقرصنة، والضرائب، والمشكلات المتعلقة بالانتاج والتوزيع فى الداخل والخارج .حضرها مجموعة من صناع السينما والمسئولين منهم العدل وخالد عبدالجليل ومجدى أحمد على وطارق العريان وحسن القلا وأنطوان زند ود. ميرفت أبو عوف ود. عمرو شكرى ومجموعة من النقاد.

** عدم رضا جماهيرى عن قاعات العرض

جمهور المهرجان شعر بحالة من عدم الرضا نتيجة تخصيص شباكين فقط للتذاكر مما جعل هناك ازدحاما شديدا إلى جانب أن تغيير الافلام فى اللحظات الاخيرة أيضا سبّب نوعا من الغضب، إلى جانب شكوى عامة من شاشات العرض خاصة سينما الهناجر لكون القاعة فى الاساس مخصصة للعروض المسرحية.

غياب طلاب معاهد السينما ودارسى هذا الفن كان واضحا ويبدو أن هناك حالة من عدم التواصل بين المهرجان وطلاب معاهد السينما والتمثيل والفنون المسرحية.

اختيار المخرج هانى أبو أسعد فى لجنة التحكيم الدولية للمهرجان، وهو أول مخرج عربى يقوم بإخراج فيلم من إنتاج شركة «فوكس للقرن العشرين» وهى واحدة من أكبر شركات الإنتاج الفنى والتوزيع حول العالم.

قدم المهرجان تحية خاصة لمن فقدناهم خلال العام من خلال الندوة التى تقام اليوم وتستعرض سير المبدعين الراحلين: الناقد السينمائى سمير فريد، المخرج المصرى محمد كامل القليوبى، المخرج اللبنانى جان شمعون بالاضافة إلى النقاد المصريين أحمد الحضرى، مصطفى درويش، فوزى سليمان، يعقوب وهبى ومحمد عبدالفتاح.

حرص «القاهرة السينمائى» على استقطاب عدد من أهم الأفلام العربية، التى أنتجت حديثا، والحصول على حق عرضها فى المهرجان؛ على رأسها الفيلم التونسى «تونس فى الليل» للمخرج إلياس بكار فى عرضه الدولى الأول خارج تونس، الفيلم السورى «طريق النحل» للمخرج الكبير عبداللطيف عبدالحميد أحد أهم مخرجى سوريا عبر تاريخها، الفيلم الفلسطينى «اصطياد أشباح» للمخرج رائد أنضونى الفائز بجائزة أحسن فيلم تسجيلى فى مهرجان برلين السينمائى، الفيلم المغربى «عرق الشتاء» للمخرج حكيم بلعباس المشارك فى مهرجان تورنتو السينمائى وعشرات المهرجانات الدولية والفيلم اللبنانى «محبس» للمخرجة صوفى بطرس.. أحد أنجح الأفلام اللبنانية التى عُرضت خلال العام الحالى.

** استياء من «الجايدة» التونسى

أثار فيلم «الجايدة» التونسى حالة من الجدل بين النقاد والجمهور حيثُ طرحت مخرجة الفيلم سلمى بكار فكرة المساواة فى المواريث، وهو ما أثار غضب الجمهور والحاضرين، نظرا لأن الفكرة تتنافى مع الشريعة الإسلامية.

وردت بكار على مهاجميها فى الندوة، أنها لها مطلق الحرية فى طرح القضايا التى تريدها، لافتة إلى أن الأمر قابل للنقاش والتطوير حسب ظروف المجتمع.

وتحدثت بكار عن الفيلم قائلة: الفيلم استغرق سنوات لإعداده نظرا لأن القضية جريئة فى محتواها، كتبت الفيلم فى 2007، ثم توقفت واستكملت الكتابة مرة أخرى فى 2010، وكان يُصادف حينها عام ٢٠١٢ تصاعد التيار الإسلامى بتونس، فبدأت بدمج الأحداث مع الفكرة الأساسية للفيلم، حتى أنهيت من كتابته فى 2016 بعد بحث دينى فى المذاهب والقانون.

وعن مشهد انتحار إحدى بطلات الفيلم قالت: هذا المشهد يدعم فكرة تحرر المرأة، التى لم تستطع التغلب على معاناتها بالتخلص من زوجها العجوز فى عهود سابقة بالدولة سبقت عام ١٩٥٦.

