تخوض النجمة الشابة بشري تجربة جديدة تضاف إلي رصيد
خبراتها واعمالها التي صنعت من خلالها مشوارها الفني والعملي فهي
مطربة وممثلة في السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة ومراسلة
صحفية وأيضا منتجة وأخيرا تخوض تجربة تأسيس واطلاق وادارة مهرجان
الجونة السينمائي الدولي والذي تنطلق دورته الاولي 22 سبتمبر
الجاري ..»أخبار اليوم» التقت بها في حوار خاص تكشف من خلاله
كواليس فكرة المهرجان واهدافه وفلسفة اطلاقه وحلم منافسة مهرجاني
»كان وفينسيا» واشياء أخري في الحوار التالي
:
·
بشري ممثلة ومنتجة ومطربة ومذيعة وأخيرا واحدة من
المؤسسين لمهرجان سينمائي .. ما العلاقة التي تربط كل ذلك ؟
بالتأكيد هناك علاقة قوية بين كل ذلك وإدارة وتأسيس
مهرجان سينمائي ؛ أنا أنتجت للسينما المصرية أكثر من 14 فيلما لذلك
من الطبيعي ان انجح في عمل أو مشروع له علاقة بصناعة السينما بشكل
أو بآخر .. بالعكس أري أن هذا هو المكان المناسب الذي أجد نفسي فيه
لأنه المكان الذي يضم كل الفنون التي أعرفها مع خبراتي الداخلية
وعلاقاتي الخارجية؛ فقد اكتسبت خبرات في كل المجالات التي عملت
فيها من إذاعة وتليفزيون وسينما ومسرح وغناء واعلام فقد بدأت حياتي
كمراسلة في قنوات فضائية؛ أتصور أن هذا هو الذي صنع »الجامع
الشامل» الذي استطيع أن أفجر فيه طاقاتي وأستطيع من خلاله أن اخدم
بلدي مصر وصناعة السينما المصرية وأقرب الفجوات بين شباب
السينمائيين وصناع السينما من المنتجين من أجل دعم هؤلاء الشباب
والذين لا يجدون فرصة في ظل سيطرة حيتان علي الصناعة ؛ كما أهدف
إلي تغيير مفهوم العالمية عن كل المصريين.
·
متي ومن أين بدأت فكرة المهرجان؟
للأمانة لا استطيع الاستئثار بالفكرة بمفردي فبعد
البيان الأول عن انطلاق المهرجان اكتشفنا انه كانت هناك أحلام
لسينمائيين مصريين بصناعة مهرجان في الجونة ولكن ربنا أراد أن أكون
سببا في أخذ المبادرة وما شجعني عليها النجاح الذي تحقق لبطولة
العالم في الاسكواش التي تعقد في الجونة سنويا ويديرها »عمرو منسي»
وانا كنت بأسانده من بعيد في هذه البطولة التي كانت واجهة مشرفة
ورفعت اسم مصر عاليا في المحافل الرياضية الدولية وبشكل فيه انجاز
ونجاح حقيقي وقد ساعدت عمرو منسي في البطولة بشكل غير مباشر إما
بالغناء ومرة بتقديم البطولة وانطلقت فكرة المهرجان من هذه البطولة
العالمية واتفقنا أن يكون عمرو منسي هو المنظم للمهرجان خاصة بعد
النجاح الكبير الذي حققه في بطولة الاسكواش ؛ وقد كانت »أخبار
اليوم» أول من انفردت بخبر تأسيس المهرجان حتي قبل أن نعلن عنه
رسميا بشهور؛ وفكرة إنشاء وتأسيس مهرجان تحتاج إلي شخص ملتزم
والرياضي أكثر واحد لديه الالتزام لأن الثانية تفرق في نجاحه او
خسارته وعمرو منسي يعرف الجونة جيدا علي مدار 6 سنوات ويعرف نقاط
القوة والضعف فيها ؛ ومن المؤسسين أيضا »كمال زاده» وهو حفيد
الفنانة الكبيرة شادية ومهتم بصناعة السينما وكان يعيش في دبي منذ
15 عاما وهو إنسان منظم جدا وإضافة للمهرجان ومنذ بداية التفكير في
اطلاق المهرجان كانت هناك عناصر اضعها امامي لابد من وجودها في
المشاركين في صناعة المهرجان (الرؤية والالتزام والدماء الجديدة).