خيم الحزن على أروقة المهرجان بعد حادث مسجد الروضة فى سيناء وقام الضيوف العرب والأجانب بتقديم التعازى لمصر كما أكدوا على دعمهم لمصر فى مواجهة الارهاب.

قبول استقالة مديرة المهرجان ماجدة واصف كان حديث الصباح والمساء فى أروقة المهرجان، وكان بمثابة القنبلة، ليس بسبب الاستقالة أو قبولها من الوزير حلمى النمنم، ولكن بسبب توقيت الاعلان عن قبولها وسط فعاليات المهرجان، تبع اعلان قبول الاستقالة، استقالة جماعية من العاملين فى المهرجان الذين أبدوا استياءهم الشديد من توقيت الاعلان عنها تضامنا مع رئيس المهرجان، البعض أيضا عاتب على أن ماجدة واصف هاجمت وزارة الثقافة فى بعض الحوارات الصحفية والتى لمحت فيها بالاستقالة.

أعربت د. ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، عن حزنها الشديد للحادث الإرهابى الذى استهدف المصلين عقب صلاة الجمعة بمسجد الروضة فى مدينة العريش، مؤكدة أن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ 39 مستمر ولم نستسلم للإرهاب وجريمته الخسيسة.

**فى الختام

استضافت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى ثلاثة من النجوم العالميين فى حفل الختام هم نجوم نيكولاس كيدج، وهيلارى سوانك، وأدريان برودى.

####

هونج آن مخرجة «محطة الطريق» تكشف مأساة الفلبين.. وتؤكد الإعاقة فى التفكير أخطر من الإعاقة الجسدية

كتبت ــ منة عصام:

صرحت هونج آن مخرجة الفيلم الفيتنامى «محطة الطريق» المعروض فى المسابقة الرسمية بأن هذا الفيلم قد عرض عليها قبل 10 سنوات لتؤدى هى دور البطلة ووافقت عليه فعلا ولكن حدثت مشكلات إنتاجية تسببت فى تعطيله وعدم خروجه للنور، وعندما فكرت فى الاتجاه لمهنة الإخراج فإن هذا الفيلم كان أول ما فكرت فيه.

«محطة الطريق» هو فيلم مأخوذ عن رواية لروائى كبير فى فيتنام، ومخرجته كانت تمتهن التمثيل لمدة 22 عاما ثم اتجهت للإخراج، وتم عرض الفيلم بحضور السفير الفيتنامى فى القاهرة.

وفى الندوة التى أعقبت عرض الفيلم، نفت المخرجة أن تكون قد تلقت أى دراسات أكاديمية فى صناعة السينما ولكنها اعتمدت بشكل رئيسى على خبرتها كممثلة لمدة 22 عاما وعلى تعاملها مع الكثير من المخرجين وصناع الأفلام، وقالت «الفن فى دمنا فى فيتنام ونحب التمثيل والأعمال الفنية، ولهذا السبب أيضا فإننى لم أجد أى صعوبة فى إيجاد فنانين موهوبين للاشتراك فى هذا العمل».

وتحدثت عن الفيلم قائلة «الفيلم يحمل رسالة تدعو لحماية ذوى الاحتياجات الخاصة، فضلا عن إلقاء الضوء على أمرين مهمين وهو أنه فى فيتنام كثير من الأسر تعتبر أن إنجابهم لفتاة أمر عار عليهم، وأن إنجابهم كذلك لطفل معاق سواء إعاقة ذهنية أو جسدية هو أمر عار أيضا، ولذلك دأب الأب فى الفيلم على حبس ابنته المشلولة وتخبئتها عن أعين الناس».

وعن نهاية الفيلم الصادمة من قيام الأب بقتل ابنته بعدما اكتشف أنها على علاقة مع الشابين الذين يعملان لديه فى المطعم، قالت المخرجة «أردت أن أقول أن الأب بالطبع أراد الانتقام لشرفه، وأيضا بأن الإعاقة فى التفكير أخطر بكثير من الإعاقة الجسدية، فالأب شخص يعشق الهيمنة والسيطرة على مقدرات كل من حوله ويتحكم بهم، أما الابنة هى منبع ومبعث الروح والحياة لكل من فى المنزل، وهى قادرة على الحياة والحب».

وقد أثار الحضور فكرة إظهار مسلم ضمن أحداث الفيلم وقيامه بدور المشاهد للأحداث دون التحرك بل إن دوره قد لا يبدو بالأهمية لإظهاره أو إظهار ديانته من الأساس، فقالت المخرجة «فى هذا الفيلم أردت إيضاح جميع العناصر البشرية والطوائف التى توجد لدينا فى فيتنام، والتى يشكل فيها المسلمون نسبة الأقلية، وأردت أن أعكس حالة الاختلاف بينهم، والمسلم كان يقوم بدور الشاهد على الأحداث التى تجرى فقط».

ووصفت المخرجة الفيلم بقولها «هو عمل درامى سينمائى بحت أكثر منه واقعيا».

الشروق المصرية في

01.12.2017

 
 

سينمائيون ونقاد يقدمون كشف حساب الدورة الـ39 من «القاهرة السينمائى»

كتب: نورهان نصرالله وضحى محمد

يختتم مهرجان القاهرة السينمائى فعاليات دورته الـ39 الليلة، بعد 10 أيام كاملة قدم على مدارها ما يجاوز الـ170 فيلماً من 53 دولة، بحضور صناع السينما ونجومها من مختلف أنحاء العالم، دورة مختلفة قادتها الدكتورة ماجدة واصف، رئيس المهرجان، التى أعلنت استقالتها من إدارة الدورات المقبلة، وأخيراً أُسدل الستار على الحدث الفنى الأبرز فى مصر، وشرع صناع السينما والنقاد فى تقديم كشف حساب للدورة حول ما شهدته من سلبيات وإيجابيات تتضمن مستوى الأفلام المشاركة، بالإضافة إلى الاتساع الجغرافى للمهرجان فى أحياء القاهرة، ودعوة نجوم أجانب فى حفلى الافتتاح والختام.

البداية مع المخرجة الفلسطينية مى المصرى، التى قالت إنها حضرت فعاليات مهرجان القاهرة أكثر من مرة، حيث شاركت فى لجنة تحكيم مسابقته الدولية، متابعة: «يعد المهرجان من الفعاليات السينمائية العريقة فى العالمين العربى والخارجى، الأفلام المشاركة على مستوى عال، على الرغم من أننى لم تسنح لى الفرصة لمشاهدة كل الأفلام ولكنى شاهدت بعضها وكانت جيدة، والسينما المصرية هى الأم، وبالتالى هناك مسئولية كبيرة ملقاة على عاتق المهرجان، وأتمنى أن يستمر فى جذب أفلام نوعية، فهو علامة مهمة عربياً».

وأضافت مى لـ«الوطن»: «تفاجأت بعدم وجود أفلام مصرية فى المسابقة الدولية، فهذه مفاجأة كبيرة للأسف، وأتمنى أن تكون لها مشاركة قوية فى الدورات المقبلة، بالإضافة إلى تأخير حفل الافتتاح لما يقرب إلى 3 ساعات كاملة، ما أدى إلى مغادرة البعض، قبل مشاهدة فيلم الافتتاح (الجبل بيننا) للمخرج هانى أبوأسعد».

«المصرى»: غياب الأفلام المصرية مفاجأة مؤسفة.. و«نعمة الله»: عرض الأعمال دون ترجمة حرم الجمهور من التفاعل معها.. و«هويسة»: شاهدت مرونة واحترافية فى التنظيم

ومن جانبها، قالت الناقدة نعمة الله حسين، إن مستوى الأفلام المشاركة فى المهرجان أهم مميزات دورته الـ39، قائلة: «اختيارات الأفلام كانت موفقة بدرجة كبيرة، فهناك عدد منها حصد جوائز وشارك فى مهرجانات عالمية، فضلاً عن الحضور من الضيوف سواء المخرجين أو الأبطال»، وتابعت: «هناك عدد من السلبيات، أهمها غياب النجوم المصريين عن فعاليات المهرجان واكتفاؤهم بالوجود فى حفلتى افتتاحه وختامه أمر سلبى، علاوة على عرض أفلام دون ترجمة، من بينها الفيلم الألمانى (أسفل شجرة العائلة)، المعروض ضمن قسم (بانوراما دولية)، وبالتالى لم يستطيع الجمهور التفاعل معه».