·
قائمة المؤسسين للمهرجان معك تضم رجال أعمال
وفنانين وصناع سينما ومتخصصين كيف اجتمع كل هؤلاء؟
كل المؤسسين بداية من »المهندس نجيب وسميح ساويرس
وعمرو منسي ويسرا وكمال زاده وانضم إليهم انتشال التميمي»ما يجمعهم
حب السينما ولكن نقطة الالتقاء لانشاء المهرجان جاءت كما قلت من
بطولة العالم للاسكواش في الجونة والتي كان يديرها عمرو منسي
ويدعمه نجيب وسميح ساويرس؛ وأنا تعرفت علي عمرو منسي عن طريق صديقي
المطرب محمود العسيلي وقدمنا معاً أغنية في افتتاح البطولة وانطلقت
الفكرة وبدأنا التجهيز لها علي مدار أكثر من عام كامل
.
·
وكيف تم اختيار انتشال التميمي كمدير للمهرجان ؟
كانت هناك تزكية لاسم انتشال من عدد كبير من صناع
السينما في مصر والدول العربية والاجنبية وعندما سألنا وتحققنا
وجدنا أنه أفضل من يقوم بهذه المهمة خاصة فيما يتعلق بالبرمجة
والإدارة البرمجية للمهرجان وبعد الاختيار وجدنا انتشال بيعمل
بطاقة 20 شاب مرة واحدة وهو لا يعمل بمفرده فمعنا فريق عمل من
فرنسا وإيطاليا والهند ؛ ويعمل معنا المخرج أمير رمسيس فهو جوكر
المهرجان ومن أكثر الناس الذين استفاد المهرجان منهم وهو من
العناصر الفعالة وقدم خدمات كبيرة ويتميز بثقافته السينمائية
الواسعة ؛ وانا اعرف أمير منذ سنوات عن طريق مدرسة يوسف شاهين التي
جمعتنا
·
وما الدور الذي تلعبه النجمة الكبيرة يسرا كواحدة
من المؤسسين للمهرجان؟
أي محفل دولي أو عالمي يحتاج الي واجه مصرية حقيقية
ومجتهدة لابد أن تكون الجملية يسرا ؛ وهي تمتلك تاريخا سينمائيا
وفنيا رائعا وهي واجهة مشرفة ولا يمكن أن يكون هناك مهرجان سينمائي
في مصر لا توجد فيه يسرا
·
هل يحلم صناع الجونة السينمائي أن ينافسوا »كان» و »فينسيا»؟
بالتأكيد من أحلامنا أن نصل إلي ما وصل إليه
مهرجانا »كان»و»فينسيا» وسنعمل علي تحقيق ذلك والجونة تستحق ان
تكون علي قدم المساواة مع المهرجانين الكبيرين في العالم ؛ ونحن في
الجونة السينمائي بدأنا من آخر ما وصل إليه الآخرون ونتعلم من
اخطاء السابقين وما زلنا نتعلم ؛ فالمهرجان خبرة تعليمية كبيرة جدا
لكل العاملين فيه وانا انبهرت بالمجموعة التي تعمل وكلهم من الشباب
فالذين فوق الاربعين من عمرهم قليل جدا
.
·
ما حكاية الاستعانة بشركة عالمية متخصصة في تنفيذ
الريد كاربت ؟
ليس عيبا أن تستعين بشركة أو جهة لتنفيذ شئ يكون
لديك نقص في تنفيذها لذلك يجب أن تستعين بالمتميز الذي يستطيع
تنفيذها وإلا لماذا نستعين بأطباء من الخارج لإجراء عمليات كبري في
مصر ؛ ولماذا نستعين بمدرب أجنبي لتدريب المنتخب المصري ؟ إذن ما
المانع ان استعين بمن يكمل المربع الناقص
.