بينما يرى الناقد الفلسطينى، رياض أبوعواد، أن المهرجان خاض تحدياً كبيراً منذ دورته الـ36 التى ترأسها الناقد الراحل سمير فريد، مضيفاً: «على الرغم من أن الأفلام المشاركة على مستوى عال، فإن عدم وجود أعمال قادرة على تمثيل مصر أمر مقلق تجاه صناعة السينما المصرية، فى الوقت الذى تخلى فيه المنتجون عن دورهم مقابل اكتساب أموال من أفلام أجنبية دون القيام بدورهم فى إنتاج أفلام تمثل بلدهم، والأمر لا يتعلق بالدولة، فهى مسئولية كبار المنتجين».

بينما يرى الناقد والدكتور وليد سيف أن حضور عدد كبير من نجوم السينما المصرية فى حفل افتتاح مهرجان القاهرة ظاهرة إيجابية، خصوصاً بعد غيابهم عن الفعاليات فى الدورات الأخيرة، متابعاً: «مستوى الأفلام المعروضة فى المسابقات والأقسام كان جيداً، على الرغم من قلة الأعمال التى تعرض عالمياً لأول مرة، بالإضافة إلى غياب الفيلم المصرى، وذلك يعود إلى مهرجان الجونة، الذى أقيم قبل مهرجان القاهرة بوقت قصير واستقطب الأفلام لإمكاناته المادية القوية».

وفى السياق ذاته، أشادت الفنانة إلهام شاهين بالدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائى، قائلة: «سعيدة بالتبادل الثقافى الذى حققته تلك الدورة بين مختلف دول العالم، فدور السينما كبير فى تنوير العقول، وظهر ذلك بوضوح فى الندوات المقامة على هامش المهرجان، منها ندوة (العنف ضد المرأة)، التى ناقشنا من خلالها خبايا المرأة، والأشياء المسكوت عنها التى يخجل المجتمع من كشفها، ولكن كان من الضرورى مناقشتها حتى نغير الأوضاع، ونقوم بدورنا فى توعية النساء بحقوقهن، لأن هناك قانوناً يحمينا، ونحن نستمع إلى المستنيرين فقط»، وأضافت فى تصريحات لـ«الوطن»: «أعتقد أن تلك الدورة من أنجح دورات المهرجان، وأرى أن سلبيتها الوحيدة تنحصر فى غياب الفيلم المصرى عن المسابقة الرسمية».

وقالت الفنانة التونسية سهير بن عمار إن «استقبال الضيوف بالمهرجان كان أكثر من رائع، وكل شىء سار مُرتباً بطريقة جيدة، فأنا لم أحضر حفل الافتتاح، ولكن تفاجأت بحرص عدد كبير من النجوم والنقاد على مشاهدة فيلمى (الجايدة)، المشارك فى مسابقة آفاق للسينما العربية، حيث أثير على هامشه قضايا عدة، فى محاولة لإيجاد حلول لأزمة المرأة المصرية»، وأردفت: «لا توجد سلبيات فى تلك الدورة من وجهة نظرى، خصوصاً أننى حضرت الدورة السابقة، التى كانت تخلو من الضيوف العرب والأجانب».

«شاهين»: الندوات ناقشت موضوعات تنير العقول و«بن عمار»: استقبال الضيوف أكثر من رائع

وقالت المخرجة التونسية سلمى بكار: «وجدنا استقبالاً رائعاً من إدارة المهرجان، إلى جانب الترحيب الذى وجدته من الجمهور والنقاد بعد مشاهدة الفيلم التونسى (الجايدة) المشارك فى مسابقة آفاق السينما العربية، فالمهرجان جمع أكثر من فيلم عرض أول ويعتبر ذلك من أهم مميزاته»، ورأت أنه لا توجد سلبيات فى المهرجان، سوى ما حدث فى حفل الافتتاح، على حد قولها، متابعة: «انصراف النقاد والصحفيين والجمهور عن عرض فيلم الافتتاح (الجبل بيننا) للمخرج الفلسطينى هانى أبوأسعد، جعلنى أشعر بالرهبة لتكرار الأمر نفسه عند عرض فيلمى، ولكن خاب ظنى ولاقى العمل نجاحاً غير متوقع من المشاهدين».

وقال الفنان التونسى خالد هويسة إن الدورة الـ39 من المهرجان شهدت قدراً كبيراً من الاحترافية فى التنظيم، مضيفاً: «حرصت على مشاهدة معظم الأفلام المعروضة، ووجدتها تحمل طابعاً فكرياً قوياً ومتميزاً، وتقدم للمشاهد وجبة فنية متكاملة، فمهرجان مثل القاهرة له خصوصيته وهويته ويعد من أهم المهرجانات فى الشرق الأوسط، وهو يعتبر لقاءً بين المخرجين والنقاد والصحفيين من مختلف الدول، مثلما يحدث فى مهرجان قرطاج السينمائى كل عام، حيث نتحدث ونتلاقى المعرفة»، واستطرد: «لا أنظر إلى سلبيات المهرجان، لأن الإيجابيات محت الأشياء الصغيرة التى نتجت عن القائمين على الإدارة»، بينما أعرب المخرج الإيطالى أدريانو عن سعادته بمشاركته بفيلم «حبيبى هو صديقى» فى مهرجان القاهرة السينمائى، ضمن مسابقة سينما الغد الدولية، قائلاً: «تلك الفعاليات تتيح تبادل الثقافات، فنحن نعالج مشكلات بلدنا من خلال أفلام قصيرة نعرضها للمشاهد»، مؤكداً أن المهرجان يخلو من السلبيات، متمنياً مشاركته فى الدورات المقبلة.

واعتبرت المخرجة ميلدا الليتوانية، مشاركتها فى مهرجان القاهرة السينمائى، بتجربتها الرابعة فيلم «تفاح»، ضمن مسابقة سينما الغد الدولية، إنجازاً كبيراً، مؤكدة: «تلك الدورة ناجحة ومتميزة، وبحكم تحركى بين إنجلترا وليتوانيا، تعرفت على أشخاص كثر يمثلون ثقافات مختلفة، ودائماً أحب أن أوظف تلك الجوانب فى أفلامى لكى يشاهدها العالم بأسره».

####

«محبس».. الحب والإنسانية ينتصران على التطرف والعنصرية

كتب: نورهان نصرالله

يشارك الفيلم اللبنانى «محبس» للمخرجة صوفى بطرس، فى قسم «مهرجان المهرجانات» ضمن فعاليات الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائى، إذ يعد أولى تجاربها فى الأفلام الروائية الطويلة.

وهو من بطولة جوليا قصار، على الخليل، بسام كوسا، ونادين خورى، سيناريو صوفى بطرس وناديا عليوات، كما يعد إنتاجاً مشتركاً بين الأردن، لبنان، ومصر.

خلال 92 دقيقة، مدة عرض الفيلم، اختارت المخرجة صوفى بطرس، أن تلجأ إلى الكوميديا لمعالجة واحدة من أهم القضايا التى تواجه العالم العربى بشكل خاص، والعالم بمفهومه الأوسع، وهو التعصب وعدم تقبل الآخر، من خلال تسليط الضوء على أزمة توتر العلاقات بين السوريين واللبنانيين، فالأحداث تبدأ عندما تستعد «تيريز» لاستقبال عائلة خطيب ابنتها الوحيدة المرتقب ليلة فى منزلها، تنقل الأم الخبر السعيد لشقيقها الذى يُطلُّ عبر صور مُعلّقة على نحو غريب فى سائر زوايا المنزل، تذكّرها بالكراهية التى تختزنها ضد السوريين، الذين تحمّلهم مسئولية قتله بقنبلة، منذ أكثر من عشرين عاماً، وعندما يصل الضيوف تكتشف أنهم سوريون، لتصر على إلغاء الخطبة مهما حدث.

صوفى بطرس قررت أخذ الخطوة الأولى فى مجال الإخراج السينمائى، بعد تجارب عدة قدمتها فى مجال الأغنيات المصورة، من خلال فيلم «محبس».. «كانت الخطوة الطبيعية التى كان لا بد من اتخاذها على الرغم من خوفى منها، وكانت بمثابة حلم كبير لى، فالصناعة والمال المتطلب للإنتاج فى العالم العربى موجود للكليبات، بينما لا توجد أموال مخصصة للسينما، إلا من خلال بعض برامج الدعم والتمويل فى الوطن العربى»، كلمات قالتها مخرجة فيلم «محبس».