·
هل سيشهد حفلي الافتتاح والختام عناصر الابهار مثل
المهرجانات العالمية؟
الإبهار مطلوب ؛ والموجود في المهرجانات العالمية
اكتسبته بخبرة سنين وليس من أول دورة ؛ وعموما المهرجانات العالمية
ابسط مننا بكثير في موضوع السجادة الحمراء هم بيهتموا بالبعد
الثقافي والندوات والافلام وجودتها بشكل كبير وهو ما حرصنا عليه في
اختيار الافلام فهي من إنتاج عام 2017 ؛ ويهمني نقل هذه الثقافة
لكل صناع السينما وزملائي الفنانين وأيضا للقائمين علي المهرجانات
المصرية ؛ فمشكلتنا في مصر اننا نلخص المهرجان في سجادة حمراء
وافتتاح وختام ؛ المهرجانات فلسفتها أكبر من ذلك بكثير فهي جسر
للتواصل الثقافي بين الشعوب وبين الثقافات وخلق لغة حوار بعيدا عن
السياسة التي تعقد الأمور لذلك كان شعارنا في الدورة الأولي (سينما
من أجل الانسانية).
·
ما الفلسفة التي تقوم عليها إدارة مهرجان الجونة
السينمائي ؟
أري أن مصر كانت مؤهلة ان يحدث فيها حدث ضخم يجمع
المؤسسات بعضها ببعض بشكل متناغم وهذا المهرجان تديره مؤسسات وليس
أفراداً؛ فالشكل المؤسسي هو القادر علي النجاح وفكرة وجود شخص هو
اللي »يشيل الليلة» فكرة فاشلة
.
·
من المتوقع أن يحدث مهرجان الجونة صدمة للمهرجانات
المصرية ما رأيك ؟
هذا مطلوب ولكن بشكل ايجابي؛ فأنا أري ان
المهرجانات المصرية بإداراتها ومنظميها والرعاة والمعلنين فيها لا
يجب ألا يقبلوا بأقل مما تستحق مصر من مكانة وشياكة وضيوف ولو
الجونة سيضع معياراً ومنظوراً جديداً لكيفية إقامة مهرجانات مصرية
حقيقية تحاكي قيمة ومكانة مصر التاريخية والثقافية فمرحبا
.
·
من أبرز ضيوف المهرجان من نجوم السينما العالمية ؟
رغم انني مدير العمليات في المهرجان الا أننا بنعمل
بشكل مؤسسي والمسئول عن الضيوف »عمرو منسي» ولكن ما استطيع تأكيد
حضوره حتي الآن النجم الامريكي »ديلان ماكدير» والفنانة الامريكية
»ماجي كيو» وهناك اسماء اخري من نجوم هوليود يجري حاليا تنسيق
مواعيدهم لحضورهم المهرجان ؛ كما انه لن يقتصر حضور كبار صناع
السينما في العالم علي الافتتاح بل سيكون ضيوف كبار في منصة الجونة
السينمائية
.
·
وماذا عن لجان التحكيم والمكرمين في الدورة الأولي
للمهرجان ؟
لجان التحكيم كاملة سيتم إعلان أسمائها بعد العيد
مباشرة وتضم اسماء لامعة من مختلف دول العالم ؛ واكتفينا في
المؤتمر الصحفي بإعلان النجوم المصريين المشاركين في تحكيم
المسابقات الثلاث (الروائي الطويل والتسجيلي الطويل والفيلم
القصير) وهم نيللي كريم واسامة فوزي وتامر كروان.. أما المكرمون
فسيتم الاعلان عنهم قبل افتتاح المهرجان وهم ثلاثة مصريين بينهم
نجم كبير جدا ومكرمون عرب واجانب وسيكونون مفاجأة ولن استطيع
الاعلان عنهم انا لاننا في مهرجان تم تقسيم المهام ونقدم ثقافة
جديدة بنطرحها صحيح انا مدير العمليات ولكن نرسي مبدأ هو عدم
التدخل في عمل الآخر ( مش لازم ادخل مناخيري) في الادارة لان هذا
ما خرب صناعة السينما والمهرجانات المصرية
·
عدد ضيوف المهرجان 700 ضيف ألا ترين أن هذا عدد
كبير جدا ؟
هذا مقصود فالمهرجان وليد ونريد ان نقول للعالم ان
هناك مهرجاناً قادماً فنحن لسنا بعراقة القاهرة الذي عمره 40 عاما
ولا كان الذي يبلغ 70 عاما؛ ونحن نحاكي المعايير الدولية في صناعة
المهرجان لأننا أمام شيئين فقط إما أن .. أو
.. !