«صوفى»: الفيلم يركز على الأخوة التى تجمع اللبنانيين والسوريين

وتستكمل: «لم يكن الفيلم حلماً سهلاً مع الإمكانات القليلة المتاحة، وكانت البداية مع لقائى بالمنتجة والشريكة فى كتابة العمل ناديا عليوات، اتفقنا أن نقدم فيلماً قصيراً معاً من باب التسلية، وبدأت فكرة العمل فى الظهور، واكتشفنا أن هذا النوع من القصص بما تحمله من خلفية درامية ومن شخصيات متنوعة، من الصعب تقديمها فى نصف ساعة فقط، فلم نكن نخطط لتقديم فيلم طويل منذ البداية، ولكن كان المشروع بمثابة كرة الثلج».

وفيما يتعلق بعرض الفيلم على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى، قالت: «نحن نقدم العمل لنعرضه فى مهرجانات سينمائية، وننتظر بفارغ الصبر القبول، ومهرجان القاهرة السينمائى قديم وله اسم كبير والآن فى دورته الـ39، فكان يهمنا الوجود وعرض الفيلم من خلاله، وعندما تلقيت نبأ إدراجنا فى برنامج العام الحالى، كان خبراً سعيداً بالنسبة لى، فأحب أن أنسب فيلمى إلى مهرجان من هذا النوع يمتلك عراقة وخبرة».

وأضافت: «لا يمكننى الحديث عن الصعوبات التى واجهتنا فى العمل، من ناحية الجانب العملى.

وأكملت: «قد تكون الصعوبة الوحيدة التى أستطيع التحدث عنها نابعة من داخلى، وهو انتقادى لنفسى وعملى، وهو ما كان الإشكالية الكبرى بالنسبة لى، فأكافئ نفسى وأصفق لها فى بعض المرات، وأعترف بأننى قدمت شيئاً جيداً، وحتى الآن لا يأتى التصفيق بسهولة».

وحرصت «صوفى» على تقديم أغنية الفيلم بعنوان «ممكن»، موضحة: «قدمت الأغنية من باب التسلية فقط، ولم أرد أن تكون أغنية الفيلم أغنية جديدة لمطرب، ولكن أردتها أن تكون أغنية شخصية تحمل روح الفيلم، والكلمات التى كتبها المؤلف فادى الراعى، يصب فى قلب وموضوع العمل، ولذلك رغبت أن أقوم بغنائها بنفسى، وأعتبرها تجربة صغيرة وممتعة، ولكنى لن أخوض هذا المجال».

وفيما يتعلق بجرأة السينما اللبنانية فى طرح الأفكار، قالت: «هذا جزء من مجتمعنا ونظامنا، فنحن نستطيع التعبير عن كل شىء، لدينا قدر من الحرية، وبالنسبة لى رغبت فى طرح موضوع (محبس)، لأنه يعنينى، الأخوة والقرب التى أجدها بين اللبنانيين والسوريين، فلدينا كثير من النقاط المشتركة، وأحببت أن ألقى الضوء على هذا الموضوع، وعندما بدأت الخوض فى تفاصيله خشيت أن يتم تفسير ذلك باعتباره رأيى الشخصى وأننى شخص عنصرى، وكان هناك صراع ليس هيناً، على الرغم من أننا لدينا فرصة فى تقديم الأشياء كما هى، ولكن هناك جمهوراً قد لا يتقبل ما نقدمه بسهولة، فنحن كعرب ما زلنا بعيدين عن فكرة نقد الذات، لا سيما أننا نقدم موضوعاً لبنانياً سورياً، فما زال لدينا نازحون سوريون، وهناك لبنانيون يرون فى ذلك أمراً سلبياً تجاه اقتصادنا ومجتمعنا، وبالتالى هناك حساسية زائدة ولكننا تخطينا الموضوع وقدمنا الفيلم».

####

«فى سوريا»: 85 دقيقة تلخص ويلات الحروب بدراما إنسانية

كتب: نورهان نصرالله وضحى محمد

شاركت الفنانة اللبنانية دياموند أبوعبود فى ندوة عُقدت عن فيلم «فى سوريا» إخراج فليب فان ليو، الذى اختتم عروض المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائى، وأدارها الناقد أحمد شوقى، بحضور منتج العمل كريم مخلوف، على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.

تدور أحداث الفيلم فى 85 دقيقة، حول أم لثلاثة أطفال تحوّل منزلها إلى ملاذ آمن لعائلتها وجيرانها من الحرب الدائرة فى الخارج، ولكن عندما تهدد القنابل بتدمير المبنى، ويحوّل القناصة الساحات إلى مناطق للاقتتال، ويقتحم اللصوص المنزل لترويعهم، يصبح الحفاظ على التوازن بداخله مسألة حياة أو موت.

وقالت الفنانة دياموند أبوعبود، التى تؤدى خلال الفيلم دور أم لطفل رضيع تحتمى فى بيت جارتهم بعد تعرض منزلها للقصف، إن «العمل ليس سياسياً ولكنه إنسانى فى المقام الأول، وهو سبب أساسى لنجاحه، وجنسية المخرج البلجيكى لم تمنعه من التعبير عن الأوضاع فى سوريا، حيث تمكن من تقديم زاوية مختلفة ومعالجة درامية، على الرغم من تباين الثقافات».

وأضافت «دياموند»، خلال ندوة مناقشة فيلم «فى سوريا»، أنها تعرفت على المخرج أثناء عمله كمدير تصوير فى أحد الأعمال التى شاركت بها، ورشحها بعدها للمشاركة فى الفيلم، حيث إنها لم تكن بعيدة عن أجواء الحرب التى عايشتها فى لبنان خلال فترة الحرب الأهلية.

من جانبه، قال المنتج كريم مخلوف إن «المخرج البلجيكى لا يجيد التحدث باللغة العربية، ولكنه استطاع أن يبرز الأوضاع فى سوريا رغم عدم زيارته لها من قبل، وحقق إنجازاً حقيقياً فى ذلك، ونجح فى التعبير عنها من خلال القراءة عن ملفاتها وأوضاعها الداخلية هناك.

####

"اصطياد أشباح" أفضل فيلم بـ"السينما العربية".. والمخرج: مبروك لفلسطين

كتب: نورهان نصرالله

عبّر المخرج الفلسطيني، رائد أنضوني، عن سعادته بجائزة سعد الدين وهبة أحسن فيلم عربي، التي حصدها فيلمه التسجيلي "اصطياد أشباح" الذي شارك فى مسابقة "آفاق السينما العربية"، في ختام فعاليات الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي.

وقال أنضوني عبر حسابه على "فيس بوك": "منذر جوابره، الفنان والإنسان الجميل تسلم جائزة أفضل فيلم عربي ضمن مسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهره السينمائي، نيابه عن فريق عمل فيلم (اصطياد أشباح)، شكرا لك منذر وشكرا لكل من منح جزء من روحه بصدق وحب في إنجاز هذا العمل، مبروك لفلسطين ومبروك لأسرانا الاحباء".

لم يتبق للمخرج "رائد أنضوني" من تجربة اعتقاله في المسكوبية، مركز التحقيق التابع للمخابرات الإسرائيلية شاباك، في عمر الثامنة عشرة، إلا شظايا ذكريات لا يملك تمييز الحقيقي منها عن المتخيل.

وفي سعيه إلى مواجهة هذه الذكريات الشبحية التي تطارده، يقرر "أنضوني" إعادة بناء مكان اعتقاله الغامض.

واستجابة لإعلان عن وظائف شاغرة لمعتقلين سابقين في المسكوبية، من أصحاب الخبرة في البناء والهندسة المعمارية والدهان والنجارة والتمثيل، يتجمهر عدد منهم في باحة فارغة بالقرب من رام الله لينطلقوا معًا في رحلة لإعادة اكتشاف ملامح سجنهم القديم، وليحاولوا مواجهة تبعات الخضوع لسيطرة كاملة، ويعيدوا تمثيل قصة عاشوا تفاصيلها بين جدران المركز.

الوطن المصرية في

01.12.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)