####
قلم علي ورق
الجونة السينمائي.. نموذجا
محمد قناوي
كنت أول من انتقد عبر صفحات »أخبار اليوم» إطلاق مهرجان الجونة السينمائي كمهرجان دولي وكنت
اتمني ان يكون مهرجانا اقليميا او متخصصا لا لشيئ سوي ألا يؤثر علي
مكانة واسم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يعد واحدا من 14
مهرجانا عالميا يرعاها الاتحاد الدولي للمنتجين
(FIAPF)
وكنت أحلم ألا يقل مهرجان القاهرة السينمائي عن اي مهرجان اخر من
المهرجانات الكبري مثل (كان وبرلين وفنيسيا وموسكو..وغيرهم) ويكون
قبلة يحج اليها صناع الافلام والنجوم من مختلف دول العالم ؛ خلال
السنوات الاخيرة ظهر واضحا أنه لا نية لــ تغيير وإصلاح حال مهرجان
القاهرة وتأكد الجميع من ذلك منذ ان بسطت وزارة الثقافة سلطانها
علي المهرجان واصبحت تديره من الألف للياء بعد ان كانت ترعاه فقط ؛
وتتعامل معه بمنطق الموظفين واللجان والاجتماعات رغم ان صناعة
المهرجانات تحتاج دائما لأفكار وأحلام ورؤية فنانين ومبدعين يتم
تحقيقها بالدعم المالي واللوجيستي من كل اجهزة الدولة ؛ولكن ما حدث
أن تحول المهرجان لنسخة من المهرجانات التي تديرها الوزارة ويسيطر
عليها كبار الموظفين وتكون النتيجة صفرا وتأكد الجميع من محبي
وعشاق مهرجان القاهرة أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة
ليس لديها رغبة أو حتي مجرد نية للإصلاح وصناعة مهرجان يليق ببلد
يعد ثاني دولة عرفت صناعة السينما في العالم بعد فرنسا وكأن وزارة
الثقافة تقول »يبقي الوضع علي ما هو عليه وعلي المتضرر ان يصنع
مهرجانا اخر بعيدا عنا.. هو دا اللي عندنا»؛ لذلك لجأ إثنان من
رجال الاعمال المصريين »نجيب وسميح ساويرس» -وهما بالمناسبة كانا
من الرعاة الحقيقيين لمهرجان القاهرة قبل سنوات- لصناعة مهرجان
سينمائي ضخم يليق بمصر ومن خلال المتابعة الدقيقة للاستعدادت
للمهرجان عبر البيانات الصحفية والتي تشرح ملامح الدورة الاولي
لمهرجان الجونة السينمائي الدولي بداية من المسابقات الدولية والتي
تصل قيمة جوائزها الي ما يقرب من أربعة ملايين جنيه ومرورا بمنصة
الجونة لرعاية المبدعين ومنطلق الجونة الذي يدعم صناعة الفيلم
وضيوفه سواء نجوم هوليوود اوالمصريون والعرب يتأكد لنا ان هذا
المهرجان الوليد سيكون نموذجا ويحقق لنا ما كنا نتمناه جميعا
للمهرجانات السينمائية المصرية خاصة القاهرة السينمائي. |